رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فاطمة الألفي
اشرقت شمس يوم جديد على ابطالنا .
داخل كل منهما مشاعر مختلفه ، حب ، سعاده ،غيره ، حيره ، غضب ، حقد ، عشق ، انجذاب ، لهفه وشوق ..
استيقظت مبكرا وقررت الذهاب إلى مشفى دكتور سليم لتتحدث معه بأمر ذلك القرار ، وتناقشه بحاله ياسين ، فهي تشعر بالقلق والاضطراب ، تخشى أن يكون تسرع بقراره وعليه اخذ رائ طبيبها المختص بتلك الحاله ..
ارتدت ملابسها المكونه من ثوب طويل باللون الزهري وعند الخصر تضع حزام رقيق باللون الابيض وارتدت حجاب من نفس لون الثوب ، انتهت من ارتداء ملابسها وودعت صديقتها لكي تستقل سياره أجرة تقلها إلى المشفى ..
*****************
داخل فيلا الشامي
كانت العائله تتجمع حول مائده الطعام بدون يوسف وزوجته ، فتسأل الأب عن عدم حضورهم لوجبه الطعام .
اندهش عندما اخبره حازم بانه عاد من الخارج هو وزوجته قرب بذوغ النهار ، لذلك لم ينتظرهم على الطعام ..
وكالعاده تدافع والدته : مش لسه عرسان جداد من حقهم يخرجو ويشمو هوا
حازم بابتسامه صفراء :اه طبعا حقه يسهر هو ومراته فى اماكن مشبوه وكمان يسكرو عادي مش عرسان جداد بقى ، انا ورايا شغل متعطل ، اروح اشوف شغلي احسن
انجى بابتسامه :حبيبي ممكن توصلني فى طريقك عند ماما
حازم :جاهزه
انجى :طبعا جاهزه
امسك بيدها :تمام يلا بينا
تذكر أمر ياسين وقف ونظر إلى والده :بابا ابلغ ياسين المقابله أمته
عبدالرحمن بجديه :يشرفنا على 8كويس
نظرت لهم فريال بتسأل :مين ياسين ده
ابتسم حازم عندما وجد يوسف هو زوجته يهبطو الدرج سويا ، وحدث والدته بفرحه
-عريس جاي يطلب ايد حبيبه
فريال بلامبالاه :وحبيبه اتعرفت عليه فين ، اكيد بعد ما سابت البيت
عبدالرحمن بصرامه :فريال ولا كلمه عن بنت اخويا ، وتقابلي الضيوف كويس مفهوم
حازم باهتمام :تعرف يا بابا مين كمان اتقدم لحبيبه ، بس حبيبه رفضته
وقف يوسف مكانه يستمع لحديث شقيقه بانصات :
اكمل حازم حديثه :مش هتصدق سامر المصري صديق يوسف المقرب
جحظت عين يوسف بصدمه عندما علم بذلك الأمر ، أما شهد فكادت ان تسقط على وجهها من اثر صدمتها التى لم تتوقعها ، وظلت شارده تتوعد داخلها لذلك اللعين الذي يريد ان يتزوج باخرى ويتركها .
بعد ان نجح فى اخبار شقيقه بنوايا صديقه ، احتضن زوجته من كتفها وغادر الفيلا ...
شعر بنيران الغضب تحترق صدره ، لم يتوقع بأن سامر يفكر بابنه عمه ، فيكفي وجود ذلك ال ياسين لجعله يشعر بالغيره والغضب والحقد معا ، ياتي صديقه ايضا ليزيد من براكين الغضب .
********••********
كان يجلس بمكتبه بالشركه ويقص على صديقه الحديث الذي دار بينه هو عائلته
مجد بجديه :تسمع نصيحه صاحبك ، ماتخليش خطوبه بس فيها ايه تبق كتب كتاب كمان ، احسن ليك ولحبيبه ، الخطوبه مالهاش لازمه. حبيبه محجبه وكمان عشان تقربو من بعض اكتر وتحددو بقى وقت الفرح إللى يناسبكم ، وإياك بقى الاسطوانه اياها ، خايف اظلمها ، تظلم مين حبيبه لو شايفه انك هتظلمه هتقبل بيك ليه اصلا ، اسمع الكلام يا صاحبي
ياسين بابتسامه :حاضر يا مجد سمعنا وطاعه ارتحت
مجد بذفير :لا لسه محتاج اطمن عليك ، عشان ارجع ألمانيا تمارا خلاص قربت محتاج أكون جنبها ، لازم ادخل معاها العمليات بنفسي وأحضر ولاده ابني واقطع الحبل الصوري بنفسي
ياسين بصدمه :ليه مافيش دكاتره هناك محتاجينك انت إللى تقطعه
مجد بسعاده :طبعا يا ابني لازم الأب يحضر هناك الولاده ويعرف ويقدر المعاناه إللى بتحصل للام داخل العمليات وعندهم كمان لازم الأب إللى يقطع الحبل الصوري بنفسه عشان يحس بطعم وجمال اللحظه ، امال ايه ده حدث تاريخي
ابتسم ياسين على حماس صديقه :ربنا يسعدك ويقوملك تمارا بالسلامه
مجد :ويسعدك أنت كمان يا صاحبي وتجرب الاحساس ده بنفسك ، بجد متعه
اراد ياسين تبديل الموضوع :الرائد خالد ماوصلش لحاجه
مجد بنفي :لا مافيش للاسف اي جديد ، انا هرجع مكتبي فى كذا ملف لازم اراجعه بنفسي عشان ابن عمك ده مش مركز خالص .
ياسين :معلش يا مجد سيف محتاج صبر وان شاء الله ويتغير
مجد : مش عارف انت مستحمل وجوده ازاى فى الشركه بعد كل إللى عمله
ياسين بجديه :اخويا الصغير مهما عمل ولازم اتحمله على الاقل عشان خاطر عمى الله يرحمه ، هو امانه ومضطر اتحمل اخطائه واصلح وراه ، واجبي كده
مجد :تمام اروح اراجع وراه اشوف بقى اخر اخطائه ايه ، سلام
٠••••••••••••••••••••
قرر أن يلحق بشقيقه إلى الشركه ، ليتاكد من الخبر الذي القاء على مسامعه قبل ان يغادر المنزل .
استقل سيارته وهو يقودها بسرعه فائقه ، لم يصدق بأن سامر تقدم لخطبه حبيبه ، يريد ان يعلم السبب .
حاول الاتصال بسامر ولكن اته الهاتف مغلق، فالقاء جانبه على المقعد المجاور له بضيق ، واكمل قيادته لذهاب إلى الشركه ..
************٠*
استغلت خروج زوجها وقررت أن لن ترحم سامر على تلك العمله ، ايريد ان يخلى بها لينعم بالحب والعشق مع غيرها ، فقررت ان تتوجه اليه لتلقنه درسا قاسيا ، فهى لن تسمح بالهزيمه يوما ، وفعلت كل شئ من أجل حبها ، فبعد كل هذا يتركها بسهوله ويبحث عن غيرها .
ظلت طوال الطريق تتوعد له ، إلى ان وصلت إلى المكان المنشود ، صعدت على الفور بمكان سكنه .
وظلت تدق الجرس بانفعال واضح .
عندما استمع لرنين باب الشقه ، اطفى السيجار التى بيده ونهض ليفتح لذلك الطارق المزعج الذي قطع عليه لحظات التخطيط والتفكير بتلك الحوريه التى سرقت تفكيره .
عندما وجدها أمام حدث نفسه :استغفر الله العظيم يارب ، ايه جابها دى بقى
ابعده من امامها بدفعه قويه من قبضه يدها وهى تتحدث بثوره هائجه
-وسع كده من طريقي
اغلق الباب وشعر بالريبه من رد فعلها
وقفت تنظر له بحقد واضح على تقسيم وجهها وصرخت بوجهه بغضب مكبوت
-بقى انا اتساب بعد كل إللى عملته عشانك ، رايح تجري ورا عيله احلوت فى عنيك وعاوز تسبني كده بكل بساطه ، لا فوق لنفسك يا سامر ، انا ممكن اطربق الدنيا على دماغك ودماغها ومش هيهمني حد ، أنت فاهم ، شهد مش لعبه فى ايد حد ، ومش عشان بحبك تعمل فيا انا كده ، لو فاكر ان ممكن اسكت واتنازل عن حقي فيك تبق غلطان ، انا كنت من ايدك دى لايدك دى ، قربي من يوسف ، حاضر ، اعملي علاقه مع يوسف حاضر ، اتجوزي يوسف بردو حاضر ، كل ده عملته عشانك ، لكن انا ممكن اهد المعبد على دماغك فاهم ، انا مش ساهله ولا هسكت
ابتلع ريقه بصعوبه واقترب منها يحاوطها بتملك ويحاول أن يهدئها :فى ايه يا شهد ، ايه الجنان إللى بتقولي ده ، فى ايه حصل لكل ده
نثرت يده بعيدا عنها :ابعد عني ، أنت رايح بعد كل إللى عملته ولسه بعمله عشانك ، عاوز تسيبني انا شهد العاشري وتجري ورا حبيبه بنت عم يوسف ، لا وكمان عاوز تجوزها ، ده انا كنت اقتلك واقتلها هى كمان لو فكرت تبعد عني عشانها
سامر بغضب :ماتفوقي لنفسك يا شهد ، انتى عارفه ان لايمكن اتجوزك يا حلوه وخلاص قضينا وقت حلو مع بعض وخلاص بح ، كان فى وخلص ، انتى ركزي بقى مع يوسف وتحمدي ربنا ان مش عارف حقيقتك وتكملي معاه من سكات ، لكن انا تنسيني خالص فاهمه ، اوعى يكون عقلك صورلك ان ممكن اتجوزك فى يوم من الايام ، تبق غلطانه يا حلوه ، انا لا يمكن اتجوز وحده زيك يا شهد ، انتى امشي معاكي يومين ننبسط مع بعض لكن جواز فوقي مش ممكن يحصل ، واقولك على حاجه كمان انا فعلا بحب حبيبه ومتمسك بيها ومش هسيبها بسهوله عارفه ليه عشان هى نضيفه ، رقيقه وجميله وعندها كرامه وأخلاق لا يمكن اضيعها من ايدي ، واتفضلي بقى غوري من وشي مش عاوز اشوف وشك تاني
شهد بانفعال انهالت عليه باللكمات :يبق هقتلك يا سامر واخلص منك ، لا يمكن اسيبك لغيري
حاول الامساك بيدها وابعادها عنه والتملص منها ، ولكن هى ثائره امامه قد تملكها الجنون ، ركلها بقدمه لتسقط ارضا وانهال عليها بالسب والضرب المبرح ، وهى ايضا سبته بابشع الشتائم وهددته بفضح أمره ، فأراد اسكاتها ووضع يده على فمها ليمنع صوتها من الهاتف ، يخشي ان يشعر بهم الجيران ، حاولت التملص من قبضه القويه ولكن كان الشر تمكن منه ودفعها بقوة من راسها ترطم بالارض عده مرات لكى تصمت ، ولكن لم يعلم أنها صمتت للنهاية ، فقد انهى حياتها ، فلم تعد قادره على الحركه واستسلمت قوتها وظلت طريحه بالارض وحولها بركه صغيره من الدماء ...
••••••••••••••••••••••••••
سارت برواق المشفى إلى ان وصلت لمكتب الطبيب ، طرقت الباب عده مرات ، وعندما استمعت لصوته ياذن لها بالدخول ، دلفت لداخل المكتب .
-صباح الخير يا دكتور
سليم :صباح الفل على تلميذتي النجيبه ، اتفضلي استريحي
جلست امامه ونظرت له بجديه :ممكن اعطل حضرتك نص ساعه بس
سليم بتضيق مابين حاجبيه :نص ساعه كتير ، هسمحلك بساعه بس ههه
ابتسمت له :محتاجه مشورة حضرتك
سليم باهتمام :موضوع الرساله بردو ، شدي حيلك ميعاد المناقشه قرب
هزت راسها بالإيجاب :موضوع الاهم من الرساله ، صاحب الحاله نفسه
سليم بقلق :ماله ياسين اوعى تقولي حصله انتكاسه
هزت راسها بالنفي :لا بس حصل حاجه غريبه شويا وماحدش هيفهمني غير حضرتك ، قصت عليه كل شئ حدث بالامس ، قرار ياسين بالارتباط بها والتقدم بالفعل لخطبتها .
استمع الطبيب باهتمام شديد إلى أن انهت حبيبه السرد .
سليم بجديه :وانتي خايفه يكون اتسرع فى قراره بالارتباط بيكي ، ولا خايفه انتي تكوني اتسرعتي اكتر فى الموافقة عليه من غير ماتخدي فرصه تفكري
حبيبه بجديه :حضرتك عارف مشاعري كويس،وسبق وبلغتك بيها
سليم :اكيد كمان يا حبيبه ياسين عارف هو بيعمل ايه وليه خد القرار ده فى الوقت ده بالذات ، كون ان فى بينكم ثقه ونشئت صداقه بينكم فى وقت قصير ، ده فى حد ذاته هايل لحاله ياسين ، هو كان محتاج حد ثقه وشاف الثقه دى موجوده عندك انتى ، ومع الوقت مشاعره اتحركت ليكي ، وطبيعي لازم يعبر عن مشاعره عشان حصل فى بعد بينكم ، بسبب ان رجع بيته حس طبعا بغيابك فى حياته ، عرف قد ايه هو مفتقد وجودك ، ياسين حد صادق يا حبيبه وبكلمك عن ثقه كمان
حبيبه بتردد :طب وندى ، انا عارفه أنها ماضي ، بس بردو متلغبطه من جوايا ، بعد حبه لندى يحبني انا فى وقت بسيط
سليم بتفهم :جواكي متردد وبيشكك فى حب ياسين ليكي ، بس ده طبيعي لازم تعرفي ان لسه وجود ندى مااتمحاش من حياة ياسين ، اصل علاقتهم ماكنتش يوم ولا شهر دى سنتين وكمان وجود ندى كان واخد حيز كمان فى البيت والشغل ، وحتى لم اتوفت تركت حيز فراغ واتولد جواه احساس بالذنب وتانيب الضمير ، لازم تكوني مدركه الواقع كويس يا حبيبه
حبيبه بحزن :انا عارفه ان فى اختيار صعب وانا مش بتراجع مهما كانت العواقب ومش هستسلم بسهوله ، لازم ادعم ياسين واخرجه من الضلمه حتى لو هتجرح من الضلمه دي ، فأنا واثقه انها مش هتستمر ، وياسين هيرجع لنور من تاني واول حد هياخد بايده وهنكمل طريقنا فى النور مع بعض
سليم باعجاب :وأنا واثق ان النور على ايدك وقريب اووى نبارك نجاحكم مع بعض ، ياسين يسترد بصره وانتى تاخدى الماجستير وتفوزى بحبه الصادق إللى هتشوفيه فى نور عنيه اول لم يرجع للحياه على ايدك ويتولد من جديد
حبيبه بابتسامه :مبسوطه ان حضرتك دايما واقف معايا وبتشجعني ، طلب بقى اخير
سليم بابتسامه :من غير ماتطلبي ، انا سبق وعرضت عليكي تتابعي معايا الحالات بالمستشفي ، ولسه بقرر عرضي
حبيبه بفرحه :بجد يعنى لسه ليا مكان
سليم بجديه :طبعا ليكي مكان بس انتى فى اجازه حاليا لم تتخطبي عشان مش عاوز حاجه تعطلك عن الحالات إللى هتمسكيها ، لازم تكوني هاديه ومافيش اي ضغوط عليكي
ابتسمت بسعاده على تفهم الطبيب الذي دائما يدعمها ويقف جانبها كابنته ويقدم لها النصح والإرشاد ..
٠•••••••••••••••••••••••
صدع رنين هاتفه ، وعندما اجابه ، علم ان المتصل حازم وأخبره بموعد المحدد اليوم فى الساعه الثامنه مساء ، شكره ياسين واغلق الهاتف وهو يشعر بالسعاده تغمر قلبه ، منما استمع لصوت دقاته القويه وكان قلبه لم يعتاد على تلك الفرحه ..
٠•••••••••••••••
ذفر بضيق وهو يتصفح الاواراق التى امامه وقرر أن يتوجهه لمكتب سيف ليحدثه عن تجاوزته بالعمل ، فقد سحب مبلغ كبير خلال يومان ولم يدون اين صرف هذا المبلغ ..
اقتحم مكتبه دون استاذان وتفاجئ بالكارثه ..
وجده منكب على مكتبه وامامه مسحوق ابيض ، جحظت عين مجد بسبب ما راء ، فقد علم أنه يثتنشق السموم البيضاء مثل الكوكين أو الهروين فجميعهم سموم والنهايه واحده ، تسمر مجد مكانه وهو يشعر بانه شلت قدميه وفقد المقدره على النطق من هول ما راء ، ولكن اخرجه صوت سيف المهزوز عندما اجاب على هاتفه وهو غير واعي بوجود أحد .
-بتتصل ليه يا زفت ، باقي المبلغ خلاص حولته على حسابك الشخصي ، رغم انك ماتستهلوش عشان العمليه مش تمت زى ما انا عاوز
المتحدث :يا باشا انا نفذت المهمه وماليش غير بفلوسي وبس وكفايه صبرت عليك كتير
سيف بتوهان :وخدت خلاص فلوسك عاوز ايه اقفل بلاش وجع دماغ
انا لسه ماخلصتش منه ، اتعمى بس ، ورجع تانى يفوز عليه
لم يصدق بما سمعه او راء بمكتب سيف ، فقرر أن يخرج على الفور قبل ان يعلم سيف بانه شاهده أو سمعه يتحدث. بالهاتف مع الشخص المجهول ..