رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الخامس والعشرون 25
ابتسم نائل وهو يعبث بلحيته بيد واحدة، وينبعث منه سحر ملعون "أنت على
حق، فزوجتي يليق بها كل شيء".
خجلت خلود من إشادته تلك، وأحست فجأة أنه شخص مقبول طالما لم
يتصرف بطريقة ترهيب.
التقت أصوات فتح باب الفناء الخارجي بأذنيها، مما يشير أن جدتها رجعت إلى
المنزل على الأغلب.
أشارت إلى الباب المؤدي إلى الحديقة الخلفية. "سنحل موضوع الاتفاقية لاحقا،
عجل وارحل".
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
لم ترغب خلود في أن تكتشف جدتها عن وجود نائل، فقد تكلمت بشأن زواجها
إلى الحد الذي جعل جدتها تجهله على الإطلاق.
ضبطها مع رحل ما سيسبب لها المشاكل.
أحس نائل بأن خلود تقوم بتجاهله فتلاشت تعابير وجهه. لم تعر انتباها
التفاهته بينما كانت تسحبه بيده إلى الخارج.
"هيا، لا تنسبر في مكانك".
جرى خلفها ناحية الباب الخلفي إذ أن دفء كلها شئت انتباهه.
تركت خلود يده وفتحت البوابة "ها" قد وصلنا، هيا اذهب الآن".
لم يستطع نائل أن يمنع نفسه من اشتياق شعور يدها الصغيرة الدافئة على
راحة كفّه عندما التمس مدى توثرها خطرت في باله فكرة ماكرة.
كان وجهه ملينا بالاشمئزاز كيف تجرئين على إخراج الرئيس التنفيذي لشركة
هادي من الباب الخلفي؟"
وصلت خلود إلى حدها من عناده الذي ليس في محله.
"هل يمكنك أن تغادر من فضلك ؟ أرجوك؟ " كان وقع توشلاتها المتواضعة كوقع
الموسيقى على آذانه.
ابتسم نائل اقترب من خلود بعينيه السوداوين الغامضتين وهمس في أذنها:
"لن أغادر قبل أن تعطيني قبلة.
دغدغ نفسه الدافئ خلود مما أدى لتسارع نبضات قلبها.
"يا لك من محتال" تنهدت خلود، وأدارت وجهها الذي اعتراه الخجل.
كان نائل يستمتع بخجلها واقترب منها خطوة أخرى "إنني أسمع جدتك تفتح
الباب".
شعرت خلود وكأنها طفلك مذنبة تخاف أن يكتشف أبواها سلوكها الشيء، حتى
أن قلبها كان ينبض بشدة في صدرها.
لك يكن لديها خيار إلا أن تستسلم لطلبه القبلة الوحيدة التي ستحصل عليها
هي
قبلة على خدك"...
"اتفقنا". وافق نائل، إذ أنه لن يتجاوز حدودها.
لف خذه ناحيتها، ورفع حنكه قليلا إن هذه الحركة البسيطة وحدها تنبعث منها
جاذبية ذكورية غريبة.
كانت وضعيته عادية، إلا أنها عرضت غطرسة. وكأن كل مسامة . من وجهه
ينبعث منها رضاه بذاته. لم تفهم خلود لما أن قبلة قد تجعله يشعر بأنه فاز
باليانصيب.
وقفت على أصابع قدميها وكانت على وشك أن تقبل خد نائل، وفجأة التفت
نحوها بفارغ الصبر.
حبست أنفاس كلتاهما عندما تلامست شفاههما فتحت عيون خلود على
مصرعيها بعد حدث فجائي كهذا.
استعادت وعيها ودفعت نائل بعجلة خارج الباب قبل أن تغلقه وراءها.
ظل نائل واقفا في الخارج بقيت شفتاه تحملان عبق خلود الطبيعي.
انبعثت ضحكة في حلقه بينما كان يستمتع باللحظة وراح يتساءل ما إن كانت
هذه الخطوة مفتعلة
من
خلود.
تلك اللحظة، كان إبتهال تنادي في الداخل من دون أن تسمع رذا.
دخلت خلود من الحديقة الخلفية وأجابت بندم "كنت مشغولة جدا بتصاميمي
يا جدتي فلم أسمعك".
سألت إبتهال "بقلق لماذا خدودك محمزة يا خلود؟".
غطت خلود وجهها بحرج وشعرت بحرارة يديها لمعت صورة تقبيلها لنائل في
ذهنها.
شرعت نحو غرفتها وهي تشرح: "لا تقلقي، أشعر بالدفء فحسب".
توارت خلود إلى غرفتها كالقطة المتسللة. في تلك اللحظة هبت نسمة باردة من
الباب.
كان يوما مشمشا بامتياز للخروج في اليوم التالي.
خرجت إبتهال الفجر لتأدية الثمارين الصباحية. كانت خلود تقضم قطعة من
الخبز عندما قرع جرس الباب. أسرعت لفتح الباب.
"هل أنت السيدة هادي؟" كان الشخص الواقف على الباب يرتدي زيا ينتمي إلى
بائع من علامة تجارية فاخرة.
ابتلعت خلود قطعة الخبز قبل أن ترد بارتباك "نعم، أنا. ماذا؟"
"لقد وجدنا الشخص المناسب إذا.
ابتسمت المرأة وهي تشير إلى عدد من الموظفين الذين كانوا وراءها. قاموا
بنقل ثلاثة حوامل ملابس متنقلة مليئة بأجدد ملابس النساء من ماركات
مختلفة.
استفسرت خلود "لعل" خطأ ما قد حدث، فأنا لم أطلب أية ملابس".
بعد انتهائهم من نقل الملابس، قدمت المرأة وصلا بالتوصيل كإثبات. "قد دفع
السيد هادي ثمن هذه الملابس، وقمنا بتوصيلها إليك ستخدميننا خدمة كبيرة
إذا بالتوقيع على هذا.
توقعت خلود أن نائل هو الشخص الوحيد الذي قد يصرف ببذخ هكذا. لم ترتح
الفكرة رفض الملابس، إذ أنها تطلبت مجهودًا كبيرًا لنقلها إلى هنا.
غادر موظفو المبيعات بعد أن وقعت اسمها.
دفعت حاملات الملابس الثلاثة إلى غرفتها.
ضاقت غرفك الواسعة مباشرة. عبست خلود وكانت على وشك الاتصال بنائل
لإعادة الملابس، إلا أنها أدركت أنها لا تمتلك رقمه.
صدمها مستوى تبذيره أرسل ثلاث حاملات كاملة من الملابس الجديدة إليها،
بعدما علق على بساطة ملابسها في اليوم السابق.
لم ترغب خلود في ترك الملابس الفاخرة من دون تدشينها، لذا اختارت بدلة
بتصميم بسيط نسبيا وخرجت.
إن شركة الرّضا، شركة معروفة في مجال تصميم الأزياء. كانت واحدة من أكثر
الشركات المعترف بها دوليا في السنوات الأخيرة حتى.
الأزياء المحليين العمل في شركة الرضا. إن ادعاء أن
كان هدف جميع مصممي .
المصممين الذين يعملون هناك قادرين على النجاح بمفرده ليس أمرا مبالغا فيه.
كانت المحطة الأولى لخلود هي إبلاغ قسم الموارد البشرية. عادة ما يبدأ
الموظفون كمتدربين ويقسموا إلى مجموعتين في قسم التصميم. غينت خلود
في القسم أ.
لفتت ملامح خلود الرقيقة انتباه الجميع في اللحظة التي دخلت فيها إلى
المكتب المفتوح المشع بإضاءة قوية.
كانت قائدة فريقها سندس دباغ، سيدة أنيقة شخصيتها قوية، ورأسها مليء
بالشعر البني المجعد وعطرها المفضل كان عطر الزهور البرية من جو مالون.
تم تعيين خلود في منصب وتكليفها بواجبات مباشرة.
.
التحدي الأول الذي خاضته خلود هو منافسة بين المتدربين. سيقومون بتقديم
نسخة مسودة عن تصاميمهم، وسيتم اختيار أفضلها من قبل قائدة الفريق.
اختارت خلود أن تقدم آخر سلسلة من التصاميم التي عملت عليها. بما أن
التعرف على عمل أقسام الشركة له الأولوية، فعادة لا يُطلب من الجدد المشاركة
في عملية التصميم.
نشرت مسودة سندس المفضلة على لوحة الإعلانات عندما اقترب وقت
الانصراف "هذه المتدربة ماهرة للغاية. يجب على جميع الموظفين الحاليين أن
يتشبثوا، وإلا قد يتم طردهم قريبا!"
تجمع أعضاء فريق أحول المسودة المتميزة التي اختارتها قائدتهم. كانت بالفعل
خلاقة بشكل استثنائي، وكان توقيع خلود في أسفل المسودة.