اخر الروايات

رواية المعاقة والدم الفصل الثامن عشر 18 بقلم هناء النمر

رواية المعاقة والدم الفصل الثامن عشر 18 بقلم هناء النمر




... إيه اللى يوديكى لجدتك ياأميرة ، وانتى عارفة أن ده خطر ، انتى متعرفيش اللى انا سمعته هنا عن محسن ...

... لأ عارفة ...

... عارفة ايه ومنين ، Google برده ؟
مفيشيهوش آى حاجة من اللى انا بتكلم عليه ده ، انا بنفسى فتحت الصفحة الرسمية للشركة ، مفيش فيها غير اسم صاحب الشركة وشريكه وصلة القرابة بينهم اللى انتى بنفسك عرفتيها ..

استدارت أميرة لرانيا قائلة
... يعنى انتى عارفة ، مش انا اللى مبلغاكى بالمعلومة اهو ، وكمان متابعة وبتقلبى وراه ...

... ابدا والله ، انا اعرف أسماء بس ، معرفش انك قابلتى حد أو تعرفى حاجة ، وأنا بصيت على site الشركة ليلة ما قابلته بس ، وبصة سريعة ...

قاطعتها أميرة بلهفة قائلة ... ثوانى كدة ، انتى قابلته ، مقولتليش يعنى ...

... دى مقابلة سريعة مكملتش دقيقتين وسبته ومشيت ، أما كنت هناك ، كنت خارجة من مطعم وشافنى وهو راكب عربيته ....

.. بصى يارانيا ، انا تقريبا كدة عارفة كل حاجة عنه ، ليا مصادر غير النت ، يعنى واقفة على أساس ، ويكفينى اصلا انى عارفة الماضى كويس ، وعارفة كمان انه فى الوقت الحالى بقى متحوش جدا ومشهور عنه القسوة ، يبقى مجنون اللى يفكر يتحداه ، بس برده ده مش معناه ابدا انى اتراجع ، لازم يتوجع زى ما انا اتوجعت انا وامى ، وهو السبب ومحستش منه بأى ندم ، يمكن العكس قمة الإهمال التام ليا وليها ، بل بالعكس كان بيتمنالى الموت ، عشان كدة صدق حكاية موتى دى بسهولة ، اللى غريب جدا فعلا ومش فاهم أه لحد دلوقتى ، ليه سمى ولاده على أسمى ؟

.. ولاده ، خلف ؟

.. أه ، توأمين ، وسماهم أمير وأميرة ...

... معقول ، تصدقى يمكن ندمان ...

... معتقدش ، انا عندى معلومة مؤكدة بتقول انه مزارش قبرى ولا مرة من يوم ما دفنونى ...

... مش شرط ...

... برده معتقدش ...

... وانا مفهمتش لحد دلوقتى انتى ناوية على ايه ...

... قلتلك ، اشوف جدتى الأول ، انا بشوفها كأنى شفت أمى ، وبعدين انا سمعت انها تعبانة ، انا هروح الفيوم بكرة ، هروحلها وبعدها هشوف هعمل ايه ...

...وهتقوليلها انتى مين ...

.. مش عارفة ...

... أنا قلقانة عليكى اوى ...

... ههههههههههه، من ايه ؟ ايه أقصى حاجة ممكن تحصل ؟ هيصمم يحبسنى هنا ، هيرجعنى لاسمى وشخصيتى، مهما عمل فيا ، مش هيأذينى فى حاجة ، بل بالعكس ، ممكن يخدمنى، انا فكرت كتير جدا اذاى ارجع أسمى الحقيقى ،
اللى المفروض تعمليه انك تقلقى على نفسك وعلى نادر ، انتو اللى ممكن يأذيكوا فعلا ...

ردت رانيا بسخرية ... هيعمل ايه يعنى ، ماهى خربانة خربانة ...

ضحكت أميرة بسخرية ادهشت منها رانيا

... أنتى بتضحكى على ايه ..

. أصل قبل ما اجى على طول ، اتكلمت مع عموا فى نفس الموضوع ده ، تخيلى ، رد عليا نفس الرد بالظبط ، بالظبط فعلا ، بس هو زود بقية المثل ،، ضربوا الأعور على عينه ، ماهى خربانة خربانة ..

واستمرت أميرة بالضحك حتى ابتسمت رانيا هى الأخرى بل تحولت ابتسامتها لضحك هى الأخرى ، واستمرتا الفتاتان فى الضحك سويا ،
فقد أصبحت كل منهما الكنز الذى تمتلكه الأخرى فى الحياة ، بل كل ما تمتلك ، الأم والأخت والصديقة ، كل عائلتها ، وكل منهما تدرك ذلك .

...............................................

اتصلت أميرة بكريم واخبرته انها فى مصر ، تحديدا فى القاهرة ، وأنها ستأتى للفيوم على القطار السريع الذى سيصل غدا فى الساعة السابعة مساء ،

وصلت فوجدته ينتظرها فى محطة القطار ، كان سعيدا جدا برؤيتها ،
ذهب بها لأحد الفنادق الكبيرة الذى حجز بها جناح لها منذ أمس بمجرد اتصالها به ،

طلبت منه أن يتركها لتستريح من عناء السفر ،
انصرف على وعد منها بزيارة المصنع الذى ينتج العبوات التى صممتها ، وأيضا اخبرها أن صاحب المصنع يريد الحديث معها ، فإن لم تكن تمانع فقد جهز لعشاء يجمعهما غدا مساء ،
وافقت رغم إنقباض قلبها من سرعة مقابلته لها ،

انصرف كريم ، ولم تكن أميرة قادرة على الانتظار أكثر من ذلك ، غير أنها أرادت الليل تحديدا لمقابلة جدتها ،
توجهت للمشفى الذى اخبرتها عنه الخادمة ، سألت عن اسمها فى الاستعلامات ، وتوجهت بخطى قلقة حتى تتأكد من عدم وجود أى ممن كان يعرفها ،
وصلت لباب الغرفة ، بقت واقفة ولم تدخل حتى مرت أحد الممرضات ، طلبت منها أن تتأكد أن السيدة وحدها ،
وافقت الممرضة واستأذنت بالدخول ، ثم عادت لأميرة واخبرتها انها بالفعل وحدها ،
شكرت الممرضة قبل أن تنصرف ، ثم دخلت الغرفة ،
وجدت جدتها متوجهة للقبلة تصلى برأسها فقط وجزعها العلوى ، مر وقت طويل جدا دون أن ترى أحدا يصلى ،
انهت الجدة صلاتها ورفعت رأسها لمن تقول لها
... حرما ...
سكتت الجدة لثوانى وهى تحاول التركيز فى وجه أميرة بعدها قالت
... جمعا أن شاء الله يابنتى ، اتفضلى ...

اقتربت أميرة ومازالت عين الجدة متعلقة بها واميرة مثلها ،
.. حضرتك عاملة ايه ...

تلئلئت عين الجدة رغما عنها عندما سمعت الصوت
وقالت ... الحمد لله يابنتى ، انتى مين ...

... أنا ، انا واحدة من التمريض هنا ، كنت الممرضة بتاعة حضرتك وانتى فى العناية ، بتهيئلى حضرتك مش هتفتكرينى، انا قلت اجى اطمن عليكى بس ...

لم تعلم كيف اتتها الفكرة ، قد كانت تعلم أن جدتها فى العناية المركزة قبل أن تخرج لغرفة عادية ، لكن الصفة التى اخبرتها عنها كانت مرتجلة 100% .

ومع كل كلمة قالتها تزيد من نبضات قلب الجدة ، هى حقا تشبه فتاتها الراحلة حتى فى الصوت ،
عزت نفسها بجملة واحدة قالتها بصوت عالى دون أن تدرك ... يخلق من الشبه أربعين ...

... ليه ، حضرتك بتشبهى عليا ...

... فعلا ، ولو كانت موجودة كان زمانها فى سنك دلوقتى تقريبا ..

... الله يرحمها ، استأذن انا بقى ..

... هتيجى تشوفينى تانى ...

... حضرتك عايزة كدة ...

... ياريت يابنتى ، هستناكى ...

... إن شاء الله ، سلام عليكم ...

... عليكم السلام ..

خرجت أميرة وعين الجدة تتبعها حتى توارت خلف الباب ، خرجت تتهادى بسرعة وكأنها فراشة ارتفعت بجناحيها عن الأرض ،
قد زال الهم من قلبها بنسبة كبيرة من ناحية جدتها ، والأجمل انها قد وجدت سبب لرؤيتها مرة أخرى وبطلب منها شخصيا ،

عادت للفندق ، تحممت وحاولت النوم بصعوبة فقد كانت تفكر فى مقابلتها لوالدها غدا على العشاء ، وكيف ستتعامل معه ، كيف ستتحدث وماذا تقول ، أو حتى ماذا سترتدى من ملابس حتى لا يتعرف عليها ، وهذه هى المعضلة الأولى التى تحتاج لحلها .
كانت الساعة قد تعدت الحادية عشر ، قامت وارتدت ملابسها الرياضية ونزلت للجرى ، فبهذه الطريقة قد تعودت أن تصفى ذهنها ،
اخبرتهم فى الاستعلامات انها ستخرج بعض الوقت وتركت المفتاح ،
بمجرد خروجها رفع الموظف سماعة الهاتف وطلب رقما معينا ، ودون أن يحدد اسم الشخص ، أخبره ما قالته أميرة لتوها ثم وضع السماعة مرة أخرى ، يبدوا انه مجهز ليبلغ أخبارها لشخص ما .

خرجت تجرى فى الشارع العام وهى حتى لا تعلم وجهتها ، رغم أن هذه هى محافظتها ، والفندق قريب جدا من بيتها بل والمركز الذى كانت تعيش فيه ، إلا أنها لم تتحرك ابدا فى شوارعها غير بالسيارة للانتقال من المركز للبيت والعكس .
استمرت تجرى لاكثر من ساعة ونصف ، عادت بعدها للفندق وبالفعل قد استطاعت بعدها النوم بعمق حتى تجهز نفسها لما سيحدث غدا .

................................................

فى نفس الوقت أو قبلها بساعتين اى فى حدود العاشرة مساءا ، خرجت رانيا من غرفتها وهى قلقة ، متجهة ناحية باب الشقة لترى من يدق بابها فى هذا الوقت ،

رفعت غطاء العين الخفية لتجد وجهه أمامها ،حقا انه هو ،
فتحت الباب ووقفت مجمدة أمامه دون أن تنطق بكلمة ، ولا تعرف حتى لماذا أصيبت بهذه الحالة من رؤيته ،
قال هو مبتسما ... مفيش حمدالله على السلامة ، أو حتى اتفضل ولا انا خلاص بقيت غريب ...

أشارت بيدها للداخل وعى تفسح له الطريق ليدخل ، اغلقت الباب والتفتت وعينيها تتبعه وهو يتتطلع حوله يمينا ويسارا على دواخل الشقة ، ثم استدار لها و قال
... وحشتينى ...

يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close