رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثامن والثلاثون 38
اختبرت مساحيق التجميل التي وضعتها إيمان حديثا وشعرت بالإهانة أكثر عن
ذي قبل.
"هاها! أعلم أن مغادرتي تسبب لك المتاعب يا إيمان، ولكن ليس عليك أن
تودعيني وداعًا حارًا كهذا ضحكت خلود بشكل مرح.
ثم
أمسك نائل يد خلود وأدخلها إلى المايباخ وقاد السيارة بعيدًا.
با
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
كانت السيارة قد ابتعدت ريثما نهضت إيمان عن الأرض، وتركت مع بعض
الكدمات الوارمة على جبينها.
"سأنتقم منك يا خلود" كانت إيمان تستشيط غضبًا.
"ياه لم أتوقع أن السيدة حديد تمتلك جسدًا جميلا!"
"يبدو أن السيد والسيدة حديد يهتمون بغذاء ابنتهم بشكل جيد! هاها!"
عندما سمعت إيمان الضحك والتعليقات الفاسدة من حولها عرفت أنه هنالك
خطب ما تبين بعدها أن قميصها قد شق من قبل نتيجة سقوطها.
في تلك اللحظة، كان جسدها مكشوفا للجميع، وكان الخدم الذكور في الفناء
مستمتعين بالمنظر حتما.
"آ" غطت إيمان نفسها بيديها وركضت إلى الداخل وهي تصرخ بشكل
هستيري.
صرخ جاد بغضب عندما رأى ابنته المفضلة تتعرض للإحراج. على الرغم من أنه
أمر الخدم بأن يصمتوا إلا أنه لم يتمكن من إيقافهم عن التفكير فيما رأوه.
إلا أن صورة بشرة إيمان البيضاء سبق وأن حفرت في ذهنهم.
سمعت ميرا صراخ إيمان، لذا ذهبت هي وجاد فورًا إلى الغرفة للاطمئنان عن
حالتها.
كانت إيمان ملفوفة من رأسها حتى أخمص قدمها في بطانيتها، وكانت تبكي
بحرقة.
تألم قلب ميرا وقالت: "لا تبكي يا إيمان، لديك أجمل عيون".
صاحت إيمان بكل عزمها "إن خلود هي السبب من وراء كل ما حدث! أنا
أكرهها".
كان جاد أيضا يحاول تهدئة إيمان قائلاً: "ابتهجي يا إيمان. سنساعدك أنا وأمك
على استعادة نائل. لن تستطيع تلك الشقية أن تهزمنا نحن الثلاثة".
على الرغم من أن خلود أنشأت علاقة مع عائلة هادي، إلا أنهم لم يستفيدوا منها
بشيء بعد، لأن خلود لم تسمح لنائل بمساعدتهم. الطريقة الوحيدة التي
ستساعد عائلة حديد في تغيير هذا الوضع، هو ربط إيمان بنائل.
لذلك، فإن جاد كان على علم بضرورة استخدام بعض الحيل للوصول إلى تلك
النتيجة.
وصلت السيارة بسرعة إلى مكان يتواجد فيه سياج أبيض ومساحة عشب
أخضر.
توقفت سيارة المايباخ السوداء على الممر أمام الفناء، وكانت خلود تفك حزام
الأمان وتستعد للنزول من السيارة.
ممسكا بعجلة القيادة، نظر نائل إلى وجه خلود الجميل وسأل: " لقد ساعدتك
مرة أخرى يا سيدة هادي، حتى وإن كنت لا تفكرين في مكافأتي، ألا يجب أن
تقولي شيئا لطيفا لتمدحيني؟"
سخرت خلود بانزعاج مكثفة ذراعيها "من قال لك أن تعد جاد بالتعاون معك؟
لم يكن هناك حاجة ل أن تنحني بهذا الشكل من أجلي".
كرهت حقيقة أن عائلة حديد تستغل علاقتها بنائل.
أجاب نائل بنبرة ذات مغزى فعلت ذلك لصالحك".
تعقد أن يستخدم في ا أثناء حديثه صوتًا عميقا وجذابًا.
نظرت إليه خلود بصمت منتظرة منه التفسير.
لو رفضته لصعب حياتك بالتأكيد، أليس كذلك؟ "على الرغم من أنني أعطيته
اتفاقا شفهيا، إلا أن ذلك لا يعني بأنني لن أماطل به. في الوقت نفسه، سيتوقف
عن مضايقتك من أجلي".
كان تفسير نائل معقولا، وفهمت خلود في النهاية.
" في هذه الحالة، شكرًا لك. سأذهب الآن. تصبح على خير"
بهذا خرجت بسرعة من السيارة.
كانت السيارة متوقفة على الجانب الآخر من المدخل، لذا كان عليها أن تمشي
حول السيارة للوصول إلى المدخل. وفي أثناء سيرها من أمام الجزء الأمامي
من السيارة، أمسك نائل فجأة بمعصمها النحيل.
وهو يحدق بعبوس خفيف ونظرة حادة، سألها: "لما أنت مستعجلة؟ أنا لست
وحشا. أتخافين من أن أكلك؟"
لكنه يغض. شعرت خلود بهالته المرعبة، وشعرت برعشة تنسدل على ظهرها
عندما التقت عيونهما عن قرب.
" أتريد شيئا آخر؟ أنا متعبة وأريد أن أنام. ضيقت عينيها بكسل، وبدت لطيفة
بشكل استثنائي.
عرف نائل أنها تحاول الهروب، لذا قال : "لا يمكنك المغادرة قبل أن تعطيني
قبلة".
علمت خلود أنها لن تستطيع التنصل من الموقف من خلال الكلام. لذا لم يكن
لديها خيار سوى الامتثال لطلبه الاستبدادي.
وقفت على أصابع قدميها وقبلته بشكل مبالغ فيه على خده الخالي من العيوب.
في الوقت الذي اعتقدت فيه أنها قد لنت رغباته بالفعل، أمسك نائل فجأة
بمؤخرة رأسها ودفعها نحوه ضغطت شفاههما نحو بعضها البعض بشدة.
تسلطت الأضواء من السيارة عليهما، مما طول ظلالهما.
اضطرت خلود لميل رأسها إلى الأعلى، وتقبيله أيضًا تشابكت أنفاسهما مع تعمق
القبلة.
فجأة، رفع نائل جسدها عن الأرض وحملها من أمام السيارة إلى الجانب، حيث
لا تصلهم الأضواء. تغير الجو بينهما في الذكنة.
شعرت خلود وكأنها تفعل شيئا غير لائقا بسبب العتمة كانت مشتتة وخائفة من
أن يمسك بهم أحد في أي لحظة.
إلا أن العاطفة والرغبة نمتا في داخلها بشكل غير مفهوم تحت هذه الظروف.
في النهاية، ركضت إلى المنزل حتى وصلت إلى غرفتها واختبأت تحت البطانية.
أخيرًا، استطاعت أن تشعر بسرعة نبضات قلبها عندما خفتت الأصوات من
حولها.
في الوقت عينه، لم تستطع أن تفكر إلا في قبلة نائل.
كانت تعتقد في السابق أن نائل إما شخص ممل ومحافظ أو رجل بارد
ومستخف. إلا أنه كان يفاجئها باستمرار ويدحض تصوراتها عنه.
أنت لا تقاوم يا نائل، أليس كذلك؟ سحره وجاذبيته لم يفشلا أبدًا في جعل
خلود البريئة والنقية تشعر بالاضطراب.
في اليوم التالي، أيقظ المنبه خلود، فنهضت عن سريرها الكبير. بعد أن
استراحت لليلة كاملة، تمكنت جموح أفكارها.
کیت
من
أعد نائل لها رفوفًا من الملابس تكفيها لتنويع ثيابها إلى العمل في كل يوم لمدة
عام.
بدأت بالعمل فور وصولها إلى المكتب.
إن الفعالية الرئيسية الثالية للشركة هي الاحتفال بالذكرى السنوية. كانت كنوز
محور الفعالية، بحيث أنها ستعرض الملابس التي صممتها خلود.
في الآونة الأخيرة، قرر مديرو الشركة الاستثمار في سوق البدلات الرجالية رأى
قسم العلاقات العامة أن الفعالية السنوية هي الفرصة المناسبة لعرض منتجات
الشركة. لذا، اقترحوا دعوة عارض للمشي بجانب كنوز في خلال عرض الأزياء.
بالإضافة لامتلاك عارضين مميزين يستعرضان الملابس، يمكنهم أيضا عرض
تشكيلة مختلفة من التصاميم.
في خلال الاجتماع، اقترحت جيداء أن تصمم خلود البدلة الرجالية أيضا. إذ أن
العارض سيمشي إلى جانب كنوز. فلن يكون من المنطقي أن يرتدي العارضان
تصاميم مختلفة من مصممين مختلفين.
وافق أعضاء فريق التصميم على الاقتراح ولا سيما أن خلود أصبحت محط
اهتمام الشركة وكانت مصممة مطلوبة بشدة.
كما أنهم لم يكونوا يصممون سوى الملابس النسائية، لذا لم يكن عندهم المهارة
الكافية لتصميم الملابس الرجالية حتى لو قاموا بسرقة المهمة من خلود، فإنهم
سيتعرضون لانتقادات فحسب بسبب رداءة أدائهم.
إن عدم القيام بأي شيء أفضل من ارتكاب أخطاء في مكان العمل.
قبلت خلود المهمة وركزت كل انتباهها عليها على طول الشهر التالي.
أصبح العمل الإضافي في الليل أمرًا اعتياديًا بالنسبة ولحسن الحظ، كانت
الشركة متساهلة جدًا حيث قدمت للموظفين ثلاث غرف تصميم وخياطة
ضخمة.
كانت هذه التسهيلات حلم كل مصمم.
في إحدى المساءات تناولت خلود عشاءًا بسيطا وأحضرت أدواتها إلى غرفة
الخياطة بعد تعديل مسودة تصميمها.
كانت تعمل على قطعة قماش بيضاء، وكانت أصابعها الناعمة والنحيلة تداعب
القماش ببراعة واحترافية. قض هنا وتلزيق هناك تحول القماش الأبيض العادي
إلى قميص للرجال.
لم تلاحظ أن شخصا ما قد فتح الباب الزجاجي، إذ أنها كانت غارقة تماما في
عملها.