اخر الروايات

رواية قتلتني قسوته الفصل التاسع 9 بقلم جنة مياز

رواية قتلتني قسوته الفصل التاسع 9 بقلم جنة مياز



اغلق غياث حزام الامان و ما ان بدأت الطائرة بالتحرك حتى اغلق غياث عينيه بقوة و وتيرة انفاسه تتزايد تدريجياً ليس خوفاً من الطائرة بل لأنه تذكر اسيل فشعر بألم قوي في رأسه و فجأة نهض من مكانه لتقول احدى المضيفات
-غياث بيه لازم تقعد
احتدت نظرات غياث ثم قال بهدوء
-هنزل من الطيارة
شعرت المضيفة بالخوف من نظراته تلك خاصة وأن عيناه قد احمرت بشكل مبالغ فذهبت بسرعة لتخبر الطيار برغبة غياث العقيل
....
وصلت اسيل الى بنايتها بسرعة و قبل ان تصعد وجدت مؤيد قد جاء بسيارته فترجل منها ثم ذهب و وقف امام اسيل بملامح جامدة فقالت هي بقلق
-مؤيد .. مالك؟
ابتلع مؤيد ريقه ثم قال بنبرة مهتزة و كأن كارثة قد حدثت
-عايز اكلمك شوية....بس مش هينفع هنا
اماءت اسيل له قائلة
-تمام هطلع اتطمن على اسمهان و اسراء بسرعة واجي
صعدت اسيل بسرعة الى البناية لتطمأن على شقيقتيها بينما ركب مؤيد سيارته وهو يبدو و كأن شيء ما يؤلم قلبه و بعد دقائق جاءت اسيل و ركبت السيارة بجانبه لينطلق الآخر على سرعة الى حد ما عالية و ملامحه هادئة بشكل مقلق
***في قصر العقيل***
كان ريان يعبث في صحنه وهو ينظر الى هاتفه اسفل الطاولة بينما نوران تتحدث مع مكرم فقالت
-انا مش ممكن ابداً ابيع القصر ده
زفرت نرمين ثم قالت بحنق
-بفلوسه ممكن تجيبي الأحسن منه برة مصر
ثم تابعت بدلع يثير الأشمئزاز
-و مكرم يكمل شغله بنصيبه من القصر
فرقمتها نوران نظرة اخرستها ليقول مكرم
--نوران انا مستعد اشتريه منك بأي تمن
لم تجيبه هي ليتلقى ريان رسالتين في وقت واحد فنهض من مكانه فجأة ثم استأذن و خرج بسرعة ليركب سيارته دون ان يعطي لأحد فرصة للسؤال و ما ان ركب السيارة حتى اتصل على صديقه ثم قال بسرعة
-عمر قابلني في بيت غياث دلوقتي حالاً....غياث لغى سفره
......
ترجل مؤيد من السيارة في شاطئ ما لم يكن به اي احد فترجلت اسيل هي الأخرى ثم اقتربت منه و قالت بقلق بائن
-مؤيد ...مالك؟
التفت مؤيد لها ثم قال بهدوء عكس ما بداخله
-اسيل....بحبك
تصنمت اسيل في مكانها ثم تراجعت خطوتين للخلف ليتابع مؤيد
-مستعد اعمل اي حاجة عشانك....اي حاجة انتي عيزاها بس تكوني ليا انتي مش متخيلة عملت ايه عشان اوصلك يا اسيل
حركت اسيل رأسها بالنفي فقالت
-مؤيد انت مش فاهم...انت زي اخويا يعني بس بحبك حب اخوي
زفر مؤيد ثم قال بغضب طفيف
-بس انا مش اخوكي يا اسيل...انا واحد غريب عنك و مش من عيلتك و كل حاجة عملتهالك كنت بعملها عشان بحبك مش عشان انا واحد لقى بنات عايشين لوحدهم قال يساعدهم و خلاص....يوم سبت حياتي و جيت اعيش في المكان اللي احنا فيه ده جيت عشان بحبك مش عشان صدفة
امسك مؤيد يد اسيل ثم قال بنبرة حانية
-كل حاجة كانت مترتبة عشان اقولك اني بحبك
سحبت اسيل يدها فجأة من يد مؤيد ثم قالت بصوت مرتجف
-مؤيد انت عرفتني منين؟
اعاد مؤيد شعره للخلف و لم يتحدث لتدفعه اسيل بقوة ثم تقول بغضب
-قول عرفتني منين؟
تنهد مؤيد قائلاً بهدوء
-كنت شغال مع ابوكي
فتحت اسيل عينيها بصدمة ثم قال بلهفة
-بابا؟!! انت عارف بابا فين ؟ طب هو كويس؟
صمت مؤيد مرة اخرى لتقول اسيل وهي تحرك يدها امامه
-مؤيد رد عليا...بابا فين؟
امسك مؤيد يدها التي تحركها امامه ثم قال بنبرة يشوبها الحزن
-مات
رمشت اسيل عدة مرات بعدم وعي ظناً منها ان ما سمعته كان خطأ ولكن ما ان استعابت حتى احمر انفها و عينيها و بدأت تبكي وهي كحورية البحر فاقترب منها مؤيد قليلاً ثم اخرج منديلاً من جيبه قائلاً وهو يعطيه لأسيل
-كان بيحبك...عشان كده انا حبيتك
رفعت اسيل عينيها لتنظر له ثم سحبت المنديل منه وبدأت ترتجف قليلاً وهي تبكي فنزع مؤيد جاكيته ثم البسها اياه و ظل يهدأها تارة و يشجعها على البكاء كي تخرج ما بداخلها اخرى اما من جهة اخرة
.....
كانت حلا تتناول جزرة بهدوء وهي تشاهد التلفاز عندما وجدت ذاك الوسيم يقف امامها يغطي التلفاز و بجانبه وسيم آخر فقالت هي في نفسها
-مش هنخلص بقى النهاردة
و بعد ذلك نظرت لكلاهما ثم قالت بضيق
-خير...في حاجة؟
اغلق ريان التلفاز بينما جلس عمر امامها ثم قال بشيء من الحدة
-حالة غياث ايه؟
ابتلعت حلا ريقها و لم تجبه ليقول عمر بحدة اكبر و صوت مرتفع
-انطقـــــي
فانتفضت حلا من مكانها جراء صوته المرتفع ثم قالت بغضب وهي ترفع سبابتها امامه
-صوتك ميعلاش عليا
ليمسح عمر بعدها وجهه بغضب قائلاً بوعيد
-اقسم بالله لو سبت نفسي عليكي ما هرحمك
رفعت حلا حاجبيها بدهشة من فظاظته معها فقالت باستفزاز
-اخاف يعني؟
جلس ريان في تلك اللحظة بجانب عمر ثم قال بهدوء
-يا ستي مش عايزينك تخافي بس قولي ايه هي حالة غياث وانا هديكي المبلغ اللي انتي عيزاه تمام؟
زفرت حلا بضيق قائلة
-مش عايزة فلوس انا...يعني الانسان مش المفروض ياخد فلوس على انسانيته
ما ان انهت جملتها حتى انفجر عمر ضاحكاً ثم قال ساخراً منها
-لا لا الاخلاق العالية ديه صدعتني بصراحة....ايه الأدب ده؟
ضربت حلا كف بالآخر وهي تقول بحنق
-لا حول ولا قوه الا بالله على اللي عايز يتخانق ده
فأمسك ريان يد عمر ثم قال
-عمر ابوس ايدك خلينا نخلص
ليصمت الآخر بينما نهضت حلا من مكانها لتحضر نسخة من تقرير شامل للحالة الصحية الخاصة بغياث وما ان اعطت التقرير لريان حتى قالت وهي تتربع بهدوء
-شوف يا اخونا فالله...غياث اتعرض لصدمة عصبية شديدة نتيجة لموت اخوه سببتله فقدان ذاكرة جزئي ف نسي آخر سنة مرت عليه في حياته بكل حاجة فيها حتى سبب الصدمة اصلا ولما فاق منها و عرف ان جواد مات دخل في حالة اكتئاب شديد و كان لازم ليه علاج و العلاج ده في مهدئات و الدكتور ايمن حسبي الله عليه كتبله الجرعات زيادة شوية بمعنى ان غياث كان هياخدها بشكل طبيعي لحد ما جسمه ياخد مناعة منها فيضطر يزيد الجرعة و يفضل كده لحد ما يبقى مدمن على المهدئات بس على حسب كلام الدكتور فغياث بطل ياخد العلاج كله من فترة بس هو أساساً مبقاش محتاح العلاج ده ف انا لما قريت ملفه لقيت عنده نقص فيتامين د فقولت اعالجه بدل ما ياخد علاج غلط اما ذاكرة السمكة بتاعته ديه الله اعلم ممكن ترجع ولا لا
صمت ريان للحظات ليقول عمر
-غياث لازم يفتكر كده هيخسره كل حاجة....مش فاكر العقد اللي مضى عليه عشان يفصل شركته عن شركة مكرم و كان من شروط العقد ان طول ما الحالة الصحية لغياث تسمح ف الشركة هتفضل بأسمه ولو حصل غير كده كل املاكه هتروح لمكرم
فحك ريان مؤخرة رأسه بخفة ثم قال
-مش ناسي بس لو افتكر هيأذي واحدة ملهاش ذنب في الموضوع كله
قضب عمر حاجبيه قائلاً بعدم فهم
-مين ديه؟
ليجيب ريان بهدوء
-اسيل
و قبل ان يتحدث عمر تفاجأ الجميع بدخول غياث فما ان رأته حلا حتى قالت بغضب
-بتستهبل صح؟ اخدت الدوا من غير ما تاكل حاجة لا و قاعد طول اليوم برة...عايز تموت انت صح؟
زفر غياث بحنق ثم مسح وجهه وهو يقول
-حلي عن دماغي انا مش ناقصك
لتشير حلا الى نفسها بدهشة قائلة وهي ترفع حاجب
-انا ؟! دلوقتي بقيت انا اللي غلطانة و اللي جيبالك صداع
فقال عمر بضيق لغياث
-يا عم جبتها منين ديه؟
ليجيبه هو ببرود
-طلعتلي شبه عفريت العلبة
امتعضت ملامح حلا ثم خرجت من المنزل و اغلقت الباب بقوة ليقول عمر
-ما تمشيها...انت مقعدها عندك ليه البتاعة ديه؟
حك غياث مؤخرة رأسه بتعب ثم جلس على الأريكة و قال بهدوء
-هتنفعنا
قضب ريان حاجبيه بعدم فهم قائلاً
-ايه ده؟ مش فاهم قصدك
ليتنهد غياث ثم يقول
- انا من ساعة ما خرجت من المستشفى وانا متابع مع دكتور تاني و كتبلي علاج امشي عليه لفترة بعدين خلاص بس كنت بروح لأيمن عشان يفضل مفهم مكرم اني تحت سيطرتهم
فضحك عمر ثم قال بعدم تصديق
-يا ابن اللذينة ايه الدماغ ديه؟
ابتسم غياث ليقول ريان
-طب ما انت قولتله في الأخير انك بطلت العلاج بتاعه ده غير انك خدت الدوا اللي البتاعة ديه حطتهولك
ما ان انهى ريان حديثه حتى قال غياث وهو ينهض من مكانه
_الدوا اللي حلا ادتهولي ده بتاع نقص فيتامين كنت المفروض اجيبه ده غير اني ناوي ابدأ اللعبة مع مكرم العقيل قريب ...المهم بس تعرف اسم البنت اللي كانت في المطعم؟
ابتلع ريان ريقه ثم قال بشيء من الشك
-ليه؟
وضع غياث يده في جيبه ثم قال وهو يصعد الى الأعلى كي يرتاح قليلا
-بس بسأل
ترك غياث عمر و ريان ثم صعد الى غرفته بينما قال عمر وهو ينظر الى ريان بنبرة جادة
-نطلع من هنا و تقولي مين البنت ديه
.....
كانت اسمهان تشاهد التلفاز بينما اسراء تلعب بالدمى عندما دق باب المنزل فذهبت اسراء و فتحت لتقول بصوت مرتفع
-اسيل مالك؟
قضبت اسمهان حاجبيها ثم نهضت و خرجت لترى شقيقتها و عندما وجدت انفها الأحمر و عيناها المدمعة قالت بقلق وهي تنظر لمؤيد الواقف خلفها
-مالها؟
لتمسح اسيل دموعها ثم تدخل الى غرفتها بهدوء و تغلق الباب لتدخل اسراء خلفها بينما كررت اسمهان سؤالها الى مؤيد مرة اخرى فيجيب هو بصوت هادئ
-موضوع طويل
زفرت اسمهان ثم قالت بحنق
-ما تقول يا مؤيد اسيل مالها؟
فبدأ بسرد كل ما حدث لأسمهان بشأن معرفته القوية بوالدهم و بقاءه معهم ليحميهم و طلب زواجه من اسيل حتى وفاة كمال الدين و ما ان انتهى حتى ضحكت اسمهان ثم قالت بنبرة باردة
-يعني اللي مزعلها ان كمال الدين مات؟ طب وهو عملنا ايه لما كان عايش؟
لم يتعجب مؤيد ايداً من كره اسمهان لكمال الدين بينما تابعت هي وهي تضيق عينيها
-بس محدش قالي يعني انك اتقدمت لأسيل
فابتسم مؤيد بخفة قائلاً
-واديكي عرفتي...رأيك ايه بقى؟
نهضت اسمهان و قالت بابتسامة واسعة
-موافقة جداً مع اني المفروض مثقش فيك
قضب مؤيد حاجبيه لتكمل هي
-لانك ماقولتش انك تبع كمال الدين...كذبت علينا
تنهد هو و قال بهدوء
-عشان مكنتوش هتثقوا فيا لو قولتلكم اني عارف كمال الدين يا اسمهان وانا وصلت لمرحلة ان مبقاش يهمني غيركم انتم
فابتسمت هي ثم تركته و خرجت لينهض هو الآخر ثم يذهب الى منزله اما من جهة اخرى تماماً
***في قصر العقيل***
كان مكرم جالساً في غرفته يفكر بشرود عندما دخلت تلك الثعبان الملقبة بنرمين ثم قالت ببراءة زائفة
-هو غياث مش هيجي؟
زفر مكرم قائلاً
-معرفش
فاقتربت هي ثم جلست امامه قائلة
-انت ناوي على ايه يا مكرم...مش فاهمة ليه عايز تأذي غياث و تشتري القصر من نوران مدام كده كده عندك قصر غيره في ايطاليا و عندك بدل الشركة ١٠
ما ان انتهت نرمين حتى ابتسم هو و قال بنبرة يملأها الشر
-القصر ده يساوي مليارات لو انا اشتريته من نوران ممكن اهدمه و استثمر الارض خصوصاً ان مكان القصر مميز اما بقى غياث اول ما يبقى مدمن و غير مسؤول عن تصرفاته فكل املاكه هتبقى تحت تصرفي انا حتى اللي ورثه من مامته و جواد هيبقى ليا
ظلت نرمين تعبث بشعرها وهي تفكر في كل تلك الاموال التي قد تحصل عليها ان نفذ مكرم ما يريد ولكن ما يعيق فرحتها هو حبها "المحرم" لغياث فهي لا تريد له ان يتأذى بل تريده ان يكون لها بكل تلك الاموال
"وكأن المال سيعوض الاهل ان فقدوا...وكأنه سيعطينا مشاعر ان تجمدت قلوبنا"
***في منزل غياث***
بعد ان استحم غياث و ارتدى ملابسه خرج الى الشاليه في فيلته ثم فتح الباب ليجد حلا تأكل شوكولاتة بشهية فما ان رأته هي حتى صرخت به قائلة
-باب يا بابا في حاجة اسمها باب تخبط عليه الاول... استغفر الله بس
زفر غياث ثم ذهب وجلس على المقعد ببرود امامها قائلا بعدها
-هتقولي لأيمن ايه على المهدئات؟
فاعادت هي شعرها خلف اذنها ثم قالت
-ولا حاجة هقوله انك بتاخد الدوا...اصل بصراحة انا معملتش اللي هو قالي عليه
قضب غياث حاجبيه لتتنحنح هي ثم تقول وهي تنظر للأسفل ببراءة
-المفروض اني اجي اشتغل هنا كأني خدامة و اديك الدوا بشكل غير مباشر او اشوف طريقه احطهولك بيها فالأكل بس انا الله يهديني جيت في وشك و قولتلك اني ممرضة من طرفه بس استغربت برودك بصراحة
ما ان انتهت حلا حتى ابتسم هو ابتسامة تكاد لا تظهر ثم نهض من مكانه قائلاً وهو يخرج
-تمام
خرج هو من الشاليه لتقول حلا في سرها
-ايه الناس الغريبة ديه؟
......
في المساء
كانت اسيل جالسة في غرفتها بهدوء على غير عادة عندما دخلت اسمهان ثم اغلقت الباب و جلست امامها قائلة
-اسيل انتي ليه زعلتي على الرغم من رميته لينا في الشارع ده غير انه اخد فلوس ماما الله يرحمها كلها؟ يمكن انا كنت صغيرة بس فاكرة يا اسيل
فزفرت الأخرى و قالت بضيق
-اسمهان انا مش مقتنعة بكل اللي حصل و مش مقتنعة بأن بابا ساب ماما عشان حب واحدة تانية و خلاص فهمتي؟
صمتت اسمهان للحظات ثم فتحت ذراعيها لتضم اسيل بينما عانقتها الأخرى بقوة وهي تشعر بالعجز الشديد و الألم أيضاً بينما كانت اسمهان تربت على شعر اسيل بحنو لتدخل نور فجأة في تلك اللحظة ثم تقول بصوت مرتفع
-خياانة بتحضنوا بعض من غيري؟!!
فضحكت اسيل لترمقها اسمهان باحتقار بينما قفزت نور على الفراش بجانبهم لتعانقهم و بالتأكيد اسراء لن تفوت تلك الفرصة فجاءت بسرعة البرق لترتمي في احضانهن و كل واحدة منهن تحمل مشاعر مختلفة في قلبها فمنهن من تسعى لإكتشاف الحقيقة بينما الأخرى تشعر باضطراب مشاعرها تجاه احدهم اما الأخيرة فتخشى ان تعود وحيدة مرة أخرى دون اهل وهكذا هي الحياة فلا هي بيضاء فقط ولا هي سوداء فقط هي مزيج بين الاثنين و كذلك الإنسان لا يمكن لقلبه ان يكون ابيض فقط ولا اسود فقط ففي كل قلب ابيض ذرة شر و في كل قلب اسود ذرة خير لذلك كل ما علينا فعله ان لا نشغل بالنا بغيرنا فليس كل ضاحكاً سعيد وليس كل باكياً حزين وحده الخالق من يعلم ما تخفي القلوب و ما تعلن
اما من جهة أخرى....
فتح الحارس باب القصر ليدخل هو بسيارته السوداء ثم يتوقف بها أمام القصر ويترجل منها بكل هيبة و شموخ وهو ينوي على انها تلك المهزبة الخفية و إعلان الحرب بكل شجاعة...اجل ايها السادة انه غياث العقيل او لنلقبه ب (الليث الأسود)
....
كان مكرم جالس في غرفة الجلوس مع نوران يتحدثان في عدة امور عندما دخل (الليث الاسود) بكامل هيبته و شموخه فما ان رآه مكرم حتى تفاجأ بوجوده فنهض فجأة ثم قال
-غياث؟! افتكرتك سافرت
ليبتسم الآخر ببرود ثم قال بنبرة جامدة
-ميصحش تنزل من ايطاليا مخصوص عشاني وانا اسيبك و اسافر
نظر مكرم الى غياث محاولاً فهم الغرض من حديثه ذاك و نبرة صوته المريبة بينما قالت نوران بحزن طفيف
-يعني سيادتك متجيش تسأل غير لو في حاجة غير كده ناسي ان ليك حد هنا صح؟
لانت ملامح غياث قليلاً فقال بعدها
-كان ورايا شغل كتير الفترة اللي فاتت
اماءت له نوران بتفهم ثم نهضت خارجة من الغرفة و ما ان فعلت حتى نظر غياث الى مكرم و قال وهو يجلس ببرود على الإريكة
-سبب الزيارة ايه؟
ليجلس مكرم امامه ثم يقول بحنو زائف
-جاي اتطمن عليك يا غياث
فضحك الآخر بقوة ساخراً من حديثه الكاذب ثم قال بعد ان اعتدل في جلسته واصبحت نظراته موجهة بالكامل على اعين مكرم
-تؤ...في سبب تاني وانا تقريباً عارفه و من غير لف ولا دوران كده نصيب جواد و ماما مش هسمحلك تقرب منه و الدكتور ايمن بتاعك ابقى اتطمن عليه عشان دخل العناية المركزة
قضب مكرم حاجبيه بصدمة ثم تدارك نفسه وما هي الا لحظات قليلة و كانت قد ارتسمت ابتسامة خبيثة على محيها قائلاً بعدها
-مدام مُصر يا غياث...يبقى استحمل اللي هيجرالك
فضحك غياث بقوة ثم نهض من مكانه قائلاً باستخفاف
-وانا قبلت التحدي
تاركاً مكرم بعدها في الغرفة وحده يشتعل غيظاً و غضباً و قلقاً في آن واحد فهمه الكبير الآن ان لا يتذكر غياث حادث شقيقه لأنه ان فعل ستكون تلك نهاية مكرم حتماً اما في الخارج بينما غياث متوجهاً الى سيارته وجد نرمين تقترب من بدلع مقزز ثم قالت ما ان وقفت امامه
-افتكرتك مسافر
فرمقها غياث نظرة احتقارية ثم قال وهو يفتح باب سيارته ببرود
-لا متفتكريش
بعدها ركب سيارته و اغلق الباب ثم قاد سيارته على سرعة عالية بينما ظلت نرمين تطالع اثر سيارته بوهن اما من جهة أخرى فكانت حلا تسير في حديقة الفيلا عندما وجدت سيارة عمر تدخل ثم تتوقف ليترجل هو منها و ما إن رأى حلا حتى اقترب منها متسائلاً
-غياث فين؟
حركت هي كتفيها قائلة بصوت ضعيف
-معرفش...خرج من شوية
فقضب عمر حاجبيها من نبرتها تلك ثم قال بهدوء
-صوتك ماله؟
حركت هي رأسها بالنفي قائلة وهي بالكاد تفتح عينيها
-كويسة مفياش حاجة
ليضحك عمر ثم يقول باستفزاز
-انتي عندك دم و بتتعبي زينا كده؟
فزفرت حلا بضيق من اسلوبه السمج معها ولم تجبه ليكمل هو استفزازها
-شكل القطة كلت لسانك
حكت حلا مؤخرة رأسها ثم نظرت خلفه بطرف عينيها و بدون مقدمات دفعته بقوة ليسقط في المسبح خلفه اما هي فركضت الى الشاليه بسرعة وهي تضحك بينما عمر قال بصوت مرعب يكاد يثقب اذنيها وهو يخرج من المسبح
-قسماً بالله مانا سايبك
فدخلت حلا الشاليه بسرعة ثم اغلقت الباب بالمفتاح وهي تموت ضحكاً و ما ان اغلقت النافذة و شدت الستار حتى سمعت صوت عمر الجهوري يقول وهو يطرق الباب حتى كاد يكسره
-افتحي الزفت بدل ما افتحه انا فوق دماغك
وضعت حلا يدها على فمها كي تكتم صوت ضحكاتها ثم قالت بصوت مرتفع كي تستفزه اكثر
-مالك يا اخ عمر متعصب ليه؟ لا يكون حد عصبك لا قدر الله
فبتسم عمر من الجانب الآخر ثم ابتعد قليلاً عن الباب و قال بهدوء مرعب
-يعني مش هتفتحي؟
فأجابت هي ببرود
-تؤ
ليرفع هو قدمه ثم يضرب الباب بقوة ليسقط احد مساميره ارضتً فقالت حلا بصدمة
-اوبا
و بعدها ركضت الى اسفل الفراش كي تختبئ به ليضرب عمر ضربته الثانية مقتحماً بعدها الغرفة بمظهر مرعب فقال بعدها بهوء
-حلا...روحتي فين يا لولو تعالي هقولك حاجة
وضعت حلا يدها على انفها ثم عطست بشكل تلقائي اسفل الفراش بسبب الغبار ليبتسم عمر ثم ينحني بشكل مرعب خاصة بعيناه الرمادية تلك التي تسحر القلوب ولكن في حالة حلا تلك فكادت تصاب بالشلل من نظارته المرعبة لها فقال
-لقيتك يا لولو...و مش هرحمك

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close