رواية قد شغفها حبا الفصل السادس 6 بقلم سمر خالد
أما في منزل فاتن...
كانت رقية ترقد على فراشها نائمة بعد عودتها من عملها، ليدلف عماد للغرفة دون استأذان ثم يغلق الباب مجدداً!
فقد كان يتحرق شوقاً للقاء تلك الفتاة لأيام.. لكنها لا تخرج من غرفتها أبداً، و قد استغل أن فاتن خرجت من المنزل لتقضي عدة امور تاركة ابنتها نائمة بالمنزل، فيقرر أن ينفذ ما خطط له سابقاً..ليتفحص رقية و عيناه تمر على منحنيات جسدها بالكامل، ثم يتقدم نحوها ببطء و عيناه تلمعان بالشر، لكنه يتعثر بطرف الكمود فيقع كوب زجاجي كان فوقه..لتنتفض رقية مستيقظة علي اثر صوت تحطم الزجاج، لترى عماد الذي يقترب منها و ينظر لها بغضب!
لتفزع رقية بشدة و تقفز عن الفراش و هي تصيح به برعب : انت ازاي دخلت هنا؟
عماد بسخرية : بالمفتاح ده يا حلوة.
قالها و هو يظهر المفتاح الأخر للغرفة بيده، ذلك المفتاح كان مع والدتها!
رقية بخوف : اطلع برااا، انت عاوز ايه؟
عماد بشر : عاوزك انتي يا حلوة..انتي طلعتي تستاهلي سي قاسم يخبيكي عني، بس انا مش هسيبه يتهني بيكي.
قالها و هو يقترب منها بشدة، لتركله رقية بقوة في قدمه ليسقط من أثر الركلة ثم تركض رقية جهة باب الغرفة سريعاً، لكنها تلتقط حقيبتها قبل أن تغلق الباب و تركض خارج الشقة بأكملها..لتصعد لسطح البناية تختبئ هناك، ثم تخرج هاتفها من حقيبتها و تقوم بالإتصال على قاسم.
قاسم : الو
رقية بأنفاس متلاحقة : قاسم..الحقني بالله عليك أنا خايفة.
قاسم وقف من مجلسه و قد تمكن منه الفزع ليسأل سريعاً : حصل ايه يا رقية؟..انتي في البيت؟
سمعت رقية صوت فتح باب منزلها، لتخفض صوتها و تردف برعب : أنا على سطح بيتنا يا قاسم تعالى بسرعة، متقفلش الخط خليك معايا.
يركض قاسم من ورشته و مازال الهاتف مكانه: انا جايلك اهو متقلقيش، انا معاكي.
قالها و هو مازال يركض بالشارع حتى وصل لمنزلها..ليصعد الدرج سريعاً لا يشعر بقدمه التى تسابق الريح لتصل لها ليردف قاسم : انتي فين أنا عندك؟
ليشعر بذراعين تتعلقان به في الظلام، ليلتفت و يرى رقية تتعلق به برعب و هي تنتفض بشدة.
قاسم بخوف : اهدي انا جنبك..ايه الي حصل؟
لتسرد له رقية كل ما حدث و هي تشهق بالبكاء و مازال جسدها على ارتجافه.
يشعر قاسم بغضب شديد جعل عروقه تنفر و قد احمر وجهه و عيناه تطلق نيران لو طالت أي أحد لاحرقته حياً.
+
يربت قاسم على وجهها بحنان ثم يصطحبها معه و يهبط الدرج و هي تتشبث به بكلتا يداها، يصل بها عند منزل تلك الجارة الطيبة..ليطرق عليها الباب ثم تفتح الباب لتجدهما بتلك الحالة، لتدعوهما للدخول سريعاً.
أم محمد بخضة : خير حصل ايه يا بنتي؟
تخفض رقية نظرها لأسفل ثم تسرد عليها ما حدث بإختصار و هي تبكي.
تتوسع عينا أم محمد بصدمة ثم تشهق و تقوم من مكانها تجلس بجوار رقية ثم تقوم بضمها لصدرها بحنان و هي تربت على كتفاها و تردف بعصبية.
ام محمد : ياما قولت لأمك ميصحش إلى بتعمله ده..لكنها مش بتسمع لحد، الحمد لله انك قدرتي تتصرفي و تتصلي بجوزك يجيلك.
قاسم بغضب : معلش يا حجة بس لو تسلفيها عباية و حجاب بس علشان نمشي احنا.
ام محمد : عنيا يا بني، بس انت هتاخدها على فين الساعة دي؟
قاسم : عندي في البيت مع والدتي، مقدرش اسيبها مع الكلب ده في بيت واحد..حتي والدتها مش أمينة عليها، يبقى بيت جوزها أولى بيها..ايه رأيك يا رقية؟
رقية بصوت أجش من البكاء: إلي تشوفه يا قاسم.
أم محمد : بس انتو لسة معملتوش الفرح و الكل عارف انه كتب كتاب بس، و كدة غلط في حقكم.. هتلاقي الكل بيتكلم و يغلطكم، ماهو محدش يعرف الي جرا.
قاسم بعصبية : أنا ميهمنيش حد منهم..الي عنده كلمة يقولها، اهم حاجة عندي أن مراتي تبات في بيتي من انهاردة.
+
بعد قليل كانت تدلف رقية من البناية مع قاسم الذي يقبض كفه على يدها يتخلل اصابعها بأصابعه بتملك أعجبها كثيراً، يدلفا معاً لمنزله ليتقدم قاسم و خلفه رقية بإحراج.
يرشدها قاسم لغرفته لتستريح، ثم يخرج هو مروراً على والدته التي سرد لها ما حدث و اخبرها بوجود رقية بغرفته.
ثم خرج من المنزل بأكمله و هو يلتقط هاتفه و يطلب والدة رقية!
قاسم بحزم : ألو
فاتن بتسأل : ألو يا قاسم..خير يا حبيبي في حاجة؟
قاسم : أنتي فين و سايبة بنتك لوحدها مع شاب غريب في البيت؟
فاتن بحيرة : أنا عند ناس معرفة..مين إلي غريب ده مفيش غير عماد جوزي.
قاسم بغضب : أهو سي زفت جوزك ده لو طلته هقتله بإيدي، بنتك يا حجة أنا جيت خدتها بيتي.
فاتن بتقطيبة : ايه؟ ازاي؟..ماينفعش يا قاسم تاخدها من بيتها بالشكل ده، انتو لسة مكتوب كتابكم بس..ليه اخدتها من بيتها كدة؟
قاسم بعصبية : لو كان بيتها مكان أمان ليها عمري ما كنت فكرت أخدها كدة..بس للأسف انتي أم مش مسئولة و مش أمينة على بنتك، علشان لو بتخافي عليها بس شوية مكنتيش كل يومين جيبالها راجل غريب يدهس البيت و حرمته..وابقي اسألي على بنتك بعد إلى البيه جوزك عمله.
يغلق قاسم الخط تاركاً فاتن تغلي و تزبد، تركت كل شئ لتعود للمنزل سريعاً و كل الأشياء القبيحة التى تتخيل حدوثها يرفضها عقلها بشدة!
+
بعد قليل كانت فاتن تدخل لشقتها، تنظر حولها بتفحص و هي تبحث عن عماد..لكن لا أسر له بالبيت، تذهب لغرفة رقية.....
لتتفاجأ بشكل عماد المسجي على الأرض و حوله بركة من الدماء، و بصدره سكين مغروز حتى أخره!!
تتسع عينا فاتن برعب و هي تتراجع للخلف و تحرك رأسها يميناً و يساراً ترفض ما تراه أمام عيناها الأن..لتفكر ماذا تفعل؟
هل تحركه؟..أم تخرج السكين؟..ماذا عليها فعله؟ هل تصرخ ليأتي الجميع لنجدتها؟
و فعلاً بدأت فاتن بالصراخ و العويل بشدة.. و هي تغلق عيناها حتى لا ترى منظر عماد الغارق بدمائه..و بعد قليل سمعت طرقات عديدة على باب منزلها، لتسرع في فتح الباب ثم تجلس أرضاً قدماها لا تتحمل ثقلها من وقع الصدمة.
+
ضجيج و شهقات أصوات متدخلة و كلمات مواساة و أخرى تلوم!
كانت فاتن جالسة مكانها أرضاً على وضعها، حين وصل رجال الشرطة الذين فضوا الناس من حول الغرفة و فاتن..ثم تم نقل جثة عماد للتشريح، و ذهبت فاتن مع الشرطة للتحقيق في القضية، و غلقت الشقة و منع أحد من دخولها حتي نهاية التحقيق بالقضية.
+
في منزل قاسم...
تجلس رقية بجوار منيرة تتحدث معها..فقد وجدا طريقة يتواصلوا بها معاً،لقد أحبت رقية منيرة للغاية فهي تمثل لها الحنان بأمومتها و حنانها و الإخلاص و الوفاء بحبها لزوجها الراحل الذي لم ينقص و لم يقل برحيله بل ما زالت على وعد الحب باقية فقلوبنا لا تجف برحيل الأحباب بل بعدم رويها بذكريات حلوة تجمعنا تبقيه مزدهر دائماً بإهتمام و حماية الحبيب.
+