اخر الروايات

رواية عشق وجزاء الفصل الثامن 8 بقلم دينا عبدالمجيد

رواية عشق وجزاء الفصل الثامن 8 بقلم دينا عبدالمجيد




عشق وجزاء
الفصل الثامن
مضي يومان على اختفاء رنا قضاهم جاسم في البحث عنها ، أراد معرفة أي شئ عنها ولم يقدر ، حاول البحث في الأماكن التي ربما يجدها فيها ؛ جميع أصدقائها أو أقاربها ولم يجدها، كاد أن يفقد عقله من اختفائها.
إلي أين ذهبت ؟ وكيف حالها الآن اهي بخير ام لا ؟ ساءت حالته كثيرا أصبح لا يأكل ولا ينام ، ندم كثيرا علي سوء ظنه بها ولكن هل ينفع الندم الآن ؟!!!
***********************************
في لندن
كانت رنا تجلس أمام النافذة تشاهد تساقط الأمطار في الخارج شاردة في حياتها حتي افاقت علي يد توضع على كتفها.....
لحد أمتي هتفضلي كدا يا رنا ؟!!
رنا بحزن... كدا إزاي يعني يا طنط
ما أنا كويسة أهو .
..... لا بجد طيب لما انتىِ كويسة تقدري تقوليلي مالك من وقت اما جيتي وأنتِى سرحانة طول الوقت ومش بتأكلي كويس ، اقتربت منها قليلا وجلست بالقرب منها ثم قالت" حبيبتي أنا خايفة عليكي انتى مش كويسة يارنا ، مش دي رنا اللي أعرفها ، رنا اللي أنا أعرفها كويس كانت دايما نشيطة وقوية كانت بتنشر الفرح في اي مكان بتروحه
مش إنسانة ضعيفة ، حزينة وسرحانة طول الوقت".
نظرت اليها رنا بضعف سرعان ما انفجرت ببكاء شديد فاحتضنتها سلمي....
" لا الموضوع شكله كبير اوووي احكي يا حبيبتي في اي ؟ "
رنا ببكاء.... أنا تعبانة اوووي، صمتت قليلا ثم أكملت ، من يوم ما اهلي ماتوا وأنا تعبت كل يوم كنت بقول بكرة هيبقى احلي بس بيجي أصعب من اللي قبله وبصبر واتحمل وافتكر دايما كلام بابا لما كان يقولي إن الليل مهما طال لازم تشرق الشمس من تاني كان يقولي لو الدنيا ضاقت بيكي اوعي تيأسي وخليكي قوية وحاربي بكل قوتك ، حياتي بقيت كلها عبارة لون واحد وهو الأسود لحد ما النور جيه لحياتي تاني واجهت مشاكل كتير اووي بس كانت كل حاجة بتعدي طول ما إحنا مع بعض

جاسم عوضني عن الحب ،الحنان والاهتمام اللي كنت محتاجاهم، بقي مصدر قوتي ،وسر ضحكتي بإختصار كان كل حياتي ، بس زي ما اداني كل حاجة خد كل حاجة في لحظة ، لحظة واحدة دمر فيها كل حاجة، ورجعت لوجعي من تاني بس المرة دي الوجع كان كبير اوووي مقدرتش اتحمله كان لازم أضعف أنا مش جبل دا حتي الجبل كان زمانه اتهد ....

سلمي ببكاء .... معقول يارنا كل دا مفكرتيش تقوليلي أو حتي لآسر........ بس أنا مش فاهمة مش انت رفضتي تيجي مع آسر علشانه بردو ولا أنا غلطانة ...
لم تستمع لصوتها فجذبتها برفق وجدتها نعمت بنوم مريح بين أحضانها فكانت بحاجة للحنان وهاهي حصلت عليه أخيرا...... في هذه الاثناء دخل أسر إلي الداخل...
سلمي.... حمد لله على السلامة يا حبيبي
آسر.... الله يسلمك يا ماما ، ثم وجه نظره لرنا ورنا أخبارها اي ؟ بقيت أحسن دلوقتي ؟
سلمي بحزن على ابنتها التي لم تنجبها.......
زي ما هي من ساعة ما جت علي طول حزينة وسرحانة.
آسر.... حاولي تعرفي منها اي اللي حصل وخلاها توصل للمرحلة دي....
سلمي.... حاضر يا حبيبي .... لما تصحي بكرة هحاول أعرف مالها،... تعالي يابني دخلها اوضتها علشان تعرف تنام ،وأنا هشوف ملك
آسر.... حاضر يا ماما
حملها آسر وقام بالتوجه لغرفتها ووضعها برفق في فراشها وجذب عليها الغطاء لتدفئتها ثم قبل جبينها وخرج من الغرفة بحزن علي حالها
فرنا دائما كانت له نعم الأخت والصديقة، دائما
ماكانت تساعده إذا وقع في مشكلة حتي أزمته التي تعرض لها في بداية عمله وخسركل شئ ساعدته رنا كثيرا ووقفت بجانبه حتي إستطاع العودة مرة أخرى لبدء عمله من جديد كانت مصدر تفاؤل وقوة له وهاهي الآن بحاجة إليه، فلن يختزل جهدا في تعويضها عن ما حدث لها...
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

بعد مرور أسبوع
حاولت السيدة سلمي كثيرا التخفيف عن رنا دون معرفة ما حدث معها حتي لا تتذكر ما يزعجها ، اما رنا فسائت حالتها الصحية كثيرا فكان يبدو عليها التعب الشديد رغم ما تحاول إظهاره ، فحاولت ألا تظهر تعبها أمام أحد ، ولكن لم تستطع خاصة وأنها اصبحت تشعر بالكسل والرغبة الشديدة في النوم ،

وذات صباح كانت تساعد السيدة سلمي في تحضير طعام الإفطار وبينما كانت تقطع الخضار شعرت بالاعياء فجأة وركضت بسرعة الي الحمام وبدأت تتقئ الأمر الذي جعل السيدة سلمي تستغرب كثيرا ولحقت بها ثم وقفت أمام باب الحمام وأخذت تطرقه قائلة بقلق.... رنا حبيبتي انتى كويسة!!
فتحت رنا الباب بعد ما إنتهت وغسلت وجهها لم تكن تسير بضع خطوات حتي اغمي عليها ، فاسرعت إليها السيدة سلمي تحاول افاقتها فلم تستطع فنادت على آسر فاتي بسرعة وحملها متجها الي غرفتها بينما طلبت السيدة سلمي الطبيب فاتي على الفور
وفحصها وما إن انتهي من فحصها حتي
( طبعا الحوار مترجم)
سألته سلمي بقلق..... ماذاهناك دكتور ؟ هل هي بخير....
الطبيب بعملية.... ليس هناك داعي للقلق سيدتي فماحدث معها شئ عادي خاصة هذه المرحلة
سلمي باستغراب..... عفوا لا افهم ماذا تقصد بهذه المرحلة ؟
الطبيب....... أقصد أن الإغماء بسبب الحمل ، من الواضح أنها لم تكن تدري بالامر لذا يجب عليها الإهتمام جيدا بصحتها وبصحة الطفل خاصة الشهور الأولي
سلمي بخوف .... بالطبع هل لي أن أعرف هي في اي شهر الآن ؟
الدكتور .... لا داعي للقلق سيدتي لاتزال في الشهر الأول .
سلمي..... شكرا لك سيدي
الطبيب ... لم أفعل شئ هذا هو عملي.
سلمي.... اتفضل من هنا سيدي..... آسر أوصل الطبيب.
أوصل آسر الطبيب وعاد لامه فوجدها تجلس بجانب رنا علي السرير
آسر... ماما الدكتور قال أي
سلمي بشرود .... بعدين يا آسر.... دلوقتي خد ملك واخرجوا علشان ما تحسش بحاجة
آسر.... تمام ياماما
خرج آسر برفقة ملك للذهاب إلى المتنزة، بينما بقت سلمي تفكر فى الأمر وعزمت على معرفة ما حدث معها فالموضوع أصبح أكبر مما كانت تتخيل، لذا ستنتظر إلي أن ستقيظ.


اما جاسم فكان قد كلف أحد الأشخاص للبحث عن رنا ولكن دون فائدة فهي لم تترك ورائها أي دليل علي مكان ذهابها.

اما عدي فحاول كثيرا التحدث مع ندي وتوضيح سوء الفهم ولكن ندي لم تدع له الفرصة لذلك.

☆••••••••••••☆☆•••••••☆☆••••••••••☆

عادت ندي الي الشركة من جديد ولكن لكي تقدم استقالتها فهي لم تنسي إهانة عدي لها
ولولا وعدها لنفسها بإظهار براءة رنا أولا لم بقيت ثانية واحدة في هذا المكان ، لذا توجهت مباشرة إلي مكتب مديرها..

في مكتب عدي
جلس عدي بجانب صديقه محاولا التهوين عليه
عدي بحزن..... مينفعش اللي انت بتعمله دا ، اهدي كدا وإن شاء هتلاقيها.
جاسم بيأس.... ياريت يا عدي ، بقالها أكتر من أسبوع ومش قادر أوصل لاي معلومة عنها ولا حتي مكانها حتي" محمد" مش قادر يعرف عنها حاجة.....
قطع حديثه صوت طرقات علي الباب فأذن عدي للطارق بالدخول؛ فدلفت ندي

دلفت ندي الي الداخل بملامح حزينة ، فاتجهت مباشرة لعدي
فقطع تقدمها صوت جاسم القلق يسالها بلهفة
" ندي عرفتي حاجة عن رنا ؟ "
تنهدت ندى واجابت بحزن.... لا معرفش عنها حاجة بس أنا جايه أقدم استقالتي أظن دلوقتي مفيش داعي إن أفضل هنا ، السبب اللي كنت مستمرة علشانه بعد إهانة عدي بيه خلاص انتهي ..... اتفضل يا فندم ؟
أستغرب جاسم قليلا من طريقة تعامل ندي مع عدي فهو لم يتخيل أن الأمور وصلت بينهم لهذا الحد، كاد أن يتحدث ولكن قاطعه عدي قائلا بغضب ... استقالتك مرفوضه يا ندي مفيش حد هيستقيل.
ندي بغضب.... لا آسفة مش هفضل هنا ثانية واحدة.
تحدث جاسم بهدوء..... ممكن بس يا ندي تستني لغاية ما نعرف مكان رنا علي الأقل واعملي اللي انت عايزاه بس دلوقتي لازم نلاقي رنا...
ندى بتفكير ..... تمام موافقة لغاية ما نعرف مكان رنا بس
جاسم..... تمام ، ثم أكمل بتوسل جاوبيني بصراحة معرفتيش حاجة عن مكان رنا ؟
ندي بشفقة على حاله.... صدقني يا جاسم معرفش.
أغمض جاسم عينه بألم فهو المتسبب الرئيسي في هذا الموقف
فتحدث عدي قائلا.... طيب مش ممكن تكون سافرت لحد من أصحابها !!!!!
التفتت ندي اليه بصدمة... سافرت!!
عدي... ايوا سافرت
فتحدثت ندي بدون وعي .... معقول تكون سافرت لآسر!!!!
فتحدث جاسم بلهفة..... انتى بتقولي ايه؟ !!!!
ندي وقد أدركت ماقالته ،فحاولت تغيير الموضوع ، صحيح اشفقت على جاسم ولكن لا تريده ان يعلم مكانها.... أنا!!! هو أنا قولت حاجة ؟
جاسم بعصبية.... ايوا قولتى ممكن تكون سافرت لآسر ، سافرت لآسر فين ثم صرخ بها...
انطقي يا ندي ؟ آسر دا فين ؟
ندي بغضب.... انت اتجننت إنتَ إزاي تكلمني كدا مش معني إني ساكتالك إني ضعيفة لا انا بس مقدرة الحالة اللي انت فيها واللي انت أساسا السبب فيها ، فمرة تانية الزم حدودك، ثم توجهت للخروج ولكن توفقت فجأة ونظرت لجاسم بتحدي ...آه صحيح أنا معرفش رنا فين وحتي لو عرفت أكيد مش هقولك ودلوقتي بعد اذنكو.... توجهت الي عملها.
اما عدي تحدث بعد خروجها.... أعوذ بالله دا لما بتتنرفز بتقلب الساحرة الشريرة بشعرها الأحمر وعيونها بتقلب من الازرق الي الأحمر يدوب فاضلها .....
قطع حديثه عندما نظر إليه جاسم بنظرة غاضبة
عدي ..... احم طيب هتعمل ايه دلوقتي ؟ هنعرف إزاي إذا كانت سافرت ولا لا ؟
جاسم.... دلوقتي نعرف تعالي معايا
أخذ جاسم هاتفه وتوجه الي سيارته واستقلها وقادها لطريق معرفة الحقيقة
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

بعد قليل أوقف جاسم سيارته بعدما وصل الي وجهته اخيرا ، ترجل من سيارته ودلف الي الداخل بغرور وكبرياء فسُلطت الاضواء عليه لكونه الشاب الوسيم جاسم العمري الوريث الوحيد "لإمبراطورية العمريه التجارية" وأخذت العيون تتبعه بترقب وهو يسير بشموخ بملابسه الانقية ونظارته الشمسية التي تخفي تحتها بحر من الحزن ، توجه مباشرة إلي مكتب الإستقبال فتحدث بنبرة كلها ثقة
جاسم.... كنت عايز شوية معلومات عن واحدة سافرت برا من حوالي أسبوع وتلات أيام
الموظف بعملية..... آسف جدا يا فندم بس النظام بيقول اننا مينفعش ندي المعلومات دي لاي حد لان دا يعتبر انتهاك للخصوصية إلا في حالة واحدة بس لو كان الشخص اللي سافر دا حد من عيلة حضرتك غير كدا آسف يا فندم.
في هذه اللحظة رسم جاسم شبه ابتسامة علي زواية شفتيه ثم أكمل قائلا
" وأنا مش عايز حاجة ضد القانون أنا عايز أعرف مراتي سافرت فين ومحتاج مساعدتك
ومتقلقش هكرمك"
الموظف بصدمة.... مراتك إزاي يا فندم! هو حضرتك اتجوزت!!!!
جاسم ببرود.... أظن أن دا شئ ميخصكش.
ثم أشار اليه ليقترب منه فامسك جاسم رابطة عنقه بهدوء ولطف وتحدث بنبرة تهديد واضحة.
"عارف لو حد تاني عرف بالموضوع دا اعتبر إن نهايتك قربت يا حامد ، مش حامد بردو! "

اومأ حامد برأسه وحبات العرق تتساقط من جبينه فتحدث بتوتر شديد " أعتبر إني مسمعتش حاجة يافندم "
ترك جاسم رابطة عنقه وابتعد للخلف قائلا....
كويس ودلوقتي عايزك تديني المعلومات اللي تخص رنا عادل مراتي وأعرف سافرت فين.

أخذ حامد يعدل من رابطة عنقه وأردف.... طبعا يا فندم ،ربع ساعة بالظبط وتكون المعلومات مع حضرتك .
أشار جاسم بيده دون أن يتحدث فبدأ حامد بالبحث في الحاسوب أمامه عن إسم رنا عادل
وبعد مدة قصيرة تحدث قائلا لاقيتها يافندم
جاسم بلهفة... هي فين ؟
حامد .... لندن يافندم
بعد ان سمع جاسم ذلك ابتسم إبتسامة مشرقة كأنه حصل على كنز ما ، لا ليس كنز بل حبيبته وعشقه الوحيد والابدي.
ثم اخرج محفظته وأخرج منها رزمة من النقود وأمسك يد الشاب ووضعها بيده ثم تحدث....
دي هدية بسيطة بس علشان ساعدتني بس أوعي تنسي لو فتحت بؤك مش هتعرف اي اللي هيحصلك فاهم يا حامد !!!
ابتلع حامد ريقه وقال.... متشغلش بالك يافندم أنا اصلا مسمعتش حاجة.
جاسم... كويس اووي ،ثم خرج من المكان بكبرياء كما دخله من قبل.
فتوجه الي الخارج تبعه عدي فتحدث بصدمة
"يخربيتك انت أي يابني دا انت طلعت جامد ، بس هتعمل ايه هتسافر ؟! "
جاسم...... اركب وانت ساكت وفي داخله صمم علي السفر إليها.
*******************************
لندن
أخيرا استقيظت رنا فوجدت سلمي بجانبها
فامسكت برأسها ثم تحدثت هو اي اللي حصل ؟!
انتبهت سلمي لها فتحدثت بدون مقدمات..... مفيش حاجة انتي حامل بس!!!!!
اتسعت عين رنا من الصدمة لا تصدق ما تسمعه ايعقل ذلك!!
رنا... ومازالت في صدمتها " إزاي دا حصل ، لا مستحيل اكون حامل لا "
سلمي بحزم" إزاي حصل دا اللي انتي هتحكيه دلوقتي ، أنا الفترة اللي فاتت محبتش ازعجك بس دلوقتي الوضع اتغير لازم أفهم أي اللي حصل ؟!!
رنا ببكاء.... عايزة تعرفي أي ؟
سلمي ... كل حاجة إزاي عرفتيه لحد اللي حصل دا.
تنهدت رنا وبدأت في سرد كيفية معرفتها بجاسم
جاسم كان معايا في الجامعة بس كان أكبر مني بسنة بس كان أجل مرة فبقينا في نفس السنة ، سنة رابعة ، ساعتها أنا كنت تقريبا مدمرة خالص كانت الفترة دي بعد وفاة أهلي
كنت كالعادة مهتمة بدراستي بس مكنش يفرق معايا جاسم ولا غيره ولا كنت مهتمية بيه، كانت حياتي كلها ملخصة في ملك و بس
وازاي أقدر أوفر مصاريف الجامعة ، ومصاريف ملك وكل حاجة مكنش عندي وقت للحب لحد ما قبلت جاسم

فلاش باك "منذ سنة وبضع شهور "

كان يوم عاديا بالنسبة لجميع الطلبه محاضرات و سكاشن كباقي الايام الدراسية ، ولكن كان بالنسبة لرنا وجاسم ، لم يكن كذلك

ندي ... اووف لسه عندنا محاضرة الدكتور الرخم بجد نفسي محضرش ضغطي بيترفع لما بحضرها بقولك ايه يا رنا متيجي نخلع قبل ما يجي.

رنا..... آه زي كل مرة وفي الآخر مبنعرفش
ندي... بجد يارنا تعبت أمتي السنة دي تخلص بقي
رنا.... إحنا لسه في الأول ، لسه السنة طويلة
ندي بغيظ... لازم تفكريني يعني !!
رنا.... قومي يا ندي خلينا نحضر ونروح .
ندي... طيب يا اختي يلا.

علي الجانب الآخر
كان يجلس مجموعة من الشباب يضحكون ويتمازحون فيما بينهم إلا أن جاء إليهم أحد الأشخاص فبدأوا بالترحيب به
باسل..... باشا !!!منور الكافتيريا
هيثم .... اي يا عم ده إحنا قولنا إنك هتطنشنا النهاردة .
جاسم وهو يخلع نظارته... وأنا اقدر برضوه اتأخر عليكو!!!

هيثم..... بس كنت فين اتأخرت يعني ؟!!
جاسم ببرود.... عادي راحت عليا نومة
باسل..... راحت عليك نومة ولا كنت بتتظبط امبارح
جاسم... تؤ تؤ مش استايلي خالص
هيثم بسخرية.... استايلك بردو هو انت بترحم خالص
جاسم..... يابني من غير ما أشاور بتلاقيهم تحت رجلي ، دا أنا جاسم مش اي حد وانت عارف كدا كويس ، كل بنت في الجامعة بتتمنى مني نظرة واحدة.....
قطع حديثهما قدوم فتاة جميلة جدا بقوامها الرشيق وبشرتها البيضاء وعيونها البنية وشعرها الأشقر القصير بالكاد يصل لبداية كتفها ولكن مغرورة بشكل لا توصف ، تهتم بالمظاهر كثيرا ، تحب جاسم كثيرا أو بالأصح تحب إسمه ومكانته اما هو شخصيا لا.
كاد هيثم أن يجاوبه حين قاطعهم قدوم فتاة
رغد... هاي يا شباب ثم اقتربت من جاسم فتحدثت بدلع.... هاي بيبي
جاسم... هاي رغد
رغد... ها شباب السهرة فين الليلة ؟
هيثم بسخرية..... سهرة اي الساعة لسة 2 وانتي بتفكري في السهرة ؟!

باسل... مش المفروض في محاضرة دلوقتي ولا أنا غلطان ؟!!
رغد بغرور... أكيد بس أنا مش هستني 3 ساعات علشان محاضرة سخيفة، أنا كنت جاية أقولكم اني ماشية لان مصدعة كتير أشوفكم بالليل في السهرة باي
جاسم... باي .... فانتظر حتي غادرت ثم وجه كلامه لهيثم كنت بتقول اي قبل ما تيجي ؟
هيثم ...... مش كل البنات كدا يا جاسم
جاسم بسخرية.... مين دي اللي ممكن ترفض جاسم العمري.
في هذه الاثناء مرت رنا وندي بجانبهم للذهاب للمحاضرة
نظر هيثم لرنا بكراهية فهو لم ينسي أنها صفعته أمام الجميع حينما تحدث معها بطريقة قذرة فأراد الإنتقام منها وهاهي الفرصة اتت إليه علي طبق من ذهب فهو أيضا لا يحب جاسم ، ويكرهه كثيرا بسبب امتلاكه لكل شئ فعلي الرغم من كونه من أسرة غنية إلا أنها لا تعني شئ أمام امبراطورية العمري وثروتها.
هيثم ..... عندك مثلا البنت اللي هناك دي وأشار علي رنا فنظر جاسم اليها بطرف عينه ثم قال مالها ؟!!
هيثم بتحدي.... ارهنك يا جاسم إنك مش هتقدر تتكلم معاها عشر دقائق علي بعض أو حتي تصاحبها، لو قدرت تصاحبها هتعذرلك قدام كل الناس دي وهعترف إن مفيش بنت ترفضك ، أي رأيك ؟!!!
نظر جاسم إليه بغموض... موافق ثم استقام في جلسته وقال جهز نفسك علشان هتخسر مش أنا اللي بنت ترفضني ، سلام يا صاحبي!!!
غادر جاسم اصدقائه متجها الي قاعة المحاضرات بالنسبة إليه ربما تكون المرة الأولى التي يدخلها فيها دخل وجلس بالقرب من مكان جلوس رنا بقي طول المحاضرة يراقب تصرفاتها وملامحها ، وجد شئ بها لم يجده في كل الفتيات ، شئ خفي يجذبه إليها ، ولأول مرة يتفق العقل مع القلب بأن هذه الفتاة لن تكون فتاة عادية بالنسبة له .

ظل جاسم يراقبها لمدة يومين ، 48 ساعة كانت كفاية بالنسبة له لمعرفة كل شئ عنها إسمها ، عنوانها ، كيف تقضي يومها...

في اليوم التالي

كانت رنا تجلس بجوار ندي يذاكرون في الكافيه عندما استأذنت ندي لإحضار مشروبات باردة لهم.
كان جاسم يراقبها من بعيد وينتظرالفرصة ليتحدث معها وعندما وجدها بمفردها ذهب إليها

جاسم بهدوء... إحم لو سمحتي يا آنسة
رفعت رنا رأسها تجاه مصدر الصوت فصدمت عندما وجدته أمامها ، اما جاسم فأصبح كالتائه في الصحراء حينما نظر لعينها فسرح بها قليلا
حتي تحدثت رنا بتساول... نعم في حاجة!!!
تملك جاسم نفسها وعاد الي طبيعته وقال ....
إحم كنت عايز كشكول المحاضرات بتاعك علشان اخد اللي فاتني من الأول وبصراحة مفيش أحسن منك اخد كشكوله ...
رنا باستغراب.... كشكول المحاضرات !!!
جاسم بضحكة خفيفة... ايو مالك مستغربة كدا ليه !!!
رنا .... لا أبدأ اتفضل ، بس ياريت ترجعه في أسرع وقت، لانى محتاجاه ضروري.
جاسم... أكيد ، بعد إذنك
رنا .... اتفضل
رحل جاسم ترك رنا في صدمتها ، بعد قليل اتت ندي فسألت رنا باستغراب عندما رأت جاسم يتحدث معاها منذ قليل ... كان عايز اي دا ؟!! رنا ... كان عايز كشكول المحاضرات بتاعي ينقل اللي فاته
ندي باستغراب.... نعم علي أساس إنه بيهتم بالدراسة مثلا ، المهم خلي بالك منه جاسم مش سهل وأكيد في وراه حاجة.
رنا... أكيد ماليش دعوة بيه يعني ،... خلينا نكمل مذاكرة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أخذ جاسم كشكول المحاضرات ورحل فصادف عدي صديقه المقرب في طريقه....
عدي... صحيح إللي سمعته من هيثم دا؟!!
جاسم... هي دي وحشتني بتاعتك
عدي... متغيريش الموضوع يا جاسم آه أو لا
جاسم ببرود آه ارتحت
عدي... انت اتجننت إنت عارف هيثم عمل كدا ليه علشان ينتقم منها لانها ضربته بالقلم قدام كل الناس وانت بسهولة بتنفذ ده
جاسم... يعني دي البنت اللي ضربته تصدق مكنتش اعرف.
عدي.... ناوي على أي يا جاسم دول مش زينا ولا زي اللي نعرفهم ؟!
نظر جاسم إليه ولا يعرف إجابة فهو وضع خطة لتنفيذالرهان ولكن بعدما رآها اليوم لم يعد يعرف ماذا يريد فرؤيتها حركت شئ بداخله ولأول مرة يشعر بهذا الإحساس فلم يدري ماذا يريد منها ؟!!
*******************************
مرت الأيام وجاسم يتقرب كثيرا من رنا ولأول مرة يشعر بهذا الشعور أصبح لا يمر يوم من دون أن يراها أو حتي يسمع صوتها ، كثرت حججه كثيرا ليتكلم معها؛ ولكن لم يكن هناك داعي فكلما أراد رويتها يذهب الى الشركة ليراها فرنا وندي أصبحوا يعملون في شركات العمري الأمر الذي تفاجئ به جاسم عندما مر إسبوع من دون رويتها فخاف عليها كثيرا ولأول مرة يشعر بالخوف علي بنت في حياته فأتي الي الشركة لرؤيه والده فتفاجئ بها تعمل هناك الأمر الذي جعله يبدأ بالعمل في الشركة هو الآخر حتي يبقي قريبا منها ، أصبح يهتم بكل تفاصيل حياتها ماذا تحب وماذا تكره ، حتي أنه تعرف على ملك واحبها بشدة كما أحبته ملك هي الآخرى ، قلت سهراته ومعها قلت رؤيته لباسل وهيثم ورغد ، الأمر الذي لم يعجب رغد فالبداية ظنت أن وجود رنا نزوة مؤقتة في حياته وسوف تنتهي ولكن عندما رأت نظرات جاسم المليئة بالحب والخوف عليها اذا اقترب منها أحد خافت كثيرا فشعرت بحبه وإن وجود رنا في حياته يشكل خطر عليها ، اما رنا فوجود جاسم في حياتها عوضها عن الحب والحنان والاهتمام أصبحت تشعر بالأمان معه والذي فقدته برحيل والده ،أصبح يشكل جزء كبير من حياتها. اما عدي فانجذب رغما عنه لندي بضحكتها وشقاوتها وكل شئ بها فلم يجد مفر هو الآخر من الوقوع في حبها.
حاولت رغد كثيرا افتعال المشاكل بين جاسم ورنا وكانت تفشل في كل مرة؛ حاولت التفريق بينها ، أحدثت الكثير من المصائب وافتعلت المشاكل لرنا ولكن كان جاسم في كل مرة ينقذها ، كان يعلم بأنها من تفعل ذلك ولكن كان يصمت لأنه لا يملك دليل علي ذلك حتي جنت علي نفسها بارتكابها لمشكلة كانت أن تتدمر حياة رنا للأبد عندما طلبت من أحد أصدقائها أن يعتدي على رنا الأمر الذي جعل رنا تبتعد عن جاسم نهائيا علي الرغم من إنقاذ جاسم لها بالوقت المناسب ، الا انها ظنت انه اتفاق بينهم فعندما لم تستطع أن تدمرها جعلتها تظن أن جاسم مشترك معها في هذا الأمر.

حاول جاسم كثيرا ان يجعلها تفهم الموضوع ولكن لم تعطه فرصة لذلك ، عالرغم من معرفتها ببراءة جاسم الا انها لن تستطيع المجازفة باختها فأصبحت في الآونة الاخيرة تتلقي مجموعة من الرسائل التهديديه بقتل أختها اذا لم تبتعد عن جاسم نهائيا
،فتغيرت معاملتها له كثيرا وأصبحت تتجنب الالتقاء به فأخذت قرب فترة الامتحانات حجة لتبتعد عنه ، خلال هذه الفترة حاول جاسم معرفة سبب تغيرها معه ولم يستطع إلا أن جاء يوم الحقيقة
عيد ميلاد ملك
ففي عيد ميلاد ملك الثالث
كانت رنا مشغولة كثيرا بالعمل والدراسة فلم تخطط للاحتفال بعيد ميلاد أختها ، لذا قررت إقامة حفل صغير بمنزله ودعوة ندي ووالدتها فقط ، حاولت إنهاء عملها باكرا حتي تذهب وتحضر لها هدية فلم تقدر فانهت عملها في وقت متأخر وكان عليها العودة للاطمئنان علي أختها فهي منذ أن اتت من الحضانة وهي تجلس مع والدة ندي الأمر الذي جعل رنا تشعر بالذنب بتركها لوحدها معظم الوقت فمنذ دخولها للجامعة فقد سجلت أختها في حضانة قريبة من المنزل وعندما تعود تبقي مع والدة ندي الي أن تعود رنا للمنزل، فكانت تنوي تعويضها بحفلة عيد ميلادها والهدية التي تريدها، فعادت إلي منزلها حزينة جدا تشعر أنها ليست قادرة على إسعاد أختها ، ولكن عندما عادت إلى منزلها وجدت مفاجأة لم تكن تتوقعها.
وجدت المنزل مزين بطريقة رائعة وقالب كبير من الكيك عليه صورة لملك ومجموعة كبيرة من الهدايا ، استغربت كثيرا ولكن سرعان ما زالت حيرتها عندما رأت جاسم أمامها فعلمت أن هذا من فعله وساعده ندي وعدي.
عالرغم من جمال المفاجأة الا أنها حزنت كثيرا فجاسم لا يستحق هذه المعاملة منها فهو يفعل كل شئ لاسعادها فقررت اليوم إخباره بالحقيقة ، كانت الحفلة رائعة سعدت بها كثيرا ولكن بقيت رنا طوال الوقت شاردة فلاحظ جاسم ذلك فاخذها بعيدا فسألها
جاسم... عايز أعرف مالك ليه بتحاولي تبعدي عني..
تنهدت رنا وحكت له ما حدث فقد ضاقت كثيرا وهي تخفي هذا الأمر وقررت إخبار جاسم بالأمر لعله يرحمها ويبتعد عنها ولكن كانت بداية لنقطة التحول في حياتهم والسبب في فراقهم.
إستطاع جاسم معرفة من وراء تلك الرسائل وعلم أنها رغد فذهب اليها وهددها بالابتعاد عن رنا وملك...
رغد... مش معقول جاسم باشا بنفسه هنا ، خير يا جاسم ؟
جاسم بغضب... هي كلمة واحدة ، ابعدي عن رنا وملك و إلا ساعتها مش هتعرفي أي اللي
هيحصلك.
رغد محاولة استفززه... تؤ تؤ معقول يا جاسم تكون حبيتها بس بصراحة استايلك المرة دي بيئة اوووي ياجاسم مش لاقي إلا الزبالة دي
ولم تكمل كلامها بسبب صفعة قوية نزلت على وجهها
جاسم بغضب... اياكي تجيبي سيرتها علي لسانك هي انضف منك مليون مرة ثم اكمل بقرف مش زيك ، المرة دي اكتفيت بتحذيرك المرة الجاية هعمل تصرف مش هيعجبك ابدا.
رحل جاسم بعدما اشعل لهيب الإنتقام داخل رغد فاقسمت على الانتقام من رنا وجاسم ،
حتي عدي وندي ، فبعدما علم الجميع بأن رغد السبب فلم تسكت لها ندي واهانتها أمام الجميع ،فعكفت على الإنتقام منهم.
اما جاسم فاعترف لرنا بحبه وقرر إخبار والديه بالأمر لكي يتزوجها
باااك
سلمي.... طيب والحمل حصل إزاي ؟!
رنا .... دي بقي حكاية لوحدها فقصت لها ما حدث في هذه الرحلة وكيف انتهي الأمر.

طيب ناوية على اي دلوقتي هتحتفظي بالحمل ولا لا؟!
رنا ببكاء.... مش عارفة بس مكنش في حسابي إن الحمل دا يحصل
سلمي.... بس أبوه لازم يعرف
نظرت لها رنا بصدمة فاكملت اسمعي بس أنا عارفة اللي انتي مريتي بيه مش سهل بس لو هتحتفظي بيه لازم أبوه يعرف مينفعش يتولد من غير اب ،عارفة هتقوليلي اتحمل مسئوليته
بس مهما عملتي مش هتقدري لازم الإتنين مع بعض.... حرام ينحرم من أبوه.
رنا ببكاء.... مستحيل مهما حصل جاسم مش هيعرف حاجة ، مش عايزة اي حاجة تربطني بيه.
علشان كدا قررت اني مش.......

قرار أخذته رنا بشأن جنينها ، قرار سَتَبني حياتها عليه فهل قررت التخلص منه وتنهي اي رابط قد يربطها بحبيبها ؟ ام الاحتفاظ به ويصبح أقوي رابط بين العشاق ؟!



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close