رواية المعاقة والدم الفصل الثاني عشر 12 بقلم هناء النمر
استطاعت رانيا إقناع سامية بمساعدتهم فى تنفيذ الخطة المطلوبة مقابل مبلغ مادى كبير جدا ، بالإضافة إلى أنها هى من سيقنع الممرضة التى ستتسلم الحالة فى العناية
، فكل الظروف التى تحيط الأمر تساعد على تنفيذه ، حالة أميرة والظروف التى تحيطها ، واقتناع الجميع بأنها ستسقط فى بئر اليأس والإحباط يوما ما .
مرت ثلاثة أيام استطاعت فيهم أميرة التظاهر التام بالإحباط وعدم الاتزان حتى صدقها الكل خاصة بعد تسرب خبر وفاة والدتها للجميع ،
ووصل الأمر لإتصال إدارة المركز بوالدها لاعلامه بالحالة التى وصلت إليها أميرة ، وقد قام بزيارتها ورأى ذلك بنفسه ، لكن كالعادة لم يتخذ اى موقف جادى تجاه حالتها ، بل تركها كما هى وعاد لحياته ، وكأنه يريدها بهذا الحال ،
وبالطبع كل هذا كان على المسار الذى رسمته رانيا بشكل رائع دون تدخل من أى أحد .
وكالعادة تشترى وداد بعض الأشياء والملابس لرانيا والتى تأخذها رانيا وتعود ليلا بعدما تقضى بعض الوقت مع أميرة .
..............................................
عاد نادر لمصر ، وسافر للقليوبية هو وعائلة خاله فقط دون عائلته كلها ، لم يحضر منهم أحد معه ،
تمم عقد القران وسط فرح قد أقامه أهل البلدة والعائلة اكراما لكبير عائلتهم ،
وجلس ليلتها مع رانيا لتحكى له كل ما قامت بتنفيذه فى غيابه ، وما سيتم فى خلال الأسبوع المقبل كله ، وقد قامت أيضا بتعجيل التنفيذ حتى لا تتسرب اى معلومة عن طريق اى شخص .
لم يصدق نادر ابدا ان رانيا فتاة بيتوتية ، لم تخرج للحياة كثيرا ، فعقلها عقل اجرامى بشكل غريب ، وكأنها قد نفذت هذا الأمر من قبل عدة مرات ، وهذا الشئ جعل قلقه يزداد تجاهها لكنه لم يعلق و ترك مشاعره ناحيتها جانبا فقد وصلا الآن لمرحلة عدم الرجوع فيما اراداه من أجل الفتاة .
.............................................
وبدأت تنفيذ الخطة الفعلية ، كالأتي
عاد نادر وبقى قريبا من أميرة فى حين احتاجته وبقى على اتصال مستمر مع رانيا يطلعها على ما يتم اول باول عن طريق الهاتف ،
دخلت سامية لأميرة وساعدتها على النزول عن الكرسى بدون أضرار على حالتها ووضعتها على الأرض ، ثم قلبت الكرسى بجانبها واعطتها حقنة فى زراعها لتجعلها غائبة عن الوعى كما اتفقت مع رانيا وتركتها وخرجت دون أن يلاحظها أحد ،
وبقى الحال هكذا حتى اكتشفتها أحد الممرضات ، أخذت تصرخ حتى تجمع الجميع ، وتم نقل أميرة لغرفة العناية المركزة ، التى تم تجهيز ممرضة معينة اختارتها سامية بنفسها بتتسلم حالة أميرة ، وبالطبع كان متفق معها على كل شئ ،
اتصلت سامية بمدير المستشفى والذى بدوره اتصل بمحسن ليخبره عما حدث ،
وصل محسن للمركز ، وسمحوا له بالدخول للاطمئنان عليها ،
بالطبع هى غائبة تماما عن الوعى ، ضغطها وحرارتها منخفضة ، وهذا هو مفعول الامبولات التى داومت الممرضة على حقنها لأميرة ،
قالت دكتورة سامية لمحسن أن الحالة غير مطمئنة نهائيا ، الإصابة هذه المرة كانت مباشرة فى عمودها الفقرى ، مما أدى لاضرار عصبية قوية وألم شديد مفاجئ ، أدخلها فى غيبوبة ، بالإضافة لضغطها المنخفض مع فشل اى محاولة لرفعه ،
لم تتوقع سامية رد فعل محسن ، فقد توقعت منه الغضب ، اتهامهم بالتقصير ، أو حتى الصراخ فيهم كما تعود أن يفعل ،
لكن هذه المرة تقبل الأمر بهدوء شديد وكأنه أمر مفروغ منه ، عاجلا أو آجلا سيحدث ، وكلما كان مبكرا كان أفضل ،
بل الأكثر من ذلك أنه طلب منها التكتم التام على هذا الأمر إلا أن يحدث أمر هام ، أما الشفاء وأما الموت .
والغريب أن نادر ورانيا لم يندهشا من رد فعله هذا وكأنهم الاثنين قد توقعوا هذا بالفعل .
طبقا للخطة الموضوعة ، اقتربت الساعة من الثالثة صباحا ، أعلنت سامية وفاة أميرة واتصلت بمدير المركز والذى اتصل بمحسن لتبليغه ،
حضر محسن للمركز فى حدود الرابعة إلا الربع ، طلب أن يراها وحده ، كانت مستلقية تماما على ظهرها ومنفصل عنها جميع الاجهزة التى كانت موصلة بها صباحا ،
دخل وألقى نظرة وهو واقف بعيد دون أن يقترب ، وظلت عينيه متعلقة بوجهها لدقائق دون أن يتحرك ثم اغمض عينيه وفرت دمعة وحيدة من عينيه على وجهه ، هو حزين عليها ، ففى النهاية هى ابنته الوحيدة ، لكن مشكلته انه مقتنع أن الموت هو أفضل ما قد يحدث لها بحالتها هذه .
خرج من الغرفة وأمر بتغسيل وتكفين فتاته فى المركز بهدوء تام ، ومنع تماما اى مخلوق يراها ، وأنه سيرسل التابوت الخشبى فى السابعة صباحا ليتم وضع الجثمان فيه لدفنه ، وسيأخذ فى التاسعة صباحا .
عاد محسن لبيته وأعلن عن وفاة الوفاة وقد تقرر دفن جثمانها فى العاشرة صباحا ، وأن الجثمان سيتم إحضاره من المشفى مباشرة على المقبرة .
، وقد كان ، تم تخدير أميرة بشكل مؤقت لعدد من الساعات وتم تثبت جسدها على رابط خشبى من تحت الكفن الذى صنع فيه بعض الفتحات الغير ملاحظة ناحية الأنف لتستطيع التنفس ،
وهكذا تم وضع أميرة فى المقبرة وإغلاق الباب عليها ، وفى نفس لحظة انصراف الجميع ، تم فتح المقبرة مرة أخرى وإخراج الفتاة والابتعاد بها .
وهكذا تمت خطة رانيا بنجاح تام من كافة النواحى ، ابتعد محسن عن طريق أميرة ، وتم سفرها بدون قلق وتم تسليمها للمركز المنشود وكأنها فتاة مجهولة الهوية ،
تقرر إلغاء زفاف نادر ورانيا ، واتفق مع والدها انه فى موعد سفره سيأخذ زوجته ويعود لعمله لأنه لا يستطيع البقاء أكثر من ذلك ، وهذا بالطبع قد تم بعدما تظاهر نادر بالحزن على ابنة أخيه أمام الجميع ،
بدأ محسن فى رسم حياته بدون الفتاة المعاقة التى كانت عائقا فى طريقه حتى وإن كان مجرد عائق نفسى لا أكثر . ابتعد عن طريق أخيه ، بل الأصح انه انقطع الاثنين تماما عن بعضهما بعد سفر نادر خاصة بعد وفاة والده بعام كامل ، وقد تم حرمانه من ميراثه كما أقسم والده من قبل ، لكن والده قد قام سرا بعمل حساب بنكى بإسم نادر ، وضع فيه مبلغ مالى كبير يعوضه عن ميراثه الذى حرمه منه ، ولم يعلم نادر بأمر هذا الحساب إلا بعد وفاة والده .
سافرت رانيا مع نادر بعد حادث وفاة أميرة بخمسة عشر يوما تقريبا ، وبدأا برحلتهما الجديدة فى علاج الفتاة كرعاة لفتاة مجهولة الهوية تحتاج للعلاج ، تم اختيار اسم جديد لها ، وعمل أوراق رسمية جديدة ،
خمسة أعوام كاملة وأميرة تصارع مرضها ، من جراحة لأدوية طبية وكيميائية لشهور وعلاج طبيعى ثم العودة مرة أخرى لجراحة جديدة وهكذا ، والفتاة تتحمل كالفولاذ دون ضعف أو غضب ، صابرة ومتحملة لكل شئ واجهته، الألم وعذابه والإحباط وفشل جراحة وإعادتها مرة اخرى وهكذا ،
ورانيا لم تتركها ابدا ، لحظة بلحظة وهى شريكة وسند وداعم لها فى كل الأحداث ، حتى أصبحت الفتاتان كتوأمتين يفصلهما عشرة أعوام من العمر ،
ولم تعود رانيا لمصر طوال الخمس سنوات إلا مرة واحدة فقط من أجل وفاة والديها اللذان توفيا فى حادث تصادم كبير مع سائقهما أيضا ، قضت فى مصر شهر واحد فقط ثم عادت مرة أخرى لتكمل طريقها .
وفى أثناء رحلة أميرة العلاجية ، تقدمت ككل منهما لاستكمال دراستهما بما يخص كل واحدة ،
رانيا تقدمت للجامعة لاستكمال دراستها العليا واستطاعت الحصول على الماجستير والدكتوراة على مدة ستة سنوات ،
أما أميرة فقد قدمت طلبت للحكومة هناك لمساعدتها على الدراسة ، تم وضع اسمها فى احدى المدارس الابتدائية الداخلية كدراسة خاصة ، استطاعت ضغط كل عامين فى عام حتى تثنى لها الحصول على شهادتى الابتدائية والإعدادية فى خلال الستة أعوام هذه ، وكل هذا كدراسة خاصة غير معتمدة حكوميا ، لكنه كانت العامل الاساسى لدعمها نفسيا تماما .
أما عن علاقة رانيا ونادر طوال هذه الفترة كانت تدور فى مدار آلى تماما بينهما وكأنهما شركاء عمل يسكنون منزلا واحدا ، فقد كان نادر نعم العون والسند والصاحب لرانيا طوال هذه السنوات ، لكن بشكل احترافي تماما وطبقا لما اتفق عليه كل منهما قبل الزواج ،
بعض الأوقات تشعر بالحنين أو شوق أو حب أو حتى الغيرة من ناحيته خاصة أنه شخص مرغوب به إلا أنها تعود وتنهر نفسها ، لأنها لا تشعر بهذا منه ،
والحال هو نفس الوضع معه ، أن شعر بشئ ناحيتها يعود وينهر نفسه ويبتعد تماما
كل منهما يعتقد أن الآخر يمتلك قلبا لكل شئ إلا مشاعر الحب والعشق للأخر لكن دون اى تعليق أو ايحاء للأمر ، فقط كل منهما داخل قوقعته .
والآن وبعد أكثر من ستة سنوات ، وجد كل منهما طريق أراده وعمل كثيرا من أجل أن يصل إليه ، وحان الآن ميعاد تغيير المسارات واتخاذ طرق أخرى ناحية الأهداف الحقيقة التى تأجلت لسنين .
يتبع
، فكل الظروف التى تحيط الأمر تساعد على تنفيذه ، حالة أميرة والظروف التى تحيطها ، واقتناع الجميع بأنها ستسقط فى بئر اليأس والإحباط يوما ما .
مرت ثلاثة أيام استطاعت فيهم أميرة التظاهر التام بالإحباط وعدم الاتزان حتى صدقها الكل خاصة بعد تسرب خبر وفاة والدتها للجميع ،
ووصل الأمر لإتصال إدارة المركز بوالدها لاعلامه بالحالة التى وصلت إليها أميرة ، وقد قام بزيارتها ورأى ذلك بنفسه ، لكن كالعادة لم يتخذ اى موقف جادى تجاه حالتها ، بل تركها كما هى وعاد لحياته ، وكأنه يريدها بهذا الحال ،
وبالطبع كل هذا كان على المسار الذى رسمته رانيا بشكل رائع دون تدخل من أى أحد .
وكالعادة تشترى وداد بعض الأشياء والملابس لرانيا والتى تأخذها رانيا وتعود ليلا بعدما تقضى بعض الوقت مع أميرة .
..............................................
عاد نادر لمصر ، وسافر للقليوبية هو وعائلة خاله فقط دون عائلته كلها ، لم يحضر منهم أحد معه ،
تمم عقد القران وسط فرح قد أقامه أهل البلدة والعائلة اكراما لكبير عائلتهم ،
وجلس ليلتها مع رانيا لتحكى له كل ما قامت بتنفيذه فى غيابه ، وما سيتم فى خلال الأسبوع المقبل كله ، وقد قامت أيضا بتعجيل التنفيذ حتى لا تتسرب اى معلومة عن طريق اى شخص .
لم يصدق نادر ابدا ان رانيا فتاة بيتوتية ، لم تخرج للحياة كثيرا ، فعقلها عقل اجرامى بشكل غريب ، وكأنها قد نفذت هذا الأمر من قبل عدة مرات ، وهذا الشئ جعل قلقه يزداد تجاهها لكنه لم يعلق و ترك مشاعره ناحيتها جانبا فقد وصلا الآن لمرحلة عدم الرجوع فيما اراداه من أجل الفتاة .
.............................................
وبدأت تنفيذ الخطة الفعلية ، كالأتي
عاد نادر وبقى قريبا من أميرة فى حين احتاجته وبقى على اتصال مستمر مع رانيا يطلعها على ما يتم اول باول عن طريق الهاتف ،
دخلت سامية لأميرة وساعدتها على النزول عن الكرسى بدون أضرار على حالتها ووضعتها على الأرض ، ثم قلبت الكرسى بجانبها واعطتها حقنة فى زراعها لتجعلها غائبة عن الوعى كما اتفقت مع رانيا وتركتها وخرجت دون أن يلاحظها أحد ،
وبقى الحال هكذا حتى اكتشفتها أحد الممرضات ، أخذت تصرخ حتى تجمع الجميع ، وتم نقل أميرة لغرفة العناية المركزة ، التى تم تجهيز ممرضة معينة اختارتها سامية بنفسها بتتسلم حالة أميرة ، وبالطبع كان متفق معها على كل شئ ،
اتصلت سامية بمدير المستشفى والذى بدوره اتصل بمحسن ليخبره عما حدث ،
وصل محسن للمركز ، وسمحوا له بالدخول للاطمئنان عليها ،
بالطبع هى غائبة تماما عن الوعى ، ضغطها وحرارتها منخفضة ، وهذا هو مفعول الامبولات التى داومت الممرضة على حقنها لأميرة ،
قالت دكتورة سامية لمحسن أن الحالة غير مطمئنة نهائيا ، الإصابة هذه المرة كانت مباشرة فى عمودها الفقرى ، مما أدى لاضرار عصبية قوية وألم شديد مفاجئ ، أدخلها فى غيبوبة ، بالإضافة لضغطها المنخفض مع فشل اى محاولة لرفعه ،
لم تتوقع سامية رد فعل محسن ، فقد توقعت منه الغضب ، اتهامهم بالتقصير ، أو حتى الصراخ فيهم كما تعود أن يفعل ،
لكن هذه المرة تقبل الأمر بهدوء شديد وكأنه أمر مفروغ منه ، عاجلا أو آجلا سيحدث ، وكلما كان مبكرا كان أفضل ،
بل الأكثر من ذلك أنه طلب منها التكتم التام على هذا الأمر إلا أن يحدث أمر هام ، أما الشفاء وأما الموت .
والغريب أن نادر ورانيا لم يندهشا من رد فعله هذا وكأنهم الاثنين قد توقعوا هذا بالفعل .
طبقا للخطة الموضوعة ، اقتربت الساعة من الثالثة صباحا ، أعلنت سامية وفاة أميرة واتصلت بمدير المركز والذى اتصل بمحسن لتبليغه ،
حضر محسن للمركز فى حدود الرابعة إلا الربع ، طلب أن يراها وحده ، كانت مستلقية تماما على ظهرها ومنفصل عنها جميع الاجهزة التى كانت موصلة بها صباحا ،
دخل وألقى نظرة وهو واقف بعيد دون أن يقترب ، وظلت عينيه متعلقة بوجهها لدقائق دون أن يتحرك ثم اغمض عينيه وفرت دمعة وحيدة من عينيه على وجهه ، هو حزين عليها ، ففى النهاية هى ابنته الوحيدة ، لكن مشكلته انه مقتنع أن الموت هو أفضل ما قد يحدث لها بحالتها هذه .
خرج من الغرفة وأمر بتغسيل وتكفين فتاته فى المركز بهدوء تام ، ومنع تماما اى مخلوق يراها ، وأنه سيرسل التابوت الخشبى فى السابعة صباحا ليتم وضع الجثمان فيه لدفنه ، وسيأخذ فى التاسعة صباحا .
عاد محسن لبيته وأعلن عن وفاة الوفاة وقد تقرر دفن جثمانها فى العاشرة صباحا ، وأن الجثمان سيتم إحضاره من المشفى مباشرة على المقبرة .
، وقد كان ، تم تخدير أميرة بشكل مؤقت لعدد من الساعات وتم تثبت جسدها على رابط خشبى من تحت الكفن الذى صنع فيه بعض الفتحات الغير ملاحظة ناحية الأنف لتستطيع التنفس ،
وهكذا تم وضع أميرة فى المقبرة وإغلاق الباب عليها ، وفى نفس لحظة انصراف الجميع ، تم فتح المقبرة مرة أخرى وإخراج الفتاة والابتعاد بها .
وهكذا تمت خطة رانيا بنجاح تام من كافة النواحى ، ابتعد محسن عن طريق أميرة ، وتم سفرها بدون قلق وتم تسليمها للمركز المنشود وكأنها فتاة مجهولة الهوية ،
تقرر إلغاء زفاف نادر ورانيا ، واتفق مع والدها انه فى موعد سفره سيأخذ زوجته ويعود لعمله لأنه لا يستطيع البقاء أكثر من ذلك ، وهذا بالطبع قد تم بعدما تظاهر نادر بالحزن على ابنة أخيه أمام الجميع ،
بدأ محسن فى رسم حياته بدون الفتاة المعاقة التى كانت عائقا فى طريقه حتى وإن كان مجرد عائق نفسى لا أكثر . ابتعد عن طريق أخيه ، بل الأصح انه انقطع الاثنين تماما عن بعضهما بعد سفر نادر خاصة بعد وفاة والده بعام كامل ، وقد تم حرمانه من ميراثه كما أقسم والده من قبل ، لكن والده قد قام سرا بعمل حساب بنكى بإسم نادر ، وضع فيه مبلغ مالى كبير يعوضه عن ميراثه الذى حرمه منه ، ولم يعلم نادر بأمر هذا الحساب إلا بعد وفاة والده .
سافرت رانيا مع نادر بعد حادث وفاة أميرة بخمسة عشر يوما تقريبا ، وبدأا برحلتهما الجديدة فى علاج الفتاة كرعاة لفتاة مجهولة الهوية تحتاج للعلاج ، تم اختيار اسم جديد لها ، وعمل أوراق رسمية جديدة ،
خمسة أعوام كاملة وأميرة تصارع مرضها ، من جراحة لأدوية طبية وكيميائية لشهور وعلاج طبيعى ثم العودة مرة أخرى لجراحة جديدة وهكذا ، والفتاة تتحمل كالفولاذ دون ضعف أو غضب ، صابرة ومتحملة لكل شئ واجهته، الألم وعذابه والإحباط وفشل جراحة وإعادتها مرة اخرى وهكذا ،
ورانيا لم تتركها ابدا ، لحظة بلحظة وهى شريكة وسند وداعم لها فى كل الأحداث ، حتى أصبحت الفتاتان كتوأمتين يفصلهما عشرة أعوام من العمر ،
ولم تعود رانيا لمصر طوال الخمس سنوات إلا مرة واحدة فقط من أجل وفاة والديها اللذان توفيا فى حادث تصادم كبير مع سائقهما أيضا ، قضت فى مصر شهر واحد فقط ثم عادت مرة أخرى لتكمل طريقها .
وفى أثناء رحلة أميرة العلاجية ، تقدمت ككل منهما لاستكمال دراستهما بما يخص كل واحدة ،
رانيا تقدمت للجامعة لاستكمال دراستها العليا واستطاعت الحصول على الماجستير والدكتوراة على مدة ستة سنوات ،
أما أميرة فقد قدمت طلبت للحكومة هناك لمساعدتها على الدراسة ، تم وضع اسمها فى احدى المدارس الابتدائية الداخلية كدراسة خاصة ، استطاعت ضغط كل عامين فى عام حتى تثنى لها الحصول على شهادتى الابتدائية والإعدادية فى خلال الستة أعوام هذه ، وكل هذا كدراسة خاصة غير معتمدة حكوميا ، لكنه كانت العامل الاساسى لدعمها نفسيا تماما .
أما عن علاقة رانيا ونادر طوال هذه الفترة كانت تدور فى مدار آلى تماما بينهما وكأنهما شركاء عمل يسكنون منزلا واحدا ، فقد كان نادر نعم العون والسند والصاحب لرانيا طوال هذه السنوات ، لكن بشكل احترافي تماما وطبقا لما اتفق عليه كل منهما قبل الزواج ،
بعض الأوقات تشعر بالحنين أو شوق أو حب أو حتى الغيرة من ناحيته خاصة أنه شخص مرغوب به إلا أنها تعود وتنهر نفسها ، لأنها لا تشعر بهذا منه ،
والحال هو نفس الوضع معه ، أن شعر بشئ ناحيتها يعود وينهر نفسه ويبتعد تماما
كل منهما يعتقد أن الآخر يمتلك قلبا لكل شئ إلا مشاعر الحب والعشق للأخر لكن دون اى تعليق أو ايحاء للأمر ، فقط كل منهما داخل قوقعته .
والآن وبعد أكثر من ستة سنوات ، وجد كل منهما طريق أراده وعمل كثيرا من أجل أن يصل إليه ، وحان الآن ميعاد تغيير المسارات واتخاذ طرق أخرى ناحية الأهداف الحقيقة التى تأجلت لسنين .
يتبع