رواية قتلتني قسوته الفصل الثامن عشر 18 بقلم جنة مياز
البارت الثامن عشر
بسم الله
***في منزل ريان***
كانت اسمهان تنظر الى صورها مع شقيقتيها بهدوء على الهاتف عندما فتحت اسراء الباب و جاءت راكضة كي تنام بجانب اسمهان و تقول
-عايزة اشوف اسيل
فقالت اسمهان وهي ترتب على رأسها
-هبقى اقول لريان بكرة ان شاء الله انك عايزة تشوفيها
فحركت اسراء رأسها نافية ثم قالت
-لا عيزاها دلوقتي
لتقول اسمهان بهدوء
-يا حبيبتي تلاقيها نايمة دلوقتي انا بوعدك بكرة هقول لريان تمام؟
فأماءت هي برأسها بهدوء ثم عانقت اسمهان لتنام اما من جهة غياث فما إن ارتدى ملابسه و خرج من الحمام حتى توقف عندما وجد أسيل نائمة على الأرض وهي ضامة ركبتيها الى صدرها و شعرها الناعم الطويل مموج على الأرض بشكل جميل و وجنتيها الحمراوتين جعلت اياها لا يمكن تشبيهها سوى بملاك فاقترب غياث منها ثم جلس القرفصاء امامها وهو ينظر لها بشرود و رغبته بحملها و وضعها على الفراش كي لا تتألم تزداد و ما كاد يحملها الا أنه تراجع في آخر لحظة ثم ذهب ليحضر الغطاء ملقياً به عليها ببرود و بعدها ذهب لينام متصنعاً النوم ولكن من قد يمس النوم جفنيه وبجانبه ملاك يتألم؟
***في فيلا عمر***
كان عمر يبحث ف البوم الصور الموجودة عنده ليقول ريان بملل
-يبني ملهاش صور مع جواد لأن جواد اصلا مكنش قايل لحد انه بيحب ريم
فجلس عمر على المقعد ثم قال بتفكير
-طب لو نرمين كانت بتكذب؟
قضب ريان حاجبيه ليتابع عمر
-خلاص انسى انا اصلاً مش فاهم نفسي
لينهض ريان ثم يقول وهو يتثاءب
-هنام عشان عندي صحيان بدري
نظر له عمر بإستغراب فقال الآخر موضحاً
-قدمت لأسمهان و إسراء في مدارس خاصة فهروح اوصلهم اول يوم بعد كده هبقى اخلي السواق يوديهم هو
فأماء عمر له بتفهم ليتركه ريان ثم يصعد لينام و تمر تلك الليلة كليلة من أطول الليال على الأبطال فما حدث بها ليس بهين البتة وفي اليوم التالي
......
استيقظت اسمهان باكراً على كابوس مزعج للغاية فظلت تتنفس بسرعة ثم نظرت الى اسراء لتطمأن عليها و ما ان هدأت حتى ذهبت للحمام كي تستعد للمدرسة محاولة الهاء نفسها لنسيان الكابوس اما من جهة ريان فكان يشرب قهوته وهو يتحدث في هاتفه مع شخص ما بشأن العمل و ما إن انتهى حتى صعد الى غرفة عمر ليوقظه وما إن نهض الآخر حتى قال ريان
-عمر انا فكرت في حاجة
فدعك الآخر عينيه ثم حرك رأسه بمعنى "ماذا" ليقول ريان
-حاسس بالذنب تجاه أسيل ففكرت لو نبعدها عن غياث سواء كانت هي ريم او مش هي ف في كل الأحول هي ملهاش ذنب وارد جداً يكون جالها فقدان ذاكرة هي كمان يعني جت عليها؟
حك عمر مؤخرة رأسه بخفة و قال بشيء من الشك
-احنا هنبعد اسيل عن غياث؟!!! انت كويس يا ريان؟
فزفر الآخر و تركه و نهض كي لا يتأخر على الفتيات فمن الواضح ان عمر لن يفيده في شيء
***في فيلا غياث***
فتح غياث عينيه جالساً بعدها على الفراش ليجد اسيل نائمة على نفس وضعها فظل ينظر لها للحظات لتتململ هي ثم تبدأ بفتح عينيها بهدوء و عندما فعلت نهض غياث من مكانه ثم ركلها بقدمه بخفة وقال ببرود
-قومي
فرفعت هي رأسها ناظرة اليه ببرود ولم تجب ليمسكها هو من شعرها و يقول بغضب
-مش بكلمك؟
ظلت اسيل على نفس حالها حتى صفعها هو بقوة ممسكاً بشعرها مرة أخرى قائلاً بحدة
-لما اكون بكلمك تردي عليا عشان مطلعش روحك في ايدي
لتدفع هي يده عنها ثم تتركه و تنهض بملامح باردة لتدخل الى الحمام و ما ان اغلقت الباب حتى بدأت تبكي بصمت وهي تشعر بدقات قلبها فما يؤلم جسدها لا شيء بالنسبة لتلك العاصفة في قلبها و فجأة استمعت الى صوت زجاج يكسر فغسلت وجهها بسرعة و عندما فتحت الباب وجدت غياث جالس على الأريكة ينظر امامه بشرود و كوب الماء مكسور في يده و الدماء تنزف منه فركضت اسيل تجاهه بسرعة ثم امسكت يده بخفة قائلة بقلق
-ايه اللي حصل؟
لم تجد رد من غياث فأمسكت فكه جاعلة اياه ينظر لها ثم قالت وهي تنظر له بقلق و خصلات شعرها الناعمة متساقطة على وجهها الأحمر
-غياث رد عليا
فابتلع هو ريقه قائلاً بملامح باردة و صوت هادئ
-كسرتها
زفرت اسيل ثم نهضت لتحضر علبة الإسعافات الأولية من الحمام و عندما عادت و امسكت يده فسحبها هو منها و قال ببرود
-سيبيها
لتعيد اسيل يده مرة اخرى قائلة باستفزاز
-مش هاخد رأيك
و بعدها بدأت بتعقيم يده بعد ان أخرجت الزجاج منها وهي تحاول ايقاف ارتجاف يدها و بينما هي بذلك الوضع كاد غياث أن يمسح على شعرها بحنو ولكنه تراجع في آخر لحظة و عندما انتهت اسيل من تعقيم يده لفتها بالشاش برفق كي لا يتألم هو ثم رفعت راسها لغياث وقالت
-خلصت
فسحب هو يده منها بعنف لتسقط هي على الأرض بينما خرج غياث من الغرفة مغلقاً الباب بعنف
***في فيلا ريان***
كانت اسمهان تتناول الإفطار مع اسراء وهي شاردة الذهن و لم تفق الا عندما نهضت إسراء من مكانها قائلة بفرح
-عمو ريان جه
رفعت اسمهان رأسها لتجد ريان يدخل وهو يرتدي بدلته و نظارته الشمسية و عطره الذي رائحته سبقت وجوده فحمل ريان اسراء و قبل وجنتها ثم نظر الى اسمهان و قال
-خلصتي؟
اماءت اسمهان ثم نهضت من على الطاولة حاملة حقيبتها ليخرجوا جميعهم ليركبوا السيارة فركبت اسمهان في المقعد الأمامي بينما اسراء في الخلف وبالتأكيد ريان في مقعد السائق و كان الوضع هادئ على غير عادة بالنسبة لشخصية مثل اسمهان و ريان و بعد صمت دام طويلاً قال ريان
-في حاجة نقصاكم؟
حركت اسمهان رأسها نافية وهي تفكر في ذلك الكابوس بالإضافة لشعورها بإنقباض قلبها و ظلت هكذا حتى توقف ريان امام مدرسة ما فقال بهدوء
-وصلنا
وما ان نظرت اسراء للمدرسة حتى قالت بنبرة خائفة
-مش عايزة اروح انا خايفة
ابتسم ريان ثم قال
-أدخل معاكي لحد فصلك؟
فحركت اسراء رأسها بالإيجاب ليترجل ريان من السيارة وهو يقول لأسمهان
-مبنى الثانوي بيتراحله من جوة انزلي
فزفرت ثم نزلت معه بينما اسراء ذهبت و أمسكت يد ريان و بينما هم يتوجهون إلى الداخل انتبهت اسمهان للفتيات اللاتي يتهامسن على ريان لتشعر بالضيق الشديد
.....
فتح ريان باب فصل ما ثم قال للمعلمة الواقفة
-اسراء جديدة في المدرسة...اكيد المدير كلمك طبعا
فحكرت المعلمة رأسها بالإيجاب قائلة وهي تبتسم
-أكيد يا ريان بيه
ثم نظرت الى اسراء التي تشعر بالتوتر و قالت
-ازيك يا اسراء؟ انا ميس انجي
بادلتها اسراء الابتسامة ليترك ريان يدها فتدخل هي الى الفصل بعد ان عرفتها المعلمة على التلاميذ و يرحل ريان مع اسمهان ليريها مكان فصلها و بينما هم في الممر كم شعرت اسمهان بالسعادة لوجود ريان معهم فكم يمكن الإعتماد عليه حتى وإن كانت بعض تصرفاته طائشة و فجأة قالت بصوت هادئ
-ريان
التفت ريان الى اسمهان ثم قال
-نعم
فأجابت هي
-عايزة اشوف اسيل
صمت ريان قليلاً ثم قال وهو يستمر في السير
-هبقى اقول لغياث
لتشعر اسمهان بالإهانة من حركته تلك و كأنه لا يكترث لما تقول فركضت و وقفت امامه قائلة بغضب
-بكلمك انا صح؟
فابستم هو ببرود ثم قال
-وانا رديت عليكي صح؟
لتضم هي يدها الى صدرها و تقول
-عايزة اروح لأسيل دلوقتي حالاً
حك ريان مؤخرة رأسه قائلاً وهو يحاول تمالك اعصابه
-كلامي كان واضح
فأجابت اسمهان وهي بنفس وضعها
-تؤ مش واضح
ليشعر ريان بأنه سينفجر عليها فأمسك يدها قائلاً بحدة و نظرات من المفترض ان تخيف اسمهان ولكن مع الأسف نظراته تلك جعلت اسمهان تنظر الى عينيه بذهول وهي ترى تلك الأعين العسلية متماشية مع لون شعره البني الناعم وما ان انتبه ريان لشرودها به حتى ابتسم بغرور قائلاً وهو يترك يدها
-اعجبتي بيا طبعاً
فضحكت اسمهان ثم قالت وهي تضرب كفيها ببعض
-باظت الخناقة
ليبادلها ريان الضحكة و يقول
-طيب تعالي اوديكي فصلك بعدين نتخانق بعد المدرسة
اماءت اسمهان له ليفتح هو باب فصل آخر و ما ان فعل حتى باتت جميع نظرات الفتيات عليه بإعجاب حتى قالت وحدة منهن بصوت منخفض لصديقتها
-هو ريان العقيل بيعمل ايه هنا؟ تخيلي لو هيجي كل يوم يااااه
بينما قالت أخرى
-اوف هو ماله بقى حلو زيادة كده ليه؟
وعدد لا نهائي من إعجاب الفتيات به ولكنه لم يكترث لهن وانما عينيه كانت مصوبة تجاه الفتيان الذين ينظرون الى اسمهان بإعجاب و بعد لحظة قال للمعلم الواقف بنبرة جامدة
-اسمهان كمال الدين تبعي ولو حد فكر يضايقها اكيد انت عارف عيلة العقيل عصبيتها وحشة ازاي
اماء المعلم له ليقول ريان لأسمهان
-ادخلي ولو حد ضايقك قوليلي
فابتسمت هي ثم تركته و دخلت ليرحل هو بعد ان يطمأن انها جلست في مقعد بعيد عن التفيان
.....
ما إن رحل غياث حتى صعدت حلا بسرعة لتطمأن على اسيل فوجدتها تمسح دماء موجودة في الأرض و بعض الزجاج دخل في يدها فركضت تجاه اسيل بهلع قائلة
-حصل ايه؟!!
فأجابت اسيل بهدوء
-بس الكوباية اتكسرت من غياث و عورته
فتنهدت حلا براحة لتنتبه الى الزجاج الذي اصاب اسيل فأحضرت المناديل لتساعدها بينما الأخرى كانت هادئة للغاية و تبدو شاحبة و باردة بعض الشئ لتعلم حلا في تلك اللحظة بأن اسيل لن تعود تلك الفتاة اللطيفة التي رأتها قبل تتزوج بغياث و مع الأسف الشخص الوحيد القادر على اعادتهل كما كانت هو الوحيد الذي تسبب في حدوث ذلك لها
"""بعد مرور بضع ايام"""
كان الوضع كما هو لم يتغير شيء فغياث يعود متأخراً من العمل و يذهب باكراً كي يمنع نفسه قدر الإمكان من إيذاء اسيل و مع ذلك فكان كلما شعر بأنه لا يستطيع تمالك نفسه يتحجج بأي شيء ليضربها او يؤذيه بينما من جهة اسمهان فكانت كلما طلبت منه ان ترى اسيل كان يخبرها بأعذار غير منطقية ليزيد ذلك من خوفها بسبب الكابوس الذي رأته وهو ان اسيل تتألم كثيراً اما عمر فكان يتصل بحلا كثيراً فقط ليخبرها بمشاكل لا علاقة لها به ليستفزها او يستمع الى صوتها و في أحد الأيام دخلت حلا الغرفة على اسيل لتجد الأخرى تقص آخر خصلات شعرها الذي كان يصل لخصرها فتصنمت في مكانها و قالت بصدمة
-قصيتي شعرك ليه؟
كانت اسيل باهتة الوجه باردة الملامح فقالت وخي تلقي المقص من يدها بصوت مبحوح
-عشان ميمسكنيش من شعري جامد
ابتلعت حلا ريقها ثم اقتربت من اسيل و اعطتها صينية إفطارها كما تفعل كل يوم لتبعدها اسيل وتقول
-مش جعانة
فقالت حلا بغضب
-اسيل فوقي شوية بقى انتي مستسلمة ليه كده ليه؟ اسيل من اول ما شوفتك وانا عارفة انك مش ضعيفة و تقدري تاخدي حقك و اللي خلاكي تقدري تحمي نفسك و اخواتك طول السنين اللي فاتت اكيد خلاكي عارفة انك مش ضعيفة
اماءت اسيل لتبدأ دموعها بالنزول على وجنتيها ثم قالت بصراخ
-انا مش عارفه يا حلا انا بجد مش عارفه ايه اللي حصلي من ساعة ما شوفته بقيت بحبه وعلى الرغم من اللي بيعمله بس انا مش خايفه منه انا موجوعة عشانه عشان حاسة انه بيتوجع
فسحبت حلا اسيل الى حضنها لتبدأ الأخرى بالإرتجاف حتى شعرت حلا بصمت اسيل المفاجئ وما ان نظرت تجاه الباب حتى فتحه غياث لتتعجب اسيل من عودته المبكرة و كذلك حلا اما هو فقال لحلا ببرود
-اطلعي
فحركت هي رأسها نافية ليقول غياث بنبرة حادة
-متخلنيش اجيلك
فنظرت حلا الى اسيل لتقول الأخرى بهدوء
-خلاص اطلعي
لتنهض هي وما ان اقتربت من غياث حتى قالت بحدة
-اياك تمد ايدك عليها
فلم يبد غياث ردة فعل وما إن خرجت هي حتى أغلق غياث الباب بالمفتاح كما يفعل كل يوم وعلى الرغم من علمه بأن حلا تجلس مع اسيل كل يوم الا انه كان سعيد من اعماقه بذلك على كل حال ما ان اغلق الباب و التفت لأسيل حتى وجدها جالسة في ركن الغرفة على الأرض تحاول لملمة شعرها من الأرض ودموعها تتسابق بالهطول بينما شعرها أصبح يصل الى رقبتها و من الامام كان يغطي عينيها فجعلها تبدو كالأطفال اكثر جاعلة غياث يقارب منها بخطوات ثابتة و ما إن اقترب حتى جلس القرفصاء امامها ثم قال بهدوء وهو يشعر يتمزق قلبه
-قصيتي شعرك ليه؟
لم تجيبه هي لمسك هو فكها بقوة ثم يقول بحدة
-انا مش بكلمك؟
فدفعت هي يده بقوة ليصفعها غياث على وجهها ثم يقول بصوت جهوري وهو يمسك شعرها القصير في يدها ليجعلها تنهض معه
-متعصبنيش يا بنت كمال الدين
فنظرت له اسيل نظرة غضب لكن تحمل في معانيها العتاب و الحزن لا الكره فما إن رأى غياث نظراتها الصامتة حتى تركها بهدوء على غير عادة ثم قال وهو يحاول ان يتمالك نفسه
-لو مش عيزاني آذيكي يبقى متعصبنيش
لتبتلع هي ريقها و تقول وهي تبتسم بإنكسار
-انت لسة هتأذيني؟
زفر غياث بينما تركته اسيل و عادت لتكمل جمع شعرها المتناثر على الأرض بينما بدل غياث ملابس العمل بملابس رياضية ليخرج بعدها من المنزل راكباً احدى سياراته الرياضية اما من جهة أخرى فكانت اسمهان جالسة في غرفتها بغضب شديد فكلما طلبت ان تخرج منعها أحد الحراس كما ان هاتف اسيل مغلق فحسمت امرها و عزمت على ان تنفذ ما في خاطرها في المساء و عندما دخلت اسراء قالت لها اسمهان بهدوء
-اسراء عايزة منك خدمة
فقالت الأخرى
-نعم
لتكمل اسمهان
-اسيل وحشتك صح؟
اماءت اسراء لها لتقول اسمهان
-وانا بالليل ان شاء الله هروح اجيبها بس عيزاكي تروحي تقعدي في الجنينة اوكي؟
فحركت اسراء رأسها بالإيجاب بينما نهضت اسمهان لتتأكد من الطريق الذي تنوي الخروج منه في المساء و يمر بعدها النهار سريعاً ليحل ليل من اطول الليال التي ستمر على ابطالنا
"""في تمام الساعة الواحدة و النصف بعد منتصف الليل"""
كانت اسيل تنظر في المرآة لترى انعكاس صورتها فيها تبتسم ثم تمظر الى ملابسها لتتراجع اسيل للخلف وهي ترى ملابسها في المرآة مختلفة و كلما عادت خطوة للخلف كلما صغرت بالسن حتى اختفت صورتها بالمرآة يليه صوت اغلاق باب المنزل بعنف و امها تصرخ بصوت مرتفع قائلة
-ريـــــم
استيقظ غياث من نومه على صراخ اسيل لتصنم ما إن يراها تبكي و جسدها ينتفض و يرتجف بقوة فنهض بسرعة من مكانه و جلس بالقرب منها قائلاً بقلق لم يخفى
-اسيل مالك؟
فرفعت هي عينيها له قائلة وهي تبكي و كلماتها متقطعة
-ر..ري..ي..اخت..اختي
لم يستطع غياث استيعاب ما قالته اسيل فسحبها الى حضنه و بدأ يربت على شعرها بحنو وهو يحاول تهدئتها لتقول هي وهي تبكي
-ريم...اختي
فتوقف غياث للحظات من هو الموقف عليه ليدق هاتفه برقم ريان فتجاهله اول مرة ولكن في المرة التالية اجاب لينهض من مكانه قائلاً بصدمة
-هربت؟!!!
يتبع..
بسم الله
***في منزل ريان***
كانت اسمهان تنظر الى صورها مع شقيقتيها بهدوء على الهاتف عندما فتحت اسراء الباب و جاءت راكضة كي تنام بجانب اسمهان و تقول
-عايزة اشوف اسيل
فقالت اسمهان وهي ترتب على رأسها
-هبقى اقول لريان بكرة ان شاء الله انك عايزة تشوفيها
فحركت اسراء رأسها نافية ثم قالت
-لا عيزاها دلوقتي
لتقول اسمهان بهدوء
-يا حبيبتي تلاقيها نايمة دلوقتي انا بوعدك بكرة هقول لريان تمام؟
فأماءت هي برأسها بهدوء ثم عانقت اسمهان لتنام اما من جهة غياث فما إن ارتدى ملابسه و خرج من الحمام حتى توقف عندما وجد أسيل نائمة على الأرض وهي ضامة ركبتيها الى صدرها و شعرها الناعم الطويل مموج على الأرض بشكل جميل و وجنتيها الحمراوتين جعلت اياها لا يمكن تشبيهها سوى بملاك فاقترب غياث منها ثم جلس القرفصاء امامها وهو ينظر لها بشرود و رغبته بحملها و وضعها على الفراش كي لا تتألم تزداد و ما كاد يحملها الا أنه تراجع في آخر لحظة ثم ذهب ليحضر الغطاء ملقياً به عليها ببرود و بعدها ذهب لينام متصنعاً النوم ولكن من قد يمس النوم جفنيه وبجانبه ملاك يتألم؟
***في فيلا عمر***
كان عمر يبحث ف البوم الصور الموجودة عنده ليقول ريان بملل
-يبني ملهاش صور مع جواد لأن جواد اصلا مكنش قايل لحد انه بيحب ريم
فجلس عمر على المقعد ثم قال بتفكير
-طب لو نرمين كانت بتكذب؟
قضب ريان حاجبيه ليتابع عمر
-خلاص انسى انا اصلاً مش فاهم نفسي
لينهض ريان ثم يقول وهو يتثاءب
-هنام عشان عندي صحيان بدري
نظر له عمر بإستغراب فقال الآخر موضحاً
-قدمت لأسمهان و إسراء في مدارس خاصة فهروح اوصلهم اول يوم بعد كده هبقى اخلي السواق يوديهم هو
فأماء عمر له بتفهم ليتركه ريان ثم يصعد لينام و تمر تلك الليلة كليلة من أطول الليال على الأبطال فما حدث بها ليس بهين البتة وفي اليوم التالي
......
استيقظت اسمهان باكراً على كابوس مزعج للغاية فظلت تتنفس بسرعة ثم نظرت الى اسراء لتطمأن عليها و ما ان هدأت حتى ذهبت للحمام كي تستعد للمدرسة محاولة الهاء نفسها لنسيان الكابوس اما من جهة ريان فكان يشرب قهوته وهو يتحدث في هاتفه مع شخص ما بشأن العمل و ما إن انتهى حتى صعد الى غرفة عمر ليوقظه وما إن نهض الآخر حتى قال ريان
-عمر انا فكرت في حاجة
فدعك الآخر عينيه ثم حرك رأسه بمعنى "ماذا" ليقول ريان
-حاسس بالذنب تجاه أسيل ففكرت لو نبعدها عن غياث سواء كانت هي ريم او مش هي ف في كل الأحول هي ملهاش ذنب وارد جداً يكون جالها فقدان ذاكرة هي كمان يعني جت عليها؟
حك عمر مؤخرة رأسه بخفة و قال بشيء من الشك
-احنا هنبعد اسيل عن غياث؟!!! انت كويس يا ريان؟
فزفر الآخر و تركه و نهض كي لا يتأخر على الفتيات فمن الواضح ان عمر لن يفيده في شيء
***في فيلا غياث***
فتح غياث عينيه جالساً بعدها على الفراش ليجد اسيل نائمة على نفس وضعها فظل ينظر لها للحظات لتتململ هي ثم تبدأ بفتح عينيها بهدوء و عندما فعلت نهض غياث من مكانه ثم ركلها بقدمه بخفة وقال ببرود
-قومي
فرفعت هي رأسها ناظرة اليه ببرود ولم تجب ليمسكها هو من شعرها و يقول بغضب
-مش بكلمك؟
ظلت اسيل على نفس حالها حتى صفعها هو بقوة ممسكاً بشعرها مرة أخرى قائلاً بحدة
-لما اكون بكلمك تردي عليا عشان مطلعش روحك في ايدي
لتدفع هي يده عنها ثم تتركه و تنهض بملامح باردة لتدخل الى الحمام و ما ان اغلقت الباب حتى بدأت تبكي بصمت وهي تشعر بدقات قلبها فما يؤلم جسدها لا شيء بالنسبة لتلك العاصفة في قلبها و فجأة استمعت الى صوت زجاج يكسر فغسلت وجهها بسرعة و عندما فتحت الباب وجدت غياث جالس على الأريكة ينظر امامه بشرود و كوب الماء مكسور في يده و الدماء تنزف منه فركضت اسيل تجاهه بسرعة ثم امسكت يده بخفة قائلة بقلق
-ايه اللي حصل؟
لم تجد رد من غياث فأمسكت فكه جاعلة اياه ينظر لها ثم قالت وهي تنظر له بقلق و خصلات شعرها الناعمة متساقطة على وجهها الأحمر
-غياث رد عليا
فابتلع هو ريقه قائلاً بملامح باردة و صوت هادئ
-كسرتها
زفرت اسيل ثم نهضت لتحضر علبة الإسعافات الأولية من الحمام و عندما عادت و امسكت يده فسحبها هو منها و قال ببرود
-سيبيها
لتعيد اسيل يده مرة اخرى قائلة باستفزاز
-مش هاخد رأيك
و بعدها بدأت بتعقيم يده بعد ان أخرجت الزجاج منها وهي تحاول ايقاف ارتجاف يدها و بينما هي بذلك الوضع كاد غياث أن يمسح على شعرها بحنو ولكنه تراجع في آخر لحظة و عندما انتهت اسيل من تعقيم يده لفتها بالشاش برفق كي لا يتألم هو ثم رفعت راسها لغياث وقالت
-خلصت
فسحب هو يده منها بعنف لتسقط هي على الأرض بينما خرج غياث من الغرفة مغلقاً الباب بعنف
***في فيلا ريان***
كانت اسمهان تتناول الإفطار مع اسراء وهي شاردة الذهن و لم تفق الا عندما نهضت إسراء من مكانها قائلة بفرح
-عمو ريان جه
رفعت اسمهان رأسها لتجد ريان يدخل وهو يرتدي بدلته و نظارته الشمسية و عطره الذي رائحته سبقت وجوده فحمل ريان اسراء و قبل وجنتها ثم نظر الى اسمهان و قال
-خلصتي؟
اماءت اسمهان ثم نهضت من على الطاولة حاملة حقيبتها ليخرجوا جميعهم ليركبوا السيارة فركبت اسمهان في المقعد الأمامي بينما اسراء في الخلف وبالتأكيد ريان في مقعد السائق و كان الوضع هادئ على غير عادة بالنسبة لشخصية مثل اسمهان و ريان و بعد صمت دام طويلاً قال ريان
-في حاجة نقصاكم؟
حركت اسمهان رأسها نافية وهي تفكر في ذلك الكابوس بالإضافة لشعورها بإنقباض قلبها و ظلت هكذا حتى توقف ريان امام مدرسة ما فقال بهدوء
-وصلنا
وما ان نظرت اسراء للمدرسة حتى قالت بنبرة خائفة
-مش عايزة اروح انا خايفة
ابتسم ريان ثم قال
-أدخل معاكي لحد فصلك؟
فحركت اسراء رأسها بالإيجاب ليترجل ريان من السيارة وهو يقول لأسمهان
-مبنى الثانوي بيتراحله من جوة انزلي
فزفرت ثم نزلت معه بينما اسراء ذهبت و أمسكت يد ريان و بينما هم يتوجهون إلى الداخل انتبهت اسمهان للفتيات اللاتي يتهامسن على ريان لتشعر بالضيق الشديد
.....
فتح ريان باب فصل ما ثم قال للمعلمة الواقفة
-اسراء جديدة في المدرسة...اكيد المدير كلمك طبعا
فحكرت المعلمة رأسها بالإيجاب قائلة وهي تبتسم
-أكيد يا ريان بيه
ثم نظرت الى اسراء التي تشعر بالتوتر و قالت
-ازيك يا اسراء؟ انا ميس انجي
بادلتها اسراء الابتسامة ليترك ريان يدها فتدخل هي الى الفصل بعد ان عرفتها المعلمة على التلاميذ و يرحل ريان مع اسمهان ليريها مكان فصلها و بينما هم في الممر كم شعرت اسمهان بالسعادة لوجود ريان معهم فكم يمكن الإعتماد عليه حتى وإن كانت بعض تصرفاته طائشة و فجأة قالت بصوت هادئ
-ريان
التفت ريان الى اسمهان ثم قال
-نعم
فأجابت هي
-عايزة اشوف اسيل
صمت ريان قليلاً ثم قال وهو يستمر في السير
-هبقى اقول لغياث
لتشعر اسمهان بالإهانة من حركته تلك و كأنه لا يكترث لما تقول فركضت و وقفت امامه قائلة بغضب
-بكلمك انا صح؟
فابستم هو ببرود ثم قال
-وانا رديت عليكي صح؟
لتضم هي يدها الى صدرها و تقول
-عايزة اروح لأسيل دلوقتي حالاً
حك ريان مؤخرة رأسه قائلاً وهو يحاول تمالك اعصابه
-كلامي كان واضح
فأجابت اسمهان وهي بنفس وضعها
-تؤ مش واضح
ليشعر ريان بأنه سينفجر عليها فأمسك يدها قائلاً بحدة و نظرات من المفترض ان تخيف اسمهان ولكن مع الأسف نظراته تلك جعلت اسمهان تنظر الى عينيه بذهول وهي ترى تلك الأعين العسلية متماشية مع لون شعره البني الناعم وما ان انتبه ريان لشرودها به حتى ابتسم بغرور قائلاً وهو يترك يدها
-اعجبتي بيا طبعاً
فضحكت اسمهان ثم قالت وهي تضرب كفيها ببعض
-باظت الخناقة
ليبادلها ريان الضحكة و يقول
-طيب تعالي اوديكي فصلك بعدين نتخانق بعد المدرسة
اماءت اسمهان له ليفتح هو باب فصل آخر و ما ان فعل حتى باتت جميع نظرات الفتيات عليه بإعجاب حتى قالت وحدة منهن بصوت منخفض لصديقتها
-هو ريان العقيل بيعمل ايه هنا؟ تخيلي لو هيجي كل يوم يااااه
بينما قالت أخرى
-اوف هو ماله بقى حلو زيادة كده ليه؟
وعدد لا نهائي من إعجاب الفتيات به ولكنه لم يكترث لهن وانما عينيه كانت مصوبة تجاه الفتيان الذين ينظرون الى اسمهان بإعجاب و بعد لحظة قال للمعلم الواقف بنبرة جامدة
-اسمهان كمال الدين تبعي ولو حد فكر يضايقها اكيد انت عارف عيلة العقيل عصبيتها وحشة ازاي
اماء المعلم له ليقول ريان لأسمهان
-ادخلي ولو حد ضايقك قوليلي
فابتسمت هي ثم تركته و دخلت ليرحل هو بعد ان يطمأن انها جلست في مقعد بعيد عن التفيان
.....
ما إن رحل غياث حتى صعدت حلا بسرعة لتطمأن على اسيل فوجدتها تمسح دماء موجودة في الأرض و بعض الزجاج دخل في يدها فركضت تجاه اسيل بهلع قائلة
-حصل ايه؟!!
فأجابت اسيل بهدوء
-بس الكوباية اتكسرت من غياث و عورته
فتنهدت حلا براحة لتنتبه الى الزجاج الذي اصاب اسيل فأحضرت المناديل لتساعدها بينما الأخرى كانت هادئة للغاية و تبدو شاحبة و باردة بعض الشئ لتعلم حلا في تلك اللحظة بأن اسيل لن تعود تلك الفتاة اللطيفة التي رأتها قبل تتزوج بغياث و مع الأسف الشخص الوحيد القادر على اعادتهل كما كانت هو الوحيد الذي تسبب في حدوث ذلك لها
"""بعد مرور بضع ايام"""
كان الوضع كما هو لم يتغير شيء فغياث يعود متأخراً من العمل و يذهب باكراً كي يمنع نفسه قدر الإمكان من إيذاء اسيل و مع ذلك فكان كلما شعر بأنه لا يستطيع تمالك نفسه يتحجج بأي شيء ليضربها او يؤذيه بينما من جهة اسمهان فكانت كلما طلبت منه ان ترى اسيل كان يخبرها بأعذار غير منطقية ليزيد ذلك من خوفها بسبب الكابوس الذي رأته وهو ان اسيل تتألم كثيراً اما عمر فكان يتصل بحلا كثيراً فقط ليخبرها بمشاكل لا علاقة لها به ليستفزها او يستمع الى صوتها و في أحد الأيام دخلت حلا الغرفة على اسيل لتجد الأخرى تقص آخر خصلات شعرها الذي كان يصل لخصرها فتصنمت في مكانها و قالت بصدمة
-قصيتي شعرك ليه؟
كانت اسيل باهتة الوجه باردة الملامح فقالت وخي تلقي المقص من يدها بصوت مبحوح
-عشان ميمسكنيش من شعري جامد
ابتلعت حلا ريقها ثم اقتربت من اسيل و اعطتها صينية إفطارها كما تفعل كل يوم لتبعدها اسيل وتقول
-مش جعانة
فقالت حلا بغضب
-اسيل فوقي شوية بقى انتي مستسلمة ليه كده ليه؟ اسيل من اول ما شوفتك وانا عارفة انك مش ضعيفة و تقدري تاخدي حقك و اللي خلاكي تقدري تحمي نفسك و اخواتك طول السنين اللي فاتت اكيد خلاكي عارفة انك مش ضعيفة
اماءت اسيل لتبدأ دموعها بالنزول على وجنتيها ثم قالت بصراخ
-انا مش عارفه يا حلا انا بجد مش عارفه ايه اللي حصلي من ساعة ما شوفته بقيت بحبه وعلى الرغم من اللي بيعمله بس انا مش خايفه منه انا موجوعة عشانه عشان حاسة انه بيتوجع
فسحبت حلا اسيل الى حضنها لتبدأ الأخرى بالإرتجاف حتى شعرت حلا بصمت اسيل المفاجئ وما ان نظرت تجاه الباب حتى فتحه غياث لتتعجب اسيل من عودته المبكرة و كذلك حلا اما هو فقال لحلا ببرود
-اطلعي
فحركت هي رأسها نافية ليقول غياث بنبرة حادة
-متخلنيش اجيلك
فنظرت حلا الى اسيل لتقول الأخرى بهدوء
-خلاص اطلعي
لتنهض هي وما ان اقتربت من غياث حتى قالت بحدة
-اياك تمد ايدك عليها
فلم يبد غياث ردة فعل وما إن خرجت هي حتى أغلق غياث الباب بالمفتاح كما يفعل كل يوم وعلى الرغم من علمه بأن حلا تجلس مع اسيل كل يوم الا انه كان سعيد من اعماقه بذلك على كل حال ما ان اغلق الباب و التفت لأسيل حتى وجدها جالسة في ركن الغرفة على الأرض تحاول لملمة شعرها من الأرض ودموعها تتسابق بالهطول بينما شعرها أصبح يصل الى رقبتها و من الامام كان يغطي عينيها فجعلها تبدو كالأطفال اكثر جاعلة غياث يقارب منها بخطوات ثابتة و ما إن اقترب حتى جلس القرفصاء امامها ثم قال بهدوء وهو يشعر يتمزق قلبه
-قصيتي شعرك ليه؟
لم تجيبه هي لمسك هو فكها بقوة ثم يقول بحدة
-انا مش بكلمك؟
فدفعت هي يده بقوة ليصفعها غياث على وجهها ثم يقول بصوت جهوري وهو يمسك شعرها القصير في يدها ليجعلها تنهض معه
-متعصبنيش يا بنت كمال الدين
فنظرت له اسيل نظرة غضب لكن تحمل في معانيها العتاب و الحزن لا الكره فما إن رأى غياث نظراتها الصامتة حتى تركها بهدوء على غير عادة ثم قال وهو يحاول ان يتمالك نفسه
-لو مش عيزاني آذيكي يبقى متعصبنيش
لتبتلع هي ريقها و تقول وهي تبتسم بإنكسار
-انت لسة هتأذيني؟
زفر غياث بينما تركته اسيل و عادت لتكمل جمع شعرها المتناثر على الأرض بينما بدل غياث ملابس العمل بملابس رياضية ليخرج بعدها من المنزل راكباً احدى سياراته الرياضية اما من جهة أخرى فكانت اسمهان جالسة في غرفتها بغضب شديد فكلما طلبت ان تخرج منعها أحد الحراس كما ان هاتف اسيل مغلق فحسمت امرها و عزمت على ان تنفذ ما في خاطرها في المساء و عندما دخلت اسراء قالت لها اسمهان بهدوء
-اسراء عايزة منك خدمة
فقالت الأخرى
-نعم
لتكمل اسمهان
-اسيل وحشتك صح؟
اماءت اسراء لها لتقول اسمهان
-وانا بالليل ان شاء الله هروح اجيبها بس عيزاكي تروحي تقعدي في الجنينة اوكي؟
فحركت اسراء رأسها بالإيجاب بينما نهضت اسمهان لتتأكد من الطريق الذي تنوي الخروج منه في المساء و يمر بعدها النهار سريعاً ليحل ليل من اطول الليال التي ستمر على ابطالنا
"""في تمام الساعة الواحدة و النصف بعد منتصف الليل"""
كانت اسيل تنظر في المرآة لترى انعكاس صورتها فيها تبتسم ثم تمظر الى ملابسها لتتراجع اسيل للخلف وهي ترى ملابسها في المرآة مختلفة و كلما عادت خطوة للخلف كلما صغرت بالسن حتى اختفت صورتها بالمرآة يليه صوت اغلاق باب المنزل بعنف و امها تصرخ بصوت مرتفع قائلة
-ريـــــم
استيقظ غياث من نومه على صراخ اسيل لتصنم ما إن يراها تبكي و جسدها ينتفض و يرتجف بقوة فنهض بسرعة من مكانه و جلس بالقرب منها قائلاً بقلق لم يخفى
-اسيل مالك؟
فرفعت هي عينيها له قائلة وهي تبكي و كلماتها متقطعة
-ر..ري..ي..اخت..اختي
لم يستطع غياث استيعاب ما قالته اسيل فسحبها الى حضنه و بدأ يربت على شعرها بحنو وهو يحاول تهدئتها لتقول هي وهي تبكي
-ريم...اختي
فتوقف غياث للحظات من هو الموقف عليه ليدق هاتفه برقم ريان فتجاهله اول مرة ولكن في المرة التالية اجاب لينهض من مكانه قائلاً بصدمة
-هربت؟!!!
يتبع..