رواية نعمه الفصل الثاني 2 بقلم حماده زهران
ناس كتير كنت بسمع اسمها لما بتموت.
لحد ما وصلت 13 سنه،وبدأ ياجيلي عرسان..وفعلا اتخطبت.
خطيبي كان اول حد اعرفه في حيات، اتخطبتله 3 سنين،وخلال الفترة دي كانت بتحصل حاجات غريبه.
ومن غير اي سبب قولت لبابا مش عايزاه، وفي نفس الوقت كنت بحب خطيبي جداً.
كنا في شهر 5 والمفروض هنتجوز في شهر 7،صممت اني افركش الجوازة،وبابا عمره ما رفضلي طلب..وفعلاً فركشت الخطوبه.
بدأت احلم احلام غريبه،وبدأت تحصل أحداث غريبه،بحس دايما بحد جنبي بيتنفس.
جالي عرسان كتير،واهلي وافقوا على واحد منهم،كان اسمه احمد.
انا كنت رافضاه،بس جدتي اصرت على الخطوبه،واتخطبت غصب عني.
وبعد خطوبتي بيوم،بابا تعب ودخل عنايه مركزه،واخد 21 يوم.
ولما فاق في اليوم ال 21 طلبني بالأسم.
انا مشفتهوش طول الفتره دي.
لقيت جارتنا بتنادي عليا وبتقول:
-ألبسي علشان عمك جاي ياخدك،علشان ابوكي عايز يشوفك.
كان عندها تلفون ارضي،وأمي كلمتها.
لبست بسرعه وعمي جالي وروحت معاه عند ابويا،واول ما شوفته طالع من العنايه على كرسي بعجل بدأت اترعش.
مش ده ابويا لا،ابويا انا جامد مش ممكن يحصل معاه كده.
انهارت وجريت من المكان،جدتي جات ورايا وقالت:
-نعمه..ابوكي لو شافك كده هيموت،لازم تجمدي.
دخلت وابويا كان بيدور عليا بعينه،اول ما شافني ابتسم،وقعت قدامه منهاره وبقوله: -حرام عليك،انا بموت يا قلبي..انا تعبانه قوي من غيرك.
قالي:
-انا كويس متخافيش.
احمد خطيبي وقتها كان موجود،بابا قاله: -نعمه امانه في رقبتك.
الدكتور خرجنا وعلقوله جهاز النفس.
مشيت وانا عندي احساس غريب اليوم ده، وعلي الساعه 2 بالليل،كنت انا صاحيه وقاعده في الصاله،واخواتي نايمين في الأوضه،وامي كانت في الاوضه التانيه.
كنت قاعده على الكنبه،وفجأة لقيت بابا نايم على الكنبه،وراسه على رجلي،ورافع عينه وباصصلي ومبتسم.
قولت:
-بابا حبيبي..انت هتموت وتسبني.
ابتسم اكتر.
قولت:
-حرام عليك،انا ما ليش غيرك.
فجأة بابا اتحول سحابه بيضه كبيره،ودخل عند اخواتي،وانا في مكاني مش بتحرك، ورجع دخل عند امي.
بعدها رجعلي تاني ووقف فوق راسي،وسمعته بيقول:
-اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله. بعدها اختفى..وانا قعدت ابكي.
الكلاب في الشارع اتجمعوا تحت البيت وفضلت تنبح،امي صحيت لقتني ببكي،قالت: -مالك يا نعمه فيكي ايه.
قولتلها:بابا مات يا أمي.
قالت:
-حرام عليكي كده.
قولت:
-والله العظيم بابا مات.
الفجر أذن،وانا على نفس الوضع،مقتنعة أن بابا مات.
بعد صلاه الفجر ،جدتي طلعت شقتنا،وكانت جايبه معاها فطار وقالت لأمي:أنا معايا شيك دم،اول ما النهار يطلع هروح المستشفى
وهيدخلوني.
وأول ما النهار طلع نزلوا،وانا قومت غسلت وشي وروقت البيت ولبست اسود،كانت الساعه 9:30ص،كنت بمسح السلم ومتأكده ان بابا مات.
وأنا بمسح السلم وقعت،في اللحظه دي دخلت اخت خطيبي وشافتني واقعه على الأرض،قومتني وقالتلي:انتي كويسه يا نعمه، ولابسه اسود ليه.
قولت:
-بابا مات.
قالت:
-مين قالك كده.
قولت:
-انا اللي بقول كده.
قالت:
-اخرسي..حرام عليكي،اخلصي غيري هدومك دي،وأنا هكمل مسح السلم.
وبعد ما خلصت قالتلي:
-انا رايحه مشوار وجايه تاني..وفجأه سمعت صوت عربيه وامي بتقول:
-يا عشرتك الغاليه يا ابراهيم.
وجدتي بتقول:
-اللي بيحب ابني يروح يخلص الورق بتاعه.
وامي وعماتي طالعين على السلم يصرخوا.
نزلت اجري عليها ومسكتها من هدومها، وقعدت اضرب فيها ،وهي بتحاول تحضني، وانا ازقها واقول:
-ما تقوليش كده،ازاي بابا يموت.
مع اني كنت عارفه،بس في اللحظه دي عقلي وقف ومش مستوعبه.
كلهم مشيوا علشان يدفنوه،وانا كنت لوحدي، جريت علي عمتي الصغيره،ومسكت ايدها وقولتلها:
-ابوس ايدك..خديني معاكي.
ولما وصلت المستشفى،كان بابا اتغسل، وخلاص طالع بعربية الاسعاف.
مشينا وراه انا وعمتي في عربيه،وحصلت حاجه غريبه.
العربيه اللي راكبنها كل ماتتأخرت،الاسعاف بتوقف متتحركش.
سواق الاسعاف نزل من العربيه وقال:
-مين في العربيه دي يخص المرحوم.
قالوا:
-أخته وبنته.
قال:
-هاتوا البنت تركب مع ابوها،روحت ركبت معاه،وكنت اول مره في حياتي اشوف حد ميت قدام عيني.
ماكنتش متخيله اول حد اشوفه ميت يكون ابويا.
ركبت جنبه،وحطيت ايدي على راسه وقريت شويه قران انا حافظاه.
العربيه كانت سريعة وطايره بينا طير.
ولما وصلنا المقابر..شوفته هو وبيتدفن قولت:
- حطيناك في التربه يا قلبي وهنمشي.
ودي فعلا اخر حاجه كنت فاكراها،ساعتها وقعت من طولي.
ولما فوقت مش بقول غير جمله واحده بس.
-حطيناك في التربه ومشينا ياحبيبي
لحد ما وصلت البيت.
وانا بنزل من العربية،أغمي عليا،وما حسيتش بأي حاجه،ولا شوفت العزا ولا اي حاجه.
وبعد يومين فوقت،لقيت متعلقلي محلول،فوقت وانا بنادي على بابا.
بابا مات يوم الاثنين،وانا فوقت يوم الاربعاء
طلبت من جدتي اروح ازور ابويا.
جدتي قالت:
-بكره هنروح كلنا ان شاء الله.
وتاني يوم الصبح روحنا كلنا، انا وامي وعماتي واخواتي واعمامي وجدتي.
كنا واقفين قدام القبر بتاع بابا.
وانا واقفه..كان عمي الصغير على شمالي،واخويا محمد على يميني.
وفجأة شوفت باب التربه بيفتح،وفي اللحظه دي كل حاجه ثبتت عن الحركه.
ده حتى كان في دبانه طايره عند وش عمي، وقفت ثابته في الهوا.
حواليا كلهم ثابتين،كأن فيديو شغال واتعملوا إيقاف.
بصيت على باب التربه لقيت بابا طالع زي القمر.
فرحت اول ما شوفته وحاولت اجري عليه،أكتشفت اني انا كمان ثابته زيهم.
بصلي وابتسم،وبص علينا كلنا وقرب مني وبصلي ونزل دموع من عينه.
محمد اخويا كان قاعد على الارض،قرب عليه ومسح بأيده على راس محمد،وفجأه محمد نام.
ورجع دخل تاني القبر وهو بيبتسملي.
واتحركنا تاني طبيعي،إلا محمد كان نايم.
قولت:
-شوفت بابا والله العظيم بابا كان هنا.
جدتي طلعتني من الترب بسرعه،كانت خايفه عليا وقالت:
-تعالي يا نعمه يا حبيبتي،مالك بس في ايه.
قولت اللي حصل.
جدتي قالتلي:
مفيش حاجه يا حبيبتي،بابا خلاص مات،والميت مش بيرجع.
قولت:
-طيب اسألي محمد هو نام ازاي.
ولما سألوا محمد قال:
-كنت بقرأ قران وفجاه حسيت ايد بابا بتمسح على راسي ونمت.
جدتي قالت:
-انتي مش هتدخلي المقابر تاني.
وبعد كام يوم،روحت المقابر لوحدي،من الساعه 8م لد 11م،وكلهم بيدوروا عليا لحد ما وصلوا،جدتي وأمي واعمامي المقابر، ولقيوني قاعده هناك عند قبر ابويا.
كنت بحكي لبابا علي كل اللي بيحصل معايا.
شوفت جدتي جايه عليا،كنت خايفه منها بس طبطبت عليا،ووقفوا وقروا قرآن،سمعت صوت واحده بتتألم،بصيت حواليا ما لقيتش حد.
اتكرر الصوت تاني..وفجأة الارض فضلت تموج زي موج البحر من تحت رجلي، والصوت بيزيد.
بدأت اتوتر وقولت لجدتي:
-سامعه صوت واحده بتتألم،والارض بتتموج تحت رجلي.
جدتي قالت:
-بسم الله الرحمن الرحيم يلا كلكم اطلعوا دلوقتي حالا،ومشينا.
كلنا تعبنا على فراق ابويا،ومع مرور الوقت بدأت ابعد عن الناس،حتى اهلي وخطيبي،كل حاجه بالنسبه ليا ماتت.
عمامي حكموا وقالوا:
-نعمه هتتجوز في الميعاد اللي قال عليه ابوها الله يرحمه.
بابا كان محدد شهر 10،ومات في شهر 2، يعني بعد 8 شهور.
وانا كنت مش حاسه بأي حاجه غير فقدان ابويا،واللي انا بسمعه في ودني.
بسمع حد بيتكلم معايا،ودايما بنتكلم عن بابا.
جدتي كانت خايفه عليا،وكانت عايزاني اتجوز علشان الوحده اللي كنت فيها.
وقتها كان عندي 18 سنه،جوزي كان محترم جدا.
قدرني في خوفي وقلقي وقال:
-انا عارف انك ما كنتيش عايزه الجواز دلوقتي علشان ابوكي،بس انا جنبك يا نعمه،ومش هجبرك على حاجه انت مش حباها.
وسابني انام،وانا كل تفكيري في ابويا ولسه حزينه عليه.
ما كنتش عارفه ايه اللي جاي،واكتشفت أن اللي جاي كوارث.
جدتي جات تاني يوم هي امي ومرات عمي.
جدتي قالتلي:
-ايه فرحيني.
قولتلها:
-يعني ايه.
رد جوزي وقال:
-سيبيها براحتها.
قالت يعني ايه..هو انتي مش عايزه جوزك يقرب منك،ده انتي يومك اسود.
جوزي قالها:
-بالراحه عليها،سبيها علي راحتها.
بصتلي وقالت:
-انا ماشيه وجايه بكره،ونهارك هيبقي اسود لو متمتش.
وفي نفس الليلة جوزي قرب مني،سمعت صوت صريخ جامد.
كنت مغمضه عينيا والاصوات بدأت تزيد حوليا،وودني بدأت توجعني.
وتاني يوم جدتي جات وفرحت ومشيت. وحاولت اخرج نفسي من اللي انا فيه،واعيش حياتي.
خصوصاً اني جوزي محترم جدا جدا.
كان عوض ربنا بعد ابويا،وللأسف دي كانت الكارثة.
جوزي لما بيقرب مني ويكون معايا،كنت اشوف وشه بابا مش جوزي اضربه وازوقه من فوق السرير.
وصوت الصريخ يزيد اكتر واكتر،لحد ما بدا يجيلي نوبات رعشه وخوف.
جوزي بدل ما يعيش اسعد ايام حياته،عاش فترة من الرعب.
كان عندي قوه رهيبه،في مره كسرت الدولاب.
وجوزي علشان أهدى كان يقوم يجيبلي ميه، ويتكلم عن بابا،وفعلاً دي الحاجه الوحيده اللي كانت بتهديني وانام.
جوزي كلم ماما وبدأ يسأل عني..نعمه مالها.
ماما حكتله كل حاجه.
قرروا يودوني لشيخ،علشان يعرف ايه اللي بيحصل فيا ده.
علشان هو كان عارف ان انا كده من زمان بس عمري ما اشتكيت.
كنت كويسه،ايه بس اللي اتغير بعد الجواز عشان اتعب كده.
انا كنت خايفه من الشيخ اوي.
روحنا انا وجوزي وامي واخت جوزي،
قعدنا مع الشيخ وسأل..وجوزي حكالوا.
بدأ يقرأ عليا،وانا كنت بقرأ معاه واسرع منه، الشيخ استغرب،حتى امي وجوزي استغربوا.
انا مش حافظه قرآن،حافظه حاجات بسيطة.
وقتها ما كنتش في وعيي،هما اللي حكولي.
الشيخ عرف مين معايا.
وقال لجوزي وامي:
-نعمه تمتلك قوة وسر كبير،والحاجه اللي معاها كويسه مش وحشه،بس ما كانتش حابه انها تتجوز.
بس خلاص هي تمام..نعمه تعالج مش تتعالج.
ومشينا من عنده وكل حاجه كانت تمام،وفعلاً بقيت كويسه،لكن الصوت ما اختفاش،وبعد شهرين طلعت حامل.
بس مع ان كل حاجه بقيت تمام،الوضع ما بقاش صوت وبس،بدأت احلم بحد دايما جنبي،ابص ملقيش حد.
وبدأ الحمل يكبر وخوفي يزيد.
وبقيت اكلم الحاجه اللي معايا وأقول:
-انا مش مجنونه..أنا بحس بكل حاجه حواليا، وعارفه ان في حد دايما جنبي ومراقب كل حركتي.
أنا حامل دلوقتي،ابني لما ياجي هقوله ايه لما يشوفني وانا بكلم نفسي.
ما حدش بيسمعهم غيري انا،قولت:
-عايزه اشوفكم يا تبعدوا عني.
لما قولت عايزه اشوفكم سمعت صوت في ودني بيقول:
-لا انا بحبك،ومش عايزك تخافي مني.
قولت:
-لا انا مش بخاف،مع اني فعلاً كنت مرعوبه من القرار ده.
مفيش حاجه ظهرت..وفضلت فتره حوالي شهر ونص،كل لما اسمع اي حاجه او اي اخبار منهم،٠اتضايق واقول:
-مش عايز اعرف منكم حاجه.
لحد ما في يوم كنت فعلاً فيه عصبيه جداً،وده كان بسبب الحمل.
سمعت زعيق جامد،نزلت بسرعه عشان اشوف في ايه،كانت في مشكله مع أخت جوزي،بينها وبين جوزها.
جوزها كان بيضربها وماسك شعرها.
جريت وحاولت اشيل أيده من على شعرها، زقني وكنت هوقع،بس حسيت بحاجه سندتني وما وقعتش.
بس حصلت حاجه غريبه،جوز أخت جوزي هو اللي وقع على الارض بطريقه غريبه، واتعور وفضل يصرخ ويقول:
-فيه حد شدني،فيه حد شدني.
وفعلاً هو مش بيكدب،انا شوفت حاجه غريبه.
شوفت خيال زقه من صدره،ودي كانت اول مره اشوف حاجه زي دي.
سحبت نفسي وطلعت شقتي وانا اعصابي متوتره،ونمت يوم ونص كاملين،ولما صحيت لقيت جوزي وامي واخت جوزي قاعدين جنبي.
سألتهم في أيه مالكم،انتوا قاعدين كده ليه.
أمي قالت:
-انتي كويسه يا نعمه.
قولت:
-اه..هو في ايه.
جوزي سألني وقالي:
-نعمه هو انتي كنتي بتحلمي؟
قولت:
-لا مكنتش بحلم.
فهمت ان في حاجه حصلت معايا،ومش عايزين يقولوا...يتبع