اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الخامس والثلاثون 35

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الخامس والثلاثون 35


ضحكت خلود بلطف. "كل شيء على ما يرام، إن أكل هذه الأطعمة . من دون
طبق نشويات يمكن أن يكون مشبعا كأي شيء آخر".
أعطته كرسيها وجلست إلى جانبه. تناول الطعام وحده سيهيج عطشهما، لذا
سكيت الماء الدافئ بعناية لكليهما..

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



لم يسبق لنائل أن تناول وجبة طعام مع ماء عادي من قبل، وجذب نظره الكوب
الزهري. تحرك فضوله، وأخذ يفكر ما إن كان هذا الكوب هو الكوب الذي تشرب
فيه خلود دائما.
حثته واضعة قطعة لحم في طبقه، قائلة "تناول الطعام".
همهم نائل بإیجاب، وغير وجهة نظره.
إن المسافة بينهما كانت ضئيلة جدا، إذ أنه إذا حزك أحد منهما يده، فسيتسبب
ذلك باتصال مباشر بينهما.
لم تستطع خلود منع نفسها من استراق النظر إليه، لشذة جاذبيته.
كان شخصا متحضرًا بشكل استثنائي، وكان يتناول طعامه بوتيرة هادئة. ظل
فمه مغلقا طوال عملية المضغ. بفضل عضلاته الصدرية القوية، بدا صدره
العريض على وشك أن يفجر نسيج القميص الأبيض.
كخ نائل كخة صغيرة، مما أثار ارتباك فأشاحت بنظرها.
مد يده من دون أن ينطق بشيء، وقرب الكوب إلى فمه ورشف منه رشفة.
كانت رائحة حافة الكوب برائحة أحمر شفاه خلود كان مذاق الماء خلقا لذيذا.
عندما اكتشفت خلود أنه يستخدم كوبها وأن شفتيه تلامسان بقعة أحمر الشفاه
التي تركتها عليه قالت: "لقد أخذت الكوب الخطأ هذا لي".
نظر نائل بلا اكتراث إلى الكوب لوضع الكوب جانبًا من دون أن يُظهر تعبيرًا
صغيرًا للذهشة: "لا أحب استخدام الأكواب القابلة الزمي".
كان واضحا لها أنه لم يأخذ كوبها عن طريق الخطأ، إلا أنه اختار استخدامه
عمدًا.
بعد الانتهاء من الغداء، قامت خلود بتنظيف الطاولة والتخلص من القمامة في
سلة المطبخ ثم عادت إلى مكتبها، بحيث وجدت نائل يتصفح تصميمها.
سألت بفضول "هل تفهم بالتصميم أيضا؟"
رفع الرجل رأسه ونظر إليها بتعجب "في النهاية، إنني الرئيس".
بصفته صاحب شركة الرضا، كان من الواضح أنه يجب أن يمتلك فهما شاملاً
بمجال الموضة. نجحت شركة الرّضا في أن تصبح مشهورة في عالم الموضة
في فترة قصيرة نسبيا، ونجاحها لم يكن مرتبطا بعدد قليل من المصممين
الموهوبين فحسب.
وضعت خلود ذراعيها خلف ظهرها ونظرت إليه بنظرة صادقة وهي تسأل: "ما
رأيك بتصميمي؟"
كان تصميمها مقبول بشكل عام في رأيها، إلا أنه كان هنالك ثغرة ما لم تستطع
كشفها.
وضع نائل تصميمها جانبا ونظر إليها "في الحقيقة نعم لدي بعض الآراء حوله،
اقتربي وسأخبرك عنها.
لا يوجد أحد هنا ، فلماذا يلجأ إلى همس ؟
على الرغم من حيرتها، وقفت خلود على أصابع قدميها ومالت رأسها للأمام في
محاولة لتقريب المسافة بينهما.
هذا يعيد لي ذكريات. في الماضي، عندما كنت طالبة، كنت أتم مع زملائي بهذه
الطريقة لأنه علينا أن نكون حذرين من الآخرين.
انبعثت رائحة جسدها إلى أنف نائل مقا دل على اقترابها منه.
بدون سابق إنذار، انحنى برأسه قليلاً ومزر شفتيه على خدها فيما يبدو كحركة
غير مقصودة.
شعرت خلود بالغصب المفاجئ إذ أنها أحست أنه تقصد فعل ذلك. كانت على
وشك الرد بتعليق لاذع عندما قال فجأة: مررت على تصميمك وعدلت عليه".
تنفست خلود بغضب وهي تلتقط مسودتها. وردت علامات تعديل على الورقة
بالفعل بعد التدقيق، لاحظت أن غالبية التغييرات كانت في مخطط الألوان.
استبدل ألوانها الأصلية بلون أصفر أنيق وأزرق أنيق. إن اجتماع هاذين اللونين
خلق تباينا حاذا يبدو من الطراز الرفيع والعصرية.
أصبح تصميمها أكثر جمالا من بعد تعديله.
بسبب شعور الرضا الذي غمرها، قررت خلود أن تتجاهل ما جرى.
بمجرد أن حزم الثنائي أمتعتهما غادرا الشركة معًا. بسبب تجربتهما السابقة،
عرفت أنه لابد لهما بالبقاء مجهولين لذا غطت وجهها بقناع، ووضعت قبعة على
رأسها لإخفاء هويتها.
بعد أن ألقى نظرة على خلود سأل نائل : أهو أمر محرج لهذا الحد أن يراك
أحدهم معي ؟ " غضب من رؤيتها مغطاة إلى هذا الحد.
أجابت خلود "لا أريد أن أصبح حديثا على كل لسان". لم تشأ أن تنشغل بأي
فضيحة أبدا، بل فضلت أن تصب كل تركيزها على عملها.
عکف زوايا شفتيه لتشكيل ابتسامة اركبي، سأوصلك إلى المنزل".
في اليوم الثالي وصلت كنوز إلى المكتب في وقت مبكر في الصباح وطلبت
رؤية التصميم.
كانت جيداء حاضرة في غرفة الاستقبال أيضًا. قدمت خلود التصميم التي
عملت عليه طوال الليلة الماضية بعد دخولها مباشرة من الباب.
أخذت كنوز التصميم منها ورمته على الأرض بعد لحظات. "أي نوع من
التصاميم هذا؟ إنه قبيح".
تغیرت تعابير خلود قليلاً رمت تصميمي من دون مبالاة على الأرض في غضون
ثلاث ثوان فحسب وانتقدته بقسوة، ولم تأخذ حتى وقتا كافيا لتتفخصه.
ان تصرف كنوز البذيء في الدوس على تصميمها الذي صفمته بدقة عالية على
مدى يوم كامل تسبب بإسدال موجة من الإهانة عليها، تاركا إياها وكأن كرامتها
قد خدشت.
عضت خلود على أسنانها بصمت في الجامعة، علمهم المحاضرون بأن لا
يشككوا في تصاميمهم الخاصة بحيث أن لكل شخص ذوق مختلف.
سألتها يصبر: "هل يمكنك أن تخبريني ما الذي لا يعجبك في التصميم؟ سأكون
سعيدة جداً بإجراء أي تعديلات تطلبينها.
ردت كنوز بلا اهتمام وهي متكثفة، وقالت: "لا يعجبني شيء فيه، قومي بإعداد
تصميم آخر لي".
معتمدة قانون أنها عميلة والعملاء دوما على حق، كانت تتقصد إثارة المتاعب
الخلود.
تستحقين ذلك للبسك ساعة الزوجين وخطف نائل من وقتي معه على وجبة
العشاء.
كانت كنوز سعيدة جداً لأنها كانت قادرة على إفراغ إحباطها المكبوت على
خلود بعد أن تجاهلها نائل.
عرفت جيداء التي كانت تراقب الموقف أن كنوز تثير المتاعب لخلود، إلا أنها
كانت تعلم أن التدخل في هذه اللحظة لن يجدي نفغا. أصرت كنوز على تصعيب
الأمور على خلود قدر الإمكان.
أحست جيداء أن حظ خلود عاطل في الحصول على كنوز كعميل لها، على
الرغم من أنها لم تكن تعلم شيئا عن المشكلة بينهما.
قالت خلود وهي تنحني لتلتقط مسودتها، ماسحة أي غبار قد تجمع عليها.
حسنا سأقوم بإعداد تصميم آخر".
الحمد لله أنها لم تتسخ .
رفعت عينيها الساطعتين ونظرت إلى كنوز وقالت "ضفم هذا الثوب خصيضا
على مقاسك يا سيدة سلمان. وبما أنه لم يعجبك، سأعطيه للآنسة ميساء
لفلوف. إن قياسها قريب لقياسك، لذا أعتقد أنه سيبدو رائقا عليها".
ظهرت ميساء وكنوز إلى العلن في الوقت عينه، وكانت أنماطهما متشابهة للغاية
حيث كانتا كلتاهما ناضجتين وأنيقتين لهذا كانتا دائما في موضع المنافسة
على فرص العمل.
عظت ميساء على كنوز على السجادة الحمراء عدة مرات. إذا خسرت جولة
أخرى أمام منافستها، فإنها بالتأكيد ستصبح محط سخرية لعالم المشاهير
بأكمله.
انزعجت كنوز "كيف يمكنك أن تعطي التصميم الذي رفضته لشخص آخر؟"
"صحيح، لقد رفضته، إذا ما الذي يمنعني من إعطائه لشخص آخر.؟" شعرت
خلود وكأنها سمعت نكنة.
فاهمة نوايا خلود جيداء لها وقالت "ما" لم ترغبي يا آنسة سلمان بالاحتفاظ
بالتصميم لنفسك، فيحق لنا أن نعطيه لعملاء آخرين".
كانت خلود سعيدة لمعرفة أن قائدة فريقها في صفها..
عضت كنوز أسنانها بصمت على الرغم من أن تصعيب الأمور على خلود كان
أمرا مهم بالنسبة لها، إلا أن الأسوأ من خلود هو أن تسرق منافستها منها
الأضواء.
بعد أن اتخذت قرارها انتزعت التصميم من يد خلود وقالت: "إن تصميمك ليس
فائق الجاذبية، إلا أنني سأبدو رائعة بأي شيء لأنني جميلة. إن هذا القوب ملك
لي".
"حسنا إذن، سنبذل أقصى جهدنا لإكمال الفستان في أقرب وقت ممكن".
استعادت خلود التصميم وخرجت بخطوات ثابتة من غرفة الاستقبال.
عندما عادت إلى مكتبها لم تستطع أن تمنع نفسها من إطلاق ضحكة خفيفة. لم
تكن قضة عمالة ميساء إلا قضة ملفقة. في خلال بحثها اكتشفت أن ميساء
وكنوز كانتا غالبا ما تتنافسان مع بعضهما البعض بحيث يجدان طريقهما
باستمرار إلى عناوين الأخبار
لذلك خططت استخدام ميساء كذريعة في حال قزرت خلود تعقيد الأمور
عليها.
كان يوم العمل ممتازا لخلود عندما حان وقت الانصراف، تعكر مزاجها فجأة
بمكالمة هاتفية من منزل حديد
خلود حديد، عودي إلى المنزل الآن"

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close