رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والواحد والعشرين 121
الفصل 121 الملابس المخصصة
كان فادي يرتدي قميضا أسود رقيقًا مناقضا للون بشرته الفاتحة. كما كان يضع
بعض القلائد والخواتم المصنوعة من الفولاذ والتي زادت من جماله.
وعندما سمع الصوت رفع رأسه ونظر إلى خلود. فقال لها مبتسفا: "هل أحضرت
شريط القياس الخاص بك اليوم؟ إذا لم تحضريه، لدي الكثير من الخيارات.
ثم أخرجت شريط القياس الخاص بها بعد أن قالت: "لن يكون هناك حاجة
لذلك. إنه معي".
وبعد ذلك وقف فادي وتوجه نحوها.
ثم لاحظ سقوط الضوء على وجهها النظيف الصافي، والذي جعلها تبدو جميلة
كقطعة زمرد شفافة. وفي هذه الأثناء، كانت عيناها الصافيتان تحدقان في
المنظر خارج النافذة، وكان الهدوء المنعكس فيهما هادئا كلوحة فنية.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
ثم ظهرت نظرة ماكرة في عيني فادي واقترب من أذنها هامشا: "لا تنسي أن
تقومي بحفظ بالقياسات لديك بعد الانتهاء من هذا التصميم. فأنا أرغب بأن
تقومي بتصميم كافة ملابسي الرسمية في المستقبل".
فوجئت خلود باقترابه المفاجئ منها، ونظرت إليه غاضبة وقالت: "ليس عليك
أن تتحدث من هذه المسافة القريبة. فأنا لست صماء".
وعندما رأى أنه قد نجح في تحقيق هدفه ظهرت ابتسم برضا. وشعر أنها فتاة
تستحق الاهتمام ورغب في التقرب منها حتى لو لم ينجح في عقد صفقة معها.
ثم أخرجت خلود شريط القياس من حقيبتها وقالت له: "ارفع يديك".
رفع فادي يديه وبدا كما لو كان ملكا ينتظر خادمه ليقوم بتلبيسه.
ونظرًا لوجود فرق كبير في الطول بينهما كان على خلود أن تقف على رؤوس
أصابعها لتصل إليه. لكنها وقفت بعيدًا عنه، وكان واضحًا أنها تتجنب أي تماس
مفه.
عبس فادي وقال بنبرة يملها الغضب : " لست مريضًا، فلماذا تبقين بعيدة عني؟"
حيث لم تعجبه الطريقة التي تعاملت بها معه وكأنه شخص مريض.
أجابت خلود: "سوف" تتزوج قريبا، وزوجتك المستقبلية هي الممثلة الشهيرة
رانيا أصلان. أنا فقط قلقة أن تؤثر رؤيتنا بالقرب من بعض على علاقتك بها".
كانت تبذل قصارى جهدها لتفادي أي صراع معه.
فقال فادي ضاحكا: "ولماذا أشعر أنك تقلقين بشأن أن يساء فهمك من قبل نائل
فقط؟ "
وعندما أدركت أنه كشف نيتها، نظرت إليه بغضب واستمرت في أخذ قياساته
بالشريط الذي في يدها وخلال لحظات كانت قد انتهت من تسجيل القياسات.
"حسنا، لقد أخذت قياساتك. وسيكون اختيار التصاميم مسؤولية رانيا". أخذت
خلود شريط القياس والمفكرة ووضعتهما في الحقيبة. "في حال ليس هناك
شيء
آخر سأغادر الآن".
وبينما كانت على وشك المغادرة، أوقفها فادي قائلا: "لقد نسيت أن تأخذ قياس
البنطلون".
ابتسمت خلود قليلا لأنها لم تنسى ذلك، ولكنها ببساطة لم ترغب في أخذ تلك
القياسات. وقالت له: "يمكن تعديل حجم البنطلون بسهولة، لذا سأقوم
باستخدام المقاييس النموذجية للموديلات ذات الطول المشابه".
أحس فادي بالنبرة الروتينية التي كانت تستخدمها، ونظر إلى ساعته وابتسم
ابتسامة عريضة عندما قال: "حسنا، دعيني أرافقك إذن".
أومأت خلود وتوجهت لفتح الباب عندما رأت مجموعة من الأشخاص يقتربون.
ثم وقع نظرها على نائل الذي كان يرتدي بدلة سوداء وجهه الوسيم كان باردا
وتنبعث منه أجواء كتيبة وعندما سقط الضوء على جانب وجهه، جعله يبدو
وكأنه يتوهج.
حدقت خلود بدهشة. "نائل؟"
عندما رأى نائل خلود تخرج من إستوديو فادي زادت تعابير وجهه الكتيبة.
وضعت أفضل ابتسامة مطيعة على وجهها عندما سارت نحو نائل وقالت
بابتسامة لطيفة: "أنا هنا لأخذ قياسات زبائن الشركة".
نظر إليها نائل ببرود وسألها: "هل انتهيت؟"
أومأت قائلة: "نعم، انتهيت...
كان فادي في هذه الأثناء يستند إلى إطار الباب مقاطقا ذراعيه على صدره
وينظر بسخرية قائلا: "خلود، لا تنسي أن تحضري لي البدلات عندما تصبح
جاهزة لكي أقوم بتجريبها".
وعندما رأى كيف تغير وجه نائل شعر بالبهجة.
فقد كان يعرف أكثر من أي شخص آخر مدى الغيرة التي يشعر بها نائل الآن.
فهو لا يسمح لأي كان من الاقتراب من شيء يخصه. ربما كانت هذه نقطة
ضعف نائل الوحيدة.
تصلبت خلود عندما سمعت كلام فادي واستغربت لماذا قام بذكر البدلات بهذه
النبرة الغامضة وأجابت: "لا تقلق، سأطلب من مساعدي إحضارهم."
ثم أمسكت بذراع نائل وخرجوا مغا.
ساد الصمت المكان بعد أن دخلوا السيارة.
ثم نظرت خلود إلى نائل وسألته بفضول: "ماذا كنت تفعل في إستوديو فادي"
فعلى الرغم من أنها لم تر الاثنين يتعاملان مغا إلا أنها شعرت أنه لا بد أن هناك
نوع من الضغينة بينهما. فلن يذهب نائل إلى إستوديو فادي بدون سبب.
التفت سالم الجالس في الأمام وقال لها: "إن هذه الأرض ملك لشركة هادي.
وتخطط الشركة لاستعادتها الآن وبناء قصر عليها".
"ستستعيدون الأرض؟ هل
يعني
ذلك أن فادي سيضطر لنقل الإستوديو الذي
يملكه؟ " تفاجأت خلود وشعرت أنه من الأسف تشييد قصر في منطقة جميلة
مثل هذه.
أجاب سالم: "حسنا، لم يتم اتخاذ قرار بعد فما زلنا نتفاوض على السعر.
فعندما تم تأجير الأرض منذ بعض السنوات، تم ذلك بعقد إيجار لمدة عشر
سنوات على أن تتم زيادة السعر كل خمس سنوات.
وبما أنه حان الآن الوقت لزيادة السعر يجب على فادي أن يعيد الأرض إلى
شركة هادي إذا لم يكن قادرًا على تحمل دفع تكاليفها.
نظر نائل إلى خلود وسأل هل أنت خائبة لسماع ذلك؟"
"بالطبع لا. إنه ليس الإستوديو الخاص بي في النهاية. ردت خلود مبتسمة: "أنا
فقط أحسده على وجود مثل هذا المكان الجيد والواسع للعمل، هذا كل شيء".
لقد شعرت أنه يمكنها إنجاز الكثير من العمل في مكان كهذا، واعتقدت أنه
المؤسف أن نترك مثل هذا المكان الجيد يضيع سدى.
راض عن إجابتها، لم يطرح نائل عليها المزيد من
الأسئلة.
من
وسرعان ما انتقلت السيارة من الضواحي إلى وسط المدينة الصاخبة ثم توقفت
عند مدخل شركة الرضا.
وقبل أن تنزل خلود من السيارة قال لها نائل "تعالي إلى قصر الحديقة الأخاذ
بعد الانتهاء من عملك اليوم".
كانت خلود ترغب في البقاء في الشركة حتى وقت متأخر لتتمكن من انتهاء
عملها بسرعة. ولكن عندما سمعت كلام نائل ترددت قليلا قبل أن تنظر إليه
وتقول: "حسناً".
وبمجرد نزولها، انطلقت السيارة.
كانت خلود قد وصلت إلى مكتبها للتو عندما تلقت رسالة على هاتفها.
وكانت رسالة من فادي نصها: لدي فنانة ستصدر ألبومًا جديدًا قريبا، وأريدك أن
تقومي
بتصميم
ملابسها مقابل مائة ألف.
شعرت خلود بالإغراء عندما رأت أرقام الأجر المتوقع، فأجابته على الفور:
بالتأكيد. حسنا أرسل لي معلومات الفنانة.
وعلى الفور، رد عليها فادي ليخبرها أن الفنانة هي لولو.
وكان قد مر وقت طويل منذ آخر لقاء بينهما، ورأت خلود أن لولو قد اكتسبت
بعض الخبرة. ولذلك اعتقدت أنه من الأفضل أن تعمل مع شخص تعرفه
وشعرت فجأة بأنها غير قادرة على رفض هذه الفرصة.
وبعد العمل بجد حتى المساء، أنهت تصاميم فستان الزفاف والبدلة أخيرًا
وقامت بإرسالها إلى رانيا قبل مغادرة المكتب.
وعندما عادت إلى قصر الحديقة الأخاذ، رأت خلود أن هناك عدة مصففين
ينتظرونها في غرفة المعيشة. لقد طلب منا السيد هادي تصفيف شعرك، السيدة
هادي".
وبينما كانت تشعر بالحيرة من الأمر، تم اصطحابها بسرعة إلى الطابق العلوي.
ساعة، ارتدت فستان سهرة فخمّا من الريش كان خفيفًا وأنيقا. وكان
شعرها الأسود الطويل مربوظا، مما أعطاها مظهرًا أنيقا ورشيقا.
وبعد
عندما انتهت خلود من تصفيف شعرها، وصلت سيارة نائل إلى الباب.
