رواية نعمه كامله وحصريه بقلم حماده زهران
-قصتي بدأت من وقت ما كان عندي 7 سنين،كنت بحلم اني قاعده على سطح بيتنا،وباصه للسما،بشوف باب كبير ونازل منه سلم كبير،فيه شباب ولاد وبنات في سن العشرين،كانوا طالعين علي السلم،وشامه ريحه حلوه عمري ما شمتها قبل كده.
لحد ما في يوم بابا صحي من النوم ملقنيش في الشقه.
عايشين في بيت عيله كبير،البيت من 6 أدوار.
بابا فضل يدور عليا في الشقه ما لقنيش، والغريبه ان باب الشقه كان مقفول من جوه.
بابا فتح الباب ونزل عند جدتي،ودور عليا عند عمامي،والبيت كله اتقلب عليا،لحد ما بابا طلع على السطح،لقاني قاعده في نص السطح،والمكان اللي كنت قاعده فيه نضيف جدا،رغم ان أمي وجدتي وحريم عمامي مربين طيور فوق سطح البيت.
كنت ببص للسما وفيه ضوء متسلط عليا انا بس،ومش سامعه اي حاجه.
بمجرد ما بابا هزني فقدت الوعي.
ولما فوقت لقيت بابا وكل البيت متجمعين فوق راسي،سألت هو في ايه،هو انا كويسه؟
بابا بخوف عليا قال:
-حبيبتي..انتي خرجت من الشقه ازاي؟
ضحكت وقولت ازاي.
جدتي بعصبية قالت:
-كنتي بتعملي ايه على السطح يا بت انتي.
بصيت لأبويا وقولت بخوف من جدتي:
-لا والله يا بابا مطلعتش،انا بس كنت بحلم.
وبدأت اتوتر واخاف
بابا قال:
-خلاص يا جماعه هي كويسه.
وطلب منهم يموا،كل واحد يرجع يكمل نومه. وقعد جنبي على السرير واخدني في حضنه، امي واقفه بتترعش،وانا مش فاهمه اي حاجه.
بابا طلب من امي أنها تخرج،وطلب مني احكيله حلمت ايه.
حكيتله الحلم..الحلم اللي كنت بشوفه مرتين في الأسبوع.
وطلب مني ما احكيش لأي حد،ونيمني.
جدتي كانت تاجرة،وعندها معارف كتير، ست كانت شديده "زي شخصية فاطمة تعلبة بتاعت مسلسل "الوتد".
تاني يوم..بابا كان عند جدتي،وطلع يطلب مني ألبس،فرحت وقولت هخرج معاك.
قالي ايوه.
بسرعه لبست ونزلت معاه لقيت جدتي مستنيانا،مشينا مع بعض وأنا مش عارفه رايحين فين.
رحنا عند واحد اسمه "ابراهيم"، بابا قعدني قدامه وفضل يحكي عني لإبراهيم.
انا كنت هادية،وما كنتش مضايقه ولا حتي خايفه.
ابراهيم سألني وقال:
-هو انتي بتشوفي ايه،احكيلي.
قولتله:
-زي ما بابا قالك،بشوف بنات وشباب دخلين فى السماء من باب كبير، ولبسهم ابيض وشكلهم حلو ورحتهم حلوه.
ابراهيم فضل يبص في عينيا وانا كنت ببص في عينيه بفضول،كأني بقرأ حاجه جوه عينه.
قال:
-انتي عايزه تقولي ايه.
قولت:
-انت عندك كتاب.
قال:
-كتاب ايه.
قولت:
-انت لازم تسمعني كويس.
طبطب عليا وقال:
-اتكلمي يا نعمه أنا سامعك.
قولت:
-انت عندك كتاب بتستعمله وبتعالج بيه،والمفروض ده سرك ومحدش يعرف صح.
قال:
-ايوه صح.
قولت:
-خد بالك بقي لانك هتموت بسبب الكتاب ده. قال:
-طيب والحل ايه.
هزيت راسي وقولت:
-ما اعرفش.
طبطب عليا وقال لبابا:
-خلي بالك من نعمه اكتر من نفسك،انت معاك كنز.
بابا بصله بأستغراب.
ابراهيم قال:
-والله العظيم لو حد عرف قدرت بنتك هيستغلها.
بابا خاف قوي عليا وخدني ومشينا،وجدتي كانت مصدومه وساكته.
لما رجعنا البيت امي كانت قلقانه عليا وعايزة تعرف إبراهيم قال ايه،بابا قال:
-محدش يتكلم في الموضوع ده تاني.
فعلاً محدش فتح معايا كلام بخصوص اللي حصل.
بعد ثلاث ايام سمعنا خبر سيء ومفزع لجدتي وبابا.
عم ابراهيم مات محروق،اتحرق هو والكتاب بتاعه.
ومن هنا بدأت الأمور تزيد وخوف بابا وجدتي عليا يزيد.
كنت بحلم واحكي الحلم لجدتي،والغريب ان الحلم بيتحقق.
احلم بناس حاجات هتحصلهم،وتاني يوم الحلم يتحقق،ويحصلهم نفس اللي بشوفه في الحلم.
جدتي كان عندها فضول تعرف اكتر..تسأل اكتر،وانا كنت دايما احكيلها.
وفي مره عربيه جدي كانت محتاجه يتعملها عمره،وما كانش فيه فلوس مع جدتي.
كنت قاعده مع جدتي،قولتلها:
-انتي عايزه 1000 جنيه صح.
قالت:ايوه.
قلتلها:
-ام فتحي صاحبتك هتيجي وهتديكي الفلوس.
بصيتلي وضحكت وقالت:
-لا والله.
قولتلها:
-والله زي ما بقولك كده.
قالت:
-طيب انتي عرفتي من فين.
قولت:
-سمعت في ودني كده،بس انا هاخذ منك 10 جنيه.
في اللحظة دي الباب خبط،بصيتلي بأستغراب لما سمعت صوت ام فتحي،قومت فتحت الباب ودخلت ام فتحي،وستي من استغرابها مش عارفه تقولها اتفضلي.
ام فتحي قالت:
-ايه يا ام احمد هو انا كنت بايته في حضنك يا اختي.
ستي قالت:
-لا والله بس لسه كنتي على بالي.
أم فتحي قالت:
-طيب بصي يا ام احمد الجمعيه بتاعتك المفروض تقبضيها الشهر اللي جاي،بس انا هديهالك دلوقتي،علشان صاحب الاسم عايز يأخروا شويا.
ستي تنحت وأخدت منها الفلوس وعلى وشها ملامح الاستغراب.
ولما مشيت ام فتحي ،طلبت من ستي ال 10 جنيه،ستي كانت متفاجأه مني، علشان دي كانت اول مره اسمع حاجه واقولها،كل اللي كنت بشوفه كان في الحلم وبس.
فضل الحال زي ما هو لحد ما وصل سني 11 سنه.
حصلت حاجه اغرب من الخيال.
متعودين دايما الكل يتجمع وقت خبيز العيش الشمسي.
"امي ومرات عمي الكبير ومرات عمي الوسطاني وعماتي الاتنين وعيال البيت كلهم.
وفي مره كانوا بيخبزوا العيش بتاع البيت كله.
كنا كلنا متجمعين عند جدتي،وكنا مبسوطين جدا،والفرن شغال وجدتي بتخبز.
كنت في الوقت ده،كنت انا اكتر واحده مفضله عند جدتي.
وفجأة كده شوفت حاجه غريبه عمري ما شوفت زيها قبل كده.
وبدأت اسمع كلام كتير في ودني.
شوفت عمي الصغير كان راكب الميكروباص بتاعه،كان شغال بيه اسكندريه،القاهره.
كان ماشي وكان في عربيتين بيجروا ورا بعض،وهو ماشي وراهم.
شهقت جامد.
جدتي اتخضت وقالتلي:
-مالك.
وكلهم اتلموا حواليا.
جدتي زعقت معاهم،واخدتني وطلعنا قدام باب البيت،وقالتلهم:
-محدش ياجي ورانا.
وعملتلي ميا بسكر،شربته وهي قاعده جنبي.
قالت:
-احكي مالك في ايه.
قولت:
-انا خايفه منك علشان اللي أنا شوفته هيزعلك.
قالت:
-لا قولي ما تخافيش.
قولت:
-عمي هو وسايق العربيه علي الطريق،كان فيه ناس بيجروا ورا بعض وهو شايفهم،عربيه بيضه والتانيه سوده.
اللي في العربيه السوداء نزلوا وكانوا مسلحين بسيوف،وبيطلبوا الراجل اللي في العربيه البيضه،وعمي نزل يحوش عن الراجل،الناس ضربوا عمي بسيف على ايده.
جدتي اتخضت وخافت قوي،وانا كنت خايفه جدا منها.
قالت:
-طيب بالراحه يا نعمه احكيلي تاني.
وحكيت تاني.
جابتلي اكل وعصير،وكل شويه تقولي:
-احكي تاني..وانا احكي.
كنا قاعدين قدام الباب من الساعه 11 الصبح لحد 5 المغرب،وانا بعيد وازيد لجدتي،لدرجة اني وصفت كل حاجه حصلت حتى شكل الناس.
وجدتي كانت قاعده متوترة وبتبص يمين وشمال و مستنيا عمي.
ودخلت العربيه البيضه اللي انا وصفتها، جدتي اتخضت وقامت من مكانها.
الراجل اللي وصفته نزل من العربيه،ونزل وعمي وايده مربوطه.
الراجل قال:
-هي دي امك يا سعيد.
"اه"
جدتي كانت زي المشلوله،مش عارفه تتكلم ولا تتحرك من مكانها،كل اللي هي بتعمله بتبص عليهم وترجع تبص عليا،وهي بتقولي: -ازاي انت عرفتي.
الراجل قرب من جدتي وباس ايديها وقال:
-انتي عرفتي تربي يا حجه..انا وكيل نيابه،وفي ناس بلطجيه كانوا بيجروا ورايا وعايزين يضربوني.
وحكى كل حاجه انا حكيتها لجدتي..كل حاجه شفتها وقولتها حصلت.
بابا لما عرف خاف عليا قوي،وزعل مع جدتي وقال:
-انا قولتلك بلاش الكلام.
والجيران عرفوا كل حاجه بتحصل معايا،واي حد كان بيحلم بحاجه ياجي يحكيلي علشان افسرها،وانا كنت بفرح ان الناس مهتمه بيا، كنت 11 سنه وقتها.
لحد ما في يوم جارتنا نادت عليا،الست دي كانت ما بتخلفش،اسمها نوال قالت:
-تعالي عايزاكي.
استأذنت من امي وطلعتلها،لقيت جوزها موجود،قالت:
-تعالي يا نعمه،عمك مصطفى شاف حلم وعايزك تفسيريه.
"ماشي".
قعدني على الارض قدامه،وبدأ يحكي عن مكان في الصحراء،وبدأت أشوف المكان، وبدات أوصف المكان،هو يقول كلمه،وانا اكمل.
لحد فعلاً ما وصلت للمكان ده.
كنت شايفه كل حاجه كويس جدا.
شوفت نفسي واقفه في المكان ده وشايفه اللي تحت الارض.
قال:
-شايفه ايه يا نعمه.
قولتله على اللي انا شايفاه تحت الارض.
قالي:
-طيب قوليلي اوصل ازاي؟
بدأت أخاف واترعش.
عاد السؤال تاني.
-اوصل ازاي قولي ما تخافيش.
شوفت مصطفى ظهر في المكان قدامي، ومعاه واحد شكله وحش،والراجل ده كان معاه طفل رضيع،وماسك سكينه ونزل بيها على رقبت الطفل.
بدأت أصرخ..أصرخ،لحد ما الجيران اتلموا،وما كنتش عارفه اتكلم ولا عارفه اتحرك من مكاني.
لحد ما شوفت بابا جاي جاري عليا وبيقولي: -أهدي يا حبيبتي أهدي،انا جنبك.
هو الوحيد اللي بتكلم معاه وانا مطمنه.
قال:
-احكيلي يا نعمه فيه ايه.
نوال قالت:
-والله ما فيش حاجه،مصطفى كان بيحكيلها حلم.
بابا زعق معايا وخدني في حضنه وقال:
-مالك احكيلي يا حبيبتي.
حكيت اللي أنا شوفته.
بابا واعمامي ضربوا مصطفى،ومكنتش عارفه هو كان عايز مني ايه،بس بابا وعمامي كانوا عارفين،ومن كتر الضرب اللي اخده مصطفى كان هيموت في ايديهم.
وفهمت بعدين ان هو كان عايزني اساعده في يفتح مقبره آثارة،بعدها بابا منعني أخرج من البيت.
الفترة دي بدأت أسمع اسماء ناس،واللي كنت بسمع اسمه كان بيموت.
مره كنت مع جدتي قبل صلاه الفجر،وقولت لجدتي:
-ام سلطان ماتت.
أم سلطان جارتنا ،ساكنه في الشارع اللي ورانا،وصديقه مقربة لجدتي.
جدتي قالت:
-امتى دي كانت معايا امبارح..مين اللي قالك.
بصتلها وقولت:
-سمعت صوت في ودني.
مفيش 3 دقايق وزاعوا في المكروفون بتاع الجامع..انتقلت إلي رحمة الله تعالي الحجه ام سلطان.
جدتي اتمسمرت مكانها،وكانت مصدومة.