رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثاني واربعون 42
أمسك نائل يدها بإحكام في راحة يده وأخذ يمسح عليها بلطف كما لو كان
يلاعب قطة صغيرة لطيفة؟
شعرت خلود أن عليها أن تسحب يدها فالمكان منطقة عامة. رغم أن البقعة
التي كانا فيها لم تكن مميزة، إلا أنهم كانوا محاطين بالناس من حولهم.
كان أعضاء فريق التصميم وطاقم العمل يفرون من حين لآخر، لذا لم يكن
مستبعدًا أن يُلاحظهما أحد ما واقفين مع بعضهما.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
صحيح أن الإضاءة كانت خافتة، لكن من يُمعن النظر يستطيع بسهولة تمييز
أنهما يُمسكان بأيدي بعض.
رغم كل شيء، استمتعت خلود بدفء لمسة يده لدرجة أنها اكتفت بالوقوف
والتحديق فيه بغينين حالمتين.
خَفَقَ قلبها بسرعة كما لو كانت طالبة في الثانوية تقع في الحب للمرة الأولى.
أحشت بالإثارة لأنها تفعل خلسة شيئًا لا ينبغي أن تفعله وتخاطرُ بأن يقبض
عليها وهي متلبسة بهذا الفعل.
لم تسحب خُلود يذها إلى أن شارف العرض على الانتهاء، عندها سحبت يدها
بسرعة قائلة: "علي الذهاب إلى الكواليس الآن".
ابتسم لها نائل وهي تهرول مسرعة؟
نظرًا لأن عرض الأزياء كان ناجحًا جدًا، أراد زكريا مكافأة الموظفين بدعوتهم
لتناول الشواء. ذهب لتولي أمر الحجوزات وأخبرهم بالتوجه إلى المطعم بعد
وقت قصير.
بما أن زكريا قد دعاهم لتناول العشاء، فإن العاملين فضظرون لقلبية الدعوة
حتى ولو لم يرغبوا بذلك.
كانت الساعة الحادة عشرة ليلا عندما انتهوا من التنظيف. فور خروجها من
المكان، رأت خُلود نائل ينتظرها بجوار سيارته.
ألقى ضوء القمر توهجا فضيا خافنا على جسده الرشيق مضفيا عليه هالة من
الغموض.
إلا أن وجهة الوسيم حمل بعض آثار الإرهاق، ربما بسبب ساعات العمل الإضافية
المرهقة.
توجهت خُلود نحوه وسألت بقلق: "هل أنت متعب ؟ فلنذهب إلى البيت، هيا؟"
تلك اللحظة، اتصلت سندس وأكذت عليها اللحاق بهم إلى مكان الشواء لإن
أن تصميمها كان محط إعجاب الجميع في عرض الأزياء، أراد الجميع الدردشة
معها بخصوص ذلك؟
أوه، حسنا ... هنا تنتهي حظتي للعودة إلى المنزل باكرًا ... إن لم أذهب، سيغضب
الجميع مني إنني سأبدو انعزالية . أفترض أن هذا هو الأمر الواقع عندما يعمل
المرة في :
ابتشفت خلود لنائل ابتسامة خلوة وهي تفكّرُ في ذلك وقالت: "ما رأيك أن
تعود من دوني؟ سأذهب لأقضي بعض الوقت مع الشباب في العمل. لن يطول
عالم الشركات . لا بد من فعاليات اجتماعية الزامية الخضور.
الأمر".
ربت نائل على رأسها وبعثر شعرها، ثم قال وهو يفتح لها باب السيارة: "هيا بناء
سأذهب معك".
ثم ركب السيارة وتوجّة إلى مكان إقامة حفل الشواء.
لبي الدعوة عشرات من موظفي قسمين مختلفين، فكان المطعم مليئا بموظفي
شركة الرضا.
كانت الأجواء سعيدة والعاملون يتحدثون بمزح مع بعضهم. لكن بمجرد رؤية
الجميع خلود ونائل يدخلان القطعم مغا ساد صمت مطبق في المكان.
لم يتوقعوا رؤية رئيسهم في المطعم الليلة، وزادت دهشتهم من رؤية خلود
بجانبه.
أدرك نائل أن الأجواء أصبحت متوترة بسبب وجوده فلوح بيده قائلا: "لا داعي
للتوتر يا شباب خذوا راحتكم وتناولوا ما تشتهون .
بعد أن حصلوا على الضوء الأخضر من رئيسهم عاد الموظفون تدريجيا إلى
حالتهم السعيدة والمسترخية كما كانوا قبل قليل..
بينما كانا لا يزالان يشفّان طريقهما مشيا داخل المطعم ناداهما زكريا من طاولة
مليئة بالنساء الجميلات "تعالا وانضما إلينا!"
جلس نائل وخلود بجانب زكريا، وكان نائل بينهما ولأنه لم يكن جائفا، اكتفى
بالجلوس بملامح جدية على وجهه.
كانت جميع النساء الجالسات على الطاولة قادة فرق في الشركة. كانت قلوبهن
تخفق بشكل جنوني لأنها كانت المرة الأولى التي يكن فيها بهذا القرب وهذا
المستوى من التواصل الشخصي مع نائل.
حاول بعضهن بناء علاقات أقرب معه من خلال رفع كؤوسهم نحوه، لكنه رفض
تحية الكحول بحجة أنه سيقود لاحقا.
لذلك قررن تحويل انتباههن نحو لخلود بدلا من ذلك كونها مبتدئة في العمل،
سيكون من الصعب عليها رفض تحية الجميع.
لم يكن لدى لخلود خيار سوى أخذ رشفات صغيرة لكل تحية لحسن الحظ، لم
يتعقدوا تصعيب الأمور عليها، ورغم ذلك، انتهت بشرب بضعة أكواب من النبيذ
بعد عدة جولات من التحية.
ولأنها خفيفة الوزن كانت هذه الكؤوس كافية لتشغر بالدوار.
استغل نائل الفرصة لحملها في ذراعيه وقال لهم: "لقد شكرت، لذا علينا أن نعود
الآن".
رغم شكر خُلود قليلا، إلا أنها لم تزل واعية ومدركة لما يحدث حولها.
لماذا حملني نائل بهذه الطريقة أمام الجميع ؟ ماذا سيظن بقية الزملاء بنا؟ وما
زاد الطين بلة هو أنه أشار إلى أننا سنعود معًا ! ليفهموا من هذا أننا سنكون تحت
سقف واحد لم يعد بإمكاني أن أكذب للخروج من هذا الوضع ! الجميع يعلم
الآن!
مع تفكيرها بذلك، تظاهرت بفقدان الوعي لتتجنب نظرات زملائها الفضوليين
والمتطفلين بينما يحملها نائل خارج المطعم.
ساعدت الرياح الباردة تلك الليلة في تخفيف الثقل الذي أحشته في رأسها.
سألها نائل وهو يضغها برفق في المقعد الأمامي ويمسخ على جبينها: "كيف
تشعرين؟ هل يؤلمك رأسك ؟ هل ترغبين ببعض الماء؟"
عدا الدوار الطفيف الذي شعرت به لم تكن خُلود متضايقة من أي شيء آ
أجابت وهي تهز رأسها: "لا، فلنذهب إلى المنزل. أنا متعبة".
أوما نائل برأسه وانتقل إلى مقعد السائق. ثم فتح نافذة السيارة قليلا ليدخل
الهواء النقي إلى السيارة.
تطاير شعر خُلود الطويل في الرياح بينما توالت أضواء الشارع في الشطوع
على وجهها الجميل ملقية بظلال تحت رموشها الطويلة فبذت مثيرة بطريقة
غامضة.
كانت متعبة جدا لدرجة أنها غفت فورا. وعند وصولهم إلى المنزل كانت لا تزال
نائمة، فركن نائل السيارة خارج المنزل وانتظر بصبر عندما استيقظت، كانت
الساعة الواحدة صباحًا.
سألت
وهي : تفك حزام الأمان: "لماذا تركتني نائمة؟"
كان نائل متعنا أيضًا، لكنه قرر ألّا يوقظها لأنه أراد الاستمتاع بالنظر إليها لفترة
أطول: "لأنك بدوت متعبة حقاً".
شعرت خلود بإحساس دافئ يغمر قلبها لسماع ذلك. كانت تلك الكلمات الحنونة
كالها مدفأة في ليلة شتوية باردة.
نظرت خُلود في وجهه بخجل، فلاحظت أنه بدا متعبا أكثر من قبل؛ كانت
الهالات السوداء تحت عينيه واضحة. لقد أصبح الوقت متأخرًا، يجب أن
تستعجل في العودة إلى المنزل.
أوشكت على فتح باب السيارة عندما شعرت بضغط على كتفها.
التفئت خلود فرأت نائل مائلا نحوها ورأسه على كتفها؛ سألها وهو يتلذذ برائحة
عنقها: "لقد تأخر الوقت حقا، وأنا متعب هل تسمحين لي بالبقاء عندك الليلة؟".
استغرقت لخلود عدة ثوان لتستوعب ما قاله: "ماذا؟"
يريد نائل المبيت في منزلي؟
تحوّل لون وجهها إلى الأحمر الفاقع وتوترت وتلعثمت وهي تقول: "للكن ليس
لدي ملابس تستطيع تبديلها ، و والنوم في ملابس العمل لن يكون مريحًا".
فرك نائل شفتيه عمدًا على جلد عنقها الناعم وهو يرد قائلا: "أسافر كثيزا في
رحلات عمل، لذا لدي بعض الملابس الاحتياطية في الصندوق الخلفي".
توترت خلود كأنها حيوان خائف: "لكن ليس لدي سوى سرير واحد فقط".
أجاب نائل بكسل: "ستفسخ لبعضنا في السرير. لقد أصبح الوقت متأخرًا؛ عملت
طيلة اليوم بشكل مستمر دون راحة، وأشغز الآن بدوار في رأسي. هل ترضين
أن أقود وأنا على هذه الحال؟"
نجح نائل في لعب ورقة التعاظف، فلم تجد خُلود مُبرّرًا لرفض طلبة، ولم يكن
لديها خيار سوى السماح له بالبقاء. "طيب، حسنا. إذن"..
كانت ابتهال نائمة عندما أدخلت خلود نائل إلى المنزل فكان عليهما المشي
بهدوء عند مرورهما بغرفة المعيشة.
أحسّ نائل برائحة أنثوية خفيفة فور دخوله غرفة النوم.