رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل السادس والعشرون 26
أعجب المتدربين الآخرين بتصاميم خلود إلا أن إعجابهم ما انفك إلا أن تحول
إلى غيرة.
دفع فضول أحد المصممين للاطلاع على عمل خلود واكتشف أنه كان مبتكزا
وجذابا للنساء الشابات، على الرغم من أنه لم يكن يتناسب مع أسلوب الشركة.
ومع ذلك، كان مستوى تصميمها يفوق مستوى المبتدئين.
لم يصفق أحد لخلود عندما وقفت بين الحشود، إلا أن نظرات ثاقبة تحمل في
طياتها الكثير من المعاني توجهت نحوها. من الواضح أن وضع سندس لتصميم
خلود على الواجهة كان مدعاة للكارثة، فالرصاصة تصيب الطائر الذي يخرج
رأسه أولا.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
عد جميع المتدربين خلود خصمًا لدوذا لهم بعدما حدث.
في هذه الأثناء، ترك نائل خلود من دون تشتيتها بشكل متواصل لأول أسبوع
منذ بدء فترة التدريب حتى تتمكن من التركيز على العمل، نظرًا لجدولها
المزدحم.
في إحدى المزات، كانت خلود على وشك أن تتأخر على دوامها، وتسجيل
حضورها متأخرة في حال فاتها المصعد، لذا عجلت نحوه وهي تحمل في يدها
علبة حليب كانت قد ابتاعتها للتو.
"انتظري !"
كيست المتدربة على زر الإغلاق، غاضة نظرها عن صيحة خلود العالية، زاهدة
فيها.
توانت خطوات خلود بخيبة بعد أن أغلق باب المصعد بينهما. تعابير العجرفة
على وجهها، حسستها بأنها منبوذة.
تذكرت أن لدى فريق أ قواعد صارمة تتعلق بالتأخر كل من يتأخر عن العمل
مزتين لن يحصل على مكافأة.
عند التفكير في ذلك، قامت بتحريك الحليب الذي لا يزال في فمها وكانت قد
بدأت تتعايش مع الأمر، لكن باب المصعد فتح فجأة من جديد.
قال رجل بحاجبين مقؤسين "ماذا تنتظرين؟ "
الرجل الذي فتح الباب كان يرتدي بزّة ضيقة تناسب بناءه الطويل تماما وتنبعث
منها هالة ملكية أسرت خلود للحظة.
إلا أنها سرعان ما استعادت الأخيرة وعيها هفت إلى المصعد كما لو أن شعاعا
من الضوء قد سطع في الظلام بالنسبة إليها "شكرا لك!"
ألقى الرجل نظرة خاطفة على البطاقة التعريفية الخاصة بها بزاوية عينيه
وأصدر تحية بسيطة كرد عليها.
ثم استرقت خلود النظر إلى البطاقة التعريفية الخاصة بالزجل المعلقة على
بزته المكتوب عليها : يوسف غندور، قائد الفرقة ب.
هذا الاسم ليس غريبا على خلود فحتى في أيام الدراسة، سمعت كثيرا عن
المصمم الذي فاز بالكثير من الجوائز العالمية.
لم تتوقع خلود أن تصادف شخضا تقدره إلى هذا الحد في المصعد - فما بالكم
في العمل معه في نفس الشركة. أحشت خلود أنه لا بذ لهذا اليوم أن يكون من
أسعد أيام حياتها.
اله
بسحر
بعد الإمعان بالنظر، تبين أنه لدى يوسف شعرًا يصل إلى كتفه وزوجا من العيون
المبهرة. كان رجلاً جذابا كثيرًا بجسر أنف عالي وفك محدد، ما يـ يسمح
أي شخص. وعلاوة على ذلك، فإن طوله الذي يبلغ شئة أقدام، يؤكد أن أي
لباس يرتديه يكون رائها عليه، ويجذب كل الأضواء ما إن مشا على مدرج
الاستعراض.
أنهى فتح باب المصعد اللقاء القصير بينهما.
توجهت خلود إلى مكتبها ونجحت في الوصول في الوقت المناسب قبل
المباشرة بالعمل..
-
بعد أن ظنت بأن يومها سيمز بسلاسة، وصلت لتجد طاولة مبللة بالماء، إضافة
إلى كافة الوثائق التي كانت قد ظهرتها.
كان من الواضح أن هذا أمرٌ مفتعل.
بعد أن جالت بنظرها الحاد حول المكتب، سألت خلود زملائها: "من سكب
كوبي؟"
أمسك الجميع عن أعمالهم ووثبوا بنظرهم ناحيتها، إلا أنهم كانوا سعداء في
سرهم برؤية السيدة الشابة وهي تستشيط غضبًا.
كما توقعت خلود، لم يعترف أحد بخطئه لم تكن خلود مهتمة بتحديد الجاني
أرادت أن تحذر الفاعل فحسب وإلا ستتكزر هذه الحوادث دوما.
لم تتوانى على الرغم من أنها تلقت نظرات ازدراء من زملائها. "سأطلب من
الأمن أن يأتي في المرة القادمة التي يحدث فيها شيء كهذا".
ساد الصمت في المكتب بأكمله. لم يتوقع أحد أن شخصا جديدًا، بالكاد خطا
خطوته في المجتمع سيكون محنكا هكذا، فلطالما رضي الأشخاص الجدد
بالتنقر الذي كانوا يتعرضون له.
لم يدافع أحد عن نفسه بشكل علني هكذا.
بعد الحادثة، ذهبت خلود إلى المخزن لتهدئة نفسها قبل العودة للعمل. عندما
شارف وقت العمل على الانتهاء دنت منها مساعدة المكتب جيداء سلوقي
للحديث معها.
أمرتها جيداء قائلة "يحتاجون بعض المساعدة في تنظيف المكتب في الطابق
العلوي، فلتذهبي إلى هناك".
عجرفتك التي مارستيها في هذا الصباح ستمحى بعد عملك في التنظيف،
وسيبطنك حبة أو حبتين لنرى ما إن كنت ستتخظين حدودك بعد هذا.
علمت خلود أن المساعدة جاءت لتعقيد حياتها، لذا وضعت عملها جانبا ونظرت
"أنا مصممة متدربة لست هنا للقيام بأعمال التنظيف من فضلك
إليها بهدوء
ضعي هذا في بالك".
بصفتها موظفة قديمة ذات خبرة، جاءت جيداء وفي جعبتها كافة الحيل التي
تعرف المتدربين حجمهم. ليس لديك عمل تقومين به في الوقت الحالي،
أتحاولين إخباري أنه علي الطلب من المصممين المشغولين تنظيف المكتب؟
عليك يا خلود حديد أن تتعلمي كيفية اتباع الأوامر في هذه الشركة، وإلا قدمت
فيك شكوى".
كانت خلود لا تزال متدربة. فجلدها ما زال لا يتحمل شكوة ضدها، إذ أن وقعها
سيكون سلبيا على طلبها لتصبح موظفة دائمة.
"حسناء إذا".
بعد أن قالت ذلك خرجت خلود من المكتب واستلمت أدوات التنظيف
وصعدت بالمصعد إلى الطابق العلوي، حيث مكتب الرئيس التنفيذي.
بعد أن تسلمت بطاقة الدخول من عاملة التنظيف دخلت المكتب وفي يدها دلو
الماء.
كان المكان نظيفا للغاية، نظرًا لأن المدير نادرًا ما يأتي إلى الشركة، باستثناء
طغيان شعور الوحدة على المكان الفارغ
بعد تنظيف الأرضية، بدأت خلود في مسح الزوايا ثم ذهبت لتنظيف الخزانة
على الجانب الأيمن من الغرفة.
فجأة سمعت ثلاث خطوات في الممز.
الرجل الذي فتح الباب أولاً ودخل كان يرتدي بدلة مصنوعة من الصوف الأحمر
واسمه زكريا شيت قصة هذه القطعة العصرية التي يرتديها لا تليق بأي شخص
ولكنها تبدو مناسبة تمامًا على هذا الرجل الطويل القامة.
كعارض أزياء خرج للثو من العرض، كان يمتلك هذا الزجل الجذاب شعرا رماديا
قصيرا وبعض الخواتم العصرية التي التفت حول أصابعه.
جلست الشركة بأكملها على الأريكة فور دخوله والآخرين. ثم وضع زكريا تقرير
أداء الأعمال للربع الأخير على الطاولة، قائلاً : "لم يمض نصف الشهر بعد، ولقد
تجاوزت هدفي بنسبة خمسين في المئة".
كانت هذه نتائج مذهلة.
جلس نائل كالملك على الأريكة الفردية بساقيه المتقاطعتين، واضفا يده على
خذه
أجاب بابتسامة خفيفة: "يمكن أن تكون منتجا جدًا عندما توجه طاقتك إلى
بدلاً من التفكير في النساء".
أضحكت تصريحات نائل الزجل الجالس على يمينه إياد زبون "أراهن أنه يعاني
من بعض المشاكل في تفعيل تلك المنطقة، وهذا هو سبب وضع كل طاقته في
العمل فجأة".
الرجل الذي تحدث للتو كان يرتدي قميضا عاديا مصمقا. بانت ترقوته الرائعة
أسفل أول زرين مفتوحين وكان يرتدي سترة سوداء تتناسب مع شكل
جسمه الهرمي المقلوب
من
كان يضع حلقا أسودًا على إحدى أذنيه وأبقى عينيه منخفضتين، أخذ ينظر إلى
ساعته ويرتبها حول معصمه في أثناء دخوله الغرفة. كانت تنبعث منه هالة
رجولة واحتراف في الوقت عينه.
من بين الرجال الثلاثة، كان زكريا الأكثر اعتيادا على مزاح أصدقائه لأن حياته
العاطفية كانت الأكثر عرضة للكثير من المواقف أجاب بتعبير وجه يُظهر أنه
أفضل من أي شخص: "أنا لا زلت أعمل بشكل جيد، لكنني ضائع قليلاً الآن
فحسب، إذ أنني لم أعد ألتقي بمن يثير انتباهي".
ثم
التفت إلى نائل وسأله بمزاح، "لماذا جئت فجأة إلى المكتب؟ هل لأن
الشركة دعت للاحتفال بالذكرى بعض العارضات بما فيهن كنوز هل متقصدًا
مقابلتها؟"
نائل؟
اهتزت خلود خلف الخزانة عند ذكر ذلك الاسم. اصطدمت بكرة بلورية إلى
جانبها بفعل الخدمة.
دوش