اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثامن 8

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثامن 8


كان هناك امرأتان تجلسان على أريكة فاخرة مستوردة في منزل هادي حينها.
كانت جمانة إحداهما، أما الأخرى فكانت سيدة راقية مهندمة بأناقة.
كان معروض على الطاولة سوار زمزد عتيق، يمكن لأي شخص أن يعرف بسهولة
من خلال لمعانه ولونه أن هذه القطعة من الإكسسوار تم صنعها باستخدام أجود
أنواع الزمرد. تبلغ قيمة سوار كهذا ما لا يقل عن ثلاثة ملايين.
تواصلت كنوز سلمان مع وسطاء كثر قبل أن تتمكن من الوصول إلى هذا الشوار
بنجاه. وهبت هذا السوار عمدًا لتبدي احترامها لحماتها.

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



ارتدت جمانة ابتسامة ودية وقالت: "أنت رصينة بالفعل يا كنوز، على عكس تلك
المرأة المخزية التي لا يسعها إلا أن تتعامل مع الآخرين بعبوس. لطالما تصرفت
وكأن عائلة هادي قد أساءت لها بتزويجها من ابني!"
نظرت إلى كنوز بإعجاب إن كنوز ابنة صاحب عقارات سلمان ووجة بارز في
هذه المدينة. لقد ازدهرت حياتها المهنية في الآونة الأخيرة ونجحت في رفع
مستواها لتصبح مشهورة من الدرجة الأولى إنها جميلة وذات أخلاق حميدة،
جميع صفاتها الممتازة تتطابق مع معايير الكنة التي أتمناها".
على نقيض ذلك، ظلت جمانة مستاءة طوال سنوات زواج خلود من نائل
الثلاث.
لم تكن خلود غير مقبولة فحسب بل كانت جمانة تخاف من أن تعاني من
الإحراج أيضًا، إذا عرف الآخرون عن وجود خلود.
لولا نشر الصحفيين المتوقد للأخبار في الماضي، الأمر الذي تسبب في انخفاض
سعر أسهمهم بشكل كبير لما وافق نائل على حل المشكلة عن طريق الزواج.
" هل قلت أن نائل طلق زوجته يا سيدة هادي؟" تحمست كنوز عند سماها لمثل
هذا الخبر، طلق نائل تلك المرأة الريفية، لقد انتظرت هذه اللحظة لسنوات
طوال.
ابتسمت جمانة ابتسامة بألف معنى وربتت على يد كنوز وهمست: "لم يطلها
فحسب، بل تلقى علاجا لمرضه أيضا في بلاد ما وراء البحار، فلم يعد يسبب
القرب الحميمي من النساء مشكلة له.
"هذا رائع" تجددت آمال كنوز التي سبق وأن انجرفت مع الشيل.
عندما عرفت عن حساسيته تجاه النساء، واست نفسها بفكرة أن التواجد إلى
جانب نائل كافي، حتى ولو لم تتمكن من ملامسته.
إلا أنها عندما علمت بزواج نائل الشزي من جمانة تخلت عن فكرة الارتباط به.
لم تستطع كنوز إلا أن تعتقد بأن الآلهة تعبد لها الطريق بعد معرفتها بشفاء جسد
نائل وطلاقه من زوجته.
استطاعت جمانة أن تعرف الأفكار التي تجول في ذهن كنوز، لذا اقترحت: "ما
رأيك بأن أتصل بنائل لنتناول وجبة سويا؟ لقد مرّ وقت طويل على لقائكما
الأخير. يمكنك استغلال هذه الفرصة للتعويض عما مضى وتحسين علاقتك به".
ابتسمت كنوز ابتسامة عريضة وقالت "بالتأكيد!"
ارتجف قلبها عندما تخيلت لقاء نائل الاستثنائي بوسامته.
رن هاتف جمانة عندما كانت على وشك الاتصال بنائل أمام كنوز. لاحظت أن
المكالمة الواردة كانت من الخط الأرضي لقصر الحديقة الأخاذة.
على الرغم من أنها لا تعيش هناك، إلا أنها عينت الكثير من الجواسيس لتبقى
على دراية بما يجري، فبهذه الطريقة يمكنها متابعة أخبار خلود مباسرة. وبما
أنها تلقت اتصالا من قصر الحديقة الأخاذة، فقد عرفت أن أمرًا ما قد طراً.
وضعت جمانة المكالمة على مكبر الصوت ثم برز صوت متوثر "يا سيدة هادي،
لقد أعاد السيد هادي الآنسة خلود إلى قصر الحديقة الأخاذة، كما وطلب منها
البقاء هناك ومنعها من الذهاب إلى أي مكان آخر. يبدو أنهم لا يخططون
للطلاق".
صاحت جمانة بغضب "ماذا؟ كيف تجرؤ تلك الفتاة اللعينة على العودة بعد
توقيع أوراق الطلاق؟ سأقطعها إربا وهي على قيد الحياة!" بدت مخيفة عندما
احمرت عينيها.
اهدني يا سيدة هادي، فإن الغضب يُضر بصحتك " كانت كنوز مرتبكة جدًا، إلا
أنه كان عليها أن تحافظ على صورتها اللبقة أمام جمانة.
زمجرت جمانة وهرعت إلى قصر الحديقة الأخاذة برفقة زائرتها.
فتحت الخادمة الباب مسرعة عندما لاحظت وصول "جمانة".
دخلت جمانة إلى غرفة المعيشة وصاحت بغضب : "خلود أيتها المرأة القليلة
الحياء، لماذا ما زلت هنا؟"
كانت خلود التي ترتدي فستانًا ،أبيض ترسم في غرفة المعيشة. كانت تحمل
فرشاة رسم بأصابعها النحيلة ومركزة في لوحتها "لماذا أنا هنا؟ عليك أن تسألي
هذا السؤال لطفلك المدلل".


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close