رواية عذاب وانتقام الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل
الفصل السادس
عذاب وانتقام
سيدة اول ما سمعت ابويا قال الكلمتين دول ضحكت وحسيت انها عرفت تنتصر عليا وكأني كنت بحاربها مثلا، برغم اني مش عارف انا عملتلها ايه بس هي بصيتلي بصة كره كده وبتضحك وقالتلي:
- شوفت بقى امك غبية ازاي؟ مش كانت ولعت فيك معاها بدل ما تسيبك لعرة الرجالة ده، هههههه، لا خلاص بقى هخليك النهاردة تبات فى البيت مش هطلعك الشارع، كنت عايزة بس اعرف سيد الرجالة هيعمل ايه.
مجدي:
- بجد مش هتطلعيه برة؟
سيدة:
- يعني هيفرق معاك في حاجة يعني؟ بقولك ايه انا نازلة الصبح رايحة البلد هزور امي، ابنك هيفضل هنا في البيت هقفل عليه.
مجدي:
- هيقعد لواحده؟
سيدة:
- ما يقعد لواحده العفاريت هتاكله يعني ولا ايه، لازم اروح بكرة ومش هسحب واجر معايا.
مجدي:
- اللى انتي شايفاه.
سيدة:
- أدخل يا مخفي اتخمد، بس النهاردة مفيش نوم على السرير، هتنام على الارض عقاب ليك على اللى عمك عمله.
خالد بأنكسار:
- حاضر.
دخلت نمت وكعادة عادل اخويا نزل غطاني ونام جنبي، يمكن هو الحاجة الوحيدة اللى كانت بتحسسني اني عايش طول ما انا في البيت ده، تاني يوم الصبح هي مشيت ومعاها عادل، وابويا حضر فطار لنفسه وخلاني افطر معاه وطلب مني اني مقولهاش اننا اكلنا مع بعض، وسابني فى البيت وقفل عليا بالمفتاح وخرج، وقضيت اليوم كله لواحدي فى البيت، مع اني كنت خايف ومرعوب بالذات لما النور قطع لكن كنت مبسوط اوي انها مش موجودة، كان عندي استعداد اعيش جوة قبر مقفول عليا ولا اني اعيش معاها فى قصر طويل عريض، مر اليوم هااااادي ولما جوعت فتحت التلاجة اخدت رغيف من الكيس اللى بتشيله فى الفريزر، وعلشان كان ناشف اوي وانا اتعودت اكل العيش ناشف بقيت اكسر لقمة لقمة واكل وانا بتنطط فى البيت فرحان انها مش موجودة واول ما حسيت بصوت المفتاح فى الباب، دخلت جريت على الاوضة وعملت نفسي نايم علشاان مش عايز تحصل اي حاجة وحشة تبوظ عليا اليوم الحلو ده.
سيدة:
- البيت هُس هُس، المخفي مات ولا ايه؟
مجدي:
- تلاقيه نايم ولا حاجة، أحنا اتأخرنا عليه، هدخل اشوفه.
فعلا دخل ابويا ولقاني نايم على الارض ومتغطي بالكوفرتة، طلع من الاوضة وكان نفسي الاقيه بيطبطب عليا ولا بيحضني، او حتى يشيلني من على الارض وينيمني على السرير لكن مش مهم، المهم انها مقومتنيش من النوم وطلع ابويا وسمعت صوتهم وهما بيتكلموا.
سيدة:
- ياراجل بقولك حامل، أمي قالتلي وانا عارفة ان امي كلمتها مبتنزلش الارض.
مجدي بسعادة:
- طيب يا ست الستات ربنا يباركلنا في صحتها، وتجيبيلنا حاجة حلوة زيك كده.
سيدة:
- اه انا بحب العزوة، عايزة يبقى عندي عيال كتير، صبيان وبنات.
مجدي:
- ان شاء الله الجاية تكون بنت، اهو عندنا عادل وخالد ويبقى عندنا سحر كمان ويبقى بارك الله فيما رزق.
سيدة بشهقة:
- اييييه، واد وبنت بس؟! لاء يا خويا، انا عايزة خمس ست عيال حواليا.
مجدي:
- علشان نعرف نصرف عليهم ونعلمهم ياسيدة، العلام مش بالرخيص.
سيدة:
- ياخويا لسه عادل قدامه سنتين على المدرسة، واللي في بطني لسه من بعد ما ييجي بالسلامة يبقى 6 ولا سبع سنين علشان يدخل المدرسة، مش هيبقوا فوق رأس بعض يعني.
مجدي:
- ياسيدة ازاى؟ ده الواد خالد هيدخل المدرسة من هنا، واخوه وراه علطول، يعني هنبقى بنصرف على اتنين فى مدارس غير مصاريف البيت.
سيدة:
- خالد ايه ومدرسة ايه؟ علام ايه اللى هيتعلمه المحروس ده كمان، لالالا ده يقعد يشيل اخواته بقى ويخدمني، وبعدين يعني انت بتغلب فى مجايب الفلوس، ده انت ايديك ا خف من الريشة.
مجدي:
- أه ياسيدة العيال هيتعلموا كلهم، ده انا لو دخلت عادل مدرسة وخالد لاء اخواتي يقاطعوني وياخدوا الواد غصب عننا، وبعدين الفلوس بتطير الواحد مبيعرفش يعمل منها مصلحة، صحيح الحرام طيار.
سيدة:
- بقولك ايه، لو عايز تدخله مدارس يبقى ينزل يشتغل، اه مصاريفه يجيبها هو، انا مش هاخد من قوت عيالي وقوتي علشان ابن المخفية ده يتبسط.
مجدي:
- يشتغل!!! ده لسه يا سيدة مكملش الست سنين.
سيدة:
- وانا بقولك يشتغل الصبح؟ انا لسه محتاجاه يتعلم شغل البيت صح، علشان انا حامل ياخويا ومش هقدر على الخدمة، وبعد ما اولد يبقى كمل الست سنين هدورله على ورشة بقى ينزل يتعلم صنعة فيها، منها يجيب قرش...ومنها يتعلم شغلانة تنفعه، اصل اللى زي ده هيطلع ايه يعني؟
مجدي:
- اللى تشوفيه صح اعمليه، برضو الشغل مش عيب ولازم يبقى ناشف كده من صغره، وعموما لما ييجي وقتها ربنا يعدلها.
سيدة:
- طيب يلا بقى شيل عادل دخله سريره وتعالى ندخل نرتاح، احسن انا النهاردة تعبت فى المشوار اوي.
مجدي:
- من عنيا.
فعلا ابويا دخل اخويا الاوضة ونيمه، وميعرفش انى صاحي ومش عارف دموعي نزلت ليه، برغم اني مش فاهم اللى بيتقال اوي، لكن حاسس بأني محروم من كل حاجة، فضلت دموعي نازلة لحد ما حسيت بأيد عادل وهي بتحضني من بعدها نمت ومصحيتش غير الصبح، فضلت على الحال ده فترة طويلة، ابويا وعمي كمال مقاطعين بعض، انا بعمل شغل البيت كله لو كنت واحدة ست شايلة مسؤلية بيت يمكن مكنتش عملت كل الحاجات اللى مرات ابويا بتخليني اعملها دي، أنا كنت بقف على الغسالة ادعك الغسيل على ايديا وأطلعه من حلة الغلية كمان، ومع كل مرة اعمل كده كنت اسمعها وهي بتدعي عليا:
- روح الهي الحلة تتقلب عليك علشان تولع زي امك.
وبرغم أني اتعودت على الخرطوم، والضرب فى الحمام، وحرق جسمي لما مبقاش فيه مكان مش عليه علامات الحروق، الا اني مبقدرش اقولها لاء على حاجة، وابويا ماشي وراها زى الثور بالظبط، عادل اخويا كنت انا اللى مسؤول عن كل حاجة خاصة بيه، كل يوم بكبر مش علشان اكمل ست سنين انا كنت بكبر كل يوم بما يعادل العشر سنين، حتى الجيران كنت بصعب عليهم لكن محدش منهم يقدر يتدخل، كل واحد في حاله، لحد ما هي قربت تولد، وعمتي جت في مرة تزورنا علشان تطمن عليا وكانت جايبة خبر مهم لأبويا، جت هي وبناتها التلاتة وواحد من ولادها وكلهم كانوا كبار اصغر حد فيهم كان فى ثانوية عامة، واللى خلاهم كلهم ييجوا هو ان عمي كمال كمان كان جاي لأبويا اصل الموضوع يتعلق بورث ولازم كلهم يكونوا موجودين.
سيدة:
- ايه النور ده كله يا مرحب.
راوية:
- ازيك ياسيدة عاملة ايه؟ وازي جوزك الواطي ولا كأن له اخوات؟ العيال عاملين ايه.
سيدة:
- بيبوسوا ايديكي، اتفضلوا اتفضلوا دى الدنيا نورت.
دخلت عمتي وولادها وهما بيتعاملوا مع سيدة مضطرين، وانا كنت على السطح بنزل المخدات اللى كانت حطاهم على السطح علشان يتشمسوا.
عمتي:
- ايه ده يا سيدة، هو الواد ده كان فين؟
سيدة:
- كان على السطح يا عمتي، بيجيب المخدات.
عمتي:
- مخدات ايه ياختي وسطح ايه؟ بقى عيل في سنه يطلع على السطح لواحده؟ أنتي بتطلعي ابنك على السطح لواحده؟
سيدة:
- هو اللى شبط يطلع يا عمتي، وأنا زي ما انتي شايفة بطني مليانة مقدرتش اطلع السلم، علشان كده هو اللي قاللي انا هطلع ياماما.
عمتي:
- مش لو هو اللى قالك، ده لو ابوه بنفسه اللى قالك اوعي تعملي حركة زى دي تاني يا سيدة، لو مش غالي عليكي ياختي فهو غالي علينا.
سيدة:
- شوفت يا خالد انت جايبلي الكلام ازاي؟ انا غلطانة اني سمعت كلامك.
محمد ابن عمتي الكبير:
- السلام عليكم.
كلهم:
- عليكم السلام ورحمة الله.
راوية:
- مين يا حبيبي اللى نده عليك ده واحنا داخلين؟
محمد:
- ده واحد من المنطقة هنا عارف ان مجدي يبقى خالي، كان عايز يشتكيلي.
سيدة حسيت فى اللحظة دى ان قلبها وقع فى رجليها.
راوية:
- يشكيلك من ايه بس؟
محمد:
- من اللى مرات خالي بتعمله في خالد، انتي بجد ازاي شيفة نفسك بني ادمة؟
سيدة الدم هرب من وشها، اصل عمتي وعيالها كانوا شبه العصابة حواليها وهي لواحدها فى وسطهم، وقلقت ان عمتي تعمل نفس اللى عمي عمله لكن المرة دى كان اصعب شوية.
راوية:
- في ايه يابني فهمني بس؟
محمد:
- الراجل بيقولي ان مرات خالي بتعاقب خالد انها تطلعه فى الشتا يقعد فى الشارع بهدوم صيفي، بيقول ان جيرانها بيسمعوها وهي بتضربه فى الحمام بس محدش بيحب يتدخل علشان لسانها الطويل.
راوية بصدمة:
- أييييييييييييييه؟!
سيدة:
- محصلش ده كداب، مين ابن الك... ده اللى اقل كده؟ ده انا هفرج عليه الدنيا.
محمد:
- يعني هو كداب؟
خالد بخوف:
- لاء مش كداب، اه يا عمتي هي بتعمل فيا كده.
عمتي سمعت الكلام اللى خرج من لساني وانا مش عارف انا نطقت بيه ازاى، بس حسيت اني خلاص مش قادر اتحمل اللي هي بتعمله فيا اكتر من كده، لقيت ان دي فرصتي الوحيدة اللى هتخلصني من اللى بعيشه معاها في السجن اللى اتحبست فيه، وفعلا عمتى وولادها كلهم كأن وقعت تحت ايديهم دبيحة، اتلموا عليها كلهم ونزلوا فيها ضرب والجيران واقفة تتفرج عليها حرفيا، وكل الناس فرحانة فيها، ومحدش لحقها من تحت ايديهم غير عمي كمال لما دخل وسحبها منهم، مش خوف عليها، لاء خوف عليهم هما لأنها حامل وممكن يجرالها حاجة توقعهم فى مشكلة، لكن أخدت علقة منسيتهاش عمرها كله، خاصة ان حتى ولاد عمتي الصغيرين كانوا بيضربوها، بس في الوقت اللى عمي كمال ماسكها بعيد عنهم وبيحاول يهدي الدنيا، دخل عيل صغير يجري وهو بيقول:
- عم مجدي..عم مجدي، الحق عادل خبطته عربية.