رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الرابع 4
وافق نائل على الزواج لتحقيق رغبة جدته المريضة بالزواج ليس إلا.
الآن بعد أن تعافت الجدة، لا فائدة لي من المرأة بعد الآن.
لم يكن لدى نائل أي انطباع عن المرأة التي كانت زوجته لمدة ثلاث سنوات، إذ أنّه لا يستطيع أن يتذكّر اسمها حتّى.
إلا انّه كأيّ رجل أعمال، لم ينسى أنّ عائلة حديد قد حققت خمسين مليونًا من الصفقة عندما زوّجوا ابنتهم، بالإضافة إلى الفوائد الكثيرة الّتي استفادت منها على ظهر عائلة هادي.
اعتقد نائل أن عائلة حديد ستطالب بمبالغ باهظة في خلال إجراءات الطلاق، ولكنه لم يتوقع أن يوافقوا على الشّروط بسهولة.
انتقل نائل إلى الصفحة الأخيرة من الوثيقة، "هل اسمها خلود حديد؟"
لفت توقيعها الرقيق انتباه نائل.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
أعلى نائل رأسه ناحية لامي ورفع حاجبه سائلًا بحيرة "اسمها خلود حديد؟" أجاب لامي على الرغم من عدم فهمه سبب سؤال نائل "نعم. اسم السيدة هادي هو خلود حديد"، اجتاحت عيون نائل نظرة لا يمكن تفسيرها بعد أن حصل على تأكيد من لامي، وتذكر ما قاله سالم سابقًا في الوقت عينه.
ترابطت الأحداث المشتّتة في ذهنه لتشكّل سردًا مفهومًا.
أمر نائل وعيناه تضيقان قليلًا "ألغِ الاتفاقية".
أصيب لامي بالذهول. قبل أن يتمكن من الاستيضاح من نائل، ألقى نائل الوثائق عليه، وقام بالقفز من مقعده وتوجّه نحو الباب.
صاح نائل، "يا سالم!"
كان الرجل ينتظر خارج باب نائل، ففتح الباب على الفور "نعم يا سيّد هادي؟"
"أحضر السيارة، سنذهب إلى قصر الحديقة الأخّاذة".
"حسنًا". لم يفهم سالم لماذا غيّر نائل رأيه، لكنه فعل بما أُمر به.
عادت خلود إلى سكنها بعد مغادرة منزل هادي. كانت على مشارف التّخرّج من الجامعة.
كانت شريكتها في الغرفة خارجًا من أجل التّدريب، ممّا خلّفها وحدها في السّكن.
إلا انّها استمتعت بالهدوء. وبينما كانت تستلقي على الأريكة للراحة، رنّ هاتفها على طاولة القهوة.
فتحت خلود عينيها لتلقي نظرة على هاتفها.
كانت مكالمة من منزل حديد.
لم ترغب بالرّدّ إذ انّها كانت تعلم بأن عائلة حديد تتّصل بها لتستجوبها عن الطّلاق.
إلا انّ هاتفها استمرّ بالرّنين بلا هوادة.
"مرحبًا". استسلمت خلود ورفعت الهاتف بحاجبيها المكفهرّتين.
كان صوت جاد حديد يدوّي عبر مكبّر الصّوت "أين أنت؟ ارجعي إلى المنزل الآن!"
كانت قد تخيّلت خلود وجه والدها وهو يستشيط غضبًا.
وضعت الهاتف بعيدًا عن أذنيها وسألت بصوت بارد: "ما الأمر؟"
"ما الأمر؟ كيف تجرؤين على طرح هذا السؤال؟ ألا تعرفين ما الّذي فعلتيه؟" كان صوت جاد عالٍ لدرجة أن خلود اعتقدت أن صوته على وشك أن يخترق طبلة أذنها. "لديك ساعة واحدة لترجعي إلى هذا المنزل اللّعين!"
من المحزن أن يَسُبّ الوالد ابنتها ليرجعها إلى المنزل.
إلا انّه على ما يبدو أن خلود قد اعتادت على الكلمات القاسية، فقامت برفض أمر والدها بشكل قاطع "لدي درس في ساعة ما بعد الظهر".
صاح جاد، "إذا كان أمر أمّك ما زال يهمّك، فمن الأفضل ألا تلقي عليّ هذا الهراء!" ثم قطع الاتّصال على الفور.
تجمدت شفاه خلود وهي تراقب شاشة هاتفها الّتي ما انفكّت إلا أن أظلمت.
هي الخدعة الوحيدة الّتي يحملها في جعبته أليس كذلك؟ من المؤسف أنّها تجدي نفعًا كثيرًا معي.
كانت والدتها نقطة ضعفها.
تحول بريق عينيها في تلك اللّحظة إلى ليلٍ داكن.
إذا لم تخنها ذاكرتها، كانت والدتها؛ شيرين زكّور، شخصًا دائم الكرم، يكرّس كلّ شيء لعائلة حديد. ومع ذلك، كان والدها يمارس الخيانة في ذروة نجاحه رغم تضحيات شيرين.
أحضر جاد ميرا وابنتيهما إيمان، عندما كانت في الخامسة من عمرها.
اختارت شيرين أن تتحمّل خيانة جاد وتطلق الرّجل من دون تعويض من أجل خلود.
إلا انّ تنازلاتها وتضحياتها لم يخلّفا لها شيء إلّا الاستغلال والخداع مرارًا وتكرارًا من قبل جاد وميرا.
قبل ثلاث سنوات، مرضت شيرين وتم نقلها إلى وحدة العناية المركّزة، مما استدعى مبلغًا كبيرًا من المال لعلاجها الطبي.
استغلّ جاد وميرا الفرصة وخطّطا بمكر لزواج خلود من عائلة هادي. كل ذلك من أجل هبة الخطوبة بقيمة خمسين مليون دولار الّتي ستنقذ عمل عائلة حديد من الإفلاس.
شدّت خلود قبضاتها عندما فكّرت في الأمر.
كانت عائلة حديد مثل قطيع من الذئاب، لا يوقفهم شيء عن نهشها، غير تاركين وراءهم شيئًا سوى العظام.