رواية عذاب وانتقام الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل
عذاب وانتقام
الفصل الخامس
ماما فاطمة بقيت بتشد الهدوم من عليا وتفتش جسمي وانا ساكت مش بتكلم وعنيا على سيدة اللى كانت بتبصلي وكأنها بتهددني بالقتل لحد ما كشفت ماما فاطمة ضهري وصرخت وهي بتحضني جامد وبتعيط:
سيدة بتصرخ:
- بلاغ، بلاغ ايه ياختي ان شاء الله؟ ليه مديت ايدي فى جيبك ولا خطفت عيل من عيالك.
ماما فاطمة من غير ما تناقشها سحبتني من ايدي وطلعت من البيت بتعيط وبتجري تقريبا، وقابلت واحنا طالعين عمي كمال وابويا داخلين من مدخل باب الشارع.
كمال:
- خير استر يارب، في ايه يا فاطمة بتعيطي ليه؟
فاطمة:
- حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفيها يا مجدي، ربنا ينتقم....
كمال بأنفعال:
- في ايه يافاطمة؟ حافظي على ادبك.
ماما فاطمة مسكتني من كتفي ولفيت ضهري قصاد عمي كمال وابويا اللى كان واقف فاتح عنيه على اخرها أما عمي كمال سحبني من كتافي وضمني عليه من ضهري وانا عنيا على ماما فاطمة اللى دموعها نازلة:
- شوفت ياكمال مين اللى محتاج يتأدب؟ أخوك ومرات اخوك بيحرقوا جسم الواد ازاي، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم، ربنا كبير عليكم وعلى عمايلكم.
وقبل ما ابويا يرد ويقول انه ميعرفش حاجة عن اللى فى جسمي ده، كان عمي كمال قربني من ماما فاطمة ودخل يجري وهو بيقلع الجزمة بتاعته ودخل على البيت عند سيدة، ولأنها متوقعتش اللى هيعمله كانت واقفة بتفكر على رد تقوله على اللى هيتقال فى اللى شافوه ده لكن عمي مسابلهاش فرصة تفكر، لأن الجزمة بتاعته نزلت على جسمها وبقى يدوس عليها برجليه وابويا واقف يتفرج وهي تحلف:
- معملتش حاجة يا ابو رحمة، معملتش حاجة، ده هو اللى الفحم وقع عليه من على الشيشة بتاعت ابوه.
فاطمة:
- كدابة، ابنك قال انك حرقتيه بالسكينة، عيل صغير مش هيفهم يكدب، عملك ايه عيل زي ده علشان تعملي فيه كده؟
سيدة:
- يا شيخة حرام عليكي يا مفترية، خلاص يا ابو رحمة عيب مش كده، وانت يا عرة الرجالة واقف تتفرج على مراتك.
كمال:
- بتحرقي الولا يا بت الك...؟ مش مكفيكي ولعتي فى امه؟ ده انا هبيتك فى المستشفى لنهاردة.
سيدة وهي بتحاول تهرب من تحت ايد عمي كمال:
- يا ابو رحمة وحياة عادل ابني ولا اعدمه أنا ما جيت جنبه دي الشيشة وقعت عليه، مش صح يا خالد؟ قول لعمك يابا علشان فاكرني انا اللى حرقتك.
خالد بخوف:
- أه يا عمي، الشيشة وقعت عليا.
قولتها وانا مرعوب، لكن عادل اخويا كان باصص ليا وبيعيط من الخوف وهو شايف عمي بيضرب أمه بالشكل ده والصوت العالي فى البيت كان سبب في ان الناس بتتصنت علينا، وعمي كان مش مصدق أن اللى في ضهري ده من الشيشة ولا مرات عمي، لكن ابويا اللى كان شبه خيال المأته:
- خلاص بقى يا كمال، الواد قالك مش هي اللى عملت كده، كفايا الناس بتتفرج علينا.
سيدة:
- راجل ياخويا، لاء وسيد الرجالة يادكر.
فاطمة:
- لو بتكدبي وحلفتي بأبنك باطل ربنا مش هيسيبك، ولو اذيتي الواد ده يا سيدة خليكي عارفة أنك هتتأذي.
كمال وهو بيرمي جزمته على الارض:
- الواد ده يا سيدة لو حصل فيه حاجة بسببك، مش هيكفيني فيكي اني اتسجن، وأنت يا ديك البرابر خلي بالك من ابنك، ده أمانه فى رقبتك هتتحاسب بيه قدام ربنا.
مجدي بضعف شخصية:
- لا ياخويا متخافش، محدش يقدر يعمله حاجة.
قامت سيدة من على الارض وسحبت عادل ابنها ودخلت تجري على اوضة من الاوض وهبدت الباب، ودخل ابويا وراها بعد ما حايل عمي انه يهدا شوية.
فاطمة بصوت واطي:
- خالد، قولي يا حبيبي وانا مش هتكلم... هي سيدة اللى عملت فيك كده.
خالد بعياط وخوف وبيراقب باب الاوضة:
- ايوة هي، بس علشان ربنا يا ماما فاطمة اوعي تقولي اني قولتلك، احسن تحرقني تاني وتحرمني من الاكل.
ماما فاطمة من طيبة قلبها كانت مش بتعرف تمنع دموعها بمجرد ما تتأثر بموقف، حضناني وهي عمالة تعيط وعمي كمال واقف بيلف حوالين نفسه فى الصالة وعمال يشتم على ابويا وعلى انه هو سبب مجايب الزبالة دي وسطنا.
في الاوضة قاعدة سيدة على حرف السرير:
- عارف يا دكر البط انت لو الواد ده مشى من هنا، وحياة امي ما هقعدلك فيها دقيقة.
مجدي بصوت واطي:
- أهدي بس يا سيدة، دلوقتي يراضوكي لما عرفوا ان مش انتي اللى عملتي كده فى الواد.
عادل:
- لاء يا بابا، ماما اللى عملت كده.
سيدة بتزغد عادل:
- أسكت يازفت انت كمان.
مجدي:
- هو انتي بجد يا سيدة اللى عملتي كده فى الولا؟
سيدة بأنفعال ونظرة غريبة:
- اه انا يا مجدي، وريني هتعمل ايه بقى؟
مجدي قرب منها وحط ايديه يكتم صوتها:
- أخرسي، أنتي لو حد من اللى برة سمعك بتقولي الكلمتين دول هيدخلوا يقطعوا جتتك، وانا وانتي حسابنا بعدين، أنا هطلع اراضي كمال علشان الواد خالد ميقولش حاجة، ولما يمشوا نبقى نتكلم بقى.
سيدة:
- حسك عينك يقولوا ناخد الواد وتبعته معاهم.
مجدي:
- يا سيدة، ما انتي اهو مش طايقة الولا وبتأذيه، يبقى ليه اخليه هنا لما هو مضايقك؟
سيدة:
- بقولك ايه بربيه واعلمه الادب، مالكش دعوة بيه، تسيبه هنا فى البيت ميتحركش.
مجدي:
- ماشي، وبرضو من عندك كده اطلعي أنتي جري ناعم مع فاطمة دي طيبة وقلبها ابيض وهيخيل عليها كلامك بس انتى مثلي الدور صح، وكلمتين حلوين كده لكمال كأنك بتعاملي الواد زى عادل.
سيدة:
- أطلع اطلع يا خويا، روح اقعد تحت رجليهم.
خرج ابويا من الاوضة وهو محسسنا انه قطع جسمها وبهدلها:
- كسرت عضمها يا كمال، بس بتحلفلي برحمة ابوها انها معملتش حاجة فى الواد، صح يا خالد هي امك سيدة اللى عملت فيك كده.
فضلت واقف ساكت وخايف ارد، لكن ماما فاطمة اللى اتكلمت:
- أبنك يا مجدي، حافظ عليه حرام عليك، مش انا ولا اخوك اللى هنوصيك على لحمك ودمك.
كمال:
- أنا هاخد الولد ده معايا يا مجدي، علشان انا لا بحب امد ايدي على حريم، ولا بحب اعمل حاجة مش من الاصول انها تتعمل، واللي هيحصل في الواد ده هنا هيلبسني اسود ويوديني السجن، يبقى على ايه خليه فى وسط اخواته وقدام عنيا احسن.
مجدي:
- اخص ععليك يا كمال ياخويا، انت فاكرني مش راجل مش هقدر احافظ على عيالي ولا ايه؟ وبعدين ماتزعلش مني انت الكبير على عيني وعلى راسي، أنت ضربت مراتي بالجزمة قدام عيني وانا مفتحتش دي عن دي
(بيشاور على شفايفه)
- لكن كمان تقولي انك عايز تاخد ابني وتخليه فى بيتك علشان ينسى ابوه، علشان اخوه ميعرفهوش ولا هو يعرف اخوه ولا يكونوا عندهم انتماء لبعض، لاء سامحني يا كمال انا مش هوافق على كده.
فاطمة:
- وهتوافق على اللى بيحصل في ابنك يعني؟
مجدي:
- أبني محصلش فيه حاجة يا مرات اخويا، حجر الشيشة وقع عليه والست كتر خيرها بتعالج الحرق مرميتهوش ولا سابته يعفن، والعيال ياما بيجرى فيها، انا مش بدخل نفسي بينكم وبين عيالكم، كل بيت مقفول على اللى فيه، وابني مسؤول مني ومراعيته واجب عليا انا.
كمال بزعل:
- انت عندك حق، يلا يا فاطمة خلينا نمشي، يلا يابنات، خلي ابنك معاك يا مجدي، بس انا لو عرفت ان فيه حاجة تانيه حصلتله هاجي تاني واضربها بالجزمة قدام عنيك تاني وفي الشارع المرة الجاية قدام الناس كمان، وياريتها ساعتها تخلص على كده بس.
مجدي:
- يا كمال ياخويا افهم كلامي بس...
كمال:
- لا اسمع ولا مسمعش، خلص الكلام على كده يا مجدي، أنا بيتك هنا مش هدخله تاني، وابنك ده فى رقبتك.
عمي كمال اخد ماما فاطمة ومشي ومعاهم اخواتي، وطلعت سيدة من الاوضة كأنها غول وبرغم ان ابويا واقف الا انها مسكتني من رقبتي كأني راجل كبير واقف قصادها وبقيت تهزني بعنف:
- أنا اضرب بالجزمة علشان كلب زيك، شوف السواد اللى شوفته على ايدي الايام اللى فاتت ده كوم، واللي جاي ده بقى كوم تاني خالص.
مجدي:
- خلاص يا سيدة، الواد مقالش حاجة، سيبيه يدخل ينام.
سيدة:
- خمدة لما تاخده، لاء وتاخده ليه؟ خليه كده علشان اعرف اوريله العذاب شكله ايه، شوف مش انا بكرهك يا لا انت وبكره امك اللى ولعت، اهو الكره اللى جوايا ليكم ده هطلعه عليك فى كل دقيقة، ويلا انجر غور فى داهية اطلع اقعد على باب الشارع.
مجدي:
- باب شارع ايه دلوقتي يا سيدة؟ دي الدنيا بتشتي، والوقت اتأخر.
سيدة بأنفعال:
- لو مسمعش الكلام همشى دلوقتي من البيت، وهتيجي تلحس البلاط علشان ارجع معاك ومش هرجع.
ابويا بقى يبصلها ويبص عليا وكأنه بيحضر الرد اللى محتاج تفكير، طيب يسيبها تمشي ويحتاس هو من غيرها فى البيت، ولا يخليني انا اطلع فى الوقت والمطر ده، بس أخد قراره خلاص ورد عليها بكل ثقة:
- خلاص يا سيدة، هيطلع يقعد فى الشارع.