رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل التاسع عشر 19
غضبت فرح بشدة عندما أدركت أن زوج خلود كان رجلاً وسيماً ذا مرتبة عالية،
وتحولت الغيرة في قلبها إلى كراهية.
لم يكن لديها شيء يدعو للقلق، فصداقتهما المبنية على الادعاء والريف انتهت
على أية حال.
"وإن يكن" ثم التفتت فرح لتواجه نائل على الأرجح أن زوجتك كانت
متوزطة مع الكثير من الزجال عندما كنت بعيدًا، فلو كنت أنا مكان لطلقتها.
شكبت كلماتها القاسية كالماء البارد على جسد خلود.
بردت أصابعها بسبب الغضب الشديد الذي كان يسرح في جسدها. لم تدرك بعد
كل تلك السنوات نيات فرح السيئة تجاهها.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
لو لم تلتق نائل في تلك الليلة، ومع كل تلك الاتهامات الباطلة، لما ظهرت براءتها
أبدا.
كانت ستصبح
تلك المرأة السافرة التي وصفتها فرح في أعين نائل.
حدقت خلود بعينيها بيرود" "لا بد من أنني كنت عمياء لأعاملك معاملة الشقيقة
يا فرح. شاركنك كل أسراري، ولكنك استخدمت ضعفي لتؤذيني"
التوى وجه فرح من الغضب. اعتقدت أن كشفي لحقيقة فقد خلود عذريتها،
سيتسبب في تقطيعها إربا على يد ذلك الشاب الوسيم البارد.
من المستغرب أن الزجل ظل واقفا أمام من دون أي نية مسبقة للومها.
بعد أن اكتشفت أن بندر يعامل خلود بطريقة مختلفة عن البقية، ظلت تتظاهر
بأنها صديقتها المقربة لمدة أربع سنوات على الثوالي في الجامعة.
كان لبندر أن يحضر أي حفل تتواجد فيه خلود من دون أدنى شك أرادت أن
تتقرب منها عمدًا لتخزب علاقتهما من جذورها.
لم تتوقع فرح أن خلود بهذه السذاجة، بحيث أخبرتها بكل شيء.
شعرت فرح بأن لها اليد العليا في النقاش عندما رأت وجه خلود المليء
بالاستياء "كيف لك أن تلومينني، بينما كنت أنت الحمقاء؟"
عضت خلود على أسنانها بصمت وكانت معدتها تتمزق من الغضب.
نظرت فرح إلى بندر بعيون هائمة ورد نظرتها يوميض معين في عينيه.
واصلت واستمرت في استجواب خلود، "بما أنك من الواضح متزوجة، وتمتلكين
زوجا، فلماذا لا تزالين تحومين حول بندر؟ أنت تعلمين أنني كنت مغرمة به
لمدة أربع سنوات سزا ! لقد قمت بتضليله ولم تطلعيه على الحقيقة. أنا أكشف
نفاقك فحسب. فما الخطأ في ذلك؟"
صحیح لست مخطئة . خلود مجرد عاهرة. هذا الشخص لا يستحق السعادة، ولا
إحسان بندر أيضا!
شعرت خلود بالسخف عندما هوجمت بغضب فرح وحقائقها المزورة.
كان من المستحيل أن تجول أفكار كهذه في عقل فرح، لو أنها حاولت فهمها
قليلا.
عائلة
كانت فرح على دراية واضحة بقلة حيلتي عندما غضبت على الزواج من .
هادي. هذا رائع . بما أنك تكرهينني بالفعل، فلنزيد في معذل تلك الكراهية أكثر.
بابتسامة ساخرة، قالت خلود: "أنا من الأشخاص الذين يحبون ترك حد فاصل
واضح بين الحب والكراهية، وعلي أن أكون واضحة حيال كل شيء".
عبست فرح غير متأكدة مما تعنيه.
نظرت خلود إلى نائل بتعبير مميز على وجهها قبل أن تسحب حبة بيضاء من
حقيبتها. "لديك قلب سام. تناولي هذه الحبة ستساعدك على تطهير قلبك من
السم".
رفع نائل حاجبيه قليلاً وفهم مباشرة ما كانت تعنيه خلود عندما سمع حديثهما.
نظرت خلود إلى فرح يبرود ستمحى العداوة فيما بيننا إن تناولت هذا الدواء".
شحب وجه فرح في لحظة، كما لو أنها تواجه خصماً قوياً. فاجأتها خلود التي
لطالما كانت رقيقة وهشة، بقوتها في تلك اللحظة.
هل هي . حقاً خلود التي أعرفها؟
رفضت فرح على الفور قائلة " لن أتناولها!"
زمجرت خلود وعلى وجهها علامات الشيطنة والخطورة. "الست شجاعا بما
يكفي لتناولها ؟ لماذا لم تفكري فيما سيحدث لي عندما طلبت مني أن أتناولها؟
من حسن حظك أنني سأعطيك بعض الملينات فحسب !"
أنا عازمة بقدر مستوى قساوة فرح في تلك الليلة.
تقدمت خلود واقتربت منها بشكل مهدد هل ستتناولينه بنفسك؟ أم تريدين أن
يطعمك إياه شخص ما؟"
كانت فرح تدرك تماما عواقب تناوله كانت مرعوبة وقلبها يخفق بشدة.
شحب وجهها ونظرت إلى بندر بتوسل. "بندر..."
سمع بندر محادثتهما بوضوح قبل قليل. لم يتمكن من التفكير في أي :
لمساعدتها لأنها كانت الشخص الذي حاول أن يؤذي خلود أولاً.
تظاهر بعدم سماع اعترافها عندما أقرت به.
سبب
حول نظرته بعيدًا عن فرح ووجهها نحو خلود وجهها النقي لا يزال خاليا من
الشوائب، إلا أن علاقتهما تغيرت.
كانت عيون بندر مليئة بالخيبة، وأطلق .تنهيدة "العداوة بينك وبينها، عليك أن
تتخلصي منها بنفسك".
بعد أن قال ذلك التفت وسار بعيدا عن المسرح، متجها نحو الباب.
شعرت خلود بالندم عندما رأت بندر يغادر لكنها لن تحاول إقناعه بالبقاء.
في النهاية، لطالما كانوا أشخاصا من عوالم مختلفة.
رفعت خلود رأسها ونظرت يبرود إلى فرح. "لا صبر عندي لانتظارك".
تجدر الإشارة أنه سيتم إطعامي إن لم أكله وحدي.
كانت الحانة ملكا لزوج خلود وكانت فرح تعلم أنه ليس لديها سبيل للخروج.
أخذت الحبة من يد خلود وابتلعتها.
انفجرت خلود بضحكة باردة بعد مشاهدتها تبتلع الحبة. "لا تحييني عندما
تلتقي مرة أخرى".
بهذا سحبت نائل بعيدا عن المسرح.
وقفت فرح على المسرح، وحبست أنفاسها وحدقت في ظهر خلود وهي تبتعد.
ترکت خلود يد نائل بلا اكتراث بعد أن نزلت المسرح.
نظر إلى راحة يده الفارغة، وكانت لا تزال هناك آثار من دفء خلود على أطراف
أصابعه.
"لا
قالت خلود بشكل قاطع لا تتبعني أسرع واذهب". كانت مضطربة إذ أنها
ستضطر لإيجاد وظيفة جديدة.
أحس نائل وكأنه يتم التخلص منه بعد أن قدم خدمته. ما أجرأها !
تقدم، وأحاط بذراعيه حول خصر خلود، وقيدها "هل قلت لك أنه يمكنك
الذهاب؟"
"أتريد أن تحتجزني مرة أخرى؟ أنت تعلم أن ذلك مخالف للقانون!" كانت خلود
طالبة جامعية لديها معرفة قوية بالقانون.
ثبت نائل نظره على خلود وابتسم ببرود كانت عيناه الداكنتان قادرتين على
إغواء أرواح الآخرين. "لقد أنفقت للتو خمسة ملايين للمزايدة على رقصتك
المنفردة يا سيدة هادي". أدار رأسه قليلاً، ووضع شفتيه الرقيقتين على أذن
خلود وقال بهدوء، أملك بقية وقتك وجسدك!"
شعرت خلود وكأن شيئا ما انفجر في داخلها، وتجمد جسدها بالكامل.
أشار نائل يإصبعه إلى المدير الذي فهم فوزا وسلم المفتاح الغرفة جاهزة يا
سيد هادي".
غادر بلباقة بعد أن قال ذلك، إذ أنه لا يجرؤ على تعكير مزاج نائل.
انتبهت خلود عندما رأت المفتاح الفضي المتلألئ. "ماذا تفعل؟"
نظر نائل إلى وجهها الصغير البريء بعيون محبة. "بما أن الأفعال تنحذث
بصوت أعلى من الكلمات، فلماذا أجرؤ على الكلام".
رن صدى صوته الكسول والاستفزازي.
بالطبع، فهمت خلود ما يقصده. انعقد حاجباها الرفيعان وردت "يا عديم
الحياء !"
ظلت ابتسامة نائل الباردة والمشاغبة إلى وجهه وحمل خلود على كتفيه مسرعًا
"سأقوم بما ترغبين به يا سيدة هادي. سأكون عديما للحياء حتى اللحظة
الأخيرة".