اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الرابع والعشرون 24

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الرابع والعشرون 24


أحست خلود بأن قلبها ضرب بشيء ثقيل.
تبعت الكثير من النساء الشخص الوسيم الذي أمامها.
ظل بندر يحدق بعيون الفتاة البريئة أمامه منتظرا إجابتها.
تذكرت خلود الليلة في الحانة، عندما عرف فيها بندر عن زواجه. استطاعت أن
تلتمس اهتمامه من خلال نظراته المليئة بالخيبة.

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



أخذت خلود نفسا عميقا لتهدئة نفسها قبل أن ترفع عينيها ناحيته. غابت عنهما
آثار الخزن تمامًا "شكرًا لك يا بندر. ولكنك بمثابة الأخ بالنسبة لي".
اتسعت عينا بندر في خلال مكافحته لإيجاد رد مناسب.
أجبرت خلود ملامحها على الاسترخاء ولمعت عينيها وهي تبتسم "أنا متأكدة
من أنك عرفت بأنني متزوجة في تلك الليلة أنا وزوجي مغرمان ببعضنا البعض،
وقلبي وجسدي ينتميان إليه فحسب.
حددت كلمتي "جسد" و "روح".
لو صعب على بندر فهم ما أملت عليه خلود فذلك سيجعله أحمقا رفضت
عرضه بأدب.
أن تجد فتاة أحلامه السعادة أمر رائع لو لم تجد تلك السعادة معه.
كما أنه ليس من الأشخاص الذين يستبون الخراب في داخل الأسر.
تنهد بندر بخفة. "أعتذر عن إزعاجك".
التفت فيما بعدها ليغادر بخيبة أمل.
لم تكن خطواته على عجل. كان ظله بارزا بشكل واضح في البيئة المشرقة التي
من حوله، بحيث كان شعاع الشمس منسدلًا عليه.
مثلت خلود في أرضها، وذابت المثلجات من دون أن تشعر. تجمدت أصابعها من
البرودة، على الزغم من شعاع الشمس الحارق.
بعد انتهائها من مسح البوظة عن أصابعها، فقدت شهيتها.
فية
تلك اللحظة، خرج شخص طويل من سيارة مايباخ المتوقفة على الجانب
المقابل من الشارع وصل نائل بفضل ساقيه الظولتين ببضع خطوات إلى خلود.
أحست خلود أن أحدًا يقف خلفها، فالتفتت لتلقي نظرة، وقبل أن تعلم، كان نائل
قد سبق وأن وقف خلفها.
اتسعت عيون خلود إلى حجم صحون كاسات الشاي وصرخت: "كيف عرفت
أنني هنا؟"
هل سمع الحديث السابق بأكمله؟ منذ متى وهو هنا؟
لقد وقعت في مشكلة كبيرة إذا كان الأمر كذلك.
استخدمت نائلة كوسيلة لإنهاء الموضوع.
كان يعيد نائل كلمان خلود البندر في ذهنه، لذا كان في مزاج جيد. زينت
ملامحه الوسيمة ابتسامة شيطانية "هل تعتقدين أنه من الصعب علي أن
أجدك؟"
اختفت الكلمات من ثغر خلود.
بالتأكيد، بمجرد أنه وريث عائلة هادي، فسيتمكن من تحديد موقع أي شخص
بإشارة من إصبعه فحسب رائع!
هزت رأسها وبدأت في فتح البوابة للدخول إلى الفناء الأمامي.
استغل نائل شق البوابة الضغير وتسلل إلى الذاخل كان المكان الصغير مرتبا
ومليئا بألوان الربيع.
لم تتوقع خلود سرعة قدميه قامت بسحب ذراعه نحو باب الخروج "مهلا!
كيف تقتحم ملكية الآخرين بهذا الشكل؟"
لم تشأ أن يدخل نائل إلى المنزل، وسارعت محاولة إخراجه، إلا أنها لم تستطع
أن تزحزحه شبرًا واحدًا.
تجعدت شفتاه كيف تعتبرين هذا اقتحافا يا سيدة هادي؟"
إنهما متزوجان، فجدتها .
هي
جدته أيضا.
استسلمت خلود عن استخدام قوتها الجسدية، بحيث أنها عرفت أنها لن تستفيد
منها.
رفعت رأسها وسألته بجدية أتريد مني شيئا ما ؟ أرجوك اذهب إن لم تفعل
فإنك تعرقل راحتي وراحة جدتي .
انتفخت خداها من الغضب وهي تنظر إلى نائل بنظرة مستاءة.
قرص نائل خذيها ورفع اتفاقية تسوية الطلاق التي كان يحملها. "إن هذا ليس
شاملا، ما رأيك أن ندخل ونناقش التفاصيل؟"
كان جادًا في لهجته، وبما أنه لم يكن يبتسم حينها، فقد كانت ملامحه حادة
أكثر من
المعتاد.
ستطراً بعض التعديلات على اتفاقية الطلاق، إذ أن خلود كانت قد نسختها عن
الإنترنت.
فكرت في مظهرها وهي تتشاجر مع رجل على عتبة المنزل، فقررت أن تتراجع
قليلًا، وتسمح له بالدخول.
كان التصميم الداخلي للمنزل غريبا، عوضا من أن يكون بسيطا، كان مصمما
بنمط كلاسيكي، بحيث أن النمط الزهري ملأ المكان برقته في المنحوتات.
كان يفوح عطر خفيف ومنعش في الهواء، يذكر نائل بما اكتشفه عن خلود.
وضعت خلود المنتجات التي اشترتها في المطبخ وغسلت يديها. بعد خروجها
من المطبخ، رأت نائل محدَقًا بتركيز في صف الصور القديمة.
كانت تلك صور قديمة لخلود ووالدتها وجدتها.
اقتربت منه وحجبت بصره بيد واحدة دعني أعدل على الأخطاء الواردة في
اتفاقيك تسويك الطلاق، إن وجدت.
لم يقرأ نائل الوثائق حتى الآن. "معظمها لا يبدو منطقيا. من الصعب أن
أستجمعها كلها في كلمات الآن ربما علي أن أبقى ليتسنى لي أن أشرحها لك؟"
تبقى؟
انتاب خلود شعورًا يخبرها أنها وقعت في الفخ "أنت تحاول كسب الوقت،
أليس كذلك؟"
ندمت كثيرا على السماح له بالدخول حيث بدا وكأنه القط الذي حصل على
القشدة.
تعلم نائل من صراعاته السابقة مع خلود ألا يتواجه معها نذا لند.
تقدم خطوة واحدة بساقيه الطويلتين وعكف ذراعه المفتولة بالعضلات حول
خلود، جاذبًا إنها بسهولة.
گیر وجهه المنحوت وهو ينظر إلى خلود "إننا أرضخ لمطالبك فحسب، أتريدين
الطلاق أم لا؟ إذا لا تريدين ذلك فتعالي معي إلى المنزل".
كان صوته العميق بمثابة رياح ديسمبر الباردة التي تهب إلى جانب أذن أحدهم.
انقلبت الطاولة على خلود، لم تستطع إيجاد سبب يمكنها من رفض نائل، إذ أنه
كان متعاونا بشكل استثنائي.
اكفهر حاجباها ،الزقيقين وتملّصت تحت اهتمامه "حسنا إذا، يمكنك الجلوس هنا
والطلاع عليه بالسرعة التي تناسبك، حقق كل ما يحتاج إلى تصحيح،
وسأصححها أنا في أقرب وقت ممكن.
دندن نائل موافقته ودفعته خلود بعيدا ودخلت غرفتها.
بعد أن احتسبت الوقت أدركت أنها قد تكون تلقت ردا على سيرتها الذاتية. لذا،
قامت بتشغيل حاسوبها المحمول وفحصت بريدها الإلكتروني.
صار قلبها بين يديها، عندما رأت البريد الإلكتروني الوارد من شركة الرضا، كان
مفاده أنه تم اختيارها كمتدربك في الشركة.
"ما أروع أن أعمل في شركة الرّضا قرأت البريد الإلكتروني عدة مرات وكادت
أن تصرخ من الإثارة.
توجهت خلود مسرعة إلى الدولاب لتختار ملابس العمل لليوم التالي.
سمع نائل الضجيج ودخل غرفة خلود المشغة بالإضاءة. كانت لا يزال بريد
القبول معرضا على شاشة الحاسوب المحمول.
تمكن من معرفة سبب سعادتها العارمة بعد إلقاء نظرة خاطفة على الشاشة.
أدلى نائل بنصيحته عليها "ما تحملينه الآن عادي جدا، اختاري واحدًا آخر".
كانت خلود تقارن ملابسها أمام المرآة عندما ظهر وراءها بيديه في جيوبه.
لن يكون مناسبا أن ترتدي ملابس عادية إلى هذا الحد في أثناء العمل في شركة
كبيرة مثل هذه. إلا أنها لم تمتلك تشكيلة كبيرة من الملابس، بل بعض القطع
التي كانت جديدة نسبيا.
أعادت خلود ملابسها إلى الدولاب وقالت لست" ذاهبة إلى مسابقة جمال بل
إلى العمل".
لا يجب على ملابسي أن تكون جميلة ، فالنظافة أهم من ذلك بكثير.
إلا أنها لا تستطيع إنكار أن القطع التي اختارتها، كمصممة، قطعا بسيطة جدًا.




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close