رواية قتلتني قسوته الفصل الخامس عشر 15 بقلم جنة مياز
البارت ١٥
بسم الله
فاستند غياث على سيارته قائلاً
-تؤ...لو معجب بيكي هحترم رأيك اياً كان
فرفعت اسيل حاجبيها بدهشة ليكمل هو
-انما سواء واقفتي او رفضتني فانتي ملكي
لتضع اسيل يدها في خصرها قائلة بإستنكار
-ده تملك مش حب
فأجاب هو باستفزاز
-لو وافقتي يبقى حب بس لو رفضتي و اتجوزتك يبقى تملك وانا متأكد انك بدأتي تحبيني
لتبتسم اسيل وهي تنظر للأسفل ليقول غياث
-هسمع ردك النهاردة بالليل تمام؟
اماءت هي له ليفتح لها باب السيارة وهو ينظر إلى عينيها بكل ثقة غير مكترث بخجلها منه فكل ما يهمه الآن هو ان يثبت لنفسه بأن تلك الأعين البريئة لن تكون لغيره بينما أسيل قد شعرت بتجمد عقلها بينما قلبها هو المسيطر في الآونة الأخيرة
.....
كانت حلا تأكل بهدوء وهي تنظر إلى عمر وهو يتحدث بغضب
-مش هنوقف حياتهم عشان حاجة مش أكيدة بس اسيل لو حبته وهو أفتكر هيجرحها جامد و هيدمرها
فحركت حلا رأسها ليتابع عمر
-بس لو هو افتكر و اسيل فضلت معاه ممكن تفهمه الحقيقة مش كده؟
لتحرك رأسها مرة أخرى فيقول هو
-بس شكلها متعرفش حاجة اصلا
وضعت حلا الصحن على الطاولة ثم نهضت من مكانها قائلة بهدوء
-عمر يا بابا سيب كل حاجة تمشي زي ما هي يعني لو غياث فعلاً حب أسيل ملناش اننا نتدخل في اللي بينهم
ليومئ الآخر ثم يقول بعد لحظات
-كأنك بقيتي عاقلة فجأة
فنظرت هي له شزراً بينما نهض هو الآخر خارجاً من الشاليه
.....
كانت اسيل تنظر الى الطريق من نافذة السيارة بشرود بينما كامل تفكيرها في ذلك الوسيم بجانبها بينما غياث كل ما اراده هو الاستمرار في النظر لها وهو يشعر بأنه يريدها له فقط وهو متأكد بأن ذلك تملك ليس حباً و مع ذلك فهو يريد ادخال تلك البريئة في ظلمات عالمه ولكن عل و عسى يجعل الله فيها النور الخافت الذي يخرجه من ظلام الانتقام بداخله و بينما هي بذلك الحال قال غياث بمكر
-حقك تفكري فيا مش هلومك طبعاً
فرفعت اسيل حاجبيها ملتفتة اليه قائلة
-انت مغرور اوي
ليبتسم هو قائلاً
-تؤ...بتوقع بس
فبادلته هي الابتسامة ثم قالت وهي تضع قدم فوق اخرى بغرور مماثل له
-طب افرض لو انا وافقت و اتنازلت و اتجوزتك و طلع فيا سلبيات كتير انت محبتهاش...هتسبني؟
ليجيب هو بهدوء جعلها تشعر و كأنها تحب غياث منذ قرون وليس فقط بضع ايام
-وانا هسيب كل ايجيابياتك و اشوف سلبياتك؟
نظر غياث الى اسيل ثم تابع
-انا مش بلعب معاكي يا اسيل...مدام حطيتك في دماغي و قررت اتجوزك اعرفي ان مهما يحصل مش هسيبك هعاقبك ب اسلوبي بس مش هسيبك
فابتلعت هي ريقها قائلة بمرح
-طب بتخوفني منك ليه؟ يعني انا طبعاً مش هخاف منك بس انت متحاولش تخوفني
ليتجاهلها هو ثم ينظر الى الطريق امامه وهو كلما نظر لها يتألم كثيراً دون أن يعلم السبب و ما ان اوصل اسيل الى بيتها حتى اخذت نفس لتستجمع قواها و ما ان ترجلت من السيارة حتى قالت لغياث بسرعة
-تقريباً موافقة
تاركة اياه متوجهة الى بنايتها بسرعة بينما ابتسم هو قائلاً لنفسه
-مانا عارف
و بعدها انطلق بالسيارة على سرعة عالية بينما من جهة اخرى كان مكرم يتحدث مع رجاله بغضب قائلاً
-يعني ايه مؤيد ملوش اثر؟ العفريت جه خده؟ تلفوا حتة حتة لحد ما تلاقوه يا اما مش هيحصلكم كويس...فااااااهم؟
و ما ان اغلق الخط حتى جاءت خادمة ما تعمل في قصر نوران لتنقل كل الأخبار الى مكرم العقيل فقالت وهي سعيدة لتلك الاموال التي ستحصل عليها من هذا الخبر
-مكرم بيه عندي ليك خبر مش هتصدقه ابداً
فقضب هو حاجبيه قائلا
-خبر ايه؟
فأكملت هي
-سمعت نوران هانم بتكلم غياث بيه على واحدة كده وهو قال انه ناوي يتجوزها
فنهض مكرم من مكانه متفاجئاً من ذلك الخبر الصار له فإن تزوج غياث هذا يعني انه سيلهي نفسه بشيء آخر غير ساعي لتذكر ما حدث قائلاً بعدها و علامات السرور تملأ وجهه
-متعرفيش مين؟
لتقول الخادمة بفرح
-لا عارفة طبعاً ديه واحدة خدامة معانا اسمها اسيل كمال الدين تقريباً
لينزل الخبر عليه كحد السيف و بعد ان كان يحلق بآماله عالياً أصبح كمن سقط. على رأسه دلو ثلج فقال بشك
-انتي متأكدة؟
فاماءت هي له ليقول هو بحدة
-تروحي دلوقتي تعرفيلي اتعرف عليها ازاي و ايه اللي بينهم فاهمة؟
فحركت هي رأسها بالإيجاب بسرعة خارجة من المكتب وهي متعجبة من حالته تلك بينما ضرب مكرم مكتبه بقوة قائلاً لنفسه بقلق بالغ
-لا يمكن تكون بنت كمال الدين لا مينفعش تكون بنته اكيد في حاجة غلط
فدخلت نرمين في تلك اللحظة قائلة
-في ايه يا مكرم
ليجيب الآخر وهو بنفس حاله
-غياث هيتجوز بنت كمال الدين
فتصنمت الأخرى في مكانها غير واعية لما قاله فقالت بعدم تصديق
-مش ممكن...ديه ماتت
ليحرك هو رأسه يميناً و يساراً لتلك الكارثة غير المتوقعة التي سقط فيها
بينما هوت نرمين على المقعد بصدمة و كأن قدماها لم تعد تحملانها
........
"كلما مر الوقت...كلما ادركت ان حياتي هُدرت دون ادراكي لها فبت أقرب للموت وانا عاجز عن الحركة مع اني لست بعاجز...انا لا شيء"
بتم الآن أقرب إلى الحقيقة و ما قرأتموه الآن هو جزء منها فهل منكم من يستطيع توقعها كاملة عندما تعلمون ان كاتب تلك العبارة هو الوحيد الذي يمتلك الحقيقة كاملة؟
.......
كان غياث يقف امام بحر الإسكندرية وهو يرى الأمواج تهدأ تارة و تصبح هائجة الأخرى و على الرغم من ان الكثير يجد راحته في النظر الى البحر الا ان غياث يشعر بالخوف منه فذلك المنظر البديع يخفي الكثير في اعماقه لدرجة ان من يتعمق به لن ينجو وربما هذا ما يخيفه انه يشبه البحر فحتى ان غضب... ذلك لا شيء لما هو مدفون في اعماقه و على الرغم من شعوره بالتملك تجاه اسيل الا انه يخشى عليها من نفسه يخشى ان ترى الجانب الآخر له... الجانب الذي اخفاه عن الجميع و بينما هو شارد في اعماقه اذ بهاتفه يدق فأجاب بصوت محتنق
-عايز ايه يا ريان
ليقول الآخر
-هتتجوز اسيل؟!! بالسرعة ديه؟
فزفر غياث ثم قال بصوت ابرد من الثلج
-يومين و هتبقى مراتي..عايزك تاخد اخواتها في بيتك و تروح انت تقعد مع عمر
صمت ريان للحظات قائلا بمرح
-طب ليه يا حبيبي جاي على نفسك كده ما تخلي الفرح بدري عن كده
ليجيبه غياث بحدة
-مش عايز استظراف يا ريان و بيتك يكون فاضي لأخوات أسيل
فقال ريان
-خلاص طيب متزعقليش كده
اغلق غياث الخط دون ان يقول شيء آخر ثم ركب سيارته ليقودها على سرعة عالية كي يخرج طاقته السلبية بينما من جهة اسيل كانت نور تكاد تطير فرحاً بينما اسمهان تشعر بالقلق من الموضوع برمته فقالت
-اسيل انتي طول عمرك بتقولي منثقش في حد عشان مش كل الناس طيبة زي ما احنا شايفينهم اشمعنى ده اللي وثقتي فيه لا و بسرعة كمان؟
فتنهدت اسيل ثم نظرت الى يديها و فركتها لتقول اسمهان
-يا اسيل ما تردي اشمعنى غياث مكرم العقيل اللي وثقتي فيه؟
فقالت اسيل بصوت هادئ وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع
-معرفش يا اسمهان معرفش ليه بكون ضعيفة وانا معاه ولا ليه بسكت لما بيستفزني ولا ليه بضحكله ولا ليه بثق فيه...انا حتى مش عارفه ليه لما البنت اللي اسمها كارمن كلمتني بأسلوب وحش حكيتله كل حاجة مع ان ده مش طبعي ولا حتى عارفة ازاي كنت معاه في مكان واحد لفترة طويلة وانا مش حاسة اني خايفة منه ...كل اللي بحس بيه وانا معاه اني عايزة اتعرف عليه اكتر و أعرف ايه اللي مضايقه و اخليه يبتسم حتى اني حاسة ان لازم اخفف عنه اي حاجة مضيقاه يمكن ده غباء مني اني وثقت فيه بالسرعة ديه بس حاسة اني مجرد ما بلاقيه باصصلي بحس اني محتاجاه مش بس بحبه
ادمعت اعين اسيل لتحضنها نور بينما قالت اسمهان بدهشة و حاجبيها يكادا يلمسا السقف
-يعمربيتك وانا اللي افتكرت اني بحب عامر لما ضحكني مرة واحدة في السنتين اللي كلمته فيهم و قولت بسسس هو ده فارس المغوار اللي هيجيلي بالفراري البيضا بقى و حركات اتاري الموضوع طلع اعمق من كده
ابتسمت اسمهان بأسى ثم تابعت
-طلع احلى مما كنت فاكرة مش مجرد ان حد يقول كلام حلو او يجيب هدايا كتير
فقالت نور بهدوء وهي تربت على شعر اسيل
-لا طبعاً مش موضوع هدايا و كلام حلو اصلا لما واحدة تحب واحد يا اسمهان مش بتبقى مستنية منه اي حاجة يكفيها تشوفه بيضحك و الهدف من الحب كله ان اللي بيحبوا بعض يتجمعوا في الآخر مش جو افراح في قاعات غالية و مهر عالي و الكلام ده...الحب بسيط بس احنا اللي معقدين
لتبتسم اسمهان قائلة وهي تضرب اسيل بخفة
-مالك يا سولي بتعيطي ليه دلوقتي؟
فمسحت الأخرى دموعها ثم اعتدلت قائلة وهي تبتسم
-اسم الدلع اللي قولتيه دلوقتي وحش اوي
لتضحك نور بينما قذفت اسمهان الوسادة على اسيل ليدق هاتفها برقم غريب و عندما اجابت قالت بصوت هادئ
-الو
ليجيب الطرف الآخر
-متروحيش الشغل تاني و كتب الكتاب بعد بكرة
فما كان لأسيل الا ان تفتح عينيها بصدمة لتسحب اسمهان الهاتف منها و عندما فتحت مكبر الصوت قالت بهمس لأسيل
-كملي كلام بقى
فتنهدت اسيل قائلة
-غياث مش ملاحظ انك سريع زيادة عن اللزوم؟ يعني والله هتاخد جايزة نوبل في السرعة
ليبتسم هو من الجهة الأخرى ثم يقول
-اديتك فرصة تجيبي كل اللي انتي عيزاه بكرة و قولي لاخواتك هيجوا يقعدوا في بيت ريان وهو هيقعد مع عمر
فقالت اسمهان بتلقائية و صوت مرتفع
-قول والله؟!!!
ليقول غياث بنبرة عادية وهو يقود سيارته
-انتي فاتحة الاسبيكر؟
لتغلق اسيل عينيها وهي تعض على شفتيها بينما نور تبحث عن اي شيء تضرب به اسمهان اما غياث فقال
-اسيل روحتي فين؟
فقالت هي
-لا انا هنا...احم...بصراحة اه يعني انت عارف بنات بقى و فضولين و كده يعني اذا ما اتدخلناش في حياة بعض تجيلنا سكتة قلبية
ليقول هو بنفس هدوءه
-الوضع ده هيتغير لما نتجوز ...اكيد عارفة
فقالت اسمهان بتلقائية للمرة الثانية
-هو ايه اللي هيتغير؟ بتقول لحضرتك يجيلنا سكتة قلبية انت شرير ليه كده يا استاذ غياث؟
فضربت نور اسمهان بالوسادة بقوة لتغلق اسيل مكبر الصوت ثم تخرج الى الشرفة بعد ان ترتدي حجابها و ما ان فعلت حتى قالت
-طبعاً لو حلفتلك ان اسمهان متقصدش مش هتصد....
توقفت اسيل عن الحديث عندما وجدت سيارة غياث تتوقف امام الرصيف المقابل لهم ليترجل هو منها ثم يقول وهو يستند على السيارة و ينظر الى اسيل
-كملي كلام سامعك
لتظل هي على نفس حالها وهي تنظر له بذهول غير مصدقة بأنه امامها فقالت بعدم وعي
-انت بجد؟!
ليضحك غياث من الجهة الأخرى ضحكته الهادئة فشردت اسيل فيه للحظات بينما قال هو
-مش قولتلك بتحبيني؟
فحركت هي رأسها بالإيجاب بينما قال هو مداعباً اياها بشكل غير مباشر
-مش ملاحظة انك مبحلقة فيا؟ وحشتك للدرجة ديه؟
فإنتبهت اسيل الى شرودها الملحوظ به ثم قالت وهي تضيق عينها و تنظر له كالمخبرين
-ايه اللي جابك يا غياث؟
ليقول هو
-حسيت انك عايزة تشوفيني فجيت
ضحكت اسيل قائلة
-انا اللي عايزة اشوفك؟! على فكرة ولا كنت بفكر فيك حتى احنا كنا بنتكلم على طريقة عمل الصابون في المنزل
نظر لها غياث باستنكار وهو يرفع حاجب لتبتسم هي ثم تقول
-غياث
فأحاب هو
-همممم
لتقول هي
-هقولك نكتة بايخة تمام؟ تمام... برجر وبطاطس و بيبسي بيجروا في الشارع ...عارف ليه؟
فقال هو
-ليه؟
لتجيب اسيل وهي تضحك بقوة
-عشان وجبات سريعة
زفر غياث بحنق قائلاً
-تصبحي على خير يا اسيل
فقالت هي بسرعة
-طب واحدة كمان الله يخليك
صمت غياث لتكمل هي
-واحد قال لزوجته اعملي حسابك هنتغدا برة ...رجع من الشغل لقاها محضرة الغدا في الشارع
لتضحك على سماجتها بقوة بينما اغلق غياث الخط في وجهها مشيراً لها بيديه بمعنى "وداعاً" ثم ركب سيارته و انطلق بها لتدخل اسيل الى الداخل وهي تريد الضحك...ليس على ما قالته وانما فقط هكذا تريد ان تضحك
.......
في اليوم التالي لم يحدث اي شيء ليذكر ولكن غياث قد ارسل سائقه لأسيل كي تشتري ما تريد و عندما عادت الى المنزل كانت تتحدث مع اسراء بشأن عدة امور بينما نور خرجت لتشتري بعض الأغرض و اسمهان في غرفتها ليطرق شخص ما باب المنزل فنهضت اسراء و فتحت لتقول بصوت مرتفع
-عمو غياث ..هييييه
فارتدت اسيل حجابها ثم خرجت لتجد غياث يصافح اسراء بشكل لطيف و ما ان رآها حتى قال
-جبتي اللي ناقصك؟
فحركت هي رأسها بالإيجاب ثم اشارت له بالدخول فدخل هو و عندما مر بجانبها قال بصوت خافت وصل الى مسامعها
-بكرة بالضبط و هتكوني ملكي
فنظرت له أسيل وهي تشعر بإشتعال وجنتيها بينما دخل غياث الى الغرفة بكل هدوء تام و ما إن جلس حتى جلست اسيل في الأريكة المقابلة له قائلة بنبرة مرحة
-بتتحول لشرير فجأة ليه؟
ليبتسم هو ثم يجيب
-بفكرك عشان لو نسيتي
فقالت اسيل
-منستش بس ممكن سؤال؟
فحرك هو رأسه بالإيجاب لتقول هي
-هو عيلتك موافقة عليا؟ يعني نوران هانم و مكرم بيه هيوافقوا؟!
فقال هو بشبه ابتسامة
-اسيل انتي هتعيشي معايا مش معاهم
فحكت هي رأسها بخفة ثم قالت
-بس ممكن ميحبونيش او يشوفوا اني مش مناسبة ليك
اعتدل غياث في جلسته ثم قال وهو يشعل سيجاراً
-مش من حقهم بعدين مدام انا نويت على حاجة بنفذها
فدخلت اسمهان في تلك اللحظة مرحبة بغياث ثم قالت بسرعة
-اسيل تقريباً خربت حاجة في دولابك
لتغلق الأخرى عينيها ثم ابتسمت لغياث قائلة
-لحظة واحدة
ثم نهضت من مكانها لتذهب مع اسمهان بينما اسراء احضرت هاتفها لتجلس بجانب غياث ثم تقول
-ممكن تتفرج على الصور معايا
فابتسم غياث بشكل لطيف قائلا
-تمام
فبدأت اسراء تريه صورها هي و شقيقتيها و بينما هي تفعل أمسك غياث الهاتف قائلا باستغراب
-مين ده؟
فأجابته هي
-ده مؤيد...جارنا
ليقضب غياث حاجبيه و فجأة نهض من مكانه و تلك الأحداث تكاد تفتك برأسه لتأتي اسيل ثم تقول بقلق
-انت كويس؟
فحرك هو رأسه بالإيجاب ثم قال
-لو في حاجة ابقي ابعتي ماسدج لريان تمام؟
لتقول وهي متعجبة من حالته تلك
-طب مالك؟ انا حساك تعبان
تنهد غياث ثم قال
-لا انا تمام افتكرت ان عندي شغل مهم
و بعدها خرج من المنزل مغلقاً الباب بعنف لتنظر اسيل الى اسراء باستغراب بينما غياث فأنطلق بسيارته على سرعة عالية للغاية متوجهاً إلى مخزن قديم ملكاً له كي لا يؤذي أحد فما هذه سوى بدايات استيقاظ الليث الأسود و عندما وصل الى ذلك المخزن كانت الشمس قد غربت و بات المكان مهجوراً و مرعباً للبقاء فيه و مع ذلك فغياث ما إن دخل حتى نزع قميصه بعنف ملقياً اياه على الأرض ثم توجه لكيس الرمال المعلق كي يلكمه بقوة محاولاً إخراج كل تلك الضوضاء منه عقله فهو عاحز عن التفكير او تقبل الأمر هو فقط يتألم...لماذا أحب اسيل؟ لماذا هي دون غيرها؟ فهو قد أحب من كانت سبباً في موت أخيه و مع كل لحظة يتذكرها غياث اثناء حادث شقيقه كلما ازدادت ضرباته للكيس غير عابئ بنزيف يده فنزيف قلبه أكبر
بسم الله
فاستند غياث على سيارته قائلاً
-تؤ...لو معجب بيكي هحترم رأيك اياً كان
فرفعت اسيل حاجبيها بدهشة ليكمل هو
-انما سواء واقفتي او رفضتني فانتي ملكي
لتضع اسيل يدها في خصرها قائلة بإستنكار
-ده تملك مش حب
فأجاب هو باستفزاز
-لو وافقتي يبقى حب بس لو رفضتي و اتجوزتك يبقى تملك وانا متأكد انك بدأتي تحبيني
لتبتسم اسيل وهي تنظر للأسفل ليقول غياث
-هسمع ردك النهاردة بالليل تمام؟
اماءت هي له ليفتح لها باب السيارة وهو ينظر إلى عينيها بكل ثقة غير مكترث بخجلها منه فكل ما يهمه الآن هو ان يثبت لنفسه بأن تلك الأعين البريئة لن تكون لغيره بينما أسيل قد شعرت بتجمد عقلها بينما قلبها هو المسيطر في الآونة الأخيرة
.....
كانت حلا تأكل بهدوء وهي تنظر إلى عمر وهو يتحدث بغضب
-مش هنوقف حياتهم عشان حاجة مش أكيدة بس اسيل لو حبته وهو أفتكر هيجرحها جامد و هيدمرها
فحركت حلا رأسها ليتابع عمر
-بس لو هو افتكر و اسيل فضلت معاه ممكن تفهمه الحقيقة مش كده؟
لتحرك رأسها مرة أخرى فيقول هو
-بس شكلها متعرفش حاجة اصلا
وضعت حلا الصحن على الطاولة ثم نهضت من مكانها قائلة بهدوء
-عمر يا بابا سيب كل حاجة تمشي زي ما هي يعني لو غياث فعلاً حب أسيل ملناش اننا نتدخل في اللي بينهم
ليومئ الآخر ثم يقول بعد لحظات
-كأنك بقيتي عاقلة فجأة
فنظرت هي له شزراً بينما نهض هو الآخر خارجاً من الشاليه
.....
كانت اسيل تنظر الى الطريق من نافذة السيارة بشرود بينما كامل تفكيرها في ذلك الوسيم بجانبها بينما غياث كل ما اراده هو الاستمرار في النظر لها وهو يشعر بأنه يريدها له فقط وهو متأكد بأن ذلك تملك ليس حباً و مع ذلك فهو يريد ادخال تلك البريئة في ظلمات عالمه ولكن عل و عسى يجعل الله فيها النور الخافت الذي يخرجه من ظلام الانتقام بداخله و بينما هي بذلك الحال قال غياث بمكر
-حقك تفكري فيا مش هلومك طبعاً
فرفعت اسيل حاجبيها ملتفتة اليه قائلة
-انت مغرور اوي
ليبتسم هو قائلاً
-تؤ...بتوقع بس
فبادلته هي الابتسامة ثم قالت وهي تضع قدم فوق اخرى بغرور مماثل له
-طب افرض لو انا وافقت و اتنازلت و اتجوزتك و طلع فيا سلبيات كتير انت محبتهاش...هتسبني؟
ليجيب هو بهدوء جعلها تشعر و كأنها تحب غياث منذ قرون وليس فقط بضع ايام
-وانا هسيب كل ايجيابياتك و اشوف سلبياتك؟
نظر غياث الى اسيل ثم تابع
-انا مش بلعب معاكي يا اسيل...مدام حطيتك في دماغي و قررت اتجوزك اعرفي ان مهما يحصل مش هسيبك هعاقبك ب اسلوبي بس مش هسيبك
فابتلعت هي ريقها قائلة بمرح
-طب بتخوفني منك ليه؟ يعني انا طبعاً مش هخاف منك بس انت متحاولش تخوفني
ليتجاهلها هو ثم ينظر الى الطريق امامه وهو كلما نظر لها يتألم كثيراً دون أن يعلم السبب و ما ان اوصل اسيل الى بيتها حتى اخذت نفس لتستجمع قواها و ما ان ترجلت من السيارة حتى قالت لغياث بسرعة
-تقريباً موافقة
تاركة اياه متوجهة الى بنايتها بسرعة بينما ابتسم هو قائلاً لنفسه
-مانا عارف
و بعدها انطلق بالسيارة على سرعة عالية بينما من جهة اخرى كان مكرم يتحدث مع رجاله بغضب قائلاً
-يعني ايه مؤيد ملوش اثر؟ العفريت جه خده؟ تلفوا حتة حتة لحد ما تلاقوه يا اما مش هيحصلكم كويس...فااااااهم؟
و ما ان اغلق الخط حتى جاءت خادمة ما تعمل في قصر نوران لتنقل كل الأخبار الى مكرم العقيل فقالت وهي سعيدة لتلك الاموال التي ستحصل عليها من هذا الخبر
-مكرم بيه عندي ليك خبر مش هتصدقه ابداً
فقضب هو حاجبيه قائلا
-خبر ايه؟
فأكملت هي
-سمعت نوران هانم بتكلم غياث بيه على واحدة كده وهو قال انه ناوي يتجوزها
فنهض مكرم من مكانه متفاجئاً من ذلك الخبر الصار له فإن تزوج غياث هذا يعني انه سيلهي نفسه بشيء آخر غير ساعي لتذكر ما حدث قائلاً بعدها و علامات السرور تملأ وجهه
-متعرفيش مين؟
لتقول الخادمة بفرح
-لا عارفة طبعاً ديه واحدة خدامة معانا اسمها اسيل كمال الدين تقريباً
لينزل الخبر عليه كحد السيف و بعد ان كان يحلق بآماله عالياً أصبح كمن سقط. على رأسه دلو ثلج فقال بشك
-انتي متأكدة؟
فاماءت هي له ليقول هو بحدة
-تروحي دلوقتي تعرفيلي اتعرف عليها ازاي و ايه اللي بينهم فاهمة؟
فحركت هي رأسها بالإيجاب بسرعة خارجة من المكتب وهي متعجبة من حالته تلك بينما ضرب مكرم مكتبه بقوة قائلاً لنفسه بقلق بالغ
-لا يمكن تكون بنت كمال الدين لا مينفعش تكون بنته اكيد في حاجة غلط
فدخلت نرمين في تلك اللحظة قائلة
-في ايه يا مكرم
ليجيب الآخر وهو بنفس حاله
-غياث هيتجوز بنت كمال الدين
فتصنمت الأخرى في مكانها غير واعية لما قاله فقالت بعدم تصديق
-مش ممكن...ديه ماتت
ليحرك هو رأسه يميناً و يساراً لتلك الكارثة غير المتوقعة التي سقط فيها
بينما هوت نرمين على المقعد بصدمة و كأن قدماها لم تعد تحملانها
........
"كلما مر الوقت...كلما ادركت ان حياتي هُدرت دون ادراكي لها فبت أقرب للموت وانا عاجز عن الحركة مع اني لست بعاجز...انا لا شيء"
بتم الآن أقرب إلى الحقيقة و ما قرأتموه الآن هو جزء منها فهل منكم من يستطيع توقعها كاملة عندما تعلمون ان كاتب تلك العبارة هو الوحيد الذي يمتلك الحقيقة كاملة؟
.......
كان غياث يقف امام بحر الإسكندرية وهو يرى الأمواج تهدأ تارة و تصبح هائجة الأخرى و على الرغم من ان الكثير يجد راحته في النظر الى البحر الا ان غياث يشعر بالخوف منه فذلك المنظر البديع يخفي الكثير في اعماقه لدرجة ان من يتعمق به لن ينجو وربما هذا ما يخيفه انه يشبه البحر فحتى ان غضب... ذلك لا شيء لما هو مدفون في اعماقه و على الرغم من شعوره بالتملك تجاه اسيل الا انه يخشى عليها من نفسه يخشى ان ترى الجانب الآخر له... الجانب الذي اخفاه عن الجميع و بينما هو شارد في اعماقه اذ بهاتفه يدق فأجاب بصوت محتنق
-عايز ايه يا ريان
ليقول الآخر
-هتتجوز اسيل؟!! بالسرعة ديه؟
فزفر غياث ثم قال بصوت ابرد من الثلج
-يومين و هتبقى مراتي..عايزك تاخد اخواتها في بيتك و تروح انت تقعد مع عمر
صمت ريان للحظات قائلا بمرح
-طب ليه يا حبيبي جاي على نفسك كده ما تخلي الفرح بدري عن كده
ليجيبه غياث بحدة
-مش عايز استظراف يا ريان و بيتك يكون فاضي لأخوات أسيل
فقال ريان
-خلاص طيب متزعقليش كده
اغلق غياث الخط دون ان يقول شيء آخر ثم ركب سيارته ليقودها على سرعة عالية كي يخرج طاقته السلبية بينما من جهة اسيل كانت نور تكاد تطير فرحاً بينما اسمهان تشعر بالقلق من الموضوع برمته فقالت
-اسيل انتي طول عمرك بتقولي منثقش في حد عشان مش كل الناس طيبة زي ما احنا شايفينهم اشمعنى ده اللي وثقتي فيه لا و بسرعة كمان؟
فتنهدت اسيل ثم نظرت الى يديها و فركتها لتقول اسمهان
-يا اسيل ما تردي اشمعنى غياث مكرم العقيل اللي وثقتي فيه؟
فقالت اسيل بصوت هادئ وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع
-معرفش يا اسمهان معرفش ليه بكون ضعيفة وانا معاه ولا ليه بسكت لما بيستفزني ولا ليه بضحكله ولا ليه بثق فيه...انا حتى مش عارفه ليه لما البنت اللي اسمها كارمن كلمتني بأسلوب وحش حكيتله كل حاجة مع ان ده مش طبعي ولا حتى عارفة ازاي كنت معاه في مكان واحد لفترة طويلة وانا مش حاسة اني خايفة منه ...كل اللي بحس بيه وانا معاه اني عايزة اتعرف عليه اكتر و أعرف ايه اللي مضايقه و اخليه يبتسم حتى اني حاسة ان لازم اخفف عنه اي حاجة مضيقاه يمكن ده غباء مني اني وثقت فيه بالسرعة ديه بس حاسة اني مجرد ما بلاقيه باصصلي بحس اني محتاجاه مش بس بحبه
ادمعت اعين اسيل لتحضنها نور بينما قالت اسمهان بدهشة و حاجبيها يكادا يلمسا السقف
-يعمربيتك وانا اللي افتكرت اني بحب عامر لما ضحكني مرة واحدة في السنتين اللي كلمته فيهم و قولت بسسس هو ده فارس المغوار اللي هيجيلي بالفراري البيضا بقى و حركات اتاري الموضوع طلع اعمق من كده
ابتسمت اسمهان بأسى ثم تابعت
-طلع احلى مما كنت فاكرة مش مجرد ان حد يقول كلام حلو او يجيب هدايا كتير
فقالت نور بهدوء وهي تربت على شعر اسيل
-لا طبعاً مش موضوع هدايا و كلام حلو اصلا لما واحدة تحب واحد يا اسمهان مش بتبقى مستنية منه اي حاجة يكفيها تشوفه بيضحك و الهدف من الحب كله ان اللي بيحبوا بعض يتجمعوا في الآخر مش جو افراح في قاعات غالية و مهر عالي و الكلام ده...الحب بسيط بس احنا اللي معقدين
لتبتسم اسمهان قائلة وهي تضرب اسيل بخفة
-مالك يا سولي بتعيطي ليه دلوقتي؟
فمسحت الأخرى دموعها ثم اعتدلت قائلة وهي تبتسم
-اسم الدلع اللي قولتيه دلوقتي وحش اوي
لتضحك نور بينما قذفت اسمهان الوسادة على اسيل ليدق هاتفها برقم غريب و عندما اجابت قالت بصوت هادئ
-الو
ليجيب الطرف الآخر
-متروحيش الشغل تاني و كتب الكتاب بعد بكرة
فما كان لأسيل الا ان تفتح عينيها بصدمة لتسحب اسمهان الهاتف منها و عندما فتحت مكبر الصوت قالت بهمس لأسيل
-كملي كلام بقى
فتنهدت اسيل قائلة
-غياث مش ملاحظ انك سريع زيادة عن اللزوم؟ يعني والله هتاخد جايزة نوبل في السرعة
ليبتسم هو من الجهة الأخرى ثم يقول
-اديتك فرصة تجيبي كل اللي انتي عيزاه بكرة و قولي لاخواتك هيجوا يقعدوا في بيت ريان وهو هيقعد مع عمر
فقالت اسمهان بتلقائية و صوت مرتفع
-قول والله؟!!!
ليقول غياث بنبرة عادية وهو يقود سيارته
-انتي فاتحة الاسبيكر؟
لتغلق اسيل عينيها وهي تعض على شفتيها بينما نور تبحث عن اي شيء تضرب به اسمهان اما غياث فقال
-اسيل روحتي فين؟
فقالت هي
-لا انا هنا...احم...بصراحة اه يعني انت عارف بنات بقى و فضولين و كده يعني اذا ما اتدخلناش في حياة بعض تجيلنا سكتة قلبية
ليقول هو بنفس هدوءه
-الوضع ده هيتغير لما نتجوز ...اكيد عارفة
فقالت اسمهان بتلقائية للمرة الثانية
-هو ايه اللي هيتغير؟ بتقول لحضرتك يجيلنا سكتة قلبية انت شرير ليه كده يا استاذ غياث؟
فضربت نور اسمهان بالوسادة بقوة لتغلق اسيل مكبر الصوت ثم تخرج الى الشرفة بعد ان ترتدي حجابها و ما ان فعلت حتى قالت
-طبعاً لو حلفتلك ان اسمهان متقصدش مش هتصد....
توقفت اسيل عن الحديث عندما وجدت سيارة غياث تتوقف امام الرصيف المقابل لهم ليترجل هو منها ثم يقول وهو يستند على السيارة و ينظر الى اسيل
-كملي كلام سامعك
لتظل هي على نفس حالها وهي تنظر له بذهول غير مصدقة بأنه امامها فقالت بعدم وعي
-انت بجد؟!
ليضحك غياث من الجهة الأخرى ضحكته الهادئة فشردت اسيل فيه للحظات بينما قال هو
-مش قولتلك بتحبيني؟
فحركت هي رأسها بالإيجاب بينما قال هو مداعباً اياها بشكل غير مباشر
-مش ملاحظة انك مبحلقة فيا؟ وحشتك للدرجة ديه؟
فإنتبهت اسيل الى شرودها الملحوظ به ثم قالت وهي تضيق عينها و تنظر له كالمخبرين
-ايه اللي جابك يا غياث؟
ليقول هو
-حسيت انك عايزة تشوفيني فجيت
ضحكت اسيل قائلة
-انا اللي عايزة اشوفك؟! على فكرة ولا كنت بفكر فيك حتى احنا كنا بنتكلم على طريقة عمل الصابون في المنزل
نظر لها غياث باستنكار وهو يرفع حاجب لتبتسم هي ثم تقول
-غياث
فأحاب هو
-همممم
لتقول هي
-هقولك نكتة بايخة تمام؟ تمام... برجر وبطاطس و بيبسي بيجروا في الشارع ...عارف ليه؟
فقال هو
-ليه؟
لتجيب اسيل وهي تضحك بقوة
-عشان وجبات سريعة
زفر غياث بحنق قائلاً
-تصبحي على خير يا اسيل
فقالت هي بسرعة
-طب واحدة كمان الله يخليك
صمت غياث لتكمل هي
-واحد قال لزوجته اعملي حسابك هنتغدا برة ...رجع من الشغل لقاها محضرة الغدا في الشارع
لتضحك على سماجتها بقوة بينما اغلق غياث الخط في وجهها مشيراً لها بيديه بمعنى "وداعاً" ثم ركب سيارته و انطلق بها لتدخل اسيل الى الداخل وهي تريد الضحك...ليس على ما قالته وانما فقط هكذا تريد ان تضحك
.......
في اليوم التالي لم يحدث اي شيء ليذكر ولكن غياث قد ارسل سائقه لأسيل كي تشتري ما تريد و عندما عادت الى المنزل كانت تتحدث مع اسراء بشأن عدة امور بينما نور خرجت لتشتري بعض الأغرض و اسمهان في غرفتها ليطرق شخص ما باب المنزل فنهضت اسراء و فتحت لتقول بصوت مرتفع
-عمو غياث ..هييييه
فارتدت اسيل حجابها ثم خرجت لتجد غياث يصافح اسراء بشكل لطيف و ما ان رآها حتى قال
-جبتي اللي ناقصك؟
فحركت هي رأسها بالإيجاب ثم اشارت له بالدخول فدخل هو و عندما مر بجانبها قال بصوت خافت وصل الى مسامعها
-بكرة بالضبط و هتكوني ملكي
فنظرت له أسيل وهي تشعر بإشتعال وجنتيها بينما دخل غياث الى الغرفة بكل هدوء تام و ما إن جلس حتى جلست اسيل في الأريكة المقابلة له قائلة بنبرة مرحة
-بتتحول لشرير فجأة ليه؟
ليبتسم هو ثم يجيب
-بفكرك عشان لو نسيتي
فقالت اسيل
-منستش بس ممكن سؤال؟
فحرك هو رأسه بالإيجاب لتقول هي
-هو عيلتك موافقة عليا؟ يعني نوران هانم و مكرم بيه هيوافقوا؟!
فقال هو بشبه ابتسامة
-اسيل انتي هتعيشي معايا مش معاهم
فحكت هي رأسها بخفة ثم قالت
-بس ممكن ميحبونيش او يشوفوا اني مش مناسبة ليك
اعتدل غياث في جلسته ثم قال وهو يشعل سيجاراً
-مش من حقهم بعدين مدام انا نويت على حاجة بنفذها
فدخلت اسمهان في تلك اللحظة مرحبة بغياث ثم قالت بسرعة
-اسيل تقريباً خربت حاجة في دولابك
لتغلق الأخرى عينيها ثم ابتسمت لغياث قائلة
-لحظة واحدة
ثم نهضت من مكانها لتذهب مع اسمهان بينما اسراء احضرت هاتفها لتجلس بجانب غياث ثم تقول
-ممكن تتفرج على الصور معايا
فابتسم غياث بشكل لطيف قائلا
-تمام
فبدأت اسراء تريه صورها هي و شقيقتيها و بينما هي تفعل أمسك غياث الهاتف قائلا باستغراب
-مين ده؟
فأجابته هي
-ده مؤيد...جارنا
ليقضب غياث حاجبيه و فجأة نهض من مكانه و تلك الأحداث تكاد تفتك برأسه لتأتي اسيل ثم تقول بقلق
-انت كويس؟
فحرك هو رأسه بالإيجاب ثم قال
-لو في حاجة ابقي ابعتي ماسدج لريان تمام؟
لتقول وهي متعجبة من حالته تلك
-طب مالك؟ انا حساك تعبان
تنهد غياث ثم قال
-لا انا تمام افتكرت ان عندي شغل مهم
و بعدها خرج من المنزل مغلقاً الباب بعنف لتنظر اسيل الى اسراء باستغراب بينما غياث فأنطلق بسيارته على سرعة عالية للغاية متوجهاً إلى مخزن قديم ملكاً له كي لا يؤذي أحد فما هذه سوى بدايات استيقاظ الليث الأسود و عندما وصل الى ذلك المخزن كانت الشمس قد غربت و بات المكان مهجوراً و مرعباً للبقاء فيه و مع ذلك فغياث ما إن دخل حتى نزع قميصه بعنف ملقياً اياه على الأرض ثم توجه لكيس الرمال المعلق كي يلكمه بقوة محاولاً إخراج كل تلك الضوضاء منه عقله فهو عاحز عن التفكير او تقبل الأمر هو فقط يتألم...لماذا أحب اسيل؟ لماذا هي دون غيرها؟ فهو قد أحب من كانت سبباً في موت أخيه و مع كل لحظة يتذكرها غياث اثناء حادث شقيقه كلما ازدادت ضرباته للكيس غير عابئ بنزيف يده فنزيف قلبه أكبر