اخر الروايات

رواية قتلتني قسوته الفصل السابع عشر 17 بقلم جنة مياز

رواية قتلتني قسوته الفصل السابع عشر 17 بقلم جنة مياز



بارت السابع عشر
بسم الله
ابتسمت اسيل ليأتي الباقي ليتعارفوا على عمة غياث و ريان و كان الوضع طبيعي للغاية حتى بدأ المأذون يقوم بتقوس الزواج و عندما سأل اسيل ان كانت تقبل بغياث زوجاً لها فنظر غياث الى اسيل نظرات مرعبة بلا معنى ولم تعلم هي لماذا قبلت بالزيجة على الرغم من شعورها بشيء خاطئ بينما ريان كان يتنفس بسرعة وهو جالس بالقرب من اسمهان و يحرك قدمه بتوتر فقالت اسمهان بصوت منخفض
-كفاية وترتني
ليجيب وهو بنفس وضعه
-مانا متوتر فعلاً
لتنظر هي له باستغراب دون ان تجيب بينما المأذون ما ان انتهى و رحل حتى بارك الجميع لهم فنهض غياث ثم اقترب من اسيل و قبل رأسها ثم قال بصوت هادئ
-بقيتي تحت رحمتي
فقضبت هي حاجبيها بعدم فهم ليبتسم هو ثم يبتعد عنها و تأتي اسمهان معانقة اياها و بالتأكيد اسراء فعلت مثلها اما من جهة غياث فكان ريان يحاول تهدئة غياث ولكن دون جدوى
.....
ظلوا جميعهم يتحدثون قليلاً كعائلة واحدة ولكن كل منهم كان يخفي الكثير في قلبه خاصة اسيل التي لم تكن تخفض عينيها عن غياث الذي كان يتجاهلها بقساوة مبالغ بها و بعد ساعة كانت نوران قد ذهبت بالتأكيد و كذلك عمر و في الخارج كانت اسمهان و نور و اسراء ركبن السيارة ليذهب ريان الى حلا ثم يقول بصوت منخفض
-حلا لو حصل حاجة كلميني تمام؟
فقالت هي
-حاضر متخافش
ليزفر ريان ثم يتجه إلى سيارته بينما في الداخل ما إن رحل الجميع حتى قال غياث بجمود وهو ينهض من مكانه
-تعالي
فابتلعت اسيل ريقها متبعة اياه و ما إن صعد الدرج الى غرفته و أغلق الباب بعد ان دخلت اسيل حتى نظرت هي الى يديه بقلق بالغ قائلة
-ايدك مالها؟
فلم يجبها هو وانما وقف امامها بشموخ واضعاً يده في جيبه لترفع هي عينيها اليه و تقول بصوت هادئ
-غياث مالك؟
ليحك هو ذقنه بخفة و فجأة صفع اسيل على وجهها بقوة صفعة جعلتها تسقط ارضاً شاعرة كما لو ان خدها قد تخدر بالكامل فوضعت هي يدها مكان الصفعة ثم نظرت الى غياث بصدمة و قبل ان تتحدث كان هو قد انحنى لها و سحب الحجاب من رأسها ليمسك شعرها الناعم الطويل و يقوم بلفه حول يده قائلاً بهمس دب الرعب فيها
-صدقيني ...هكرهك في اليوم اللي اتولدتي فيه
اما اسيل فكانت كالمغيبة تماماً لا تستطيع استيعاب ما حدث تواً فكأن كل ما يحدث الآن هو حلم جعلها غير قادرة على الرد...الحركة...او حتى الشعور فذلك الذي وثقت به ها هي الآن تدفع ثمن ثقتها بينما غياث رفعها من شعرها لتقف هي على أطراف اصابعها من شدة الآلم وهي تمسك يده على شعرها بكفيها الصغيرين و ما ان اعطاها غياث الصفعة الثانية التي جعلت الدماء تنزف منها حتى صرخت هي به قائلة
-غياث انا عملتلك ايه؟
فأمسك هو شعرها بقوة وقال
-صوتك لو علي قسماً بالله أقطع لسانك يا بنت كمال الدين
فدفعت أسيل يده بعنف و قبل ان ترفع يدها و تصفعه كان هو قد أمسك يدها لاوياً اياها خلف ظهرها بقوة جعلها تشعر كما لو أن يدها ستنكسر فبكت هي قائلة
-غياث بتعمل كده ليه؟ انا عملتلك ايه؟
ليهمس هو بجانب اذنها بصوت كفحيح الأفعى
-كذبتي عليا يا...ريم و أقرب واحد ليا مات بسبيك
فتصنمت اسيل ما ان استمعت لذلك الإسم ولم تجب وإنما فقط استمرت بالبكاء ليدفعها غياث بعنف على الأرض بينما هي ظلت تبكي بقوة وهي تشعر بنغز في قلبها ما إن لفظ غياث بإسم (ريـــم) اما غياث فدفعها بقدمها كي يمر و يدخل الحمام وهو لا يشعر بشيء سوى الظلام فقط الظلام بكل ما فيه من صفات جاعلة اياه يستحق اللقب و بجدارة وهو لقب "الليث الأسود"
***في سيارة ريان***
كان احد اعمام نور الذين تخلوا عنها قد زاد عليه المرض و حينما علمت هي بذلك شعرت بالذنب لعدم رغبتها في زيارته و مع ذلك فهي قد طلبت من ريان ان يوصلها عند محطة القطار
......
توقف ريان امام فيلته لتترجل اسراء منها بسرعة تليها اسمهان و ما ان فتح ريان الباب حتى قال لأسمهان بنبرة عادية
-طبعاً قدمتلكم في مدارس خاصة عشان تكون قريبة من. هنا
فأماءت هي له بهدوء و قبل ان تصعد قال ريان
-هعدي عليكم بكرة الصبح اوصلكم اول يوم
فقالت اسمهان
-تمام
ثم صعدت لتستكشف المنزل فقد اخبرها ريان بكل ما قد تحتاج ان تعرفه بشأن حياتهم الجديدة و عندما خرج قال للحارس الذي قد عينه مخصوص لحماية اسمهان و اسراء
-مش عايزهم يخرجوا من هنا مهما يحصل ولا ي حد يجي يزورهم فاهم؟
فحرك الآخر رأسه بالإيجاب ثم أخبر ياقي من معه من الحراس بأوامر ريان ليركب الآخر سيارته ثم ينطلق بها على سرعة عادية متوجهاً الى الشركة اما من جهة أسمهان فأختارت غرفة ريان لكبر حجماها و وجود حمام كبير بها و تبدو جميلة و ما إن دخلت و القت جسدها على الفراش حتى اشتمت رائحة عطر ريان توحي لها بأنه معها في الغرفة فابتسمت بتلقائية ثم أغمضت عينيها بهدوء فكم اشتاقت للشعور بأنها كالملكة هكذا اما من جهة ريان فكان باله مشغول بأسيل فهو يشعر بوجود خطب ما بغياث
***في منزل مكرم العقيل ***
القى مكرم كل ما على مكتبه ارضا عندما وصلت اليه تلك الرسالة على هاتفه الا وهي
"متفتكرش الموضوع هيعدي بالساهل يا مكرم... كلها كام يوم و تنور بيتك الجديد... اول ما تشوفني أعرف على طول انك رايح بيت حلو يليق بيك"
و ما أثار جنونه اكثر هو عدم علمه بالمرسل فدخلت نرمين في تلك اللحظة ليقول مكرم
-لازم نرجع إيطاليا
فحركت هي رأسها بالإيجاب و ما ان خرجت من مكتبه حتى ابتسمت قائلة في سرها بنبرة قاسية
-لو عايز تقع... اقع لوحدك يا مكرم
متوجهة بعدها الى غرفة تبديل ثيابها لتبدل ملابسها بسرعة خارجة بعدها من الباب الخلفي للقصر دون ان ينتبه مكرم لها اما من جهة اخرى فخرج غياث من الحمام بعد ان أستحم و عندما خرج و رأى اسيل على نفس حالها و لا يُسمع سوى صوت شهقاتها حتى اقترب منها ممسكاً بشعرها بقوة ليرفعها عن الأرض ثم قال
-انا لسة معملتش حاجة عشان تعيطي...بس بوعدك هعمل اللي يخليكي تعيطي
فضربت اسيل كتفه بقوة قائلة
-ابعد عني انا مش عيزاك يا غياث انا كرهتك و بعترف اني غلط لما وثقت فيك و حبيتك بسرعة...كان لازم استنى لحد ما أشوف قلبك اسود ازاي
فدفعها غياث بقوة ليصطدم ظهرها بالجدار ثم يقول بنبرة جعلت أوصالها ترتجف
-ميهمنيش تكرهني ولا لا بس يهمني اذلك و اهينك يا ريم...أكرهك في نفسك و في اليوم اللي شوفتيني فيه
أقترب غياث منها ممسكاً شعرها بقوة
-يهمني اسمعك بتتمني تموتي عشان متشوفينيش بس مش قادرة
اقترب غياث منها أكثر قائلاً بابتسامة مريبة
-يهمني أشوف جسمك كله مزرق من الضرب اللي ناوي عليه ليكي و دموعك جفت من كتر العياط و يهمني اكتر اشوفك بتموتي بس بالبطيء
فنظرت اسيل لها بعينيها الممتلئة بالدموع و انفها الأحمر من شدة البكاء قائلة بصوت مبحوح
-انا مش ريم انا اسيل...مين هي ريم؟
فصفعها غياث كف آخر قائلاً بصوت جهوري قوي
-متستغبيش عليا يا ريم
فبدأت اسيل بالبكاء مرة أخرى قائلة
-والله انا مش ريم
لم يجبها غياث و إنما تركها و خرج مغلقاً الباب بالمفتاح
.....
كان ريان جالس في مكتبه واضعاً رأسه عليه و ينظر الى القلم في يده بينما عمر يتابع شيء ما على هاتفه عندما طرق شخص ما الباب و ما ان سمح له ريان بالدخول حتى دخلت سكرتيرته قائلة
-ريان بيه في واحدة عايزة حضرتك برة
فقضب هو حاجبيه قائلاً
-مين هي؟
لتجيب الأخرى
-اسمها نرمين العقيل
فرفع ريان رأسه فجأة عن المكتب لينظر الى عمر بإستغراب ليقول الآخر
-عايزة ايه ديه؟
فحرك ريان رأسه بعدم علم قائلا لسكرتيرته
-دخليها
فخرجت هي لتدخل نرمين بعد لحظات و ملامح البرود بادية عليها فقال ريان
-خير؟ ايه اللي جابك؟
لتبتسم هي ثم تقول
-جاية اقولكم كل حاجة بس بشرط....توعدوني اني أخرج من الموضوع من غير ما حد يأذيني
.....
ما إن رأت حلا غياث يتوجه إلى سيارته حتى ركضت تجاهه قائلة
-رايح فين؟
لم يجب و انما فتح باب سيارته لتغلق حلا الباب بعنف قائلة بنبرة جادة
-قولت رايح فين؟
فزفر غياث ثم قال
-الشغل ...تحبي تيجي؟
لتحرك هي رأسها نافية ثم تقول بدهشة
-النهاردة؟!! طب و أسيل هتسيبها لوحدها؟
فنظر لها غياث بطف عينيه ولم يجب وانما دفعها ليركب السيارة وينطلق بها و ما إن فعل حتى ركضت هي الى الأعلى لتطمأن على اسيل و ما ان حاولت فتح الباب حتى انتفضت اسيل على الأرض ظناً منها انه غياث ولكنها اطمأنت عندما سمعت صوت حلا وهي تقول بقلق اثناء طرقها على الباب
-اسيل انا حلا...انتي كويسة؟
لا تعلم أسيل لماذا لم تجب ولكنها فقط كل ما شعرت به هو الذبول و كأن روحها قد ماتت فكل ما كان في بالها هو كأن لها قلب قد نزع من مكانه بعنف روح لا تعلم الى اين تذهب كل ما شعرت به هو الألم و التشتت بينما في الخارج ازداد خوف حلا عندما لم تجد رد من أسيل فبحثت في المنزل بأكمله عن مفتاح للغرقة حتى وجدته و ما ان فعلت و فتحت الباب حتى تصنمت لرؤية اسيل ملقاة على الأرض تبكي بصمت نظراتها شارة تنفسها بطيء فركضت تجاهها بسرعة معانقة اياها وهي تربت على شعرها بحنو فقد تعرضت للتو الى بداية نوبات غضب الليث الأسود و كل ما كان يخيف حلا ان يفعل بها غياث كما فعل مع ايمن
......
جلست نرمين ببرود ليقول ريان
-مفهمتش بردو....قصدك ايه؟
فزفرت هي ثم قالت
-قصدي ان مكرم و كمال الدين كان بينهم خلاف زمان و مكرم بعتني لكمال اتجوزه و من ورا مراته عشان آخد فلوسه و اول ما ده حصل كمال كان كل يوم يروح يسهر لحد ما قابل مؤيد وهو مش في وعيه و التاني راهنه انه لو كسب هياخد بنته ولو خسر هيدي كمال الدين شيك ب٢٠ مليون جنيه و طبعا كمال خسر الرهان و مؤيد راح ياخد بنته وأكيد مش محتاجة اقول ان مكرم هو اللي ورا الرهان ده
ليبتلع ريان ريقه ناظراً الى عمر بصدمة ليقول الآخر
-قصدك على أسيل؟!
دخل غياث في تلك اللحظة ببرود لتنهض نرمين من مكانها قائلة بنبرة متوترة
-انا رايحة
خرجت هي من المكتب ليقول غياث
-كانت عايزة ايه؟
فصمت ريان ولم يعلم بماذا يجيب ليقول عمر
-تعمل اتفاق اهبل على الشركة و اكيد محدش وافق يعني
فاماء غياث ثم نظر إلى ريان و قال
-هاتلي ملف شركة (٠٠٠)
ليحرك الآخر رأسه بالإيجاب و ما ان خرج غياث حتى قال ريان لعمر
-هنعمل ايه؟
فنهض عمر من مكانه ثم قال
-هقول لغياث
وما كاد عمر يخرج من المكتب الا ان ريان امسك يده قائلاً بحدة
-لا طبعاً مينفعش
لينظر له عمر بطرف عينيه ساحباً يده بعنف قائلاً بحدة
-غياث لازم يعرف ان أسيل ملهاش دعوة بموت جواد
فأجاب ريان بغضب
-افرض كان غياث مش فاكر حاجة تفكره انت ليه؟
ليدفعه عمر بقوة ثم يقول
-انت شايف ده منظر واحد ميعرفش حاجة؟ اراهنك ان غياث افتكر يا ريان
ليضرب الآخر مكتبه بعنف بينما خرج عمر من المكتب مغلقاً الباب بقوة
.....
ظلت اسيل تبكي في حضن حلا لتقول الأخرى
-اسيل متسمحيلهوش يمد ايده عليكي تمام؟ غياث بؤ على الفاضي اول ما يحس ان اللي قدامه خايف منه يأذيه بدون رحمة فأياكي تبيني ضعفك ليه تمام؟
لتحرك اسيل رأسها نافية ثم تقول من بين شهقاتها
-ال...الاسم اللي قا... قاله...مم..ماما كا..كانت بتنادي...بتناديني بيه
فقضبت حلا حاجبيها باستغراب و ابتلعت ريقها دون ان تعلم ماذا تقول
.....
دخل عمر مكتب غياث ليجد الآخر يضرب يحرك القلم في يديه وهو يقول بصوت منخفض و عيناه كأنها أكياس دماء
-مينفعش اسيل تكون ريم...انا بحب اسيل بس ريم لا مينفعش تكون هي ريم مينفعش
فوقف عمر في مكانه ثم تراجع للخلف و أغلق الباب بهدوء كأنه لم يدخل و ما إن التفتت حتى وجد ريان خلفه فقال بنبرة هادئة
-عقله أفتكر بس قلبه رافض الموضوع كله
فنظر له ريان وهو يشعر بتجمد اطرافه ثم قال
-هدخل الملف لغياث وانت روح كلم حلا
اماء له عمر ثم ذهب ليتصل على حلا لتشعر هي بإهتزاز الهاتف في جيبها فأخرجته ثم اجابت بهدوء
-نعم
ليقول عمر
-اسيل كويسة؟
فنظرت حلا الى اسيل لتنتبه اسيل لها فهمست حلا لها
-عمر بيسأل عليكي
لتحرك هي رأسها و قالت بهمس ايضاً
-قوليله انا كويسة
فوضعت حلا الهاتف على اذنها قائلة
-اسيل كويسة
ليقول عمر بغضب جعل الهاتف يهتز في يد حلا
-بتكذبي ليه؟
فقالت حلا بغضب
-ولما انت عارف بتسأل ليه؟ ولا هو استهبال و خلاص؟
اغلق عمر الخط في وجهها لتلقيه حلا أرضاً بغضب بينما أسيل اعتدلت في جلستها ثم قالت وهي تمسح دموعها
-حلا...اول مرة في حياتي ابقى مش عارفه أفكر بقلبي ولا بعقلي
فقالت الأخرى بهدوء
-قلبك بيقول ايه و عقلك بيقول ايه؟
فأجابت اسيل بصوت مرتجف
-عقلي بيقول لازم أسيب غياث حتى لو ههرب منه لأنه انسان مريض و كداب قلبه اقسى من الحجر عيونه مرايا للسواد الى موجود جواه عمر ما حد هيدخل جواه و هيسلم من آذاه. و غضبه
اخذت حلا نفس ثم قالت
-وقلبك؟
لتجيب اسيل وهي تعيد شعرها خلف اذنها
-مكنش بيكذب عليا و مهما كان باين انه قاسي من جواه ارق من القطن و نقي لدرجة ان محدش يقدر يفهم هو بيفكر ازاي مهما كان عصبي في الآخير هيهدى لأن اللي شافه مش قليل كل اللي محتاجه انه يثق في حد عشان يبكي في حضنه زي الأطفال محتاج حد يمسح على شعره و يقوله عادي انك تعيط و تخاف لاني عمري ما هفضح سرك لحد و عمر ما هسمح لحد يشوف ضعفك
ابتسمت حلا بهدوء ثم قالت
-اسمعي كلام قلبك يا اسيل ولو غياث قسى عليكي فأنا موجودة تحت يدوب صفريلي بس و هاجي اتصرف انا بعقلي ولا يهمك
لتبتسم اسيل نصف ابتسامة ثم تغلق عينيها بهدوء وهي تشعر بدقات قلبها بينما نهضت حلا لتحضر مرهم للكدمات بسبب تورم خدها الواضح
"""في المساء""""
كانت اسيل قد بدلت فستانها و جلست على الأريكة لتسند رأسها عليها وهي مصففة شعرهها ذيل حصان طويل و تبدو كالملاك بوجنتيها الحمراء ولكن كل ما كان يشغل تفكيرها هو غياث لا تعلم ماذا تفعل معه و ظلت على ذلك الحال عندما استمعت الى باب الغرفة يفتح فجأة ليدخل غياث بهيبته الطاغية و ملامحه لا يمكن تفسيرها ابداً فدب ذلك الرعب فيها و جعل قلبها يدق بقوة دون رحمة فنظرت له بخوف ولكن ملامحها كانت هادئة اما هو فما كاد يدخل الى الحمام الا ان صوت اسيل استوقفه وهي تقول
-غياث
فالتفت لها بملامح جامدة لتقترب اسيل منه بهدوء وبالكاد قدماها تحملانها وما ان وقفت امامه حتى قالت بصوت ضعيف
-ايه اللي انت افتكرته بالضبط
ليمسك هو فكها بقوة قائلاً وهو يعتصره بين يديه
-اللي محتاج افتكره وزيادة
فأمسكت هي يديه بكفيها الصغيرين قائلة و الدموع تتلألأ في عينيها
-ليه بتعمل فيا كده؟ انا مليش دعوة بموت جواد يا غياث والله ولا كنت أعرفه حتى
ليزداد غياث من ضغطه على فكها وهو ينظر الى وجهها الذي تحول بالكامل للون الأحمر قائلاً بنبرة ابرد من الثلج
-قولتلك هخليكي تتمني تموتي فمهما تعملي و مهما تقولي مش هصدقك
ثم تركها بعنف لتسقط هي ارضاً بينما دخل هو للحمام ليستحم و ما إن بدأ الماء يتساقط عليه حتى شعر هو بقلبه يتمزق فضرب الجدار بيده بقوة وهو يشعر كأن بداخله دوامة سوداء تبتلع مشاعره جاعلة اياه لا يشعر سوى بالكره حتى تجاه نفسه جاعلة اياه يتمنى لو يعود طفلاً صغيراً كي تنتهي كل تلك الآلام من قلبه

يتبع

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close