رواية لكنك وعدتني الفصل الثالث 3
" أمي هذا ثقيلٌ لاتحمليه !!..."
+
بصوتٍ عالٍ كانت تاليا قد نطقت حالما لمحت أمها التي كانت تريدُ أن تحمل الإناءَ الكبيرَ الذي يحوي الكمتشي الذي أعدتهُ من الصباح...
34
" لابأسَ صغيرتي.. أستطيعُ حمله..."
+
" لا... سيتعبُ قلبك.. لاتَبذلي مجهوداً قوياً أمي
هذا يضرك... أنا موجودةٌ هنا ناديني كلما إحتجتني.."
+
نبست بذلك وهي تحملُ ذلكَ الإناء الكبير الحجم لتُشيرَ لها والدتها فوراً عن المكانِ الذي تريدُ منها وضعهُ فيه...
+
عندما أتمت تاليا ذلكَ إلتفتت مباشرةً تجاه والدتها مُخاطبةً إياها بعتابٍ قلق..
+
" هل كنتِ على وشك حَمِلْ هذا الثقلِ كله أمي!!..
لِمَّ لم تُناديني ؟!"
3
" أنتِ مُتعبةٌ من الجامعةِ تالي... ليسَ من العدلِ أن أوقظَكِ من النومِ لأجلِ هذا الشيء فقط !.."
97
بررت أمُها وجهةَ نظرها بقلةِ حيلة مما جعلَ تاليا تنفجرُ أخيراً... فهذا الوضع لايُطاق... هي للآن تذكرُ كيفَ كانَ حالُ والدتها في آخر إنتكاسة...
+
" أتعلمينَ ماهو الغيرُ عادلٍ أمي !؟..
زواجكِ من شخصٍ بخيل... زواجكِ بالمدعو أبي كانَ غلطةً كبيرة... فهذا الرجلُ الجالسُ في الصالةِ الآن يكتنزُ المالَ لنفسهِ ليسَ وكأنَ لديهِ زوجةً وأطفال.."
73
" إنهُ والدكِ تاليا !.."
35
أنبتها السيدةُ كيم فوراً فهي لاتريدُ لأبنتها أن تكرهَ أباها بسبب المشاكلِ التي بينهما.... لكن تاليا لم تستجب لها إنما أكملت كلامها المحبوسَ بقهر...
15
" ليسَ والدي !.. أنا لا أفتخرُ بأبٍ بخيلٍ مثله...
أمي نحنُ أغنياءُ في عيونِ الناسِ كلهم... لدينا منزلٍ كالقصر... فلِمَ نعيشُ بهذهِ الطريقة؟! ...
أمِنَ الصعبِ عليهِ أن يُحضرَ خادمةً تُساعدكِ وتكونُ تحتَ يديكِ طوال الوقتَ كي لاتتعبي وتتدهور حالك مُجددًا !؟"
34
" هل لعبُ القمار.. ولهو الملاهي أهمُ عندهُ من
عائلته !؟... "
14
تنهدت والدتها بقلةِ حيلة... فكل ما قلتهُ تاليا كانَ صحيحاً... هي بالفعلِ قد أخطأت في إختيارِ شريكِ حياتها او بالأحرى لقد خُدِعت بشريكِ حياتها الذي كانَ مثالياً ورجلاً يُضرَبُ بهِ المثل عندما تعرفت عليه
لكنَ الأقنعة المزيفةَ لاتَطولُ إلا وتَكَسرت مُخرجةً معدنَ الإنسانِ الحقيقي...
73
وحسناً مَعدنُ زوجها قد صدمها... فهو كانَ مُتَصدءاً ومُتَقيحاً للغاية...
35
مضت الأيام... لينتهي هذا الأسبوعُ الطويل بأجملِ الأيامِ ختاماً ... يومُ الخميس ...
38
كانت عائلة كيم المتكونةُ من الأب والأم وإبنتهم الشابة تجلسُ على مائدة الطعام تتناولَ عشائها تحت
إنزعاجِ تاليا لأنها كانت قد تشاجرت مع والدها بشأن إحضارِ خادمةٍ مجدداً... لكن الأخيرَ رفضَ كالعادةِ مُتحججاً بأن لا قدرةَ لهُ على تسديد حقها !..
14
ليسَ وكأنهُ هو ذاتهُ مَن يملكُ ثلاثَ سياراتٍ من أحدث الإصدارات !..
22
هي لم تُرد أن تتناولَ الطعامَ معهم بعدَ هذا الشجار إلا أن والدتها لم ترضى ذلك لتُجبرها على النزول
فما كانَ لها إلا الرضوخَ لرغبتها فذرةُ الحزنِ التي تشتاحُ صدرَ والدتها تُصبحُ زلزالاً في دواخلها...
2
أكملت العائلةُ تناولَ العشاء ليستقرَ السيدُ كيم في الصالة ممسكاً هاتفهُ مُتحدثاً مع شريكهِ الدائم في لعب القمار...
+
أما تاليا فكانت في المطبخ واقفةً تغسلُ الصحونَ المتسخة رفقةَ والدتها التي كانت تجلسُ على أحدى الكراسي هناك.. وكُنَّ يتحدثنَ عن مواضيعَ مُبعثرةً لاربطَ لها...
7
فهي دائماً ما كانت تحددُ يومَ الخميسَ لتتسامرَ مع أمها... يأخذنَّ غيبةَ تلك وتلك... حديثُ نساءٍ من النوع المشوق...
49
" لقد أنتهيت... أتريدينَ أن أعدَ لكِ الشاي ؟!"
9
سألتها مُبتسمةً وهي تُنشفُ يديها المبتلتان...
1
" إن كنتِ ستشربينَ معي فأعدي... وإلا فلا
لأني لن أتهنى بهِ إن شربتهُ وحدي.."
8
ردت عليها وهي تنظرُ لصغيرتها بحب... فصدقاً كيفَ تتللذذُ بشيءٍ وحدها... هي تُريد مَن يُسامِرها فلايوجدُ معنى من أن تشرب الشاي وأنتَ تنظرُ للحائط... أختُرِعَ الشاي بالأصل كي يكون أحدَ مسلياتِ الحديث...
117
" بالطبع انا معك... إنتَظـ .. "
+
قطعَ حديثها ذلكَ الصوت الذي جذبَ إنتباهَ الجميع
فجرسُ البابِ قد ترددَ صداه في جميعِ أرجاء المنزل..
25
" مَن سيأتي لنا ؟!.."
133
نَبست والدتُها بإستغرابٍ ناهضةً من مكانها خارجةً من المطبخِ وقد تبعتها تاليا أيضآ...
+
كانَ والدها قد توجه بالفعلِ للبابِ سابقاً إياهما فهو كانَ الأقرب له...
+
فَتحَ الباب تحتَ ناظريَّ الإثنتينِ ليتفاجئ من هويةِ الزائر... بل الزوار...
64