اخر الروايات

رواية المعاقة والدم الفصل الثالث عشر 13 بقلم هناء النمر

رواية المعاقة والدم الفصل الثالث عشر 13 بقلم هناء النمر




وقفت أمام المرآه لتضع آخر لمساتها بعدما تحممت و ارتدت ملابسها ، رغم أنها لا تحتاج لأى مجملات لتضعها على وجهها ، فالأعوام قد زادتها جمالا على جمالها ورقيها ، قد تحولت لإمرأة وهى ما زالت بكر لم تزق طعم وحلاوة الحب بعد .

ونفس الحركة التى تعودت فعلها فى الأونة الأخيرة، وقفت تتأمل ملامحها ، وهى تتحسس بشرتها البيضاء النقية وتقارن بينها وبين أعوام عمرها التى تخطت الثلاثين بعام واحد ،
فجأة ابتعدت عن المرآه ونهرت نفسها لما تفعل رغم أنه حقا لها ولا عيب فيه ،
فتحت دولابها والتقطت جاكيت أسمر طويل بفرو يحوط عنقها وحزام وسطى من اللون الأبيض ،
والتقطت حقيبة يدها ، فتحتها ووضعت فيها بعض الأوراق التى كانت بجانب الحقيبة ومعها هاتفها وتابليت صغير الحجم ، أغلقت الحقيبة ، ورفعتها على كتفها والجاكت فى اليد الأخرى وخرجت من غرفتها ،
ألقت نظرة على باب غرفته المغلق ولا تعلم أن كان قد خرج أم لا ، فهو لم يتأخر على على عمله ولو مرة واحدة طوال السبعة أعوام الماضية ، دقيق جدا فى حركته ومواعيد ، ولكل شئ عنده وقت معين إلا الرسم ، فى أى وقت وأى مكان حتى وإن كان على طاولة الطعام وهو يأكل ،
وقد تكون دقته هذه التى لا يسأم منها ابدا هى أهم أسباب النجاح الكبير الذى وصل إليه فى الفترة الماضية ، حتى وصل لأن تباع لوحاته فى اكبر المعارض الدولية ،

تابعت طريقها نزولا لتذهب للمطبخ لتجهز الشاى والمقبلات كعادتها وهى متأكدة انه سيلحق بها بعد قليل ،
عندما اقتربت من المطبخ لمحت طيفا لشخص يتحرك هناك ، بالتأكيد هو ، فلا يوجد أحد غيرهما فى المنزل الآن ،

اقتربت بهدوء وجدته بالفعل هناك ، يسكب فنجالين الشاى التى داومت هى على تحضيرهما ، كان يرتدى بيجامة مريحة وبيضاء كأغلب ملابسه ، فهو عاشق للون الأبيض ، رغم أنه لم يخبرها بذلك ابدا إلا أنها متأكدة من ذلك ، فاللون الأبيض يغزوا حياته بشكل غير عادى ، معظم ملابسه ، غرفته، سيارته ، ميدالية مفاتيحه ، حتى الاغلفة التى يضعها على كتبه لحمايتها ،

انتبه لها وهو يستدير ليضع الشاى على الطاولة الأمامية التى تعود الاثنان الجلوس عليها لتناول الإفطار ، ابتسم لها وهو يقول

... صباح الخير ...

... صباح النور ، انت صاحى بدرى بقى ولسة ملبستش كمان ...

... هخرج انهارضة متأخر نص ساعة ...

... معقول ، عمرها ما حصلت ، انت عيان ...

... لأ ابدا ، اتفضلى الشاى ...

وذهب ليحضر قطعتين من الكيك ، تابعته بعينيها وهى تضع جاكتها وحقيبتها على الكرسى ،
وضعه قطعة فى طبق أمامها وقطعة أمامه وجلس على الكرسى المقابل من الناحية الأخرى للطاولة ،

... شاى وكيك ، متعودنيش على كدة ...

.. اتعودى براحتك ، ياما عملتى ، خلينى اعمله انا مرة ...

ألقت نظرة متمعنة على وجهه وهو يتحدث و الذى بدى عليه الإرهاق وقالت

... نادر ، انت منمتش خالص ، صح ...

تنهد وأماء بالنفى ، فقالت

... ليه ؟ فى حاجة ؟

... لا ابدا ، كانت طالبة معايا رسم ، ومحستش بالوقت غير والنهار بان ....

... وهتقدر تكمل اليوم ...

.. أه طبعا ، عادى ..

وقفت وهى تقول .. متتأخرش انهارضة على حفلة تالى ، متعملش زى المرة اللى فاتت ..

.. . قلنا المرة اللى فاتت كانت غصب عنى بجد ، وبعدين كانت عشا عادى ، المرة دى مناسبة مهمة ، مقدرش اعديها ...

... كويس انك واخد بالك ، وبعدين أصحابها معزومين وانت عارف السبب فى كدة ...

... حاضر والله، الساعة 8 بالظبط هتلاقينى قدامك ...

... اوكى ...

رفعت جاكتها وحقيبتها وقبل أن تخرج ، قال لها

... هتلحقى تيجى تغيرى هدومك ...

... مش هينفع ، انت عارف ان آخر الشفت بتاعى الساعة 6 ، هبقى أنزل اشترى بلوزة سواريه وهلبسها بدال دى وخلاص ...

... اوكى ..

... باى ...

... باى ...

تابعتها عينيه بأسى غير مفهوم ، فلأول مرة منذ سبع سنوات يقلقه غيابها ، خاصة بعد العرض الذى عرضه عليها دكتور ناصف الحسينى فى المؤتمر الطبى الذى أقيم منذ ثلاث أيام ، ولم يعلم نادر بهذا العرض إلا ليلة أمس ، قضى ليلته كاملة يفكر فى شكل الحياة بعد رحيلها ، رغم أن علاقتهم لا تتعدى ما يشبه الصداقة القوية لا أكثر ، إلا أنه يعترف الآن أنه يخاف رحيلها ،
يقلقه انها لم تخبره حتى الآن ، هل هى تفكر في الموافقة على هذا العرض .

...................................................

تجلس على الارض مستندة على شجرة فى الحديقة الأمامية لمبنى الجامعة ، ممددة قدمها على الأرض وتضع عليها حقيبتها تستند عليها وهى ترسم فى كراس اسكتش ،

شعرها مرفوع إلا بعض خصلات منسدلة على جبهتها ، إنها فتاة عملية حقا ،

جمالها هادئ مميز ، يشعر أحيانا انها تشبه رانيا فى الشكل خاصة أنهما متقاربتان جدا فى طريقة التفكير رغم اختلاف شخصياتهما .

اقترب منها ، وقف أمامها ، وقال مبتسما

... بتعملى ايه ؟

انتفضت الفتاة فقد كانت محتفظة بتركيزها كاملا فى الورقة التى فى يدها ، رفعت رأسها وابتسمت عندما رأته وأجابت

... قول صباح الخير الأول ...

... صباح الخير الأول ، بتعملى ايه بقى ...

... تصميم جديد ، بس سيبك من اللى انا بعمله ، مش اتفقنا انك متتكلمش معايا واحنا لوحدنا كدة ، عشان الإشاعة اللى طلعت علينا ...

ابتسم بخبث وهو يقول لها ... وإشاعة ليه مانا بحبك فعلا ...

ثم تركها وابتعد وهو يضحك ، ابتسمت تالى مع ابتسامته التى تحبها لكن رغم ذلك هى تشعر انه ليس بخير ،
انتفضت مرة أخرى على صوت صديقتها ايميلى وهى تقول

... Guten Morgen Taly ...
صباح الخير تالى

... Guten Morgen Emily. ..
صباح الخير ايميلى

... Komm, wir kommen zu spät zur Vorlesung ....
يلا ، هنتأخر على المحاضرة

... Komm schon ...
هيا بنا

بدأت تالى فى جمع أشياءها ووضعها فى الحقيبة ، سألتها ايميلى بخبث
... Was er hier tat ...كان بيعمل ايه هنا

.. Von ...
هو مين

..Dr. Nader ...
دكتور نادر

فهمت تالى ما تقصده ايميلى ، فأرادت أن تغلق الحوار نهائيا ، فرفعت حقيبتها على كتفها وسبقت ايميلى بخطوة وهى تقول

...nichts ...
لا شئ

فهمت اميلى انها تعزف عن الحديث فى هذا الأمر
فتبعتها وهى صامتة ،
كانت إشاعة ظهرت بين الطلبة بأنه يوجد علاقة بين دكتور نادر وتلميذته ماتيلدا والتى يناديها الجميع بتالى، والتى ساعدها بنفسه منذ عام ونصف لاستكمال أوراقها والتقدم للجامعة للدراسة بشكل حر ، ودراسة التصاميم وفانتازيا الصور فى الجامعة ، وهو أحد أهم أقسام دراسة الفنون ، بالإضافة لاهتمامه الواضح بها وبمتابعة دراستها ونتائجها ، وقلقه الذى شهد به الجميع عندما سقطت فاقدة لوعيها أثناء المحاضرة ،

وما يعلمه عنها الجميع انها فتاة بدون عائلة تكافح لتكمل دراستها ، مجتهدة ونشيطة جدا ، وما يميزها عن باقى أفراد الطلبة أن لديها موهبة رائعة فى مزج الألوان و الصور المختلفة لتنتج تصميم جديد بمعنى مختلف تماما ، وهذا بشهادة جميع مدرسيها ، بالإضافة لنجاحها فى تسويق تصميماتها على الانترنت ، فأصبحت تصامينها مطلوبها جدا تجاريا كمصممة أغلفة للكتب والروايات ولوجو المحلات والرسومات المطبوعة على الحوائط حتى بالنسبة لشركات معروفة ، فقد قامت بصنع بتصميم اللوجو الذى تم لصقه على سيارات التوزيع الخاصة بشركة ألبان معروفة هناك ، وقد صنع هذا لها صيتا واسعا فى هذا المجال ، بل وأدر لها مبالغ مادية معقولة تعيش منها بالإضافة لعملها كمصممة جرافيك بالقطعة فى شركة إعلانية ، وكل اتصالاتها وعملها منزلى وعن طريق الانترنت ، ترسل لها الأوردر والصور والوصف المطلوب للتصميم ، وتقوم برسمه أو تركيبه و ترسله ، والأجر يرسل عن طريق الشركة لحساب بنكى خاص بها .

...............................................

أنهت رانيا الشفت الخاص بها فى احدى مراكز رعاية الحيوان كمشرفة على مجموعة من الأطباء المتابعين للحيوانات والطيور النادرة ، وقد كان هذا التخصص الذى تابعت فيه دراستها ،

اتصلت بالمطعم الذى طلبت تجهيز العشاء فيه وتأكدت من تمام كل شئ ثم ذهبت لأحد محلات الملابس وابتاعت بلوزة قطنية سواريه سماوى بثلاثة أرباع كم وعنق مرفوع ، ارتدتها واستقلت السيارة وذهبت للشقة التى تعيش فيها مع ايميلى ، اتصلت بها فنزلت تالى .

كانت رائعة الجمال فى فستان طويل أحمر بدون أكمام يتوسطه حزام ابيض مع حقيبة يد صغيرة بيضاء ، وتغطى اكتافها بشال ابيض مستطيل .
كم تعشق هذه الفتاة الصغيرة وتعشق ابتسامتها وفرحها ،
ركبت السيارة بجانبها وحيتها بتحية المساء وقبلتها من خدها ،
... مش هتقوليلى رايحين فين بقى ..

... مفاجأة ، ازاى هقولك بقى ...

... وطبعا المفاجأة فيها نادر ...

... اكيد ، إحنا بنتحرك من غيره ...

واستمر الحوار بينهما إلى أن وصلا للمطعم ،
دخل الاثنان من الباب ، رانيا متقدمة بخطوة لانها تعرف المكان ، وفجأة وجدت ماتيلدا نفسها أمام مجموع كبيرة من أصحابها وزملائها فى ورشة العمل ، ومن بينهم ايميلى وريتا وهما اقربهم لها ، والجميع يقول فى صوت واحد ،

..... Überraschung ....
مفاجأة

وبدأ كل واحد منهم يهنئها واحدا تلو الآخر ، فى حين تتلفت رانيا حولها تبحث عنه ثم تنهدت بغضب من عدم وجوده ، صحيح أن كل مرة يحتفلان بها هما فقط دون غريب ، لكن هذه المرة أساس العشاء هذه المرة هو وجوده فى نفس المكان مع زوجته وماتيلدا مع بقية زملائها ليتيقن الجميع أن اهتمامه بها مشترك بينه وبين زوجته وذلك ينفى العلاقة المزعومة بين الجميع .

لاحظت تالى غضبها فمالت عليها وقالت بصوت منخفض ،
... متقلقيش ، هييجى ...

وقفت ريتا لتقول كلمة علنية لماتيلدا بصفتها من أقرب أصحابها ،

...... Taly ، Zuerst Glückwunsch, kein Grund, das ist der beste Designpreis,
Dies ist das erste Mal, dass diese Auszeichnung an eine Person in freier Bildung verliehen wird.
Wir lieben dich sehr, und wenn es jemand anderes nicht tut,. ..

أولا ، مبروك ياتالى ، مش لأى سبب ، ده جايزة احسن تصميم للسنة ، ودى اول مرة حد فى تعليم حر ياخد الجايزة دى ، صدقينى احنا فرحانين بيكى جدا وبنحبك جدا ....

قالت ريتا آخر جملة وهى تغمز وتلقى نظرة على شخص معين يجلس معهم . وفهم الجميع ما تقصد فضحكوا وبدأوا بالتصفيق ،

ثم تابعت ريتا كلامها وهى ترفع كأسها وتقول

... Toast, Matilda ...
نخبك ماتيلدا ...

وبدأ الجميع يشربون ما فى كئوسهم

مالت عليها رانيا وسألتها
... مين اللى شاورت عليه ريتا ده ...

... ده كال ، اللى كلمتك عنه قبل كدة ...

.. أاه ، اللى كان عايز ياخد الجايزة دى ...

... بالظبط ، هو انتى عازماه ومش عارفة هو مين ...

... مش أنا اللى عزمت، اتصلت بإيميلى وهى عزمت. ..

قطع حديثهم من يقول ... مساء الخير ...

تعلقت به كل الأعين ووقفوا طلابه تحية له ووقفت تالى ورانيا تباعا، كان مطالب بأن يتظاهر بحب زوجته أمام الجميع ليصلوا لهدف الحفلة ، وقد فعل ، قبلها ولأول مرة من شفتيها ، حاولت الابتسام رغم تجمد جسدها الكامل من مجرد لمسة من شفتيه لشفتيها ، وبقية الامسية استمرت على هذا الوضع من تودد واقتراب وتظاهر بالهمس فى اذنها ، كل هذه الأفعال أثارت جنونها رغم أنها تمنتها فى وقت من الأوقات إلا أنها غضبت بشكل كبير وقد شعر نادر بهذا والغريب انه زاد مما يفعل كلما غضبت أكثر ، لكنها حاولت التظاهر حتى تكتمل الأمور على خير ، وماتيلدا تراقب ما يحدث بينهما فى صمت .

كانت تالى تودع أصحابها بينما انسحبت رانيا بعيدا عن الجمع ، وتبعها نادر ،
وقفت تتابع تتابع حركة السيارات من بعيد وهو واقف خلفها ،
اقترب ووقف بجانبها وهو يقول

... مالك ، حاجة دايقتك ؟

ردت باقتطاب .. لأ ..

... أمال ليه حاسس انك مش طبيعية ...

... مين فينا اللى مش طبيعى يانادر ...

... أنا كويس جدا ...

.. وأنا كويسة برده ...

... متأكدة ...

... تقصد ايه ، لو عندك حاجة قولها ...

... مش انا اللى عندى يارانيا ، انتى اللى بدأتى تخبى ...

... خليك مباشر ، بتلف وتدور ليه ...

... ليه مقولتليش على العرض اللى جالك ...

.. أاه فهمت ...

... فهمتى ايه ؟

... انك مدايق ...

... أنا مدايق بس عشان خبيتى ولا بتفكرى توافقى. ..

استدارت له بغضب وقالت

... يهمك كتير ، أوافق ولا لأ ، وبعدين انا من حقى يكون لى اسرارى الخاصة ولا ايه ...

ارتفعت نبرة صوته وهو يقول ... يعنى فعلا بتفكرى توافقى ...

... تصدق يانادر ، انا كنت خلاص هرفض ، دلوقتى بس وبعد كلامك ده ، انا هوافق وهرجع ...

استدارت لتذهب ففوجئت بتالى تقف أمامها ويبدوا أنها قد سمعت بعض ما قاله ،
لكن وقتها كانت رانيا فى قمة غضبها ، فكرت بجانبها وذهبت دون أن تسلم عليها .

تبعها نادر بعينيه حتى اختفت واستدار ليخفى عينيه بعيدا عن تالى التى وقفت تراقبه فى صمت ،
التفت لها فجأة عندما سمعها تسأله .. بتحبها ...

... إيه اللى بتقوليه ده ؟

اقتربت منه تالى وجلست على كرسى قريب وعينيها عليه وقالت

... زمان اتفقتم انتوا الاتنين عشان توصلونى للحال الل انا عليه دلوقتى ده ، والحمد لله وصلت ومن فترة ، المفروض أن خلاص الاتفاق ده انتهى ، ايه مشكلتك انت بقى ...

.. مشكلة ايه ، انا معنديش مشكله ...

... فعلا ، أمال بتكلمها كدة ليه ، انا اول مرة اشوفك بتكلمها كدة ، ايه اللى مدايقك دلوقتى حتى لو هى سافرت ...

استدار مرة أخرى ، لكنها تابعت ،

... عشت فى المستشفى 3 سنين ، كل واحد فيكم كان بيفضل معايا نص اليوم ، كنتوا بتتقابلوا فى الفواصل بس ، ولما روحت معاكم البيت ، مبقتش مصدقة انتوا عايشين اذاى ، كمية برود وثبات رهيبة ، دا انتوا لو زمايل شغل بس ولا حتى أصحاب مش هيبقى بينكم البرود ده ،
شفت فى عينك مشاعر كتير ليها ، كل المشاعر إلا الحب ، واكيد طبعا هى شافت كدة ، بتلومها دلوقتى ليه ، كتر خيرها على كل اللى عملته ده ولواحدة حتى مش من دمها ، كفاية عليها كدة ...

ثم وقفت وهمت بالانصراف وقالت

... أنا مش بلومك على حاجة ياعمى ، وكتر خيرك انت كمان على اللى عملته معايا ، كفاية السنين اللى راحت منكم انتوا الاتنين ،
لو سمحت ياعمى ، ياتقربوا من بعض ، ياتسيبها تشوف حالها ومتضغطش عليها ، وانت كمان تشوف حالك ومستقبلك ...

يتبع




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close