رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل السابع والعشرون 27
احتدت الأجواء وثبت الرّجال الثلاثة أعينهم على الكرة الزجاجية المتدحرجة
إلى أن وقع نظرهم في نهاية المطاف على امرأة نحيلة، ذات منحنيات جسدية
جميلة إلى جانب الخزانة.
امتلكت المرأة التي عاينوها عيونا لامعة بزاقة ذكرتهم بالنجوم. وكانت ترتدي
فستانا أبيضًا يصل طوله إلى الركبة، تاركا ساقيها الجميلتين بارزتين بدت
كمخلوق خرافي ضائع، سقط في العالم البشري عن طريق الخطأ.
إنها جميلة !
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
انبهر زكريا بمجرد أن وقعت عيناه على خلود.
لم يسبق وأن انجذب زكريا هكذا من قبل على الرّغم من مواعدته للكثير من
النساء في الماضي.
سأل متيقنا من أنه لم يسبق وأن صادف هذه الفتاة على الإطلاق "من أنت؟"
لم تزد خلود، ولكن عيناها ظلت ثابتتان على نائل، إذ أنها ضدمت من حقيقة أن
نائل هو مدير شركة الرضا.
ما مدى حجم امبراطوريته التجارية؟ هل يملك كل شركة في الدوحة؟
شعرت خلود بالحرج فحملت دلو الماء وهرعت نحو الباب من دون أن تجيب
على سؤال زكريا.
هربت من المكتب كهزة رشيقة، لكنها لم تلتفت أن حبل بطاقة التعريف الخاص
بها علق في مقبض الباب وسقطت البطاقة على الأرض.
لم يتمكن زكريا من رؤيتها عندما لحق بها، إلا أنه وجد بطاقتها التعريفية.
همس وهو يلقي نظرة عليها "خلود حديد؟"
على الرغم من أن الصورة على البطاقة كانت مشؤشة، إلا أن حقيقة أن المرأة
كالملاك لم تغب عن ناظريه قرب البطاقة من وجهه، حتى أنه تمكن من شم
رائحة لطيفة منها.
منذ متى التحقت بشركتنا امرأة جميلة كهذه؟ وكيف لم أعلم بذلك أنا؟
فعندما كان زكريا على وشك أن يحتفظ بالبطاقة ليستخدمها كحجة للتحذث
مع خلود قام نائل بنزعها من يده وحذرة ببرود قائلاً: "هي لا.
اندهش زكريا، لكنه عندما تأمل وجة نائل الجاذ، لم يستطع إلا أن يقول
بسخرية: "يا رجل، لا تخبرني أنك معجب بها أيضا!"
من دون أن ينبس ببنت شفة ألقى نائل نظرة على زكريا ومضى بعيدا مع
بطاقة التعريف.
لم يسبق وأن رأى زكريا نائل الزجل الذي ينفر من النساء عادة، منفعلا إلى هذا
من أجل امرأة. التفت إلى إياد وقال "من خلال تجربتي، لا بد من أنه واقع
في حب تلك الفتاة".
الحد
متفاجئا بما حدث أيضًا، أردف إياد قائلا " لا أظن ذلك، ولكن من الأفضل أن
تبقي يديك بعيدتين عن . تلك المرأة".
بناء على تقديره لن ينتهي الأمر بشكل جيد إذا تورطت امرأة بريئة مثل خلود
مع لاعب مثل زكريا.
من
بعد مواجهتها لصعوبة في الجري وهي حاملة دلو الماء في يدها، تمكنت .
الابتعاد. أغلقت باب الحمام بسرعة بعد أن أحشت وكأنها نجت بأعجوبة من
قاعدة لعدو لدود. ولكن قبل أن تتمكن من التقاط أنفاسها، فتح باب الحمام.
كانت فتحة الباب قوية لدرجة أنه دفعها نحو الحمام.
قبل أن تتمكن من فعل أي شيء، دخل نائل وانسدل ظله الطويل على أرضية
الحمام وقع الضوء على وجهه مكونا تباينا واضحًا مع زوج عينيه الداكنة
والساحرة على وجهه لم تر خلود عيونا مثل تلك على رجال آخرين من قبل -
حتى الأضواء توهجت مثل النجوم اللامعة في عينيه العميقتين.
رأت خلود بدلة سوداء مكوية فوق قميص أبيض ناصع.
بعث مظهره برودة قارسة تذكر الشخص بوردة تزهر في الشتاء.
"نائل م-ماذا تفعل هنا؟" بينما الظل المهيمن كان يقترب منها، ابتعدت خلود
عن غير وعي حلى طال ظهرها الحائط.
حتى ولو كان لا يُسمح للموظفين الدخول إلى هذا الطابق، فلا يمكنه أن يدخل
إلى حمام النساء بهذا الشكل الضريح.
اقترب نائل من خلود إلى الحد الذي غطى فيه صدره المفتول بالعضلات أفق
رؤيتها. كما أنها استطاعت أن تشم رائحته الزكية.
عندما وضع نائل بطاقة التعريف حول عنقها، أدركت خلود أنها قد أسقطتها في
المكتب عندما غادرت على عجل.
"شكراً". أحنت كتفيها قليلاً :
وهي
تعبر عن شكرها.
عند سماعه ،لهذا، مزر نائل أصابعه على خذها قبل أن يرتب شعرها الهدل وراء
أذنيها. " في الواقع لا يمكنك أن تشكريني شفويا في كل مرة.
احمر وجه خلود من الحميمية، لكنها جهلت أن تلك الحركة زادت رغبته في
الحصول عليها.
عارفة بدوافعه الخفية مسبقا، عقدت خلود حاجبيها وعضت شفتيها وسألته
"ماذا تريد إذا؟ "
"يجب أن تبيني لي امتنانك بأفعال ملموسة".
بعد أن اضمحل صوته الجذاب، شعرت خلود بموجة من الحريق تعتري جسدها.
فقبل أن تتمكن من القيام بأي حركة، وضع شفتيه الزقيقتين على شفتيها.
شط ذهن خلود ولم تقوى على التفكير القويم حتى.
كان يخفق قلبها بشكل جنوني، حتى أنها أحست أنه سيشرط صدرها. عندما
ترك نائل شفتيها بعد قبلة طويلة جذا بإرادته، نظرت المرأة إليه بوجهها الأحمر
وهي تغطي فمها غاضبة.
هذا ما يعنيه إذا بالشكر بالأفعال؟ إنه يحاول العبث معي ؟
بلا شك !
مع بنية نائل القوية التي تحجب كل الضوء بدا الأمر وكأن المكان برفته خيط
يتلاعب به بأنامله.
قال لها بهدوء "سأقلك بعد العمل، يجب أن تتكلم"
هل سيرجعني إلى منزل هادي ثانية؟
وجلة من أن يظل يمعضها تجنبت خلود نظرته ونطقت بتصنع "بالتأكيد".
عندما رأى نائل نظرة الذنب التي ملأت عينيها، رفع ذقتها وذكرها "لا تفكري
حتى في الهرب، لن أمانع أن أمز وأخذك من مكتبك".
ماذا؟ يتجانس ذلك مع فكرة الإعلان عن علاقتنا للملا!
علمت خلود أن نائل يقصد ما يُمليه، لذا لم يتسنى لها سوى أن تفعل ما يشاء
"لا يزال أمامي طريق طويل حتى أنتهي من العمل، لذا استمتع بالانتظار.
بعد أن قالت ذلك انزلقت من ذراعي نائل وغادرت الحمام.
عندما عادت خلود إلى العمل، ذهبت المحادثة التي دارت بينهما سابقا مع الزيح
عن ذهنها عندما حان الوقت لمغادرة المكتب أعلنت جيداء عن مهمة جديدة
للفريق.
بما أن الجولة الأولى من الفرز لتصاميم الخريف قد بدأت، كان على كل مصمم
تقديم ملف من مسودات التصاميم. كان الفرز متاخا أمام المتدربين، فإذا
اختيرت تصاميمهم، فإن فرصتهم ليصبحوا موظفين دائمين أكبر.
قررت خلود أن تقضي تلك الليلة بإعداد التصاميم، بسبب اندفاعها للفرز.
كانت متوجهة نحو تقاطع الطريق القريب من الشركة بعد العمل، إلى أن قطعت
طريقها سيارة مايباخ سوداء.
فتح سالم، الذي كان قد نزل للتو من السيارة، باب المقعد الخلفي وقال بأدب:
" يطلب السيد هادي رفقتك يا سيدة هادي".
كانت السيارة مظلمة، إلا أن رؤيتها لساقيه الطويلين والبدلة المرتبة كانت كفيلة
الردعها من الدخول.
تملك خلود القرند، إذ أنها شعرت وكأنها تدخل حقل ألغام.
كانت تخشى من أن يتم تقييد حزيتها بعد عودتها مع نائل.
دعا سالم مزة أخرى "يا سيدة هادي؟" وجد أنه من الصعب على خلود دائما أن
تقرر الركوب مع نائل بينما تموت الكثير من النساء لفرصة مثل هذه.
أجابت خلود أخيرا قبل أن تدخل "نعم".
بعد إغلاق الباب خلفها، عاد سالم إلى مقعد السائق وانطلق.