رواية خيانة قاتلة كامله وحصريه بقلم هنا عادل
خيانة قاتلة
الجزء الاول
قصتنا مش طويلة بس يمكن تكون غريبة شوية بالنسبة للناس اللي مبتعرفش تخون او تغدر بيحكيها واحد من اصحابها اسمه وليد ٢٦ سنة بكالوريوس تجارة امين مخزن في مصنع حديد اخته يسرا ٣٠ سنة ليسانس اداب وعلشان البلد فيها كل واحد بيشتغل بشهادته ف هى شغاله سيلز( بياعة) في هايبر ..اسراء ٢٣ سنة ليسانس حقوق وبتشتغل في محل ملابس .الاب خيري ع المعاش وده مكبر دماغه من الدنيا واللي فيها لا بيشغل باله البيت محتاج ايه ولا ولاده احوالهم ايه عايش ياكل وينام ويتفرج ع التليفزيون ويشرب سجاير اللي معاشه كله ضايع عليها
الام كريمة واحدة من الامهات اللي مغلوبة على امرها شخصيتها معدومة قدام جوزها ومالهاش رأي ولا كلمة ولا حتى تقدر تاخد قرار .ودى الاسرة صاحبة الحكاية
بيحكى وليد: حياتنا من واحنا اطفال فيها بؤس وذل محسسناش اننا اطفال طول عمرنا علطول اقل من اي حد سواء في لبس او لعب او اكل حتى والتعليم كمان ودى الحاجة الوحيدة اللي كملنا فيها لأن اللي كان متكفل بيها جدي الله يرحمه ابو امى
ابويا طول عمره فلوس شغله تخصه هو وبس كان ممكن يرمى لأمى ال١٠ جنيه وتبقى كده مصروف يومين وهو علشان كان بياكل برة مبيشغلش باله احنا اكلنا ايه او الفلوس دى تكفي ولا متكفيش مالهوش دعوة بالكلام ده ولأن جدى كان متكفل بفلوس المدرسة لينا احنا ال٣ طبعا مكانش عنده مجال للدروس الخصوصية كانت يسرا تضطر تقف جنب شباك واحدة جارتنا وهي بتاخد الدرس الخصوصي علشان تسمع شرح المدرس برة الفصل لأنه بيكون بضمير اكتر شوايتين
كنت اروح لواحد زميلي بيته وهو بعيد عن بيتي بساعة واضطر اروح ماشي علشان بعد مايخلص مذاكرته اخد منه الملزمة انقلها وانا واقف في مدخل العمارة بتاعتهم كنت بتكسف اطلع عنده البيت علشان مشوفش حاجة عنده ونفسى تروحلها وكنت بضطر للمشوار ده لأنى كنت بتحرج اطلب من جدى اى فلوس زيادة كفاية عليه ان اليوم اللي مش بيكون عندنا فيه اكل هو كان يروح يجيبلنا اللي يقدر عليه امى طبعا راضية ومسلمة للظروف ايا كانت وابويا ولا شايفنا اصلا لكن احنا خدنا قرار اننا لازم يبقى معانا شهادة تساعدنا يكون لنا وظيفة محترمة بس الحمد لله يعني معندناش واسطة ولا معانا اللي نقدر نعتمد بيه على نفسنا
وقبلنا اننا نشتغل وخلاص اهو يكون في مصدر دخل لأن برغم اننا كبرنا ومتطلباتنا كبرت معانا الا ان لسه مصروف البيت ١٠ جنيه وجدى اللي كان بيحاول يسندنا ربنا رحمه وسابنا نبداء حياتنا اللى كنا لسه مش مستعدين اننا نبدأها
في الوقت اللي خلصنا فيه دراسة من اول يسرا لحد اسراء وانا كمان كانت ال١٠ جنيه بتجيب فطار فول وعشا فول والغدا كل يوم بطاطس مقلية مرة مسلوقة مرة بصلصة بيضا مرة اكلنا البطاطس ب كل اشكالها لسنين مش شهر ولا سنة لا دى سنين كتير فعلا ممكن نشم روايح الاكل من عند الجيران ونبقى هنموت بس وندوق منه لو لقمة بس نرجع نقول الحمد لله وكان دايما جدى زمان يقولنا انتم في سقف بتناموا تحته يعنى احسن من غيركم ده في ناس نايمة في الشارع متخيلين بقى نعم ربنا عليكم ب بيتكم وصحتكم والاكل اللي مش عاجبكم ده في ناس بتتمنى حتى ربع اللي انتم فيه وده كان دايما يخلى عندنا قناعة بحالنا كنا مش اجتماعيين وبتكلم عن اخواتى لأننا نفس الطباع كلنا كنا مش بنحب يكون عندنا اصحاب علشان محدش ييجي يزورنا او حد يعلق على هدومنا او يتكلم قدامنا على حاجة نفسنا فيها علشان كده كنا مكتفيين ببعض وده كان مخلى علاقتنا ببعض حلوة وب امى وابويا كمان اللي طول م احنا نايمين في البيت نبقى كويسين حاجات كتير عيشنا محرومين منها ونقصانا كان عندنا امل نعوضها لما نخلص تعليم ونشتغل لكن الحمد لله احنا احسن من غيرنا اشتغلنا كل واحد في مكان بعيد عن طموحه لكن الحمد لله لينا مرتب خاص ممكن نجيب منه اكلة نفسنا فيها او طقم حلو عجبنا او نشترك ونجدد حاجة في البيت اللي كان يومنا متقسم بين وجودنا فيه وبين وقتنا في الشغل وده ميمنعش اننا كنا نشترك سوا ونطلع لأمي مصروف للبيت ولو اتوفر معانا فلوس نحاول نجيبلها عباية جديدة ولا طرحة ولا حتى جزمة اهو نحاول نفرحها ب اقل القليل وكل السنين دى ابويا لسه على نفس وضعه اكل ونوم وسجاير وتليفزيون
انا اسف عيشتكم البؤس شواية معايه بس علشان تكونوا عرفتوا حياتنا كان شكلها ايه وايه اللي هيحصل معانا
يكمل وليد: انا اشتغلت اول ماخلصت كلية كنت عامل في المصنع ومع اجتهادى شواية ربنا ساعدنى واترقيت بقيت امين مخزن مرتبي كان مش كبير بس وقت م اشتغلت كان بيكفي او كان فيه بركة فعلا نفس القصة يسرا اللي كانت بتتمنى تشتغل شغل يكون لها فيه مكانة تستحقها لكن لما ملقيتش الفرصة معترضتش على اللي جه قدامها وبشطارتها واحترامها كسبت ثقة كل اللي بيتعاملوا معاها
اسراء بقي دى السكر كله بنت كده شاطرة في كل حاجة ولو كانت اشتغلت بمؤهلها كانت هتنجح جدا عندها طريقة في الاقناع رهيبة واحيانا من ثقتها في نفسها كنا بنحسها هى الكبيرة مش يسرا دايما عندها طموحات بعيد عن الجواز والحب والكلام ده هى عايزة يكون عندنا مشروع خاص بينا ننجح فيه يكون لنا اسم معروف دايما تطلعاتها وسقف طموحها بالنسبة لظروفنا كان مالهوش حدود
يوم خميس وده يوم السهرة للصبح علشان اجازة مصنعى كانت الجمعه والبنات كانو عاملين اجازتهم معايه علشان نقضى اليوم سوا
جت اسراء واحنا قاعدين في اوضتى كالعادة بنتكلم على بابا اللي حاله مبيتغيرش طلعت ب اقتراح غير حياتنا وقلب احوالنا ووصلنا لحاجات هتتفاجئو لما تعرفوها
لقيناها بتقول انا فكرت وقررت اننا نشترك وندور على كتاب شمس المعارف الكبرى للتحضير والتسخير للجن ومش هنتناقش هننفذ وهفهمكم هنعمل ايه وانتم معايه وهتوافقو .