رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل التاسع واربعون 49
لم تكن خلود ترغب بالعودة إلى المنزل وخاصة بعد البلبلة التي أثارتها السيدة
هادي في الصباح، كانت تدرك تمامًا أنها سوف تتلقى العديد من الإزعاجات منها.
قالت لهم: " لم تكن جدتي على ما يرام في الآونة الأخيرة، لذا أريد أن أقضي
معها المزيد من الوقت".
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
علما أن هذا القول كان جزءًا من الحقيقة، إلا أنها وجدت راحتها في الظروف
الراهنة. كلما اقتربت من نائل كلما زاد احتياجها إليه بشكل لا يصدق. وكانت
تخشى من حدوث أي شيء سيئ، فلن يكن من الشهل مغادرة هذا المكان مرة
أخرى.
وكان نائل كان يقرأ أفكارها، أكد لها مبتسمًا: "سأنتظر اليوم الذي ترغبين
بالعودة والعيش هناك".
اندهشت خلود وسامته مميزة لم يكن ذلك الرجل مفرظا في رجولته أو مبالغا
في أنوثته، بل كان يتأرجح بين الاثنين ببراعة يمكنه أن يبدو متسلطا أو أنيقا
تباعا للموقف.
بعد تناول الغداء، عرض نائل على خلود أن تستريح في منزله. كان لا يزال لديها
وقت كاف قبل بدء دوامها وكان مكتبها بالقرب منه. لذلك وافقت دون تردد.
كان هناك صالة مستقلة في مكتب الرئيس التنفيذي تشبه جناحًا فاخرا، مزودة
بحمام وسرير وخزانة ملابس.
شعرت خلود بالدفء بسبب موقع السرير بجانب النافذة المتسللة منها أشعة
الشمس الذهبية.
لم يمض وقتا كثيرًا حتى غرقت خلود في نوم عميق وبعدها قام نائل بفتح
الباب بهدوء وأغلق الستائر بحركة خفيفة، وفيما كان يستعد لخلع بدلته، كشفت
عضلاته الواضحة ونحافته الساحرة، ثمرة جهده المستمر في ممارسة التمارين
الرياضية.
استلقى بجانب خلود مما جعل السرير الفردي ضيقًا جدا. حينها شعرت خلود
بدفء يتسلل إلى جسدها ورائحته تدخل أنفها، سألته: "لماذا أتيت أيضا؟"
رد نائل بصوت حنون: "أنا متعب وأريد النوم بجانبك". فكان متعب بعد يوم
عمل طويل.
لف يديه حول خصرها النحيل ولامس ذقنه بكتفها وبينما رفع رأسه تلامست
شفتاه
مع شحمة أذنها، لتنتج قبلة خفيفة كالنسيم الربيعي.
كانت بشرتها ناعمة لدرجة أنه لم يرغب في التوقف عن تقبيلها.
وعندما لامست أنفاس نائل الدافئة وجه خلود شعرت بأن جسدها يشتعل
ودمها يغلي فانبعثت منها رغبة مفاجئة في الابتعاد عن هذا الشعور. "كيف
يمكنني النوم وأنا محتضنة ......
أرادت أن تزيل يده عن خصرها، لكن عندما حركتها، همس نائل في أذنها: "لا
تنحركي نامي قليلا.
نظرت إليه رأته نائفا كالطفل واضفا رأسه على كتفها ودافن وجهه في رقبتها،
ورموشه الطويل تلامس بشرتها.
لم ترغب خلود أن تقلق راحته فتركته مستغرقا في نومه، أما هـ
على التوم كل ما استطاعت فعله هو التحديق في الشقف.
هي
لم تكن قادرة
عندما تسللت أشعة الشمس الساطعة من النافذة وسقطت بجوارها، تبادرت إلى
ذهنها فكرة غريبة، شعور مشابه لذلك الشعاع من الضوء؛ ضعيف لكن عنيد.
سرعان ما غرقت في نوم عميق.
وعندما استيقظت، وجدت بأن موعد دوامها قد اقترب، وكانت وحدها في
السرير.
نهضت من السرير وغادرت الغرفة لتجد نائل جالسًا في كرسي مكتبه، يقرأ
وثائقه بجدية. بدا باردًا لكنه أنيقا ببدلته الرسمية.
لاحظت خلود إن الساعة اقتربت من الرابعة مساءً فسألته: "لماذا لم توقظني؟
وضع نائل الوثائق جانبا وقال: " وجدتك غارقة في نومك، لذا لم أقلق راحتك.
لا تقلقي. سأرسل عذزا إلى شركتك "
هرعت خلود للخروج من مكتبه حتى قبل أن يكمل حديثه.
وعندما وصلت إلى السيارة، كان سالم سائق نائل ينتظرها. "أمرني السيد هادي
بإيصالك إلى الشركة".
لو لم تكن متأخرة عن عملها لرفضت الذهاب معه.
عندما وصلت إلى الشركة كانوا زملائها ينظرون إليها نظرات غريبة جعلتها تشعر
بالحرج الشديد حتى كادت تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها.
قبل نهاية العمل، عقدت سندس اجتماعا جماعيا واختارت ثلاثة مصممين
لتنظيم المعرض القادم، حيث كانت الشركات الكبرى تميل إلى إقامة المعارض
خلال العطل الخاصة لتحسين سمعتها.
طلبت سندس من خلود العمل مع المصممين الآخرين قالت لهم سندس بحزم:
"لازال" أمامنا الكثير من التجهيزات، لذا عليكم محاولة تسليم مسودات
التصاميم يوم الاثنين".
بعد انتهاء الاجتماع اتصلت أميرة بالمصممين الآخرين واقترحت: " أمامنا فقط
ثلاثة أيام حتى يوم الاثنين، ما رأيكم أن نجتمع بعد أوقات الدوام الرسمي
لمناقشة العناصر التي سنستخدمها، من الرائع أن نتبادل أفكارنا ونحصل على
الموافقة على مسوداتنا دفعة واحدة"
في بعض الأحيان، يحتاج المصممون إلى العمل الإضافي بسبب وجود العديد
من التفاصيل التي يتعين عليهم مناقشتها بشأن تصميماهم لن يكون وقت
عملهم المعتاد كافيًا لهم لإنهاء مثل هذه المناقشات.
وافق الجميع على الفكرة، وخرجوا معًا لتناول العشاء بالقرب من المكتب قبل
استكمال النقاش في الوقت المناسب. وعلى الرغم من تطابق آراء خلود وأميرة
بشكل كبير، فإن تعارضهما مع ميادة المصممة الثالثة كان واضحًا. تواصلت
مناقشتهم طوال الليل، لكنهم لم يتوصلوا سوى إلى إطار عام، مع ترك الكثير من
التفاصيل غير المحددة.
عندما انتهى الاجتماع واقتربت الساعة من العاشرة، غادرت ميادة الأولى
وعبرت أميرة عن استغرابها: "لماذا أضيفت ميادة إلى مجموعتنا؟" وفي حين
كانت آراء خلود وأميرة متفقة إلى حد كبير، لا تزال ميادة تثير التساؤلات.
بعد انتهاء العمل، أدركت خلود أن لديها العديد من الرسائل الغير مقروءة من
نائل، بعد أن انتهت من قراءتها اتصلت به.
قال له بصوته الخشن: " هل خرجت من العمل؟ "
ردت: " انتهيت من ترتيب مكتبي ودخلت المصعد وأنت؟"
انتظريني أنا آتي لاصطحابك، لا أعتقد وجود تكاسي في هذا الوقت المتأخر
من الليل" وأغلق الهاتف قبل أن تتمكن من الرد.
عندما خرجت من المصعد رأت سيارة نائل تنتظرها أمام المدخل، فكان الطريق
فارغ ومضت الأضواء أمام أعينها.
صعدت السيارة وهي ترد على رسائل أميرة فلم تلاحظ وجهه العبوس.
قال لها متذمرا : " هل أنت مشغولة إلى هذه الدرجة؟ "
بعد لحظات أرسلت رسالتها وأغلقت هاتفها ثم نظرت إليه.
شعرت خلود بمدى غيرته وابتسمت قائلة : " قليلا
ضيق نائل عينيه ونظر إليها نظرة تحذير.
شعرت بالسعادة عندما رأت غرته تزداد وقالت له: " أنا مشغولة بالنظر إليك،
أليس كذلك؟"
تفاجاً عند ما سمع ذلك لأنه لم يتوقع إنها ستغازله فجأة.
ظهرت عليه ملامح السعادة وقال: " لديك عين جيدة أيضا، سأعطيك ذلك".
في الوقت نفسه كانت سعيدة لردته فعله فلم تتوقع إنها يمكنها إسعاده بهذه
السهولة.