رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والعشرين 120
الفصل 120 تدهور حالتها
وقفت خلود وحدقت في الجسد الطويل لفادي، وشعرت بالتردد ثم قالت: "لقد
نسيت إحضار شريط القياس الخاص بي".
وفي الحال، ضيق فادي عينيه ونظر إلى الحقيبة الموضوعة بالقرب منها. لقد تم
تكليفها بتصميم الملابس الرسمية. كيف يمكنها أن تأتي بدون أشرطة القياس
الخاصة بها؟
حيث كان واضحًا أنها لا تريد أن تأخذ قياساته.
ثم تقدم إلى الأمام واستنشق عطره وقال لها: "إذن لماذا لا تعطيني رقم هاتفك
لتستطيع الاتفاق على موعد في وقت آخر.
كان عطرها يشبه رائحة الأزهار الطبيعية المنعشة ولا يحتوي على أي كحول.
أومأت خلود برأسها وأخرجت هاتفها لتبادل الأرقام.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
وهذه المرة، شاهدها فادي وهي تحفظ رقمها على هاتفه بأم عينيه.
وبما أنها لم تكن قادرة على أخذ قياساته اليوم قررت خلود أن تغادر منزله.
ومع ذلك، فقد تفاجأت في اللحظة التي رفعت فيها رأسها، وارتجفت كقطة
خائفة. حتى شعرها وقف حتى أطرافه عندما كادت شفاههما أن تتلامسان
وبغض النظر عن مدى الهدوء الذي بدت عليه من الخارج، كان قلبها ينبض
بشدة.
لماذا يقف قريبا جدا بهذا الشكل؟ سيجعل الآخرون يشكون بشيء ما.
يجب
وكانت خلود قد بدأت تتعرق عندما قالت: "لقد تذكرت للتو أن لدي أعمالا يـ
أن أنجزها في المكتب من فضلك أخبر رانيا أنني سأقوم بالترتيب لموعد آخر".
ثم غادرت بسرعة
وفي اللحظة التي خرجت فيها من ذلك المنزل، استقبلها نسيم الشتاء البارد في
الخارج. وعندها فقط شعرت بأنها أكثر حيوية.
وبمجرد أن خرجت من تلك المنطقة السكنية، استقبلت مكالمة من ممرضة
المستشفى.
"آنسة
سرعة".
حديد
. لقد تدهورت حالة والدتك من فضلك تعالي إلى المستشفى بأقصى
فأغلقت خلود الخط وهرعت إلى المستشفى.
كان سرير المستشفى محاظا بجميع أنواع الأدوات وكانت والدتها مستلقية عليه
وتبدو شاحبة للغاية.
كانت والدتها قد بدأت تتعافى، وكان من المفترض أن تغادر المستشفى قريبا. لم
يكن من المعقول أن تتدهور حالتها فجأة.
شدت خلود الطبيب من معطفه وسألته بلهفة: "كنت أظن أن حالة والدتي
مستقرة بالفعل، ألم تقل إنها ستتعافى قريبا بعد فترة من العلاج؟"
منطقيًا، نعم، لكن جسد السيدة حديد تدهور بسرعة وتأثرت بعض أعضائها
أيضًا، الأمر الذي كان مفاجئا لنا .بصراحة فبعد كل شيء، لم يكن من المفترض
أن تتدهور حالتها بهذا الشكل حتى لو تعرضت لانتكاسة.
ثم توقف الطبيب للحظات، وتابع: «في الحقيقة وجدنا عدة كدمات على جسد
السيدة حديد. وأريد أن أسألك هل لدى أي من أفراد الأسرة الذين قاموا بالزيارة
ميول للعنف؟ ربما قد تتمكن الشرطة .
عن مساعدتك".
انصدمت خلود حيث حطمت قلبها فكرة تعرض والدتها للهجوم. هل من
المعقول أن حالتها تدهورت بسبب مهاجمة شخص ما لها؟
أجابت خلود بعبوس: "سأبحث في هذا. يرجى الاعتناء بوالدتي من فضلك".
فرد الطبيب قلقًا: "يمكننا أن نستخدم الأدوية فقط لمعالجتها الآن. وفي حال
احتاجت إلى عملية جراحية، فسيكون علينا أن ننتظر حتى يتحسن جسدها
لتستطيع تحمل العمليات".
"حسنا سأقوم بدفع التكاليف الآن. يرجى الاعتناء بوالدتي".
قال الطبيب قبل أن يتوجه بعيدًا. "سنبذل قصارى جهدنا.
ثم ذهبت خلود إلى الطابق الأول لدفع تكاليف المستشفى..
وعندما سلمها المحاسب الفاتورة، أدركت أنها تكلف عشرات الآلاف في اليوم
الواحد فقط. وبالتالي سيكلفها ذلك ما لا يقل عن خمسمائة ألف شهريا.
وكانت قد استخدمت المال الذي حصلت عليه من جوليا لشراء طلبية الأقمشة
عندما واجهت مشكلة مع شركة الرضا في وقت سابق، وكانت الشركة قد
وعدتها بإعادة المبلغ إليها بمجرد انتهاء القضية.
والآن كان لديها في حسابها المصرفي مبلغ يكفي لدفع فاتورة شهر واحد في
المستشفى.
ومع ذلك، دفعت خلود الفاتورة. ثم ذهبت إلى غرفة والدتها لتعتني بها قبل أن
تغادر في فترة ما بعد الظهر.
بدا القلق على وجهها لحظة خروجها من المستشفى. كيف سأجني هذا المبلغ
من المال في وقت قصير؟ هل يجب أن أطلب المساعدة من نائل؟ إنها ليست
مبالغ صغيرة، بل إنها تعادل نفقات المعيشة العائلات العادية لمدة سنة. ثم
قررت أن تبحث عن مصادر لكسب المال وأنها لن تطلب مساعدة نائل إلا عندما
تكون يائسة.
ومنذ أن قامت هناء يكشف هوية خلود أمام جوليا، لم تتصل خلود بها مرة
أخرى.
بل وعلى العكس فقد رفضت خلود كل مكالمات هناء عندما حاولت الاعتذار
منها.
إن وضع الثقة بشخص خان ثقتها سابقا قد يعرضها للخطر.
وبعد قطع أكبر مصدر للدخل لديها، قامت خلود بتوجيه اهتمامها نحو تصمیم
فستان زفاف رانيا حيث سيكون نصيب شركة الرضا ما يعادل ٣٠٪ فقط من
الأجر، بينما ستحصل هي. على الباقي في حال تم إتمام هذا المشروع.
وبذلك سيتم حل المخاوف المتعلقة بالفواتير الطبية للشهر القادم، وسيكون
لديها المزيد من الوقت للتفكير في تكاليف الأشهر الباقية.
ولذلك بدأت خلود في رسم التصميم فور عودتها إلى المكتب، ولم تغادره حتى
بعد أن غادر الجميع عند انتهاء وقت العمل الرسمي.
وهي
تحدق
وقد كان ظلها يمتد تحت ضوء المصباح ورموشها مخفضة قليلا.
في جهازها اللوحي عندما كسر رنين هاتفها المحمول الصمت فالسائد في
المكتب. ردت خلود عليه دون أن تنظر لتعرف من المتصل. "مرحبا ؟ "
صوتها اللطيف جعل فادي يبتسم وقال لها "هل تستطيعين القدوم غذا لأخذ
قياساتي؟ "
بدا صوته لطيفًا، على عكس صوت نائل العميق والبارد. وبذلك أدركت خلود
على الفور من هو المتصل.
عادة، لا تقبل بمثل هذا الاقتراحات لكن الآن كان كل تفكيرها منصبا على إكمال
هذا المشروع والحصول على المال في أسرع وقت ممكن.
فأجابته بلا اكتراث وما زال تركيزها منصبا على رسم التصميم: "حسنا. أرسل
لي عنوانك وسأطلب من مساعدتي الذهاب لأخذ قياساتك غداً.
فقال لها: "لا يمكن ذلك. فأنا شخصية معروفة ولا أستطيع أن أقابل الأشخاص
العاديين. يجب أن تأتي إلى هنا شخصياً.
طبقا كانت خلود تعرف مدى شهرته في البلاد، فعلى الرغم من أنه كان يعمل
في تدريب الوافدين الجدد وراء الكواليس في السنوات القليلة الماضية، إلا أن
أي عرض يشارك فيه الآن ينال إعجاب الجمهور ويحظى بالكثير من الرواج.
فقالت خلود: "حسنا سأتوجه إلى هناك شخصياً". ثم أنهت المكالمة.
كانت الشمس على وشك المغيب عندما أنهت التصميم أخيرًا وأرسلته إلى رانيا
ثم جمعت أغراضها وتوجهت للعودة إلى المنزل.
وكذلك أرسلت رسالة نصية إلى نائل قبل التوجه إلى منزل إبتهال
وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي استقلت خلود سيارة أجرة إلى
إستوديو فادي الذي أرسل عنوانه إليها.
عادة ما يقع إستوديو الفنان في أماكن أقل ازدحاما من المدن كالضواحي.
وعندما وصلت حدقت خلود إلى الإستوديو المصمم بشكل رائع، والذي يسوده
جو من الدفا.
وبالإضافة إلى ذلك كان هادئا كالجنة كونه بعيدًا عن صخب المدينة الكبيرة.
ولم يكن هناك أي بنايات صناعية شاهقة بالقرب منه، ولذلك فإن ضوء الشمس
يسطع مباشرة عليه بينما جعلته الألوان الرئيسية للمبنى - الأزرق والأبيض -
يبدو واضح المعالم.
السقف
وكذلك أعطته النوافذ الزجاجية اللامعة الممتدة من الأرض حتى
والمخطط الهندسي لها مظهرًا أنيقا. ليس هذا فحسب، بل تم تزيين كل زاوية
بأعمال فنية فريدة من نوعها.
حيث كان كل مصباح ملتو بطريقة مختلفة عن الأخرى وكل لوحة مرسومة من
قبل فنان مشهور.
وبعد أن أبلغت خلود موظفة الاستقبال بسبب زيارتها، رافقتها إلى المكتب
الواقع في أعمق جزء من المبنى.