رواية المعاقة والدم كامله وحصريه بقلم هناء النمر
الفصل الأول
... ست رانيا ، ست رانيا ، اصحى والنبى ...
ردت رانيا بتكاثل دون أن تفتح عينيها
.. اممممم ، فى ايه بس يازينب ، مش قلتلك متصحنيش وسيبينى اصحى لوحدى ...
... مينفعش ، الحاجة رضا وصلت ...
انتفضت رانيا ورفعت رأسها من على الوسادة وحاولت أن تفتح عينيها بصعوبة وهى تقول
.. إيه ،ماما رجعت ، امتى ؟
... من شوية ، وكانت هتكولنى لما عرفت انك لسة نايمة ، وقالتلى اطلع اصحيكى تنزليلها حالا ...
... حالا حالا ، هى جاية مدايقة ...
... مدايقة وبس ، بقولك كانت هتكولنى ، جاية على آخرها ، ودخلت تجرى على مكتب الحاج حسن لنا عرفت انه هنا ...
... هو بابا كمان هنا مخرجش ، استر يارب ...
... قومى والنبى احسن هتطين عيشتى. ..
... جهزيلى هدوم ...
... حاضر ...
ألقت رانيا برأسها على الوسادة مرة أخرى وهى تحدث نفسها قائلة
... ياترى فى ايه المرادى ياحاجة رضا، ما انتى متروحيش الفيوم إلا وترجعى بمصيبة. ..
كان هذا الحوار دائر فى بيت الحاج حسن سلام الواقع فى احدى قرى مركز طوخ فى محافظة القليوبية ،
السلامية من أكبر واغنى عائلات المحافظة ، والعائلة مقسمة على فرعين ، أحد الفروع فى القليوبية ، والفرع الآخر وهو الأقوى والاغنى فى محافظة الفيوم ،
النشاط الرئيسى للسلامية هو الزراعة ، تمتلك العائلة عدد لا حصر له من الافدنة الزراعية التى يستخدموها فى زراعة كافة المحاصيل وبيعها ،
وقد اكتفى فرع القليوبية بهذا النشاط فقط ، فى حين أن فرع الفيوم اتجه لتجارة وتصدير كافة المحاصيل التى يزرعوها، ليس هذا فقط بل امتد النشاط لإقامة بعض المصانع التى يعتمد توريدها على هذه المحاصيل ،
لهذا فرع الفيوم هو الأغنى والأقوى ،
الحاج حسن سلام هو كبير السلامية فى القليوبية ب عد وفاة والده الحاج حسين ، وقد احتل هذه المنزلة لأنه الأغنى والاحكم فى قراراته من باقى أفراد العائلة ، وأيضا لأن والده كان فى نفس المكانة من قبله .
نزلت رانيا السلالم الرخامية واتجهت من خلال الصالة الواسعة للمكتب الملحق بقاعة استقبال عربية والتى يقضى فيها الحاج حسن معظم وقته فى مقابلة الضيوف .
... مساء الخير ياجماعة ...
واقتربت من والدتها وقبلت يدها ثم قالت
.. حمدالله على السلامة ياماما ...
ردت المرأة الكبيرة والملتفحة بالعباءة والطرحة السوداء .... الله يسلمك يارانيا ، نايمة ليه لحد دلوقتى ، المغرب هيدن. ..
... معلش ياماما ، كنت صاحية بدرى ، كان عندى شغل فى العيادة ...
ردت رضا بسخرية ... أه العيادة ، ليه كان عندك بقرة بتولد ، ولا معزة سخنة ...
... لأ اله الا الله ، بدأنا ...
... بتقولى ايه ...
... ولا حاجة ، سلامتك ياماما ، كنتى عايزانى فى حاجة ...
... من غير ما اعوزك ، مش مفروض تنزلى وتسلمى عليا ، بقالك 4 ايام مشوفتنيش. ..
.. لأ حول ولا قوة الا بالله ، ايه ياماما مالك انا قلت حاجة ...
ثم أشارت لوالدها الذى كان يج وكأنها تسأله
... هى مالها ، بتتلككلى كدة ليه ...
... اقعدى يارانيا ، عايزة أتكلم معاكى ...
قال الحاج حسن ... مش وقته يارضا ، انتى مدايقة دلوقتي ...
... مفيش وقت اصلا ، الحفلة بعد بكرة ، بكرة لازم نكون فى الفيوم عشان نلحق نجهز كل حاجة ، ونشتريلها هدوم جديدة وكام فستان عشان الحفلة ...
اندهشت رانيا مما تقوله والدتها وقالت
... متفهمونا ياجماعة عشان نبقى على الخط معاكم ، حفلة ايه ، وهدوم ايه ، حد قاللكم انى عريانة ولا حاجة ...
... هو ده اللى انتى فالحة فيه ، لماضة وخلاص ...
.. اتكتمت ياحاجة رضا ، وقعدت كمان ، خير ...
جلست الحاجة رضا بمواجهة رانيا وتحدثت معها بنبرة صوتية اهدى قليلا ،
... بصى يارانيا ، من الآخر كدة ، لما كان بيتقدملك ناس من البلد هنا وترفضيهم ، مكناش بنقول حاجة ، كدة كدة هم أقل من مستواكى اصلا ، إحنا عايزنلك حاجة أكبر من كدة ، دا انتى الدكتورة رانيا حسن سلام ، متتجوزيش من أى حد ، إنما المرة دى حاجة تانية ، أكبر راس فى العيلة كلها ، وطبعا لازم نوافق ...
... نوافق على ايه ، براحة عليا كدة شوية ، هو مين ده أساسا ...
... محسن سلام ...
... محسن سلام ، ابن عمى رشاد ؟
... ايوة ، هو ..
... يانهار اسود ، ده متجوز ومخلف كمان ، دا أكبر منى بأكثر من 15 سنة ...
... وايه يعنى ...
... نعم ..
... من ناحية جوازه ، مراته هتموت ، عندها سرطان بقالها خمس سنين وبقالها شهر ونص مخرجتش من المستشفى ، انما بنته دى معوقة ، على كرسى بعجل ، مفيش منها أمل ،
والسن بقى مش مشكلة ابوكى أكبر منى بعشر سنين ...
لم تجد رانيا اى رد على ما تقوله رضا ،كيف تتكلم هكذا وماذا تقول ، استمرت تنتقل بعينيها بين والدها ووالدتها لتجد اى رد فعل او قول ، ولم تجد غير الامتعاض والضيق على وجه والدها دون أن يرد
... ها ، قولتى ايه ؟
... بتهزرى صح ...
... هو الكلام ده فيه هزار ...
... وترضيلى بالوضع ده ...
... وليه لأ ، دا محسن سلام ، هو اى حد ...
... تظ فيه ، يغور فى داهية بعيد عنى ...
... بنت اتكلمى عدل ..
...أنا بتكلم عدل ياماما ، انا مش متخيلة اصلا انتى اذاى تتكلمى فى كدة ،وإذاى توقعتى انى ممكن أوافق ، وهو ، اذاى يتجرأ ويطلبنى اصلا وهو بوضعه ده ؟
...وهو طلبك اصلا ..
.. أفندم ، مطلبنيش ، أمال انتى بتتكلمى فى ايه ؟
.. احنا اللى هنخليه يطلبك ...
..، ههههههههههه ، إحنا مين ياماما ؟
.. انا وانتى ، هتلبسى وتتشيكى وتروحى حفلة رأس السنة اللى هم بيعملوها كل سنة ، واهى بعد بكرة ، وأنا متأكدة انه هيختارك انتى ،
حلوة ودكتورة وتبقى بنت الحاج حسن سلام ...
قالت رانيا بسخرية
... هو عامل الحفلة دى عشان ينقى عروسة ...
... مش بالظبط ، الحفلة كدة كدة بتتعمل كل سنة ، أمه هى اللى دعت كل بنات العيلة عشان ينقى واحدة منهم ...
التفتت رانيا لوالدها وسألته ... وانت عاحبك الكلام ده ؟
ابتسم الرجل ولم يرد ، قالت رضا
... كلمينى انا ، انا اللى بقولك ، ايه رأيك؟
ردت رانيا بطريقة هادئة ومتمالكة
... رأيي ؟ مش بقولك بتهزرى ، عارفة ياحاجة رضا ، لولا أن انا انسانة محترمة وابويا وامى ربونى كويس ، وقاعدة قدامكم دلوقتى ، كنت قلت كلام وحش اوى ، عمرك ما سمعتيه قبل كدة ...
... بنت ، احترمى نفسك ...
... منا بقولك اهو ، المشكلة أنى محترمة ...
وأخيرا نطق الحاج حسن وقال موجها كلامه لرانيا
... خلاص يارانيا ، كفاية ...
... كفاية ايه يابابا ، انا مستغربة اصلا ، انت ازاى ساكت وسايبها تكمل الكلام ده ....
ردت رضا ... مش عاحبك محسن رشاد يااختى ..
.. مش عاجبنى الحوار كله أساسا ، دا إهدار لكرامتى حتى مجرد انى أفكر فى الموضوع ، مش انفذه ، على أساس أن حضرته البرنس واحنا الرعايا ، هنقف بالطابور وهو يختار ،
مستحيل ، دا انا لو هقضى عمرى كله من غير جواز اصلا ...
... خلاص يارانيا ، وروحى انتى ..
... تروح فين ، لازم توافق ...
.
... كفاية يارضا ، انا سبتك تقولى اللى انتى عايزاه عشان اسمعك ردها بودنك ، لكن الموضوع مقفول اصلا من قبل ما تتكلمى فيه ...
... يعنى ايه ، انت عاحبك حالها كدة وهى قاعدة كدة ، داخلة على ستة وعشرين سنة ، مبقاش حتى يتقدملها حد ...
انتفض الرجل واقفا وهى ويصرخ فيها
.. رضا ، ولا كلمة زيادة ...
بينما تلجمت رانيا من صدمتها بكلام والدتها ، لأول مرة تتحدث فى هذا الموضوع بهذا الشكل المباشر والمهين فى نفس الوقت ،
قال حسن وهو فى كامل غضبه ... انتهينا ، مبقاش فى كلام ...
كانت رضا تعلم بغضب حسن أن وصل لحد معين ، رانيا لها مكانة خاصة عند والدها ، ولم يسمح لمخلوق أن يقترب منها أو يجرحها لأى سبب .
... براحتك ياحاج ، بس اسمعوا بقى ، انا خلاص زهقت من الموضوع ده ، ومش هطول كتير ، الموضوع ده كوم وقعادى فى البيت ده كوم تانى ، وانتوا أحرار بقى ...
ثم تركت لهم المكان وخرجت ، لم يجد الرجل ما يقوله لابنته ليخفف عنها وقع كلام والدتها ، خاصة بعدما رأى الدموع تتلألأ فى عينيها ،
انسحبت رانيا دون أن تنطق بكلمة ، وخرجت من البيت ، استمرت فى المشى حتى وصلت لمزارع البرتقال التى يمتلكها والدها ، جلست تحت الشجر ولفت شالها على كتفها جيدا من البرودة التى شعرت بها ،
رفعت رأسها تتأمل الأشجار والبرتقال المعلق بها ، وسألت نفسها سؤال واحد ،
... معقول دى تبقى نهاية كل اللى حلمت بيه ، الحب والحضر الدافى ، واللمسة الجميلة الحنينة ، فى الآخر ترسى على واحد قلبه حجر ، سايب مراته العيانة وبنته المشلولة وداير يدور على عروسة ..
ثم ابتسمت بسخرية وقالت .. داير ايه بقى ، دا انتى اللى هتروحيله لحد عنده ، بيضة مقشرة ، وامك اللى عايزة تقدمك بنفسها ....
يتبع
... ست رانيا ، ست رانيا ، اصحى والنبى ...
ردت رانيا بتكاثل دون أن تفتح عينيها
.. اممممم ، فى ايه بس يازينب ، مش قلتلك متصحنيش وسيبينى اصحى لوحدى ...
... مينفعش ، الحاجة رضا وصلت ...
انتفضت رانيا ورفعت رأسها من على الوسادة وحاولت أن تفتح عينيها بصعوبة وهى تقول
.. إيه ،ماما رجعت ، امتى ؟
... من شوية ، وكانت هتكولنى لما عرفت انك لسة نايمة ، وقالتلى اطلع اصحيكى تنزليلها حالا ...
... حالا حالا ، هى جاية مدايقة ...
... مدايقة وبس ، بقولك كانت هتكولنى ، جاية على آخرها ، ودخلت تجرى على مكتب الحاج حسن لنا عرفت انه هنا ...
... هو بابا كمان هنا مخرجش ، استر يارب ...
... قومى والنبى احسن هتطين عيشتى. ..
... جهزيلى هدوم ...
... حاضر ...
ألقت رانيا برأسها على الوسادة مرة أخرى وهى تحدث نفسها قائلة
... ياترى فى ايه المرادى ياحاجة رضا، ما انتى متروحيش الفيوم إلا وترجعى بمصيبة. ..
كان هذا الحوار دائر فى بيت الحاج حسن سلام الواقع فى احدى قرى مركز طوخ فى محافظة القليوبية ،
السلامية من أكبر واغنى عائلات المحافظة ، والعائلة مقسمة على فرعين ، أحد الفروع فى القليوبية ، والفرع الآخر وهو الأقوى والاغنى فى محافظة الفيوم ،
النشاط الرئيسى للسلامية هو الزراعة ، تمتلك العائلة عدد لا حصر له من الافدنة الزراعية التى يستخدموها فى زراعة كافة المحاصيل وبيعها ،
وقد اكتفى فرع القليوبية بهذا النشاط فقط ، فى حين أن فرع الفيوم اتجه لتجارة وتصدير كافة المحاصيل التى يزرعوها، ليس هذا فقط بل امتد النشاط لإقامة بعض المصانع التى يعتمد توريدها على هذه المحاصيل ،
لهذا فرع الفيوم هو الأغنى والأقوى ،
الحاج حسن سلام هو كبير السلامية فى القليوبية ب عد وفاة والده الحاج حسين ، وقد احتل هذه المنزلة لأنه الأغنى والاحكم فى قراراته من باقى أفراد العائلة ، وأيضا لأن والده كان فى نفس المكانة من قبله .
نزلت رانيا السلالم الرخامية واتجهت من خلال الصالة الواسعة للمكتب الملحق بقاعة استقبال عربية والتى يقضى فيها الحاج حسن معظم وقته فى مقابلة الضيوف .
... مساء الخير ياجماعة ...
واقتربت من والدتها وقبلت يدها ثم قالت
.. حمدالله على السلامة ياماما ...
ردت المرأة الكبيرة والملتفحة بالعباءة والطرحة السوداء .... الله يسلمك يارانيا ، نايمة ليه لحد دلوقتى ، المغرب هيدن. ..
... معلش ياماما ، كنت صاحية بدرى ، كان عندى شغل فى العيادة ...
ردت رضا بسخرية ... أه العيادة ، ليه كان عندك بقرة بتولد ، ولا معزة سخنة ...
... لأ اله الا الله ، بدأنا ...
... بتقولى ايه ...
... ولا حاجة ، سلامتك ياماما ، كنتى عايزانى فى حاجة ...
... من غير ما اعوزك ، مش مفروض تنزلى وتسلمى عليا ، بقالك 4 ايام مشوفتنيش. ..
.. لأ حول ولا قوة الا بالله ، ايه ياماما مالك انا قلت حاجة ...
ثم أشارت لوالدها الذى كان يج وكأنها تسأله
... هى مالها ، بتتلككلى كدة ليه ...
... اقعدى يارانيا ، عايزة أتكلم معاكى ...
قال الحاج حسن ... مش وقته يارضا ، انتى مدايقة دلوقتي ...
... مفيش وقت اصلا ، الحفلة بعد بكرة ، بكرة لازم نكون فى الفيوم عشان نلحق نجهز كل حاجة ، ونشتريلها هدوم جديدة وكام فستان عشان الحفلة ...
اندهشت رانيا مما تقوله والدتها وقالت
... متفهمونا ياجماعة عشان نبقى على الخط معاكم ، حفلة ايه ، وهدوم ايه ، حد قاللكم انى عريانة ولا حاجة ...
... هو ده اللى انتى فالحة فيه ، لماضة وخلاص ...
.. اتكتمت ياحاجة رضا ، وقعدت كمان ، خير ...
جلست الحاجة رضا بمواجهة رانيا وتحدثت معها بنبرة صوتية اهدى قليلا ،
... بصى يارانيا ، من الآخر كدة ، لما كان بيتقدملك ناس من البلد هنا وترفضيهم ، مكناش بنقول حاجة ، كدة كدة هم أقل من مستواكى اصلا ، إحنا عايزنلك حاجة أكبر من كدة ، دا انتى الدكتورة رانيا حسن سلام ، متتجوزيش من أى حد ، إنما المرة دى حاجة تانية ، أكبر راس فى العيلة كلها ، وطبعا لازم نوافق ...
... نوافق على ايه ، براحة عليا كدة شوية ، هو مين ده أساسا ...
... محسن سلام ...
... محسن سلام ، ابن عمى رشاد ؟
... ايوة ، هو ..
... يانهار اسود ، ده متجوز ومخلف كمان ، دا أكبر منى بأكثر من 15 سنة ...
... وايه يعنى ...
... نعم ..
... من ناحية جوازه ، مراته هتموت ، عندها سرطان بقالها خمس سنين وبقالها شهر ونص مخرجتش من المستشفى ، انما بنته دى معوقة ، على كرسى بعجل ، مفيش منها أمل ،
والسن بقى مش مشكلة ابوكى أكبر منى بعشر سنين ...
لم تجد رانيا اى رد على ما تقوله رضا ،كيف تتكلم هكذا وماذا تقول ، استمرت تنتقل بعينيها بين والدها ووالدتها لتجد اى رد فعل او قول ، ولم تجد غير الامتعاض والضيق على وجه والدها دون أن يرد
... ها ، قولتى ايه ؟
... بتهزرى صح ...
... هو الكلام ده فيه هزار ...
... وترضيلى بالوضع ده ...
... وليه لأ ، دا محسن سلام ، هو اى حد ...
... تظ فيه ، يغور فى داهية بعيد عنى ...
... بنت اتكلمى عدل ..
...أنا بتكلم عدل ياماما ، انا مش متخيلة اصلا انتى اذاى تتكلمى فى كدة ،وإذاى توقعتى انى ممكن أوافق ، وهو ، اذاى يتجرأ ويطلبنى اصلا وهو بوضعه ده ؟
...وهو طلبك اصلا ..
.. أفندم ، مطلبنيش ، أمال انتى بتتكلمى فى ايه ؟
.. احنا اللى هنخليه يطلبك ...
..، ههههههههههه ، إحنا مين ياماما ؟
.. انا وانتى ، هتلبسى وتتشيكى وتروحى حفلة رأس السنة اللى هم بيعملوها كل سنة ، واهى بعد بكرة ، وأنا متأكدة انه هيختارك انتى ،
حلوة ودكتورة وتبقى بنت الحاج حسن سلام ...
قالت رانيا بسخرية
... هو عامل الحفلة دى عشان ينقى عروسة ...
... مش بالظبط ، الحفلة كدة كدة بتتعمل كل سنة ، أمه هى اللى دعت كل بنات العيلة عشان ينقى واحدة منهم ...
التفتت رانيا لوالدها وسألته ... وانت عاحبك الكلام ده ؟
ابتسم الرجل ولم يرد ، قالت رضا
... كلمينى انا ، انا اللى بقولك ، ايه رأيك؟
ردت رانيا بطريقة هادئة ومتمالكة
... رأيي ؟ مش بقولك بتهزرى ، عارفة ياحاجة رضا ، لولا أن انا انسانة محترمة وابويا وامى ربونى كويس ، وقاعدة قدامكم دلوقتى ، كنت قلت كلام وحش اوى ، عمرك ما سمعتيه قبل كدة ...
... بنت ، احترمى نفسك ...
... منا بقولك اهو ، المشكلة أنى محترمة ...
وأخيرا نطق الحاج حسن وقال موجها كلامه لرانيا
... خلاص يارانيا ، كفاية ...
... كفاية ايه يابابا ، انا مستغربة اصلا ، انت ازاى ساكت وسايبها تكمل الكلام ده ....
ردت رضا ... مش عاحبك محسن رشاد يااختى ..
.. مش عاجبنى الحوار كله أساسا ، دا إهدار لكرامتى حتى مجرد انى أفكر فى الموضوع ، مش انفذه ، على أساس أن حضرته البرنس واحنا الرعايا ، هنقف بالطابور وهو يختار ،
مستحيل ، دا انا لو هقضى عمرى كله من غير جواز اصلا ...
... خلاص يارانيا ، وروحى انتى ..
... تروح فين ، لازم توافق ...
.
... كفاية يارضا ، انا سبتك تقولى اللى انتى عايزاه عشان اسمعك ردها بودنك ، لكن الموضوع مقفول اصلا من قبل ما تتكلمى فيه ...
... يعنى ايه ، انت عاحبك حالها كدة وهى قاعدة كدة ، داخلة على ستة وعشرين سنة ، مبقاش حتى يتقدملها حد ...
انتفض الرجل واقفا وهى ويصرخ فيها
.. رضا ، ولا كلمة زيادة ...
بينما تلجمت رانيا من صدمتها بكلام والدتها ، لأول مرة تتحدث فى هذا الموضوع بهذا الشكل المباشر والمهين فى نفس الوقت ،
قال حسن وهو فى كامل غضبه ... انتهينا ، مبقاش فى كلام ...
كانت رضا تعلم بغضب حسن أن وصل لحد معين ، رانيا لها مكانة خاصة عند والدها ، ولم يسمح لمخلوق أن يقترب منها أو يجرحها لأى سبب .
... براحتك ياحاج ، بس اسمعوا بقى ، انا خلاص زهقت من الموضوع ده ، ومش هطول كتير ، الموضوع ده كوم وقعادى فى البيت ده كوم تانى ، وانتوا أحرار بقى ...
ثم تركت لهم المكان وخرجت ، لم يجد الرجل ما يقوله لابنته ليخفف عنها وقع كلام والدتها ، خاصة بعدما رأى الدموع تتلألأ فى عينيها ،
انسحبت رانيا دون أن تنطق بكلمة ، وخرجت من البيت ، استمرت فى المشى حتى وصلت لمزارع البرتقال التى يمتلكها والدها ، جلست تحت الشجر ولفت شالها على كتفها جيدا من البرودة التى شعرت بها ،
رفعت رأسها تتأمل الأشجار والبرتقال المعلق بها ، وسألت نفسها سؤال واحد ،
... معقول دى تبقى نهاية كل اللى حلمت بيه ، الحب والحضر الدافى ، واللمسة الجميلة الحنينة ، فى الآخر ترسى على واحد قلبه حجر ، سايب مراته العيانة وبنته المشلولة وداير يدور على عروسة ..
ثم ابتسمت بسخرية وقالت .. داير ايه بقى ، دا انتى اللى هتروحيله لحد عنده ، بيضة مقشرة ، وامك اللى عايزة تقدمك بنفسها ....
يتبع