اخر الروايات

رواية عذاب وانتقام الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية عذاب وانتقام الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل 


 عذاب وانتقام

الفصل الثالث
تاني يوم علطول ابويا مكدبش خبر، راح اول ما خرج من البيت على بيت عمي كمال، انا اللى فتحتله الباب، بس غريب ابويا اوي من ناحيتي...عمره ما طبطب عليا ولا خدني فى حضنه، بيحب اخويا اوي وأي كلمة بيقولها حتى لو قليلة ادب بيفرح بيها ويفضل يضحك ويلفت انتباه اي حد للي قاله، أه يمكن انا كنت طفل هادي، او مسالم اوي، برغم ان مرات عمي عمرها ما حسستني بفرق بيني وبين اخواتي اللى هما بنات عمي، بس انا كنت كده بطبعي.
خالد:
- ماما فاطمة، تعالي بابا جه.
فاطمة بأستغراب:
- كمال اصحى، اخوك مجدي برة.
كمال بكسل:
- خير اللهم اجعله خير، ايه اللى جايبه على وش الصبح ده؟
فاطمة:
- ربنا يستر، انا هطلع استقبله لحد ما أنت تغسل وشك.
فعلا خرجت فاطمة من اوضتها بعد ما لفيت حجابها، استقبلت مجدي بأبتسامة مجاملة، لكن هي من جواها مش طايقاه بسبب اللى بيعمله مع ابنه، اللى حتى فى العيد بيستخسر يجيبله بنطلون جديد.
فاطمة:
- سلام عليكم، ازيك يا مجدي عامل ايه؟ خير فى حاجة حصلت ولا ايه؟
مجدي بضحكة سمجة:
- عليكم السلام يامرات اخويا، وبعدين ليه بتقولي كده يعني؟ قصدك اني جلاب مصايب؟
فاطمة:
- لاء مقصدش، بس مش عوايدك تيجي بدري كده.
مجدي:
- اصل انا جاي اخد الولا خالد، كفايا بقى قعد عندك كام سنة اهو بيت ابوه اولى بيه.
فاطمة وعنيها وسعت على اخرها:
- تاخد خالد مين؟ ومين ابوه وبيته اللى اولى بيه ده؟
مجدي بسماجة:
- خالد ابني يا ام رحمة، وبيتي وبيت اخوه وبيت امه سيدة اولى بيه.
فاطمة بأنفعال وبتحاول تتحكم فى اعصابها:
- لاحول ولا قوة الا بالله، انت مالك على الصبح يا مجدي، بقى بعد ما الواد بقى عنده خمس سنين جاي تقول بيت ابوه واخوه، وامه سيدة؟ لا يا مجدي الواد ده ابني انا، ولو هنقول انى مش امه اللى جابته للدنيا، فهو ابن حنان الله يرحمها، اللى انت نسيتها من تاني يوم ما ماتت.
مجدي:
- مالك يا مرات اخويا بس؟ صوتك عالي وده عيب مش اصول انا في بيتك.
فاطمة وحاسة انها عايزة تفتح دماغه:
- يامراري على الهدوء بتاعك، انت ايه يا اخي؟! إبتلاء للي حواليك، صعبان عليك العيل الصغير يبقى عايش مرتاح، مش كفايا انه اتحرم من امه من قبل ما يفتح عنيه حتى على الدنيا؟ كمان رافض انه يعيش في وسطنا.
مجدي:
- وهو انا هرميه فى الشارع؟ ماهو هيعيش في بيت ابوه، وبعدين يعنى هو هيقاطع بيت عمه...وفي الاول وفي الاخر انتى امه اللى رضعتيه لكن يكبر مع اخوه بقى يا ام رحمة علشان يتعودوا على بعض، ويكبر فى وسط بيتي.
كمال اللى خرج من الحمام على الكلمتين دول:
- حقك طبعا يا مجدي، ابنك ولازم يكبر فى بيتك مع اخوه اللى عايش في بيتك وخيرك بقاله اربع سنين من يوم ما جه للدنيا، عايز خالد خده ماليش الحق اني أمنعك، بس خلي بالك أنا بقولك اهو الواد ده لو حصل فيه اي حاجة اتأكد انى انا اللى هقفلك سواء انت او مراتك.
فاطمة:
- ياخد مين يا كمال؟ خالد ايه ده اللى يمشي من هنا؟ انت عارف ايه اللى سيدة ممكن تعمله فيه؟
مجدي:
- هتعمل فى ايه يا مرات اخويا؟ ماهي عندها عيل هي كمان كانت عملت في ايه، اللى هتعمله مع ابنها هتعمله مع خالد، وبعدين انتم ليه محسسني أني هقتله ماهو ابني برضو فى النهاية.
فاطمة بعياط خوف على خالد:
- ياشيخ اقول فيك ايه؟ أنت ظالم يا مجدي والولد ده لو حصل فيه حاجة ذنبه فى رقبتك، مش عارفة ذنب امه ولا ذنبه اللى هتقدر تتحمل عقابهم يوم ما تقابل ربنا.
مجدي:
- يلا يا ولا يا خالد، خلينا نمشي نروح لأخوك بقى.
خالد ببرأة:
- وأخواتي هييجوا معانا؟ وماما فاطمة؟
مجدي:
- هنروح هناك لماما سيدة، وبليل ماما فاطمة واخواتك هييجوا يقعدوا معانا شوية.
خالد:
- حاضر يابابا.
بالفعل أخد مجدي خالد ومشي، كانت فاطمة وبناتها بيعيطوا حرفيا، وكانت فاطمة مقتنعة ان سيدة ناوية على نية لخالد، لكن ايه هي بالظبط الله اعلم.
دخل مجدي وفي ايده خالد والشنطة اللى فهيا هدومه كلها:
- أهو ياستي جيبتهولك، من دلوقتي بقى مسؤليتك انتي، ده هناك كانوا عايزين ياكلوني علشان باخده منهم.
سيدة بضحكة خبيثة:
- على ايه بس ده شبه الكرمبه، بص وشه وخدوده الدم هيخرج منهم ازاى، بقى ده وش عيل عنده خمس سنين؟
مجدي:
- اه أنتى عارفة كمال اخويا الخير كله فى بيته، كانوا بيغذوه بقى.
سيدة:
- وأحنا كمان يا خويا هنغذيه، يعنى هنجوعه مثلا؟
كنت واقف بينهم وسامع الكلام لكن مش فاهم حاجة، دخل اخويا راكب عجلة كان بيلعب بيها فى اوضة تانية غير الصالة اللى كنا واقفين فيها، اول ما شوفت العجلة فرحت:
- الله، هات العب بيها شوية.
سيدة بصوت عالي:
- طيب ايه يا مجدي أنت اجازة النهاردة ولا ايه يا خويا؟
مجدي:
- لاء انا همشي دلوقتي اهو، خلي بالك بقى من العيال، وهجيبلكم معايا حاجة حلوة وانا راجع.
خالد:
- عايز العب بالعجلة.
سيدة:
- طيب ياخويا بالسلامة انت بقى.
مشي أبويا ومهتمش بأى حاجة تانية، وقفلت سيدة باب البيت وانا واقف مستني اخويا يلاعبني بالعجلة.
سيدة:
- يلا ياحبيبي ادخل جوة العب بالعجلة بتاعتك، وانت يا مخفي تعالى ورايا بقى.
خالد ببرأة:
- هلعب لواحدي؟
سيدة:
- لاء يا حيلتها، هتغسل السجاد معايا.
وده كان استقبال مرات ابويا ليا، كنا فى شتا، قلعتني الهدوم اللى كنت لابسها، ولبستني شورت وفنلة نص كم مقطوعة، وطلعت على المدخل بتاع البيت فردت السجاد ووقفت ماسكة خرطوم المياه وفاتحاه على اخره:
- يلا يا خويا اعمل باللقمة اللى هتطفحها، امسك الفرشاة دي وادعك السجادة كلها.
خالد:
- بس انا سقعان، ينفع العب لعبة تانية؟
سيدة:
- لاء خلص دي الاول وبعدين اخليك تلعب لعبة غيرها، يلا وريني بقى شطارتك.
ومسكت سيدة الفرشاة وبدأت تدعك جزء من السجادة لحد ما خلتني اعمل زيها، ومع كل مرة اعمل زيها تزعقلي علشان اغسلها كويس وادعك على الفرشاة، انا ركبتي وجعتني، وضهري كمان، بس اللى كان واجعني اكتر، المياه الساقعة اوي اللى كانت كل شوية ترشها عليا بالخرطوم وترجع تضحك بطريقة رخمة وهي بتقول:
- يوه، المياه جت عليك، مش قصدي، يلا يلا خلينا نخلص السجاد ده كله النهاردة.
خالد:
- سقعان مش قادر.
مكنتش اعرف انها هتنزل على جسمي بالخرطوم اللى فى ايديها، كنت حاسس ان الضربة كانت بسكينة مش بخرطوم، جسمي من شدة الضربة والبرد كأنه أتضرب بحزام نار، صرخت وبقيت واقف اتنطط فى الارض وانا ماسك بأيديا كتفي اللى نزلت عليه الضربة وبصرخ منها، علشان تنزل على رجليا بالضربة التانية وهي بتقولي:
- أتكتم بدل ما ادخل اسخن السكينة واقطع رقبتك بيها، انت فاكر نفسك جاي تدلع هنا، ماهو انا مش هفضل اخدم فى ابوك وبيته طول العمر، اومال انت لازمتك ايه، يلا ياولا اغغسل واخلص.
تهديدها وعنيها اللى كانت بتبصلي بغباء وهي مبرقة كانت مخوفاني ورعباني، وده كان سبب فى اني اضطر اسمع كلامها، وغسلت السجاد كله لواحدي...اه وانا عندي خمس سنين، وانا شايف اخويا بيلعب جوة البيت فى الدفا، وانا سامع كلامه مع اللعب بتاعته وهو بيضحك معاهم، كنت حاسس انى اولى اللى اكون انا مكان اللعب، انا اللى المفروض ابقى بضحك معاه مش اللعب، انا اللى كان لازم ابقى قاعد فى البيت مش لابس هدوم دايبة كأني مش لابسها وقاعد اغسل سجاد، وياريت دي كانت اخر حاجة تحصلي معاها دي بس كانت البداية.
خالد:
- أنا تعبان اوي، وسقعان، ينفع البس هدوم تانية غير اللي مبلولة دي؟
سيدة:
- اصبر يازفت، أنشر السجاد واجي اوريلك تغسل المواعين ازاى.
خالد:
- لاء خلاص، مش عايز العب تاني، عايز اروح عند ماما فاطمة.
سيدة:
- أنت مالكش ام يامخفي، انت امك كان اسمها حنان وماتت، ولعت في نفسها زي ما هخليك تعمل فى نفسك انت كمان.
خالد بدأ يعيط:
- يا ماما سيدة، انا مش عايز العب والله، انا سقعان اوي، غيريلي هدومي.
سيدة بغباء:
- هيقول ماما ابن المحروقة، ياولا بقولك امك ماتت محروقة، ولعت فى نفسها، تيجي اقولك تعمل ايه علشان تروحلها؟
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close