رواية ترويض قلب قاسي الفصل الثامن 8 بقلم هالة الشربيني
الثامن 
ترويض قلب قاااسي
رنا باستغراااب انت بترسم يا رياض
رياض :دي هواية انا نمتها بالدراسة الي جانب دراسة ادارة الاعمال وانا في امريكا
رنا :انت كلك اسرار ومفاجأت بس كلها حلوة اااااوي يا رياض
انا هتفرج علي باقي اللوحات ممكن
رياض :ممكن بس الفرجة دي مش ببلاش انت لاازم تدفعي المقابل
رنا :ليه هو انا هشتريها انا هشوفها بس يا روضي
ريا:لا مانت كدا وبدلعك دا هتدفعي دبل يا رنونة
رنا وهي بتضحك تحضتنه وتقبل خده مهرولة تشاهد اللوحات وهي منبهرة بجمالها، رنا وقفت عند لوحة لسيدة اية في الجمال
رنا :مين دي يا حبيبي
كانت تلك اللوحة مخفية وراء اللوحات لكن رنا لم تترك لوحة الا وشاهدتها بإعجاب وإنبهار بموهبة رياض
رياض ملامحه تغيرت للحزن والغضب وشدها من رنا
رنا :مسكت اديه وقالتله مفيش بنا اسرار ولا حواجز ولا حاجة نخبيها عن بعض تمااام
رياض :اداها اللوحة دي امي الله يرحمها والدموع متحجرة جوا عنيه رافض ينزلها
رنا :حضنيته وملست علي ضهره رياض ابكي، اصرخ، انفعل قول كل اللي جواك انا هسمعك هفهمك هحس بيك هشاركك كل المك وبكاه بيزيد
قامت رنا باحتضانه وممسكة به تربط علي ضهره بحنان اام افتقدها عندما كان صغير
ظلت رنا محتضناه حتي هدء تماما وجلس علي الارض توجهت نحوه وجلست وراه واحتضنت ظهره ساندا راسه علي صدرها وممسكا يدها محتضنا لها امام صدره
اهدي يا حبيبي انا معاك وجنبك لما تبقي عايز تتكلم هسمعك
رياض ثابت في تلك الوضعية هو ورنا نصف ساعة
رياض :والدي كان شخصية قاسية جدا ووالدتي كانت ست رقيقة ورومانسيا وحالمة، الوضع بينهما والحياة كانت مستحلية شخصين عكس بعض دايما خناق وخصام وضرب واهانات، ماما مقدرتش تقاوم ولا تستحمل سابتني وانتحرت فضلت الموت عن وجودها معااايا عيونه بتنزل دموع من غير ميحس، كان نفسي تكون زيك قوية وتحارب علشان ابنها وتختاره متخترش الموت
رنا :رياض يا حبيبي كلنا شخصيات مختلفة مينفعش اطالب واحدة بمواصفات والدتك واقولها خليك حد تاني غير نفسك اتغيري ودي اصلااا صفات متاصلة فيها ميفعش اجردها من شخصيتها واقولها كان لازم تكون واحدة مختلفة
مفيش حد كامل ولا حتى أقرب للكمال، كلنا فينا عيوب ومعظمنا اتخذل أو اتأذى وفينا اللي خذل أو أذى … بنرتكب حماقات وبنقول حاجات غلط وحاجات ماكنش المفروض تتقال اصلًا، وبنغلط في حاجات من غير ما نقصد وساعات بنقصد، قلوبنا بتتكسر وساعات احنا اللي بنكسر.. بيوحشنا ناس ماينفعش يوحشونا وبننسى ناس كان لازم نفضل فاكرينهم...كل حاجة فيها شك واحتمالات بس الأكيد أنه في كل مرة بنقع هنرجع نقوم ونقف.. هنتعلم وننضج ونتخطى ونتجاوز ونتعافى…ونعيش.
افتكرها بالدعاء دايما وانسي الماضي، انا امك واختك وحبيبتك وزوجتك وبنتك كمااان
وقف رياض واخذها في احضانه
انت دنيتي الجديدة اللي بدأتها من امبارح يا رنا
رنا ورياض عاد ادراجهما الي الفيلا بعد اسبوع عسل والقلوب مليئة بالفرح والسعاده مر شهرين ونصف علي ابطالنا في سعادة وكانوا يسرقون انفسهم ويذهبون الي مكانهم الخاص السري الي جنتهم المخبئة عن الأعين ليقضوا يومين بعيد عن مرمي انظار الجمع يجددون فيه حبهم وسعادتهم
ابراهيم :لا اللي انت فيه دا ميتسكتش عليه انت بقالك فترة مبتاكليش وتعبانة احنا لازم نروح للدكتورة نكشف ونطمن
امينة يا حبيبي انا كويسة ممكن بس واخدة برد في معدتي اطمن انا كويسة
ابراهيم قومي البسي ومسمعش كلمة يالله يا امينة
امينة :حاضر هنروح بس علشان اطمنك وترتاح
ذهبا سوي للطبيبة لان ابراهيم يغار علي غاليته امينة
الطبيبة طلبت تحاليل، ذهبا للمعمل وقامت امينة بالتحاليل وعادوا للطبيبة
الطبيبة مبروك يا مدام حضرتك حامل
امينة وابراهيم ينظرون لبعضهما في ذهول
امينة يا دكتورة حضرتك غلطانة انا مبخلفش كنت متجوزة قبل كدا ومخلفتش
الدكتورة ممكن زوجك هو اللي كان مبيخلفش يا مدام
امينة لا لا ماحنا كشفنا عند واحد صاحبه دكتور وقالي انا مني العيب هو سليم
الدكتورة حضرتك انا هحولك لدكتورة نسا تكشف سوناار ودا اللي هيأكدلك حملك
ابراهيم يالله هنروح للدكتورة حالااا
امينة اكيد المعمل غلط في التحاليل
ابراهيم يالله يامينة هنروح للدكتورة نكشف
ذهبا فعلااا لدكتورة نسا قامت بالكشف عليها
الدكتورة مبروك يا مدام حضرتك حامل من شهرين
وفي خبر حلو اوي انت حامل في توام
ابراهية سمع صوت عالي زي ضربات القلب
ابراهيم حضرتك متاكدة يعني شايفة في الجهاز اطفال
الدكتورة :لا شايفة اتنين اجنة توام هههههههه
امينة ازاي انت متأكدة انا مبخلفش حصل ازاي
الدكتورة اكيد حصل غلط من الدكتور حضرتك زي الفل وحامل وجايلك توأم ان شاء الله
ابراهيم سجد علي الارض وبكي وشكر ربنا رضيت يا رب فرضيتني اللهم لك الحمد حتي ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
امينة بتعيط وبتحمد ربنا وقامت تبوس الدكتورة
ابراهيم :انا ابوهم انا اللي كنت السبب انا اللي اتحضن واتباس يا جميل هههههههه واخدها في حضنه، بعد الخبر اللي روي قلوبهم وعطشهم للضنا
امينة بتحتضنه، انت سبب سعادتي يا ابو عيالي يا غالي
ابراهيم شوفتي عوض ربنا يا امينة
أمينة الحمد لله بس انا مستغربة ازاي دا حصل
ابراهيم اسمعي يامينة شكل الدكتور دا كان متفق مع زوجك يوهمك ان العيب منك وهو اللي كان مبيخلفش
الحمدلله ان ربنا رضانا انسي يام العيال وكلمي رنا فرحيها.
امينة بلهفة وسعادة ولخبطتها لما بتكون فرحانة، رنا باركيلي انا حاامل وفي توأم
رنا بجد يامينة ازاي طيب هحكيلك لما اقابلك
رنا مبروك يا حبيبتي الف مبروك باركلي لابراهيم
رياض :رنا انا جي في الطريق ربع ساعة واكون عندك
رنا وحشتني اوي متتاخرش مستنياااك
قامترنا كانت بتجهيز عشاء خفيف في حجرتهم وانارت شموع وجهزت اغنية لفيروز في جو رومانسي رائع وانتظرت رياض
مرت ساعة ورياض لم يصل البيت بعد ، رنا قتلها القلق و سيطر عليها بالكامل قررت الاتصال بعلي صاحبه تساله عنه عله رجع للشركة لامر هام ولم يخبرها
علي :نعم مدام رنا خير
رنا :علي الحقني مراد كلمني من ساعة ونصف وكان جي وقالي ربع ساعة وموصلش ارجوك اتصرف اعرف هو فين
علي بقلق وخوف انت متاكدة انه اكد عليك انه جي بعد ربع ساعه
رنا : وهي بتبكي اه والله متاكد اعمل حاجة يا علي
خرج علي من الشركة يقود مثل المجنون ذعب من نفس الطريق لبيت رياض وقبل البيت بربع ساعة لقي عربيته مقلوبة والظاهر انها حادثة وشاف عربية اسعاف ماشية بسرعة ذهب علي وراء العربة باقصي سرعة والغريب ان عربة الاسعاف كانت تمشي في اتجاه مختلف متوجهة لمكان سحراوي
تتبعها علي بحذر يراقبها، العرة دخلت مخزن بعيد عن العمار
علي اتصل برجاله وبعث لهم الموقع، كانوا مسلحين، دخل علي والرجالة وارادو الاشتباك
لكن علي فضل التحدث مع كبيرهم ولا
علي : انا جاي في الخير مش عايز يحصل اشباك وحد يموت عايز الكبير اللي هنا
الريس عطوة استنوا يا رجالة انت مين وعايز ايه
علي :بص يا معلم انا يلزمني الراجل اللي دخل بعربية الاسعاف من شوية وشوف طلباتك ايه وعايز كام
عطوة :لا الجثة دي تمنها وصل وملكش عندي حاجة
علي بذكاء طيب متعرفني وصلك كام ونضاعف وبكدا انت كسبت مرتين ولا من شاف ولا من دري
عطوة بطمع بيفكر وبيهرش دماغه
علي كاد ان قلبه يقف عندما سمع كلمة الجثة بس لكنه سيطر علي نفسه لاقصي حد
عطوة انا واخد فيها متين الف ميه عربون وميه لما نسلم الجثة
علي حلو اوي كدا هنتفق ليك متين تانين مني وتسلم جثة تانية ملهاش معالم وكدا تبقي كسبت ربعميت الف ايه رايك وميه لو عرفتني مين اللي اتفق معاك
عطوة اتفقنا
احضر علي الفلوس بسرعة وفي نفس الوقت طلب يشوف رياض وشافه واتاكد انه مازالت فيه الروح لكن حالته سيئة جدا
اعطي عطوة الفلوس واخذ رياض وكانت المفاجاة عندما اخبره عطوة بمن طلب منه تدبير الحادثة وقتل رياض
عطوة : اللي طلب منا نعمل كدا مراته اصلها طمعانة في فلوسه وضحك ضحكة سمجة
علي بقي كدا يا رنا دا رياض محبش غيرك وانت اللي غيرتيه حرام عليك وعيونه بتمطر دموع وقلبه محروق علي صاحبه
علي اخد رياض علي المستشفي الخاص بهم في سرية تامة ودخل رياض العمليات
علي :ايه يا دكتور طمني
الدكتور للاسف الحالة مطمنش رياض بيه دخل غيبوبة وجسمه مدمر كسور واكتر نن نزيف داخلي مقدرش اطمنك هو بين ادين ربنا ادعيله
علي بصوت مكتوم والله لندمك يا رنا وادمرك زي مدمرتي اخويا وصاحبي وعياطه وصوته المكتوم كان بركان كاد ان ينفجر من شدت غليانه داخل اعماق الارض
استمرت رنا في الاتصال بعلي، جن جنونها وفقدت سيطرتها من قلقها علي رياض
رد علي عليها بعد ان احكم لجام نفسه
ايوا يا مدام رنا للاسف معرفتش رياض فين لما اوصل لمكانه هبلغك
واغلق الخط معها وامر رجاله أن ياخدوا عربة رياض لمخزن من مخازنهم
واقسم ان ينتقم لصاحبه منها وبدأ يفكر كيف يفعل ذيك معها وما هي الخطة التي سوف تمكنه من فعل ذلك
رنا ذهابا وايابا في حجرتها مستمرة في الاتصال بفون رياض ايقظت البنات واتصلت بعمته ونادر حتي يساعدها أحد في العثور علي لبة قلبها ومعذبها، ومقلة عينها رياض
الجميع مستيقظين يبحثون في المستشفيات والاقسام وكل مكان لكن بلا جدوي، لا يوجد اثر لرياض
البحث استمر ثلاثة ايام ورنا ممتنعة عن الطعام تعيش علي المحاليل كانها جثة منتظرة الدفن، جسد الروح غادرته ورحلت، بنته لا تقل حالتها في الصعوبة عن رنا، كسرها فقدان والدها وكان رد فعلها الصمت فقدت النطق
لم تسلم عمته ايضا فقد اصيبت بازمة قلبية وانتقلت للمشفي ودخلت العناية المركزة
للاسف رنا لم يكن بجانبها أولادها احمد سافر وقاطع اتصاله بيها وعادل دخل الجيش كانت تشعر بالوحيدة في اعز وقت احتاجت فيه احبتها، روحها متعلقة بخبر رجوعه
كان علي مندهش من حالتها وشكلها وللمعاناة اللي تعانيها بعد فقدان رياض
علي :الست دي قادرة وممثلة جديرة قتلت القتيل وماشية في جنازته منهارة يا جبروتك يا رنا يا حبيبى يا رياض يوم متحب وتعشق تكون هي السكينة اللي تدبحك وتحرمك من الحياة
رنا بكي ونواح وتنادي باسمه ليل ونهار خاصة بعد أن وصلهم خبر وفاته وعدم العثور علي جثته ووجود سيارته غارقة في النيل.
