اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثامن واربعون 48

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثامن واربعون 48


شعرت خُلود وكأن جسدها محاط بالجليد؛ ابتلعها البرد من رأسها إلى قدميها.
طبقا لن أنسى أبدًا أن العائلتين عقدتا صفقة فيما مضى؛ اتفقنا على أن أغادر
عندما يحين الوقت. ولم أنس مهفتي ومكاني في الضفقة طيلة ذلك الوقت، ولم
أفكر أبذا في التعلق بنائل....

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



علقت جمانة أنها قد أصابتها في مقتل عندما لم تسمع منها رذا:
من أنت. لا أمانع حتى لو كانت بينك وبين نائل علاقة حميمة".
" فقط تذكري
ازدادت خُلود شخوبا.
وازدادت القسوة في نبرة كلام جمانة: "لكن أقولها لك بكل وضوح - طالما أنني
عائلة
من هادي، لا تتصوري أبدًا أن أقبلكِ كزوجة ابن لي. بالنسبة لي، أنت
مجرد زينة اشتريتها للعرض عندما يحين الوقت سأرميك بعيدًا. الزينة تظل
مجرد زينة إلى الأبد. إن كنت تظلين حقا أنك ستكسبين مكانة في عائلة هادي،
فأنت ساذجة جدًا!"
لن أسمح أبدًا لفتاة بدون أي مكانة اجتماعية أو خلفية عائلية مرموقة بالزواج
من
عائلة هادي !
أخذ نائل يد خلود وأخفاها وراء ظهره: "هذا الأمر يخصني. سأقولها لكِ أيضًا
بوضوح - لن أطلق خلود أبدًا وطالما أنني .
من
عائلة هادي، فخلود هي
زوجتي".
كان من المفترض لهذا الصباح أن يكون حلوا ورومنسيا، لكنه تحول إلى ساحة
معركة بعد هذه المعمعة.
كانت رؤوس أصابع خُلود باردة من شدّة الفضايقة التي تعرضت لها؛ سحبت
يدها من قبضته بهدوء: "أنا ذاهبة للعمل".
أرادت أن تغادر بملابس نومها؛ لا حاجة لقول أن نائل لم يسمح لها بذلك؛ أمسك
يدها: "اخرجي يا أمي!"
لقد قالت جمانة ما أنت لثقوله وتحقَّقَ ،مُرادها، فعلمت أنه لا جدوة من بقاءها
أكثر من .
ذلك.
خرجت جمانة من الغرفة وهي تشتم خلود بصوت غير مسموع.
بعد أن أغلق الباب بقوة، أمسك نائل يدي خُلود متألقا : "لا تهتمي لكلامها؛
تعلمين أنني لا أتفق معها فيما قالته.
كان وجدان خلود مضطرباً، وأفكازها عبارة عن فوضى عارمة.
كان علي ألا أتجاوز منزلتي منذ زمن بعيد. لكن كل ذلك الوقت الذي قضيته مع
نائل مؤخرًا جعلني أغفل ذلك. "أنا على وشك التأخر عن العمل".
عن
سحبت يدها من يده وتوجهت إلى الحمام لتغيير ملابسها.
عندما نزلت الدرج لم تهتم حتى بتناول الإفطار. لاحظ نائل ملامحها الكتيبة
فلم يفرض عليها شيئًا أمز السائق أن يوصلها إلى العمل.
بعد وصولها إلى المكتب لم تستطع خُلود تسجيل ما قاله قائد فريقها تماما
خلال الاجتماع الصباحي لأنها كانت لا تزال مشؤشة.
في وقت الظهيرة، سلّمها موظف البريد صندوقا كان فيه هاتف
عرفت أنه من نائل من غير أن تفكر في الأمر كثيرًا.
من أحدث طراز.
أرادت أن ترفضة بتكثر، لكنها تذكرت فجأة أنها لديها القليل من المال فقط في
رصيدها بعد أن دفعت فاتورة إقامة والدتها في المستشفى، وكان من غير
الفناسب أن تبقى بدون هاتف في مدينة سريعة وحديثة مثل هذه.
بعد لحظات قليلة تلقت اتصالا من نائل؛ أدركت عندها أنه اشترى لها شريحة
اتصال أيضا.
مبحوح
بصوت .
الظهيرة".
قليلا قال لها : " نظرًا لأنك لم تتناولي الفطور، تعالي إلى شركني
اختلفت خلود غذرًا، ورفضت الدعوة فورًا: علي أن أعمل في استراحة الغداء
أيضا.
كان عازما على تناول الغداء معها: "إذا أنا سأتي إليك".
ألقت خُلود نظرة في تطبيق الخرائط واكتشفت أن الشركتين كانتا قريبتين جدا
من بعضهما: "حسنا، سآتي أنا".
"حسن".
أنهى نائل المكالمة وهو يشعر بالرضا.
عندما حان وقت الغداء، غادرت خُلود بسرعة بعد تجهيز أغراضها.
حين وصلت إلى مقر شركة هادي، كان موظف الاستقبال على علم بقدومها
ليرشدها إلى مكتب الرئيس التنفيذي دون أي عناء في إيجاده.
كان المكان أكثر فخامة حتى من شركة الرّضا انعكست الظلال الباردة على
الممر الطويل، ما أعطى شعورًا بالغزلة.
أرشدها سالم لدخول المكتب.
كانت هذه هي
المرة الأولى التي تزور فيها خلود مكتب نائل شغلت طاولته
المكتبية الأنيقة اللامعة مساحة المكتب، وكان كل ما زين به المكتب لا مثيل له.
من الواضح أن ذوق نائل لا تشوبه شائبة.
عندما دخلت الغرفة، كان نائل لا يزال ينظر في بعض الوثائق في اللحظة التي
سمع فيها الخطوات الداخلة إلى المكتب وضع الوثائق جانبًا.
رفع نائل وجهه الوسيم استقرّ تحت حاجبيه الحادين زوج من العيون البنية
الساطعة. لكن للأسف، ملامحه أضفت عليه هالة برود كان أنفه عاليا، وشفتاه
رقيقتين تشكلان قوسا جليديا. إضافةً إلى ذلك، فكه المشدود بإحكام أضفى
عليه هالة . من الغطرسة والعدائية.
أغلق سالم الباب خلفه وهو يخرج من الغرفة.
ركز نائل بضرة عليها، وانحنت زوايا فمه قليلا: "تعالي إلى هنا".
هشت خُلود نحوه كان تكييف الهواء في المكتب منخفضا جدًا، فبدأت تتجمد
من البرد.
أمسك بيدها وجذبها بقوة إلى خضيه.
أمعن النظر في وجهها بنظرات ملتهبة؛ وجد كل جزئية فيها مالئة للعين مشبعة
للبصر.
ثم وضع ذقنه على كتفها كما لو كان يحتاج بعض الراحة من تعب العمل، وقال:
"هل أنت جائعة؟"
نظرًا لأن لخلود لم تتناول الفطور صباحًا، فقد كانت جائعة فعلا أجابت: "نعم".
استنشق نائل العطر المنبعث منها: "لقد أوصيت سالم بتولي ترتيبات الطعام. أما
الآن، دعينا نتناول بعض الحلوى أولاً".
قبل أن تستوعب خُلود معنى كلماته كان قد التقط شفتيها.
أرادت أن ترفضه لكن يديها استقرتا على عنقه لا شعوريا. استمرا في تبادل
القبل إلى أن طرق سالم الباب.
عندها فقط أطلق نائل سراحها مُتردّدًا، ثم قاذها إلى غرفة الاجتماعات لتناول
الغداء.
كان لا يُحب تناول الطعام في المكتب لأن رائحة الطعام تبقى عالقة في
المكان.
وكانت الطاولة في قاعة الاجتماعات سوداء طويلة مصنوعة من الرخام
المصقول فلم يقلق بشأن إمكانية تعرضها للخدش.
فوجئت حلود بتحول غرفة الاجتماعات إلى مطعم صغير مؤقتا، مع جميع
المعدات اللازمة للطهي.
ارتدى رجل أربعيني زي الطاهي وكان يشوي شرائح اللحم الجاهزة.
عند النظر عن كتب، يمكن بوضوح فلاحظة أن زي الطاهي مطرز بعبارة "مطعم
الأمراء"، يا إلهي إنه طاب من مؤسسة ذات خمس نجوم ! لكن أتي به إلى
المكتب ليطبخ لنا الغداء !
دهشت خُلود: هل يقدم طهاة مطعم الأمراء خدمات الطهي الخاصة؟"
وضع سالم القائمة أمامها: "كل ما في الأمر أن الشيد هادي حصرًا بإمكانه أن
يطلب ذلك".
أومأت خلود برأسها متفهمة.
كان نائل متواضعا وسهلًا وقريبا فقط عندما يكون معها، ولم يُظهر نفسه أمامها
أبدا كوريث لمملكة من القراء.
لذلك غفلت قليلا عن الفجوة بين من تكون هي ومن يكون هو.
لم تكن الفجوة شارعا أو نهرًا صغيرًا بل كانت كونا لا نهاية له.
بينما كانت مشتتة غمرت يدها يد ملتهبة تحت الطاولة.
سأل نائل بلطف: "لماذا يدك باردة جذا؟"
تلك اللحظة، كان العديد من الأشخاص لا يزالون في غرفة المؤتمرات، بما
في ذلك الطاهي والطاهي المساعد وسالم.
تجمدت ملامح خلود للحظة قصيرة، وأرادت أن تسحب يدها. لكن للأسف، زاد
نائل قبضته إحكامًا.
هفشت: "لسنا وحدنا، معنا أناس آخرون".
رغم أنها اعتادت على لمسات نائل الحميمة بعد كل هذه المدة التي قضتها معه،
إلا أنها لا تزال تشعر بالحرج عند وجود آخرين حولها.
"ما أفعله خارج نطاق الرؤية، لذا لا يمكنهم رؤيته". قال ذلك ومرر إصبعًا عبر
راحة يدها بلطف.
انفجرت خلود في ضحكات صغيرة؛ تابع الاثنان لعبتهما تحت الطاولة لبعض
الوقت عندما انتهى الطاهي من تقديم الطعام لهما، غادر الجميع.
ظلوا وحدهم في الغرفة فأخذت خلود راحتها بالاستمتاع بالطعام أمامها بشهية.
طعام الطاهي من :
فئة الخمس نجوم لذيذ حقا !
ضحك نائل من ملامجها الغير مبالية وهو يرتشف النبيذ الأحمر. "خلود، لماذا لا
تعودين إلى قصر الحديقة الأحاذة؟"
اقتراحه المفاجئ صدمَ خُلود.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close