اخر الروايات

رواية عذاب وانتقام الفصل الثامن 8 بقلم هنا عادل

رواية عذاب وانتقام الفصل الثامن 8 بقلم هنا عادل 


الفصل الثامن
عذاب وانتقام
فاطمة:
- بس غريبة ياكمال، ايه اللى خلاها تغير كلامها بالسرعة دي؟ والله انا خايفة منها الست دي مش سهلة.
كمال:
- سهلة ولا صعبة على نفسها يا فاطمة، احنا لينا ابننا واخدناه، وربنا يطمنا على عادل مالهوش ذنب ولا اختار امه ولا ابوه، ربنا ميقعدش شر امه فيه بقى.
فاطمة:
- منها لله، ربنا عايز يديها درس فى حتة منها، لكن هي مش عايزة تتعظ.
كمال:
- يمكن ياستي فاقت لنفسها، علشان كده قبلت انها تسيب الولد، المهم انتي والبنات بقى حاولوا تنسوه اللى حصل عندها الفترة اللى فاتت، خلوه يرجع طفل تاني، بدل ما هو بقى عجوز فى السن ده.
فاطمة:
- أه ياقلب امه، مقطع قلبي والله يا كمال، بس البنات معاه من وقت ما جه مبطلوش لعب وضحك معاه، عالم ربنا كأني جيباه من على قلبي والله، الله يرحمك ياحنان ويسامحك، غلطتي غلطة كبيرة اووووووي.
كمال:
- ربنا يسامحها بقى.
سيدة:
- بقولك ايه يادكر البط انت، انا رايحة عند امي، عايزة اطمن عليها.
مجدي:
- أمك ايه واحنا فى الظروف دي يا سيدة؟ مش تطمنى على عادل الاول؟
سيدة:
- لا ياراجل، شوف ازاى، قلقان انت اوى على عادل! اطمن ياخويا هروح صد رد اطمن على امي وأطلع ندر لمقام سيدى ابو الكرامات يقدم ايده لعادل ابني، وارجع بليل.
مجدي:
- أبو الكرامات وابو المقامات، التخاريف اللى انتي ماشية وراها دي، بس هقولك ايه يعني؟ هو انا لو قولت مفيش مرواح هتسمعي كلامي؟ ابدا...يبقى روحي يا سيدة اعملي اللى انتي عايزاه.
سيدة بأستهزاء:
- شاطر ياخويا.
اللى محدش يعرفه ان كانت سيدة كل ما بتروح عند اهلها كانت بتروح مخصوص لدجال هناك له فى الاعمال والاسحار، وهو اللي كان دايما بيعملها الأعمال اللى تربط مجدي وتخليه تحت طوعها، وفعلا الدجال ده كان واصل شويتين، له فى التسخير وبيعرف يتواصل مع الجن المؤذي، كانت فاكرة انهم ممكن يساعدوها في علاج ابنها، لكن للأسف ده محصلش بس سيدة طلبت حاجة تانية:
- أخوه يا شيخنا، كمال اللى واقف ليا زى اللقمة فى الزور، عايزة اخلص منه.
الدجال:
- عايزة تموتيه؟
سيدة:
- لاء، موت ايه؟ ده راحة للي زيه، أنا عايزاه يبقى مش عارف راسه من رجليه، عايزاه ميلاقيش القرش اللى يشرب بيه نقطة المياه، عايزاه يتحوج وميلاقيش اللى يساعده.
الدجال:
- بس كده، بسيطة، أسيادنا يحبوا الأذى ياسيدة، ومدام بتدوري على الأذى مش هيتأخروا عنك، لكن حطي فى راسك لو هتدورى على علاج الأذى ده مش هتلاقي، يعنى لو ابتدينا مش هنرجع.
سيدة بحقد وغيظ:
- نرجع ايه ياشيخنا؟ ده انا هجيبهم واحد واحد وواحدة واحدة، مش عايزة اقولك بيبصولي من فوق ازاى وكأنهم من دنيا وانا من دنيا تانية، محسسني اني اقل منهم علشان فلاحة، كل واحد منهم ييجي يضربني ويقل مني واتكتم ولا اخد حق ولا باطل، ملقيتش غيرك انت اللى هتساعدني.
الدجال:
- اللى زى دول يستاهلوا الأذى، ومش اي أذى يا سيدة، ده السواد اللى مش هتتحل عقدته.
سيدة:
- بس كنت بتمنى تشفيلي ابني.
الدجال:
- مش قولتلك الشفا مش عندي انا يا سيدة، انا الجأيلي بس فى الأذى والشر، هتلاقيني ليكي خير عون، وهساعدك أكتر ما انتي عايزة كمان، لكن الخير والشفا ده ماليش فيه واللى يشتغل عليه عدوي.
سيدة:
- وماله ياشيخنا، اذاهم بالنسبالي شفا، بس هتجهزلي المطلوب امتى؟
الدجال:
- لاء المرة دي مش هديلك حاجة يشربها ولا تترش، انا المرة دي هعملك حاجة محتاجة قلب جامد شوية.
سيدة:
- انت تؤمرني، ايه هي؟
الدجال:
- لما تعدي عليا بليل هقولك، بس تعالي بعد الدكاكين اللى فى المنطقة تقفل، ومتخليش حد يشوفك.
سيدة:
- حاضر، انا مكانش ينفع ابات هنا الليلة بس هجيلك وامشي من هنا على بيتي بقى.
الدجال:
- بليل نتكلم.
قامت فعلا سيدة ورجعت بيت امها اللى كانت عارفة وحاسة بكل عمايل بنتها.
فتحية:
- ايه ياسيدة، العمل المرة دي لمين؟
سيدة:
- عمل ايه ياما؟
فتحية:
- هو انتى فاكرة اني مش عارفة اللى بتلفي وبتدوري عليه كل ما بتيجي هنا؟ ولا يكون خايل عليا انك بتيجي علشان تطمني عليا، عيب يابت بطني انا حفظاكي وعارفة الغل والسواد اللى جواكي.
سيدة:
- أنتى هتخرفي ولا ايه؟ وغل ايه وسواد ايه انتي التانية انا مش ناقصة سم بدن، بدل ما تهوني عليا اللى ابني فيه جاية تقطميني؟
فتحية:
- بخرف، هههه يازين الرباية يابت فتحية، ع ندهم حق اخواتك يقولوا عليكي الفرع المايل، بس أنتي عارفة ان كلامي صح، وخلي فى بالك مبروك مش هينفعك، ده هيفضل يوقعك فى شر اعمالك، وهتلاقي نفسك انتي الخسرانة.
سيدة:
- طيب اتكتفمي بقى ونقطيني بسكاتك.
فتحية بأنفعال رفعت العكاز بتاعها:
- لاء ده انتي صحيح قليلة الرباية وعايزة كسر دماغك.
وقبل ما تنزل بالعكاز على سيدة اللى عرفت تتفادى الضربة بسبب أن امها مش بتشوف، كانت مسكت هى اخر العكاز وخبطته فى دماغ امها بكل غباء، وكأنها عدوتها مش امها، الست صرخت وفقدت الوعي، قربت منها سيدة بقلق:
- أنتى موتي ولا ايه؟ اوعي توديني فى داهية، انا مقصديش اموتك، قومي ياما الله يسترك مش ناقصة انا كفايا اللى انا فيه.
كانت فتحية مش بتتحرك نهائي، راحت جابت سيدة مياه وبقيت تغسل وش امها وشالت من عليها طرحتها علشان تعرف تتنفس كويس ويدخلها هوا، وكل هم سيدة ان امها تفوق علشان بس هي متروحش فى داهية، وعارفة ان امها مش هتتكلم ولا تحكي اللى حصل علشان لو مش خوف على سيدة من اخوتها فهي هتخاف على عيالها لو حد منهم اذى سيدة ولا موتها فى ايديه يروح فى داهية، وسيدة متستاهلش ان حد يروح فى داهية علشانها، بعد محاولات كتير ابتديت فتحية تفوق من تاني، لكن مش قادرة تتكلم، بتحرك رأسها يمين وشمال وبتحرك شفايفها لكن مش عارفة تنطق.
سيدة بمكر:
- ايه ده اتخرستي؟ يابركاتك ياشيخ مبروك، علشان تعرفي ان اللى ييجي عليا اللى ورايا مش بيسيبوه.
قالت كده وساعدت امها تقوم من على الارض وبتضحك وهي فرحانة ان امها مش هتقدر تحكي حاجة لأى حد، لاء دى كمان ارتاحت من زنها وكلامها اللى بتحاول بيه تصحي ضمير سيدة كل ما بتروح تزورها، سيدة كانت شيطان على هيئة انسان، والغل اللى جواها مش لحنان ولا ابنها بس...لاء ده طايل حتى اقرب الناس لها، والغريب ان الغل ده كله مالهوش سبب واضح لحد دلوقتي.
فات وقت طويل وفتحية نايمة على الكنبة بتاعتها ولا بتشوف ولا بقيت تتكلم، وقاعدة قصادها فتحية تتفرج عليها ومستنية الليل ييجي، متكلمتش بحرف واحد من وقت اللى حصل، ولا حاولت حتى تقرب من امها وتستسمحها، جواها جحود مالهوش مثيل، واول ما الدنيا هديت خالص وراحت امها فى النوم، وأخواتها محدش منهم رجع للبيت لأنهم منهم المتجوزين ومنهم اللى شغال فى ارض فى قرية تانية بعيدة عنهم شوية علشان كده مبيعرفش يرجع فى الليل، سابت امها لواحدها بعد ما حطيت جنبها عيش فلاحي وبيض مسلوق، وقامت خرجت وقفلت وراها الباب، مشيت فى البلد زى الحرامية بتتلفت وراها مش عايزة حد يشوفها لحد ما وصلت لبيت مبروك.
سيدة:
- أنا جيتلك يابركتنا.
مبروك:
- تعالي يا وش الخير.
سيدة:
- وش الخير!! بشرني يا شيخنا.
مبروك:
- شوفي ياسيدة، المرة دي اللى هطلبه منك صعب، بس اللي هيساعدنا فى طلبك المرة دي شروطه غير اي خادم ساعدنا قبل كده، ولو سمعتي الكلام هيرقدلك اخو جوزك سنة بالتمام والكمال، لحد ما تقولي اجدد او كفايا عليه كده.
سيدة:
- أوامره ياشيخنا، انا خدامته وخدامتك.
مبروك بيمد ايديه بحجاب:
- هتروحي المدافن دلوقتي يا سيدة، وتدوري على قبر تدخليه وتحت راس ميت تدفني الحجاب ده، واللى من بعد دفنه هيحل بأخو جوزك اللى بتتمنيه وزيادة، ها قولتي ايه؟ هتقدري؟
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close