رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثلاثون 30
المسابقة
"كيف سارت الأمور؟" لا الصوت المنخفض الأجش على الظرف الآخر من
المكالمة وكأنه لشخص مدخن.
اتبعت أسلوبك"، أجاب إياد بسرعة قبل أن يتسنى له حتى فرصة لشرب الماء.
بعد أن دندن نائل بالإقرار، سأله إيد بفضول "ماذا تعني لك خلود؟"
اعترى الفضول صدر إياد لمعرفة نوع العلاقة التي تربط نائل بخلود، فلم يسبق
أن أظهر نائل اهتمامه بأي امرأة من قبل.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
اضطر نائل أن يطلب من إياد ترتيب المسابقة عوضا عنه، إذ أنه كان مشمولا
في هذا الموضوع، فلن يكون حديثه عن الموضوع لائقا.
رد نائل ببرودة قبل أن ينهي ! المكالمة "لا تندخل بأمر لا يعنيك".
حدق إياد في هاتفه بعد أن اعتراه شعور بأنه استخدم كأداة وضعت جانبًا بعد
استهلاكها. يا له من جاحد.
أعلمت خلود جدتها بأنها ستذهب بعيدا عن المنزل لمدة أسبوع فحسب، إذ أنها
ستشارك في مسابقة. بعد ذلك، أخذت حقائبها معها وشقت طريقها نحو فندق
الزهرة الذهبية.
حجزت جميع غرف الطابق الثالث والعشرين ليرتاح المصممين ويركزوا على
تصاميمهم.
كانت جيداء مسؤولة عن إشراف المسابقة يتمحور موضوع المسابقة حول
هدية بلوغ لفتاة صغيرة. سيترتب عليكم صنع التصميم بعد رسمه، ومن بعد
أسبوع من المسابقة سيتم اختيار الرابح".
وزعت جيداء بطاقات الغرف على المتسابقين بعد شرح قوانين المسابقة وفرزت
خلود في الغرفة رقم 2088
غين لتغريد الغرفة المجاورة لغرفة خلود، فنظرت إليها ببرود وسخرت منها
قائلة: "فلن يحالفك الحظ هذه المرّة يا خلود سأهزمك وسأكون السبب من
وراء طردك من شركة الرضا"..
هاه؟ هل تظن تغريد أن الحظ حالفني فحسب؟ ابتسمت خلود وقالت "فلنضع
رهانا إذا إذا سخرت فستخرجين من شركة الرضا.
كانت تغريد موقنة أنها لن تخسر أمام خريجة جديدة فقد عملت في شركة
الرضا لسنوات طوال وربحت جوائز لا تحصى.
كما أنها كانت واثقة من أن سبب ترقية خلود هو الأفضلية التي تحصل عليها
"لا أرى سببا يمنع ذلك، لكن احذري من أن تغمرك الدموع عندما تنهزمين".
ردت خلود بابتسامة ساخرة على تغريد مرة أخرى قبل أن تدخل غرفتها.
بعد إغلاق الباب وراءها، شفت خلود عبقا حمضيا في الغرفة التي أنارها شعاع
شمص الظهيرة.
بعد
أن وطبت أمتعتها، أخذت قلفا وورقة ولوح الرسم وخرجت إلى الشرفة
لتعمل على مسودتها.
بينما كانت خلود تستمتع بأشعة الشمس تدلّى ظل أنيق على السجادة. كان
جمال المرأة بمظهرها المغبش بفعل أشعة الشمس وعيونها المركزة في عملها
يضاهي جمال عمل فني.
رفضت خلود مغادرة الغرفة، حتى أنها طلبت من الموظفين توصيل وجباتها
مباشرة إلى غرفتها.
أمضت الأيام الثلاثة الأولى على المسودة والأيام الأربعة التالية على الإنتاج.
ترتب على المصممين استخدام أقمشة من نفس النوع واللون لتحقيق العدالة.
اضطرت خلود على الشهر للحاق بالبقية إذ أنها أمضت وقتا طويلا على
مسودتها.
وصلت إلى خلود رسالة من جيداء في الليلة السابعة، مفادها أنه يترتب عليها
إحضار الثوب عند الساعة العاشرة صباحًا إلى القاعة في الطابق الثاني، ومن
يتخلف عن الوقت سوف يُستبعد عن المسابقة.
حولت خلود تركيزها إلى الخياطة والتزيين من بعد قراءتها للرسالة النصية.
كانت نائمة عندما سطع شعاع الضباح عبر النافذة وحظ على قطعة الأثاث.
استيقظت خلود في الساعة الثامنة لتغتسل وضعت عملها الذي كلفها مجهودًا
الحقيبة بعد أن انتهت وخرجت من الغرفة مسرعة.
كبيرا في
كانت تعلم أنها تتسابق مع الوقت حينها، إلا أن زميلتان لها دخلتا المصعد بشكل
مفاجئ.
كان الثلاثة يحملون فساتينهم للمسابقة في حقائب سوداء، وبعد تبادل الأنظار
الحذرة بينهم ضغطت خلود على زر الطابق الثاني.
بينما كان المصعد ينزل ببطء، كانت أعين الثلاثة محدقة في الرقم الأحمر الذي
يعد تنازليا.
توقف المصعد عندما وصل إلى الطابق الثاني هم الثلاثة بالخروج إلا أن باب
المصعد لم يفتح كما كان متوقعًا.
بل استمر المصعد بالنزول بسرعة أكبر. المعتاد.
من
اختل توازن الثلاثة وسقطوا مندهشين على الأرض بفعل الضغط الناجم عن
سرعة المصعد.
سمعوا صوتا عاليا قبل أن يتمكنوا من الاستجابة إلى ما يحدث، ثم خيم صمت
مهيب على المكان بعدها، كما لو أنهم وصلوا إلى أرض مقفرة خالية.
ضعق الثلاثة من
الحدث المفاجئ، واستغرق خلود بعض الوقت حتى فهمت أن
المصعد قد خرج عن الخدمة. يبدو أننا عالقون هنا .
وقفت الفتاة التي كانت إلى جانب خلود وصرخت متألمة بسبب جرح جبينها
الذي أصيب من الحادث.
حاولت تغريد أن تفتح باب المصعد بيديها العاريتين ولكنها استسلمت في
النهاية لأنه لم يتحرك على الرغم من محاولاتها المتكررة.
کیست خلود على زز الطوارئ مسرعة، إلا أنه كان معظلا للأسف. فتناول الثلاثة
مع بعضهم تقريبا هواتفهم لطلب المساعدة، إلا أنه تبين أن الإرسال منعدم.
في
تلك اللحظة، شعروا وكأنهم طيور محبوسة في قفص.
"ماذا نفعل؟ لقد حبسنا هنا!" كانت المرأة المصابة مثيرة للشفقة، إذ أنها تحاول
جاهدًا لإيقاف سيل الدم من الجرح إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
ثم أخرجت خلود منديلا ورقيا وغظت به جرح الامرأة. قالت المرأة المصابة
" شكرا". بينما يعتريها الشعور بالندم والحمرة تغطي وجهها.
في الواقع نصف المتسابقين كانوا يسعون لإثبات أنفسه، أما النصف الآخر كانوا
يتعاونون على طرد خلود من الشركة.
استطاعت خلود أن ترى بأن المرأة المصابة لم تشعر بالذنب إلا لأنها قبلت
المساعدة من عدوتها.
لذلك، حافظت خلود على المسافة بينهما بعد أن سلمتها المناديل الورقية.
سخرت تغريد قائلة "لن تتساقط عليك الزحمة في المسابقة إذا تظاهرت بالحنق
الآن".
لم تكن خلود في مزاج يسمح لها بمشارعة تغريد، إذ أنهم عالقون في هذا
المأزق "إننا عالقون في مصعد بلا مروحة تهوئة مما يعني أن لا أحد منا سينجو
إذا لم يأتي أحد لإنقاذنا".
فهمت المصفمتين الأخيرتين خطورة الموقف من بعد استماعهما لكلام خلود.
لا بد من أن يلاحظ أحد ما خروج المصعد عن الخدمة منطقيا، ويحضر
المساعدة.
إلا أنه إن لم يحدث ذلك، فمن المرجح أن يعاني الثلاثة من نقص في
الأوكسجين تدريجيًا ويفقدون وعيهم عندما ينفذ الأوكسيجين في المساحة
المحصورة.
بدأت تغريد والمصفمة الثانية تشعران بالذعر بعد أن فكرا بما قد يحصل لهما. ما
ولنا صغارًا جدًا، لا يزال أمامنا الكثير لنفعله . لا يمكن أن تكون هذه نهايتنا .
ثم في لحظة مفاجئة، أشارت تغريد بإصبعها إلى خلود وشتمتها، "حدث كل
هذا بسببك لماذا شاركناك المصعد لست سوى تعويذة نحس، إذا حدث شيء ما
لي، سأحرص على إلا تعيشي يومًا آخر لتتندمي على ما جرى".
مع الضوء الساطع على وجهها البارد، بدت خلود وكأنها تنبعث منها أجواء باردة
تثلج العظام.
حذرتهما خلود وهي تحدق في تغريد "كلما تحدثتما أكثر، كلما نفد الأوكسجين
أسرع ومات أحدنا. إذا كنت تقدرين حياتك، فاصمتي!" تراجعت تغريد
والمصممة الأخرى إلى الزاوية وغطتا ،أفواههما، خائفتين من أن يقولا كلمة
أخرى.
مع مرور الوقت كانت خلود تحدق بعينيها السوداوين اللامعتين على شريط
الإشارة على شاشة هاتفها وهي تنتظر أي علامة للاستقبال.