رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الواحد والثلاثون 31
مرت نصف ساعة على هذا الوضع، ووحل صمت مهيب على المكان، يبدو وكأننا
محاصرون في زاوية قديمة وغامضة من العالم، ولا أحد يعلم بوجودنا هنا.
سينفذ الأوكسيجين هنا إذا مرّت نصف ساعة أخرى ونحن على هذه الحالة.
ارتدي جبين خلود طبقة سميكة من العرق، فإن خوف الإنسان من الظلام يتزايد
ببطء في ظروف كهذه كنزايد الزمال في الساعة الزملية.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
اتجهت تغريد ناحية الأبواب بعد شعورها بالدوخة وراحت تضربها بيديها بكل
عزم "هل أنتم جميغا ميتون؟ لماذا لا يأتي أحد لإنقاذي!"
بدأت باستخدام قدميها بعد أن تألمت يداها لن تستطيع حتى أن تحدث خدشا
في الأبواب حتى لو كسرت عظامها، إذ أنها مصنوعة من الفولاذ الصلب.
أفرغت تغريد كل غضبها الهائج في داخلها باتجاه الشخص القابع في زاوية
المصعد وقالت "كل هذا بسببك يا خلود حديد لا بد من أن أحدًا ما يحاول
إيقاعك في مقلب، مما تسبب وقوعنا في هذا المأزق"
لم تكن هذه المرة الأولى التي يخدع فيها أحدهم خلود في المكتب. في بعض
الأحيان كان هناك شخص واحد فقط، وفي بعض الأحيان كان هناك المزيد. على
الرغم من أن ذلك كان يحدث أمام أعين الجميع، إلا أن أحدًا كان ينبس ببنت
شفة.
اختنقت خلود واندلع الذعر بداخلها. لم يراودها هذا الشعور منذ أن قبلها نائل
في الفندق إلا أن الشعور هذه المرة كان مزعجا أكثر.
أشاحت خلود بوجهها عن تغريد فنواحها أشعرها بالإحباط أكثر. على الرغم من
أنها كانت تقف في الزاوية منذ البداية، إلا أنها شعرت بالضعف تدريجيا وسقطت
على الأرض. حذقت في الفراغ، وفقدت عيونها التركيز كان من المستحيل
تخمين ما يدور في ذهنها.
استمر الوقت في المضي قدمًا، ثم فجأة سمعوا صونا عميقا من الجانب الآخر
للأبواب. "خلود، هل أنت هنا؟"
كان صوت نائل
قفزت خلود من الأرض مثل سهم يطلق من وتر قوس مشدود، محدثة صوت
راعد، ثم اندفعت نحو الأبواب. "نائل، أنا هنا!"
لا يعرف أحدًا أن الخوف تملكها من رأسها حتى أخمص قدمها على حياتها.
غلبتها مشاعرها فامتلأت عينيها بالدموع.
"لا تخافي، ولا تقتربي من الأبواب سأخرجك من هنا على الفور"
"حسناً". أحست من خلال صوته أنه قلق مثلها تماما.
خطت بعض خطوات إلى الخلف ووقفت بعيدًا عن الأبواب. عم الشكون لدقيقة
ثم سمعوا سحب شيء ثقيل.
استغرق الأمر بضع دقائق فحسب حتى تمكن بعض حراس الأمن من فتح
الأبواب الصلبة الثقيلة، واستطاع الأشخاص العالقون في المصعد أخيرًا أن
يتنفسوا بعض الهواء النقي الذي دخل مع هبوب الريح.
دخل نائل، وقبل أن تتمكن خلود من قول أي شيء، أمسكها في ذراعيه
وأخرجها مسرعا.
ترك هذا المشهد الشخصين الآخرين مذهولين داخل المصعد. أليس هذا الرجل
الوسيم رئيس شركة الرّضا؟ جاء شخصيا لإنقاذ خلود، فكيف يمكنهم أن يدعوا
أن لا شيء يحدث بينهما؟
بدأ يصفو ذهن خلود عندما أزاحت الزياح الشعور الفقيل الذي تربع على صدرها.
شبت من بين ذراعي نائل كقطة فزعة عندما لاحظت أنه يخرجها من موقف
السيارات "إلى أين تأخذني؟"
عقد نائل حاجبيه بعد الشعور المفاجئ بالفراغ في ذراعيه إلى المشفى لإجراء
فحوصات شاملة".
لوحت بيديها رافضة هذه الفكرة عندما رأت أن الساعة على وشك أن تدق
العاشرة "أنا بخير. يجب أن أسرع للعودة إلى المنافسة".
إذا لم أصل إلى هناك في الوقت المناسب، سيعتبرونها انسحابا طوعيًا من
المنافسة ! لا وقت عندي للثرثرة وانطلقت للعودة.
لاحظ نائل في أثناء متابعتها أنها لا تعاني من ضيق في التنفس، وأنه لم
يستطع مجارات ،سرعتها، لذا تنهد بهدوء ولحق بها.
وصلت إلى المكان لتجد أن المنافسة قد سبق وبدأت بذلت ملابسها بسرعة
وتوجهت ناحية أحد الموظفين لطلب عارضتها.
طلب الموظف اسمها، وفحص القائمة، وقال بحديّة: "رحلت عارضتك فقد
تخلفت عن الموعد".
نظرت خلود إلى الشخص بذهول وسألت بجنون: "غادرت؟ إذا ماذا سأفعل؟"
عن
"وما شأني أنا. إن قوانين المسابقة واضحة، بحيث لن يحصل من تخلف
الموعد على أية عارضة. لماذا تلوميني لعدم وجود مفهوم للوقت عندك؟" أطلق
الموظف طرطعة باردة وانصرف.
لم أشعر باليأس وأنا بالمصعد بقدر ما أشعر وكأن عالمي ينهار الآن! إن
استعراض الملابس على العارضة أمر لا يستهان به ! لن يضفي شخص ببشرة
داكنة وقامة قصيرة انطباعا كما يضفيه شخص ببشرة فاتحة وجسد نحيل. ماذا
أفعل الآن وأنا لا أملك عارضة؟
نظرت تغريد في أثناء تجهيزها لعارضتها نظرة ازدراء على خلود. لن يمكن
للسماء أن تنقذك هذه المرة حتى. لقد فزت !
صاح أحد الموظفين: "استعدي للذهاب يا تغريد المصممة التالية هي .
أجابت تغريب بتأكيد وأخذت عارضتها إلى الخلفية للتحضير.
خلود!"
في هذه الأثناء، نظرت خلود إلى الفستان داخل الحقيبة السوداء وصمتت.
أعلنت شركة الرضا عن المسابقة التصميمية على موقعها الرسمي قبل أسبوع،
مما لفت انتباه الكثير من الشباب. كان المكان مزدحما بالمشاهدين، وجلس في
الصف الأمامي القضاة - جيداء ويوسف وزكرنا وإياد - الذين يمكن اعتبارهم
ذوي مرتبة عالية نسبيا في الشركة.
عرض القضاة تقييماتهم عن تصميم تغريد بعد أن أخذت عارضتها تتهادى على
المدرج.
ثم أعلن المضيف: "الآن دعونا نرحب بالمصممة التالية، خلود حديد لعرض
تصميمها!"
لم يظهر أحد على المدرج لمدة طويلة مع استمرار دوي الموسيقى.
ما الذي يحصل، قد مرّ 10 ثوان ولم يظهر أحد بعد، هذا أمر مستحيل ولو مهما
كانوا بطيئين خفض المضيف رأسه وكان على وشك الإعلان عن المصمم التالي
عندما اندلعت زفرات و صرخات من الجمهور.
تسمرت نظرات الجميع على المدرج.
تحت الأضواء البيضاء المشعة ظهرت شخصية نحيلة كان الفستان مكونا من
طبقات متعددة من الشيفون الوردي الفاتح والأورجانزا البيضاء تحت النصف
السفلي، مما أعطى التنورة حجمها الكامل، بينما كان الجزء العلوي مصمما بدون
حمالات بلون الشمبانيا سارت المرأة ببطء نحو وسط المسرح.
لم تضع مكياجا على وجهها الرقيق. كانت بشرتها فاتحة وخالية من العيوب
وكانت عيناها تلمعان كالألماس، وكان لديها أنف ،مستقيم، وكانت شفتاها حمراء
بلون الورد. كانت ببساطة جميلة لا مثيل لها مع أشعة الضوء تتلألأ عليها،
اعتقد الجمهور أنهم رأوا ملاكا. بدأ الجميع في استخراج هواتفهم والتقاط صور
لها بجنون
كان المصممون في الخلفية أيضًا مندهشين ألم يقولوا إن عارضة خلود رحلت؟
إلا النظر عن كتب كشف أن المرأة التي تمشي على المدرج ليست إلا خلود!
على الرغم من أنها لم تعر أية أهمية للمكياج، حتى أنها لم تضع الأساس على
وجهها وضعت بعضًا من أحمر الشفاه على شفتيها وفردت شعرها ليصل إلى
خاصرتها. ومع ذلك، كانت أجمل من العارضات الأخريات اللواتي أولين اهتماما
كبيرا للتجميل.
انتهت المسابقة بعد خروج خلود من المسرح وعرض الكثير من المصممين
تصاميمهم بعدها.
تناول المضيف القائمة التي تحوي اسم الرابح في مسابقة الليلة . من
انفجر الجمهور مصفَقًا عندما ذكر اسم خلود.
لقد كانت النتيجة متوقعة، فحتى أولئك الذين لا يعرفون شيئا عن
القضاة.
التصميم
اختاروا خلود.
"لقد
فجأة، وقف شخص ما في الحشد وأشار إلى خلود وهو يصرخ بغضب :
تحايلت علينا هذه المرأة في المسابقة لا بد من أنها رشت القضاة أو أنها تنتمي
إلى خلفية تعطيها امتيازا ما بسرعة، دعونا نبلغ عنها جميعًا!"
ما أثار ضجة الجمهور هو بث الرجل لكل هذه الحادثة مباشرة من خلال هاتفه.
على الرّغم من أن عددًا من رجال الأمن حاولوا إيقافه، إلا أنه استمر بالضراخ
"إن الثوب الذي صممته رديء جدًا، هل غميت أعين القضاة؟"