رواية عصيان الورثة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم لادو غنيم
رواية عصيان الورثة الحلقة الحادية والعشرون
_______عصيان الورثة_الكاتبة لادو غنيم»
-----------------------ـ
أنتي عرفاني كويس ياليلي يوم مابقول حاجه بنفذها”.. بلاش تخليني أقلب عليكي”أنا بعمل كل ده عشان أضمن حقك”يوم ماتتجوزي حسان هتملكي قد مابتملك حياة وهتبقي رأسك برأسها والكل هيعملك ألف حساب”
أشاحت يد والدتها بعيدا عنها وجففت دموعها بوجه مقهور عازمه امرها الحازم وهي تقول بوجه منعقد بقهر وظلم يعنيه قلبها العاشق__
ومين قالك اني عايزة ابقي زيها”أنا مش عايزة فلوس والا مقام أنا كل اللي، طلباه اني أتجوز وأعيش معا الراجل اللي عشقته من صغري”.. ليه مش، قادره تفهميني يامي”أنا مش زيك والا عمري هبقي زيك”واديني بقول هالك أنا مش هتباع تاني والا هبقي لعبة في أيدك تبعيها وقت ماتعوزي”وجوازي من حسان مش هيحصل حتي لو حسان والعائله كلها جم عندي وأترجوني أني أتجوزه”.. مش هوصلك لحسان حتي لو كان التمن أني أتجوز واحد مش عايزاه واديني بقول هالك أنا موافقه أتجوز الراجل اللي اتكلمتي عنه انما جواز من حسان مش هيحصل مش هسمح لنفسي أني ااذيه وأغشه مره كمان كفاية بقي اني بعندي وجشعك ضيعته من أيدي كفاية بقي كفاية”..
تلقت صفعه قوية جعلتها ترتمي ارضا بقلب يحتضر وهي تستمع الي ماتقوله تلك القاسية، ذات العين المتجحظة بشراسة__
واله وبقالك صوت يابنت عثمان”بقي بتعانديني وبتوقفي في وشه”ماشي”!!.. أعملي حسابك أن كلامي هيمشي وهتتجوزي حسان وهتنفذي كل اللي هطلبه منك ولو فضلتي معاندة وحياة أمك بمجرد ماتم شهور عدتك هكون كتبه كتابك علي زيدان الهلالي والخيار باأيدك وقدامك أقل من أسبوع يااما تجي ركعه عندي وتقوليلي انك هتنفذي كل كلامي يااما هروح لزيدان واطلب منه يتجوزك ونبقي نشوف هتستحملي جبروته ازي.!!
رفعت رأسها ببكاء قاهر لقلبها__
مش مستاهل مدة”روحي لزيدان أنا موافقه عليه انما حسان لاء مش هسلمه ليكي”حتي لو كان التمن اني اخسرة للأبد وأخسر عمري عشانه سمعاني يامي هتجوز زيدان انما حسان لاء مش هيحصل مهما حصل ”
عقدت نجاة ملامحها بقسوة وهي ترا عصيان ابنتها مما جعلها تميل وتمسكها بقوة من شعرها قائلة بحنق__
بقي كده بتعانديني ومش همك”ماشي ياليلي وغلاوتك عندي لهنفذ كلامي أنتي مفكراني بهزر بس ماشي بمجرد ماعدتك ماهتعدي هتلقي نفسك عروسة زيدان يابنت عثمان”
كفت عن الحديث ورمت رأسها بقوة علي الأرض”ودلفت للخارج وتركتها تبكي بقهر علي ماحل بهي و هي نائمه أرضا”..
___________________اما باليوم التالي بمنزل رضوان كانت قد عادت حياة وأصبحت تقف داخل حجرة نومها الجديدة وتهندم ذاتها للذهاب الي المشفي بعدما أرتدت جيب بني تصل لبعض الركبة وفوقها شميز أبيض ادخلت اطرافه داخل الجيب مما عطها مظهر كيرفي لجسدها وأرتدت شوذ ذو كعب عالي وفردت شعرها خلف ظهرها ثم نظرت الي هيئتها الأنثوية الناعمة”وأستدارت للذهاب لكنها وجدت نادية تدلف إليها ببسمه ماكره قائلة__
كنت مستنيه اليوم اللي تعترفي فيه بنفسك أنك بنت سعاد بس متوقعتش أن اليوم هياجي بالسرعة دية كلها ياحياة”
عقدت ذراعيها بجفاء أمام نهديها متحدثة بصوت جاف كهيئتها__
معلش بقي نصيبك الأسود أن نهايتك تقرب”بقولك ايه يا نادية أنا بقول تجهزي شنطتك عشان كلها كام يوم وأرميكي بره البيت ده زي مابيرمه أكياس الزبالة “زباله تصدقي أني بظلم الزباله بتشبيها بيكي”
قضمت علي شفاهها بغيظ وحاولت الهدؤ قدر الأمكان وقالت__
تعرفي ياحياة أنا عمر ماحد قدر يقف قصادي “.. والغريب انك مفكرة نفسك هتقدري عليا وهتقدري تخرجيني بره البيت مطروده” أنتي متعرفنيش كويس أنا اللي يفكر بس يعكنن عليا حياتي بخلي عيشته أسود من اليل”..
ضيقت عيناها بمراوغه قائلة__
ايه ده بجد “بس أنتي نسيتي حاجة أنك بتقتليهم زي ماكدة قتلتي سالم جوزك والا نسيتي”..
تجحظت عين الأخرة بخوف قاسي لكنها بدلة النظره الي الين قائلة بجمود__
بقي أنا أقتل سالم جوزي أنتي شكلك كده عقلك خف ومبقتيش عارفه أنتي بتقولي ايه”..بقولك ايه ياحياة كل التخاريف اللي بتقوليها ديه بليها وأشربي مياتها وخديها مني نصيحه أنسي الماضي وعيشيلك يومين حلوين وبلاش تسودي عيشتك”.. أنتي ربنا نجاكي قبل كده من الحريق بس المره الجايه مفيش حاجة هتلحقك”
أدركت أنها تحذرها من الموت وايضا أنها من كانت وراء ذلك الحريق مما جعلا حياة تبتسم بغرابة ذات وجه منعقد قائلة__
حريق”أيوة مفيش غيرك ليه مصلحه من أنه يخلص مني”أنتي اللي ولعتي في أوضتي أنا ازي مفكرتش فيكي ازي معرفتش أنك الوحيدة اللي ليها مصلحه عشان تخلص مني”..
رفعت الأخرة حاجبها دون خوف قائلة __
لاء ياحبيبتي من حيث اللي عايزين يخلصوا منك فهما كتير بس كلها متخبين بس هياجوا وقت وهيبانوا واحد ورا التاني”. اما بقي بلنسبة للحريق فمش أنا اللي ولعت في أوضتك بس لو أعرف مين اللي عمل كده والله لروح أخده بالحضن ”
كانت تشعر بالتقزز منها مما جعلها ترمقها
بقسوة قائلة__
والله العظيم لهكشفك قدام الكل ومش هيعدي الأسبوع ده غير وأنا رمياكي بره البيت وكشفه كل الأعيبك قدامهم”
أستدارت نادية للخروج تقول بنبرة بارده__
عالله تلحقي يابنت سعاد”
ذهبت نادية اما حياة فسندت بظهرها علي الحائط تحاول لملمت شملها بعدما وترها حديث نادية”لكنها حاولت النسيان قليلا وهندمت ملابسها واخذت نفسا عميق ثم اتجهت وغادرت الحجرة ونزلت من فوق الدرج وبمجرد وصولها للمندرة وجدت الجد والجدة ونجية يجلسون وينظرون لها ببسمة مما جعلها ترمقهم بغرابة قائلة__
مالكم بصلي كده لية”
نهضت نجية وتحركت اليها وعندما وقفت أمامها ضمتها بين ذراعيها في عناق ترتب علي
ظهرها بمحبة قائلة __
نورتي بيتنا بابنت سلفي”جميلك هفضل شيله هولك فوق رأسي وعمري ماهنسا أنك كنتي السبب بعد ربنا في أن حسان يعيش”
تنهدت حياة ببسمه وخرجت من عناقها قائلة__
أنا معملتش غير واجبي أنا دكتورة جراحية وحسان كان مريض ومهما حصل لزم الدكتورة تنقذ المريض”..
صمتت لثواني ونظرت الي جدها بنظرة عتاب ذات صوت جاد قائلة__
رغم أني دكتورة بس جدي شكله مكنش مقتنع بيه أو بمعني أصح كان قلقان مني عشان كده رفض أنه يساندني أمبارح”..
حرك الجد رأسه بوجه مبتسم بقول__
ظلمتيني يابنت سالم أنا عملت كده خوف من أن حقيقتك تبان قدامهم”بس اللي حصل حصل والكل عرف أنتي تبقي مين”أنا يابنتي لو مكنتش ماأمنك علي ابن عمك مكنتش خليتك تعمليلة العملية حتي لو كان وزير الصحه بنفسه كلمني وقالي أنك دكتورة “..
أبتسمت لها الجدة قائلة__
جدك بيقول الحقيقة يابنتي” المهم أنك قدرتي تنقذي ابن عمك وتثبتي للكل أن قلبك علينا وبتحبينه رغم كل القسوه اللي عشتية”
رغم شعورها بالحزن يملئ قلبها فهي لم تتخطي بعد ذلك الظلم الذي عانته منذ سنوات الا أنها أجابتهم ببسمة جافة__
طب عن أذنكم لزم أروح المستشفى عشان أتابع حالة حسان”ومفيش داعي انكم تيجوا النهاردة “هو كويس ولزمله الراحه بكرا ان شاء الله تقدره تزروه”
وصيفة بجدية __
مازن مستنيكي عند الأسطبل هو رايح معاكي “..
حركت رأسها بايماء وتحركت سير الي الأسطبل وعند وصولها وجدت صفوان يقفز من فوق حصانه الأبيض وهو ينظر لها بانجذاب فملابسها برزت أنوثتها” لكنه شعر بالندم حيال ماقاله لها ليلة أمس بسبب مازن الذي فور أن رئها بتلك الأنوثة اطلق صافره معاكسه لها بقول__
ياجمال الطب ودكاترة الطب وأنوثة الطب”
وقفت امامه حياة ببسمه هادئة وهي تشيح شعراتها خلف اذنيها قائلة__
صباح الخير يامازن”جدتي قالتلي أنك هتمشي معايا عند حسان”
هندم مازن ملابسه ببسمه مشاكسه لها__
ياسلام دانا مستنياكي بقالي ساعات عشان أمشي معاكي”وبالمرة نتعرف علي بعض في السكة”..
حركت رأسها بايماء وكانت علي وشك التحرك لكنها وجدت صفوان يعترض طريقها بعين مشتعلة من الغيظ عكس صوته الجاف الذي تحدث بهي__
معلش بقي هقطع عليكم خطتكم لان مازن هيروح معايا الأرض ورانا هناك حاجات مهمة نعملها”اما بالنسبة لمشوارك عند حسان فملهوش لزمه النهاردة أنا لسه مكلم الدكتور وقالي أن حسان لسه مفاقش”وعشان نطمن عليه أكتر بعت غفر يحرصه المستشفى وبكرا هنبقي نروحلة كلنا”
أبتسمت بعدم مبالاه قائلة__
أنا مش مستنية أمر من حد عشان أروح المستشفى “أنا رايحه يعني رايحه وبالنسبة لمازن فخليه يروح معاك أهو علي الأقل يقولك كام كلمة تسليك في الطريق عن أذنكم”
تحركت من امامهم تسير بشكل أنثوي أمام عين صفوان الذي صق علي أسنانه بغزارة”وهو يشعر بدماء تتغلغل بين عروقه خصيصا عندما هتف مازن بمشاكسة__
ياسلام علي الطب وأمكانيات الطب اهو هو ده المنهج والا بلاش”
أستدار له صفوان بحنق وأمسكه بقوة من لايقة قميصة ولكمه بقوة في عيناه”ثم حذفه بقوة ليصطدم بجسده علي شوال أكل الأحصانه”وهو ينظر الي صفوان الذي يوجه له سبابته بوجة منعقد بشراسة ذات صوت ببحه جافة__
وعزة وجلال الله يازفت أنت لو ماتعدلت لهكون مكسرلك دماغك”أيوة أنا مش ناقصك”.
نهض مازن بغرابة وهو يهندم هيئته__
جراية ياصاصه هو انا يعني عملت ايه أنت مالك بقيت تقفش كدة لية”
أمسكه مجددا من لايقة القميص قائلا بزمجرة__
بطل تقولي صاصه”بدل ماوقعلك صف سنانك وأنا بصراحة نفسي انزل فيك ضرب الحد لما يبالك صاحب”
بلع لعابه بقلق وأبتعد للوراء قليلا__
خلاص مالك أنا كنت بهزر علي العموم أنا هروح أوصل حياة عشان مسبهاش تمشي لوحدها وبعديها هبقي أجيلك علي الأرض”
رمقه صفوان بحدة اما هو فتحرك من امامه وبعدما أبتعد عنه مازن بحوالي خمسة متر نظرا اتجاه صفوان وقال ببسمة مشاكسة وهو يرسم بيده شكل القلب__
بحبك يا صاصه يارفيق الدرب ”
صق صفوان بزمجرة وقال من تحت أسنانة__
رفيق ده هيرنك علقه متحرمة بس أتلم عليك”..
نفخ الهواء من فمه وذهب الي البيت اما مازن فلحق بحياة وصارو الي المشفي”
__________________وبامساء اليوم
كان قد عاد لحسان الوعي وكانت تجلس معه حياة بعدما ذهب مازن الي صفوان ليروا بعض الأعمال”وخلال وجود حياة معا حسان الذي يمدد جسده فوق التخت”وجدته ينظر له ببسمة هادئه قائلا__
والله معارف أقولك ايه ياحياة لولكي كان زماني ميت”..
رمقته ببسمة عتاب__
متقولش كدة أنت غالي عندي أوي أنا بعتبرك أخويا”ومفيش أخت بتفرد في أخوها”المهم أنت تشد حيلك كده عشان تخرج من المستشفى في أسرع وقت”..
حسان ببسمة__
أن شاء الله”
نهضت حياة بإبتسامة __
طب هروح أنا اجبلك عصير وكمان أسال الدكتور هتقعد هنا كام يوم”شوية وهرجعلك تاني”..
حرك رأسه باايماء. اما هي فدلفت الي الخارج وبمجرد أن وقفت امام الباب وجدت ليلي تقف وهي تبكي بدون صوت ويبدو عليها الأرهاق مما جعلا حياة تسألها بغرابة__
ليلي أنتي وقفه هنا من أمتي ومال شكلك
فيكي اية”..!!
جففت ليلي دموعها وتحدثت بصوت ضئيل__
حياة خليني أدخل أشوف حسان”قبل ماصفوان أو حد ياجي أنا والله مهعملة حاجه أنا بس نفسي أشوفه وأطمن عليه”
شعرت بمشاعرها العاشقه المتألمة مما جعلها ترتب فوق ذراعها بوجه مبتسم بحزن قائلة__
أدخليله ومتقلقيش أنا هقف هنا ولو حد جه
هدخل انبهك”.
ابتسمت لها الأخرة بأمتنان”وفتحت باب الحجرة ودلفت الي حسان وأغلقت الباب خلفها”ثم أستدارت ونظرت الي حسان المستدار برأسه للجها الأخرة في حالة شرود”اما هي فعندما رئية حالته شعرت بقلبها ينقصم بألم الفراق المتعب المتحصر”وأنزلقت دموعها وظلت تتحرك حتي وقفت بجانبه وفتحت فمها تبوح بصوت متحشرج ضئيل__
حمدل علي سلامتك ياحسان”
أخترق صوتها منبع أذناه”ونبضة دقاته بلهفة فكم أشتاق لها رغم كل ماحدث”واستدار لها برأسة ينظر الي هيئتها البائسة كانت عيناه تتفحصها بحزن فهو لا يراها كما كانت فقد شحب وجهها ويبدو عليها الهزلا مما جعله يقولها بغرابة __
مالك ياليلي وايه الورم اللي عند عينك ده..
مين اللي ضربك”..
ارتجف جسدها بقهر ودموع تحاول الظهور بقوة لكنها تمالكة نفسها وهي تتذكر ليلة امس عندما دلفت اليها والدتها مجددا وقامت بصفعها عدت صفعات بعدما رفضت مجددا الموافقه علي خطتها للتقرب من حسان مما ادي الي أصابة جانب عيناها”لكنها أخفت عنه الأمر وتحدثت ببعض البسمة__
ضرب ايه بس هو أنا صغيرة”ديه خبطة وقعت امبارح من علي السلم بس الحمدلله جات سليمة
المهم طمني عليك انت كويس هتخرج هتخرج أمتي”
بلع لعابه وهو يشعر بصوته المتحشرج يريد الخروج بسبب شعوره بمياة تملئ عيناه بسبب روئيتها بتلك الحالة لكنه تنهد ببعض الجدية وقال__
أنا كويس الحمدلله “انما هخرج امتي فالسه مش عارف بس علي أخر الأسبوع أن شاء الله”..
حركت رأسها ببسمة ايماء قائلة__
طب كويس علي العموم أنا جات عشان أطمن عليك لأني مش هعرف اجيلك بيت جدي”لأني أطلقت أنا وصفوان وفكرة دخولي البيت صعبة خصوصا في ظروف المشاكل اللي بين أمي وجدتي”..
شعرا بغصة تخترق قلبه علي، ذلك الفراق الذي حددته الظروف القاسية مما جعله يبتسم لها ببعض الحزن__
والا يهمك المهم أنتي خالي بالك من نفسك وربنا يوفقك في حياتك ياليلي”
أخر كلمة نطقها جعلتها تدرك أنه يود الفراق لذلك العشق مما جعلها لاتستطيع السيطرة علي مشاعرها الجارفه له وأنهدرت دموعها بغزارة تكسوا وجنتيها ثم تحدثت بحزن قاتل لكليهما__
عندك حق ربنا يوفقني”علي فكرة ياحسان أنا عمري مافكرت في راجل غيرك والا كنت بتمني من ربنا غير انه ياجي اليوم والبسلك فية الفستان الأبيض وابقي حلالك قدام العالم كله”بس ربنا ماأردش “أنا لما رفضتك ووافقت صفوان موفقتش لاني كنت عايزاه لاء أنا كنت عايزاك بس تتحرك مكنتش عايزة غير اني احس اني غاليه عندك وانك تدافع عن حبنا قدام الكل ولما لقيتك معملتش حاجه أتجوزت صفوان عشان احسسك بوجعي” بس دلوقتي وبعد ماطلقت منه هتجوز بس مش هتجوزك أنت لاء هتجوز واحد تاني اسمه زيدان”..!!
حدق عيناه لها بدهشة وأرتجفه قلبه من جديد بألم أشد قسوة مما سبق”قائلا__
زيدان”هتتجوزيه.. “طب ليه”!!
بلعت لعابها الازع بمر الأيام قائلة بعين متعبة__
عشان احميك من قسوة وجشع عمتك نجاة تعرف أنها خيرتني مابينك ومابين زيدان ياما اسمع كلامها وأوافق علي خططها وتجوزني ليك ياما تحرمني منك وتجوزني لزيدان”.. قالتلي أنها هتساندني وهتعمل المستحيل عشان تجوزني ليك لو أنا وافقت” بس أنا رفضت عشان مش هخليك ضحية ليها هي عايزاني أتجوزك عشان الفلوس والورث وأنا مش هسمحلها انها توصلك عن طريقي”عشان كده وافقت علي، جوازي من زيدان عشان أحميك وابعدك عنها”.!!
في ذلك الوقت لم يصدق شئ مما قالته كان يظن أنه تتفوة بتلك العبارات لكي تحرك مشاعره لها ويجزم علي الزواج منها”ظن أنها خدعة جديدة للوقوع بهي”مما جعله يتنهد ببعض الثبات قائلا ببسمة خافتة بسخرية__
ومين قالك أني هتجوزك ياليلي”.. أنا قولتهالك قبل كدة اللي بنا أنتهي”وبعدين أنا كان ممكن أصدق كلامك في حالة واحدة وهي أنك مكنتيش جيبتي سيرة الورث”الورث اللي بتقولي أمك عايزاه مش عندي ده عند جدك أنا مبملكش حاجة غير جزء من المزرعة ومتهيقلي أمك مش،طماعه للدرجادي عشان تاخد مزرعتي “ياخسارة ياليلي أتعلمتي الكدب والخداع”.. كنتي مفكراني هقولك ايه لاء متبعديش عني ومتتجوزيش زيدان اللي متأكد أنك أستخدمتي أسمه عشان تضايقيني”
أرتجفت ببسمة مكسورة وهي تسمع منه الرفض وعدم التصديق الذي ألم قلبها المجروح”.. مما جعلها تمد يدها وتجفف بعض دموعها وهي تحدثة بحزن__
بس أنا مبكدبش”. وعندك حق أنك متصدقنيش “بس والله العظيم مبكدب فأي حاجة قولتها والا كنت جايه عشان أخليك تتجوزني أنا مش عديمة الكرامة للدرجادي ياحسان”.. علي العموم اللي كنت جايه عشان أقوله خلاص قولته..! خلي بالك من نفسك وحرص من كل اللي حوليك مش كل الوشوش ملايكه ياحسان”..
رغم شعورة بالم يتحتل قلبه الا انه قرر جرحها فقد ظن أنها تكمل مسرحيتها علي أكمل وجه مما جعله يقول بجدية __
فعلاً مش كل الوشوش ملايكة” أنا كنت بشوفك دايما ملاكي”بس صورتك في عيني أتغيرت وبقيت شايفك ملاك متلون بمكر والالعيب الأبلسه”..
أرتجفت ببكاء وصوت لم تستطيع حجبه بقول__
أنت بتوجعني بكلامك ياحسان”..
قوص حاجبيه بعين ترقرقت بدموع الحنق قائلا__
وأنتي قتلتيني يوم ماتجوزي صفوان”أخرجي ياليلي مش عايز أشوفك تاني. “وكفاية بقي تمثيل مش هكون ضحيتك تاني سمعاني اديني بقولهالك مش هتجوزك مهما كدبتي ومهما ألفتي” اللي بيني وبينك خلص خلاص يابنت نجاة”.
شهقت بصوت باكي يحطم وجدانها وهي تشعر بالظلم يحاوطها كسهام عيناه القاهره تنصب عليها مما جعلها تصيح بصوت مقهور__
يارتني ماجاتلك يارتني كنت موت قبل ماسمع منك الكلام ده”.. بقي بعد حب السنين ديه كلها تبقي النهاية بقسوة كدة”أنا مكنتش جايه عشان اسمع منك موافقه أو حتي أسمع كلمة عطف أنا مكنتش عايزه غير نظرة حب زي زمان نظرة أفضل فكراها نظرة أفضل عايشه عليها نظرة حب واحدة تهون عليا اللي جاي تهون عليا القسوة والظلم اللي هعيش فيه”نظرة حب منك تخفف عني في الليالي اللي هعيشها معا زيدان نظرة أفتكرها وأنا بين أيديه نظرة تخفف وجع قلبي وأنا معا”نظرة ياحسان المسها بقلبي “كنت جاية ليك ومش بتمني غير أشوف منك نظرة حب مكنتش طمعانه في أكتر من كدة” بس ياخسارة شوفت نظرة كرة وظلم ورفض نظرة قسمة قلبي وضهري نظرة عمري ماهنساها مهما حصل”..بس انا متاكدة ان هياجي اليوم اللي هتعرف فيه الحقيقة وتعرف أني مكدبتش عليك في والا كلمة قولتهالك دلوقتي بس وقت ماتيجي الحظة اللي هتعرف فيها الحقيقة هكون ضعت من حياتك للأبد”.. بس خليك دايما فاكر حاجة واحدة أني المرادي بضحي بحياتي وروحي عشان احميك “ومتأكدة أن هتيجي الحظة اللي تتأكد فيها من كلامي بس بقولهالك مرة تانيه وقتها مش هتلقي ليلي اللي حبتك لاء هتلقي فعلاً واحدة عمرك ماعرفتها والا أنا حتي عرفتها بس هعرفها وهعيش جواها وهتغير عشان اقدر أتحمل اللي جاي” كان نفسي أقولك أشوف وشك بخير بس للاسف مش هقدر أبص في وشك تاني بعد ماكسرتني بكلامك. وأنت اللي قولتها المرادي اللي بنا أنتهي”
أستدارت بحصرة تقهرها وظلم لم تستطيع نسيانه”وفتحت باب الحجرة ونظرت الي حياة التي سمعت مادار بينهما وشعرت بالحزن حيال ليلي التي نظرة لها بألم ثم تخطتها وركضت للذهاب تاركه حياة تدلف الي حسان الذي تتسرب دموع عيناه علي جوانب الوسادة وهو يشعر بقبضه حديديه تعتصر قلبه العاشق لمن غادرت وجدانه للأبد””.. كانت تنظر له حياة بغرابة وعيناها مترقرقه بدموع غزتها __
عمري ماشوفت زيكم”ليه بتجرحه ليه بتقسوه علي ليه بتقسوه علي اللي بيحبوكم كده.. ليه بتقسي علي قلبك شايف دموعك اللي مغرقة وشك دية أكبر دليل علي أنك بتعشقها وندمان علي كلامك ليها””.. حرام عليك ياحسان اللي عملته فيها ده ليه كسرة القلب دية”.. أنا حسيت باليلي هي فعلاً صادقة صوتها ووجعها اللي خارج من قلبها بيقول انها صادقة”ليه كسرتها كده كنت تقدر بكل بساطة تبارك لها وتتمنالها حياة كويسه من غير ماتقسي عليها وتكدبها بالطريقة ديه”.. أنا مبقتش فاهماكم قلوبكم اللي بتعشق ديه مصنوعه من ايه”ازي قادرة تكسر بالقسوة دية”صوت ليلي قسم قلبي حسيت بكسرتها وشوفت في عنيها ظلم لكيانها”واديني بقولهالك أنا كمان هياجي يوم وهدور عليها بس صدقني وقتها مش هتلقيها وحتي لو لقتها هتاخد شهور وسنين علي ماتقدر تخليها ترجعلك وتنسي كلامك القاسي اللي قولت هولها”..
رمقتة بعين حزينه علي تلك الحالة التي تراها”ثم أستدارت وغادرة الحجرة تاركه حسان يرتجف ببكاء غير مسموع كالم قلبه الذي يتمزق بين صدره المشتعل بحزن لم يشعر بهي من قبل”..
_________________ وبعد ساعة وداخل منزل نجاة كانت تجلس معا عثمان زوجها الذي يحدثها بحدة__
أنتي أتجننتي بقي عايزه تروحي لزيدان وتطلبه منه يتجوز بنتك” عايزة الناس تقول علينا ايه مش كفاية طلقها”جرالك ايه يا نجاة ”
قوصت حاجبيها بقسوة قائلة__
عثمان ليلي بنتي وأنا ادرة بمصلحتها”وبعدين ليلي موافقه وهي بنفسها اللي مصممه علي جوازها منه”
في تلك الحظة دلفت ليلي من باب المنزل بوجه مرهق وعين شديدة الألتهاب من كثرة البكاء وعندما رئتها نجاة رمقتها بحدة قائلة__
مالك ياست ليلي راجعه من فين كدة”
أرتمت بموخرتها علي المقعد بجسد يرتخي متحدثة بصوت متعب__
كنت بزور حسان ابن خالي في المستشفى “الواجب واجب يامي والا نستيه_.”
نهضت نجاة بفزع خائفه من أن تكون أعترفة له بقتلها له مما جعلها تصيح بحدة__
عنــــــــــد ميـــــــــــن أنتــــــــــــي أتجننتــــــــــــي غورتــــــــــــي عنــــــــــده ليـــــــــــــه وقولتيلــــــــــــــه ايــــــــه”..
أبتسمت بحزن قائلة__
متخفيش يامي مقولتلوش حاجة “أنا كنت بطمن علية مش أكتر من كده” وااه بلغته أني هتجوز زيدان” بس هو مصدقش وقال أنك بتقولي كلام فاضي بس أنا قولتله أنك مش كدابة وعزمته علي الفرح مش برده هيبقي اول ماعدتي ماتخلص”
تحدثة نجاة بزمجرة__
أيوة والله العظيم لهجوزك لزيدان غصبن
عن عينك ”
أبتسمت بالامبالاه ونهضت للذهاب اما عثمان فوقف أمام نجاة بزمجرة __
جرالك ايه هو البيت ده ملوش راجل والا ايه يانجاة”..
تلونت عيناها ببسمه ماكره قائلة بصوت لئيم__
طبعا ليه”بس يارجلي يوم ماتفكر أنك تقف قدامي وتصغرني قدام ليلي وحياتك عندي لهكون قايللها علي سرك وابقي شوف بقي هتواجها أزي”
شحب وجهه وثقل لسانه أثناء قوله__
بقي بتهدديني”بقي بعد السنين ديه كلها عايزه تفضحيني قدامها ماشي يا نجاة أنا هسكت مش خوف منك لاء خوف علي بنتي من غدرك وقسوتك
رتبت فوق كتفه ببسمه باردة وصعدت الي حجرتها تاركه عثمان يجلس والحزن محتل وجدانه”بوجه شاحب بخوف الماضي”
___________________
وفي وقت لاحق من اليوم عادت حياة للبيت ووجدت نادية تقف وفي يدها حقيبة ملابسها بوجه باكي تقف أمام الجميع”قائلة __
حقكم عليا أنا عارفه أني غلط بس حبي لسالم عماني وخلاني أبقي مجنونة وأعمل تصرفات متلقش بيا والا بيكم”
كفت عن الحديث وأستدارت ونظرة الي حياة التي هتف الجد بكنيتها __
حياة تعالي يابنتي قربي وقفه بعيد لية”
نظرة حياة بغرابة الي نادية التي ترمقها بعين سامة تخفيي خلفها مكرها وأقتربت منها قائلة وهي تمكل حديثها__سامحيني ياحياة كل اللي حصلك أنتي وأمك كان بسبب حبي لأبوكي”أنا أعترفت لجدك ولكل العائلة باللي عملته “أنا مش هنكر أني يوم ماابوكي ماطرد أمك من هنا أني روحتلكم وأتكلمت معا أمك وفهمتها اني بحب سالم ومش قادرة أشوفه معا واحده غيري” ولاني مكنتش قادرة أصدق أنه بيخلف هدت أمك بيكي وقولتلها أني هاخدك منها وأكتبتك بأسمي لو مبعدتش عننا وفعلا أمك خافت وجات تاني يوم ونكرت أنك بنت سالم”بس صدقيني بعديها حسيت بغلطي وطلبت من أبوكي أنه يروح ويجبكم وفعلا راح بس لما رجع قالي أن في واحدة جارتكم قابلته وقالتله أن أمك كدابة وأنك مش بنته والغريب ان أمك أتجوزت وسافرت الست ديه غشت أبوكي وضحكت عليه بس ياخسارة يوم معرف الحقيقة بعد السنين الطويلة وعرف مكانكم مات والسر الدفن معا”. بس أنا يوم ماشوفتك عرفت أنك بنت سالم وكان نفسي أخدك في حضني لانك حته من حبيبي بس مقدرتش و خوفت لاحسن تكون أمك ملت قلبك بالسواد من نحيتي وفعلا اللي حسبته لقيته وشوفت الكره في عيونك ليا عشان كدة سكت ومتكلمتش”بس علي العموم أنا أعترفت بغلطي قدام الكل وبتمني أنك تسامحيني وتقولي لأمك تسامحني”وأنتي قولتي هالي قبل كده ان مليش لزمه هنا بما ان أبوكي مطلقني قبل مايموت”أنا همشي هروح أعيش عند زيدان قريبي”صحيح انتي متعرفيش مين زيدان ده واحد من اعيان البلد يبقي أبن أبن عم أبويا يعني أنا في مقام عمتة هروح أعيش عنده الحد لما أدبر أموري ”
أنفجرت ضاحكه بصخب أمام جميع الحاضرين بعين تنزف دموع الظلم قائلة__
لاء بجد براڤو عليكي خلصتي ظلم سنين في خمس دقايق”طب وسط حكايتك الحلوة مقولتلهمش أنك حطيتي السكينة علي رقبتي”طيب مقولتلهمش أنك شايلة الرحم من قبل ماتتجوزي سالم أبنهم”طب ياتره قولتلهم أنك زورتي في تحليلة”قولتلهم أنك ساومتي أمي علي شرفها قولتلهم أنك كسرتي قلبها وعيشتيها غريبة وسط أهلها”. قولتلهم أنك حرمتيني من اقل حقوقي وعيشتيني يتيمة وأبويا عايش”
مثلت نادية البكاء بادقان وقالت__
أنا فعلاً وحشه بس مش للدرجادي ياحياة علي العموم قولي عني اللي تعوزيه أنا مبقاش فارق معايا حاجه لاني ريحة ضميري ومبقتش عايزه حاجة تانية خلاص حقك عليا يابنتي أشوف وشك بخير “..
كانت تنظر لها بتعحب شديد وهي ترا أتقانها للخبث” خصيصا عندما وجدتها تقترب منها أكثر ومالت وقبلت رأسها امام الجميع ثم تحدثت بصوت ضعيف لايسمعه غير حياة__
مش قولتلك محدش بيقدر عليه”.. أنا همشي بس، حسابي معاكي لسه مخلصش واللسه مخلصش واللي جاي أكتر من اللي راح يابنت سعاد”
كفت عن الحديث الغير مسموع وأبتعدت عنها مكمله تمثيلها الباكي__
أشوف وشكم بخير وسامحيني كمان مره
ياحياة يابنتي”..
رمقة الجميع ببسمه حزينه مصطنعه وتحركت للذهاب وبمجرد وصولها لنصف المسافة سمعت صوت حياة التي ردفت بكنيتها بوجه منعقد”وتوقفت نادية وأستدارت ونظرت الي حياة التي جاءت ووقفت بحانبها قائلة ببحة كجفاء الزرع وعين أبرد من الثلج__
خروجك ندر عليا يانادية ولزم اوفي بوعد أمي
وندري ليها”..
نظروا لها جميعهم وهما يروها تمسك بمعصم نادية وتسحبها خلفها بكل قسوة وقوة شعروا أن الزمن يعيد نفس المشهد القديم حينما أمسكت نادية بسعاد لخارج البيت “لكن الأن يرو تلك الصغيرة قد شبت وأصبحت نافعه وتمسك بيد نادية وتسحبها بكل قسوة للخارج وفور أن خطت قدامهما خارج الباب رمقتها حياة بنظره كارها قائلة__
اللي بنا لسه مخلصش زي ماقولتي بس عشان نبدا الجديد لزم أنهي القديم وزي مارميتي أمي علي التراب جه دورك عشان تدوقي طعمه”.
حدقة نادية عيناها لها بشراسة” لكنها تفاجئة بحياة تدفعها بكل قوتها للخلف مما جعلها تتعثر وتقع من فوق الدرج وترتمي علي وجهها فوق التراب “الذي لوث ملابسها ووجهها الذي استدارت بهي لحياة بحنق وهي تراها تبتسم لها بقسوة وتغلق الأبواب في وجهها كما فعلت بوالدتها في الماضي” وفي تلك الحظة نهضت نادية وداخلها مشتعل من الحقد الذي برزا في عيناها وهي تتوعد بالكثير لحياة”وأمسكت بحقيبتها وتحركت بهي الي الخارج وفور خروجها وجدت سيارة تنتظرها فتقدمت وفتحت الباب وأدخلت الحقيبة ثم جلست في المقعد الأمامي ونظرت بوجه مبتسم بمكر__
عروستك حسابها تقل معايا أو بس أنا سمعت كلامك ونفذته عالله بقي أنت توفي بوعدك ليا”
استدار لها زيدان ببسمة أشد مكر منها قائلا__
عفارم عليكي ياعمه بس متجلجيش بمچرد ماتچوز الدكتورة وأخد غرضي منيها هسلم هالق تعملي فيها مابدالك ”
حركت رأسها للأمام ببسمة كارها__
ماهو ده العشم برده يا بني”.
حرك رأسه ببسمه قائلا__
عشمك في محله ياعمه أستعانه علي الشجي باله”.
ساق زيدان السيارة بنادية لتبدأ عهد جديد ملئ بالمكر والحقد”…………………………”
________________
يتبع…