رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل السبعون 70
جاءت خلود عمدًا لرؤيته ولكنها لم تدخل إلى الشركة لأنها لم ترد أن تشغله عن
عمله.
" تمكنت من رأيتك لذا يمكننا أن ننهي المكالمة الآن".
ظل نائل يحدق بها بتركيز كأنه لا يستطيع النظر إليها عبادة.
"انتظريني أنا قادم".
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
"ماذا؟" قبل أن تتمكن خلود من الرد قطع الاتصال بها.
في غضون دقيقة واحدة فقط وقف أمامها عبر الشارع.
حدقا في بعضهما البعض متجاهلين كل ما حولهما.
ركضت خلود نحوه حين أصبحت إشارات السير حمراء.
سرعتها في الركض فاقت سرعة الشخص العادي على الرغم من أنها لا تمارس
الرياضة.
حين
اعتنقا فاحت منه رائحة الصندل، وعندما رفعت رأسها نحوه، لاقاها بقبلة.
في هذه الأثناء
ومن نافذة في مبنى الشركة وقفت مايا تراقب المتعانقين.
انهمرت الدموع من عيناها دون أن تدرك.
ترك نائل عمله من أجل معانقة خلود؟
انتظرت هذا الرجل لعشر سنوات فقط كي تسرقه امرأة أخرى بهذه السهولة . لا
يمكن أن تقبل هذا ! لن استسلم بهذه البساطة !
في الصباح الباكر استيقظت خلود إلى سماء صافية بعد تناولها الفطور الذي
أعدته إبتهال أخذت حقائبها وخرجت من الباب.
اصطفت سيارة حمراء عند المدخل ينتظرها سالم الذي تقدم لمساعدتها في
حمل حقائبها.
"لماذا أنت هنا؟ أليس من المفترض أن ترسل الشركة أحد الموظفين؟" توقعت
أن تأتي سيارة عمل وليس سيارة السيد هادي شخصيا.
ضحك سالم قائلا: "السيد هادي مشغول لذا طلب مني أن أحضرك. السيد هادي
يمتلك شركة الرضا أيضا".
لم تعترض خلود ودخلت السيارة، ثم وصلوا إلى قاعدة مجمع سكني فاخر في
أقل . ساعة.
من
إن المجمع هو سكن الموظفين الذي يتم ترتيبه من قبل الشركة ويتميز بغرفتي
نوم وغرفة معيشة نظيفة ومرتبة.
عاد سالم بعد أن أوصل خلود سالمة.
بما أنها تبدأ رسميا عملها في الغد أخرجت أمتعتها من الحقيبة وتوجهت إلى
الخارج بعد الانتهاء دخلت مركز تسوق فاخر واتجهت نحو متجر ملابس
انعكس فيه الضوء على بلاطه.
بدت الملابس المعروضة عصرية للغاية ومناسبة للارتداء بشكل يومي
نظرت إلى الملابس المعروضة والإكسسوارات وأعجبها أنها تعطي انطباعا أنيقا
وراقيا.
حين لمست قماش الملابس استنتجت لم تبدو باهظة الثمن لأن ملمسها ناعم
كالحرير.
"عذرا يا أنسة أيمكنني قياس هذه التنورة؟"
عند سماع طلبها اقتربت بائعة الملابس التي ترتدي زي المتجر منها.
بدت المرأة متجهمة إلى حد ما وبعد أن القت نظرة على خلود قالت لها:
"سيدتي .
. هذه التنورة تكلف ثلاثين ألف، بدون خصم هل تستطيعين شراءها؟"
تساءلت خلود في نفسها عن أن موظفة في مثل هذا المتجر الكبير لديها مثل
هذا السلوك السيء.
" نعم أستطيع شراءها، ولكنني أرغب في أن ارتديها أولا".
عزمت الموظفة أولا على تخويف خلود بالسعر ولكن لأنها لم تتراجع اختارت ألا
تتعب نفسها كثيرا.
ميسان تعالي واهتمي بهذه الزبونة"
ورحلت الموظفة بعيدا عن خلود دون أن تعيرها أي اهتمام.
توجهت ميسان إلى خلود وقدمت لها التنورة التي أعجبتها وقالت: "تفضلي
سيدتي".
حين ارتدت خلود التنورة، رأت أن المقاس الصغير مناسب لها تماما، مما جعلها
تبدو أكثر رشاقة وأناقة.
ذهبت لتجرب الأحذية والإكسسوارات المتناسقة وهي لا تزال ترتدي التنورة
ساعدتها میسان بصبر، دون أن تظهر أي استياء على الرغم من مظهر خلود
البسيط جدا.
"أعتقد أنني جربت بما فيه الكفاية، سأرتدي ملابسي من جديد".
بمجرد أن دخلت خلود غرفة تغيير الملابس، ذهبت جنى إلى ميسان وهمست
قائلة: "من الواضح أن هذه المرأة لا تستطيع تحمل كلفة أي من هذه الأشياء.
هل أنت غبية؟ ألم تعملي كبائعة لسنوات عديدة؟"
" وظيفتنا هي .
خدمة العملاء والتصنيف الأدائي يأتي في المرتبة الثانية". ميزة
هذه الشركة أن الراتب الأساسي مرتفع للغاية، على غرار الشركات الأخرى.
لذا فإن معظم موظفي الشركة ليسوا يانسين لتعزيز أدائهم وببساطة لا يرغبون
في خدمة جميع العملاء وبالأخص الذين يشبهون خلود.
"لهذا السبب أقول إنك غير ذكية. لقد عملت في هذا المجال لمدة طويلة ومع
ذلك لا زلت مجرد موظفة عادية. انظري إلي لقد أصبحت بالفعل مساعدة لمدير
المتجر ! لو لم يكن الشركة قد جلبت فجأة مديرًا للمتجر، كنت سأكون أنا من تم
ترقيتها هذه المرة.
نظرت جنى إلى باب غرفة تبديل الملابس وقالت بثقة: "أؤكد لك بكل ثقة إنها
بالتأكيد لن تشتري شيئا".
ابتسمت ميسان ولم تجبها.
انتهت خلود من تبديل ملابسها وخرجت بيدها الملابس التي أحضرتهم معها.
"أعتذر لكنها لم تعجبني كثيرًا. وخرجت من المتجر لمجرد قولها ذلك.
علا
صوت ضحكة . جنى الساخرة من . حماقة ميسان.
في اليوم التالي في الساعة العاشرة، أنارت الأضواء في المركز التجاري.
لم تزل ميسان ترتب الملابس عندما دخل شخص طويل وأنيق إلى المتجر.
التفتت ميسان وتوقفت لبرهة عندما رأت من دخل، ثم ابتسمت وسألتها: "آنسة
هل فكرت في الأمر طوال الليل وقررت شراء التنورة التي ارتديتها في
الأمس؟"
بدت خلود أنيقة للغاية اليوم وهي ترتدي لبسها الرسمي وشعرها مرتب، على
غرار ما كانت تبدو عليه البارحة.
خرجت جنى ومكنسة الريش في يدها. "لا تظني أنه فقط لأنك غيرتي ملابسك
يمكنك العودة إلى متجرنا لترتدي الملابس دون شراء أي شيء! يحق لنا أن
نرفض مساعدتك".
لكن خلود أجابته بكل برود؛ أنا مديرة المتجر الجديدة، خلود حديد!"
تجمدت تعابير وجوههم فورا وبالأخص تعابير وجه جنى التي بدت كأنها صفعت
للتو.
يرجى من جميع الموظفين التجمع في مكتب الاستقبال للاجتماع الصباحي".
في دقيقة واحدة وقف الموظفون الخمسة أمام خلود داخل المتجر.
قالت خلود بكل صرامة: "أول إجراء لي كمديرة المتجر الجديدة هو تعيين
میسان كمساعدة لي في جميع جوانب عملي ابتداء من الآن".
لدى هذا المتجر أفضل موقع في المركز التجاري بأكمله ولكنه لا يبدو أن ذلك
ساهم في تحسين أداء المبيعات من الواضح أن السبب في ذلك معاملة
الموظفين المتحيزة للعملاء.
شعرت جنى بالظلم واحتجت قائلة: "أنا لا أقبل بهذا فأدائي أفضل
الجميع !"
من
أداء
ردت خلود والثقة مرتفعة من منصبها الجديد: "أداءك أفضل ولكن لديك
الحاصلة الأعلى في الشكوى وخدمتك للعملاء سيئة وبالتالي تؤثرين على سمعة
الشركة، يمكنك أن تقدمي استقالتك إن لم يناسبك أسلوبي فليس لدي
اعتراضات على هذا.
تبادل الخمسة الموظفون نظرات فيما بينهم وثم صمتوا تماما.
رواتب شركة الرضا عالية ومزاياها ممتازة ورئيسها وسيم، ولكنها شركة تفرض
متطلبات قبول عالية، وبمجرد أن يغادر شخص ما لا : يسمح له بالعودة.
حتى وإن كان لدى جنى أي اعتراضات ليس لديها خيار آخر سوى الصمت.
باشرت خلود في تنظيم مواعيد عمل جديدة للموظفين وغيرت بعض
العروضات.
عندما أعطت تعليماتها الجديدة للموظفين لم تتلكاً، فعند ملاحظتها بأن زبائن
المتجر نساء محترفات حديثات يهتمن كثيرًا بمظهرهن، ولكن الملابس في هذا
المتجر تميل أكثر نحو أسلوب ناضج الذي لم يكن محبوبا بشكل خاص من قبل
الموظفات من تلك الفئة العمرية.
لذلك استنتجت أنها بحاجة إلى تصميم ملابس احترافية تتناسب أكثر مع المرأة
الحديثة.
بعد العودة إلى المنزل في المساء أضافت حسابات عدة مدراء فروع مختلفة
وأجرت تحقيق مفصل.
ثم شاركت فكرتها مع سندس. يمكنها أن تبدأ في التصميم بمجرد أن يتم
الموافقة على فكرتها.
في اليوم التالي في الظهيرة تلقت خلود رد من سندس.
وافقت الشركة على اقتراحها لذا بمجرد أن تصمم المسودة، يجب عليها أن
ترسلها إلى سندس لتتفقدها.
في البداية ذهبت خلود إلى المتجر لعقد اجتماع صباحي قصير حيث سلمت
تفاصيل المهمة فيه إلى ميسان.
قبل انتهاء الاجتماع قاطعتها جنى قائلة: "آنسة حديد أود حقا أن أتعلم بعض
الخبرات الأساسية في المبيعات منك كمديرتي".
كلماتها أشارت بوضوح إلى أنها ترغب في تقدير قدرة خلود في المبيعات.
في تلك اللحظة، بدا الاثنان صغيرين جذا، لكن رؤية الآخر ملأت قلبهما بالدفء
إلى درجة الغليان.