رواية عشق وجزاء الفصل السابع 7 بقلم دينا عبدالمجيد
عشق وجزاء
الفصل السابع...
في الصباح تلقت ندي مكالمة من أحمد يخبرها بضرورة لقائه فاسرعت ندي وارتدت ملابسها وتوجهت الي الكافيه. ولكن ما ان وصلت حتي تلقت صدمة عمرها..
وجدت أحمد مصاب بإصابات متفرقة في وجهه وذراعه الأيمن مكسور
ندي بصدمة.... أحمد ! أي اللي عمل فيك كدا ؟
أحمد.. بهدوء مفيش حاجة حادثة بسيطة مفيش داعي للقلق .
ندي... مش فاهمة يعني حادثة عادية ولا أي ؟
أحمد بنظرة غموض... لا مش عادية.. وقت حدوثها مش عادي ولا انتى اي رأيكِ؟
ندي بعدم فهم.. لحظة أنا مش فاهمة حاجة .... طيب الحادثة حصلت ازاي ؟
أحمد.... إمبارح وأنا مروح طلع عليا شوية بلطجية وضربوني وزي ما انتى شايفة.
ندي... طيب ودي فيه أي بتحصل كتير!
أحمد... صحيح بتحصل كتير بس الغريب انهم كانوا بيدوروا على حاجة معينة يعني سابوا الموبايل والفلوس واخدوا...
ندي بخوف .... أوعي تقول الدليل.
أحمد... بالظبط كانوا عايزين السي دي اللي عليه التسجيل وكمان كاميرات المراقبة التسجيل بتاع اليوم دا اتحذف.
ندي.. يعني اي ؟
أحمد بتفكير .... يعني الموضوع شكله كبير وفي حد هنا بيساعدهم.
ندي بقلق ....... طيب هنتصرف ازاي دلوقتي ؟
أحمد بابتسامة ثم مد يده بسي دي جديد
اتفضلي يا ستي الدليل اهو.
ندي بذهول..... طيب ازاي واللي خدوه.
أحمد... هفهمك امبارح وأنا براجع التسجيلات لاقيت حاجة غريبة.
ندي... حاجة أي ؟!
أحمد.... الجرسون اللي قدم الطلبات لرنا مش بيشتغل هنا أصلا دي كانت أول مرة اشوفه سألت عليه محدش عرفه وكمان حط حاجة في العصير بتاع رنا وبعدها اختفي زي ما ظهر.
ندي.... طب دخل ازاي ؟ وليه يعمل كدا ؟
أحمد..... لو تصبري شوية هتفهمي...... بصي يا ستي شغل تسجيل معين رأت ندي هذا الشخص وهو يتحدث بالهاتف مع شخص ما ويخبره بإنجاز المهمة.
ندي... بس مين اللي عايز يوقع بين رنا وجاسم؟ وكمان الإنسان دا اول مرة أشوفه !
أحمد.... المشكلة دلوقتي الدليل دا هيوصل ازاي لجوز رنا.
ندي.... أكيد أنا هاخده، ليه بتسأل ؟
أحمد.... اللي عارفهم إني وصلت للتسجيل وكمان قدروا يحذفوا الفيديو معني كدا إنهم مراقبين كل تحركاتك. وعرفوا أنك عايزة توصلى لدليل إمبارح لما شوفت التسجيل عملت منه نسخة احتياطية علي السي دي اللي معاكي يعني لو ضاع مش هنقدر نتصرف فخلي بالك منه كويس.
ندي..... أكيد طبعا ثم اكملت بامتنان بجد شكرا يا أحمد مش عارفة من غيرك كنت هعمل اي.
أحمد بابتسامة.... ولايهمك انا معملتش حاجة
صحيح خدت علقه كويسة بس مش مشكلة كله يهون... وصلي سلامي لرنا.
ندي بابتسامة.... أكيد وأسفه مرة تانية علي اللي حصلك وشكرا مرة تانية.
خرجت ندي من الكافيه وهي تشعر بسعادة كبيرة فقد حصلت أخيرا علي دليل براءة رنا
ولد بداخلها أمل كبير فاسرعت بالتوجه الي الشركة
************************************
استقيظت رنا من نومها وينمو داخلها أمل جديد فقد توصلت اخيرا الي قرار مهم وقررت الرحيل لعل الرحيل يكون شفاء لكل آلامها. قررت دفن الماضي بكل اوجاعه وتبدأ من جديد .
فنهضت لإجراء مكالمة مهمة وبعدها ذهبت لايقاظ أختها واستعدوا للرحيل
************************************
وصلت ندي الشركة وتوجهت مباشرة إلي مكتب جاسم.
ندي لسكرتيرة جاسم...
جاسم بيه موجود
السكرتيرة..... ايوا موجود ومعاه عدي بيه.
ندي.... كويس اووي.
دلفت ندي الي للداخل بغضب شديد حاولت السكرتيرة منعها فامرها جاسم بالانصراف.
جاسم ببرود... خير يا ندي في حاجة.
لم تتحدث ندي بل توجهت اليه وهو جالس على مكتبه وامامه عدي فقامت بإخراج السي دي و القته أمامه.
جاسم... اي ده ؟
ندي.... افتحه وانت تعرف
قام جاسم بتشغيل السي دى فنظر إليه فوجد رنا تجلس أمام كريم وتتحدث معه ثم قدمت له ظرف ثم قامت للذهاب ولكن بمجرد أن وقفت للخروج حتي كادت أن تفقد وعيها فاسرع كريم باسنادها حتي تقع، أغلق جاسم السي دي وهو ينظر أمامه بصدمة فلم يستطع التحدث فتحدثت ندي قائلة بغضب
ندي.... أظن دلوقتي عرفت اي اللي حصل ثم اكملت رنا كانت رايحة ترجع لكريم فلوسه اللي دفعها لما ماما كانت تعبانة في المستشفى شافنا بالصدفة هناك ودفع الفلوس من غير مانعرف ولما سألنا عرفنا إن هو اللي دفعهم فقررت هرجعهم وكنا هنروح سوا بس ماما تعبت تاني فاضطرت رنا تروح لوحدها وأظن انت شوفت بعينك اللي حصل. كاد أن يتحدث ولكن قاطعته ندي مكملة.. أنا لسة مخلصتش لما جيت البيت عندها في اليوم دا ملك كانت تعبانة وجبنلها الدكتور كرم اللي حضرتك شوفته و رنا اتكعبلت وكانت هتقع بس كرم لحقها وكمان الباب كان مفتوح يعني مكنتش قاعدة في حضنه وكمان أنا كنت موجودة معاها يعني مكنتش لوحدها. يعني مش رخيصة ولا زبالة علشان تسمعها الكلام اللي انت قولته ، ولا تهينها بالطريقة دي دا لو واحدة من الشارع مش هتعاملها بالطريقة دي
انت اهانتها كتير اوووي وهي استحملت كل دا واتقبلت اهانتك عارف ليه ؟ مش ضعيفة لا علشان انت متستهلش دا علي طول كل اللي بتشوفه بتصدقه كان عندها حق لما قالت إنها كانت رهان فعلا وانك عمرك ما حبتها علشان لو بتحبها كنت سمعتها الأول وبعدين تحكم اما لا اي حاجة بتصدقها علشان شوية صور شكيت فيها ودمرتها مع إن كان ممكن بسهولة تواجها وتشوف رد فعلها وبعدين تتصرف ، حتي لما جيت عندها البيت اتصرفت بنفس الطريقة أنا عايزة أعرف حاجة واحدة بس انت كنت عايز منها اي تاني ؟ فأجاب عدي بصدمة مما يسمعه
عدي ... مش كنت رايح تسالها على الصور وتفهم منها اللي حصل ؟
فأجابت ندي بغضب ... يعني المفروض إنك جاي تفهم الموضوع بس للاسف انت اهانتها أكتر وجرحتها أكتر ،
أنت تعرف يعني اي حب أساسا ؟ !! الحب مش كلمة بتتقال وخلاص ، لا الكلمة دي معناها كتير . أساس الحب الثقة والاحترام بس طالما مفيش ثقة مستحيل يبقي فيه حب لان الحب والشك مش بيتجمعوا مع بعض ابدا. وانت ماشاء الله أثبت إنك مش بتثق فيها ولا 1% وكنت بتقول بتحبها هو فين الحب دا. انت اساسا متعرفش تحب حد غير نفسك وبس. أما بقي الأستاذ عدي اللي كمل إهانة فيها من غير مايعرف الحقيقة كنت بتقول اي ملاك برئ ما بيغلطش .. فعلا رنا بريئه وفعلا مش بتغلط مش علشان ملاك ، فاكملت ببكاء لا علشان معندهاش وقت تغلط حياتها عبارة عن شغلها وملك وبس .
عارف يعني اي يا أستاذ عدي تخسر أبوك وأمك الإتنين مع بعض وانت لسه يدوب 22 سنة ولا ومش كدا وبس لا تبقي مسئول عن طفلة عندها سنتين وشهرين ، ومفيش حد جانبك تقدر انت تخلي بالك من طفلة وكمان دراسة وشغل ثم وجهت نظرها لجاسم الواقف بصمت ولا يقدر علي الحديث تقدر انت يا جاسم بيه ؟ طبعا الإجابة واضحة زي الشمس لا ، ثم وجهت كلامها مرة أخرى لعدي إحنا صحيح بنات الطبقة المتوسطة بنحب نصطاد ولاد الأغنياء مش كدا ؟ علي راي الست رغد حتي انت كمان طلعت زي صاحبك وطلعت زي كل الناس اللي بتهتم بالمظاهر والفوارق الإجتماعية .
بس يا استاذ عدي محدش بيختار يبقي فقير، وكمان الفقر مش عيب صحيح إحنا ناس علي قدنا بس كل حاجة كنا عايزنها كانت بتجيلنا كل اوامرنا مجابة ، كنا بنتعامل كأميرات بجد كنا عايشين في سعادة وحب عمرنا ما خجلنا من فقرنا بالعكس كنا فخورين جدا كل واحدة فخورة بشغل أبوها وشوف قدرنا نوصل لفين لجامعة الامريكية اللي مش مسموح اننا ندخلها دي لكوا بس حتي الست رغد معجبهاش الموضوع ازاي إحنا ندخل نفس الجامعة اللي انتوا دخلتوها بس إحنا أحسن منكوا مليون مرة احنا متولدناش في بؤنا ملعقة من الدهب. انتو من غير إسم العيلة ولا حاجة مش هيكون ليكوا اي أهمية وافتكر يا أستاذ عدي إن لا انا ولا رنا كمان جرينا وراكو علشان نتكلم ولا نِصاحب حد. كنا في حالنا مفيش في حياتنا غير الدراسة وبس انتو اللي كنتوا بتجروا ورانا ، أنا عايزة منكوا طلب اخير
ابعدوا عن حياتنا وكفاية اووووي لغاية كدا انسوا انكوا كنتوا تعرفوا حد بإسم ندي أنت خلاص انتهيت من حياتي ، ثم وجهت كلامها لجاسم اما بالنسبة لرنا فأظن انك انتهيت من زمان عندها.
انهت ندي حديثها ثم توجهت للخروج فتوقفت حين استمعت لصوت جاسم.....
*********^^^^^^^^^^^^**************
كان جاسم يسمع كلامها ولا يقوي علي الحديث نهائيا من صدمته إلا أن انهت ندي حديثها ثم توجهت للخروج فتحدث أخيرا..
جاسم... طيب واللي كان نازل من بيتها في ساعة متأخرة وكان حاضنها.
استمعت ندي لحديثه ثم اجابت بغضب
ندي بغضب.... بردو هتشك فيها بعد كل دا!!!
جاسم..... المرة دي انا شوفتها بعيني وسالتها كانت مع مين قالت مفيش ، يعني لو مكنتش كدا كدبت عليا ليه ؟ يبقي ليا حق أشك في حاجة واصدقها ولا لاء ؟ يعني من البداية هي السبب.
ندي.... قصدك اي بالكلام دا ومين اللي بتتكلم عنه دا؟
جاسم بعصبية.... بتكلم عن دا
ثم التقت هاتفه ثم أعطاه لندي على صورة معينة ، التقت ندي الهاتف منه ولم تستطع التحدث.
جاسم..... شايفكِ سكتي يعني.
لم تتحدث ندي ولكن انفجرت فجأة في الضحك بطريقة هستيرية لقليل من الوقت حتي توقفت فجأة كما بدأت فجأة.
ندي وهي تحاول أن تهدئ من نوبة ضحكها...
سوري ثم انفجرت مرة أخري بالضحك.
جاسم بعصبية... هو أنا قولت حاجة تضحك يعني!!!
ندي...... آسفة بس بصراحة مش قادرة ..... انت عارف مين دا ؟!
جاسم بسخرية...... لا مش عارف ياريت تعرفيني يبقي مين دا؟!!!
ندي بسخرية.... دا أسر جارنا من زمان سافر بره من كذا سنة ورجع لما عرف باللي حصل مع رنا.
جاسم ...... والله جارها وهي بتحضن......
لم تدع ندي الفرصة لجاسم بإستمرار في حديثه فتحدثت بغضب..
ندي بغضب... أخوها....
جاسم وعدي بصدمة..... نعم!!!
ندي بسخرية...... اي اتفاجئتوا... آه أسر يبقي أخوها في الرضاعة ومش كدا يبقي صاحب كريم الشرقاوي وهو اللي عرفنا عليه وطلب منه يخلي باله مننا لو احتاجنا حاجة وهو أتعامل معانا بالمبدأ دا مش حاجة تانية
بقي جاسم مصدوم مما سمعه حتي الآن فكأنه تلقي دلو من الماء البارد في فصل الشتاء
نعم قد اهانها وظلمها وهي بريئه لم ترتكتب شئ.
في منزل ندي
انهت والدتها أعمالها المنزلية وقررت الذهاب لكي تطمئن على رنا وملك فتوجهت الي منزله
فدقت الجرس وانتظرت قليلا فلم يحدث شئ فدقت مرة ثانية وثالثة فلم تجد رد فقلقت كثيرا فدقت علي هاتف رنا فوجدته مغلق فازداد قلقها فخافت ان يكون أصابها مكروه فصعدت مرة أخرى لشقتها وهاتفت ندي
قطع حديثها صوت هاتفها يعلن عن إتصال من والدتها فأجابت .....
ندي.... الو ايو يا ماما في حاجة ؟
فاتاها صوت والدتها القلق
الام..... انتى تعرفي رنا فين أنا رنيت الجرس كتير محدش فتح ورنيت عليها موبايلها مقفول أنا خايفة يكون حصلها حاجة.
بدأ شعور القلق والخوف بالتسرب الي ندي
ندي بخوف..... لا يا ماما انا بقالي يومين مشفتهاش.
كل هذا يتابعه جاسم وعدي فتحولت ملامح جاسم الي الخوف والقلق علي حبيبته التي ظلمها واهأنها كثيرا.
أنهت ندي هاتفها واتجهت مسرعة للخروج من المكتب لم تسمع لنداء جاسم وعدي فلاحقها جاسم وعدي بسرعة .
.................................................
خرج جاسم وعدي مسرعين من الشركة محاولين اللحاق بندي فأسرع إلي سيارته واستقلها وصعد عدي بجانبه.
كانت ندي تحاول إيجاد سيارة أجرة لاعادتها الي منزلها فلم تجد.... حاولت البحث عن وسيلة مواصلات ولكن لم تجد ، فجأة توقف أمامها
جاسم بغضب........ اركبي ياندي
حاولت ندي الرفض فصرخ بها جاسم بقوة
ندي مش وقتك نتكلم بعدين مش دلوقتي.
وافقت ندي على مضض ، وركبت في الخلف
------^---------------^^^----------------^---------
وصل جاسم الي منزل رنا بسرعة جنونية كانت ندى طول الطريق تحاول الإتصال برنا ولكن الاجابة كانت واحدة في كل مرة " الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح " فنزلت ندي وعدي وحمدوا الله كثيرا علي وصولهم بخير.
صعدت ندي الدرج بسرعة كبيرة وخلفها جاسم وعدي حتي وصلوا الي شقة ندي فدلفت للداخل وجدت والدتها تجلس بقلق .....
ندي بقلق.... في اي يا ماما .... فتحدثت والدتها قائلة بخوف وقلق حقيقي
الام بقلق..... رنا مش بترد على موبايلها ورنيت الجرس مش بترد عليا
ندي بخوف..... يعني ممكن تكون راحت فين
عاودت ندي الاتصال مرة أخري ولكن الاجابة كانت نفسها..........
________^__________^______________
في صالة الانتظار بمطار القاهرة الدولي
كانت رنا تجلس وبجانبها ملك بإنتظار الطائرة المتجهة للعاصمة البريطانية لندن، قررت الرحيل لبلد جديدة وحياة جديدة ، حياة ستعمل على أن تجعلها خالية من اي أوجاع ، فهي لن تسمح لنفسها بالعيش في آلم الحب مرة تانية ، في حياتها الجديدة لا يوجد مكان للحب فيها، ستعيش لاختها فقط لذا سمحت لدموعها بالهبوط للمرة الأخيرة .
تذكرت ندي وربما كم هي قلقة الآن
فمسحت دموع وفتحت هاتفها فوجدت مكالمات فائتة من ندي ووالدتها ومجموعة من الرسائل من ندي ووالدتها واغلبها من جاسم
فقرأت احدها فوجدته يعتذر عن ما بدر منه
" رنا أنا آسف يا حبيبتي ، أنا ظلمتك كتير يارنا " واخري " رنا ردي عليا يا حبيبتي " قرأتها بسخرية هل قال" حبيبتي!! " هل أصبحت الآن حبيبته ؟ علي ماذا يعتذر عن تدميرها ام ظلمها ام اهانتها ؟
انتهت من قراءة معظمها.
فقررت إرسال رسالة لندي لكي تطمئن عليها
ثم أغلقت هاتفها وأخرجت الشريحة وكسرتها ثم رمتها بسلة النفايات. في هذه الاثناء استمعت للنداء الأخير لرحلتها ، احست بانقباض قلبها فتوقفت ونظرت خلفها للمرة الأخيرة ، تري هل ما ستفعله هو الصواب ؟!! هل الهروب هو الحل ؟!! ولكن احيانا نحتاج للهروب لكي نبدأ من جديد ، فأحيانا الهروب اسلم من المواجهة.
فاغمضت عينها بقوة ثم مسحت دموعها
وأخذت أختها واغراضها واتجهت الي بوابة الخروج تاركة ورائها ماضيها الحزين وكل شئ يتعلق بهذا الماضي.
واه من زمان ليس بزماني... هويت فيه من لا يهواني.... وأحببت فيه من لا يعرف للحب معاني ......... واه من زمان
____________^^^^^^_____________
عند ندى كانت لا تزال تحاول الإتصال برنا عندما وصلتها رسالة " أنا كويسة متقلقيش عليا ، أنا بخير بس محتاجة أبعد يمكن لما أبعد أرتاح ، خلي بالك من نفسك وصل سلامي لطنط ، ومتزعليش مني. الوداع " رنا
قرأت ندي الرسالة عدة مرات حتي نزلت دموعها بصدمة لا تصدق ان صديقتها رحلت ، فانتبه جاسم لدموعها .
فتحدث بقلق " في اي مالك بتعيطي ليه ؟ رنا حصلها حاجة ؟ لم ترد ندي بل نزلت دموعها بصمت حتي تحدثت والدتها
مالك ندي انت عرفتي حاجة ؟ ردي عليا يا بنتي
فصرخ جاسم "ماتردي في اي " فحاول عدي إيقافه ولم يستطع فصمت ندي يثير جنونه فالتقت عدي الهاتف من يد ندي وقرأ الرسالة وتحولت ملامحه الي الصدمة فتحدث جاسم بعصبية ماحد يفهمني في اي ؟!
فتحدثت ندي بغضب " انت عايز اي تاني ، رنا خلاص سابت البيت ومشيت ومعرفش هي فين ، ارتحت كدا فاضل حاجة تانية عايز تعملها ثم اكملت بصراخ رنا خلاص ، خلاص ابعد عننا بقي وكفاية لغاية كدا.
اما جاسم فكان في عالم آخر لا يصدق أن محبوبته قد رحلت ولا يعرف عنها شئ ، لم تنتظر قليلا ؟ ألن يعوضها عن ما اقترفه بحقها ؟ ألن يخبرها بأسفه الشديد ؟ ألن يعترف بحبه لها ؟
هل رحلت للأبد وتركته. ولكن هل الآن أعترف بحبه وعشقه ؟ للآسف فات الأوان والآن علي القلب ان ينسي محبوبه! ولكن هل ينسي القلب محبوبه ؟!
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي وأنت في القلب مثل النقش في الحجر، أنا أحبكِ يا مَن تسكنين دَمي، وإن كنتِ في القمر ففيك شيء من المَجهول أدخله، وفيك شيء من التاريخ والقدر.
نعم رحلت وتركته ، رحلت وتركت ماضيها الحزين. رحلت ولم تنتظر براءتها، فلم تعد تعني لها شئ ،فقد رحل كل شئ ، رحل الحنان والحب والأمان كما رحل كل شئ جميل. هل الآن شعر بحبها ولكن لايدرك الإنسان قيمة مافي يده الاعندما يضيع منه.
كما يوجد تعذبت بالفراق هناك قلوب مليئة بالحقد ونار الإنتقام سعدت لذلك.
************************************
ظنت رنا أن ماضيها انتهي بتركها للبلد وأنه لن يربطها شئ بالماضي بعد الآن. ولكن لا أحد يعلم ما يخفيه لنا القدر .فالقدر قد قال كلمته وربطها بمحبوبها للأبد برابط لن يستطيع أحد تجاهله.
الفصل السابع...
في الصباح تلقت ندي مكالمة من أحمد يخبرها بضرورة لقائه فاسرعت ندي وارتدت ملابسها وتوجهت الي الكافيه. ولكن ما ان وصلت حتي تلقت صدمة عمرها..
وجدت أحمد مصاب بإصابات متفرقة في وجهه وذراعه الأيمن مكسور
ندي بصدمة.... أحمد ! أي اللي عمل فيك كدا ؟
أحمد.. بهدوء مفيش حاجة حادثة بسيطة مفيش داعي للقلق .
ندي... مش فاهمة يعني حادثة عادية ولا أي ؟
أحمد بنظرة غموض... لا مش عادية.. وقت حدوثها مش عادي ولا انتى اي رأيكِ؟
ندي بعدم فهم.. لحظة أنا مش فاهمة حاجة .... طيب الحادثة حصلت ازاي ؟
أحمد.... إمبارح وأنا مروح طلع عليا شوية بلطجية وضربوني وزي ما انتى شايفة.
ندي... طيب ودي فيه أي بتحصل كتير!
أحمد... صحيح بتحصل كتير بس الغريب انهم كانوا بيدوروا على حاجة معينة يعني سابوا الموبايل والفلوس واخدوا...
ندي بخوف .... أوعي تقول الدليل.
أحمد... بالظبط كانوا عايزين السي دي اللي عليه التسجيل وكمان كاميرات المراقبة التسجيل بتاع اليوم دا اتحذف.
ندي.. يعني اي ؟
أحمد بتفكير .... يعني الموضوع شكله كبير وفي حد هنا بيساعدهم.
ندي بقلق ....... طيب هنتصرف ازاي دلوقتي ؟
أحمد بابتسامة ثم مد يده بسي دي جديد
اتفضلي يا ستي الدليل اهو.
ندي بذهول..... طيب ازاي واللي خدوه.
أحمد... هفهمك امبارح وأنا براجع التسجيلات لاقيت حاجة غريبة.
ندي... حاجة أي ؟!
أحمد.... الجرسون اللي قدم الطلبات لرنا مش بيشتغل هنا أصلا دي كانت أول مرة اشوفه سألت عليه محدش عرفه وكمان حط حاجة في العصير بتاع رنا وبعدها اختفي زي ما ظهر.
ندي.... طب دخل ازاي ؟ وليه يعمل كدا ؟
أحمد..... لو تصبري شوية هتفهمي...... بصي يا ستي شغل تسجيل معين رأت ندي هذا الشخص وهو يتحدث بالهاتف مع شخص ما ويخبره بإنجاز المهمة.
ندي... بس مين اللي عايز يوقع بين رنا وجاسم؟ وكمان الإنسان دا اول مرة أشوفه !
أحمد.... المشكلة دلوقتي الدليل دا هيوصل ازاي لجوز رنا.
ندي.... أكيد أنا هاخده، ليه بتسأل ؟
أحمد.... اللي عارفهم إني وصلت للتسجيل وكمان قدروا يحذفوا الفيديو معني كدا إنهم مراقبين كل تحركاتك. وعرفوا أنك عايزة توصلى لدليل إمبارح لما شوفت التسجيل عملت منه نسخة احتياطية علي السي دي اللي معاكي يعني لو ضاع مش هنقدر نتصرف فخلي بالك منه كويس.
ندي..... أكيد طبعا ثم اكملت بامتنان بجد شكرا يا أحمد مش عارفة من غيرك كنت هعمل اي.
أحمد بابتسامة.... ولايهمك انا معملتش حاجة
صحيح خدت علقه كويسة بس مش مشكلة كله يهون... وصلي سلامي لرنا.
ندي بابتسامة.... أكيد وأسفه مرة تانية علي اللي حصلك وشكرا مرة تانية.
خرجت ندي من الكافيه وهي تشعر بسعادة كبيرة فقد حصلت أخيرا علي دليل براءة رنا
ولد بداخلها أمل كبير فاسرعت بالتوجه الي الشركة
************************************
استقيظت رنا من نومها وينمو داخلها أمل جديد فقد توصلت اخيرا الي قرار مهم وقررت الرحيل لعل الرحيل يكون شفاء لكل آلامها. قررت دفن الماضي بكل اوجاعه وتبدأ من جديد .
فنهضت لإجراء مكالمة مهمة وبعدها ذهبت لايقاظ أختها واستعدوا للرحيل
************************************
وصلت ندي الشركة وتوجهت مباشرة إلي مكتب جاسم.
ندي لسكرتيرة جاسم...
جاسم بيه موجود
السكرتيرة..... ايوا موجود ومعاه عدي بيه.
ندي.... كويس اووي.
دلفت ندي الي للداخل بغضب شديد حاولت السكرتيرة منعها فامرها جاسم بالانصراف.
جاسم ببرود... خير يا ندي في حاجة.
لم تتحدث ندي بل توجهت اليه وهو جالس على مكتبه وامامه عدي فقامت بإخراج السي دي و القته أمامه.
جاسم... اي ده ؟
ندي.... افتحه وانت تعرف
قام جاسم بتشغيل السي دى فنظر إليه فوجد رنا تجلس أمام كريم وتتحدث معه ثم قدمت له ظرف ثم قامت للذهاب ولكن بمجرد أن وقفت للخروج حتي كادت أن تفقد وعيها فاسرع كريم باسنادها حتي تقع، أغلق جاسم السي دي وهو ينظر أمامه بصدمة فلم يستطع التحدث فتحدثت ندي قائلة بغضب
ندي.... أظن دلوقتي عرفت اي اللي حصل ثم اكملت رنا كانت رايحة ترجع لكريم فلوسه اللي دفعها لما ماما كانت تعبانة في المستشفى شافنا بالصدفة هناك ودفع الفلوس من غير مانعرف ولما سألنا عرفنا إن هو اللي دفعهم فقررت هرجعهم وكنا هنروح سوا بس ماما تعبت تاني فاضطرت رنا تروح لوحدها وأظن انت شوفت بعينك اللي حصل. كاد أن يتحدث ولكن قاطعته ندي مكملة.. أنا لسة مخلصتش لما جيت البيت عندها في اليوم دا ملك كانت تعبانة وجبنلها الدكتور كرم اللي حضرتك شوفته و رنا اتكعبلت وكانت هتقع بس كرم لحقها وكمان الباب كان مفتوح يعني مكنتش قاعدة في حضنه وكمان أنا كنت موجودة معاها يعني مكنتش لوحدها. يعني مش رخيصة ولا زبالة علشان تسمعها الكلام اللي انت قولته ، ولا تهينها بالطريقة دي دا لو واحدة من الشارع مش هتعاملها بالطريقة دي
انت اهانتها كتير اوووي وهي استحملت كل دا واتقبلت اهانتك عارف ليه ؟ مش ضعيفة لا علشان انت متستهلش دا علي طول كل اللي بتشوفه بتصدقه كان عندها حق لما قالت إنها كانت رهان فعلا وانك عمرك ما حبتها علشان لو بتحبها كنت سمعتها الأول وبعدين تحكم اما لا اي حاجة بتصدقها علشان شوية صور شكيت فيها ودمرتها مع إن كان ممكن بسهولة تواجها وتشوف رد فعلها وبعدين تتصرف ، حتي لما جيت عندها البيت اتصرفت بنفس الطريقة أنا عايزة أعرف حاجة واحدة بس انت كنت عايز منها اي تاني ؟ فأجاب عدي بصدمة مما يسمعه
عدي ... مش كنت رايح تسالها على الصور وتفهم منها اللي حصل ؟
فأجابت ندي بغضب ... يعني المفروض إنك جاي تفهم الموضوع بس للاسف انت اهانتها أكتر وجرحتها أكتر ،
أنت تعرف يعني اي حب أساسا ؟ !! الحب مش كلمة بتتقال وخلاص ، لا الكلمة دي معناها كتير . أساس الحب الثقة والاحترام بس طالما مفيش ثقة مستحيل يبقي فيه حب لان الحب والشك مش بيتجمعوا مع بعض ابدا. وانت ماشاء الله أثبت إنك مش بتثق فيها ولا 1% وكنت بتقول بتحبها هو فين الحب دا. انت اساسا متعرفش تحب حد غير نفسك وبس. أما بقي الأستاذ عدي اللي كمل إهانة فيها من غير مايعرف الحقيقة كنت بتقول اي ملاك برئ ما بيغلطش .. فعلا رنا بريئه وفعلا مش بتغلط مش علشان ملاك ، فاكملت ببكاء لا علشان معندهاش وقت تغلط حياتها عبارة عن شغلها وملك وبس .
عارف يعني اي يا أستاذ عدي تخسر أبوك وأمك الإتنين مع بعض وانت لسه يدوب 22 سنة ولا ومش كدا وبس لا تبقي مسئول عن طفلة عندها سنتين وشهرين ، ومفيش حد جانبك تقدر انت تخلي بالك من طفلة وكمان دراسة وشغل ثم وجهت نظرها لجاسم الواقف بصمت ولا يقدر علي الحديث تقدر انت يا جاسم بيه ؟ طبعا الإجابة واضحة زي الشمس لا ، ثم وجهت كلامها مرة أخرى لعدي إحنا صحيح بنات الطبقة المتوسطة بنحب نصطاد ولاد الأغنياء مش كدا ؟ علي راي الست رغد حتي انت كمان طلعت زي صاحبك وطلعت زي كل الناس اللي بتهتم بالمظاهر والفوارق الإجتماعية .
بس يا استاذ عدي محدش بيختار يبقي فقير، وكمان الفقر مش عيب صحيح إحنا ناس علي قدنا بس كل حاجة كنا عايزنها كانت بتجيلنا كل اوامرنا مجابة ، كنا بنتعامل كأميرات بجد كنا عايشين في سعادة وحب عمرنا ما خجلنا من فقرنا بالعكس كنا فخورين جدا كل واحدة فخورة بشغل أبوها وشوف قدرنا نوصل لفين لجامعة الامريكية اللي مش مسموح اننا ندخلها دي لكوا بس حتي الست رغد معجبهاش الموضوع ازاي إحنا ندخل نفس الجامعة اللي انتوا دخلتوها بس إحنا أحسن منكوا مليون مرة احنا متولدناش في بؤنا ملعقة من الدهب. انتو من غير إسم العيلة ولا حاجة مش هيكون ليكوا اي أهمية وافتكر يا أستاذ عدي إن لا انا ولا رنا كمان جرينا وراكو علشان نتكلم ولا نِصاحب حد. كنا في حالنا مفيش في حياتنا غير الدراسة وبس انتو اللي كنتوا بتجروا ورانا ، أنا عايزة منكوا طلب اخير
ابعدوا عن حياتنا وكفاية اووووي لغاية كدا انسوا انكوا كنتوا تعرفوا حد بإسم ندي أنت خلاص انتهيت من حياتي ، ثم وجهت كلامها لجاسم اما بالنسبة لرنا فأظن انك انتهيت من زمان عندها.
انهت ندي حديثها ثم توجهت للخروج فتوقفت حين استمعت لصوت جاسم.....
*********^^^^^^^^^^^^**************
كان جاسم يسمع كلامها ولا يقوي علي الحديث نهائيا من صدمته إلا أن انهت ندي حديثها ثم توجهت للخروج فتحدث أخيرا..
جاسم... طيب واللي كان نازل من بيتها في ساعة متأخرة وكان حاضنها.
استمعت ندي لحديثه ثم اجابت بغضب
ندي بغضب.... بردو هتشك فيها بعد كل دا!!!
جاسم..... المرة دي انا شوفتها بعيني وسالتها كانت مع مين قالت مفيش ، يعني لو مكنتش كدا كدبت عليا ليه ؟ يبقي ليا حق أشك في حاجة واصدقها ولا لاء ؟ يعني من البداية هي السبب.
ندي.... قصدك اي بالكلام دا ومين اللي بتتكلم عنه دا؟
جاسم بعصبية.... بتكلم عن دا
ثم التقت هاتفه ثم أعطاه لندي على صورة معينة ، التقت ندي الهاتف منه ولم تستطع التحدث.
جاسم..... شايفكِ سكتي يعني.
لم تتحدث ندي ولكن انفجرت فجأة في الضحك بطريقة هستيرية لقليل من الوقت حتي توقفت فجأة كما بدأت فجأة.
ندي وهي تحاول أن تهدئ من نوبة ضحكها...
سوري ثم انفجرت مرة أخري بالضحك.
جاسم بعصبية... هو أنا قولت حاجة تضحك يعني!!!
ندي...... آسفة بس بصراحة مش قادرة ..... انت عارف مين دا ؟!
جاسم بسخرية...... لا مش عارف ياريت تعرفيني يبقي مين دا؟!!!
ندي بسخرية.... دا أسر جارنا من زمان سافر بره من كذا سنة ورجع لما عرف باللي حصل مع رنا.
جاسم ...... والله جارها وهي بتحضن......
لم تدع ندي الفرصة لجاسم بإستمرار في حديثه فتحدثت بغضب..
ندي بغضب... أخوها....
جاسم وعدي بصدمة..... نعم!!!
ندي بسخرية...... اي اتفاجئتوا... آه أسر يبقي أخوها في الرضاعة ومش كدا يبقي صاحب كريم الشرقاوي وهو اللي عرفنا عليه وطلب منه يخلي باله مننا لو احتاجنا حاجة وهو أتعامل معانا بالمبدأ دا مش حاجة تانية
بقي جاسم مصدوم مما سمعه حتي الآن فكأنه تلقي دلو من الماء البارد في فصل الشتاء
نعم قد اهانها وظلمها وهي بريئه لم ترتكتب شئ.
في منزل ندي
انهت والدتها أعمالها المنزلية وقررت الذهاب لكي تطمئن على رنا وملك فتوجهت الي منزله
فدقت الجرس وانتظرت قليلا فلم يحدث شئ فدقت مرة ثانية وثالثة فلم تجد رد فقلقت كثيرا فدقت علي هاتف رنا فوجدته مغلق فازداد قلقها فخافت ان يكون أصابها مكروه فصعدت مرة أخرى لشقتها وهاتفت ندي
قطع حديثها صوت هاتفها يعلن عن إتصال من والدتها فأجابت .....
ندي.... الو ايو يا ماما في حاجة ؟
فاتاها صوت والدتها القلق
الام..... انتى تعرفي رنا فين أنا رنيت الجرس كتير محدش فتح ورنيت عليها موبايلها مقفول أنا خايفة يكون حصلها حاجة.
بدأ شعور القلق والخوف بالتسرب الي ندي
ندي بخوف..... لا يا ماما انا بقالي يومين مشفتهاش.
كل هذا يتابعه جاسم وعدي فتحولت ملامح جاسم الي الخوف والقلق علي حبيبته التي ظلمها واهأنها كثيرا.
أنهت ندي هاتفها واتجهت مسرعة للخروج من المكتب لم تسمع لنداء جاسم وعدي فلاحقها جاسم وعدي بسرعة .
.................................................
خرج جاسم وعدي مسرعين من الشركة محاولين اللحاق بندي فأسرع إلي سيارته واستقلها وصعد عدي بجانبه.
كانت ندي تحاول إيجاد سيارة أجرة لاعادتها الي منزلها فلم تجد.... حاولت البحث عن وسيلة مواصلات ولكن لم تجد ، فجأة توقف أمامها
جاسم بغضب........ اركبي ياندي
حاولت ندي الرفض فصرخ بها جاسم بقوة
ندي مش وقتك نتكلم بعدين مش دلوقتي.
وافقت ندي على مضض ، وركبت في الخلف
------^---------------^^^----------------^---------
وصل جاسم الي منزل رنا بسرعة جنونية كانت ندى طول الطريق تحاول الإتصال برنا ولكن الاجابة كانت واحدة في كل مرة " الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح " فنزلت ندي وعدي وحمدوا الله كثيرا علي وصولهم بخير.
صعدت ندي الدرج بسرعة كبيرة وخلفها جاسم وعدي حتي وصلوا الي شقة ندي فدلفت للداخل وجدت والدتها تجلس بقلق .....
ندي بقلق.... في اي يا ماما .... فتحدثت والدتها قائلة بخوف وقلق حقيقي
الام بقلق..... رنا مش بترد على موبايلها ورنيت الجرس مش بترد عليا
ندي بخوف..... يعني ممكن تكون راحت فين
عاودت ندي الاتصال مرة أخري ولكن الاجابة كانت نفسها..........
________^__________^______________
في صالة الانتظار بمطار القاهرة الدولي
كانت رنا تجلس وبجانبها ملك بإنتظار الطائرة المتجهة للعاصمة البريطانية لندن، قررت الرحيل لبلد جديدة وحياة جديدة ، حياة ستعمل على أن تجعلها خالية من اي أوجاع ، فهي لن تسمح لنفسها بالعيش في آلم الحب مرة تانية ، في حياتها الجديدة لا يوجد مكان للحب فيها، ستعيش لاختها فقط لذا سمحت لدموعها بالهبوط للمرة الأخيرة .
تذكرت ندي وربما كم هي قلقة الآن
فمسحت دموع وفتحت هاتفها فوجدت مكالمات فائتة من ندي ووالدتها ومجموعة من الرسائل من ندي ووالدتها واغلبها من جاسم
فقرأت احدها فوجدته يعتذر عن ما بدر منه
" رنا أنا آسف يا حبيبتي ، أنا ظلمتك كتير يارنا " واخري " رنا ردي عليا يا حبيبتي " قرأتها بسخرية هل قال" حبيبتي!! " هل أصبحت الآن حبيبته ؟ علي ماذا يعتذر عن تدميرها ام ظلمها ام اهانتها ؟
انتهت من قراءة معظمها.
فقررت إرسال رسالة لندي لكي تطمئن عليها
ثم أغلقت هاتفها وأخرجت الشريحة وكسرتها ثم رمتها بسلة النفايات. في هذه الاثناء استمعت للنداء الأخير لرحلتها ، احست بانقباض قلبها فتوقفت ونظرت خلفها للمرة الأخيرة ، تري هل ما ستفعله هو الصواب ؟!! هل الهروب هو الحل ؟!! ولكن احيانا نحتاج للهروب لكي نبدأ من جديد ، فأحيانا الهروب اسلم من المواجهة.
فاغمضت عينها بقوة ثم مسحت دموعها
وأخذت أختها واغراضها واتجهت الي بوابة الخروج تاركة ورائها ماضيها الحزين وكل شئ يتعلق بهذا الماضي.
واه من زمان ليس بزماني... هويت فيه من لا يهواني.... وأحببت فيه من لا يعرف للحب معاني ......... واه من زمان
____________^^^^^^_____________
عند ندى كانت لا تزال تحاول الإتصال برنا عندما وصلتها رسالة " أنا كويسة متقلقيش عليا ، أنا بخير بس محتاجة أبعد يمكن لما أبعد أرتاح ، خلي بالك من نفسك وصل سلامي لطنط ، ومتزعليش مني. الوداع " رنا
قرأت ندي الرسالة عدة مرات حتي نزلت دموعها بصدمة لا تصدق ان صديقتها رحلت ، فانتبه جاسم لدموعها .
فتحدث بقلق " في اي مالك بتعيطي ليه ؟ رنا حصلها حاجة ؟ لم ترد ندي بل نزلت دموعها بصمت حتي تحدثت والدتها
مالك ندي انت عرفتي حاجة ؟ ردي عليا يا بنتي
فصرخ جاسم "ماتردي في اي " فحاول عدي إيقافه ولم يستطع فصمت ندي يثير جنونه فالتقت عدي الهاتف من يد ندي وقرأ الرسالة وتحولت ملامحه الي الصدمة فتحدث جاسم بعصبية ماحد يفهمني في اي ؟!
فتحدثت ندي بغضب " انت عايز اي تاني ، رنا خلاص سابت البيت ومشيت ومعرفش هي فين ، ارتحت كدا فاضل حاجة تانية عايز تعملها ثم اكملت بصراخ رنا خلاص ، خلاص ابعد عننا بقي وكفاية لغاية كدا.
اما جاسم فكان في عالم آخر لا يصدق أن محبوبته قد رحلت ولا يعرف عنها شئ ، لم تنتظر قليلا ؟ ألن يعوضها عن ما اقترفه بحقها ؟ ألن يخبرها بأسفه الشديد ؟ ألن يعترف بحبه لها ؟
هل رحلت للأبد وتركته. ولكن هل الآن أعترف بحبه وعشقه ؟ للآسف فات الأوان والآن علي القلب ان ينسي محبوبه! ولكن هل ينسي القلب محبوبه ؟!
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي وأنت في القلب مثل النقش في الحجر، أنا أحبكِ يا مَن تسكنين دَمي، وإن كنتِ في القمر ففيك شيء من المَجهول أدخله، وفيك شيء من التاريخ والقدر.
نعم رحلت وتركته ، رحلت وتركت ماضيها الحزين. رحلت ولم تنتظر براءتها، فلم تعد تعني لها شئ ،فقد رحل كل شئ ، رحل الحنان والحب والأمان كما رحل كل شئ جميل. هل الآن شعر بحبها ولكن لايدرك الإنسان قيمة مافي يده الاعندما يضيع منه.
كما يوجد تعذبت بالفراق هناك قلوب مليئة بالحقد ونار الإنتقام سعدت لذلك.
************************************
ظنت رنا أن ماضيها انتهي بتركها للبلد وأنه لن يربطها شئ بالماضي بعد الآن. ولكن لا أحد يعلم ما يخفيه لنا القدر .فالقدر قد قال كلمته وربطها بمحبوبها للأبد برابط لن يستطيع أحد تجاهله.