اخر الروايات

رواية المعاقة والدم الفصل السابع 7 بقلم هناء النمر

رواية المعاقة والدم الفصل السابع 7 بقلم هناء النمر



... تساعدها انها تسافر وتتعالج عشان تقوم تقف تانى ، خاصة أنها مش مولودة كدة ...

... ياريت اقدر ، انا اتكلمت مع أبوها كتير جدا بس هو كان رافض على طول الخط ..

... وهيفضل رافض ، فالحل بقى أن احنا نخرجها من تحت وصاية أبوها ...

أخذت عينى نادر تتحول من رانيا لأميرة ليخبره أحدهما انها جادة فى كلامها ، ثم تثبتت عينيه على رانيا وهو يقول
... وده هيتم اذاى أن شاء الله ...

... أنا فى دماغى خطة معينة ، لو اتنفذت صح هناخدها ومن غير مشاكل وهنعالجها براحتنا ...

.. ياسلام ، اتفضلى انا سامعك ...

... لأ مش دلوقتى ، لأنها مش متظبطة صح فى دماغى ، المهم دلوقتى ، أن فى شوية خطوات مهمة لازم تتم ، وأول واصعب خطوة عليك أنت ...

... أنا ، ايه هى ...

... انك تروح تطلبنى من أبويا ، لازم تتجوزنى ...

اتسعت عيون كل من نادر واميرة بعدم تصديق فى نفس اللحظة وهى موجهة على رانيا ، لدرجة أنه لك ينطق كل منهما بكلمة ،
بالطبع تفهمت رانيا صدمتهما من طلبها ، ابتسمت ثم تابعت كلامها قائلة
... ببساطة شديدة ، عشان اقدر أعمل اللى انا ناوية عليه ، لازم أكون حرة ، أفضل هنا ف الفيوم لحد ما اسفرها ، ولما اسفرها ، طبيعى انى اسافر معاها ، مينفعش اسيبها لوحدها ، وطبعا فى مجتمعنا ده وبالذات عن عيلة زى عيلتنا وأب زى أبويا ، البنت بتتسلم تسليم أهالى ، من أبوها لجوزها ، مينفعش تبقى كدة حرة كدة مع نفسها ، عشان كدة الحل الوحيد انى اتجوز ،
وشرط مهم جدا ، اللى اتجوزه يكون مهتم بأميرة وعايز يساعدها ، لأنه هيسمحلى اعمل كل ده ،
فمفيش حد غيرك فيه المواصفات دى ....

... أنا مش عارف اقولك ايه ، بس انتى اصلا هتسفريها ازاى ...

.. قولتلك دى مهمتى انا ولسة بجهز لده ...

لاحظت رانيا تردده ، وهذا قد غير مفهوم معين بداخلها ، فقد تخيلت للحظة انه معجب بها ، ومن الممكن أن يفرح بعرضها هذا ، لكن تردده بهذه الطريقة جعلها تدرك عكس ذلك ،
لكن الفتاة هى الأهم الآن ولا شئ آخر ، فأرادت طمئنته فقالت ، ولم تهتم أن ما قالته تم أمام الفتاة

... متقلقش ، ده مش جواز فعلى ، ده مجرد حبر على ورق ، إذن بتحرير حركتى مش اكتر ، ومجرد تمثيل ادام اهالينا ، يعنى انت هتبقى حر تماما ، وأنا مش همثل اى قيد ليك ، وكمان الطلاق هيكون فى أقرب فرصة ، ممكن حتى يكون أول ما اسافر ، والأمور تستقر كدة ، تقدر وقتها تطلقنى ، معنديش اى مشكلة ....

... أنا مقصدش ، انتى فهمتينى غلط ...

... لأ عادى ، ده حقك ، مش بجبرك على حاجة ، إحنا بس هناخد بالأسباب ، وطبعا لازم يكون فى أقرب وقت ممكن ، ياريت يكون الاسبوع ده ...

... نعم الاسبوع ده ، اذاى ؟ وبعدين احنا لسة فى حداد ، وليه الاستعجال ده ؟

ألقت نظرة.على أميرة ولا تعلم أن كانت يجب أن تكمل أمامها أم لا ، ولكنها حسمت أمرها ، ففى خلا الثلاث أيام الماضية قد تأكدت من ذكاء أميرة وعقلها الذى يسبق سنها بكثير ، بالإضافة إلى قدرتها فى تحمل المواقف الصعبة ، كل هذا مع ثقافتها التى لا توصف بفضل كثرة قرائتها للكتب التى تساعدها فيها مرافقتها .

... بيتهيئلى أن محسن عايزنى ...

انتبهت أميرة بكل حواسها عند ذكر والدها
بينما اندهش نادر من جملتها التى ادعى عدم فهمها ... يعنى ايه عايزك ...

... معرفش ، ومش متأكدة ، كل اللى انا متأكدة منه أن انا فى دماغه وبس ، وبعدين مش عايزة ادخل دوامة الصراع والرفض دى ...

ابتسمت أميرة بسخرية وكأنها لم تهتم لما قالته رانيا وقالت
... خدى بالك بقى ، مادام حطك فى دماغه يبقى مش هيسيبك ، أبويا عامل زى شبكة الصاعق ، لامع من بعيد ، لكن اللى يقرب منه يموت ...

انعقد حاحبيها من جملة أميرة هذه بل ونظرة نادر التى تأكد ما قالته الفتاة ، ألهذا الحد تفهم أميرة والدها بل وتتقبل أفعاله بصدر رحب وكأنه شئ قد تعودت عليه .

... اللى عندى قلته وفكروا فى كلامى كويس ، اللى عايزاه منكم قليل اوى ، ومنك انت بالذات ، الموضوع مش سهل وتنفيذه صعب جدا ، محتاج دقة ، لو انت على استعداد ، بلغنى ، هبدأ انا أخطط للموضوع بشكل فعلى ....

أنهت جملتها ثم وقفت وهى تتناول حقيبتها المعلقة على جانب الكرسى ،

قالت أميرة ... أنتى رايحة فين ؟

... همشى بقى ، إحنا بقينا المغرب ، بس أهم حاجة ، لو اى حد زارك بالذات بباكى ، متجيبيش سيرتى ، ولا تقولى عن موضوعنا ده اى حاجة ...

.. اكيد طبعا ، متقلقيش ...

قبلتها رانيا من رأسها ، ثم ألقت عليهم السلام ، وابتعدت ،

تبعها نادر بعينيه ، وهو يفكر فى شئ معين ،

... رحت فين ياعموا ...

... مش عارف ياأميرة ، مش مرتاح ...

... ليه ، عشان طلبت منك تتجوزها ...

... أنتى شايفة الموضوع سهل ، على قد ماانا كنت مرتاح للبنت دى ، على قد ما انا قلقان دلوقتى ، مش مصدق أن فى حد بيعمل حاجة لأى حد كدة لله فى لله، وكمان هى ناوية على ايه اصلا ، مقالتش حاجة ، وده يقلق اكتر ...

.. بس انا مرتاحالها ...

... لأ ياأميرة ، انتى بس اتعلقتى بالأمل اللى هى اداتهولك ...

.. من امتى كان رأييى فى الناس غلط ..

... بصراحة عندك قدرة انك تفهمى الناس كويس ، مقدرش أنكر ده ..

... وبقولك دلوقتى أن هى صادقة فى كل كلمة قالتها ، يبقى لازم تصدقنى وتفكر فى اللى هى قالته ...

... هحاول ياأميرة ، هحاول ...

... مش هنخسر حاجة ياعموا ، انا وزى ما انت شايف ، هيعمل فيا ايه اكتر من كدة ، وانت ومغضوب عليك من سنين ، وبتدخل البيت زى الغريب ويمكن كمان يكون حرمك من ميراثك ، فاضل ايه تانى ...

... على رأيك ، كله راح ، هنبكى على ايه ...

..............................................

... هنفضل هنا كمان يومين ...

... ليه ياماما ، انا لسة مكلمة بابا وأكد عليا على بعد بكرة ...

... وأنا لسة مكلماه دلوقتى واتفقنا أن احنا هنرجع على آخر الاسبوع الجاى ...

... نعم ، آخر الاسبوع الجاى ، أسبوع كامل ، مستحيل يكون بابا وافق ...

... أنتى بتكدبينى يارانيا. ..

... العفو ياماما ، بس وافق اذاى ...

... زى الناس ، ده اللى حصل ، مش كدة وبس ، ده ممكن يجيلنا عشان يعزى عمك رشاد ...

.. اااه ، قولى كدة ، ده كله ترتيبك انتى ، بس اعملى حسابك أن إلى فى دماغك مش هيحصل ياماما...

.... يارانيا أعقلى ، والله يابنتى ، يمين هتحاسب عليه ، محسن هو اكتر راجل ينفعك ...

.. ده على أساس ايه أن شاء الله ، وبعدين متنسيش اللى كان ...

... مش ناسية ، وعشان كدة بقولك انه احسن حد ليكى ...

... ياشيخة ، دا لو عرف ، مش بعيد يعلقنى على باب زويلة ، والنبى ابعدى عنى وخلينى اصرف أمورى براحتى. ..

... كدة يارانيا ، لعلمك ، انا صممت أن ابوكى ييجى عشان يشوف حل معاكى ، انا زهقت ، وأعملى حسابك انك جاية معايا مشوار مهم بكرة ...

... لأ ..

... يعنى ايه لأ ...

... لأ يعنى لأ ، مش رايحة معاكى اى مكان ، وأما يبقى ييجى بابا نبقى نتكلم ، تصبحى على خير ...

صعدت لغرفتها وهى غاضبة تماما مما تفعل والدتها معها ، ثم قفز لعقلها جملة والدتها بأن محسن هو أفضل اختيار وفقا لما حدث مسبقا ، وما علاقة محسن بذلك ؟

بعد أن انعشت نفسها بحمام دافئ ، خرجت وهى تلف جسدها بمنشفة تصل لركبتيها ، جلست أمام المرآه وبدأت بتمسيج زراعيها وقدميها بأحد الكريمات المرطبة عندما وصل لسمعها صوت هاتفها يصيح بنغمة الرسالة ،

التقطت الهاتف وفتحت الرسالة التى كانت من نفس الرقم السابق الإرسال منه ومحتواها كالتالى
...أنتى ناوية تنفذى كلامك ، عشان كدة مجيتيش انهارضة ، مستنى اشوفك بكرة يارانيا ، ولو مجيتيش هجيلك انا ...

ألقت بالهاتف بغضب على السرير وجلست على حافته ، فكرت قليلا ثم قررت أن تعجل بما قررت فعله ، والآن قبل غدا.

.............................................

مر ثلاثة أيام آخرين وهى تجهز ما سيتم مع نادر واميرة وكيفية التقدم لوالدها وطلب يدها لكن حتى آخر لحظة لم تخبره بخطتها كاملة ، وبدأوا بدراسة كافة العقبات التى ستواجههم فى هذه المسألة ،
وتعمد أكثر من مرة أن تذكره انها فقط أرادت مساعدته فى التحرر من والدها ، وهو فقط وافق من أجل أميرة ، ورانيا تعلم ذلك حق العلم ،

بالطبع اضطرت لاخبار نادر ببعض الأمور عن نفسها ، وقصت عليه بعض الأحداث ومن بينها ما تم مع محسن منذ أن وصلت مرورا بما قالته فى السيارة وأيضا رسالاته على الهاتف ،
أما عن نادر فقد كان يستمع لها بدون اى تعبير مبهم على وجهه ودون أن ينطق بكلمة حتى أنهت نا أرادت قوله ، وحمد الله وقتها أن أميرة غير موجودة وقتها لتستمتع لنا قالته رانيا

... ممكن أفهم انت ساكت كدة ليه ؟

... مش لاقى كلام أقوله ...

... يعنى ايه مش فاهمة ...

... بصى يارانيا ، بصراحة فى الاول كنت قلقان منك ، ومش مصدق انك فعلا عايزة تساعدى البنت ، بس كل ما الوقت يعدى واتكلم معاكى اكتر بتزيد ثقتى فيكى وفى عقلك ، لكن دلوقتى اتأكدت أن مهما الست كانت ذكية ، فهى فى النهاية ست ، مشاعرها اللى بتحكمها مش اكتر ..

قاطعته بإندهاش قائلة ... بس بس ، ليه ده كله ...

.. عشان بغبائك جبتى ده كله لنفسك ...

.. بغض النظر عن الإهانة اللى طبعا مش هعديها ، بس ايه اللى انا جبته لنفسى ...

.. اللى اعرفه ان الناس لما تفكر تتكلم مع حد د المفروض بتدرسه الأول ، متندبش كدة ،
محسن متملك وانانى جدا ، عودوه من صغره انه يكون كدة ، حاجات كتير مش مهمة عنده ومن ضمنها الستات ، بس الحاجة اللى بتتمنع عنه بيبقى هيتجنن عليها ، ومبيهداش غير لما يوصلها ، وبكلامك اللى قلتهوله ده ، حسستيه انك صعبة عليه ، ودلوقتى انتى بقيتى هدف بالنسباله ، عارفة ، لو كنتى حسستيه انك مرمية زيك زى كل بنات العيلة ، مكانش هيفكر فيكى اصلا ...

... أصل انا كنت مدايقة اوى ومقدرتش اتحكم فى أعصابى ...

... مفيش حاجة اسمها كدة مع حد ناوى على اللى انتى ناوية عليه ، لازم تبقى قوية وتتحكمى فى اعصابك بجد ، دلوقتى بقى عشان اتجوزك ، مطلوب منى أنى أواجه ابوكى وامك وابويا وامى ومحسن كمان ، حلو اوى ...

هى تدرك تماما انه على حق فى كل كلمة قالها ، وأنها بالفعل غبية تماما فيما فعلت بدون تفكير ، لهذا يجب أن تقيم الأمور على نحو آخر مختلف تماما عما سبق لتتجنب نتائج فعلتها .

..............................................

... يعنى ايه ياأستاذة ، فهمينى براحة ...

... إيه بس اللى مش مفهوم ، كلامى واضح ، الهدف بنت صغيرة ، عندها 15 سنة ، موجودة فى مركز تأهيل هنا ...

.. يعنى انا اضرب المشوار من القاهرة لهنا ، وفى الاخر تقوليلى بنت ، انا مبختفش عيال حد ، الله يسامحك يادكتور سالم ، بعد اذنك ياأستاذة ...

... ثوانى ، أعد بس كدة ، انت ايه مشكلتك ...

.. أنا مبختفش عيال ، انا أخرى خزنة ، فلوس ، احرقلك قلب حد على حاجة ...

... اممممم ، فهمت ، يعنى من الاخر العملية دى كبيرة عليك ، خلاص انا هشوف حد تانى ، مع أن دكتور سامى قاللى انك أفضل حد ينفذ الموضوع ده ...

... أنا بعون الله اقدر ، والعملية مش كبيرة ولا حاجة ، وأنا قدها ، بس مبعملهاش ...

... ليه بقى ؟

.. عايز رجالة ، وبيتكلف كتير ومحتاجين مراقبة اكتر للمكان عشان نعرف نخرجها ، خصوصا انك بتقولى انها على كرسى بعجل ، يعنى هتتشال ، ...
... يعنى انت مشكلتك الفلوس ، ولو قلتلك 75 الف بدل خمسين ، توافق ...

صمت الرجل وهو يتطلع لرانيا لعدد من الثوانى ثم قال ... أفكر ياأستاذة ...

... كويس ، ده عنوان المركز لو حبيت تاخد فكرة ، والعملية هتتم آخر الشهر ده ، جهز نفسك لو نويت ، بس لو رفضت ترد عليا عشان الحق أتصرف فى حد تانى ، تمام ....

... تمام ياأستاذة ...

..................................................

أنهت مقابلتها مع الرجل الذى أرسل اليها لينفذ ما أرادت ، واتجهت للنادى لتقابل وداد كما اتفقتا ، رغم أن موعدهما معا باقى عليه أكثر من ساعة إلا أنها قررت أن تذهب لتأكل شيئا ، فهى لم تتناول اى شئ منذ الصباح ،

جلست على أحد الطاولات المعدة لشخصين ، وطلبت طعامها ، ثم بدأت فى كتابة بعض النقاط التى ستساعدها فى طريقها الذى بدأته ،
انتفضت وانقبض قلبها عندما فوجئت به يجلس أمامها دون أى استئذان وقال
... قلتلك لو مجيتيش ، هجيلك انا ...

يتبع




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close