رواية عذاب وانتقام الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل
عذاب وانتقام
الفصل الرابع
خالد:
- ماما الله يرحمها، ماما فاطمة قالتلي انها فى الجنة قاعدة بتاكل حاجات حلوة، وبتشوف حاجات جميلة، وانا لما اكبر خالص هروحلها.
سيدة:
- جاتك مو يا زفت، انجر بدل ما تفرسني، ادخل على المطبخ شيل المشاية اللى على الارض لحد ما اجيلك.
سابتني وشالت سجادة من السجاد وطلعت تنشرها على السطح ونزلت تاخد غيرها، دخلت انا البيت وانا مش فاهم يعني ايه المشاية، بس لقيت سجادة مفروشة على الارض صغيرة روحت شايلها راميها قدام المطبخ، وسمعت اخويا وهو عمال يلعب ويضرب جرس العجلة، دخلتله...أخويا كان طيب وضحك ليا واول ما دخلت الاوضة نزل من العجلة:
- تعالى العب معايا شوية، انت روحت فين؟
خالد:
- ماما سيدة كانت بتخليني العب لعبة جديدة.
عادل:
- أيه ده ولعبة ايه دي؟ وانا لاء ليه؟
خالد:
- أحسن، دي لعبة وحشة اوي وصعبة، رجليا وجعتني اوي وضهري، وكمان بص خلتني لابس هدوم مبلولة ومقطعة ازاي، أنت اللعب بتاعتك هنا احلى.
وقبل ما اقعد على العجلة لقيت ايد بتمسكني من رقبة الفنلة اللى انا لابسه لدرجة انها رفعتهالي لفوق بطني، وبتصرخ بصوت حسيت ان وداني صفرت من قوته:
- أنت يا ابن ال...(بتشتمني بأمي)، انا مش قولتلك تدخل على المطبخ، أيه اللى جابك هنا ها؟
خالد بعياط:
- والله انا ملقيتش حاجة فى المطبخ، شيلت السجادة اللى على الارض، ودخلت اقعد هنا فى الدفا مع عادل اخويا علشان نلعب مع بعض.
سيدة:
- تلعب، تاني هتقولي تلعب، انت جاي هنا علشان تشتغل خدام يا ابن حنان، عارف يعني ايه خدام.
عادل:
- يشتغل ليه ياماما؟ هو مش خالد لسه صغير؟
سيدة:
- مالكش انت دعوة يا عادل، العب يا حبيبي، وهروح اجيبلك حاجة حلوة تاكلها.
خالد:
- طيب انا جعان، ينفع اكل؟
سيدة:
- لما تخلص المواعين هبقى اخليك تطفح، يلا تعالى ورايا.
أضطريت امشى وراها وانا خايف، وجعان وسقعان، كنت مش عارف ابدا ان أنا هعيش حياة كلها ذل وبؤس.
دخلت المطبخ وعلمتني ازاى اغسل المواعين اللى فى المطبخ، حطتلي كرسي صغير علشان اعرف اطول الحوض، وكان الحوض مليان حاجات كتير، لما كبرت عرفت الفرق بين الحاجات النضيفة واللى مش نضيفة، وهي تقريبا كانت حطالي المواعين اللى فى المطبخ كله، حاجات محتاجة تتغسل فعلا، وحاجات نضيفة وبرضو خلتني اغسلها:
- يا ماما سيدة، رجليا وجعتني، مش قادر اقف.
سيدة وهي بتاكل لب وبتتفرج على التليفزيون:
- خلص يا ابن المحروقة، عايزة ادخل المطبخ الاقيه زى الفل.
خالد بعياط:
- والله سقعان ورجليا وجعتني، طيب خليني اقعد شوية وارجع اكمل.
سيدة:
- لاء ده انت مش عايز تجيبها لبر بقى.
ولقيتها جايالي بتسحبني من هدومي تاني، لدرجة ان رقبة الفنلة اتقطعت وانا كنت هتخنق، دخلتني الحمام ورمتني على الارض، وراحت قفلت الباب على عادل اخويا فى اوضته، ورجعتلي تاني، ابتديت تقلعني هدومي كلها، برغم انى سقعان وموجود اوووي الا اني حسيت أنها هتغيرلي هدومي لكن اللى حصل كان اكبر من اللى توقعته... قلعتني هدومي كلها ومسكت الخرطوم ونزلت بيه ضرب على جسمي كله، وكل ما احاول ازحف على الارض فى الحمام، كانت تطولني بالخرطوم اللى مسابش سم فى جسمي معلمش عليه، لدرجة ان فيه اماكن حرفيا كانت بتنزف، واصرخ واعيط واقولها هعمل اللى هتقولي عليه، حاضر كفايا مش عايز اكل ولا عايز ارتاح، مش عايز البس هدوم تدفيني، كفايا ضرب.
سيدة:
- دلوقتي مش عايز؟ ما كان من الاول، ولا انت زي البهايم لازم تمشي بالكرباج.
خالد بعياط وانيهار:
- أنا اسف..أنا اسف والله مش هتكلم تاني كفاية.
سيدة:
- يلا قوم انجر اغسل المواعين، وعلشان قلة ادبك دي...والله لتغسلها وانت عريان كده.
كنت مش قادر اتحرك حرفيا، لكن خوفي منها ومن الضرب والوجع خلاني ازحف وادخل المطبخ أكمل اللى كنت بعمله، برتجف، وبنزف، وبعيط من الوجع، ومش عارف ليه هي بتعمل معايا كل ده، لحد ما بعد ساعتين كنت خلصت كل حاجة، حتى لدرجة انى كنت كل ما بقرب اخلص كانت تدخل تطلعلي الحاجة اللى غسلتها تخليني اغسلها تاني، وانا هموت من كل حاجة ويمكن دي اول مرة من يوم ما اتولدت حد يضربني، ماما فاطمة وعمي كمال كانوا بيعاملوني احسن من اخواتي كمان.
سيدة:
- خلصت يا مخفي؟
خالد بعياط وبيرتجف:
- اه والله مفيش حاجة تانية.
سيدة:
- هلبسك هدومك دلوقتي، وهتدخل تتخمد وحسك عينك تقول لأبوك كلمة عن اللى حصل انت فاهم ولا لاء؟
خالد:
- حاضر.
سيدة:
- وعلى الله اسمع حسك طالع ولا بتقول اروح ولا اجي عند فاطمة ولا عمك انت فاهم؟ والكلمة اللى اقولها مش عايزة اعيدها تاني، اسمع حرف بيطلع من لسانك لأبوك ولا لمرات عمك ولا لعمك...هقطع لسانك.
حطيت ايدي على شفايفي وانا حاسس انها فعلا ممكن تيجي تقطع لساني، وشاورتلها وانا بهز راسى على اني موافق على كل كلامها...فعلا طلعتلي بلوفر وبنطلون مش من هدومي اللى انا جايبها معايا، دي طلعتلي بلوفر من هدوم اخويا كان الكم قصير عليا والبلوفر نفسه كان قصير، لكن مش مهم المهم انى حسيت بالدفا شوية، لكن جسمي كان بيطلع نار من وجع الخرطوم اللى نزل عليه، وحتى البنطلون كان قصير والأستك بتاعه كان واجعلي بطني لأنه كان مش بتوع اخويا دلوقتي لاء ده كان بتاع اخويا وهو اصغر من 4 سنين كمان، لكن احسن برضو من الساقعة.
سيدة:
- عقبال ما الف حوالين جتتك الكفن.
خالد:
- ممكن اكل؟ انا جعان اوي... انا اسف والله.
سيدة.
- اطلع على الفرن الىل جنب باب الشقة برة هتلاقي كيس فيه عيش اقطع نص رغيف وأقعد اطفحه.
خالد:
- حاضر.
طلعت فعلا فتحت الكيس واخدت منه العيش اللى كان ناشف جدا.
خالد:
- العيش جامد اوي، وعليه حاجة لونها اخضر.
سيدة:
- دور على رغيف غيره، متوجعش دماغي، هو اكل وبحلقة.
خالد:
- حاضر.
طلعت دورت على رغيف تاني ولقيت واحد مفيش عليه العفن الاخضر ده بس برضو كان ناشف، لكن علشان خوفت اني انام من غير ما اكل قسمت الرغيف فعلا ودخلت عطيتهولها.
سيدة:
- هقوم أحشيهولك حاجة تطفحها، وتتخمد علشان تصحى بدري.
خالد:
- حاضر.
دخلت المطبخ وحشيت النص رغيف بطاطس مطبوخة، مطلعاها من التلاجة، كان طعمها صعب جدا، بس كنت خايف اقول اي كلمة احسن تضربني، ولأني جعان وهموت من الجوع كان لازم اكله، وكنت باكل حرفيا وانا بنام.
سيدة:
- قوم اتخمد بدل ما انت قاعد تنام فى وشي كده، يلا انجر.
خالد:
- هنام فين طيب؟
سيدة:
- أدخل نام على السرير اللى قصاد سرير عادل، اوعي يا ولا تكون بتعمل حاجة على نفسك وانت نايم، علشان محرقكش بالسكينة وحياة ابوك.
خالد:
- لاء مش بعمل حاجة والله. تصبحي على خير.
سيدة:
- تصبح على نقالة.
دخلت الاوضة وماصدقت حطيت جسمي على السرير وأخيرا اتغطيت، اه كانت كوفرته خفيفة، لكن اهون من اني ابقى عريان وجسمي تحت المياه المتلجة، نمت ومحسيتش غير بأيد عادل اخويا وهي بتحضني بعد ما غطاني بالبطانية بتاعته، اه صغير اوي لكن كان بيفهم لفيت راسى بصيتله وانا نايم خالص لقيته حضني اكتر وقاللي:
- كنت عمال تقول انا سقعان وانت نايم، علشان كده جيبت البطانية بتاعتي وجيت انام جنبك، علشان متبقاش سقعان.
لفيت وشي له وحضنته ونمنا انا وهو ومحسيتش بالدنيا ولا عارف عادل كمان نام علطول ولا لاء، لكن اللى عارفه انى محسيتش بنفسي من بعد ما حضنت اخويا.
سيدة:
- قوم يازفت الطين الساعة 7، يلا علشان تطلع تجيب العيش.
فتحت عيني واتنفضت مفزوع احسن تكون مسكالي الخرطوم، ودي بقيت حياتي، ابويا تقريبا مش بشوفه لأنها بتخليني انام قبل ما ييجي، اصحى من النوم اجيب طلبات البيت وكل مرة تقولي حاول تتوه وتمشي مترجعش تاني، ولما ارجع تخليني انضف البيت وحتى لو حد من الجيران عايز حاجة تبعتني انا اجيبها، مكنتش بروح لعمي خالص ولا بشوف اخواتي، وكل ما اطلب منها تضربني لحد ما بطلت اطلب، أتعودت على عمايل البيت، وبقيت بعرف اعمل الشاي وبروح اقف فى الطابور بتاع الفرن، وأى حاجة ممكن تتعمل في البيت بقيت بعملها، لحد ما قررت فاطمة مرات عمي واخواتي ييجوا يزورونا... وشافتني وانا عبارة عن هيكل عظمي، وده خلاها تصرخ وهي بتضرب بأيديها على صدرها:
- يا مصيبتي، ايه اللى عملتوه فى الولا ده؟ بقى هو جايلك كده يا شيخة حرام عليكي.
سيدة:
- وعليكم السلام يا ام البنات، في ايه ياختي مالك انتى داخلة سخنة عليا كده ليه، وبعدين ماله الواد ماهو زى الفل، انتى جيتي لقيتيه مات ولا منيماه فى الشارع؟
فاطمة:
- لاء الواد ده هاخده معايا، اخص عليكي يا سيدة، ده يتيم، ده انتي لو كنتى راعيتي ربنا فيه تدخلي الجنة على حسه، الله يسامحك.
سيدة:
- تاني هتقولي كده، وانا عملت ايه بس؟ ما تسأليه اهو هو قدامك قوليله انا بعمل فى حاجة وحشة؟
فاطمة:
- هي دي حاجة محتاجة سؤال؟ ماهو الجواب باين من عنوانه.
سيدة:
- واد يا خالد، تعالى هنا قول لمرات عمك انا بعمل ايه معاك.
مشيت ناحية مرات عمي اللى سحبتني من ايدي واخدتني فى حضنها وهي بتعيط، وقد ايه كان نفسي فى الحضن ده من فترة طويلة، الدفا اللى كنت بحسه فى حضنها محسيتهوش في حياتي غير منها، كان نفسي انا كمان اعيط لكن حاولت احبس دموعي احسن مرات ابويا تضربني ولا تخليني مأكلش، ولا تنيمني على الارض من غير غطا، وترجع تاني تجيلي الأزمة اللى بتجيلي في صدري اللى بتخليني مش عارف اتنفس.
فاطمة بعياط:
- مالك يانور عيني؟ قولي يا حبيبي فيك ايه؟ انت مش بتاكل يا خالد؟
بصيت لمرات ابويا اللى دورت وشها علشان تبين لمرات عمي انها مش بصالي اصلا احسن تفكر انها بتخوفني وعلشان كده مش عايز اقول الحقيقة، لكن اللى كان مفاجأة هو طلوع عادل اخويا من اوضته فى الوقت ده وهو بيجري على ماما فاطمة ويحضنها، اصله بيحبها هي كمان أوي علشان هي برضو لما بيروحلها بتجيبله حاجات حلوة كتير.
عادل:
- شوفتي يا ماما فاطمة، خالد ماما حرقته بالسكينة.