رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل السابع والثلاثون 37
كان يقلب على العشاء طابع الرسمية، إلا أن نائل وخلود كان لديهم رأي آخر
حيال ذلك أسفل الطاولة.
كادت أن تسقط قطعة اللحم من يدها، عندما انهال الارتعاش على جسدها، بعد
أن أسدل نائل يده الدافئة على ركبتها.
نظرت إليه بخلسة وهي تميل برأسها، لتقول له أن يتوقف.
إلا أن ذلك تسبب في تسلية نائل ليس إلا وجد قلقها ساحرًا وظريفا عندما
التقت عيناه عيناها.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
ثم تجاهل نظرة التحذير من عينيها، وأكمل تناول الطعام بأسلوب أنيق يشبه
أسلوب الأمراء.
كانت خلود معجبة كثيرًا بقدرته على الحفاظ على هدوئه في خلال كل ما
يجري، وكأنه ليس الشخص الذي يضع يديه على ركبتها تحت الطاولة.
ذكرتها قدرته على إخفاء مشاعره الحقيقية. بساحر خبير.
عندما توقفت يده عن الحركة باتجاه فخدها ظنت خلود أن لم يعد يجد الأمر
مسليا، لذا تجاهلته.
سرعان ما وضعت قطعة اللحم في فاهها وبدأت بالمضغ، انتابتها كخة تسببت
في بصق محتويات فاهها على وجه إيمان التي كانت تجلس أمامها.
ساد هدوء مميت طاولة العشاء. لم يتوقع أحد أن خلود قادرة على فعل شيء
وقح مثل طرح الطعام في أثناء الأكل.
عادت إيمان إلى وعيها وأدركت في وقت متأخر أن خلود قد بصقت الطعام
على وجهها، مما تسبب في تدمير مكياجها الرقيق تماما.
صرخت وعيناها مليئتان بالدموع لماذا أنت بهذه الفظاظة يا خلود! هذا مقزز".
وهربت للأعلى.
لم يتسنى للخدم في تلك اللحظ إلا الابتسام فيما بينهم...
كان جاد يأمل في أن تظهر إيمان أفضل صفاتها أمام نائل لكي تترك بصمة
مميزة عليه، لكن أماله ذهبت مع الزيح.
حدق بالخدام ليوقفهم عن الضحك على ابنته الحبيبة.
أصدر أحدهم إلى جانبه ضحكة ساخرة.
غمر جاد الغضب من رأسه حتى أخمص قدمه في لحظة واحدة، وتعهد على
طرد الخادم الذي تدرأ على الضحك من ابنته.
التفا بنظره ناحية مصدر تلك الضحكة، ليرى نائل مستندا بيده اليمنى على
الطاولة، ومغظيا فمه بأطراف أصابعه. لا يمكن لأحد أن ينكر أن ابتسامته كانت
ساحرة تماما.
السيد هادي هو الذي قرقع !
عند إدراك ذلك سكت ميرا وجاد وأصبحت تعابيرهم بدكنة الزعد.
لم تكن نية خلود أن تذل إيمان إطلاقا. قد يكونون على خلاف، لكنها ليست
بدائية.
تم
ألقت نظرة سرية على نائل الجاني بعينه حدث كل شيء بسببه ! لقد بصقت
الطعام لأنّه قرصني في فخذي عندما كنت منشغلة بالظعام!
اشتعلت عيون ميرا بالغضب لكنها لم تجرؤ على إظهار استيائها تجاه خلود
بوجود نائل
انتظرت ميرا حتى انتهت من تناول طعامها قبل أن تتوجه إلى غرفة إيمان
للتحقق من حالتها، مستخدمة حجة الحاجة لاستعمال المرحاض.
غسلت يمان وجهها، إلا أن مكياجها كان ملطخا تمامًا. بدت وكأنها خرجت للتو
من المسبح.
تذمرت إيميليا قائلة "أمي من المؤكد أن خلود فعلت هذا عمدا! لقنيها درسا
بالنيابة عني".
إن مظهر إيمان البائس أوجع قلب ميرا، وأخذت يدها وعزتها، "لا تغضبي
ونظفي نفسك بسرعة. أظهري لهم ما أنت عليه من خلال انتزاع نائل من بين
يديها. لا أستطيع مساعدتك إذا بقيت في غرفتك تنديين يائسة".
أحست إيمان أن كلام أمها منطقي، الطريقة الوحيدة للانتقام من خلود هي من
خلال انتزاع نائل من بين يديها.
خرجت ميرا من الغرفة بعد أن هدأت من روع إيمان.
في تلك الأثناء، انتهت خلود من وجبتها وكانت على وشك المغادرة مع نائل.
لم تذكر خلود شيئا عن الثعاون الذي حدثها عنه جاد منذ بداية العشاء، لذا كان
قلقه يتزايد شيئا بعد شيء، وكان يرمقها بنظرات تذكيرنة بين الفينة والأخرى.
إلا أن خلود امتنعت عن ملاقاة نظراته، وأكملت حديثها مع نائل بإيجاز.
هاجت موجة غضب داخل جاد، إلا أنه لم يتمكن من إفراغها عليها. بعد بعض
التفكير، قال: "لقد ذكرت سابقا يا خلود أنك ستتحدثين عن مشروع التعاون مع
نائل كيف جرت الأمور؟"
أمال نائل برأسه ناظرا إلى المرأة الجالسة إلى جانبه "أي تعاون؟ لم تخبريني
عنه
، أي شيء".
لم تكن خلود ترغب في إزعاج نفسها بذكر التعاون كانت تريد المغارة فور
انتهائها من أكل الفراولة.
من بعد أن نشأت من دون أي مساعدة مالية من جاد، لم تشأ أن تساعد عائلة
حديد بأي خطوة قد تساعدهم في الوصول إلى أي نجاح لم يكن هذا من
على أية حال.
أدخلت خلود حبة فراولة بيضاء في فمها. كما كان في الحسبان إن الفراولة
المستوردة الذ من المحلية.
شأنها
بعد أن حدق فيها جاد مرة أخرى، أجابت ببطء: "ترغب مجموعة حديد في
التعاون مع شركة هادي، ولكنني لا أعتقد أن ذلك ضروريا. فإن عائلة حديد
ستقوم باستغلال شركة هادي في هذا التعاون بما أنها تفتقر للموارد المالية
والعلاقات الاجتماعية التي تحتاجها للقيام بالأمور كما يجب. إنني أحاول أن
أحمي وجه أبي، وأن أمنع الآخرين من اتهام عائلتنا بأنها تركب ظهر شركة هادي
للوصول إلى نجاحها.
لم يتوقع جاد حتى في أكثر أحلامه جنونًا أن يكون لدى خلود الجرأة لتكون
وقحة إلى هذا الحد. شعر بالغضب ينبض في عروقه. لم تقلل من قيمة
مجموعة حديد فحسب، بل اتهمتني أيضا بالوقاحة ! يا له من أمر مشين يصدر
منها !
توترت الأجواء. لو لم يكن نائل حاضرًا، لكان جاد قد أمر أحدهم منذ مدة
طويلة، بجلب عصا ليعاقب ابنته العاقة.
لم تكن من عادة خلود أن تكون جريئة إلى هذا الحد مع جاد.
لطالما حاولت في الماضي إرضاء عائلة حديد وتحقلت الكثير من الظلم لصالح
والدتها.
حتى أنها سمحت لهم بترتيب زواجها، إلا أنهم لم يغيروا موقفهم تجاهها، وظلوا
يعاملونها بسوء.
في ذلك الوقت أخذ نائل المستند عن الطاولة ونظر فيه. "لا يُعد هذا استغلالا
لي، فإننا عائلة سآخذه،
إلى المنزل وأراجعه وسأعطيك جوابا بأقرب وقت
معي
ممكن".
هذا كلامه ضراوة الجو، وكأن رطلا من الماء شكب فوق صليات من الغضب
التي ملأت المكان.
تألق وجه جاد بالفرح "بالتأكيد! خذ وقتك يا نائل يمكنك الاتصال بي إذا كنت
بحاجة إلى استيضاح أي شيء، أو يمكنني زيارة مكتبك وشرح الأمور إذا لزم
الأمر".
سخرت خلود في داخلها. يا له من كلب وقح .
لم تتلاشى ابتسامتها، وأخفت انزعاجها في أعماق قلبها، لا يستطيع أحد تخمين
مشاعرها الحقيقية.
كان لون بشرتها مشرفا لدرجة أنها كادت تبدو وكأنه وضع فيلتر على بشرتها.
شعرها الداكن الحريري يحيط بوجهها الصغير، مما يجعلها تبدو وكأنها جنية
ساحرة قد هبطت مؤخرًا من السماء.
إن جمالها هو السبب الرئيسي من وراء حسد الناس لها.
مدت خلود نفسها بكسل ووضعت يديها على كتف نائل وهي تحدق في وجهه
الوسيم، قالت: "أنا متعبة هل يمكننا العودة إلى المنزل والنوم الآن؟"
انبهر نائل من اللطافة غير المقصودة في سلوكها. "مم، لنذهب".
أوصلهم جاد إلى الباب بتذلل في ذلك الوقت نزلت إيمان الدرج وصاحت:
" انتظر يا نائل"
اهتمت بمظهرها بشكل خاص، حيث وضعت مكياجا جديدًا واختارت ملابس
أكثر جرأة من المعتاد. اختارت متعقدة قميص شيفون بلا أكتاف. وبما أنها
كانت أقصر منه ببضعة سنتيمترات، فإن ذلك سيضمن لها أنه سيرى جزءا من
صدرها إذا حدث وأن أخفض نظره.
استعجلت خلود نائل بانزعاج.
قلقت إيمان من رحيل نائل وأسرعت نحوه للحاق به. كانت واثقة من أنها
يمكنها أن تتفوق على خلود بملابسها الجميلة.
"انتظر يا نائل آه!"
فرحت إيمان لأنها أخيرًا تمكنت من اللحاق بنائل، ومدت يدها بجرأة لتمسك
ذراعه.
من دون سابق إنذار، استخدمت خلود كاحلها لتعثر إيمان، مما تسبب في
سقوطها مرتطقا رأسها على الممر المغطى بالحصى. دفعها الألم للصراخ.