رواية قد شغفها حبا الفصل السابع 7 والاخير بقلم سمر خالد
فالتحقيقات أثبتت أن من قتل عماد هي فتاة قد وعدها بالزواج ثم قام بإستغلالها مادياً و جسدياً ثم تخلى عنها بحجة انه لن يتزوج بفتاة بدون أخلاق مثلها اتاحت له كل شيء بسهولة!
الشرطة وجدت على هاتفه رقم دائم الاتصال به و أيضاً وجدت رسائل بين الطرفين و أخرهم رسالة تهديد صريح من الفتاة التى فقدت الأمل بأن يصحو ضمير عماد و يتزوجها أو يرجع لها أموالها التي كان يسحبهم منها بحجة انه يجهز المنزل لزواجهم..فيعبث الشيطان بعقلها و تذهب لقتله بشقة زوجته!
عصام بجدية : ليكي حق تزعلي و تبكي أكيد.. لازم تاخدي وقتك في حزنك على أخوكي، و بعد الأربعين هنكتب انا و انتي كتابنا و نتجوز على طول
تصمت عبير بصدمة من كلامه، هل سيتزوجها رغم كل شيء!
يستطرد عصام حديثه بصوت مشروخ نادم.
-مينفعش اسيبك لوحدك و ميصحش نفرح قبل الأربعين..يصمت عصام ثم يكمل بأمل :
أنا أسف يا عبير..أنا كنت شخص وحش و مش بتقي ربنا في أفعالي..بس صدقيني حبيتك و هتغير علشان أستحقك هبقى أحسن علشان ربنا يباركلي فيكي و مع بعض نقرب لربنا و أتوب عن أي حاجة غلط عملتها.
+
تبتسم عبير بضعف ابتسامة لم يراها عصام لكنه شعر بأن الله وهبه فرصة أخرى حتى يعود عن ظلاله و جعل له ما حدث لعماد عبرة!
+
أما بمنزل قاسم
كان جالس أمام رقية و فاتن التي جاءت لتراها بعدما تم الإفراج عنها..تنظر رقية لوالدتها بعتاب و حزن على حالها و ما عايشته الفترة الماضية من أحداث.
لا تبادلها فاتن النظر بل أشاحت بعيناها لأسفل، غير قادرة على مواجهة ابنتها بعدما حدث بسببها.
يقف قاسم ثم يردف : منورانا يا خالتي،انتي في بيت بنتك..انا هدخل لأمي و أسيبكم تتكلموا براحتكم..ليلتفت نحو زوجته يهديها ابتسامة تخصها.
تجلس فاتن بضعف غريب عنها، لم تصدق رقية أن والدتها بنشاطها و حيوايتها قد تتغير في عدة أيام هكذا!
فسنوات عمرها التى كانت مخفية ظهرت جميعاً على صفحة وجهها.. تقف رقية ثم تقترب من والدتها لتجثو على ركبتيها أمامها و تلف ذراعيها حولها و هي تربت على كتفاها.. لتجهش فاتن بالبكاء بين ذراعي ابنتها لتردف بندم و قهر شديدان : سامحيني يا بنتي.. أنا مكنتش أمينة على أمانة والدك، قبل ما يموت كان دايماً يقولي رقية أمانتي عندك.. مكنتش فاهمة كلامه أو مكنتش بركز معاه، بس دلوقت فهمت.
رقية ببكاء : خلاص يا ماما اهدي.. الحمد لله ربنا اداكي فرصة تانية علشان تعوضي إلي راح منك.
فاتن بلهفة : تفتكري هقدر أعوضك عن كل السنين الي انشغلت عنك بنفسي؟
تبتسم رقية وسط بكائها : هتقدري طبعاً.. أومال مين هيساعدني في تربية ولادي لما يجوا؟
تجهش فاتن في البكاء بشدة و هي تشد من احتضان رقية ثم تردف بصوت ضعيف : طيب و ربنا هيسامحني يا بنتي؟ أنا غلط كتير.
رقية بتأكيد: ربنا يغفر الذنوب جميعاً يا حبيبتي..قدامك اهو الفرصة علشان تتوبي و متكرريش اخطائك مرة تانية.
تظل فاتن متشبثة بإبنتها تحتضنها، فهي انشغلت عن احتضان ابنتها لكثير!
لتقرر فاتن أن تعوض تلك السنوات الضائعة من أمومتها و التركيز على سعادة ابنتها فقط.
+
بعد مرور عدة أيام...
في منزل عمر.. كان ينتظر زوجته رودينا أن تنتهي من ارتداء ملابسها حتى يذهبا معاً كلاً منهما لعمله! نعم فهذا أحد شروط زوجته التى فرضتها عليه فرضاً حتى تقبل العودة له من جديد.
لقد أخبرته انها لم تعد تشعر بشخصيتها ووجودها في ظل انشغاله الدائم بعمله.. فطلبت العودة لعملها السابق، فهي معلمة رياض أطفال بمدرسة خاصة، لينفذ لها طلبها حتى تعود له مرة أخرى فهو لا يستطيع العيش بدونها و هذا ما اكتشفه عندما دخل بيتهما و لم يجدها.. فهو كان يبحث دائماً عن سعادته بعيداً، وهي بين يديه طول الوقت فرودينا هي كل ما يسعده الأن و دائماً.
- أنا خلصت اهو.. ها أتأخرت عليك يا حبيبي؟
قالتها رودينا بعدما خرجت من غرفتها، ليبتسم لها عمر بحب ثم يردف: يا حبيبتي أنتي برحتك تأخريني ان شاء الله حتى منروحش الشغل و نقعد انهاردة كله سوا.. ايه رأيك في الفكرة دي؟
قالها عمر و هو يغمز بعيناه لرودينا التى ابتسمت بخجل ثم اسرعت بالسير نحو الباب و هي تردف بجدية مصطنعة : متنساش معاد دكتورة النسا انهاردة.
أومأ لها عمر موافقاً، وهو يلحق بها للخروج من المنزل.. هذا كان شرطها الثاني الأطفال، أن يكفا عن استخدام وسائل لمنع الحمل و الحصول على طفل يسعدهما و يجمعهما.
لحظات و كانت رودينا جوار زوجها العابس بسبب تهربها من اقتراحه التى كانت تتحرق شوقاً لقبوله، لكنها بحاجة لعودة حياتها لمسارها الصحيح... تقترب رودينا من عمر ثم تقبله من وجنته بحب، ليبتسم لها ثم يرفع كف يدها يلثمه.
تلتفت رودينا تنظر من نافذة السيارة، و هي تفكر انها لم تخبر عمر عن تلك الخطابات التي وجدتها ذلك اليوم..فإنها لا تريد أن تضع حواجز في علاقتهما، هي ستجذب زوجها لها و تجعله لا يفكر إلا بها.. فبالنهاية هو يحبها هي الان، فلا داعي لفتح الدفاتر القديمة.. فحبهم في طريقه للمرحلة الثانية الأن.. الطفل!
يختطف عمر النظرات نحو رودينا و هو يحمد الله الذي ايقظه من غفلته قبل أن يخسر تلك المرأة التى يعشقها.
+
بعد عدة أيام كانت رقية تجلس في منزل قاسم تنتظره مثل كل يوم.. ليقوما بتناول الطعام معاً و الحديث بالشرفة قليلاً ثم الإفتراق للنوم كلاً بغرفة!
فوسط كل ما حدث لم يفكر قاسم بنقل علاقتهم لمرحلة أخرى فترك لعلاقتهم أن تتطور تدريجياً.
يدلف قاسم من باب المنزل بإرهاق، ليجد رقية تنتظره مثل كل يوم.. ليبتسم لها ثم يقترب منها و يجلس قربها بتلقائية ثم يتمدد على الأريكا جوارها و يضع رأسه على قدميها، ثم يمسك يدها و يضعها على فمه يقبل باطنها بحب ثم يتنهد و يغمض عيناه!
رقية بهدوء : تعبان؟
يبتسم قاسم ثم يردف : كنت تعبان.. بس مجرد ما شوفتك و قربت منك روحي رجعتلي.
قال جملته و هو يرفع يدها يلثمها مرة تلو الأخرى بعشق جارف.
تشعر رقية بإختلاجة قلبها داخل صدرها.. لتمرر يدها الأخرى بشعره مأخوذة بملمسه الناعم، ثم تردف برقة : أنا كمان على فكرة.
ينعقد حاجبي قاسم قليلاً دليل على عدم فهم مغذى كلماتها.. لتستطرد رقية حديثها بإستفاضة : أنا كمان روحي بترجع بوجودك..بحس بالأمان و الحماية و أنت ماسك ايدي كدة، كأن مفيش قوة تقدر تخليك تفلت ايدي..قلبك لما بيدق جامد لما بتضمني لصدرك، قلبي كمان بيدق ليك في كل وقت حتى لو اسمك جه في نص الكلام بلاقي قلبي حافظه.
+
يبتسم قاسم ثم يفتح عيناه لتفاجأه رقية بقبلة على جبينه بين عيناه، ثم تغمض عيناها و تردف بحب : شكراً انك استنتني و اني بقيت ليك في النهاية شكراً على حبك ليا و انك عوض ربنا ليا.
لم يتحمل قاسم كل هذا ليعتدل سريعاً.. ثم يجذب رقية لصدره يضمها بحب ليردف بعشق و هو ينثر قبلات خفيفة على رقبتها و وجنتاها : بحبك.. محبتش حد قبلك.. و لا هقبل أحب بعدك.. بحبك.
أنهى كلامه بقبلة اختطفها من شهد شفتاها.. خفيفة رقيقة ،لكنها تشي بمقدار حبه لها.
أغمضت رقية عيناها و هي تشعر بقبلاته توسمها بإسمه.. اختلطت خفقات قلبيهما المتسارعة لم يعد يمكن تفريق ما بينهما.
+
كان قاسم أول من تمالك نفسه و أبتعد عن رقية لاهث الانفاس، ليتكأ بجبهته على جبينها مغمض العين ثم يردف بصعوبة : مش عارف هصبر عليكي لأخر الأسبوع ازاي.. لكنك تستحقي تفرحي و تحققي حلمك يا ست البنات.
كانت رقية تطفو فوق السحب الوردية من أثر تلك المشاعر الصادقة التي اختبارتها للمرة الأولى.
ثم تنتبه له لتسأله : أي فرحة؟ و أي حلم؟
يزفر قاسم بشدة ثم يردف : كنت عاملك مفاجأة.. أنا و والدتك كنا بنجهز لفرحنا إلي كان لازم يتعمل و تدخلي بيتك بفستانك الأبيض.. كانت والدتك مصممة تاخدك عندها لحد معاد الفرح بس أنا رفضت.. بعد ما دخلتي بيتي مش هسيبك تطلعي منه أبداً!
+
تتوسع عينا رقية بصدمة ثم تلمع عيناها بدموع فرحتها.. لتلقي نفسها بين ذراع قاسم تضمه بشدة و هي تردف بصوت مرتفع : بحبك.. أنا بحبببببببببببك.
ليضحك قاسم بسعادة من فرحتها البادية عليها ليحمد الله على تحقيق أمنيته و جمعه بحبيبته بالحلال.. و تحمد رقية ربها على قدرها الذي كان أفضل من ما تمنته هي... فهذا الرجل الذي حاوطها بحمايته و اهتمامه و شغفها حبًًّّا يستحق هو أضعافه...رزقها الله حبه.
+
تمت بحمد الله و توفيقه ❤
سمر خالد