رواية قتلتني قسوته الفصل السادس عشر 16 بقلم جنة مياز
البارت السادس عشر
بسم الله
كانت اسيل تحاول الإتصال بغياث فقد كان يبدو متعباً ولكن هاتفه كان مغلق فأتصلت بريان ليقول هو
-مش عارف هو مقاليش هو رايح فين بس تمام اول ما يكلمني هقولك و متقلقيش هو غياث كده
فابتسمت هي ثم قالت بهدوء
-ريان ممكن سؤال؟
فأجاب هو من الجهة الأخرى
-اكيد
لتقول اسيل
-ايه اللي مزعل غياث؟ في حاجة هو مخبيها و متأكدة انك عارفها
صمت ريان للحظات دون أن يعلم بماذا يجيب فقالت اسيل
-بوعدك اني مش هقول لغياث حاجة
فقال هو بصوت هادئ
-مش هنيفع في الفون
لتنظر اسيل في الساعة ثم تقول
-طب هتقولي امتى؟
حك ريان مؤخرة رأسه قائلاً
-هجيلك دلوقتي لو فاضية
فأماءت هي ثم قالت
-تمام
.....
فتحت اسيل باب المنزل لريان ثم اشارت له بالدخول و ما إن فعل حتى نظرت له بمعنى "ماذا حدث" فأجاب هو بنبرة هادئة بعض الشيء
-بصي هو الموضوع صعب في الشرح بس انا هحاول اشرحلك يعني
اماءت هي له ليقول
-غياث كان ليه أخ و اتقتل
فقالت اسيل
-وانا عارفة ده بس حاسة ان الموضوع كبير شوية يعني هو اتقتل ازاي؟
ليحك ريان مؤخرة رأسه وهو يشعر بالحيرة لا يعلم ايخبرها ام لا ولكن في النهاية حسم أمره قائلاً
-جواد كان معيد في الجامعة و كان في بنت حبها جدا و دايماً بيتصل بيها و باقي شوية و يتقدملها رسمي بس في يوم حصلت مشكلة بينهم و جواد راح يعتذرلها بس غياث كان وصله و يوم ما راحلها
صمت ريان ناظراً للأسفل بعد ان أدمعت عيناه بشكل تلقائي فشعرت اسيل بدقات قلبها تتزايد ليقول ريان
-معرفش ايه اللي حصل بالضبط بس مش عايز اظلم البنت ديه ان كان معاها واحد او واحد خدها و هرب حاجة كده بس المتأكد منه أن البنت ديه هي السبب في أن جواد يموت
فابتلعت اسيل ريقها ثم قالت بصوت مبحوح
-وانت عرفت منين؟
ليمسح هو وجهه قائلاً
-غياث لما دخل المستشفى كان بيهلوس بكلام كتير و بما اني انا الوحيد اللي كنت ببات معاه كنت بحاول اجمع اي معلومات بيقولها يمكن أفهم حاجة
قضبت اسيل حاجبيها ثم قالت بعدم فهم
-طب والبوليس ازاي مدورش على اللي قتل؟
فقال ريان بضيق
-مكرم العقيل قال هو هيتصرف في الموضوع ده فانا سبتله كل حاجة على اساس ان ده حق ابنه او على الأقل أبن مراته بس اتفاجئت انه رشى الصحافة و تقريباً ليه حد كبير في الشرطة قفل القضية كلها بحجة أن غياث ميتأذيش تاني لأن غياث كان وصل لمرحله انه مش بياكل أصلاً
لتشعر اسيل بنغز في قلبها خفيف و بعد لحظات من الصمت قالت
-ريان هو غياث بيحبني؟
قضب ريان حاجبيه ثم قال باستغراب
-ليه بتقولي كده؟
فأجابت هي بهدوء وهي تفرك يديها
-عشان هو عايز يمتلكني مش اكتر
ليقول ريان بنبرة ذات مغزى
-طب ما انتي بتحبيه يعني حتى لو شكيتي انه بيحبك تقدري تحببيه فيكي صح؟
فأماءت هي ثم قالت وهي تبتسم ابتسامة لطيفة
-اتوترت
ليبتسم هو ثم ينهض من مكانه قائلاً
-هروح انا بقى وانتي جهزي نفسك
كاد ريان ان يرحل الا انه توقف ثم التفتت الى اسيل و قال بنبرة هادئة
-اسيل مهما غياث يعمل أو يتعصب عايزك تعرفي ان غياث في الأخير بيحاول يهدى و بيحس بالذنب بسرعة و كل اللي مر بيه ده معرض انه يفتكر الحادثة في اي وقت فممكن يتغير شوية معاكي بس لو مش هتقدري تستحملي غياث قوليلي الغي كل حاجة عشان مش عايز حد فيكم يتجرح من التاني
فحركت هي رأسها بالنفي بسرعة و قالت
-لا خالص يعني صح اني عصبية بس أكيد مش هيكون هو متضايق و هسيبه
فابتسم ريان نصف ابتسامة ثم رحل وهو يقول في نفسه "بس انتي متعرفيش ضيقة الليث الأسود بتكون ازاي*
بينما اسيل كانت تفكر فيما تعرض له غياث من آلام لتمر تلك الليلة دون أن يتصل بها غياث مرة اخرى او يرسل لها رسالة و في الصباح
***في منزل ريان العقيل***
كان ريان نائماً على الفراش بشكل غير آدمي بالمرة فقدمه كانت فوق الفراش و الأخرى ملامسة للأرض و نفس الوضع ليديه بالإضافة الى تلك الوسادة التي بدلاً من ان تكون تحت رأسه أصبحت تحت قدمه و بينما هو متعمق في نومه اذ بهاتفه يعلن عن قدوم رسالة ما فنهض هو بتكاسل و ما ان فتحها حتى وجدها من غياث محتواها
"هاتلي البدلة من البيت على المخزن القديم"
قضب ريان حاجبيه شاعراً بوجود خطب ما ولكنه ارسل لغياث
"تمام"
ثم نهض من فراشه ليستحم بسرعة و يتجهز ليذهب الى غياث بينما من جهة أسيل فكانت تنظر من النافذة بشرود وهي تشعر بخطب ما و كأن قلبها قد انقبض فجأة لتأتي نور من الخلف ثم تقول بنبرة ناعسة
-مالك؟
فحركت اسيل رأسها نافية ثم قالت بصوت ضعيف
-حاسة ان في حاجة غلط يا حصلت يا هتحصل
لتقول نور وهي تحاول الفهم
-قصدك عشان غياث امبارح ما اتصلش؟
فاماءت اسيل لها لتقول نور وهي تربت على كتفها
-تلاقيه كان عنده شغل ولا حاجة
ابتسمت اسيل شبه ابتسامة داخلة بعدها للداخل مع نور لتعد الفطور و توضب المنزل مع نور و اسمهان و بعدها ذهبت لترتدي فستانها الرقيق بعد ان تلقط تلك الرسالة من ريان يخبرها بأن تستعد اما من جهة أخرى
......
كان ريان مرتدياً قميصه الأبيض و اكمامه كانت مرفوعة قليلاً على بنطال جينز و مصففاً شعره للخلف بشكل زاده جاذبية عندما ترجل من سيارته ال"فراري" امام ذلك المكان المهجور و ما إن دخل وهو ممسك ببدلة غياث حتى قال بصوت مرتفع باحثاً عنه
-غيوثتي....غياغيثو فينك؟
كان المكان مظلم ولا إضاءة فيه سوى اضاءة الشمس الخافتة التي تخرج من بين الفتحات الموجودة في الخشب و النوافذ القديمة فقال ريان بمرح
-ايه يا غياث جو فيلم saw ده؟ انا بدأت اخاف على فكرة
ليخرج غياث من الحمام الملحق بالمخزن و كان يبدو غريباً و مختلفاً بشكل مرعب فما إن رآه ريان حتى انتبه الى يديه الملفوفتين بالشاش و شعره الناعم يغطي جبهته و عيناه كانت حمراء و بدى أكثر شموخاً و كبرياءً من ذي قبل حتى ان من ينظر له وهو بهذا الحال يخشى التحدث معه حتى وهنا ادرك ريان ان الليث الأسود قد استيقظ فقال بهدوء
-مالك يا غياث؟
أقترب غياث متناولاً منه البدلة وهو أبرد من الثلج فخشي ريان ان ذلك الهدوء ما قبل العاصفة و ما اخافه اكثر ان تواجه اسيل تلك العاصفة بينما قال غياث بصوت رجولي صلب و بارد في وقت واحد
-قول لأسيل تجهز
فقال الآخر بقلق
-قولتلها بس انت مالك في ايه؟
لم يجبه غياث وما كاد يذهب ليبدل ثيابه حتى وقف ريان امامه بغضب شديد وقال
-يا غياث ما ترد عليا؟
فدفعه غياث بخفة ثم ذهب ليبدل ملابسه بينما ريان كان ينشطر قلبه خوفاً على غياث اما في جهة أخرى
كانت حلا ترتب الشاليه بهدوء بينما عمر واقف بقميصه ذا اللون الزيتي الغامق و بطاله الجينز الأسود وهو يقول بنبرة قلقة
-انا مش عايز اسيل تتجوز غياث ...البيه مختفي من امبارح يدوب الصبح كلم ريان يجيب هدومه على المخزن القديم
جلس عمر على الأريكة واضعاً قدمه على الطاولة فالتفتت حلا له ثم قالت
-يبني انت عليك جن بسم الله؟ في ايه يا عمر اهدى شوية بعدين انا مش دكتورة نفسية انا ممرضة والله يعني مش هعرف اديك علاج للتوتر و الانفصام اللي عندك ده
فنظر لها عمر بإحتقار قائلاً بنبرة مرعبة
-لمي لسانك بدل ما اقوملك
فوضعت هي يدها في خصرها قائلة
-اخاف يعني؟
انزل عمر قدمه من فوق الطاولة و ما كاد ينهض الا ان حلا قالت بسرعة
-خلاص كنت بهزر على فكرة بس بردو يعني انا مش دكتورة نفسية
فقال عمر ببرود وهو يرجع الى وضعه السابق في الجلوس
-مزاجي احكيلك...عندك مانع؟
لتبتسم هي ثم تقول
-لا احكي حضرتك وانا هبقى اجيب علبة دوا للصداع ولا يهمك
فابتسم عمر بغرور ثم بدأ يخبرها بقصص لا علاقة لها به من الأساس و انما ليستفزها فقط
.....
كانت اسيل قد ارتدت ثيابها و تجهزت عندما دق جرس الباب فذهبت و فتحت لتجد غياث امامها يبدو وسيما لدرجة انها شردت به دون ان تنتبه لفاهها المفتوح فكان يرتدي قميصاً اسود اللون يبرز عضلات جسده و بدلة ذات لو كحلي زادته هيبة و شعره مصفف للخلف بعناية بالإضافة الى ساعته الثمينة في يده و رائحة عطره التي ملأت المكان فلم تنتبه اسيل من نفسها إلا عندما حرك غياث يده امامها بشكل خفيف و قال بصوت هادئ ولكنه يدب الرعب في قلب من يسمعه
-جاهزة؟
فحركت هي رأسها بالإيجاب ثم قالت بقلق
-مالك؟ يعني امبارح كان شكلك تعبان اوي و فونك كان مقفول هو في حاجة زعلتك؟
فحرك هو رأسه نافياً بهدوء و لكن عيناه كأنها نافذة لتلك العاصفة بداخلها و بعد صمت دام للحظات قال
-خلي اخواتك يلموا شنطهم عشان هيقعدو في بيت ريان وانا هبقى ابعت السواق يجي ياخد الشنط
قضبت اسيل حاجبيها ثم قالت بعد ان احمرت وجنتيها و انفها لشعورها بالخوف
-طيب مالك؟
جاء ريان في تلك اللحظة ثم قال بمرح عله يهدئ الأجواء
-مش قولتلك تنين مجنح؟
ضحكت اسيل ضحكة خفيفة بينما امسك غياث يدها ببرود ساحباً اياها معه للأسفل ليزفر ريان بحنق ثم يقترب من باب المنزل و يطرق الباب قائلاً بصوت مرتفع
-يا بنات...يلا
خرجت اسمهان من غرفتها وهي تحاول ارتداء حذاءها و ما ان زاد غضبها حتى امسكت الحذاء قذفته بعنف تجاه الباب غير منتبهة لريان بينما الآخر تصنم عندما وجد الحذاء يطير بجانبه بقوة مصطدماً بالجدار مصدراً ذلك الضجيج المزعج فوضعت اسمهان يدها على فمها بصدمة لينظر ريان الى الحذاء بجانبه على الأرض ثم ينظر لأسمهان بصدمة
......
كان غياث يدخن بهدوء وهو يعبث في هاتفه بينما اسيل تكد تنفجر خوفاً عليه قبل ان يكون منه و بعد صمت دام لثوان قالت اسيل بنبرة جادة
-غياث هتتجوزني ليه؟
فنظر هو لها بطرف عينيه ولم يجب لتكرر هي بحدة أكبر
-رد عليا
ليجيبها هو بهدوء
-تملك
ابتلعت اسيل ريقها و قالت بعد ان اصطنعت القوة
-لا في سبب تاني
فابتسم هو شبه ابتسامة قائلاً بعدها
-ممكن
لتأخذ اسيل نفس فهو يثير غضبها بشدة ولكنها تمالكت اعصابها و قالت باستفزاز
-ولو انا رفضتك في آخر لحظة؟
فصمت غياث للحظات ثم قال
-مش هسمحلك تفكري فيها
اغلقت هي عينيها بأسى منه ولكنها قررت الإستمتاع بذلك الشعور الذي يأتيها عندما تكون بالقرب من غياث حتى و إن كان يثير جنونها و بينما هي كذلك كانت نور قد نزلت مع اسمهان و اسراء برفقة ريان لينطلقوا بسيارته الى فيلا غياث بعدها
.....
كان الوضع هادئ في كلا السيارتين فغياث لم يلتفت الى اسيل حتى وهي لم تبادر بالحديث اليه بينما في سيارة ريان كان يشعر بالقلق الشديد بينما نور تتحدث مع اسراء و اسمهان تعبث في هاتفها وهي تنظر الى ريان من وقت لآخر
و ما ان وصلت السيارتان الى الفيلا حتى ترجلت اسيل وهي تنظر الى الفيلا بدهشة وهي ترى اربع سيارات مصطفة كل منهن اغلى من الأخرى و منزل كلبيه الشرسين و بينما هي كذلك تفاجأت بفتاة تقترب منها ثم تبتسم و تعانقها قائلة
-انا حلا ممرضة غياث و دخلت نفسي في عيلتهم اللطيفة
فاستغربت اسيل منها وما هي الا لحظات و كانت قد ابتسمت لها لترحب حلا بالباقية ثم يأتي عمر و يرحب بهم كذلك فيقول غياث
-المأذون جه؟
تنهدت عمر ثم اماء له ليكمل غياث
-نوران هانم فين؟
فأشار عمر للداخل ليمسك غياث يد أسيل ببرود متوجهاً بها للداخل فما إن رأتهم نوران حتى نهضت من مكانها وهي تبتسم بهدوء لهم فذهب غياث لها و قال
-عرفاها طبعاً
اماءت نوران له لتقترب اسيل منها بهدوء مقبلة رأسها احتراماً لها فقالت نوران وهي تربت على رأس اسيل
-متأكدة ان مدام غياث اختارك فأكيد انتي الوحيدة اللي هتقدري تسعديه
فابتسمت اسيل ليأتي الباقي ليتعارفوا على عمة غياث و ريان و كان الوضع طبيعي للغاية حتى بدأ المأذون يقوم بتقوس الزواج و عندما سأل اسيل ان كانت تقبل بغياث زوجاً لها فنظر غياث الى اسيل نظرات مرعبة بلا معنى ولم تعلم هي لماذا قبلت بالزيجة على الرغم من شعورها بشيء خاطئ بينما ريان كان يتنفس بسرعة وهو جالس بالقرب من اسمهان و يحرك قدمه بتوتر فقالت اسمهان بصوت منخفض
-كفاية وترتني
ليجيب وهو بنفس وضعه
-مانا متوتر فعلاً
لتنظر هي له باستغراب دون ان تجيب بينما المأذون ما ان انتهى و رحل حتى بارك الجميع لهم فنهض غياث ثم اقترب من اسيل و قبل رأسها ثم قال بصوت هادئ
-بقيتي تحت رحمتي
يتبع
بسم الله
كانت اسيل تحاول الإتصال بغياث فقد كان يبدو متعباً ولكن هاتفه كان مغلق فأتصلت بريان ليقول هو
-مش عارف هو مقاليش هو رايح فين بس تمام اول ما يكلمني هقولك و متقلقيش هو غياث كده
فابتسمت هي ثم قالت بهدوء
-ريان ممكن سؤال؟
فأجاب هو من الجهة الأخرى
-اكيد
لتقول اسيل
-ايه اللي مزعل غياث؟ في حاجة هو مخبيها و متأكدة انك عارفها
صمت ريان للحظات دون أن يعلم بماذا يجيب فقالت اسيل
-بوعدك اني مش هقول لغياث حاجة
فقال هو بصوت هادئ
-مش هنيفع في الفون
لتنظر اسيل في الساعة ثم تقول
-طب هتقولي امتى؟
حك ريان مؤخرة رأسه قائلاً
-هجيلك دلوقتي لو فاضية
فأماءت هي ثم قالت
-تمام
.....
فتحت اسيل باب المنزل لريان ثم اشارت له بالدخول و ما إن فعل حتى نظرت له بمعنى "ماذا حدث" فأجاب هو بنبرة هادئة بعض الشيء
-بصي هو الموضوع صعب في الشرح بس انا هحاول اشرحلك يعني
اماءت هي له ليقول
-غياث كان ليه أخ و اتقتل
فقالت اسيل
-وانا عارفة ده بس حاسة ان الموضوع كبير شوية يعني هو اتقتل ازاي؟
ليحك ريان مؤخرة رأسه وهو يشعر بالحيرة لا يعلم ايخبرها ام لا ولكن في النهاية حسم أمره قائلاً
-جواد كان معيد في الجامعة و كان في بنت حبها جدا و دايماً بيتصل بيها و باقي شوية و يتقدملها رسمي بس في يوم حصلت مشكلة بينهم و جواد راح يعتذرلها بس غياث كان وصله و يوم ما راحلها
صمت ريان ناظراً للأسفل بعد ان أدمعت عيناه بشكل تلقائي فشعرت اسيل بدقات قلبها تتزايد ليقول ريان
-معرفش ايه اللي حصل بالضبط بس مش عايز اظلم البنت ديه ان كان معاها واحد او واحد خدها و هرب حاجة كده بس المتأكد منه أن البنت ديه هي السبب في أن جواد يموت
فابتلعت اسيل ريقها ثم قالت بصوت مبحوح
-وانت عرفت منين؟
ليمسح هو وجهه قائلاً
-غياث لما دخل المستشفى كان بيهلوس بكلام كتير و بما اني انا الوحيد اللي كنت ببات معاه كنت بحاول اجمع اي معلومات بيقولها يمكن أفهم حاجة
قضبت اسيل حاجبيها ثم قالت بعدم فهم
-طب والبوليس ازاي مدورش على اللي قتل؟
فقال ريان بضيق
-مكرم العقيل قال هو هيتصرف في الموضوع ده فانا سبتله كل حاجة على اساس ان ده حق ابنه او على الأقل أبن مراته بس اتفاجئت انه رشى الصحافة و تقريباً ليه حد كبير في الشرطة قفل القضية كلها بحجة أن غياث ميتأذيش تاني لأن غياث كان وصل لمرحله انه مش بياكل أصلاً
لتشعر اسيل بنغز في قلبها خفيف و بعد لحظات من الصمت قالت
-ريان هو غياث بيحبني؟
قضب ريان حاجبيه ثم قال باستغراب
-ليه بتقولي كده؟
فأجابت هي بهدوء وهي تفرك يديها
-عشان هو عايز يمتلكني مش اكتر
ليقول ريان بنبرة ذات مغزى
-طب ما انتي بتحبيه يعني حتى لو شكيتي انه بيحبك تقدري تحببيه فيكي صح؟
فأماءت هي ثم قالت وهي تبتسم ابتسامة لطيفة
-اتوترت
ليبتسم هو ثم ينهض من مكانه قائلاً
-هروح انا بقى وانتي جهزي نفسك
كاد ريان ان يرحل الا انه توقف ثم التفتت الى اسيل و قال بنبرة هادئة
-اسيل مهما غياث يعمل أو يتعصب عايزك تعرفي ان غياث في الأخير بيحاول يهدى و بيحس بالذنب بسرعة و كل اللي مر بيه ده معرض انه يفتكر الحادثة في اي وقت فممكن يتغير شوية معاكي بس لو مش هتقدري تستحملي غياث قوليلي الغي كل حاجة عشان مش عايز حد فيكم يتجرح من التاني
فحركت هي رأسها بالنفي بسرعة و قالت
-لا خالص يعني صح اني عصبية بس أكيد مش هيكون هو متضايق و هسيبه
فابتسم ريان نصف ابتسامة ثم رحل وهو يقول في نفسه "بس انتي متعرفيش ضيقة الليث الأسود بتكون ازاي*
بينما اسيل كانت تفكر فيما تعرض له غياث من آلام لتمر تلك الليلة دون أن يتصل بها غياث مرة اخرى او يرسل لها رسالة و في الصباح
***في منزل ريان العقيل***
كان ريان نائماً على الفراش بشكل غير آدمي بالمرة فقدمه كانت فوق الفراش و الأخرى ملامسة للأرض و نفس الوضع ليديه بالإضافة الى تلك الوسادة التي بدلاً من ان تكون تحت رأسه أصبحت تحت قدمه و بينما هو متعمق في نومه اذ بهاتفه يعلن عن قدوم رسالة ما فنهض هو بتكاسل و ما ان فتحها حتى وجدها من غياث محتواها
"هاتلي البدلة من البيت على المخزن القديم"
قضب ريان حاجبيه شاعراً بوجود خطب ما ولكنه ارسل لغياث
"تمام"
ثم نهض من فراشه ليستحم بسرعة و يتجهز ليذهب الى غياث بينما من جهة أسيل فكانت تنظر من النافذة بشرود وهي تشعر بخطب ما و كأن قلبها قد انقبض فجأة لتأتي نور من الخلف ثم تقول بنبرة ناعسة
-مالك؟
فحركت اسيل رأسها نافية ثم قالت بصوت ضعيف
-حاسة ان في حاجة غلط يا حصلت يا هتحصل
لتقول نور وهي تحاول الفهم
-قصدك عشان غياث امبارح ما اتصلش؟
فاماءت اسيل لها لتقول نور وهي تربت على كتفها
-تلاقيه كان عنده شغل ولا حاجة
ابتسمت اسيل شبه ابتسامة داخلة بعدها للداخل مع نور لتعد الفطور و توضب المنزل مع نور و اسمهان و بعدها ذهبت لترتدي فستانها الرقيق بعد ان تلقط تلك الرسالة من ريان يخبرها بأن تستعد اما من جهة أخرى
......
كان ريان مرتدياً قميصه الأبيض و اكمامه كانت مرفوعة قليلاً على بنطال جينز و مصففاً شعره للخلف بشكل زاده جاذبية عندما ترجل من سيارته ال"فراري" امام ذلك المكان المهجور و ما إن دخل وهو ممسك ببدلة غياث حتى قال بصوت مرتفع باحثاً عنه
-غيوثتي....غياغيثو فينك؟
كان المكان مظلم ولا إضاءة فيه سوى اضاءة الشمس الخافتة التي تخرج من بين الفتحات الموجودة في الخشب و النوافذ القديمة فقال ريان بمرح
-ايه يا غياث جو فيلم saw ده؟ انا بدأت اخاف على فكرة
ليخرج غياث من الحمام الملحق بالمخزن و كان يبدو غريباً و مختلفاً بشكل مرعب فما إن رآه ريان حتى انتبه الى يديه الملفوفتين بالشاش و شعره الناعم يغطي جبهته و عيناه كانت حمراء و بدى أكثر شموخاً و كبرياءً من ذي قبل حتى ان من ينظر له وهو بهذا الحال يخشى التحدث معه حتى وهنا ادرك ريان ان الليث الأسود قد استيقظ فقال بهدوء
-مالك يا غياث؟
أقترب غياث متناولاً منه البدلة وهو أبرد من الثلج فخشي ريان ان ذلك الهدوء ما قبل العاصفة و ما اخافه اكثر ان تواجه اسيل تلك العاصفة بينما قال غياث بصوت رجولي صلب و بارد في وقت واحد
-قول لأسيل تجهز
فقال الآخر بقلق
-قولتلها بس انت مالك في ايه؟
لم يجبه غياث وما كاد يذهب ليبدل ثيابه حتى وقف ريان امامه بغضب شديد وقال
-يا غياث ما ترد عليا؟
فدفعه غياث بخفة ثم ذهب ليبدل ملابسه بينما ريان كان ينشطر قلبه خوفاً على غياث اما في جهة أخرى
كانت حلا ترتب الشاليه بهدوء بينما عمر واقف بقميصه ذا اللون الزيتي الغامق و بطاله الجينز الأسود وهو يقول بنبرة قلقة
-انا مش عايز اسيل تتجوز غياث ...البيه مختفي من امبارح يدوب الصبح كلم ريان يجيب هدومه على المخزن القديم
جلس عمر على الأريكة واضعاً قدمه على الطاولة فالتفتت حلا له ثم قالت
-يبني انت عليك جن بسم الله؟ في ايه يا عمر اهدى شوية بعدين انا مش دكتورة نفسية انا ممرضة والله يعني مش هعرف اديك علاج للتوتر و الانفصام اللي عندك ده
فنظر لها عمر بإحتقار قائلاً بنبرة مرعبة
-لمي لسانك بدل ما اقوملك
فوضعت هي يدها في خصرها قائلة
-اخاف يعني؟
انزل عمر قدمه من فوق الطاولة و ما كاد ينهض الا ان حلا قالت بسرعة
-خلاص كنت بهزر على فكرة بس بردو يعني انا مش دكتورة نفسية
فقال عمر ببرود وهو يرجع الى وضعه السابق في الجلوس
-مزاجي احكيلك...عندك مانع؟
لتبتسم هي ثم تقول
-لا احكي حضرتك وانا هبقى اجيب علبة دوا للصداع ولا يهمك
فابتسم عمر بغرور ثم بدأ يخبرها بقصص لا علاقة لها به من الأساس و انما ليستفزها فقط
.....
كانت اسيل قد ارتدت ثيابها و تجهزت عندما دق جرس الباب فذهبت و فتحت لتجد غياث امامها يبدو وسيما لدرجة انها شردت به دون ان تنتبه لفاهها المفتوح فكان يرتدي قميصاً اسود اللون يبرز عضلات جسده و بدلة ذات لو كحلي زادته هيبة و شعره مصفف للخلف بعناية بالإضافة الى ساعته الثمينة في يده و رائحة عطره التي ملأت المكان فلم تنتبه اسيل من نفسها إلا عندما حرك غياث يده امامها بشكل خفيف و قال بصوت هادئ ولكنه يدب الرعب في قلب من يسمعه
-جاهزة؟
فحركت هي رأسها بالإيجاب ثم قالت بقلق
-مالك؟ يعني امبارح كان شكلك تعبان اوي و فونك كان مقفول هو في حاجة زعلتك؟
فحرك هو رأسه نافياً بهدوء و لكن عيناه كأنها نافذة لتلك العاصفة بداخلها و بعد صمت دام للحظات قال
-خلي اخواتك يلموا شنطهم عشان هيقعدو في بيت ريان وانا هبقى ابعت السواق يجي ياخد الشنط
قضبت اسيل حاجبيها ثم قالت بعد ان احمرت وجنتيها و انفها لشعورها بالخوف
-طيب مالك؟
جاء ريان في تلك اللحظة ثم قال بمرح عله يهدئ الأجواء
-مش قولتلك تنين مجنح؟
ضحكت اسيل ضحكة خفيفة بينما امسك غياث يدها ببرود ساحباً اياها معه للأسفل ليزفر ريان بحنق ثم يقترب من باب المنزل و يطرق الباب قائلاً بصوت مرتفع
-يا بنات...يلا
خرجت اسمهان من غرفتها وهي تحاول ارتداء حذاءها و ما ان زاد غضبها حتى امسكت الحذاء قذفته بعنف تجاه الباب غير منتبهة لريان بينما الآخر تصنم عندما وجد الحذاء يطير بجانبه بقوة مصطدماً بالجدار مصدراً ذلك الضجيج المزعج فوضعت اسمهان يدها على فمها بصدمة لينظر ريان الى الحذاء بجانبه على الأرض ثم ينظر لأسمهان بصدمة
......
كان غياث يدخن بهدوء وهو يعبث في هاتفه بينما اسيل تكد تنفجر خوفاً عليه قبل ان يكون منه و بعد صمت دام لثوان قالت اسيل بنبرة جادة
-غياث هتتجوزني ليه؟
فنظر هو لها بطرف عينيه ولم يجب لتكرر هي بحدة أكبر
-رد عليا
ليجيبها هو بهدوء
-تملك
ابتلعت اسيل ريقها و قالت بعد ان اصطنعت القوة
-لا في سبب تاني
فابتسم هو شبه ابتسامة قائلاً بعدها
-ممكن
لتأخذ اسيل نفس فهو يثير غضبها بشدة ولكنها تمالكت اعصابها و قالت باستفزاز
-ولو انا رفضتك في آخر لحظة؟
فصمت غياث للحظات ثم قال
-مش هسمحلك تفكري فيها
اغلقت هي عينيها بأسى منه ولكنها قررت الإستمتاع بذلك الشعور الذي يأتيها عندما تكون بالقرب من غياث حتى و إن كان يثير جنونها و بينما هي كذلك كانت نور قد نزلت مع اسمهان و اسراء برفقة ريان لينطلقوا بسيارته الى فيلا غياث بعدها
.....
كان الوضع هادئ في كلا السيارتين فغياث لم يلتفت الى اسيل حتى وهي لم تبادر بالحديث اليه بينما في سيارة ريان كان يشعر بالقلق الشديد بينما نور تتحدث مع اسراء و اسمهان تعبث في هاتفها وهي تنظر الى ريان من وقت لآخر
و ما ان وصلت السيارتان الى الفيلا حتى ترجلت اسيل وهي تنظر الى الفيلا بدهشة وهي ترى اربع سيارات مصطفة كل منهن اغلى من الأخرى و منزل كلبيه الشرسين و بينما هي كذلك تفاجأت بفتاة تقترب منها ثم تبتسم و تعانقها قائلة
-انا حلا ممرضة غياث و دخلت نفسي في عيلتهم اللطيفة
فاستغربت اسيل منها وما هي الا لحظات و كانت قد ابتسمت لها لترحب حلا بالباقية ثم يأتي عمر و يرحب بهم كذلك فيقول غياث
-المأذون جه؟
تنهدت عمر ثم اماء له ليكمل غياث
-نوران هانم فين؟
فأشار عمر للداخل ليمسك غياث يد أسيل ببرود متوجهاً بها للداخل فما إن رأتهم نوران حتى نهضت من مكانها وهي تبتسم بهدوء لهم فذهب غياث لها و قال
-عرفاها طبعاً
اماءت نوران له لتقترب اسيل منها بهدوء مقبلة رأسها احتراماً لها فقالت نوران وهي تربت على رأس اسيل
-متأكدة ان مدام غياث اختارك فأكيد انتي الوحيدة اللي هتقدري تسعديه
فابتسمت اسيل ليأتي الباقي ليتعارفوا على عمة غياث و ريان و كان الوضع طبيعي للغاية حتى بدأ المأذون يقوم بتقوس الزواج و عندما سأل اسيل ان كانت تقبل بغياث زوجاً لها فنظر غياث الى اسيل نظرات مرعبة بلا معنى ولم تعلم هي لماذا قبلت بالزيجة على الرغم من شعورها بشيء خاطئ بينما ريان كان يتنفس بسرعة وهو جالس بالقرب من اسمهان و يحرك قدمه بتوتر فقالت اسمهان بصوت منخفض
-كفاية وترتني
ليجيب وهو بنفس وضعه
-مانا متوتر فعلاً
لتنظر هي له باستغراب دون ان تجيب بينما المأذون ما ان انتهى و رحل حتى بارك الجميع لهم فنهض غياث ثم اقترب من اسيل و قبل رأسها ثم قال بصوت هادئ
-بقيتي تحت رحمتي
يتبع