اخر الروايات

رواية زوجتي العمياء الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نورهان لبيب

رواية زوجتي العمياء الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نورهان لبيب 



الحلقة 24

بعد مرور أربع أيام

تحديداً يوم الزفاف خرج جاسر من الحمام بعد أن أخذ حمام منعش وأخذ يرتدى بذلته أمام المرأه...والتى كانت تتميز باللون الأسود الأنيق فكان شديد الوسامة والجاذبيه وتزينها ورده حمراء صغيرة... وما أن أنتهى حتى توجه للخارج متجه ناحية غرفة مريم فطرق الباب عدة طرقات خفيفه حتى خرجت مريم فى طلتها الانيقه فكانت ترتدى فستان أبيض مطرز بالترتر ينزل بضيق على جسدها ثم يتسع مع بداية الفخذين ثم ينزل كاب من على الكتفين حتى الأرض من نفس نوع القماش المطرز وتضع مكياج خفيف يبرز ملامحها وتركت شعرها مفكوك ووضعته على أحد أكتافها فكانت غايه فى الروعة والجاذبيه ببشرتها البيضاء وجسدها المتناسق ... أما جاسر فقد شرد بمجرد ان رأها وظل يتمعن فى بها حتى تخضبت و جنتيها بحمره قانيه نتيجة لخجلها ثم هتف بأعجاب شديد وانبهار واضح

جاسر:سبحان مين سواكى زى القمر

خجلت مريم ونظرت إلى الأرض مما جعل ابتسامة جاسر تتسع ولكنها هتفت بتوتر خجل وهى ترجع خصلة شعرها الهاربه خلف اذنها

مريم:احمم احمم شكراً بس يلا بقى عشان إحنا اتأخرنا على الناس يلا

بعد أن أنهت مريم حديثها هرولت إلى الأسفل تاركه جاسر خلفها وظل هو واقف لبره يطالعها بأبتسامه عاشقه لها حد النخاع ثم سار خلفها حتى وصل إلى السياره التى كانت تقف بجوارها وتستند عليها

فتح لها الباب بلباقه وأشار لها ناحية المقعد الخلفى
متحدثا فى هدوء

جاسر :اتفضلى يا مريم هانم

دخلت مريم إلى السياره وهى تبتسم له بينما استدار هو يجلس فى المقعد الأخر... جلس بجوارها وأمر السائق بالانطلاق ثم مسك يدها يلثمها بفمه بقبله رقيقه ثم أنزلها ولم يتركها بل ظل محتفظ بها بين كفيه ثم تحدث بصرامه لا تقبل النقاش

جاسر :مريم... طول ما أحنا بالحفله مش عايزك تبعدى عنى وعن عينى نهائى أنتى فاهمه طول ما أحنا هناك أيدى هتبقى فى أيدك

قضبت مريم ما بين حاجبيها متحدثه بأقتضاب وحنقه من أوامره الجديدة عليها

مريم:ليه بقى ان شاء الله شايفنى عيله صغيره قدامك خايف عليا اتوه منك وعمال تدى فى أوامر متبعديش عنى متسبيش أيدى ده انت ناقص تقولى أوعى تطلعى من البيت نهائى

إبتسم جاسر ببرود وتحدث ببرود مماثل لملامحه

جاسر:اه شايفك عيله صغيره وخايف عليها تتوه منى... ولو أطول أحطك فى قفص زجاج عشان محدش يقرب ليكى وأحميكى من الناس إللى حوليكى كنت عملتها... مريم حبيبتى أنا سبق وحذرتك من الخطر المحيط بيكى بس أنتى لحد دلوقتى مش مدركه حجم الخطر ده

نظرت له مريم بطرف عينيها ثم ابتسمت برقه على غيرته وخوفه عليا فهتفت بهدوء ورقه ازابت قلبه وجعلت قلبه ينبض بقوه

مريم:أنا عارفة يا جاسر إنك خايف عليا بس ده مش معناه إنك تخنقنى وتقيد حركتى

أنهت كلامها وهى تنظر له كالقط الوديع بنظراته البريئه مما جعل جاسر يومئ دون شعور منه ويوافق على ما تريد وان يحررها من بين حصونه
الامنه والتى تحميها من اى هجمات اتيه نحوها فهتف لها بهدوء وشرود فى ملامحها الرائعة

جاسر :ماشى اعملى إللى أنتى عايزاه... بس بردوا عينى هتفضل عليكى يا قلب ورح جاسر من جوه

أنهى حديثه بأبتسامه عزبه وعيونه تبوح بالحب والعشق لها هى وحدها بينما هى تبادله ابتسامته ونظراته ولكن نظراتها كان يتخللها العتاب والحزن والذى قرأه بسهولة فهى كالكتاب المفتوح بالنسبه له يستطيع قرأته بكل سهول ولكنه وعد نفسه بأن يزيل الحزن من عينها ويجعلها سعيده فرحه وينسيها ما حدث بينهم بالماضى...وما هى إلا بضع دقائق حتى أعلن السائق عن وصولهم إلى مكان الفرح الخاص بالعرس... أما مريم فكأن تحذير جاسر لم يكن لها فهى قد فتحت الباب وخرجت من السياره ثم توجهت للداخل فى لمح البصر مما اصاب جاسر بالدهشه فقد ضربت كلامه وتحذيره عرض الحائط وركضت للداخل دون أن توجه له كلمه حتى
==========================
فى الداخل

فى حديقة الفندق الخارجية التى يقام بها العرس... كان يقف مازن يراقب الباب بتلهف ينتظر وصول فرح ف المدعوين
يدخلون منذ وقت ولم تصل هى بعد وأثناء ذلك دخلت مريم التى كانت تجوب بعينها فى المكان حتى وجدته فرفعت يدها تؤشر له لكى تجذب انتباه
مازن الذى كان يقف بمكان بعيد عن الباب والذى أبتسم لها ما أن رأها... اقتربت مريم منه وأرتمت فى حضنه بأشتياق ووحشه ثم هتفت بأبتسامتها المشرقة بحب وود

مريم:وحشتنى يا ميزو موت

أبتسم لها مازن بأتساع وحب واضح وأحاط جسدها الضئيل بزراعيه الكبير بينما هى طوقت وسط شقيقها بقوه
والذى اردف لها بأبتسامه وهو يقرصها برفق من ارنبة انفها

مازن:وأنتى كمان وحشتينى يا عمرى بس ارجوكى ما تقولي يا ميزو دى تانى
عشان لو فرح سمعتها هتبقى ليله سوده على دماغي

قطبت مريم حاجبيها ووضعت يدها على خصرها.. وأردفت بتسأول

مريم:مين بقى فرح دى يا سى مازن

رد عليها مازن ببرود وهو يضع يده فى جيبه :ما لكيش دعوه... ويلا بقى روحى
شوفى جوزك إللى هيكلنا ده

قال مازن حديثه وهو يشير لجاسر الذى كان يقف على مسافه ليست بالبعيده
يراقب حركات مريم وأحتضانها لمازن مما جعل الغضب يتصاعد بداخلة فهو
فى الاونه الأخيره أصبحت غيرته قاتله لدرجة إنه أصبح يغير عاليها من أقرب الناس لها حتى النساء منهم ورغم أن ذلك يزعج مريم كثيراً إلا أنها كانت سعيدة من داخلها فهى برغم عدم ثقتها
به إلا أن حبه وغيرته أصبحوا ملموسين
...كان يقف يراقب تعابير وجهها حتى قرر الاقتراب منها بخطى متمهله واثقه
لا تليق إلا به بينما هى كانت تناظر خطواته بكبرياء وغرور خلق من أجلها هى فقط اقترب منها وأصبحت المسافه
منعدمه بينهم فقبض جاسر على يدها
برفق يقربها له ثم تحدث بنبره محزره يزكرها بحديثه كالطفله الصغيره التى
أخطأت ويجب أن تعاقب

جاسر:مرسومه... حبيبتى أنا مش قولت
ليكى قبل كده السلام على أى حد سواء
راجل أو ست يبقى بالأيد بس وكمان لو
يبقى مفيش سلام يبقى أحسن...وده كان اتفاقنا

حركت مريم رأسها دليلا على الرفض ثم اردفت بأبتسامه ساخره

مريم:تؤتؤتؤتؤ يا حبيبى ده كان كلامك أنت... أنا ما أتفقتش معاك على حاجة
... فما تقولش كلام من عندك

أبتسم جاسر على كلمتها وحديثه الطفولى ثم اردف قائلا بهدوء مخيف

جاسر:بقى كده... طيب ماشى يا مريوم بس خلى بالك أنا غيرتى وحشه ووحشه
قوى كمان بلاش تجبيها نصيحه ليكى

اندهشت مريم من حديثه ووضعت يدها على خصرها وتحدثت بدهشه

مريم:أنت مش ملاحظ أن غيرتك أوفر قوى... أنت بقيت تغير عليا من أخواتى
كمان يا جاسر

رد عليها جاسر بحده:ومش أخواتك بس يا مريم لأ ده من أى حد يلمسك سواء ولد أو بنت أنتى فاهمه وياريت تسمعى
الكلام وما تعصبنيش

تضايقت مريم من حديثه وكادت أن ترحل إلا أن جاسر أمسك يدها يوقفها بجواره وهو يتحدث بصرامه

جاسر:رايحه فين أنا مش قولتلك ما تتحركي من جنبى... فى خطر على حياتك ولا أنتى مش بتفهمى

غضبت مريم من حديثه ردت عليه بحده

مريم:لا بفهم وكويس قوى كمان... بس كلامك أنت إللى مش عاجبنى

رحلت مريم وتركته متجه إلى حيث تجلس عائلتها ترحب بهم وأخذت تتحدث معهم بينما كان جاسر يراقبها بحنق على نفسه يعنفها

جاسر:غبى كل ما تقربها منك ترجع تبعدها عنك تانى بغبائك
==========================
بعد وقت قليل

وصل العرسان والروسات... وأخذوا يحتفلوا بسعاده واضحه والسرور والفرح

دخل قلب الجميع وطاف بينهم ينسيهم
كل الحزن الذى مر عليهم من قبل... أتى
موعد الرقصه الثنائية(سلو)فرقصت رهف مع مروان. وسلمى مع مهاب وكذلك صالح وأخواته كلا منهم مع زوجته بينما ظل جاسر يراقب مريم حتى قرر الاقتراب منها وأخذها لمنصة
الرقص بعد مده من الإلحاح عليها بدأو فى الرقص وهم يتحدثون فيما بينهم

جاسر بهدوء:مريم انا أسف.. أنا بس التعبير خانى وما عرفتش اعبرلك عن إللى جوايا... أنا آسف مره تانيه يا قلبى

تنهدت مريم بضيق ثم أردفت بنبره يشوبها الحزن

مريم:عادى أنا بقيت متعوده على اسلوبك خلاص... يعنى مش جديد عليا

رد عليها جاسر بهدوء بعد أن رأى الحزن بغيناها الرماديتان

جاسر:أنا أسف... أوعدك مش هتتكرر
تانى أنا بجد أسف

ضحكت مريم بسخريه:ههه.. كل مره بتقول كده للأسف

أدرك جاسر أن ذلك الحديث أن طال سوف يذهب لجه هو لا يريد الوصول إليها فحاول تغيير الموضوع فأشار لعرسان

جاسر:شوفى شكلهم حلو إزاى السعادة هتنط من عنيهم

نظرت مريم لهم فأبتسمت بتهكم قائله لجاسر على إصرار رهيب منها لأعادة دفة الحديث لنفس النقطة

مريم:آه... السعادة إللى سرقتها منى لما
حطيت شروطك.. وقررت تتجوز كاميليا
هانم فى نفس يوم فرحى يا جاسر بيه

تنهد جاسر بقلة حيله فلو كان يعلم ذلك
اليوم أنه سوف يقع بعشق مريم ما كان
ليفعل ذلك أبدا ويتزوج كاميليا وهو يعلم جيداً أنه لم يقدم لها شيئ لتسامحه من أجله وهو لن يلومها إذا تركته ولكنها أعطته فرصه وهو سوف
يتمسك بها حتى النهاية

جاسر بحب:أنا بجد آسف ... صدقينى لو كنت أعرف فى يوم أنى هحبك وأعشقك
بالطريقه دى ما كنتش عملت كده أبدا
والسعادة إللى سرقتها منك دى هرجعها تانى وبأى تمن حتى ولو كان التمن ده حياتى أنا

خفق قلب مريم بقلق بمجرد أن نطق جاسر بهذه الجمله ولكنها حاولت طرد
ذلك الشعور من داخلها حتى لا يسيطر
عليها ولكن ما باليد حيلة فمهما فعلت
لن تنجح فى تناسى قلقها الذى داهمها
==========================
على سطح أحد الابنيه المرتفعه

كان ينام على بطنه فوق البناية ويرتدى ستره جلديه سوداء...... ويضع نظارات شمسية ويمضغ العلكه بفمه... وأمامه
تلك البندقيه القناصة وينظر فى عدستها
يرى ما يحدث فى العرس فرأى بعض المدعوين غير المهمين حتى رأى مروان
فقال بلا مبالاه

شريف:مش مهم دلوقتى

ثم تحرك قليلاً ورأى مازن الذى كان يقف بصحبة فرح يثير غضبها وحنقها فهتف بغل وحقد

شريف:العبوا.. العبوا أنتوا بالذات أنا هفرومكم بس لما يجى وقتكم...هخليكو
عبره لأى حد يفكر يستقل بشريف القاضى

حرك العدسه قليلاً يبحث عن مهران الصياد ولكن استوقفه جاسر الذى كان يراقص مريم بكل حب مما أجج حقد
شريف أكثر

شريف:جاسر إبن الحسب والنسب.. من
وأنت صغير كان عندك كل حاجه بل و
طلباتك أوامر واجبه التنفيذ..إيه يا أخى
أرحم شويه..واخد الدنيا كلها فى بطنك و
مش عايز تسيب لحد حاجه من صغرك
وأنت مخلينى تابع ليك عبد عندك لكن
خلاص كل ده هينتهى قريب

ثم نظر لمريم نظره إعجاب وتحدث بخبث

شريف:إنما أنتى يا حلوه هتكونى الطبق
إللى هحلى بيه..ومفتاحى لأمبراطورية الصياد من شرقها لغربها

بعد أن أنهى شريف كلامه حرك البندقيه بحثا عن الصياد الكبير وما أن
وجده حتى عمر بندقيته استعداداً لأطلاق النار ولكن قبل أن يطلق اوقفه
صوت أحدهم وتجمع عدد ليس بالقليل
من رجال الأمن حوله

الضابط:وقف عندك.. وإلا هضربك بالنار

التفت شريف بعد أن وقف لذلك الصوت الذى يعرفه جيداً وبالفعل تأكد شكه وكان الواقف خلفه شاكر مساعد توفيق السيوفى

شريف بتهكم:شاكر.. تصدق كنت حاسس إنك خاين وزباله لكن ما كنتش أتصور أن خيانتك توصل لكده..ههههه وأظاهر كده أن توفيق باشا ما يعرفش أن دراعه اليمين خاين دى صدمته هتبقى كبيره يا راجل

تحدث حازم بسخريه

حازم:وأنا بقى كنت مستنى اللحظة دى من زمان.. بس بتعديل صغير شويه بدل من شاكر مساعد تاجر المخدرات أبقى الرائد حازم ظابط مكافحة المخدرات يا يا باشا

إشار حازم بأمر لمساعديه

حازم:يلا لبسوه الكلبشات وأرصدوا السلاح بسرعه يلا

وبالفعل تم القبض على شريف قبل أن يقتل الحاج مهران.. بينما كان هو يهتف بأن اللعبه لم تنتهى بعد وسوف ينتقم
من الجميع ويأخذ أرواحهم ولكن التهم
الموجه ضده كثيره وأقل واحده بهم عقوبتها الإعدام فهو لن يرى النور أبدا
==========================
بعد أن أنتهى العرس

عاد مريم وجاسر إلى القصر.. فأخبر جاسر مريم بالصعود إلى غرفتها فهو يجب أن يجرى إتصال مهم بمكتبه فظلت واقفه حتى دخل جاسر إلى مكتبة وما أن أغلق الباب حتى التفتت
لتصعد ولكن اوقفها صوت تعرفه جيداً
زلزل كيانها من الداخل ولكنها حاولت تكذيب نفسها.. فألتفت لصوت فكانت كاميليا تقف تنظر لها بحقد وغل ورغبة عارمه بالانتقام وهى تحمل مسدس

فتسألت وهى تزدرد ريقها بخوف وجسد مرتعش

مريم:ا اا أنتى مين.. وعايزه إيه

ضحكت كاميليا بسخريه

كاميليا :هههه.. دمك خفيف قوى بس هجوبك يا حبى على اسئلتك.. إيه نستينى بالسرعه دى يا مريومه.. نسيتى كوكى.. أما بقى أنا عايزه إيه أنا
جايه انتقم منك وأخد روحك على كل
حاجة عملتيها فيا

ارتعشت مريم بشده.. فالتى أمامها بالتأكيد شخص غير متزن نفسياً وربما قد وصل لحد الجنون.. ولكنها تحدثت
بهدوء فى محاوله فاشله منها لأثنائها عن
تلك الأفكار السوداء

مريم:بس.. أنا ما عملتش ليكى حاجة وحشة عشان تنتقمى منى أنا عمرى ما
اذيتك أبدا

ردت عليها مريم وهى تحرك يدها التى تحمل السلاح بهستيريه

كاميليا :أوعى أوعى تمسلى عليا دور البريئة.. عشان مش هصدقك أنا اكتر واحده عرفاكى على حقيقتك.. أنتى السبب فى موت ابنى.. وعشان كده لازم
تموتى.. عذبتى فيا وذلتينى لحد ما ابنى
مات مات بسببك.. وعشان كده لازم تموتى لازم أريح الناس من شرك

ظلت مريم تبكى وترتعش فى صمت فهى تخشى أن تقوم بفعل يكلفها الكثير بينما كانت تتابع نوبه الجنون التى أصابت كاميليا التى رفعت سلاحها
موجهه إياه فى اتجاه مريم

كاميليا بشر:باى باى مريومه اشوفك فى جهنم بقى

زاد انتحاب مريم بعد جملة كاميليا التى
ضغطت على الزناد فخرجت الرصاصه حيث هدفها الذى تعرفه جيداً
===
==
=
=
=
يتبع





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close