رواية منصف لاند ( فيولا ) الفصل الثاني 2 بقلم لينا بسيوني
رواية منصف لاند (فيولا)
الفصل الثانى بعنوان " قوالب دهب"
أنيتا جات تسيب أيدى سمعت صوت ديابه بتعوى ,فقفشت فيا و هى بتقول :
قولتلها :
تقريبا موسم هجرة الديابه .. متخافيش عنتر وعبله ..
مكملتش كلامى لما أفتكرت ان عنتر وعبلة محبوسين فى الكوخ !!
يالهوى بالى ... بيانولا لوحدها فى الغابة !!!
جيت أجرى على بيانولا لاقيت قطيع الديابه جاى يجرى ناحيتنا من كل حتة !!!
شيلت أنيتا وطلعتها فوق أقرب شجرة وقلتلها:
- تبتى فى الشجرة متتحركيش.. وهش اكتمى خشمك خالص متطلعيش صوت .
قربت من النار ومسكت خشبة مولعة نار و أتسحبت ما بين الأشجار براحه خالص وبشويش.
القطيع عدى من قدامى و تلاته من الديابة شافونى , فأنفصلوا عن القطيع و جم جرى عليا.
وقفت مكانى ومرضتش أجرى لو جريت هعزز غريزة الافتراس عنديهم وهيبهشونى من الحته أياها
أديتهم وشى وبصيت فى عنيهم، هديت أنفاسى وعضيت لسانى براحة عشان الأندر لين ميفوحش من جتتى فيشموه ويهجموا عليا ...
واحد هجم عليا فأديته بعصاية النار وانا واقف مكانى فجت فى بوزه فعوا بألم ورجع لورا
بصيتلهم فى عينهم ووهددتهم بالصوت العالى
الصوت العالى أكتر حاجة بتخاف منها الديابه بعد النار !!
زعقت بصوت عالى وقلت وانا بهوش بالعصاية يمين وشمال :
- يـــــــا بيانـــــــــــــــــــــولااااااااااااااا
العصاية جات فى فروة ديب تانى فولعت فيها الديب فضل يتنطط ويتمرمغ فى التراب علشان يطفى النار ، فزعقت تانى وقلت بصوت عالى وانا ببص فى عنيهم :
- انتـــــــــــــــــى فيـــــــــــن يا بيانـــــــــــــــــولااااااااااا
وهوشت يمين وشمال بالعصايا المولعة تانى فخافوا و جريوا وحصلوا بقية القطيع ...
جريت فى الغابة زى المجنون وانا بتلفت يمين وشمال وبنادى وبقول :
- يا بيانــــــــــــولا
صفرت زى الكروان.. دا السيم اللى بينى وبين بيانولا واللى بنادى بيه على بعض فى الغابه ...
فضلت أصفر ، بس مردتش عليا و صفرت هى كمان
رحت ناحيه الكوخ اللى فيه عنتر وعبله لقيتهم بره الكوخ وبيتخانقوا مع بعض أول ما شافونى جريوا عليا , قلتلهم :
- أومال فين بيانولا !!
عنتر جرى ناحية الكوخ بتاعهم وقال :
- هوووو هو هو
قلتله وانا فرحان :
- صوح ؟!!
رحت ناحية الكوخ بتاع عنتر وعبلة و فتحت الباب لقيت بيانولا قاعدة على الأرض ومربعة.
قولتلها وانا مبتسم :
- بت قردة صوح .. طلعتى الكلاب وقعدتى مكانهم !!
قالتلى بكبرياء :
- على فكرة انا مش محتجالك.. انا اقدر أحمى نفسى بنفسى , تقدر تروح تنبسط مع اللى فضلتها عليا وانقذتها الاول.
خرجت بره الكوخ، وأديتنى ضهرها ومشيت، فجريت وراها ،مسكت ايديها وقلتلها :
- يا بيانولا متخليش الشيطان يلعب فى دماغك ..
انا جريت فى الغابة واتعاركت مع ديابة، وقولت لنفسى هوصلك حتى لو عارف أنى ممكن أموت ، هوصلك ولازم تحس باللى حبك موت ..
و مكنش ينفع أسيب الوليه للديابة تاكلها ...
نتشت أيديها من يدى وهى بتقول :
- طلقنى يا منصف !!
قلتلها :
- واه واه هى بقت لبانة فى بوقك ولا ايه ؟!! كل شويه طلقنى طلقنى ؟ طب مش هطلق يا بيانولا وروحى ارفعى عليا قضيه خلع .
قالتلى :
- كدا يا منصف !! .. اوك .. من هنا ورايح لسانك ميخاطبش لسانى .. خلى ست أنيتا تنفعك .
دخلت الكوخ بتاعها اللى عامله بيدى الهى تنشل يدى ورزعت الباب وراها.
أخدت عنتر وسيبتلها عبلة وروحت بيه ناحية الشط، لقيت أنيتا لسه متشعلقة فى الشجرة ومتبته فيها .
مشيت وأنا شارد الذهن ومعبرتهاش , روحت ناحية الخشب ورصيته ورفعت الحيوان علشان أسويه فسمعت أنيتا بتقولى :
- بيس بيس.. هو خلاص ؟!!
قلتلها :
- ايوا خلاص مشيوا يا بوذ الفقر
نطت من فوق الشجرة وقربت عليا وانا بدخن الحيوان
قالتلى وهى بتشاور على الحيوان:
_ أيه دا ؟!
قلتلها :
- بتاع ..
قالتلى بأستغراب :
- بتاع ؟!!
قلتلها :
- ايوا حيوان غريب لقيناه على الجزيرة هو شبه الغزال وليه قرون الخروف.
بصت على رأس الحيوان المقطوعة وقالت :
- بس دا لا شبه الغزال ولا قرونه شبه قرون الخروف!!
قلتلها :
- عشان كدا سميته بتاع ... لما يستوى كلى وانتى ساكته .
سويته وقطعته كيف الشورما و حطتلها حبه فى طبق خشب وأديتها الطبق وقلتلها :
- خدى .. أطفحى.
خطفت منى الطبق ونزلت دب فيه ، بنت المركوب خلصته كله فى اقل من دقيقة
وقالتلى :
- حلو اوى البتاع دا .. هات حبة كمان .
لمحت بيانولا جايه هى وعبلة وقعدوا بعيد عننا على الشط
قلت لانيتا بصوت عالى وانا بحطلها بتاع فى الطبق :
- عجبك البتاع يا أنيتا ؟!
أنيتا ردت عليا وهى بتاكل وبتتمزج :
- طعمه حلو جداا تسلم ايدك .
قلتلها :
- شكلك بتفهمى يا بت يا انيتا .. وهيبقى بينا قواسم مشتركه كتير
حسيت بالحرارة جايه من ناحيه الشط , تقريبا فيولا بتولع من جوه، فرميت فحم على النار وقلت فى عقل بالى اولعها اكتر
فبصيت لأنيتا و قولتلها بصوت عالى :
- بتحبى الاغانى يا انيتا ؟!
قالتلى :
- طبعا فى حد مبيحبش الأغانى .. بتعرف تغنى ولا ايه ؟!
قلتلها :
- فنان .. مطرب .. عندليب .. جنزوره بتغرد.
قالتلى وهى مبسوطة :
- الله شكلك هتطلع مسلى اوى ..سمعنى .
غنيت وقلت :
- جرب نار الغيرة.. جرب نار الغيرة.. وقولي قولي.. إيه رأيك رأيك.. جرب و اوصفلى.
لقيت انيتا بتقولى :
- الله صوتك حلو اوى.
قلتلها :
- صوح!!! عجبك صوتى ؟!
قالتلى :
- كرووان.
فقلت بصوت عالى:
- ايه يا انيتا شكلك هحبك ولا ايه ؟!
سمعت صوت الفيولا ولقيت بيانولا بتعزف موسيقى أغنية أصالة اللى بتقول :
لو مرجعتش ليا بقلبك تانى هنا .... مابقاش أنااااا
فقلت بصوت عالى وأنا برمى عليها :
- يا شيخة غورى هو دا اللى فلحالى فيه !!
بيانولتى القطه قربت من انيتا , أنيتا حضنتها وباستها فالقطة اتمسحت فيها .
قلتلها :
- ياااه ع الحيوان لما يحس بالحنيه .. انا اعرف بنى آدمين معرفش غيرهم , قلبهم وعقلهم زى الحجر الصوان يتسن عليه السكاكين .
انيتا ضحكت بمياعة وقالت :
- دمك خفيف اوى يا منصف ولا اقولك يا صفصف ؟!!
قلتلها :
- قولى قولى .. دا انا محروم !!
اتفاجئت بوبور الجاز ( بيانولا ) بيقرب علينا وهو بينفث نار ,بصت لانيتا وهى شايطة وقالتلها :
- مش هتقومى تتخمدى بقى؟! .. عندنا رحلة الصبح بدرى .. عشان نرميكى فى الهند .
انيتا قالتلها :
- لا ما انا قررت ممشيش بكرة وهقعد هنا وسط الطبيعة الخلابة دى والوجه الحسن
وبصت عليا فأتكسفت ووشى أحمر كيف التفاح .
بيانولا ولعت وقالت وهى متعصبة :
- انا قلت هتمشى بكرة يعنى هتمشى بكرة غصب عنك.
انيتا تجاهلتها واكلت من البتاع اللى فى الطبق فبيانولا خبطت رجليها فى الارض وهى بتقول :
- ردى عليا يا بتاعه انتى!!
انيتا مصمصت صوابعها وقالت :
- هو حضرتك اشتريتى الجزيرة ؟!! أصل مش شايفة اسمك عليها انا شايفة بس اسم منصف لاند ، سي منصف هو اللى يقول مين اللى يقعد ومين اللى يمشى.
وبصتلى بمحن وسألتنى :
- صح يا سي منصف؟
بصيت لبيانولا وقلتلها :
- اقولها ايه يا بيانولا ؟!!
مردتش عليا، قولتلها :
- اقولها ايه انا بشورك اهه عشان متزعليش.
ركبت نافوخها وقالت:
- أولعوا انتوا الاتنين !!
فأنيتا غاظتها وقالتلى :
- أد ايه انت عمله نادرة يا منصف .. هو فى راجل مخلص كدا .. شوف شورتها وهى معبرتكش ازاى !!
بيانولا ادتنا ضهرها ومشيت هى وعبلة .
ناديت عليها وقلتلها :
- يا بيانولا !!
انيتا قالتلى بدلع :
- سيبك منها دى نكدية اوى !!
قولتلها وانا حزين :
- سيبنى منها ايه !! اوعى تكونى صدقتى الكلمتين اللى قلتهم قدامها ، انا بعشق بيانولا ومقدرش على زعلها .. لو قلبها بيتقطع دلوقتى فانا قلبى بيتقطع شرايح زى الشاورما .
انيتا قالتلى :
- صح شاورما !! هاتلى حبه كمان من البتاع .
أديتها حبه من البتاع , قالتى وهى بتأكل :
- منفسكش تبقى غنى ؟!
قلتلها :
- ايه انتى شغاله فى كيونت اللى هى السجرة اللى بيجيبوا تلاته وكل تلاته يجيبوا تلاته .
قالتلى :
- لا يا سيدى مش شغاله فى كيونت وعلى فكرة دا نصب اصلا .. انا بتكلم عن الدهب .. قوالب دهب زى الطوب .. محتاجين بس حد بقوتك وشجاعتك يعبر بيهم من مكان لمكان تأتى بالمركب بتاعته .
قلتلها بحزن :
- بلا دهب بلا ياقوت .. بيانولا زعلانة .. شكلى تقلت العيار عليها حبتين ..
وبعدين هعمل أيه يعنى بالدهب هشترى جزيرة واعيش فيها لوحدى ما أنا اهو عندى جزيرة وعايش فيها مع بيانولتى هحتاج الدهب فى ايه؟!
سكت شويه وقلتلها :
- بس ميمنعش برضه انى افهم الحوار لانى مبحبش اكون زى الاطرش فى الزفه ..فين الدهب دا ؟! وتعرفى حواره ازاى ؟!
قالتلى :
- انت صدقت يا عم انت.. دهب ايه !! انا بس بختبرك بشوف قيمة مراتك عندك .. انت فعلا طلعت عملة نادرة وشكلى هدخل معاك فى النيكست ستيب عشان اشوفك هتستحمل اد ايه!!
قلتلها وانا بهرش فى رأسى :
- مش فاهم !!
لقيتها هجمت عليا وعايزة تبوسنى، زقيتها وقلتلها :
- وووه انتى عبيطة يا به ولا ايه ،فسحى كه طي،قليله الحيا صحيح
زحتها من جنبى وقومت أتمشيت فى الغابة وجنبى عنتر وغوطت جوه الغابة عشان أنسى الهموم .
اتكلمت مع عنتر وحكيتله على اللى بيا فقالى :
- هو هو
قلتله :
- عندك حق الحال من بعضه .. كله فى الهموم ملموم.
قالى :
- هو هو !!
قلتله :
- لع دا مش مثل .. دا انا لسه مألفها دلوقت.
بصلى وقال :
- هو هو هو.
قلتله :
- خلاص روحلها متشغلش بالك بيا انا هتمشى لوحدى.
طلع عليا الصبح وانا فى الغابة كنت مفكر بيانولا رجعت الكوخ بس لما فتحت كوخها اللى فى الغابة لقيته فاضى .
سمعت صرخة انيتا وانا فى الكوخ .. معقول تكون بيانولا عملتها !! لع بيانولا متعملش اكده !!!
"فيولا "
منصف بيستعبط .. بيسألنى ايه اللى انا عايزاه مع انى لسه قايله من دقيقة أنا عايزه أيه !!
والله انا بحبه خالص , منصف دا كل حياتى مقدرش اعيش من غيره , يمكن المشكلة انى اتجوزت متأخر وكمان اتجوزت من غير فرح و فى الجزيرة بمأذون واتنين شهود فحاسه انى متجوزتش؟!!
ويمكن برضه عشان عيشت مع منصف سنتين لوحدنا فى الجزيرة قبل ما نتجوز فأتعودت انه يعيش معايا من غير ما يلمسنى؟!!
وبعدين هو على قد ما هو شجاع وقوى الا انه حنين جدا ومحاولش انه يجبرنى على اى حاجة فقلت عادى بقى الموضوع مش فارق معاه , لحد ما بدأ يلح فى الفتره الاخيرة وانا تعبت من إلحاحه الصراحة ومبحبش حد يلح عليا كده علشان بعند.
دلوقتى نطت علينا بنت ال .. اللى اسمها انيتا و عايزة تسرق منى حب عمرى بمحنها وتلزيقها .
قال ايه بتقوله يا صفصف , صفصفوا دمك يا بعيدة , ماشى يا منصف اهون عليك كده!!!
اتمشيت لحد المرجيحة اللى عملهالى على الشط , ركبت المرجيحة وكان جنبى عبلة ، شويه وجه عنتر وهوهولها فمشيت معاه.
قلتلها :
- روحى معاه يختى .. كلبة رخيصة عديمة الكرامة .
وفضلت اتمرجح وانا بعيط لوش الصبح و قبل الشروق سمعت انيتا بتصرخ !!
معقول يكون منصف.. لا لا منصف ميعملش كده !!
جريت ناحية صوتها , اتفاجئت بناس بينزلوا من فوق لانشات على الشط وفى ايديهم اسلحة , واحد منهم بيجرجر انيتا من شعرها ، فصوتت وهى تستنجد بينا ، جريت عليهم وانا بقولهم :
- انتوا بتعملوا ايه اللى جابكوا هنا انتو..
لسه هقولهم انتوا مين ، لقيت حاجة بتنزل فوق رأسى واغمى عليا .
صحيت لقيت نفسى على الرمل على الشط وايدى ورجلى متكتفين وجنبى انيتا متكتفه زيي وبتفوق.
اول ما فاقت نزلوا فيها ضرب وهما بيسألوها بالانجليزى عن مكان صناديق , عرفت ان بقالنا فترة كبيرة مغمى علينا لما لقيت الشمس فى نص السما ،
بصيت على الشط لقيت حفر كتير تقريبا بيحفروا وبيدورا
على حاجة، قلت فى نفسى :
- فين منصف ؟!! اكيد عملوا فيه حاجة ؟!
كنت هنادى عليه بس فكرت وقلت لو كان ظهرلهم وقتلوه اكيد كان جثته هتكون على الشط .. ممكن يكون مستخبى؟!!
صفرت زى الكروان فسمعت صوت صفير جاى من بعيد اوى.
خدت نفسى وحسيت بأرتياح , كده منصف عايش واكيد بيخطط لحاجة .
واحد من اللى شايلين سلاح قرب عليا لما لقانى فوقت وبصفر وقالى بالانجليزى :
- بتصفرى لمين ؟!! انتوا معاكوا حد تانى هنا ؟!!
هزيت رأسى وانا متنحة و عملت نفسى مش فاهمة انجليزى فقالى :
- Do you speak Arabic
فضلت متنحة ،فقالى :
- بتحكى عربى ؟!
فمردتش عليه برضه , مد ايده عشان يشدنى من شعرى. فقلتله :
- تؤ تؤ, لو لمست منى شعرة واحدة مش هتلاقى ايدك !!
بصلى بأستهزاء ولسه هيمسك شعرى اتفاجأ برمح خشب بيرشق فى كف ايده , مسك ايده وهو بيصرخ واللى حواليه اتلفتوا يمين وشمال وهما بيدوروا على مصدر الرمح .