رواية المعاقة والدم الفصل الرابع 4 بقلم هناء النمر
... تعرفى اى أخبار عن ماما ، هى كويسة ولا لأ ...
كان هذا السؤال هو حقا من جمد جسد رانيا تماما ، ولم تعد قادرة على الحركة والكلام لثوانى متواصلة ، الآن كيف ستخبرها عما حدث ، وأن لم تخبرها ، ماذا ستقول ، الفتاة لماحة وستكتشف كذبها بسهولة .
لم ينقذها غير صوت الشخص الواقف على الباب وهو يقول ... مساء الخير ...
وكما فوجئت رانيا به ، تفاجأ هو الآخر بوجودها ،
هنا أتى صوت أميرة بفرحة ... عمو نادر ؟
رد نادر وهو قادم من عند الباب وعينيه معلقة برانيا ... عيون عمو نادر ...
... وانتى ياروحى ، وحشتينى جدا جدا جدا ...
ومال على رأسها وقبلها ، وجلس
وقال ... عاملة ايه ياميرة ، اخبارك ايه ...
... زى اهرامى بالظبط ، ما انت عارف مفيش تغيير ...
واضح تماما أن الفتاة تحبه ، وهو أيضا ، ويبدوا أنه دائم المرور عليها ،
التفت نادر لرانيا وقال .. أول مرة اعرف انك تعرفى أميرة و بتزوريها ..
لاحقت أميرة رانيا بالرد وهى تقول
... دى اول مرة تيجى هنا ، وكنا لسة بنتعرف قبل ما انت تدخل ...
... واتعرفتوا ولا لسة ؟
... لسة ..
... اعرفك انا بيها ، فاكرة جدو حسن ، اللى جابلك كتابين للفرابى السنة اللى قبل اللى فاتت ...
... ايوة طبعا فاكراه. ..
... اهى دى ياستى ، تبقى الدكتورة رانيا ، بنته ..
.. والله ، أهلا بيكى ...
ردت رانيا بفرحة رغم دهشتها العارمة من أنه قد علم بهويتها ، معنى ذلك أنه قد سأل عليها هو الآخر .
.. أهلا وسهلا بيكى انتى ...
.. هو مجاش معاكى ليه ..
وقبل أن تجيب رانيا ، عادت أميرة فيما قالت ،
... ولا خلاص ، وهو هييجى هنا ليه ...
... لأ صدقينى والله ، بابا تعبان جدا ، حتى مجاش معانا هنا ، وفضل هناك فى طوخ ...
لم تحيد عينيه عن رانيا طوال حديثها مع أميرة
لكنه التفت فجأة لأميرة وانمحت من على وجهه الابتسامة عندما سألته
... ماما أخبارها ايه ياعموا ؟
وعلى اثر رد فعله ، تأكدت شكوك أميرة إنه يوجد شئ لا تعلم به وهم يخفونه عنها ، فسألت بأحرف مترددة
... هى جرالها حاجة وانتوا مش عايزين تقولولى، تعبت تانى ...
لم يرد عليها وصمت الجميع من حوله ، وبدأ تبادل النظرات بينه وبين رانيا عن كيفية أخبارها بالأمر ، فيما بدأت سامية تفهم مسار الحديث الفعلى ،
حاولت الهاء أميرة لكن دون جدوى ،
مد نادر يده ووضعها فوق يد أميرة ، وبنظرة حنونة مملوءة بالحزن قال ،
.. أميرة ، انتى عارفة أن ماما كانت تعبانة اوى فى الفترة الأخيرة ، وكنا حطين كل الاحتمالات وبعدين ....
قاطعته أميرة بنبرة حادة قائلة ... ماتت ، صح ؟
تلجم نادر ونزلت عينيه للأرض ، فيما خانت الدموع رانيا وانسالت على وجهها رغما عنها ، ولم يرد اى منهم عليها ،
تحجرت عين أميرة وتثبتت نظرتها للفراغ ، ثم قالت بضعف وحزن قاتلين :
... من امبارح وانا حاسة ان ماما كش كويسة ، حلمت بيها مرتين ، ودى عمرها ما خصلت ، ممكن لو سمحتوا تسيبونى لوحدى شوية ...
لم يعترض نادر وأشار للجميع بالخروج ، وفعلوا ،
قبل أن يخرج انحنى عليها وقبلها من رأسها وقال
... أنا هكون برة ، وهجيلك بعد شوية ، انا بس هسيبك مع نفسك شوية ...
خرج من الباب ، وجد سامية ورانيا ينتظرانه فى الخارج ، قالت رانيا
... مكانش فى داعى تقولها ...
... وبعدين ، هتفضلى تأجلى لحد امتى ، كدة كدة هتعرف ، وبعدين أميرة قوية ، متقلقيش عليها ...
قالت دكتورة سامية ... فعلا يارانيا ، أميرة قوية اوى ، أن شاء الله هتعدى الموضوع ده ، زييه زى غيره ، بس معلش ، استأذنكم انا عشان عندى شغل ، وهرجع لأميرة تانى ..
رد الاثنين فى نفس الوقت ... اتفضلى ..
............................................
مازال عدد المعزيات يتزايد ، البيت من الداخل مزدحم جدا بهم ، لكن هذا لم يمنعه من الدخول والبحث عنها ، فقد طال انتظاره فى الخارج ينتظرها لتخرج ،
دخل بين المعزيات وكأن هدفه الاطمئنان على والدته المريضة ،وعينيه تصول وتجول بين النساء من أن لآخر يبحث عنها ،
وصلت عيناه لما أراد ، الحاجة رضا ، لكن أصابه الضيق عندما لم يجدها بجانبها ، وترك المكان وخرج سريعا ،
وبالطبع لاحظت الاختان هذا ، وسعدا به ،
مالت راضية على رضا وقالت ... شوفتى ، كدة واضحة اوى ...
...أه تصدقى كان باين عليه ...
... كدة فاضل على الحلو دقة ، نطير بنت منصور ، وبنتك تاخد مكانها ، عايزاكى تعقليها كدة ، عشان نشوف هنعمل ايه ...
... ربنا يستر ، رانيا دماغها زى أبوها ، ميكسرهاش شرخ ...
.............................................
فى نفس الوقت ، كانت رانيا تجلس مع نادر فى كافيتيريا مركز التأهيل ،
... زى ما قلتلك سامية ، أميرة قوية وهتتحمل ، ياما شافت ، بالرغم من سنها الصغير ...
.. بس كدة كتير ، حرام ...
... المشكلة انها كدة هتحس انها بقت وحيدة ، أمها ماتت ، أبوها جاد وقلبه حجر ، وبابا وماما أصعب واصعب ، انا مش عارف البنت دى هتروح فين ...
... مهو لازم يكون فى حل نساعدها بيه ...
... كل الحلول فى ايد أبوها ، هو مفتاح كل حاجة ، وهو رافض يعملها اى حاجة ، ده حتى حابسها ومانع عنها الزيارة تماما ، غير بإذنه هو بس ، ومش فاهم ليه ...
... ما تتكلم معاه انت ، مش انت أخوه ..
... ههههههههههه ، أخوه ايه بس ، محسن لو طال ينفينى من الوجود هيعملها ...
... وبعدين ...
أطال النظر لها قليلا ، حتى لاحظت وسألته
... بتبصلى كدة ليه ...
.. أنتى فعلا مهتمة بيها ..
... ايوة ...
... ليه ؟
... لو قلتلك معرفش ، هتصدقنى ...
... هصدقك طبعا ، يبقى نفكر سوا هنساعدها اذاى ، بس هقوم اطمن عليها الأول وبعدين ارجعلك ...
.. لأ معلش ، هقوم اروح دلوقتى وهرجع بكرة ...
... لأ ، متمشيش ..
... أفندم ..
... ايوة ، قصدى لأ ، يعنى هترجعى بكرة ..
... إن شاء الله ...
... وعد ..
... وعد ، سلام ..
.. مع السلامة ...
وتركته وحملت حقيبتها وخرجت باتجاه الباب ،
وصعد هو للدور العلوى ليطمئن على الفتاة ،
أشارت لتاكسى ، وتوجهت لبيت رشاد سلام ، فقد وعدت والدتها أن تقابلها هناك ،
كان هذا السؤال هو حقا من جمد جسد رانيا تماما ، ولم تعد قادرة على الحركة والكلام لثوانى متواصلة ، الآن كيف ستخبرها عما حدث ، وأن لم تخبرها ، ماذا ستقول ، الفتاة لماحة وستكتشف كذبها بسهولة .
لم ينقذها غير صوت الشخص الواقف على الباب وهو يقول ... مساء الخير ...
وكما فوجئت رانيا به ، تفاجأ هو الآخر بوجودها ،
هنا أتى صوت أميرة بفرحة ... عمو نادر ؟
رد نادر وهو قادم من عند الباب وعينيه معلقة برانيا ... عيون عمو نادر ...
... وانتى ياروحى ، وحشتينى جدا جدا جدا ...
ومال على رأسها وقبلها ، وجلس
وقال ... عاملة ايه ياميرة ، اخبارك ايه ...
... زى اهرامى بالظبط ، ما انت عارف مفيش تغيير ...
واضح تماما أن الفتاة تحبه ، وهو أيضا ، ويبدوا أنه دائم المرور عليها ،
التفت نادر لرانيا وقال .. أول مرة اعرف انك تعرفى أميرة و بتزوريها ..
لاحقت أميرة رانيا بالرد وهى تقول
... دى اول مرة تيجى هنا ، وكنا لسة بنتعرف قبل ما انت تدخل ...
... واتعرفتوا ولا لسة ؟
... لسة ..
... اعرفك انا بيها ، فاكرة جدو حسن ، اللى جابلك كتابين للفرابى السنة اللى قبل اللى فاتت ...
... ايوة طبعا فاكراه. ..
... اهى دى ياستى ، تبقى الدكتورة رانيا ، بنته ..
.. والله ، أهلا بيكى ...
ردت رانيا بفرحة رغم دهشتها العارمة من أنه قد علم بهويتها ، معنى ذلك أنه قد سأل عليها هو الآخر .
.. أهلا وسهلا بيكى انتى ...
.. هو مجاش معاكى ليه ..
وقبل أن تجيب رانيا ، عادت أميرة فيما قالت ،
... ولا خلاص ، وهو هييجى هنا ليه ...
... لأ صدقينى والله ، بابا تعبان جدا ، حتى مجاش معانا هنا ، وفضل هناك فى طوخ ...
لم تحيد عينيه عن رانيا طوال حديثها مع أميرة
لكنه التفت فجأة لأميرة وانمحت من على وجهه الابتسامة عندما سألته
... ماما أخبارها ايه ياعموا ؟
وعلى اثر رد فعله ، تأكدت شكوك أميرة إنه يوجد شئ لا تعلم به وهم يخفونه عنها ، فسألت بأحرف مترددة
... هى جرالها حاجة وانتوا مش عايزين تقولولى، تعبت تانى ...
لم يرد عليها وصمت الجميع من حوله ، وبدأ تبادل النظرات بينه وبين رانيا عن كيفية أخبارها بالأمر ، فيما بدأت سامية تفهم مسار الحديث الفعلى ،
حاولت الهاء أميرة لكن دون جدوى ،
مد نادر يده ووضعها فوق يد أميرة ، وبنظرة حنونة مملوءة بالحزن قال ،
.. أميرة ، انتى عارفة أن ماما كانت تعبانة اوى فى الفترة الأخيرة ، وكنا حطين كل الاحتمالات وبعدين ....
قاطعته أميرة بنبرة حادة قائلة ... ماتت ، صح ؟
تلجم نادر ونزلت عينيه للأرض ، فيما خانت الدموع رانيا وانسالت على وجهها رغما عنها ، ولم يرد اى منهم عليها ،
تحجرت عين أميرة وتثبتت نظرتها للفراغ ، ثم قالت بضعف وحزن قاتلين :
... من امبارح وانا حاسة ان ماما كش كويسة ، حلمت بيها مرتين ، ودى عمرها ما خصلت ، ممكن لو سمحتوا تسيبونى لوحدى شوية ...
لم يعترض نادر وأشار للجميع بالخروج ، وفعلوا ،
قبل أن يخرج انحنى عليها وقبلها من رأسها وقال
... أنا هكون برة ، وهجيلك بعد شوية ، انا بس هسيبك مع نفسك شوية ...
خرج من الباب ، وجد سامية ورانيا ينتظرانه فى الخارج ، قالت رانيا
... مكانش فى داعى تقولها ...
... وبعدين ، هتفضلى تأجلى لحد امتى ، كدة كدة هتعرف ، وبعدين أميرة قوية ، متقلقيش عليها ...
قالت دكتورة سامية ... فعلا يارانيا ، أميرة قوية اوى ، أن شاء الله هتعدى الموضوع ده ، زييه زى غيره ، بس معلش ، استأذنكم انا عشان عندى شغل ، وهرجع لأميرة تانى ..
رد الاثنين فى نفس الوقت ... اتفضلى ..
............................................
مازال عدد المعزيات يتزايد ، البيت من الداخل مزدحم جدا بهم ، لكن هذا لم يمنعه من الدخول والبحث عنها ، فقد طال انتظاره فى الخارج ينتظرها لتخرج ،
دخل بين المعزيات وكأن هدفه الاطمئنان على والدته المريضة ،وعينيه تصول وتجول بين النساء من أن لآخر يبحث عنها ،
وصلت عيناه لما أراد ، الحاجة رضا ، لكن أصابه الضيق عندما لم يجدها بجانبها ، وترك المكان وخرج سريعا ،
وبالطبع لاحظت الاختان هذا ، وسعدا به ،
مالت راضية على رضا وقالت ... شوفتى ، كدة واضحة اوى ...
...أه تصدقى كان باين عليه ...
... كدة فاضل على الحلو دقة ، نطير بنت منصور ، وبنتك تاخد مكانها ، عايزاكى تعقليها كدة ، عشان نشوف هنعمل ايه ...
... ربنا يستر ، رانيا دماغها زى أبوها ، ميكسرهاش شرخ ...
.............................................
فى نفس الوقت ، كانت رانيا تجلس مع نادر فى كافيتيريا مركز التأهيل ،
... زى ما قلتلك سامية ، أميرة قوية وهتتحمل ، ياما شافت ، بالرغم من سنها الصغير ...
.. بس كدة كتير ، حرام ...
... المشكلة انها كدة هتحس انها بقت وحيدة ، أمها ماتت ، أبوها جاد وقلبه حجر ، وبابا وماما أصعب واصعب ، انا مش عارف البنت دى هتروح فين ...
... مهو لازم يكون فى حل نساعدها بيه ...
... كل الحلول فى ايد أبوها ، هو مفتاح كل حاجة ، وهو رافض يعملها اى حاجة ، ده حتى حابسها ومانع عنها الزيارة تماما ، غير بإذنه هو بس ، ومش فاهم ليه ...
... ما تتكلم معاه انت ، مش انت أخوه ..
... ههههههههههه ، أخوه ايه بس ، محسن لو طال ينفينى من الوجود هيعملها ...
... وبعدين ...
أطال النظر لها قليلا ، حتى لاحظت وسألته
... بتبصلى كدة ليه ...
.. أنتى فعلا مهتمة بيها ..
... ايوة ...
... ليه ؟
... لو قلتلك معرفش ، هتصدقنى ...
... هصدقك طبعا ، يبقى نفكر سوا هنساعدها اذاى ، بس هقوم اطمن عليها الأول وبعدين ارجعلك ...
.. لأ معلش ، هقوم اروح دلوقتى وهرجع بكرة ...
... لأ ، متمشيش ..
... أفندم ..
... ايوة ، قصدى لأ ، يعنى هترجعى بكرة ..
... إن شاء الله ...
... وعد ..
... وعد ، سلام ..
.. مع السلامة ...
وتركته وحملت حقيبتها وخرجت باتجاه الباب ،
وصعد هو للدور العلوى ليطمئن على الفتاة ،
أشارت لتاكسى ، وتوجهت لبيت رشاد سلام ، فقد وعدت والدتها أن تقابلها هناك ،
دخل نادر من باب الحجرة ، لم يجدها أمامه ، خرج للطرق وسأل أحد الممرضات ، أخبرته بمكانها ،
اتجه للحديقة الداخلية ، وجدها على كرسيها وحدها فى أحد الأركان تتابع طفلة صغيرة وهى تلعب ،
اقترب منها بهدوء ، حمل كرسى من على أحد الطاولات وهو فى طريقه اليها ، وضعه بجانبها وجلس عليه ، وأخذ يتابع الفتاة الصغيرة هو الآخر لدقائق دون أن يتحدث ، هو يعلم أن مجرد وجوده بجانبها سيعطيها درجة من درجات الأمان والراحة ، وهذا هو ما تحتاجه الآن .
حتى تكلمت هى وحدها ، قالت ومازالت عينيها على الفتاة ،
... كدة خلاص ، مش فاضل حد ، الموت ليا انا كمان هو الحل الأمثل ...
اعتدل نادر لها وعينيه متسعة من المفاجأة ،
ابتسمت وقالت ... متقلقش ياعموا ، مش هنتحر ، ده مجرد كلام ، بس للأسف حقيقى، امى وماتت خلاص ، وابويا رجل جاحد ملوش قلب ، جدى وجدتى نفسهم بيتمنولى الموت ، وقالتهالى فى وشى ، ناقص ايه بعد كدة ...
... أنا ياأميرة ، منفعش. ..
... منكرش فضلك واهتمامك طبعا ، دا يمكن انت اكتر الأسباب اللى ساعدتنى اواصل ، بس هيجيلك يوم ، تتجوز وتخلف ، ووقتك يتخنق اكتر ، مش هتلاقى وقت حتى عشان تزور المعوقة المرمية هنا ...
... أنتى ليه بتفترضى سوء النية ، مش يمكن تلاقى فى حياتك ناس ربنا يبهتهوملك يكونوا بديل لكل ده ، ولنا أولهم ، الدنيا مش وحشة اوى كدة يا حبيبتى...
... وأنا بوضعى ده ، وبديل لمين ، بديل لأمى وابويا ؟ انت مش واخد بالك انت بتقول ايه ياعموا ، انا روح فى جسم ميت ، دا انا بعمل حمام وانا مكانى ، مين ممكن يشيل مسؤوليتى وانا كدة ...
... أنا ..
حولت عينيها له وهى دامعة وقالت ... لو انتى رضيت ، الست اللى انت هتتجوزها مش هترضى ، وطبيعى مش هترفض الجواز عشانى ، يبقى فى النهاية مصيرى فى المكان ده أو فى مكان يشبهه، ويتدفعلى فلوس من بعيد لبعبد ...
رفع يده ولمس بأصابعه على وجنتها بحنان وهو يقول ... استغفرى ربنا ياأميرة ، أن شاء الله ربنا مخبيلك الخير كله ، انا عارف انك أقوى من كدة بكتير ، وان الكلام ده كله بسبب حزنك على مامتك ، استغفرى الله ياحبيبتى وادعيلها بالرحمة ...
بدأ صوت بكائها يعلو وهى تقول ... استغفر الله العظيم ...
أنزل نادر عينيه للأرض متأثرا بما يحدث لفتاة صغيرة كهذه ، لا تعلم شيئا عن الدنيا ،
..........................................
وصلت رانيا أمام فيلا السلامية وعقلها يكاد يتركها ويغادر من تفكيره فى هذه الفتاة وحالها الذى يقتل قلبها حزنا عليها وكأنها ابنتها هى وليست لامرأة أخرى ،
توقف التاكسى أمام باب القصر من الخارج ، وهى من أرادت ذلك ، رغم أن المسافة من الباب الخارجى حتى باب القصر الداخلى تتعدى الثلاثة كيلو مترات ، فمساحة القصر بحديقته تتعدى الخمسة افدنة ، لكنها أرادت أن تأخر دخولها ، فهى ليست جاهزة ابدا للحديث مع أى مخلوق ،
لم تتعدى المسافة التى قطعتها أكثر من كيلو ولم تعد قادرة على الحركة أكثر من ذلك بسبب الحزاء زو الكعب العالى الذى ترتديه ،
جلست على حافة الحاجز القصير الذى يفصل الطريق الموصل للقصر عن الحديقة الزراعية ، ألقت نظرة على الطريق من الجانبين فلم تجد أحد ، خلعت حذائها من قدمها وأخذت تدلك قدميها فى أماكن الألم ،
وهى تلمس قدميها المتألمة تذكرت أميرة وقدميها المثبتة على عمودى الكرسى المتحرك ، وسألت نفسها ،،هل هى تشعر ببعض الألام أم هى فاقدة للاحساس فيهما ؟
استغرقت فى التفكير وهى على هذا الحال حتى أنها لم تسمع صوت السيارة القادمة أو تشعر بها ،
اما هو فقد لمحها من بعيد فهدأ من سرعة السيارة حتى اقترب منها وتوقف قبلها بمسافة صغيرة ، تأملها لثوانى وهى على وضعها هذا ثم نزل من السيارة واقترب منها مبتسما وعينيه لا تحيد عنها ،
... مساء الخير ...
انتفضت رانيا وكادت تصرخ ثم انتصبت واقفة عند رؤيته ،
... أنا آسف لو كنت خضيتك ، انتى كويسة ...
كان يتحدث بحنينية غريبة مع صوت منخفض مما اثار حفيظة رانيا أكثر ، ولم تكن تعلم ان كانت هذه طبيعته فى الكلام ، إما مع النساء فقط ، ام هو متعمد ان يتحدث معها هى بالذات بهذه الطريقة ،فهى تذكر ان طريقته فى الكلام كانت أقوى وبصوت أعلى مع والدتها وخالتها ليلة أمس ،
مضافا لغضبها منه بسبب أميرة وزوجته ، كل هذا جعلها غير متحكمة فى اعصابها وما يخرج منها من كلام أمامه ،
... ايوة ، متشكرة ...
قالت جملتها وهى تنحنى على حذائها لترتديه مرة أخرى ،
تابعها وهى تفعل ذلك وهو يفكر فى سبب وقوفها هكذا حتى توقع السبب، لكنه سألها
.. هو انتى مشيتى من البوابة لحد هنا ؟
أمائت برأسها بالايجاب دون أن ترد
... ليه ، ليه مكلمتيش حد جوة يبعتلك عربية ...
.. مفيش مشكلة ، انا بحب المشى اصلا ، بس للأسف الحزمة بكعب وتعبتنى اوى ....
... خلاص ، اتفضلى معايا ...
... على فين ...
.. أنا داخل جوا ، هوصلك ..
.. متشكرة ، هكمل مشى ، أو هستنى ماما هنا ...
... لا ده ينفع ، ولا ده ينفع ، مستحيل هتقدرى تكملى مشى ، ولا ينفع تستنيها هنا ، إحنا بقينا المغرب ، الجو هيليل ، يلا ..
.. لا معلش ، اتفضل انت ...
... أنتى مش عايزة تركبى معايا ليه ؟
...لأ ابدا عادى ، اتفضل حضرتك ...
... مش هسيبك هنا ....
أغمضت عينيها بنفاذ صبر وفتحتها ثم تقدمت من السيارة وفتحت الباب ودخلت السيارة وأغلقت الباب ، وجلست ساكنة دون حركة وحتى دون أن تنظر له،
اندهش تماما من تصرفها هذا ، والذى أقل وصف له أنه تصرف عدائي تماما ولكن بشكل مستتر بعض الشئ
تقدم هو الآخر وركب السيارة وانطلق بها بعد أن ألقى نظرة عليها وهى تنظر فى الاتجاه الآخر ،
...........................................
مازالت الحاجة رضا واختها راضية تجلسان مع والدة محسن وبعض النساء الآخرين ، لكن هذه المرة ليسوا داخل القصر كأمس ، إنما فى فى مضيفة كبيرة موجودة أمام القصر ، مغطى سقفها الذى يستند على أعمدة بدون حوائط،
معنى ذلك أن الحديقة ومقدمة القصر مكشوفة أمامهم ،
مالت راضية بعض الشئ على رضا وقالت
.. بنتك اتأخرت اوى ، المفروض نمشى بقى ، يمكن تكون روحت اصلا ومش هتيجى ..
... استنى بس ياراضية ، ربع ساعة بس ، يمكن تيجى وتقابل محسن انهارضة ...
... بصى كدة ، عربية محسن دى ، يارب بنتك تيجى بقى ..
... إيه ده ، مين اللى معاه دى ...
.. معقول ، دى رانيا ....
ونظرت المرأتان لبعضهما ، لا تصدقان ما رأوه ،
وكما الحال مع جميع السيدات الذين لاحظوا ، والأهم والدته التى اتسعت عيناها من الغضب وهى تتطلع على السيارة التى توقفت امام باب القصر ولم يترجل راكبوها منها .
.............................................
عشر دقائق لا أكثر ، كانت المسافة التى قطعتها السيارة حتى باب القصر ،
عشر دقائق يحاول فيهم محسن أن يحادثها دون جدوى ، تصده بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة، وكل دقيقة تجعله يصدق حدثه بأن هذه الفتاة تحمل له شيئا لا يفهمه .
مدت يدها لتفتح الباب ، ففوجئت بيده تمسك بزراعها من جانبه ، اتسعت عيناها وهى تتطلع إليه ،
.. انا اسف ، بس مش هتنزلى من قبل ما تقوليلى ليه بتكلمينى كدة ، إحنا نعرف بعض قبل كدة وانا ناسى مثلا ، دا انا لسة اول مرة اشوفك امبارح وحاسس انك بتعاملينى كأنى معاديكى من سنين ، ممكن أفهم لو سمحتى ...
قالت رانيا بغضب ... سيب ايدى ...
انتبه محسن انه بالفعل مازال يقبض على زراعها بقوة ، سحب يده بهدوء وقال ..، ممكن تفهمينى بقى ...
ردت رانيا ومازال الغضب متغلغل فى كل كلمة تقولها ،
... مفيش حاجة افهمهالك ، لا كان ولا هيكون ، واللى فى دماغك ، أو اللى هيكون فى دماغك قريب ، احسنلك تلغيه من دلوقتى ...
... مش فاهم برده ، هو ايه اللى فى دماغى ...
استدارت رانيا له وقالت ،
... احنا يمكن متقابلناش قبل كدة ، لكن اللى سمعته عنك كفاية اوى ، دى مش طريقة معاملتك للستات أو البنات ، انت جلياط وقليل الأدب بطبعك ، علاقتك بالستات بتتلخص فى إطارين ، مراتك اللى لسة ميتة امبارح ، والبت أم 19 سنة اللى انت ناوى تتجوزها، والأطار التانى الستات اللى انت تعرفهم فى السر ،
غير كدة معاملتك مع الستات زى الزفت ...
عاد للخلف واتسعت عيناه من هول ما يسمع من هذا الفم الصغير الذى انفجر فى وجهه كالبركان،
تابعت رانيا كلامها دون أن تهتم برد فعله
... بتكلمنى بمنتهى الأدب ، وبتجر ناعم ، دا غير اللى شايفاه فى عنيك وحاساه كمان ، ليه ؟
ناوى على ايه ، تسيب البت دى وتتجوزنى انا ، ولا ناوى تلف عليا وتدخلنى الإطار التانى ،
من الاخر كدة ، عشان متتعبش معايا ، فى الحالتين انت مرفوض ، متنفعنيش، ملكش ومش هيكون لك مكان عندى ، خلاص ، اتفقنا ،
فبعد اذنك بقى ، ملكش كلام معايا تانى ، لا بالخير ، ولا بالشر ، بعد اذنك ...
وفتحت الباب وخرجت متجهة لمجمع السيدات ، وتركته فى حالة زهول كاملة مما سمعه ، أو بمعنى أصح مما لم يتخيل أن يسمعه ابدا .
يتبع
اتجه للحديقة الداخلية ، وجدها على كرسيها وحدها فى أحد الأركان تتابع طفلة صغيرة وهى تلعب ،
اقترب منها بهدوء ، حمل كرسى من على أحد الطاولات وهو فى طريقه اليها ، وضعه بجانبها وجلس عليه ، وأخذ يتابع الفتاة الصغيرة هو الآخر لدقائق دون أن يتحدث ، هو يعلم أن مجرد وجوده بجانبها سيعطيها درجة من درجات الأمان والراحة ، وهذا هو ما تحتاجه الآن .
حتى تكلمت هى وحدها ، قالت ومازالت عينيها على الفتاة ،
... كدة خلاص ، مش فاضل حد ، الموت ليا انا كمان هو الحل الأمثل ...
اعتدل نادر لها وعينيه متسعة من المفاجأة ،
ابتسمت وقالت ... متقلقش ياعموا ، مش هنتحر ، ده مجرد كلام ، بس للأسف حقيقى، امى وماتت خلاص ، وابويا رجل جاحد ملوش قلب ، جدى وجدتى نفسهم بيتمنولى الموت ، وقالتهالى فى وشى ، ناقص ايه بعد كدة ...
... أنا ياأميرة ، منفعش. ..
... منكرش فضلك واهتمامك طبعا ، دا يمكن انت اكتر الأسباب اللى ساعدتنى اواصل ، بس هيجيلك يوم ، تتجوز وتخلف ، ووقتك يتخنق اكتر ، مش هتلاقى وقت حتى عشان تزور المعوقة المرمية هنا ...
... أنتى ليه بتفترضى سوء النية ، مش يمكن تلاقى فى حياتك ناس ربنا يبهتهوملك يكونوا بديل لكل ده ، ولنا أولهم ، الدنيا مش وحشة اوى كدة يا حبيبتى...
... وأنا بوضعى ده ، وبديل لمين ، بديل لأمى وابويا ؟ انت مش واخد بالك انت بتقول ايه ياعموا ، انا روح فى جسم ميت ، دا انا بعمل حمام وانا مكانى ، مين ممكن يشيل مسؤوليتى وانا كدة ...
... أنا ..
حولت عينيها له وهى دامعة وقالت ... لو انتى رضيت ، الست اللى انت هتتجوزها مش هترضى ، وطبيعى مش هترفض الجواز عشانى ، يبقى فى النهاية مصيرى فى المكان ده أو فى مكان يشبهه، ويتدفعلى فلوس من بعيد لبعبد ...
رفع يده ولمس بأصابعه على وجنتها بحنان وهو يقول ... استغفرى ربنا ياأميرة ، أن شاء الله ربنا مخبيلك الخير كله ، انا عارف انك أقوى من كدة بكتير ، وان الكلام ده كله بسبب حزنك على مامتك ، استغفرى الله ياحبيبتى وادعيلها بالرحمة ...
بدأ صوت بكائها يعلو وهى تقول ... استغفر الله العظيم ...
أنزل نادر عينيه للأرض متأثرا بما يحدث لفتاة صغيرة كهذه ، لا تعلم شيئا عن الدنيا ،
..........................................
وصلت رانيا أمام فيلا السلامية وعقلها يكاد يتركها ويغادر من تفكيره فى هذه الفتاة وحالها الذى يقتل قلبها حزنا عليها وكأنها ابنتها هى وليست لامرأة أخرى ،
توقف التاكسى أمام باب القصر من الخارج ، وهى من أرادت ذلك ، رغم أن المسافة من الباب الخارجى حتى باب القصر الداخلى تتعدى الثلاثة كيلو مترات ، فمساحة القصر بحديقته تتعدى الخمسة افدنة ، لكنها أرادت أن تأخر دخولها ، فهى ليست جاهزة ابدا للحديث مع أى مخلوق ،
لم تتعدى المسافة التى قطعتها أكثر من كيلو ولم تعد قادرة على الحركة أكثر من ذلك بسبب الحزاء زو الكعب العالى الذى ترتديه ،
جلست على حافة الحاجز القصير الذى يفصل الطريق الموصل للقصر عن الحديقة الزراعية ، ألقت نظرة على الطريق من الجانبين فلم تجد أحد ، خلعت حذائها من قدمها وأخذت تدلك قدميها فى أماكن الألم ،
وهى تلمس قدميها المتألمة تذكرت أميرة وقدميها المثبتة على عمودى الكرسى المتحرك ، وسألت نفسها ،،هل هى تشعر ببعض الألام أم هى فاقدة للاحساس فيهما ؟
استغرقت فى التفكير وهى على هذا الحال حتى أنها لم تسمع صوت السيارة القادمة أو تشعر بها ،
اما هو فقد لمحها من بعيد فهدأ من سرعة السيارة حتى اقترب منها وتوقف قبلها بمسافة صغيرة ، تأملها لثوانى وهى على وضعها هذا ثم نزل من السيارة واقترب منها مبتسما وعينيه لا تحيد عنها ،
... مساء الخير ...
انتفضت رانيا وكادت تصرخ ثم انتصبت واقفة عند رؤيته ،
... أنا آسف لو كنت خضيتك ، انتى كويسة ...
كان يتحدث بحنينية غريبة مع صوت منخفض مما اثار حفيظة رانيا أكثر ، ولم تكن تعلم ان كانت هذه طبيعته فى الكلام ، إما مع النساء فقط ، ام هو متعمد ان يتحدث معها هى بالذات بهذه الطريقة ،فهى تذكر ان طريقته فى الكلام كانت أقوى وبصوت أعلى مع والدتها وخالتها ليلة أمس ،
مضافا لغضبها منه بسبب أميرة وزوجته ، كل هذا جعلها غير متحكمة فى اعصابها وما يخرج منها من كلام أمامه ،
... ايوة ، متشكرة ...
قالت جملتها وهى تنحنى على حذائها لترتديه مرة أخرى ،
تابعها وهى تفعل ذلك وهو يفكر فى سبب وقوفها هكذا حتى توقع السبب، لكنه سألها
.. هو انتى مشيتى من البوابة لحد هنا ؟
أمائت برأسها بالايجاب دون أن ترد
... ليه ، ليه مكلمتيش حد جوة يبعتلك عربية ...
.. مفيش مشكلة ، انا بحب المشى اصلا ، بس للأسف الحزمة بكعب وتعبتنى اوى ....
... خلاص ، اتفضلى معايا ...
... على فين ...
.. أنا داخل جوا ، هوصلك ..
.. متشكرة ، هكمل مشى ، أو هستنى ماما هنا ...
... لا ده ينفع ، ولا ده ينفع ، مستحيل هتقدرى تكملى مشى ، ولا ينفع تستنيها هنا ، إحنا بقينا المغرب ، الجو هيليل ، يلا ..
.. لا معلش ، اتفضل انت ...
... أنتى مش عايزة تركبى معايا ليه ؟
...لأ ابدا عادى ، اتفضل حضرتك ...
... مش هسيبك هنا ....
أغمضت عينيها بنفاذ صبر وفتحتها ثم تقدمت من السيارة وفتحت الباب ودخلت السيارة وأغلقت الباب ، وجلست ساكنة دون حركة وحتى دون أن تنظر له،
اندهش تماما من تصرفها هذا ، والذى أقل وصف له أنه تصرف عدائي تماما ولكن بشكل مستتر بعض الشئ
تقدم هو الآخر وركب السيارة وانطلق بها بعد أن ألقى نظرة عليها وهى تنظر فى الاتجاه الآخر ،
...........................................
مازالت الحاجة رضا واختها راضية تجلسان مع والدة محسن وبعض النساء الآخرين ، لكن هذه المرة ليسوا داخل القصر كأمس ، إنما فى فى مضيفة كبيرة موجودة أمام القصر ، مغطى سقفها الذى يستند على أعمدة بدون حوائط،
معنى ذلك أن الحديقة ومقدمة القصر مكشوفة أمامهم ،
مالت راضية بعض الشئ على رضا وقالت
.. بنتك اتأخرت اوى ، المفروض نمشى بقى ، يمكن تكون روحت اصلا ومش هتيجى ..
... استنى بس ياراضية ، ربع ساعة بس ، يمكن تيجى وتقابل محسن انهارضة ...
... بصى كدة ، عربية محسن دى ، يارب بنتك تيجى بقى ..
... إيه ده ، مين اللى معاه دى ...
.. معقول ، دى رانيا ....
ونظرت المرأتان لبعضهما ، لا تصدقان ما رأوه ،
وكما الحال مع جميع السيدات الذين لاحظوا ، والأهم والدته التى اتسعت عيناها من الغضب وهى تتطلع على السيارة التى توقفت امام باب القصر ولم يترجل راكبوها منها .
.............................................
عشر دقائق لا أكثر ، كانت المسافة التى قطعتها السيارة حتى باب القصر ،
عشر دقائق يحاول فيهم محسن أن يحادثها دون جدوى ، تصده بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة، وكل دقيقة تجعله يصدق حدثه بأن هذه الفتاة تحمل له شيئا لا يفهمه .
مدت يدها لتفتح الباب ، ففوجئت بيده تمسك بزراعها من جانبه ، اتسعت عيناها وهى تتطلع إليه ،
.. انا اسف ، بس مش هتنزلى من قبل ما تقوليلى ليه بتكلمينى كدة ، إحنا نعرف بعض قبل كدة وانا ناسى مثلا ، دا انا لسة اول مرة اشوفك امبارح وحاسس انك بتعاملينى كأنى معاديكى من سنين ، ممكن أفهم لو سمحتى ...
قالت رانيا بغضب ... سيب ايدى ...
انتبه محسن انه بالفعل مازال يقبض على زراعها بقوة ، سحب يده بهدوء وقال ..، ممكن تفهمينى بقى ...
ردت رانيا ومازال الغضب متغلغل فى كل كلمة تقولها ،
... مفيش حاجة افهمهالك ، لا كان ولا هيكون ، واللى فى دماغك ، أو اللى هيكون فى دماغك قريب ، احسنلك تلغيه من دلوقتى ...
... مش فاهم برده ، هو ايه اللى فى دماغى ...
استدارت رانيا له وقالت ،
... احنا يمكن متقابلناش قبل كدة ، لكن اللى سمعته عنك كفاية اوى ، دى مش طريقة معاملتك للستات أو البنات ، انت جلياط وقليل الأدب بطبعك ، علاقتك بالستات بتتلخص فى إطارين ، مراتك اللى لسة ميتة امبارح ، والبت أم 19 سنة اللى انت ناوى تتجوزها، والأطار التانى الستات اللى انت تعرفهم فى السر ،
غير كدة معاملتك مع الستات زى الزفت ...
عاد للخلف واتسعت عيناه من هول ما يسمع من هذا الفم الصغير الذى انفجر فى وجهه كالبركان،
تابعت رانيا كلامها دون أن تهتم برد فعله
... بتكلمنى بمنتهى الأدب ، وبتجر ناعم ، دا غير اللى شايفاه فى عنيك وحاساه كمان ، ليه ؟
ناوى على ايه ، تسيب البت دى وتتجوزنى انا ، ولا ناوى تلف عليا وتدخلنى الإطار التانى ،
من الاخر كدة ، عشان متتعبش معايا ، فى الحالتين انت مرفوض ، متنفعنيش، ملكش ومش هيكون لك مكان عندى ، خلاص ، اتفقنا ،
فبعد اذنك بقى ، ملكش كلام معايا تانى ، لا بالخير ، ولا بالشر ، بعد اذنك ...
وفتحت الباب وخرجت متجهة لمجمع السيدات ، وتركته فى حالة زهول كاملة مما سمعه ، أو بمعنى أصح مما لم يتخيل أن يسمعه ابدا .
يتبع