رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل التاسع والستون 69
"لم أكل بعد".
.
واصل نائل العمل بعد الغداء في الحقيقة إن انشغاله في العمل أثر على عادات
أكله الغير منتظمة.
فهو ينسى أن يأكل عندما ينشغل تفكيره.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
"سأتناول الطعام في أقرب وقت ممكن".
بعد أن انتهت المكالمة استمر نائل في مراجعة خطط النصف الثاني من العام.
ثم سمع طرقة على باب المكتب ودخلت مايا وهي تحمل علبة غداء. "سيد
هادي لم تتناول العشاء بعد. أعددت هذا خصيضا في المنزل وجلبته لك. إنه
أكثر صحة من الوجبات الجاهزة".
وقفت أمام المكتب تحدق في الرجل الجذاب الذي يبدو أسرًا عن قرب.
استغرب نائل من تصرفاتها وأجابها: "هذه الأمور ليست مسؤوليتك".
مسؤولية تجهيز غداءه وثيابه دائمًا ما كانت من واجبات سالم.
توترت مايا من رفضه لمساعدتها وتلعثمت قائلة: "آسفة، كنت فقط قلقة بشأن
صحتك. هذه الأمور لن تؤثر على عملي".
لطالما كانت مايا مسؤولة وجادة في عملها وإلا لما أبقاها إلى جانبه طوال هذه
السنين.
عاد نائل إلى التركيز في النصوص أمامه وقال لها بكل هدوء: "في المستقبل، لا
تنشغلي في أمور ليست من شأنك وتتعدى حدود
تماما كما في السابق، إن أجوبته جافة للغاية .
عملك"
"حسنا". أطبقت مايا علا علبة الغداء بشيء من القسوة والخيبة واضحة في
نظراتها.
هذه ليست أول مرة تحضر فيها غداء للسيد نائل وحتى عندما لا يأكل كثيرًا
منها إن الأمر يجلب لها نوعا من السعادة.
لكن هذه أول مرة يرفض أكلها تماما.
وضعت العلبة على طاولة سالم أثناء خروجها من مكتب نائل وقالت بامتعاض
"تناولها أنت كي لا نهدر الطعام".
سمعت خطوات في الردهة معلنة مجيء خلود حاملة حقيبة بسيطة على
ظهرها.
سالم، هل نائل في الداخل؟"
"بالطبع".
ابتسمت خلود، "سأدخل "إذا لكن قبل أن تفتح الباب أمسكت مايا بذراعها
لتوقفها.
نظارات إليها مايا والصدمة في عينيها وانفعلت في وجهها: "من تظنين نفسك؟
أتظنين أنه يمكنك أن تتجولي في مكتب الرئيس التنفيذي؟ "
هذه المرة الأولى التي تلتقين فيها بمايا، ولأن الشركة مكتظة بالموظفين فمن
الطبيعي أنها أول مرة تقابلها فيها.
قبل أن يتدخل سالم ليحل النزاع، فتح الباب ووقف نائل في مدخل مكتبه يبدو
متمالكا.
"ادخلي".
دخلت خلود مكتبه قبل أن يغلق الباب بإحكام خلفها.
شعرت مايا كأن صاعقة قد أصابتها وانهال عليها مطر جليدي. سألت سالم
وكأنها لاتزال في حالة الصدمة: "من هذه؟"
رد سالم بقلق: "إنها زوجة السيد هادي".
ثقلت وطأة الصاعقة على مايا. لقد ابتعدت عن )
فكيف من الممكن أنه تزوج في ذلك الوقت القصير؟
السيد هادي لأقل من : نصف عام.
سألت وأصابعها ترتعش هامسة: "كيف هذا؟ ألم يعد السيد هادي من أجل
الطلاق؟"
"لا
يحب السيد هادي تدخل الناس في شؤونه الخاصة. أنت تتجاوزين حدودك
الحدود يا مايا".
أخذ سالم علبة الطعام بعد ذلك ومشى بعيدا عنها.
حتى سالم لم يكن يدري : كيف تطورات علاقات السيد هادي بخلود بهذه
السرعة.
داخل المكتب، أخرجت خلود وجبات الطعام المعبأة من حقيبتها ووضعتها على
طاولة القهوة.
"أليس من المفترض أن تكوني مع زملائك الآن؟"
حين نظر نائل إلى الطعام التي أحضرته معها شعر بالجوع.
أجابته خلود وهي تفتح علبة الطعام "هذا صحيح ولكن عندما علمت أنك لم
تتناول الطعام بعد قمت بتجهيز بعض منه بسرعة وجئت إليك على الفور،
وطالما أنني سأهتم بتكاليف غداء زملائي فلا يهم إذا بقيت معهم أو غادرت".
بالنسبة لنائل، مجرد تفكيرها به والقلق عليه بدأ يشعل نار دافئة في داخله.
"إذا فلنأكل سويا".
بعد الانتهاء من تناول الطعام، ترك نائل العمل مؤقتا وخرج معها لأخذها إلى
منزلها.
راقبت مايا خروجهم سويًا. هذه المرة الأولى التي ترى فيها نائل هادئًا على
قرب من امرأة أخرى غيرها لدرجة انهما كادا يتلامسان.
هل من الممكن أن نائل شفي من رهاب النساء؟
هذه الشكوك والترددات أثارت فضولها.
ما طبيعة العلاقة بينهما ؟
في عالمنا المتقدم اليوم، يمكنني معرفة أخبار الأشهر القليلة الماضية فقط عن
طريق تشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص به.
ظهرت أسماء نائل وخلود معًا في عناوين الأخبار مرة تلو الأخرى.
في الأشهر الأخيرة، أصبحت أخبار نائل أكثر تداولا حتى من أخبار المشاهير.
لمع اسميهما مغا أمامها على الشاشة وقلبها يتحطم مع كل لمعان.
نظرا أن شركة الرضا تهتم لكفاءة العمل جدا لا يمكن لأي موظف أن يتلكاً.
في الصباح الباكر، تم استدعاء خلود إلى مكتب سندس.
"قرر المسؤولون تكليفك بالفرع الغربي للمدينة، مع مهمة زيادة أدائه بنسبة
خمسين في المئة. إن استطعت الحفاظ على هذا النشاط لمدة شهرين، ستنقلين
إلينا من جديد بعد عودتك، ستنالين منصب قائدة المجموعة لفريق ب.
هذه بلا شك فرصة ذهبية للترقية.
"شكرًا لك سيدة دباغ على هذه الفرصة. سأبذل قصارى جهدي لإكمال المهمة
بنجاح".
"انهي
عملك الحالي قبل الغد، حيث ستنتقلين للعمل في منصبك الجديد".
مكتب الفرع الذي ستنقل إليه يقع أكثر من ساعة من غرب وسط المدينة. مدة
شهرين ليست مدة طويلة.
في قاعة المؤتمرات في شركة هادي.
من
أجل مشروعهم الجديد ستتنافس الشركة مع شركة الرائد على نفس القطعة
من الأرض، والتي تعمل عليها أيضا شركة التكوين.
قد ألقى نائل نظرة أولية على هذه القطعة من الأرض منذ مدة، ولكن بطريقة ما
تمكنت شركة التكوين من أن تحصل عليها أولا، وتبحث عن شريك لها فيها.
من
المعتاد أن ما تتعاون الشركات الكبيرة مع بعضها البعض، بشرط مسبق أن
يكون لدى الطرفين الأموال الكافية، ما سيجعل الاستثمارات أكثر استقرارا.
في الأيام التي تلت انشغل منظمو المشروع لدرجة اعتياد مشهد العمل خارج
نطاق الساعات المطلوبة.
في تلك الليلة رن هاتف نائل وسط اجتماع، مما جعل الجميع متأهبا لما سيفعل.
إغلاق الهاتف أثناء الاجتماع من | المسلمات التي لا ينساها نائل.
اطلع نائل على اسم المتصل به وقام بمغادرة الغرفة بعد أن بلغهم: "خذوا
استراحة لثلاث دقائق.
اندهش الجميع فهذه المرة الأولى التي يتوقف فيها اجتماع
تساءل الجميع عن المتصل المجهول الذي يدفع نائل إلى إيقاف اجتماع طارئ
كهذا.
مايا كانت الواحدة التي رأت اسم المتصل، لذا تعكر مزاجها.
انها خلود.
لا أستطيع أن أصدق أنه لم يغلق الاتصال في وجهها، ولم يكمل الاجتماع من
أجلها !
ماذا فعلت هذه المرأة حتى استطاعت أن تسحره؟
سأل نائل خلود وهو ينظر إلى الخارج من نافذة مكتبه، "هل انتهيت من
العمل؟ "
أجابته خلود بصوتها الناعم مصحوبا بزمير سيارات "نعم وأنت؟"
"آسف
لأنني
قد لا أقدر على إيصالك غدًا لأنني أعمل بشكل متواصل". أرسلت
خلود له رسالة نصية في الظهر تبلغه عن خبر انتقاله في العمل. 1
أجابت خلود بتردد. "لا تقلق. سيتم إيصالي بواسطة السيارة الخاصة بالشركة".
"أخبريني حين تصلين إلى هناك.
ترددت خلود قبل أن تسأله بخجل: "هل اشتقت إلي؟"
ابتسم نائل قليلا. "نعم".
"إذا انظر إلى الأسفل!"
نظر إلى الأسفل، ومن مسافة عدة أمتار استطاع رؤية امرأة نحيلة تلوح له.
حدقا في بعضهما البعض من بعيد.