رواية زوجتي العمياء الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نورهان لبيب
الحلقة 25
.
ظلت مريم تبكى وترتعش فى صمت فهى تخشى أن تقوم بفعل يكلفها الكثير بينما كانت تتابع نوبه الجنون التى أصابت كاميليا التى رفعت سلاحها
موجهه إياه فى اتجاه مريم
كاميليا بشر:باى باى مريومه اشوفك فى جهنم بقى
زاد انتحاب مريم وأرتجافها بعد جملة كاميلياوالتى ضغطت على زناد المسدس فخرجت منه رصاصه تعرف
هدفها جيداً إلا أن ظهور جاسر المفاجئ
الذى وقف كالحائط المنيع يتلقى الأذى
عن مريم بصدر رحب جعل الجميع فى
حالة صدمة.. فمريم أحضتنت جاسر و أنهارت معه بروح تتعذب خوفاً من فقد
الحبيب.. فقد زاد أرتجافها ودموعها تنزل
بغزاره وعينها تزوغ بعدم استيعاب
فتسألت بتوهان ومراره لما فعله جاسر
فهو قد ضحى بروحه فداء لها
مريم:جاسر..جاسر قوم يا حبيبى قوم يا روحى أوعى تسبنى أنا ما قدرش أعيش
من غيرك..أنت مش هتسبنى صح طب
.. أنت ليه عملت كده ليه بتوجع قلبى عليك
تحدث جاسر لها وهو يأخذ أنفاسه ببطئ
شديد وألم بالغ ويخرج كلامه متقطع
جاسر:عملت كده عشان بحبك.. وعشان
أوفى بوعدى ليكى فكراه.. بس تعرفى أن
النهارده اسعد يوم فى حياتى عشان طلع
منك أحلى وأصدق كلام ممكن فى يوم يا
عشق عمرى كله
كان صوت جاسر يخرج مرتجف ومتألم استشعرته مريم التى كانت تبكى عليه
فكانت شهقاتها تخرج متقطعه ويدها تمسك بجاكيت بدلته بقوه كأنها تخشى
أن يهرب منها..أردف جاسر يكمل حديثه ودموعها تنزل بحزن وندم عما فعله بها
جاسر بحزن:مريم سمحيني يا حبيبتى.. والله لو كنت أعرف أن أخرتها كده ما كنت ازيت شعره منك.. كنت عشت كل
لحظه معاكى على أنها الأخيره
أنهى كلامه وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه شديدة فقد بدأ تنفسه يضعف وظلام يداهمه حتى فقد الوعى وذهب لعالم اخر مظلم.. أما مريم زادت شهقاتها وتحدثت بصوتها الباكى ودموعها التى تنهمر على وجهها بغزاره
مريم:سمحتك..سمحتك بس انت ما تقولش كده أنت هتبقى كويس هتبقى
كويس وهنعيش كل إللى ضيعناه مع
بعض من تانى لحظه بلحظه بس انت اوعى تسبنى أرجوك أنا أموت من غيرك والله أموت من غيرك
كل ذلك يحدث تحت نظرات كاميليا والتى لم يأخذ منها الوضع سوى دقائق قليله للغاية حتى تجمع نفسها وتفوق من صدمتها فرفعت سلاحها فى وجه مريم وهى تنظر لها بشماته وسخريه
كاميليا :تؤتؤتؤ تصدقى صعبتى عليا بس
ما تخافيش قلبى الطيب مش هيسيبك
تفضلى لوحد لا أنا هبعتك ليه يا روحى
هههههههههه
أنهت حديثها بضحكه رنانه نابعه من روح مريضه لا تليق سوى بها وحدها
فأغمضت مريم عينها مستقبله الموت
بصدر رحب فلم تعد الحياه مهمه لها فى
عالم ليس به جاسر الصياد ولكن وصول
رأفت السريع يتبعه الحرس والذى حرك يد كاميليا إلى اتجاه آخر فى نفس توقيت خروج الرصاصه من المسدس والتى استقرت بسقف القصر وسرعان ما أخذ
منها المسدس وقذفها للحرس الذين قيدوها ثم توجه إلى جاسر وجسى على
ركبتيه يستشعر نبضه فوجده ضعيف للغاية مما أصابه بالزعر والخوف
رأفت:مفيش وقت.... لازم ننقله المستشفى بسرعه لو استنينا الإسعاف
هيروح مننا
حاول رأفت أن يخلص جاسر من يد مريم الغارقه فى عالم آخر إلا أنها كانت متشبثه به بقوه تأبى تركه فهتفت ببكاء
مريم ببكاء:سيبه ما تخدوش منى.. حرام عليك أنا ما أقدرش أعيش من غيره أبدا.. سيبه أبعد عنه
كانت تتكلم وتحاول أبعاد يد رأفت عن
جسد جاسر.. إلا أن رأفت أمسكها من كتفيها
يهزها بقوه يحاول أفاقتها
رأفت بقوه:فوقى يا مريم فوقى جاسر بيروح مننا ولازم يتنقل المستشفى فوراً وإلا هيضيع مننا
ابتعدت مريم عن جاسر سامحه لرأفت والرجال بحمله وأخذه للمشفى... انهض رأفت جاسر الفاقد
للوعى براحه وهدوء ثم أمسك حارسين ساعديه حاملين جاسر وتوجهو به إلى السياره حيث أمرهم رأفت كانت مريم تسير خلفهم بخوف وتوتر وما ان
وضعوا جاسر فى المقعد الخلفى حتى جلست بجواره ووضعت رأسه على قدمها تنظر إليه فى قلق
ثم هتفت بتوتر ودموعها تنساب على خديها ببطئ
مريم:ما تخفش يا حبيبي هنروح المستشفى وان شاء الله هتكون كويس
كان رأفت يتابع من مرأة السياره مريم التى كانت تبكى بشكل هستيرى ويسيطر عليها حزنها الشديد وخوفها من فقدان جاسر الغارق فى دمائه فهو تأكد
أنها أحبت صديقه بل عشقت رغم ما فعله بها
=================================
عند مازن
كان يتجول بسيارته بعد انتهاء العرس... شارد و مهموم فى كيفية استمالة قلب فرح له وجعلها تحبه
فهى متمرده... صعبة الميراس...عنيدة... لا يمكن السيطرة عليها بسهولة... طفوليه لأبعد الحدود... ولكنه اقنع نفسه بأمكانية ترويضها وإيقاعها بحبه كما أحبها هو و وقع فى بحور عشقها الواسعه...توقف على جانب الشارع الفارغ من الناس فقد اخذ وقت
كثير وهو يجوب الشوارع تفكيرا بها ثم ارجع رأسه إلى
الخلف بتعب يسترجع ما حدث بينهم اليوم
فلاش باك
كان مازن يقف فى زاوية بالفرح ينتظر قدوم فرح التى تأخرت كثيرا وكان يظن أنها لن تأتى ولن تلبى دعوته
ولكنها خيبت ظنه حينما دخلت إلى الحديقة بذلك الثوب الأسود المصنوع من التول المرصع بحبيبات الماس التى أعطته رونق خاص.. كان بلا أكمام ذا حماله عريضه وفتحة صدر متوسط محاطه بالماس
واللؤلؤ تعطيها رونق خاص... كان منفوش برقى مثل فساتين الخمسينات وترتدى حزاء باللون الفضى ذو كعب عالى وحقيبه صغيره مماثلة للحذاء فى اللون.. فأعطاها انوثه وهاله خاصه ورقى كأنها خرجت من أفلام الحب القديمه التى اعتدنا سماعها قديماً والوله فى تفاصيلها وأحداثها دون ملل
دخلت فرح للقاعه غير منتبه لمازن الذى ما أن لمحها حتى نظر لها من رأسها إلى أخمص قدميها بتفحص وأهتمام فقد سلبت لبه بطلتها الساحرة تلك.. كانت تنظر حولها بحثا عن ذلك الوسيم الوقح
كما تدعوه فهو لا يترك فرصه دون أن يناديها بذلك اللقب الذى تكره بشده (فرج) أكل ذلك الجمال والأنوثة يطلق عليه(فرج) يالك من أعمى عديم النظر حتى تطلق على اسم علم مذكر سخيف مثلك كانت أفكارها تتابع بداخل رأسها بينما تطغى
على عينها نظرة نفور وأشمئزاز من كل تلك الذكريات التى أندفعت إلى رأسها وهو يناديها بذلك الإسم الثقيل على قلبها.. ولكن استفاقت من شرودها عندما وجدته يقترب منها وهو يضع يديه فى جيوب بنطاله الأسود وتلوح على وجهه ابتسامة خبيثه ونظرات تسلية بعد أن وصل إليها هتف بسخريه
مازن:إيه يا فرح إللى أنتى عملاه فى نفسك
نظرت فرح إلى نفسها بأستغراب غير مستوعبه أنه يستهزئ بها
فرح بتسأول:فيه إيه... مالى شكلى فيه حاجة غلط.. وحش؟
اتسعت ابتسامة مازن على سذاجتها فهتف بسخريه
مازن: لا... بس غريبه الصراحه
ضيقت فرح بين حاجبيها بضيق فهو لم يعطيها إجابه واضحة فأردفت بضيق وهى تحرك يدها بتحزير
فرح بضيق:اسمع يا جدع أنت يا أما تدينى إجابه واضحة يأما تسبنى فى حالى وتمشى من سكات أنت
فاهم ولا لأ
كادت ان ترحل ولكنه قبض على يدها بسرعة فأستدارت له فرأت نظراته التى تعرفها جيدآ نظرة استمتاع تلك النظرة التى ينظر بها لها حين يثير غضبها فهو يشعر بلذه غريبه حين يرى حنقها منه
وعليه أيضآ فحمرة الغضب التى يتخضب بها وجهها
تجعلها رائعة الجمال والبرائه فهى كما قال تشبه الجنية تنه ورنه الموجودة بالحكايات وقصص الاطفال بعد أن امعن النظر بها فهتف بجديه
مازن:أستنى.. أستنى أنا بس كنت عايز أقولك إنك حلوه وزى القمر فى لبس البنات..يا ريت ما ترجعيش
لفرج تانى بدل ما تعنسى
كان قلبها يدق بسرعة وهى تستمع لأعجابه بها و مدحه لطلتها الجميله فكانت سعيده وفرحه للغاية
و لكن قطع موجة الشعور الجميله التى اجتاحتها تلك عودته لمناداتها بذلك الإسم فتبدلت نظراتها الولهانه إلى أخرى حانقه حاقده عليه فهتفت بضيق
فرح:تصدق اتك واحد وقح وما عندكش دم ونظر كمان.. بس هقول شكلك نسيت أنا عملت فيك إيه
يا مازن بيه
تركته ورحلت حيث يجلس صالح الصياد وعائلته.. بينما ظل هو واقف يتابعها بغضب وحنق فهو لم ينسى ما فعلت به وكيف ينسى فهى قد جعلته
يتذكر ذلك اليوم الذى وضعت به الملح الانجليزي بطعامه وجعلت من أضحوكة أمام مروان ومريم
فلاش باك
مرت عدة أيام على عمل فرح تحت يد مازن الذى لم يتوقف طوال عن أوامره والعمل الذى يكلفها به يتطلب الكثير من الجهد والتعب على الرغم من تفاهته ولكنها قررت أن تنتقم منه بطريقتها... نظرت لحقيبتها ثم أخرجت من حقيبتها كيس به بدره
بيضاء خشنه قليلاً حركتها بيدها ثم لاحت على شفتيها ابتسامة خبيثه عندما وجدت عم عبده الساعى يدلف للمكتب وفى يده عبوة الطعام الخاصة
بمازن ويتوجه إلى مكتب مازن ولكنها أوقفته وتحدثت معه بأبتسامتها المشرقه
فرح:صباح الخير يا عمى عبده
رد عليها عم عبدو بود:صباح النور يا فرح يا بنتى.. عامله إيه
بادلته ابتسامته ثم ردت عليه بلطف
فرح:أنا كويسه جدا يا راجل ياطيب.. المهم إيه الحاجات دى رايح بيها فين
عم عبدو بطيبه:ا اا ده أكل مازن بيه.. هدخلهوله عشان ياكل قبل الاجتماع
أبتسمت فرح ببرائه حاولت اصطناعها وهتفت بهدوء
فرح:طب هاتوا أنا هدخلو له يا عم عبدو
أعطى عم عبدو الطعام لها بقلة حيله بينما كانت تتابع رحيله بصمت وبمجرد ان خرج من الغرفه حتى فتحت علب الطعام سريعاً ثم أخرجت البودرة البيضاء وقامت بفتحها وأخذت ترشها على الطعام وتقلبه حتى يخطلت بالماده ويتجانس معها وبعد أن أنتهت أغلقت العلبه ونظرت لها بشماته ثم امسكتها وهتفت بخبث
فرح:أنت إللى بدأت يا مازن بيه ولعبت معايا بالنار فما تزعلش لما تلسعك هههههههه
أنهت كلامها بضحكه شامته ثم توجهت لمكتبه وهى تحمل العلبه بيدها ثم قامت بطرق الباب قبل الدخول انتظرت قليلاً حتى سمح لها فهذا كان من أحد أوامره التى أملها عليها بعد أن سمح لها بالدخول فتحت الباب وتقدمت وهى تحمل فى يدها هذا الصندوق تحت نظراته المستغربه ثم وضعته على المكتب تهتف بجديه
فرح:أتفضل يا أستاذ مازن الأكل بتاعك
شكرها مازن وهو يضيق بين حاجبيه بأستغراب وقلق مصطنع
مازن:غريبه.. جيبالى الأكل بنفسك.. إللى يشوفك يقول حطالى فيه سم
فرح وقد أصفر وجهها قليلاً هتفت بتوتر حاولت مداراته
فرح:سم إيه يا راجل.. أنا بس حطالك شوية ملح هتدعيى عليا بسببهم
هتف مازن بتسأول
مازن:أنتى قولتى إيه؟ سمعينى كده؟
هتفت فرح سريعاً وهى تحرك يدها بحركات غريبه خوفاً من أن يكشف
فرح:أقصد هتدعيلى بسببهم.. يعنى اصل الأكل كان ملحه مش مظبوط وأنا ظبطه فهمت
حرك مازن رأسه بأيجاب ثم هتف بأمر
مازن:فهمت.. بس بعد كده ما تجيش عند الأكل بتاعى تانى أنا بحبه عادم
بعد أن استمعت فرح لأمره زاد حنقها عليه وهتفت فى سرها
فرح:تصدق إنك تستاهل إللى هعمله فيك... أما أروح بقا اللغى الاجتماع عشان انت يا حرام مش هتقدر تحضره
ابتسمت فرح بخبث مما جعل مازن يبتلع ريقه بخوف فهى يصعب التكهن بتصرفاتها الحمقاء خرجت من المكتب بينما هو يتابعها بنظرات خائفه
فكادت ان تخرج ولكنها عادت من جديد ونظرت له
بأبتسامه ساخره
فرح:بالهنا والشفا يا مازونه
أنهت فرح جملتها ثم فرت هاربه تغلق الباب خلفها
بينما مازن لم يعقب على كلامها مطلقا ثم فتح عبوة الطعام يأكل منها بنهم شديد فهى التى قدمته
له وهو يحب اى شئ من يدها الرقيقتين مثلها تماماً
بعد أن أنهى وجبة الطعام أخذ العلبه ورماها بسلة النفايات ثم ذهب ليغسل يده بالحمام ثم عاد لمكتبة من جديد ولكنه بمجرد ان جلس على مقعده
حتى دخلت تخبره بحضور مريم ومعها مروان هتف بها أمرا وهو يقلب بأوراقه
مازن:دخليهم... وتانى مره يجوا هنا تدخليهم على طول
خرجت فرح وسمحت لهم بالدخول فدخلت مريم بصحبة مروان وألقوا التحية على أخيهم بمرح وسعادة ثم هتفت مريم متسأله عن هوية فرح
مريم:اه صحيح مين دى يا مازن... ومالها مش طيقانا ليه كده
رد عليه مروان بسخريه
مروان:دى بقى يا سيتى فرح الصاوى شريكتنا إللى
اخوكى مطلع عينيها ومشغلها سكرتيره عنده عشان
عقد مضيه مع عمك بتوكيل منها
هتفت مريم بحزن عليها
مريم:ليه كده يا مازن حرام عليك أنت كده ضحكت عليها كفايه أنها ما تعرفش موضع الشراكة ده أصلاً
تذيد أنت عليها بعمايلك دى حرام
هتف مروان موضحا
مروان:أنتى مش فاهمه حاجة أخوكى بيعمل كل ده عشان حبها ومش قادر يبعد عنها.. بس هى بقى مش بطيقه اصلاً
تحدثت مريم بعدم تصديق
مريم:أنت بتحب يا مازن بجد أنا مش مصدقه.. طب قولى أنت عامل إيه معاها
هتف مازن بصياح وهو يضع يده على بطنه ويتأوه بألم شديد
مازن: اااه مش كويس أنا مش كويس
كانت معدته تألمه بشده وتخرج أصوات غريبه مما دفع مازن للذهاب للحمام تحت نظرات مريم ومروان المندهشه ونظرات فرح الشامته التى كانت تراقبه من الشباك وابتسامتها الخبيثه تزين لكنه رأها
جيدآ مما أربكها دخل مازن فى الحمام وضل بالداخل
ثم خرج بعد ربع ساعة ووجهه شديد الشحوب مما
أفزع مريم ومروان كثيراً فهو لا يبدوا جيدآ بالمره
هتفت مريم بقلق شديد وهى تسنده هى ومروان
فرح:مازن أنت كويس يا مازن فيك حاجة
كاد مازن ان يرد لكن وجع معدته عاد وداهمه من جديد فعاد للدخول للحمام مره أخرى ولم تكن هذه
مرته الأخيره فهو دخل للحمام أكثر من عشر مرات
فذلك الملح الانجليزي يعمل كملين للمعده ويجب على من يتناوله الدخول بأستمرار إلى الحمام استدعت مريم فرح وطلبت منها أن تحضر أى مشروب يطهر المعده فذهبت وعادت بعد قليل فى
يدها كوب من الكروية الساخنه دخلت إلى الغرفه فى
نفس وقت خروج مازن من الحمام والذى ما أن رأها
حتى تناسى تعبه وتأجج غضبا فهو منذ أن رأى بسمتها الشامته حتى عرف أنها هى من فعلت به ذلك توجه ناحيتها بغضب يريد ان يفترسها
مازن:أنتى ليكى عين تيجى بعد إللى عملتيه
فرح وهى تمثل البرأه والخوف فى ان واحد
فرح:عملت إيه يا مازن بيه هو أنا غلط فى حاجه لا سمح الله
مازن بغضب وهو يقبض على يدها
مازن:بت انتى بطلى التمثيل ده وقوليلى حطيطى إيه فى الأكل خلانى كده انطقى
كانت مريم ومروان يحاولون الفصل بينهم ولكن دون جدوه ففرح ومازن كالقراد إذا امسكوا بالجلد لا يفصلوا عنه أبدا وهما هكذا بالنسبه لبعضهم
صرخ بكلمته الاخيره مما أغضب فرح بشده
فرح:فيه إيه يا جدع أنت ما تحترم نفسك أنا مش شغاله عندك عشان تعملنى كده أنا شريكه هنا يعنى المفروض تحترمنى
احتدت نبرة مازن وهو يهتف بغضب
مازن:مش لما تحترمى أنتى نفسك الأول ابقى احترمك الأول بدل ما تصرفاتك عامله زى الأطفال كده عيله فعلآ
أشارت فرح لنفسها بدهشه
فرح:بقى كده أنا طفله..طب أسمع بقى يا مازن أفندي أيوه أنا إللى عملت فيك كده وحطيت الملح
الانجليزي فى أكلك عارف ليه عشان انت واحد ظالم
مازن بدهشه:أنا واحد ظالم
فرح بتأكيد:اه ومفترى كمان بعد إذنك
خرجت فرح تحت نظرات مازن المندهشه ومريم ومروان الذين يحاولون كبت ضحكتهم ولكنها انفلتت
منهم غصباً عنهم مما أغضب مازن وذاد من حنقه
مازن بغضب:او او كانت نقصاكم أنتوا كمان إيه بضحك أوى
هتف مروان بضحك ساخر:بجد مش معقوله الله يكون فى عونك بجد يا مازن دى غلبت رهف يا عم
أنهى مروان حديثه بضحكه صاخبة مما اغضب مازن وزاد حديث مريم الطين بله
مريم:هههههه أنا مش قادره أصدق ان فيه حد كده هههههه دى هطلع عليك القديم والجديد.. خلى بالك
بدل ما تحط ليك سم المره الجايه
ضحك الجميع فى صخب بينما كانت فرح غاضبة وتشعر بشعور لا تعرف ما هيته بسبب عدم معرفتها
هوية مريم بينما كان مازن يتابعها بسخريه تذيد حنقها منه ومن مريم على حد سواء ولكنها اخرجت ذلك الكيس تلوح به فى يدها مما جعل مازن ينتفض
على مقعده وينظر لها بغضب وتوعد
فلاش باك
استفاق مازن على نظرات فرح الشامته التى كانت تجلس على طاولة عمه صالح فجلستها المتكبره و
المغروره توضح كم هى سعيدة بتذكيره بذلك الموقف وأستهزاء إخوته الأصغر من به
فلاش باك
سحب مازن من ذاكرياته المتدفقه صوت هاتفه الذى كان يرن بأستمرار.. فكان المتصل هى مريم مما اصاب دهشته فهو قد تركها قبل قليل بعد توديع شقيقة وبنات اعمامه... ولكنه تغاضى عن دهشته ورد عليها فأتاه صوتها الباكى مما أصابه بالقلق
مريم ببكاء:الحقنى يا مازن أنا محتاجة ليك دلوقتى
هتف مازن بقلق:مالك يا حبيبتى جاسر عملك حاجه زعلك قوليلى وأنا اقتله والله
مريم وقد زاد بكائها أثر ذكر اسم جاسر
مريم:جاسر فى المستشفى...حالته صعبه قوى يا مازن... جاسر بيموت
لم تستطع مريم الاكمال فقد زادت شهقاتها وبكائها
المرير الذى كان ينهش فى قلب أخيها
مازن:مريم حبيبتى أهدى وفهمينى إيه إللى حصل بالظبط
تحدثت مريم بصوت متقطع بسبب بكائها
مريم:كاميليا طليقته دخلت القصر وكانت عايزه تقتلنى وخلاص كانت هتضرب عليا نار وتقتلنى قام
جاسر واقف قدامى وخد الرصاصة عنى كان بينزف كتير يا مازن دم كتير كتير قوى أنا خايفه يجراله حاجة
مازن:أهدى يا حبيبتى ان شاء الله كل حاجة هتبقى بخير بس أنتى قوليلى أنتى فين
اخبرته مريم بأنهم بالمشفى الخاصة بهم وبمجرد ان
عرف مكانهم حتى قاد بسرعة ساحقه متوجه إلى المستشفى لكى يساند أخته ويقف بظهرها
===============================
فى مديرية الأمن
فى غرفة التحقيق حيث كانت تجلس كاميليا أمام مدير المباحث ويتم التحقيق معها فى محاولة قتلها
لجاسر وزوجته مريم الصياد والتى كانت مصره على إنكارها بشتى الطرق
الضابط :مدام كاميليا أنتى متهمه فى جريمة قتل جاسر الصياد مع سبق الإصرار والترصد وكمان إللى ورد عندى أنها مش أول محاوله لا أنتى سممتيه قبل كده بس وكان هيموت فيها
كاميليا بتوتر وهستيريا تحاول إنكار ما يتهمها به
كاميليا:بس أنا ما قتلتش هما بيفتروا عليا أنا عشان
عايزين يخلصوا منى هى عايزه تسجنى عشان تفضل ليها كل حاجة زى ما خلصت من ابنى
الضابط :تقصدى مين بكلامك ده
هتفت كاميليا سريعاً
كاميليا :مريم الصياد هى كانت عايزه تقتلنى بس لما ما عرفتش قتلت ابنى
نظر الضابط إلى الأوراق التى أمامه ثم قال بهدوء
الضابط:بس إللى وارد عندى بيقول غير كده... آنسه فرح الصاوى قدمت بلاغ ضدك أنتى وشريف القاضى بأنكم ابتزتيها أنتى وشريف ده عشان تقتل مريم الصياد ده غير أن ساعة الواقعه دى جاسر بيه
ما أتهمش حد غيرك ده غير الادلة اللى تثبت إنك سممتى جاسر الصياد قبل كده.. أنتى مرتكبه أكتر من جريمة يعنى هتتحولى للنيابة على طول من غير مدة التحقيق
بعد أن استمعت كاميليا لحديث الضابط ذاد شحوب وجهها وهتفت بأصرار هستيريا
كاميليا :أنا ما عملتش حاجه هما إللى عايزين يخلصوا منى أنا ما عملتش حاجه صدقنى مريم مريم هى أساس البلاوى كلها هى إللى دمرت حياتى
هى إللى لازم تتسجن مش أنا
استدعى الضابط العسكرى وطلب منه أن يصحب
كاميليا إلى الحجز بالأسفل... ذهبت كاميليا مع العسكرى إلى غرفة الحجز وبمجرد ان دخلت إلى الحجز حتى رأت أشكال أشكال وألوان من المجرمات والذين بمجرد ان رأوها نهضوا من أماكنهم وظلوا ينظرون إليها حتى اقتربت احداهم منها وقامت بلمسها
السجينه:بصوا يا نسوان جالنا وارد جديد هههههه... الا قوليلى يا حلوه أنتى جايه فى ايه بقى
بمجرد ان لمستها المرأه حتى ابتعدت كاميليا بقرف
وأشمئزاز ثم أردفت بتحذير
كاميليا:ابعدى عنى يا ست أنتى.. عارفه لو فكرتى تلمسينى تانى أنا هقطعلك أيدك
غضبت المرأه ثم قالت وهى تضع يدها فى منتصف
وسطها
السجينه:جرى إيه يا بت.. ما تقفى عوج واتكلمى عدل بدل ما قطعك هنا
كاميليا بتهديد:إيه تقطعينى دى يا جربوعه أنتى.. أنتى ما تعرفيش أنتى بتكلمى مين
السجينه:لا يا حبيبتى أنتى إللى ما تعرفيش أنتى بتكلمى مين.. بس أنا هعرفك.. ادبوها يا بنات
هتف جميع المسجونات فى صوت واحد:أمرك يا معلمه حسنات
تجمعوا السجينات حول كاميليا وهم يشمرون اكمام ملابسهم ثم هموا بضربها بدون شفقه أو رحمه حتى بدأت تزف الدماء وفقدت الوعيها من
كثرة الضرب المبرح الذى تلقته
=================================
فى المشفى
نجد مازن يجلس على أحد الكراسى بالمستشفى و
فى حضنه أخته مريم التى تبكى بشده خوفاً وقلقا على جاسر فقد مرت عدة ساعات على دخوله غرفة
العمليات دون خرج أحد من الداخل او معرفة التطورات التى طرأت فى الداخل وعمه وزوجة عمه يجلسون على الكرسى المجاور فى حزن والم شديد
هتفت مريم بنشيج :هيبقى كويس يا مازن صح هو
لازم يبقى كويس اصل أنا من غيره ما اعرفش أعيش
تنهد مازن بحزن وهو يمرر يده بهدوء على ظهر مريم
مهدئا أياها
مازن:أهدى يا مريم ان شاء الله جاسر هيكون بخير ويخرج ليكى بالسلامة
مريم بدموع :يارب يامازن يا رب أنا ممكن أموت من غيره والله أموت
أستمرت حالة الحزن والبكاء لساعات متتالية حتى خرج رئيس الأطباء من غرفة العمليات وعلى وجهه
معالم الحزن والألم فهو سوف ينقل لهم أخبار حزينه
الآن ويجب عليهم أن يتقبلوها مهما كانت.. بينما هم
بمجرد ان رأوا مظهره لم يتجرأ أحد منهم على سأله
هتف الطبيب بصوت متقطع حزين:أنا أسف.. إحنا عملنا إللى علينا.. بس إرادة ربنا كانت فوق كل شئ
.. البقاء لله
هتفت مريم بعدم تصديق وصدمه ودموعها تسيل على وجهها بشده
مريم بصوت متقطع وبكاء مرير:يعنى ايه جاسر مات.. أنت أنت كداب جاسر عمره ما يسبنى هو هو وعدنى بالسعادة وحب ومستحيل يا خدهم منى ويمشى كده بسهوله.. أنت بتكدب صح قول ان أنت بتكدب ارجوك أنا ما قدرش أعيش من غيره أبدا ما قدرش
قالت كلمتها الأخيره بكاء مرير ثم سقطت فاقده الوعى أثر انهيار عصبي حاد غير مستوعبه ما أمرها
به الطبيب مطلقا.. فأخذها مازن بأحضانه ينظر لها
بحزن شديد فكيف ستتقبل الأمر عندما تستفيق
بالتأكيد ستموت قهرا
بعد مرور عامين
كانت مريم تقف فى نافذة غرفتها التى تطل على الحديقه بينما دموعها تسيل فى صمت وهى تتذكر
ما فعله جاسر من أجلها وكيف افداها بروحه دون تردد.. تنهدت بألم ثم نظرت إلى بطنها البارزه ومررت
يدها فى هدوء على بطنها ثم تنهدت فى صمت.. حتى
دخل عليها مازن والذى لاحظ حراكتها وهى تمسح
دموعها فهتف بهدوء وهو يديرها له
مازن:أنتى بتعيطى يا مريم.. مش هتنسى بقى يا حبيبتى الحزن مش حلو عليكى وعلى البيبى
مريم بتنهيده:أنا عمرى ما هنسى يا مازن جاسر ضحى بحياته عشانى عشان بيحبنى وأنا هفضل
فاكره إللى حصل طول عمرى ودمعى هتنزل كل
ما أفتكر كأنه حصل النهارده
تنهد مازن ثم قال بمرح لكى ينسيها تلك الذكريات
الحزينه
مازن:بس خلى باللك جوزك لو عرف إن العيون الحلوه دى عيطت مش هيحصل كويس ده أكره
ما على قلبه أنه يشوفك حزينه
مريم بأبتسامه:أنت هتقولى ده كفايه جملته الشهيرة.. الوش الحلو ده يا مريم اتولد عشان يكون
مبسوط ومش من حق أى حد يزعله حتى لو كان أنتى.. أنا وعدتك ولازم أوفى
مازن بضحك:وطلع قد وعده نساكى كل الحزن إللى عشتيه فى حياتك كلها
ابتسمت مريم وهى تتذكر كيف تخطت هى وزجها
كل تلك الأوجاع والاحزان التى مرت بها وطرأت على
حياتها المريره
====
=
=
=
=
=
=
يتبع
.
ظلت مريم تبكى وترتعش فى صمت فهى تخشى أن تقوم بفعل يكلفها الكثير بينما كانت تتابع نوبه الجنون التى أصابت كاميليا التى رفعت سلاحها
موجهه إياه فى اتجاه مريم
كاميليا بشر:باى باى مريومه اشوفك فى جهنم بقى
زاد انتحاب مريم وأرتجافها بعد جملة كاميلياوالتى ضغطت على زناد المسدس فخرجت منه رصاصه تعرف
هدفها جيداً إلا أن ظهور جاسر المفاجئ
الذى وقف كالحائط المنيع يتلقى الأذى
عن مريم بصدر رحب جعل الجميع فى
حالة صدمة.. فمريم أحضتنت جاسر و أنهارت معه بروح تتعذب خوفاً من فقد
الحبيب.. فقد زاد أرتجافها ودموعها تنزل
بغزاره وعينها تزوغ بعدم استيعاب
فتسألت بتوهان ومراره لما فعله جاسر
فهو قد ضحى بروحه فداء لها
مريم:جاسر..جاسر قوم يا حبيبى قوم يا روحى أوعى تسبنى أنا ما قدرش أعيش
من غيرك..أنت مش هتسبنى صح طب
.. أنت ليه عملت كده ليه بتوجع قلبى عليك
تحدث جاسر لها وهو يأخذ أنفاسه ببطئ
شديد وألم بالغ ويخرج كلامه متقطع
جاسر:عملت كده عشان بحبك.. وعشان
أوفى بوعدى ليكى فكراه.. بس تعرفى أن
النهارده اسعد يوم فى حياتى عشان طلع
منك أحلى وأصدق كلام ممكن فى يوم يا
عشق عمرى كله
كان صوت جاسر يخرج مرتجف ومتألم استشعرته مريم التى كانت تبكى عليه
فكانت شهقاتها تخرج متقطعه ويدها تمسك بجاكيت بدلته بقوه كأنها تخشى
أن يهرب منها..أردف جاسر يكمل حديثه ودموعها تنزل بحزن وندم عما فعله بها
جاسر بحزن:مريم سمحيني يا حبيبتى.. والله لو كنت أعرف أن أخرتها كده ما كنت ازيت شعره منك.. كنت عشت كل
لحظه معاكى على أنها الأخيره
أنهى كلامه وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه شديدة فقد بدأ تنفسه يضعف وظلام يداهمه حتى فقد الوعى وذهب لعالم اخر مظلم.. أما مريم زادت شهقاتها وتحدثت بصوتها الباكى ودموعها التى تنهمر على وجهها بغزاره
مريم:سمحتك..سمحتك بس انت ما تقولش كده أنت هتبقى كويس هتبقى
كويس وهنعيش كل إللى ضيعناه مع
بعض من تانى لحظه بلحظه بس انت اوعى تسبنى أرجوك أنا أموت من غيرك والله أموت من غيرك
كل ذلك يحدث تحت نظرات كاميليا والتى لم يأخذ منها الوضع سوى دقائق قليله للغاية حتى تجمع نفسها وتفوق من صدمتها فرفعت سلاحها فى وجه مريم وهى تنظر لها بشماته وسخريه
كاميليا :تؤتؤتؤ تصدقى صعبتى عليا بس
ما تخافيش قلبى الطيب مش هيسيبك
تفضلى لوحد لا أنا هبعتك ليه يا روحى
هههههههههه
أنهت حديثها بضحكه رنانه نابعه من روح مريضه لا تليق سوى بها وحدها
فأغمضت مريم عينها مستقبله الموت
بصدر رحب فلم تعد الحياه مهمه لها فى
عالم ليس به جاسر الصياد ولكن وصول
رأفت السريع يتبعه الحرس والذى حرك يد كاميليا إلى اتجاه آخر فى نفس توقيت خروج الرصاصه من المسدس والتى استقرت بسقف القصر وسرعان ما أخذ
منها المسدس وقذفها للحرس الذين قيدوها ثم توجه إلى جاسر وجسى على
ركبتيه يستشعر نبضه فوجده ضعيف للغاية مما أصابه بالزعر والخوف
رأفت:مفيش وقت.... لازم ننقله المستشفى بسرعه لو استنينا الإسعاف
هيروح مننا
حاول رأفت أن يخلص جاسر من يد مريم الغارقه فى عالم آخر إلا أنها كانت متشبثه به بقوه تأبى تركه فهتفت ببكاء
مريم ببكاء:سيبه ما تخدوش منى.. حرام عليك أنا ما أقدرش أعيش من غيره أبدا.. سيبه أبعد عنه
كانت تتكلم وتحاول أبعاد يد رأفت عن
جسد جاسر.. إلا أن رأفت أمسكها من كتفيها
يهزها بقوه يحاول أفاقتها
رأفت بقوه:فوقى يا مريم فوقى جاسر بيروح مننا ولازم يتنقل المستشفى فوراً وإلا هيضيع مننا
ابتعدت مريم عن جاسر سامحه لرأفت والرجال بحمله وأخذه للمشفى... انهض رأفت جاسر الفاقد
للوعى براحه وهدوء ثم أمسك حارسين ساعديه حاملين جاسر وتوجهو به إلى السياره حيث أمرهم رأفت كانت مريم تسير خلفهم بخوف وتوتر وما ان
وضعوا جاسر فى المقعد الخلفى حتى جلست بجواره ووضعت رأسه على قدمها تنظر إليه فى قلق
ثم هتفت بتوتر ودموعها تنساب على خديها ببطئ
مريم:ما تخفش يا حبيبي هنروح المستشفى وان شاء الله هتكون كويس
كان رأفت يتابع من مرأة السياره مريم التى كانت تبكى بشكل هستيرى ويسيطر عليها حزنها الشديد وخوفها من فقدان جاسر الغارق فى دمائه فهو تأكد
أنها أحبت صديقه بل عشقت رغم ما فعله بها
=================================
عند مازن
كان يتجول بسيارته بعد انتهاء العرس... شارد و مهموم فى كيفية استمالة قلب فرح له وجعلها تحبه
فهى متمرده... صعبة الميراس...عنيدة... لا يمكن السيطرة عليها بسهولة... طفوليه لأبعد الحدود... ولكنه اقنع نفسه بأمكانية ترويضها وإيقاعها بحبه كما أحبها هو و وقع فى بحور عشقها الواسعه...توقف على جانب الشارع الفارغ من الناس فقد اخذ وقت
كثير وهو يجوب الشوارع تفكيرا بها ثم ارجع رأسه إلى
الخلف بتعب يسترجع ما حدث بينهم اليوم
فلاش باك
كان مازن يقف فى زاوية بالفرح ينتظر قدوم فرح التى تأخرت كثيرا وكان يظن أنها لن تأتى ولن تلبى دعوته
ولكنها خيبت ظنه حينما دخلت إلى الحديقة بذلك الثوب الأسود المصنوع من التول المرصع بحبيبات الماس التى أعطته رونق خاص.. كان بلا أكمام ذا حماله عريضه وفتحة صدر متوسط محاطه بالماس
واللؤلؤ تعطيها رونق خاص... كان منفوش برقى مثل فساتين الخمسينات وترتدى حزاء باللون الفضى ذو كعب عالى وحقيبه صغيره مماثلة للحذاء فى اللون.. فأعطاها انوثه وهاله خاصه ورقى كأنها خرجت من أفلام الحب القديمه التى اعتدنا سماعها قديماً والوله فى تفاصيلها وأحداثها دون ملل
دخلت فرح للقاعه غير منتبه لمازن الذى ما أن لمحها حتى نظر لها من رأسها إلى أخمص قدميها بتفحص وأهتمام فقد سلبت لبه بطلتها الساحرة تلك.. كانت تنظر حولها بحثا عن ذلك الوسيم الوقح
كما تدعوه فهو لا يترك فرصه دون أن يناديها بذلك اللقب الذى تكره بشده (فرج) أكل ذلك الجمال والأنوثة يطلق عليه(فرج) يالك من أعمى عديم النظر حتى تطلق على اسم علم مذكر سخيف مثلك كانت أفكارها تتابع بداخل رأسها بينما تطغى
على عينها نظرة نفور وأشمئزاز من كل تلك الذكريات التى أندفعت إلى رأسها وهو يناديها بذلك الإسم الثقيل على قلبها.. ولكن استفاقت من شرودها عندما وجدته يقترب منها وهو يضع يديه فى جيوب بنطاله الأسود وتلوح على وجهه ابتسامة خبيثه ونظرات تسلية بعد أن وصل إليها هتف بسخريه
مازن:إيه يا فرح إللى أنتى عملاه فى نفسك
نظرت فرح إلى نفسها بأستغراب غير مستوعبه أنه يستهزئ بها
فرح بتسأول:فيه إيه... مالى شكلى فيه حاجة غلط.. وحش؟
اتسعت ابتسامة مازن على سذاجتها فهتف بسخريه
مازن: لا... بس غريبه الصراحه
ضيقت فرح بين حاجبيها بضيق فهو لم يعطيها إجابه واضحة فأردفت بضيق وهى تحرك يدها بتحزير
فرح بضيق:اسمع يا جدع أنت يا أما تدينى إجابه واضحة يأما تسبنى فى حالى وتمشى من سكات أنت
فاهم ولا لأ
كادت ان ترحل ولكنه قبض على يدها بسرعة فأستدارت له فرأت نظراته التى تعرفها جيدآ نظرة استمتاع تلك النظرة التى ينظر بها لها حين يثير غضبها فهو يشعر بلذه غريبه حين يرى حنقها منه
وعليه أيضآ فحمرة الغضب التى يتخضب بها وجهها
تجعلها رائعة الجمال والبرائه فهى كما قال تشبه الجنية تنه ورنه الموجودة بالحكايات وقصص الاطفال بعد أن امعن النظر بها فهتف بجديه
مازن:أستنى.. أستنى أنا بس كنت عايز أقولك إنك حلوه وزى القمر فى لبس البنات..يا ريت ما ترجعيش
لفرج تانى بدل ما تعنسى
كان قلبها يدق بسرعة وهى تستمع لأعجابه بها و مدحه لطلتها الجميله فكانت سعيده وفرحه للغاية
و لكن قطع موجة الشعور الجميله التى اجتاحتها تلك عودته لمناداتها بذلك الإسم فتبدلت نظراتها الولهانه إلى أخرى حانقه حاقده عليه فهتفت بضيق
فرح:تصدق اتك واحد وقح وما عندكش دم ونظر كمان.. بس هقول شكلك نسيت أنا عملت فيك إيه
يا مازن بيه
تركته ورحلت حيث يجلس صالح الصياد وعائلته.. بينما ظل هو واقف يتابعها بغضب وحنق فهو لم ينسى ما فعلت به وكيف ينسى فهى قد جعلته
يتذكر ذلك اليوم الذى وضعت به الملح الانجليزي بطعامه وجعلت من أضحوكة أمام مروان ومريم
فلاش باك
مرت عدة أيام على عمل فرح تحت يد مازن الذى لم يتوقف طوال عن أوامره والعمل الذى يكلفها به يتطلب الكثير من الجهد والتعب على الرغم من تفاهته ولكنها قررت أن تنتقم منه بطريقتها... نظرت لحقيبتها ثم أخرجت من حقيبتها كيس به بدره
بيضاء خشنه قليلاً حركتها بيدها ثم لاحت على شفتيها ابتسامة خبيثه عندما وجدت عم عبده الساعى يدلف للمكتب وفى يده عبوة الطعام الخاصة
بمازن ويتوجه إلى مكتب مازن ولكنها أوقفته وتحدثت معه بأبتسامتها المشرقه
فرح:صباح الخير يا عمى عبده
رد عليها عم عبدو بود:صباح النور يا فرح يا بنتى.. عامله إيه
بادلته ابتسامته ثم ردت عليه بلطف
فرح:أنا كويسه جدا يا راجل ياطيب.. المهم إيه الحاجات دى رايح بيها فين
عم عبدو بطيبه:ا اا ده أكل مازن بيه.. هدخلهوله عشان ياكل قبل الاجتماع
أبتسمت فرح ببرائه حاولت اصطناعها وهتفت بهدوء
فرح:طب هاتوا أنا هدخلو له يا عم عبدو
أعطى عم عبدو الطعام لها بقلة حيله بينما كانت تتابع رحيله بصمت وبمجرد ان خرج من الغرفه حتى فتحت علب الطعام سريعاً ثم أخرجت البودرة البيضاء وقامت بفتحها وأخذت ترشها على الطعام وتقلبه حتى يخطلت بالماده ويتجانس معها وبعد أن أنتهت أغلقت العلبه ونظرت لها بشماته ثم امسكتها وهتفت بخبث
فرح:أنت إللى بدأت يا مازن بيه ولعبت معايا بالنار فما تزعلش لما تلسعك هههههههه
أنهت كلامها بضحكه شامته ثم توجهت لمكتبه وهى تحمل العلبه بيدها ثم قامت بطرق الباب قبل الدخول انتظرت قليلاً حتى سمح لها فهذا كان من أحد أوامره التى أملها عليها بعد أن سمح لها بالدخول فتحت الباب وتقدمت وهى تحمل فى يدها هذا الصندوق تحت نظراته المستغربه ثم وضعته على المكتب تهتف بجديه
فرح:أتفضل يا أستاذ مازن الأكل بتاعك
شكرها مازن وهو يضيق بين حاجبيه بأستغراب وقلق مصطنع
مازن:غريبه.. جيبالى الأكل بنفسك.. إللى يشوفك يقول حطالى فيه سم
فرح وقد أصفر وجهها قليلاً هتفت بتوتر حاولت مداراته
فرح:سم إيه يا راجل.. أنا بس حطالك شوية ملح هتدعيى عليا بسببهم
هتف مازن بتسأول
مازن:أنتى قولتى إيه؟ سمعينى كده؟
هتفت فرح سريعاً وهى تحرك يدها بحركات غريبه خوفاً من أن يكشف
فرح:أقصد هتدعيلى بسببهم.. يعنى اصل الأكل كان ملحه مش مظبوط وأنا ظبطه فهمت
حرك مازن رأسه بأيجاب ثم هتف بأمر
مازن:فهمت.. بس بعد كده ما تجيش عند الأكل بتاعى تانى أنا بحبه عادم
بعد أن استمعت فرح لأمره زاد حنقها عليه وهتفت فى سرها
فرح:تصدق إنك تستاهل إللى هعمله فيك... أما أروح بقا اللغى الاجتماع عشان انت يا حرام مش هتقدر تحضره
ابتسمت فرح بخبث مما جعل مازن يبتلع ريقه بخوف فهى يصعب التكهن بتصرفاتها الحمقاء خرجت من المكتب بينما هو يتابعها بنظرات خائفه
فكادت ان تخرج ولكنها عادت من جديد ونظرت له
بأبتسامه ساخره
فرح:بالهنا والشفا يا مازونه
أنهت فرح جملتها ثم فرت هاربه تغلق الباب خلفها
بينما مازن لم يعقب على كلامها مطلقا ثم فتح عبوة الطعام يأكل منها بنهم شديد فهى التى قدمته
له وهو يحب اى شئ من يدها الرقيقتين مثلها تماماً
بعد أن أنهى وجبة الطعام أخذ العلبه ورماها بسلة النفايات ثم ذهب ليغسل يده بالحمام ثم عاد لمكتبة من جديد ولكنه بمجرد ان جلس على مقعده
حتى دخلت تخبره بحضور مريم ومعها مروان هتف بها أمرا وهو يقلب بأوراقه
مازن:دخليهم... وتانى مره يجوا هنا تدخليهم على طول
خرجت فرح وسمحت لهم بالدخول فدخلت مريم بصحبة مروان وألقوا التحية على أخيهم بمرح وسعادة ثم هتفت مريم متسأله عن هوية فرح
مريم:اه صحيح مين دى يا مازن... ومالها مش طيقانا ليه كده
رد عليه مروان بسخريه
مروان:دى بقى يا سيتى فرح الصاوى شريكتنا إللى
اخوكى مطلع عينيها ومشغلها سكرتيره عنده عشان
عقد مضيه مع عمك بتوكيل منها
هتفت مريم بحزن عليها
مريم:ليه كده يا مازن حرام عليك أنت كده ضحكت عليها كفايه أنها ما تعرفش موضع الشراكة ده أصلاً
تذيد أنت عليها بعمايلك دى حرام
هتف مروان موضحا
مروان:أنتى مش فاهمه حاجة أخوكى بيعمل كل ده عشان حبها ومش قادر يبعد عنها.. بس هى بقى مش بطيقه اصلاً
تحدثت مريم بعدم تصديق
مريم:أنت بتحب يا مازن بجد أنا مش مصدقه.. طب قولى أنت عامل إيه معاها
هتف مازن بصياح وهو يضع يده على بطنه ويتأوه بألم شديد
مازن: اااه مش كويس أنا مش كويس
كانت معدته تألمه بشده وتخرج أصوات غريبه مما دفع مازن للذهاب للحمام تحت نظرات مريم ومروان المندهشه ونظرات فرح الشامته التى كانت تراقبه من الشباك وابتسامتها الخبيثه تزين لكنه رأها
جيدآ مما أربكها دخل مازن فى الحمام وضل بالداخل
ثم خرج بعد ربع ساعة ووجهه شديد الشحوب مما
أفزع مريم ومروان كثيراً فهو لا يبدوا جيدآ بالمره
هتفت مريم بقلق شديد وهى تسنده هى ومروان
فرح:مازن أنت كويس يا مازن فيك حاجة
كاد مازن ان يرد لكن وجع معدته عاد وداهمه من جديد فعاد للدخول للحمام مره أخرى ولم تكن هذه
مرته الأخيره فهو دخل للحمام أكثر من عشر مرات
فذلك الملح الانجليزي يعمل كملين للمعده ويجب على من يتناوله الدخول بأستمرار إلى الحمام استدعت مريم فرح وطلبت منها أن تحضر أى مشروب يطهر المعده فذهبت وعادت بعد قليل فى
يدها كوب من الكروية الساخنه دخلت إلى الغرفه فى
نفس وقت خروج مازن من الحمام والذى ما أن رأها
حتى تناسى تعبه وتأجج غضبا فهو منذ أن رأى بسمتها الشامته حتى عرف أنها هى من فعلت به ذلك توجه ناحيتها بغضب يريد ان يفترسها
مازن:أنتى ليكى عين تيجى بعد إللى عملتيه
فرح وهى تمثل البرأه والخوف فى ان واحد
فرح:عملت إيه يا مازن بيه هو أنا غلط فى حاجه لا سمح الله
مازن بغضب وهو يقبض على يدها
مازن:بت انتى بطلى التمثيل ده وقوليلى حطيطى إيه فى الأكل خلانى كده انطقى
كانت مريم ومروان يحاولون الفصل بينهم ولكن دون جدوه ففرح ومازن كالقراد إذا امسكوا بالجلد لا يفصلوا عنه أبدا وهما هكذا بالنسبه لبعضهم
صرخ بكلمته الاخيره مما أغضب فرح بشده
فرح:فيه إيه يا جدع أنت ما تحترم نفسك أنا مش شغاله عندك عشان تعملنى كده أنا شريكه هنا يعنى المفروض تحترمنى
احتدت نبرة مازن وهو يهتف بغضب
مازن:مش لما تحترمى أنتى نفسك الأول ابقى احترمك الأول بدل ما تصرفاتك عامله زى الأطفال كده عيله فعلآ
أشارت فرح لنفسها بدهشه
فرح:بقى كده أنا طفله..طب أسمع بقى يا مازن أفندي أيوه أنا إللى عملت فيك كده وحطيت الملح
الانجليزي فى أكلك عارف ليه عشان انت واحد ظالم
مازن بدهشه:أنا واحد ظالم
فرح بتأكيد:اه ومفترى كمان بعد إذنك
خرجت فرح تحت نظرات مازن المندهشه ومريم ومروان الذين يحاولون كبت ضحكتهم ولكنها انفلتت
منهم غصباً عنهم مما أغضب مازن وذاد من حنقه
مازن بغضب:او او كانت نقصاكم أنتوا كمان إيه بضحك أوى
هتف مروان بضحك ساخر:بجد مش معقوله الله يكون فى عونك بجد يا مازن دى غلبت رهف يا عم
أنهى مروان حديثه بضحكه صاخبة مما اغضب مازن وزاد حديث مريم الطين بله
مريم:هههههه أنا مش قادره أصدق ان فيه حد كده هههههه دى هطلع عليك القديم والجديد.. خلى بالك
بدل ما تحط ليك سم المره الجايه
ضحك الجميع فى صخب بينما كانت فرح غاضبة وتشعر بشعور لا تعرف ما هيته بسبب عدم معرفتها
هوية مريم بينما كان مازن يتابعها بسخريه تذيد حنقها منه ومن مريم على حد سواء ولكنها اخرجت ذلك الكيس تلوح به فى يدها مما جعل مازن ينتفض
على مقعده وينظر لها بغضب وتوعد
فلاش باك
استفاق مازن على نظرات فرح الشامته التى كانت تجلس على طاولة عمه صالح فجلستها المتكبره و
المغروره توضح كم هى سعيدة بتذكيره بذلك الموقف وأستهزاء إخوته الأصغر من به
فلاش باك
سحب مازن من ذاكرياته المتدفقه صوت هاتفه الذى كان يرن بأستمرار.. فكان المتصل هى مريم مما اصاب دهشته فهو قد تركها قبل قليل بعد توديع شقيقة وبنات اعمامه... ولكنه تغاضى عن دهشته ورد عليها فأتاه صوتها الباكى مما أصابه بالقلق
مريم ببكاء:الحقنى يا مازن أنا محتاجة ليك دلوقتى
هتف مازن بقلق:مالك يا حبيبتى جاسر عملك حاجه زعلك قوليلى وأنا اقتله والله
مريم وقد زاد بكائها أثر ذكر اسم جاسر
مريم:جاسر فى المستشفى...حالته صعبه قوى يا مازن... جاسر بيموت
لم تستطع مريم الاكمال فقد زادت شهقاتها وبكائها
المرير الذى كان ينهش فى قلب أخيها
مازن:مريم حبيبتى أهدى وفهمينى إيه إللى حصل بالظبط
تحدثت مريم بصوت متقطع بسبب بكائها
مريم:كاميليا طليقته دخلت القصر وكانت عايزه تقتلنى وخلاص كانت هتضرب عليا نار وتقتلنى قام
جاسر واقف قدامى وخد الرصاصة عنى كان بينزف كتير يا مازن دم كتير كتير قوى أنا خايفه يجراله حاجة
مازن:أهدى يا حبيبتى ان شاء الله كل حاجة هتبقى بخير بس أنتى قوليلى أنتى فين
اخبرته مريم بأنهم بالمشفى الخاصة بهم وبمجرد ان
عرف مكانهم حتى قاد بسرعة ساحقه متوجه إلى المستشفى لكى يساند أخته ويقف بظهرها
===============================
فى مديرية الأمن
فى غرفة التحقيق حيث كانت تجلس كاميليا أمام مدير المباحث ويتم التحقيق معها فى محاولة قتلها
لجاسر وزوجته مريم الصياد والتى كانت مصره على إنكارها بشتى الطرق
الضابط :مدام كاميليا أنتى متهمه فى جريمة قتل جاسر الصياد مع سبق الإصرار والترصد وكمان إللى ورد عندى أنها مش أول محاوله لا أنتى سممتيه قبل كده بس وكان هيموت فيها
كاميليا بتوتر وهستيريا تحاول إنكار ما يتهمها به
كاميليا:بس أنا ما قتلتش هما بيفتروا عليا أنا عشان
عايزين يخلصوا منى هى عايزه تسجنى عشان تفضل ليها كل حاجة زى ما خلصت من ابنى
الضابط :تقصدى مين بكلامك ده
هتفت كاميليا سريعاً
كاميليا :مريم الصياد هى كانت عايزه تقتلنى بس لما ما عرفتش قتلت ابنى
نظر الضابط إلى الأوراق التى أمامه ثم قال بهدوء
الضابط:بس إللى وارد عندى بيقول غير كده... آنسه فرح الصاوى قدمت بلاغ ضدك أنتى وشريف القاضى بأنكم ابتزتيها أنتى وشريف ده عشان تقتل مريم الصياد ده غير أن ساعة الواقعه دى جاسر بيه
ما أتهمش حد غيرك ده غير الادلة اللى تثبت إنك سممتى جاسر الصياد قبل كده.. أنتى مرتكبه أكتر من جريمة يعنى هتتحولى للنيابة على طول من غير مدة التحقيق
بعد أن استمعت كاميليا لحديث الضابط ذاد شحوب وجهها وهتفت بأصرار هستيريا
كاميليا :أنا ما عملتش حاجه هما إللى عايزين يخلصوا منى أنا ما عملتش حاجه صدقنى مريم مريم هى أساس البلاوى كلها هى إللى دمرت حياتى
هى إللى لازم تتسجن مش أنا
استدعى الضابط العسكرى وطلب منه أن يصحب
كاميليا إلى الحجز بالأسفل... ذهبت كاميليا مع العسكرى إلى غرفة الحجز وبمجرد ان دخلت إلى الحجز حتى رأت أشكال أشكال وألوان من المجرمات والذين بمجرد ان رأوها نهضوا من أماكنهم وظلوا ينظرون إليها حتى اقتربت احداهم منها وقامت بلمسها
السجينه:بصوا يا نسوان جالنا وارد جديد هههههه... الا قوليلى يا حلوه أنتى جايه فى ايه بقى
بمجرد ان لمستها المرأه حتى ابتعدت كاميليا بقرف
وأشمئزاز ثم أردفت بتحذير
كاميليا:ابعدى عنى يا ست أنتى.. عارفه لو فكرتى تلمسينى تانى أنا هقطعلك أيدك
غضبت المرأه ثم قالت وهى تضع يدها فى منتصف
وسطها
السجينه:جرى إيه يا بت.. ما تقفى عوج واتكلمى عدل بدل ما قطعك هنا
كاميليا بتهديد:إيه تقطعينى دى يا جربوعه أنتى.. أنتى ما تعرفيش أنتى بتكلمى مين
السجينه:لا يا حبيبتى أنتى إللى ما تعرفيش أنتى بتكلمى مين.. بس أنا هعرفك.. ادبوها يا بنات
هتف جميع المسجونات فى صوت واحد:أمرك يا معلمه حسنات
تجمعوا السجينات حول كاميليا وهم يشمرون اكمام ملابسهم ثم هموا بضربها بدون شفقه أو رحمه حتى بدأت تزف الدماء وفقدت الوعيها من
كثرة الضرب المبرح الذى تلقته
=================================
فى المشفى
نجد مازن يجلس على أحد الكراسى بالمستشفى و
فى حضنه أخته مريم التى تبكى بشده خوفاً وقلقا على جاسر فقد مرت عدة ساعات على دخوله غرفة
العمليات دون خرج أحد من الداخل او معرفة التطورات التى طرأت فى الداخل وعمه وزوجة عمه يجلسون على الكرسى المجاور فى حزن والم شديد
هتفت مريم بنشيج :هيبقى كويس يا مازن صح هو
لازم يبقى كويس اصل أنا من غيره ما اعرفش أعيش
تنهد مازن بحزن وهو يمرر يده بهدوء على ظهر مريم
مهدئا أياها
مازن:أهدى يا مريم ان شاء الله جاسر هيكون بخير ويخرج ليكى بالسلامة
مريم بدموع :يارب يامازن يا رب أنا ممكن أموت من غيره والله أموت
أستمرت حالة الحزن والبكاء لساعات متتالية حتى خرج رئيس الأطباء من غرفة العمليات وعلى وجهه
معالم الحزن والألم فهو سوف ينقل لهم أخبار حزينه
الآن ويجب عليهم أن يتقبلوها مهما كانت.. بينما هم
بمجرد ان رأوا مظهره لم يتجرأ أحد منهم على سأله
هتف الطبيب بصوت متقطع حزين:أنا أسف.. إحنا عملنا إللى علينا.. بس إرادة ربنا كانت فوق كل شئ
.. البقاء لله
هتفت مريم بعدم تصديق وصدمه ودموعها تسيل على وجهها بشده
مريم بصوت متقطع وبكاء مرير:يعنى ايه جاسر مات.. أنت أنت كداب جاسر عمره ما يسبنى هو هو وعدنى بالسعادة وحب ومستحيل يا خدهم منى ويمشى كده بسهوله.. أنت بتكدب صح قول ان أنت بتكدب ارجوك أنا ما قدرش أعيش من غيره أبدا ما قدرش
قالت كلمتها الأخيره بكاء مرير ثم سقطت فاقده الوعى أثر انهيار عصبي حاد غير مستوعبه ما أمرها
به الطبيب مطلقا.. فأخذها مازن بأحضانه ينظر لها
بحزن شديد فكيف ستتقبل الأمر عندما تستفيق
بالتأكيد ستموت قهرا
بعد مرور عامين
كانت مريم تقف فى نافذة غرفتها التى تطل على الحديقه بينما دموعها تسيل فى صمت وهى تتذكر
ما فعله جاسر من أجلها وكيف افداها بروحه دون تردد.. تنهدت بألم ثم نظرت إلى بطنها البارزه ومررت
يدها فى هدوء على بطنها ثم تنهدت فى صمت.. حتى
دخل عليها مازن والذى لاحظ حراكتها وهى تمسح
دموعها فهتف بهدوء وهو يديرها له
مازن:أنتى بتعيطى يا مريم.. مش هتنسى بقى يا حبيبتى الحزن مش حلو عليكى وعلى البيبى
مريم بتنهيده:أنا عمرى ما هنسى يا مازن جاسر ضحى بحياته عشانى عشان بيحبنى وأنا هفضل
فاكره إللى حصل طول عمرى ودمعى هتنزل كل
ما أفتكر كأنه حصل النهارده
تنهد مازن ثم قال بمرح لكى ينسيها تلك الذكريات
الحزينه
مازن:بس خلى باللك جوزك لو عرف إن العيون الحلوه دى عيطت مش هيحصل كويس ده أكره
ما على قلبه أنه يشوفك حزينه
مريم بأبتسامه:أنت هتقولى ده كفايه جملته الشهيرة.. الوش الحلو ده يا مريم اتولد عشان يكون
مبسوط ومش من حق أى حد يزعله حتى لو كان أنتى.. أنا وعدتك ولازم أوفى
مازن بضحك:وطلع قد وعده نساكى كل الحزن إللى عشتيه فى حياتك كلها
ابتسمت مريم وهى تتذكر كيف تخطت هى وزجها
كل تلك الأوجاع والاحزان التى مرت بها وطرأت على
حياتها المريره
====
=
=
=
=
=
=
يتبع