رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الرابع والثمانون 84
مد نائل يديه ومسك بخاصرة خلود بقوة ما تسبب في سقوطهما على ظهره
حاميها في ذراعيه.
لا زالت تشعر بالصدمة عندما سمعت صوت الفرامل المزعج في أذنيها.
استطاع السائق في أخر لحظة أن يدير عجلة القيادة لتجنب صدمهما.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
صاح السائق بغضب قبل أن يغادر : "هل أنت مجنونة؟ إذا تريدين اللعب فاذهبي
إلى المنزل!"
بدا الوقت وكأنه توقف حدق نائل وخلود في بعضهما البعض بصمت في
مكانهما. بإمكانهما سماع نبضات قلوب بعضهما بوضوح كلاهما يتنفس بشدة.
تغيرت الأضواء إلى الأخضر وبدأ الناس من كلا جانبي الشارع في عبور ممر
المشاة.
مد نائل يده المساعدة خلود على النهوض واختفت الحشود المزدحمة حولهما
وكأنهما لوحدهما حين تقابلت أعينهما.
استغرق الأمر بضع ثوان لاستعادة هدونها لو لم يتسرع نائل لإنقاذها لكانت
العواقب وخيمة !
تذكرت فجأة أن شخصا ما دفعني من الخلف.
عندما استدارت لم تجد الجاني في المكان.
هل حقا هذا حادث أم عمل متعمد؟
وضع نائل ذراعيه حول كتفيها وسألها بقلق: "هل تأذيت ؟ "
أجابت خلود بهز رأسها لأنه حماها بجسده لذا نجت من الموت من أي أذى.
تفقد نائل المنطقة ولكنه لم ير أي شخص مشبوه. شعر قلبه يضيق وعيناه
تظلمان.
"لنتحدث في الفندق".
فوجئت خلود عندما قادها نائل إلى غرفتها.
"كيف تعرف رقم غرفتي؟"
"لم يصعب علي معرفة مكانك ورقم غرفتك؟"
ردت خلود بابتسامة محرجة. نعم نعم. أنت الرئيس التنفيذي العظيم الشركة
هادي الذي يمكنه معرفة مكاني بمكالمة هاتفية واحدة فقط.
قبل أن ترد عليه فتح نائل الباب وأمسك بها من طوقها وأدخلها إلى الغرفة.
تعرفت خلود على الفور على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به على المكتب.
اتسعت عيناها بالدهشة عندما نطقت: "أنت تقيم في الغرفة المجاورة لغرفتي؟"
دون أن يتعب نفسه بالرد عليها مد نائل يده لمسك ذقتها.
اقترب وجه نائل الوسيم وتحدث بصوت ساحر: "سيدة هادي حان الوقت لإنهاء
لعبة هروبك من المنزل. ارجعي معي في الغد".
أنا لست هاربة من المنزل! أنا هنا في رحلة عمل ! سأعود إلى المنزل بمجرد
الانتهاء من العمل.
لأنه أنقذ حياتها لم تهاجمه خلود وأجابت غير مبالية: "حسناً".
طرق سالم على الباب مما جعلهما ينفصلان عن بعضهما البعض بسرعة.
اطمأن نائل عندما رأى أنها تميل رأسها بخجل مثل أرنبة مطيعة.
فتح الباب ودخل سالم وفوجئ لدى رؤيتها لكنه أعطاها تحية برأسه قبل أن
يستأنف عمله.
بدأ الرجلان في مناقشة تفاصيل العقد على المكتب. انشغلا لدرجة أن خلود لم
تجد فرصة للتدخل.
خططت للانتظار حتى ينتهي نائل من مناقشته قبل أن تخبره أنها ستعود إلى
غرفتها. ولكن بعد نصف ساعة لا يزالان مشغولين في المناقشة.
نظرت خلود إليهما وتساءلت إذا كان هذا هو الشكل الذي يقضي به مايا نائل
وقتهما مع بعضهما.
هل يتحدثان لمدة نصف ساعة متواصلة دون توقف؟
كلما تأملت المسألة أكثر كلما زادت غيرتها شعرت بالتعب الشديد إثر هذا
التفكير لذا استلقت على الأريكة.
بينما تستمع إلى محادثتهم انتشر النعاس ببطء عليها وانجرفت في النهاية إلى
نوم عميق.
انتهى الرجال من محادثتهم وأوعز نائل لسالم بترتيب رحلة العودة إلى المنزل
في اليوم التالي. لاحظ أن خلود نائمة على الأريكة.
ذهب لمساعدتها في خلع حذائها وحقيبتها ثم قام بحملها في ذراعيه.
لف ذراعه حول خصرها النحيل لأنها كانت خفيفة للغاية.
لأنها شعرت بالدفء النابع من جسده انغمست خلود في ذراعيه واستمرت في
النوم بسلام بينما تحيط بها رائحته المألوفة.
لم تكن لديها فكرة عن مدى جاذبيتها في الوقت الحالي. جعلتها الأضواء تبدو
أكثر جمالاً حين برزت في وجهها اللون الوردي وأنفها الوردي الرقيق وشفتيها
الكاملتين أعطتها مظهرا لطيفا.
وضعها على السرير ولف ذراعيه حولها ونام إلى جانبها.
في دار اليشم تجلس مايا في غرفة الجلوس وتصب لنفسها كأشا
من
النبيذ.
رن هاتفها وأجابت المكالمة لتسمع: "آنسة مايا فشلت المهمة. تدخل رجل لإنقاذ
السيدة الشابة".
أعلنت مايا بغضب : "وعدت بإنجازه عندما أخذت أموالي"
تدخل شخص ما وأفسد خطتنا وهذا ليس ذنبنا سأرسل لك الصورة ولكن
أموالك لن ترد".
أنهت مايا المكالمة وهي تدخن غاضبة. كم كثر الحمقى!
تلقت صورة على هاتفها.
فتحت مايا الرسالة حريصة على اكتشاف من تدخل في خطتها.
عرضت الصورة الملف الجانبي لرجل يحتضن امرأة شابة بقبضة قوية كما لو
أنها همه الوحيد.
دخلت نظرة نائل إلى قلب مايا مثل شظية حديد.
لم تتمكن من إيقاف شعور الغيرة الذي غمر قلبها حيث بدا وكان نائل سيخاطر
بحياته فقط لحماية خلود.
غلي الغضب في داخلها وألقت كأس النبيذ على الأرض ما جعل السائل الأحمر
يندفق على الأرض عاكسا مشاعرها الحالية.
أرسلت رسالة نصية بغضب إلى فادي أسرع، أريد أن تختفي خلود من جانب
نائل
سرعان ما تلقت ردّا منه : حسنا . أعطني جميع المعلومات المتعلقة بمشروع
شركة هادي.
بذل نائل جهودًا لمدة عامين في هذا المشروع ومايا تعرف مدى أهميته بالنسبة
من المقرر أن يتم إطلاق المشروع بحلول نهاية العام إذا تمت الموافقة على
:
له.
كل شيء.
يريد فادي معلومات المشروع للتعامل مع نائل بضربة قوية.
هي أيضا مشاركة في هذا المشروع لذا إذا حدث أي مشكلة، تعلم أن جهودهم
السابقة ستذهب سدى.
أرسلت رئا: حسنا .
انها على استعداد للتضحية بأي شيء طالما يمكنها التخلص من خلود.
بينما كانت أشعة الفجر الأولى تنير السماء نظرت خلود إلى خارج نافذة الطائرة
ورأت طبقات من الفيوم تمتد تحتها.
أخذها نائل إلى طائرته الخاصة في الفجر للعودة إلى دار اليشم.
تم تعيينهم لمشاركة غرفة خاصة في حين تم تخصيص غرفة خاصة منفصلة
لبتول للراحة فيها.
قدمت مضيفة الطيران لهم وجبة الفطور وبعد أن أنهت خلود حصتها رجع نائل
إلى مقعده إلى جانبها بعد مناقشة عمل مع سالم.
خلع سترته الخارجية كاشفا عن سترة ضيقة وقميص أبيض نظيف يبرز قوامه.
بدت لها وسامته المدمرة.